ملحق 1
تعليق الأنبا بيشوى مطران دمياط
على الأوراق المقدمة من الكنيسة الأشورية
أولاً : الورقة التى قدمها باواى سورو مطران الكنيسة الأشورية
فى المؤتمر الثانى للحوار السريانى
الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى فبراير 1996 فى فيينا
بعنوان
هل أفسس يوحّد أم يفرق؟
إعادة تقييم لمجمع أفسس - رؤية للكنيسة الأشورية فى الشرق
Does Ephesus Unite or Divide?
Re-evaluation of the Council of Ephesus - an Assyrian Church of the East Perspective
• فى ورقته التى ألقاها فى فبراير 1996 فى فيينا فى حوار الكنائس ذات التقليد السريانى، طالب المطران سورو بأن يبقى نسطور موضع تقدير وإعجاب كنيسته الأشورية وبأن يُفهم تعليمه كتعليم أورثوذكسى وفيما يلى سطور من الورقة المذكورة وهى بعنوان "هل مجمع أفسس يوّحد أم يفرِّق؟"
“…we would only ask that a like effort be made to understand Nestorius’ equally orthodox concern to promote the use of language expressing Christ’s complete and uncompromised human and divine natures. As we do not ask anyone to revile the memory of Cyril, we would respectfully ask not to be required to abandon our long held admiration of, and appreciation for Nestorius.
وترجمة هذه الفقرة كما يلى:
"نحن نطلب فقط أن يُبذل جهد مماثل لفهم الإهتمام الأرثوذكسى المساوى لنسطور فى تعزيز إستخدام اللغة التى تعبّر عن طبيعتى المسيح الإنسانية والإلهية الكاملتين والغير قابلتين للمقايضة. وكما أننا لا نسأل أحداً أن يلعن ذكرى كيرلس، هكذا نسأل بوقار ألا يطلب منا أن نتخلى عن إعجابنا وتقديرنا لنسطور، الذى تمسكنا به طويلاً."
• وعاد فكرر الطلب من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أن ترفع سوء الفهم والحكم غير الصائب ضد كريستولوجية نسطور التى أعيد (من وجهة نظره) إكتشافها، وتقييمها، وقبولها بواسطة الدارسين الحديثين كتعليم أرثوذكسى. وفيما يلى سطور من نفس الورقة بهذا الشأن :
“One could only pray and hope that the Oriental Orthodox brethern from all ecclesial traditions would, in the near future, be able to take similar steps like those of the Assyrian Church and rise above the historical misunderstanding, misjudgment, or whatever difficulty they still may have with Nestorius' Christology which, I believe, today has been re-discovered, re-evaluated, understood, and accepted, by modern scholarly research, as an orthodox teaching.”
وترجمة هذه الفقرة كما يلى :
"يمكن للواحد منا فقط أن يصلى ويأمل أن يستطيع الأخوة الأرثوذكس الشرقيين فى سائر التقاليد الكنائسية، فى المستقبل القريب، أن يتخذوا خطوات مماثلة للخطوات التى إتخذتها الكنيسة الأشورية، وأن يسموا فوق سوء الفهم والحكم التاريخى الخاطئ، أو أية صعاب لا تزال لديهم ضد كريستولوجية نسطور، التى أظن أنه قد تم اليوم إعادة اكتشافها وإعادة تقييمها وفهمها وقبولها كتعاليم أرثوذكسية، عن طريق أبحاث الدراسات الحديثة."
• وقد أشار المطران باواى سورو فى نفس الورقة إلى الحروم التى فرضتها كنيسته ضد القديسين كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى، كما ذكر تكريم كنيسته وولائها لنسطور وثيئودور وإعتبار أن هذه صعوبات تواجه الأرثوذكس الشرقيين، فكتب ما يلى:
“… the Assyrian Church’s anathemas imposed on Cyril of Alexandria and Severus of Antioch, and, at the same time, her veneration of, and devotion to, Nestorius and Theodore.”
وترجمته كما يلى :
"… إن الحروم التى فرضتها الكنيسة الأشورية على كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى وفى نفس الوقت تكريمها، وولاءها لنسطور وثيئودور…"
• وفى نفس الورقة هاجم المطران سورو المحاكمة التى قادها كيرلس السكندرى ضد نسطوريوس وقال أنها كانت محاكمة غير عادلة وغير قانونية كان فيها المدعى هو القاضى. وأشار إلى أن لاهوتيين من غير الأشوريين قد إعتبروا أن دوافع الكراهية الشخصية، والطموحات السياسية هى التى حركت كيرلس السكندرى للحكم على نسطوريوس. وإستشهد فى ذلك بورقة الأب أندريه دى هالو الكاثوليكى التى قُدّمت فى فيينا وفى الحوار مع MECC فى ليماسول:
“… a tumultuous council took place, with Cyril acting as both prosecutor and judge of Nestorius. The trial of Nestorius at Ephesus in which he was condemned has always been viewed by the Church of the East as unfair and illegal. It should be noted that others, outside the Church of the East and with impeccable credentials as orthodox scholars, have also agreed with that judgment, attributing the chaotic and embittered atmosphere at Ephesus to personal animus and political ambition on the part of Cyril. The Roman Catholic theologian Andre de Halleux, OFM, writing in 1992, described the proceedings in much the same way as Church of the East fathers have. I have summarized his conclusions below:
What happened in reality is that Cyril had transformed a council at which the emperor wanted doctrine to be defined ‘without any dissension born of anipathy.’ Held in illegality by a tribunal where the judge was also the accuser and where the charge was not made the object of scrupulous verification, this trial by default could only come to an end as a questionable deposition. And yet this deposition would soon be passed off as a doctrinal anathema, imposed on the oriental bishops by an emperor more and more hostile to the archbishop of his capital.”
وترجمة ذلك كما يلى :
"جرى مجمعاً مشوشاً، قام فيه كيرلس بدور كلٍ من المدعى والقاضى لنسطور. وكانت نظرة كنيسة المشرق دائماً للمحاكمة التى أُدين فيها نسطور فى أفسس، أنها غير عادلة وغير شرعية. ويجب أن نشير إلى أن آخرين، من خارج كنيسة المشرق وبأوراق معتمدة معصومة كدارسين أرثوذكس قد وافقوا أيضاً على هذا التقييم ناسبين الجو المشوش والمرير فى أفسس إلى العداء الشخصى والطموح السياسى من جانب كيرلس. فقد كتب اللاهوتى أندريه دى هالو من الكاثوليك الرومانيين عام 1992 واصفاً إجراءات المحاكمة بنفس الطريقة تقريباً التى وصفها بها آباء كنيسة الشرق. وقد لخصت نتائجه فيما يلى:
"إن ما حدث فى الحقيقة هو أن كيرلس قد حوَّل مسار مجمعاً أراد فيه الإمبراطور تعريف العقيدة "بدون أى شقاق وليد للنفور". ولأن المجمع قد تم إنعقاده فى عدم شرعية وبمحكمة كان القاضى فيها هو نفسه المدعى، ولم يكن الإتهام غرضاً لفحص مدقق، لذلك لم يكن هذا الحكم الغيابى إلا لينتهى بعزل مشكوك فيه. وعلى الرغم من ذلك فقد سرى سريعاً كحرم عقيدى فُرض على أساقفة الشرق عن طريق الإمبراطور الذى كان عداؤه يتزايد أكثر فأكثر تجاه رئيس أساقفة عاصمته."
ثانياً : الورقة التى قدمها المطران أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية
فى المؤتمر الثانى للحوار السريانى
الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى فبراير 1996 فى فيينا
بعنوان
ملخص الحوار الكريستولوجى…
Summary of the Christological Debate…
• فى ورقته المذكورة قال المطران أبريم أنه لا كيرلس السكندرى ولا نسطوريوس يصلح لأن يكون هو الأب المشترك ثم طالب برفع الحروم بالتبادل من الجانبين عن كليهما. ما يلى هو اقتباس من ورقته:
“…if we attempt to project “our common father in Christ”, it should be anybody other than Cyril of Alexandria or Nestorius of Constantinople. The mutual anathemas of both Cyril and of Nestorius should be omitted by those Churches which at present recite these anathemas even in this ecumenical era”.
وترجمته كما يلى :
"إذا حاولنا تدبير "الأب المشترك لنا فى المسيح" يجب أن يكون أى إنسان سوى كيرلس السكندرى أو نسطور القسطنطينى. فيجب حذف الحرومات المتبادلة ضد كيرلس ونسطور من تلك الكنائس التى تتلوها فى الوقت الحاضر، حتى فى هذا الزمن المسكونى".
• وأفاد أيضاً فى ورقته أنه بالرغم من أن نسطوريوس ليس هو مؤسس الكنيسة الأشورية، ولكنه هو أب لهم بصورة قوية جداً. وعلى حد تعبيره باللغة الإنجليزية : "is very much their father"
“How much do the Assyrians care for Nestorius? How much do they “hate” Cyril of Alexandria. Although the Assyrians state that Nestorius is not their founder and therefore refuse to be called Nestorians, the general trend is that Nestorius, though Greek, is very much their father. The Assyrians never cared to understand teachings of Cyril of Alexandria.”
وترجمته كما يلى :
"إلى أى حد يهتم الأشوريون بنسطور؟ كم "يكرهون" كيرلس السكندرى؟ بالرغم من أن الأشوريون يذكرون أن نسطور ليس مؤسسهم ولذلك فإنهم يرفضون أن يُدعوا نساطرة، إلا أن الإتجاه العام هو أن نسطور، رغم كونه يونانياً، فهو أب لهم بصورة قوية جداً. لم يهتم الأشوريون أبداً بفهم تعاليم كيرلس السكندرى".
ثالثاً : الورقة التى قدمها المطران باواى سورو من مطارنة الكنيسة الأشورية
فى الحوار السريانى
الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 فى فيينا
بعنوان
هل التعليم الاهوتى لكنيسة الشرق هو تعليم نسطورى؟
Is the Theology of the Church of the East Nestorian?
• شرح المطران باواى سورو كيف تكرّم الكنيسة الأشورية نسطوريوس مع ديودور الطرسوسى، وثيئودور الموبسوستى فى صلواتها، وتعيّد لهم فقال : إذا كان السؤال هو بشأن تكريم كنيسته لنسطور وإستمرارها فى ذلك فإن الإجابة واضحة.
“The liturgies of the church invariably name Nestorius, with Diodore of Tarsus and Theodore of Mopsuestia, in their litanies. The calendar features a “Memorial of the Greek Doctors” a list of “western” fathers which includes - and emphasizes - the same three theologians. If the question is “Does the Church of the East venerate Nestorius and continue to employ his theological vocabulary?” the answer is obvious.”
وترجمة ذلك كما يلى :
"إن ليتورجيات الكنيسة تدعو بثبات كلٍ من نسطور وديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى فى ليطانياتهم. ويحدد التقويم "تذكار المعلمين اليونان" فى قائمة الآباء "الغربيين" التى تشتمل -وتؤكد- على نفس الثلاثة لاهوتيين. إذا كان السؤال هو "هل كنيسة الشرق تُكرِّم نسطور وتستمر فى إستخدام تعبيراته اللاهوتية؟" فإن الإجابة واضحة".
• ثم شرح فى نفس هذه الورقة كيف تكونت مدرسة الرها وإستقر فيها تعليم الطبيعتين بقوة ووضوح لأن المدرسة الأنطاكية الفكرية قد تمركزت هناك خاصة بواسطة تلاميذ ثيئودور الموبسويستى أسقف ما بين النهرين وكيف أغلقها الإمبراطور البيزنطى زيون 489م فإنتقلت إلى الإمبراطورية الفارسية فى نصيبين. وكيف إستخدمت مدرسة نصيبين التعبيرات التى حرمها (القديس) كيرلس وشركاؤه فى مجمع أفسس. وفى نفس الوقت قدّمت التكريم لنسطوريوس كحامى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندرى وفى الهامش أوضح كيف أفادت كتابات وشروحات تُرجمت إلى السريانية لثيئودور الموبسويستى، كنيسة الشرق (يقصد الكنيسة الأشورية).
“Under the influence of its patron, a zealous defender of the Antiochene positions, and of his choice to head the school, Narsai, the institution flourished and gained respect as a serious center of learning. The Antiochene partisans at Nisibis vigorously promoted their Christological position, using the terminology familiar to them, that is, with the very terminology anathematized by the Ephesene synod and by the partisans of Cyril. Among them Nestorius was venerated as a staunch defender of Antiochene orthodoxy and a martyr to the pride and arrogance of Cyril of Alexandria. The reluctance of the bishops of the church of the East to take a definitive posture, whether position or negative, relative to Nestorius gave these partisans the opportunity and freedom to further their cause in his defense.”
وترجمة ذلك كما يلى:
"تحت تأثير متولى الأمر، نارساى، وهو المدافع الغيور للوضع الأنطاكى، وبإختياره لرئاسة المدرسة، فقد إزدهر المعهد ونال تكريماً كمركز علمى خطير. روَّج الموالين الأنطاكيين فى نصيبين بقوة، وضعهم الكريستولوجى مستخدمين التعبيرات المألوفة لهم، أى نفس التعبيرات التى تم حرمها فى مجمع أفسس، وعن طريق الموالين لكيرلس. وكان يتم تكريم نسطور بينهم كمدافع قوى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندرى. إن إحجام أساقفة الكنيسة فى الشرق عن إتخاذ وضعاً قطعياً، إما إيجابياً أم سلبياً، بالنسبة لنسطور أعطى هؤلاء الموالين الفرصة والحرية لتصعيد علتهم فى الدفاع عنه." (انظر الحاشية 16)
*************************
16 The theology of the school at Edessa was related to the Antiochene school of thought. Some teachers at Edessa had studied at the feet of Theodore of Mopsuestia, and providing translations of Antiochene theological works and Biblical commentaries for the Syriac-speaking world was a significant by-product of the Edessene school’s overall contribution to the Church in the East.
الترجمة العربية: إن التعليم اللاهوتى لمدرسة الرها كان مرتبطاً بمدرسة أنطاكيا الفكرية. فقد تعلَّم بعض اساتذة الرها تحت أقدام ثيئودور الموبسويستى، ويعد ما قدمته مدرسة الرها من ترجمات للكتابات اللاهوتية الأنطاكية والتفاسير الكتابية للمتكلمين بالسريانية نتاجاً له شأنه فيما ساهمت به نحو كنيسة المشرق عموماً.
رابعاً : الورقة التى قدمها المطران أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية
فى ندوة الحوار المسكونى التاسعة والخمسون لبرو أورينتا فى فيينا 18/6/1990
بعنوان
هل كان نسطور نسطورياً؟
WAS NESTORIUS A NESTORIAN?
فى ورقته التى قدّمها فى يونية 1990 فى فيينا ونشرت كملحق لوثائق الحوار السريانى الذى جرى فى فيينا فى يونية 1994، شرح المطران أبريم كيف تكرّم الكنيسة الأشورية ديودوروس وثيئودوروس ونسطوريوس فى صلواتها اليومية، وتعيّد لهم وتعتبرهم قدّيسين. وفى نفس الصلوات تذكر مقاومى وأضداد نسطوريوس مثل كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى كرجال أشرار.
1. The Greek Fathers"
While we examine the prayer books found in the Chaldean Syrian Church in Trichur, we come across references to three Greek fathers, namely Diodoros of Tarsos, Theodoros of Mopsuestia and Nestorius of Antioch. To mention these three together is the common custom of the Church of the East. That is the reason why it is called the Nestorian Church. It is a Church that venerates Diodoros, Theodoros and Nestorius, but it is not a Church founded by any of the three. A Nestorian Father of the 13th century, Mar Abdiso, says:
“As to the Easterns, however, because they never changed their faith, but kept it, they received it from the apostles; they were unjustly styled ‘Nestorians’, since was Nestorius was not their Patriarch, neither did they understand his language; but when they heard that he taught the doctrine of the two natures, two Qnome, one will, one Son of God, one Messiah, they testified about this that he confessed the faith as orthodox. Because they too held it likewise. Nestorius, then followed them, and they him, and that more especially in the matter of the appellation ‘Mother of Christ’.
The fifth Friday after the Epiphany is observed as a memorial to the Malpane Yavnaye Greek doctors. The prayers for that day are seen in the Khudra. The heading of these prayers is given as a Memorial of Greek Doctors. The second line, like a subtitle states “Mar Diodoros and Mar Theodoros and Mar Nestorius.” The next twenty printed pages of prayers have several references to these saints.
On the second Wednesday of the Advent seasons the Church requests that the prayers of Diodoros, Theodoros and Nestorius be a fortress to them. These prayers speak of Nestorius as Kadhisa (holy) Nestorius and their holy teaching. All the three, i.e. Diodoros, Theodoros and Nestorius are spoken of as teachers (Malphane), priests and holy men (Kadhisa). These prayers also speak of the opponents of Nestorius, namely Cyril of Alexandria and Severus as “wicked” men.
These three fathers are so important to the Church of the East, so that their names are mentioned not only on the Memorial of the Greek Doctors but also every day in the litany of the evening prayers as well as the litany of the liturgy. In the litany these three are remembered along with the three Syrian teachers, i.e. Ephrem, Narsai and Abraham.”
وترجمته كما يلى :
"1-الآباء اليونانيين
حينما نفحص كتب الصلوات الموجودة فى الكنيسة السريانية الكلدانية فى طيشور، يقابلنا ذكر ثلاثة آباء يونانيين هم ديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى ونسطور الأنطاكى. وذكر هؤلاء الثلاثة معاً يعتبر عادة عامة فى كنيسة الشرق. وهى لذلك تُدعى الكنيسة النسطورية. هذه الكنيسة تُكرِّم كلٍ من ديودور وثيئودور ونسطور، ولكنها ليست كنيسة مؤسسة عن طريق أى من الثلاثة. أحد الأباء النساطرة فى القرن الثالث عشر وهو مار أديسو يقول:
لكن بالنسبة للشرقيين، ولأنهم لم يغيِّروا إيمانهم أبداً، بل أبقوا عليه لأنهم قبلوه من الرسل؛ فقد كانت تسميتهم "بالنساطرة" غير عادلة، لأن نسطور لم يكن بطريركهم، كما أنهم لم يفهموا لغته؛ ولكنهم حينما سمعوا أنه يعلِّم بعقيدة الطبيعتين والأقنومين والمشيئة الواحدة، وإبن واحد لله، ومسيح واحد، فقد شهدوا عنه أنه إعترف بالإيمان الأرثوذكسى، لأنهم حملوه مثله. ثم تبعهم نسطور وهم تبعوه، وبأكثر خصوص فى أمر تسمية "أم المسيح".
يُرصد يوم الجمعة الخامس الذى يلى عيد الظهور الإلهى كذكرى لملفان ياوان Malphane Yavanye المعلمين اليونانيين. تُرى صلوات هذا اليوم فى الخضرا Khudra ورأس هذه الصلوات يعطى كتذكار للمعلمين اليونانيين. والسطر الثانى كعنوان فرعى نصه: "مار ديودور ومار ثيئودور ومار نسطور" والعشرون صفحة المطبوعة التالية التى لهذه الصلوات بها ذكر كثير لهؤلاء القديسين.
وفى الأربعاء الثانى لموسم الميلاد تطلب الكنيسة أن تكون صلوات ديودور وثيئودور ونسطور حصناً لها. هذا الصلوات تتكلم عن نسطور كقديس (holy) Kadhisa القديس نسطور وتعاليمهم المقدسة. والثلاثة أى ديودور وثيئودور ونسطور جميعاً يقال أنهم معلمين ملفان Malphane، كهنة ورجال قديسين (kadhisa). وتذكر هذه الصلوات أيضاً أضداد نسطور، أى كيرلس السكندرى وساويروس كرجال أشرار "wicked".
لهؤلاء الثلاثة آباء أهمية كبيرة بالنسبة لكنيسة الشرق، حتى أن أسماءهم تذكر ليس فقط فى تذكار المعلمين اليونانيين، لكن أيضاً كل يوم فى ليطانيات صلوات المساء وليطانيات القداس. فى الليطانيات يذكر هؤلاء الثلاثة مع الثلاثة معلمين السريان أى إفرايم ونارساى وأبراهام".
• وفى نفس ورقة المطران أبريم الأشورى التى دافع فيها عن كريستولوجية وتعاليم نسطوريوس إعترف أن نسطور قد علّم بوجود شخصين "two prosopa" فى المسيح : وفيما يلى سطوراً من ورقته تفيد ذلك :
“Therefore the image of God is the perfect expression of God to men. The image of God, understood in this sense, can be thought of as the divine prosopon. God dwells in Christ and perfectly reveals himself to men through him. Yet the two prosopa are really one image of God.”
The same author rightly thinks that Nestorius’ use of the image of God solves “in a fairly coherent way the fundamental problems of the Antiochene Christology.”
وترجمته كما يلى :
"لذلك فإن صورة الله هى التعبير الكامل عن الله للإنسان. صورة الله إذا فهمت بهذا المعنى يمكن أن يظن أنها شخص prosopon إلهى. يسكن الله فى المسيح ويعلن ذاته للإنسان بالكامل من خلاله. لكن الشخصين prosopa هما فى الحقيقة صورة واحدة لله.
نفس الكاتب (Rowan Greer) يظن بالصواب أن إستخدام نسطور لصورة الله تحل "بطريقة ملائمة بمطابقة المشاكل الأساسية الخاصة بالكريستولوجية الأنطاكية".
خامساً :الورقة التى قدمها المطران أبريم موكن من مطارنة الكنيسة الأشورية
فى الحوار السريانى الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 فى فيينا
بعنوان
هل لاهوت الكنيسة الأشورية نسطورى؟
IS THE THEOLOGY OF THE ASSYRIAN CHURCH NESTORIAN?
هاجم المطران أبريم فى ورقته المقدمة فى الحوار السريانى فى فيينا فى يونية 1994 كيرلس السكندرى فى موقفه من نسطوريوس فى مجمع أفسس بإعتبار أنه حكم عليه لسبب عداوته الشخصية له أكثر مما لسبب وجود خلافات بينهما على مسائل كريستولوجية.
وقد ورد النص التالى فى ورقته :-
A short evaluation of the Council of Ephesus of 431 A.D. would bring us to the conclusion that the Council of Ephesus of 431 A.D. was guided also by the personal enmity of Cyril against Nestorius, rather than the Christological issue which was evidently the cause according to the “official version”. Moreover, the help of the Pope of Rome given to Cyril resulted in the ultimate victory.”
وترجمة ذلك:
"إن تقييماً قصيراً لمجمع أفسس عام 431م سيوصلنا إلى خلاصة أن مجمع أفسس عام 431م أيضاً قادته عداوة شخصية من كيرلس ضد نسطور، وليست مسألة الكريستولوجى التى كانت تبدو أنها السبب وفقاً "للنص الرسمى". علاوة على ذلك فإن مساعدة بابا روما لكيرلس نتج
***************************************
ملحق 5
الرد على دفاع الراهب أثناسيوس المقارى
عن الكنيسة الأشورية
فى كتابه "كنيسة المشرق الأشورية"
لقد أصدر أحد الرهبان قال عن نفسه "راهب من الكنيسة القبطية" كتاباً عن الكنيسة الأشورية باسم "الكنائس الشرقية وأوطانها- الجزء الأول- رؤية عامة- كنيسة المشرق الأشورية".*
قد أساء هذا الراهب كثيراً إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدفاعه فى هذا الكتاب عن الأشوريين، واستخدم أساليب غير علمية أدت إلى نوع من قلب الحقائق، ومغالطات فى الاقتباسات من المراجع، وإليكم الدليل:
مغالطات فى عرض الحقائق فى كتاب "الكنائس الشرقية وأوطانها":
فى صفحة 228 كتب الراهب أثناسيوس المقارى ما يلى:
[ فى سنة 1994 أعلنت الكنيسة الأشورية إيمانها فيما يختص بالسيد المسيح، تحت الصيغة التالية: "نؤمن بأن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، هو الإله الابن المتجسد، تام فى لاهوته، وتام فى ناسوته. لم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا لطرفة عين. ونؤمن أن ناسوته واحد مع لاهوته بغير اختلاط أو امتزاج أو انقسام أو انفصال" ].
والحقيقة هى أن قداسة البابا شنودة الثالث هو كاتب هذه الصيغة وليس الأشوريين، وذلك فى فيينا سنة 1971م. وكان المطران باواى سورو الأشورى ومعه المطران الأشورى الآخر نرساى دى باز، قد حضرا لمقابلة قداسة البابا فى الدير فى يناير 1995م وقالا: نحن مستعدون أن نوافق على الصيغة التى وضعتها قداستكم فى فيينا سنة 1971 بخصوص طبيعة السيد المسيح. واقترح أن نقوم بعمل اتفاق معاً على أساس هذه الصيغة. فوافقنا على البدء فى الدخول فى حوار لاهوتى بشرط أن تحذف أسماء نسطور، وديودور الطرسوسى، وثيئودور الموبسويستى من ليتورجياتهم، فكانت إجابتهما أن شعبهم قد تعوّد على تكريم هؤلاء المعلمين ، فلنبدأ بالعقيدة أولاً وبعد ذلك مع مرور الوقت نقنع الشعب بحذف هذه الأسماء. وقال له قداسة البابا أنا لا أستطيع أن أعمل اتفاق مع شعب يحرم القديس كيرلس ويكرّم هؤلاء المعلمين النساطرة. فترجّوا أن يعطيهم قداسة البابا فرصة من الوقت لتصحيح الأوضاع.
ثم فى العام التالى (فبراير 1996) دعيت إلى فيينا لحضور الحوار اللاهوتى (بصفة مراقب)، فوجدت نفس هذا المطران الأشورى باواى سورو يدافع عن نسطور ويطالب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالاعتراف بأرثوذكسية تعليم نسطور. فواجهته داخل الاجتماع، وقلت له أنك تقول هنا عكس ما اتفقتم به مع قداسة البابا شنودة الثالث فى مصر. فأنكر ما قاله فى مصر، فأعلمته بأننا لدينا شرائط مسجلة بهذا الكلام. بل إن المطران بول صياح (من الكنيسة المارونية) كان حاضراً فى المقابلة التى تمت مع قداسة البابا فى مصر كما كان حاضراً فى فيينا فى نفس المؤتمر ولم ينكر ذلك. فاتضح لنا خداع هؤلاء الناس وتمسكهم بتكريم نسطور وبتعاليمه، وأنهم حتى ولو وقّعوا على اتفاقيات فإن ما يعلِّموه داخل كنائسهم وينادون به فى ليتورجياتهم، يختلف تماماً عما يتظاهرون به.
إن هذا الكتاب (الكنائس الشرقية وأوطانها -كنيسة المشرق الأشورية) ينتقى أقوالاً لا تدل على الإيمان الحقيقى لهذه الكنيسة. كما أن هناك مغالطات فى الاقتباسات التى وردت فيه. وهناك اقتباسات كتب المؤلف أنها للأشوريين وحقيقة الأمر أنها إقتباسات للكاثوليك وقد وردت فى الأوراق المقدمة فى الحوار السريـانى الذى نظمتـه مؤسسـة برو أورينتـا فى فيينـا عامـى 1994 و1996.