Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

محمد فريد والنفاق

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تضحيات محمد فريد
محمد فريد والنفاق
New Page 5360

  مصر للمصريين ضد شعار الخلافة‏(1)

جريدة الأهرام 1/8/2009م السنة 133 العدد 44798 ‏ بقلم : د‏.‏ رفعت السعيد

يدون محمد فريد بانبهار وافتخار نصوصا يعتبرها رمزا مبهرا لقوة دولة الخلافة‏,‏ ونقرأ في رسالة‏:‏

من السلطان سليمان إلي ملك فرنسا في ‏6‏ ديسمبر‏1525‏ م

الله ـ العلي ـ المعطي ـ المغني ـ المعني‏.‏ بعناية معزة عزة الله جلت قدرته‏,‏ وعلت كلمته‏,‏ وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء‏,‏ وقدوة فرقة الاصفياء محمد المصطفي صلي الله عليهم وسلم الكثير البركات‏,‏ وبمؤازرة قدس أرواح الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين وجميع أولياء الله‏.‏ أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين‏,‏ متوج الملوك‏,‏ ظل الله في الأرضين‏,‏ سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والأناضول والرومللي‏,‏ وقرمان الروم وولاية ذي القدرية وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة وجميع ديار العرب واليمن وممالك كثيرة ايضا التي فتحها آبائي الكرام وأجدادي العظام بقوتهم القاهرة‏,‏ أنار الله براهينهم‏,‏ وبلاد اخري كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر انا السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان‏(‏ محمد بك فريد المحامي ـ تاريخ الدولة العلية العثمانية ـ الطبعة الثالثة ـ بيروت‏(1977)‏ ص‏85.‏ والمثير للدهشة هو أن محمد فريد الذي ابدي انبهارا شديدا بعظمة الخلافة العثمانية ووجوب الولاء لها هو ذاته الذي قاتل بعد وقت وجيز دفاعا عن شعار مصر للمصريين‏,‏ بما يؤكد ان هذا الانبهار كان نوعا من الانحياز السياسي للعثمانيين خصوم الاحتلال البريطاني لمصر مانحا لنفسه ولغيره الأمل في ان هذه القوة الطاغية ستقف مع مصر لتحريرها من البريطانيين‏..‏

وعندما فقد فيهم فقد الانبهار بقوتهم والولاء لهم‏.‏ لكن يتعين ايضا‏,‏ ان نشير الي ان هذا الانبهار بالتجبر العثماني والولاء له انعكس مصريا ايضا‏,‏ فإذا بنا نجد مفردات مشابهة تستخدم في مديح الخديو المصري‏,‏ فنقرأ في تقريظ الجزء الأول من الخطط التوفيقية الحضرة المهيبة الخديوية‏,‏ والطلعة الداورية التوفيقية‏,‏

حضرة سيدنا ومولانا الذي عم الأنام احسانه وشملهم جوده وامتنانه‏,‏ محيي رفات المكارم ومشيد أركان المفاخر علي مكين اساسها‏:‏ سيد ملأ القلوب ابتهاجا‏..‏ ولمن حل في حماه مجير وسع الناس حلمه وهو سيف‏..‏ في حدود الله ما من غيور وأنام الأنام في ظل أمن‏..‏ بحماه وسيفه مشهور هو شمس الوجود لولاه ما أزهر‏..‏ بدر واستفاض النور الشهم الذي اقتاد المعالي بهمته‏,‏ والمهيب الذي عنت جباه الجبابرة لهيبته‏,‏ ذو الجناب المجيد‏..‏ مازالت ألوية العز خافقة علي هامه‏(‏ علي مبارك الخطط التوفيقية ـ جزء‏1‏ ـ تقريظ الطبعة الأولي بقلم الفقير إلي الله تعالي محمد الحسنين ـ ص‏22).‏

فإذا سألنا من هو هذا الشهم الذي اقتاد المعالي بهمته والمهيب الذي عنت جباه الجبابرة لهيبته اكتشفت انه توفيق الذي استقدم الاحتلال الانجليزي لحمايته من الثورة العرابية والذي ظل خادما مطيعا للاحتلال‏.‏ إنه ما ترسب في الذهن المصري‏,‏ إذ يقتدي بالنفاق العثماني الذي يمزج وعن عمد بين الإيمان الديني والولاء المطلق للحاكم أيا كان هذا الحاكم فإذا تولي هذا الحاكم‏,‏ موقع الخلافة‏,‏ وأصبح خاقان البرين والبحرين وحامي حمي الإسلام والمسلمين‏,‏ فهو الولاء والتابعية المطلقة‏.‏  

This site was last updated 11/15/12