Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

لماذا إرتد ابن أبي سرح مع أنه من كتبة الوحى؟
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الآية التى نزلت على أبى سرح

Hit Counter

 

لماذا قال ابن أبي سرح :" يوحى إليَّ كما يوحى إلى محمد " ؟
 جاء في سورة الأنعام 6: 93 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
قال البيضاوي: أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء - لعبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما نزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين فلما بلغ قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر قال عبد الله تعجباً من تفصيل خلق الإنسان. فقال عليه الصلاة والسلام: اكتبها فكذلك نزلت. فشك عبد الله وقال: لئِن كان محمد صادقالقد أُوحيَ إليّ كما أوحي إليه، ولئِن كان كاذبالقد قلتُ كما قال .
ذكر في السيرة للعراقي: إن كتّاب محمد كانوا اثنين وأربعين كاتباً. منهم عبد الله بن سرح أبي العامري وهو أول من كتب من قريش بمكة ثم ارتدّ وصار يقول: كنت أصرف محمداً حيث أريد. كان يملي عليَّ عزيز حكيم فأكتب عليم حكيم فيقول نعم كلٌ سواء. وفي لفظ كان يقول اكتب كذا، فأقول اكتب فيقول اكتب كيف شئت. ولما فضحه هذا الكاتب أورد في القرآن قوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أُوحي إليّ ولم يوح إليه شيء .
ولما كان يوم الفتح أمر محمد بقتل كاتبه، ففرَّ إلى عثمان بن عفان لأنه كان أخاه من الرضاعة (أرضعت أمُّه عثمان). فغيَّبه عثمان عنه. ثم جاء به بعدما اطمأن الناس واستأذن له محمداً. فصمت محمد طويلاً ثم قال نعم. فلماانصرف عثمان قال محمد لمن حوله: ما صمتُّ عنه إلالتقتلوه.
ونحن نسأل: كيف يكون محمد نبياً وهو يستحسن أقوال كتبته ويأمر بتدوينها على أنها وحي؟ وكيف يكون محمد نبياً وهو يؤمِّن عبد الله بن سعد على حياته ثم يحرِّض الناس على قتله؟

************************************

الصفحة الرئيسة >السيرة > المغازي > الجزء الثاني

http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=mga1597.htm

قال فحدثني عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال أسلم أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، ومخرمة بن نوفل قبل نسائهم ثم قدموا على نسائهم في العدة فردهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك النكاح . وأسلمت امرأة صفوان وامرأة عكرمة قبل أزواجهما ، ثم أسلما فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم عليهم وذلك أن إسلامهم كان في عدتهم .
قالوا : وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فربما أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سميع عليم فيكتب عليم حكيم فيقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول كذلك الله ويقره . وافتتن وقال ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت ، هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد . وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا ، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح فلما كان يومئذ جاء ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة فقال يا أخي ، إني والله اخترتك فاحتبسني هاهنا ، واذهب إلى محمد فكلمه في ، فإن محمدا إن رآني ضرب الذي فيه عيناي إن جرمي أعظم الجرم وقد جئت تائبا . فقال بل اذهب معي . قال عبد الله والله لئن رآني ليضربن عنقي ولا يناظرني ، قد أهدر دمي ، وأصحابه يطلبونني في كل موضع . فقال عثمان انطلق معي ، فلا يقتلك إن شاء الله فلم يرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبي سرح واقفين بين يديه فأقبل عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتقطعه وكانت تلطفني وتتركه فهبه لي . فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل عثمان كلما أعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه استقبله فيعيد عليه هذا الكلام فإنما أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه لأنه لم يؤمنه فلما رأى ألا يقدم أحد ، وعثمان قد أكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله تبايعه فداك أبي وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم . ثم التفت إلى أصحابه فقال ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله ؟ أو قال " الفاسق " . فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلي يا رسول الله ؟ فوالذي بعثك بالحق إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلي فأضرب عنقه . ويقال قال هذا أبو اليسر ويقال عمر بن الخطاب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أقتل بالإشارة وقائل يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ إن النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون له خائنة الأعين فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يفر من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما رآه فقال عثمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي [ أنت ] وأمي ، لو ترى ابن أم عبد الله يفر منك كلما رآك فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال أو لم أبايعه وأؤمنه ؟ قال بلى أي رسول الله ولكنه يتذكر عظيم جرمه في الإسلام . فقال النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام يجب ما كان قبله فرجع عثمان إلى ابن أبي سرح فأخبره فكان يأتي فيسلم على النبي مع الناس .
وأما الحويرث بن نقيذ من ولد قصي ، فإنه كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر دمه فبينا هو في منزله يوم الفتح قد أغلق بابه عليه وأقبل علي عليه السلام يسأل عنه ؟ فقيل هو في البادية . فأخبر الحويرث أنه يطلب وتنحى علي عليه السلام عن بابه فخرج الحويرث يريد أن يهرب من بيت إلى بيت آخر فتلقاه علي فضرب عنقه . وأما هبار بن الأسود ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كلما بعث سرية أمرها بهبار إن أخذ أن يحرق بالنار . ثم قال إنما يعذب بالنار رب النار اقطعوا يديه ورجليه إن قدرتم عليه ثم اقتلوه . فلم يقدر عليه يوم الفتح وكان جرمه أنه عس بابنة النبي صلى الله عليه وسلم زينب وضرب ظهرها بالرمح - وكانت حبلى - حتى سقطت فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه . فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بالمدينة في أصحابه إذ طلع هبار بن الأسود ، وكان لسنا ، فقال يا محمد سب من سبك ; إني قد جئت مقرا بالإسلام أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لا أنعم الله بك عينا أنت الذي فعلت وفعلت . فقال إن الإسلام محا ذلك . ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبه والتعريض له . قال حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه عن جده قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في مسجده منصرفه من الجعرانة ، فطلع هبار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر القوم إليه قالوا : يا رسول الله هبار بن الأسود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأيته . فأراد بعض القوم القيام إليه فأشار النبي صلى الله عليه وسلم أن اجلس ووقف عليه هبار فقال السلام عليك يا رسول الله ، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ولقد هربت منك في البلاد وأردت اللحوق بالأعاجم ثم ذكرت عائدتك وفضلك وبرك وصفحك عمن جهل عليك ; وكنا يا رسول الله أهل شرك فهدانا الله عز وجل بك ، وأنقذنا بك من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني ، فإني مقر بسوء فعلي ، معترف بذنبي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفوت عنك ، وقد أحسن الله بك حيث هداك للإسلام والإسلام يجب ما كان قبله

 

 

وهي مما اتفق عليها أهل العلم، واستفاضت عندهم استفاضة يستغنى عن رواية الآحاد، وذلك أثبت وأقوى مما رواه الواحد العدل، فنذكرها مسندة مشروحة ليتبين وجه الدلالة منها:
عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يومُ فتحِ مكة اختبأ عبدالله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان، فجاء به حتى أوقفه على النبي e، فقال: يا رسول الله، بَايْع عبدالله، فرفع رأسه، فنظر إليه، ثلاثاً، كلُّ ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان فيكم رَجُلٌ رَشِيد يقومُ إلى هذا حيث رآني كَفَفَتُ يَدِي عن بيعته فيقتله" فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أوْمَأْت إلينا بعينك، قال: "إنه لا يَنْبَغِي لنبيٍّ أن تكون له خائنة الأُعْيُن" رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ورواه النسائي كذلك بأبسط من هذا عن سعد قال: "لما كان يوم فتح مكة أَمَّنَ رسول الله e الناس إلا أربعة نفر، قال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلِّقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، و عبدالله بن خَطَل، و مِقْيَس بن صُبَابة، و عبدالله بن سعد بن أبي سرح.
فأما عبدالله بن خطل فأُدْرِك وهو متعلِّق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عماراً، وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مِقْيَس بن صُبَابة فأدركه الناس في السوق، فقتلوه.
وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف، فقال أصحاب السفينة:/ أخلِصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا، فقال عكرمة والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك عليَّ عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً e حتى أضع يدي في يده، فلأجدنه عفواً كريماً، فجاء وأسلم.
وأما عبدالله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله e الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي e.." ثم ذكر الباقي كما رواه أبو داود و عن عبدالله بن عباس قال: "كان عبدالله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله e، فأزلَّه الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله e أن يُقتل يوم الفتح، فاستجار له عثمان فأجاره رسول الله e" رواه أبو داود.
وروى محمد بن سعد في الطبقات عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله e أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح، و فَرْتَنَى، و ابن الزِّبَعْرَي، وابن خَطَل، فأتاه أبو برزة وهو متعلق بأستار الكعبة فَبَقَرَ بطنه، وكان رجلٌ من الأنصار قد نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فجاء عثمان ـ وكان أخاه من الرضاعة ـ فشفع له إلى رسول الله e، وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينظر إلى النبي e متى يومئ إليه أن يقتله، فشفع له عثمان حتى تركه، ثم قال رسول الله e للأنصاري: "هَلاَّ وَفَّيْتَ بِنَذْرِك؟" فقال: يا رسول الله وضَعْتُ يدي على قائم السيف أنتظر متى تومئ فأقتله، فقال النبي e: "الإيماء خيانة ليس لنبي أن يُومئ".
وقال محمد بن إسحاق في رواية ابن بُكير عنه: قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر و عبدالله بن أبي بكر بن حَزْم: إن رسول الله e ـ حين دخل مكة، وفَرَّقَ جيوشه ـ أمرهم أن لا يقتلوا أحداً إلا من قاتلهم، إلا نفراً قد سماهم رسول الله e، وقال: "اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُموهُمْ تَحْتَ أَسْتَارِ الكَعْبَةِ" عبدالله بن/ خطل، و عبدالله بن سعد ابن أبي سرح، وإنما أمر بابن أبي سرح لأنه كان قد أسلم، فكان يكتب لرسول الله e الوحي، فرجع مشركاً، ولحق بمكة، فكان يقول لهم: إني لأُصرِّفه كيف شئت، إنه ليأمرني أن أكتب له الشيء فأقول له: أو كذا وكذا؟ فيقول: نعم، وذلك أن رسول الله e كان يقول: "عليم حكيم" فيقول: أو أكتب عزيز حكيم؟ فيقول له رسول الله e: "نعم كلاهما سواء".
قال ابن إسحاق: حدثني شُرَحْبيل بن سعد أن فيه نزلت: )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوْحَ إِلَيْهِ شَيءٌ وَمَنْ قَالَ سَأٌنزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ الله( فلما دخل رسول اللهe مكة فَرَّ إلى عثمان بن عفان ـ وكان أخاه من الرضاعة ـ فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة، فأتى به رسول اللهe، فاستَأْمَن له، فصمت رسول اللهe طويلاً وهو واقف عليه، ثم قال: "نعم"، فانصرف به، فلما ولّى قال رسول اللهe: "مَا صَمَتُّ إلاَّ رَجَاءَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْهِ بَعْضُكُمْ فَيَقْتُلَهُ"، فقال رجلٌ من الأنصار: يا رسول الله ألا أومأت إليَّ فأقتله، فقال رسول اللهe: "إِنَّ النَّبِيَّ لاَ يَقْتُلُ بِالإِشَارَةِ".
وقال ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد عنه: حدثني بعض علمائنا أن ابن أبي سرح رجع إلى قريش فقال: والله لو أشاء لقلت كما يقول محمد وجئت بمثل ما يأتي به، إنه ليقول الشيء وأصْرِفه إلى شيء، فيقول: أصَبْتَ، ففيه أنزل الله تعالى: )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوْحَ إِلَيْهِ شَيءٌ( الآية. فلذلك أمر رسول الله e بقتله.
قال ابن إسحاق عن ابن أبي نَجِيح قال: كان رسول الله e قد عهد إلى أمرائه من المسلمين ـ حين أمرهم أن يدخلوا مكة ـ أن لا يقاتلوا إلا أحداً قاتلهم، إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وُجِدوا تحت أستار الكعبة منهم عبدالله بن سعد بن أبي سرح، وإنما أمر رسول الله e بقتله لأنه كان أسلم وكان يكتب لرسول الله e/ الوحي؛ فارتد مشركاً راجعاً إلى قريش، فقال: والله إني لأصرفه حيث أريد، إنه ليملي عليَّ فأقول: أو كذا أو كذا؟ فيقول: نعم، وذلك أن رسول الله e كان يملي عليه فيقول: "عزيز حكيم" أو "حكيم عليم"، [فكان] يكتبها على أحد الحرفين، فيقول: "كلٌّ صواب".
وروينا في مغازي معمر عن الزهري في قصة الفتح قال: فدخل رسول الله e فأمر أصحابه بالكفِّ، وقال: "كُفُّوا السِّلاَح إِلاَّ خزاعة من بكر ساعة"، ثم أمرهم فكفوا، فأمن الناس كلهم إلا أربعة: ابن أبي سَرْح، وابن خَطَل، و مِقْيَس الكناني، وامرأة أخرى، ثم قال النبي e: "إِنِّي لَم أُحِرِّم مَكةَ ولكنَّ اللهَ حَرَّمَهَا، وَ إنها لَمْ تحلَّ لأَحَدٍ مِن قَبْلي، وَلا تحلُّ لأَحد بَعْدي إلَى يَومِ القيامةِ، وإنَّما أحلَّها الله [لِي] سَاعة مِن نَهَار" قال: ثم جاء عثمان بن عفان بابن أبي سرح فقال: بايعه يا رسول الله e، فأعرض عنه ثم جاءه من ناحيةٍ أخرى فقال: بايعه يا رسول الله e، فأعرض عنه، ثم جاءه أيضاً فقال: بايعه يا رسول الله e، فمد يده، فبايعه، فقال رسول الله e: "لقد أعرضت عنه، وإني لأظن بعضكم سيقتله" فقال رجل من الأنصار: فهلاَّ أومضت إليَّ يا رسول الله، فقال: "إن النبي لا يُومِضُ" فكأنه رآه غدراً.
وفي مغازي موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: و أمرهم رسول الله e أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا من قاتلهم، وأمرهم بقتل أربعة منهم: عبدالله بن سعد بن أبي سرح والحُوَيْرِث بن نقيد وابن خَطَل ومقيس بن صبابة أحد بني ليث، وأمر بقتل قينتين لابن خطل تغنيان بهجاء رسول الله e، ثم قال: ويقال: أمر رسول الله e في قتل النفر أن يقتل عبدالله بن أبي سرح، وكان ارتد بعد الهجرة كافراً، فاختبأ حتى اطمأن الناس، ثم أقبل يريد أن يبايع رسول الله e، فأعرض عنه ليقوم رجلٌ من أصحابه فيقتله، فلم يقم إليه أحد، ولم يشعروا بالذي في نفس رسول الله e فقال أحدهم: لو أشرتَ إليَّ يا رسول الله ضربت عنقه، فقال: "إن النبي لا يفعل ذلك" ويقال: أجاره/ عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة وقتلت إحدى القينتين، و[كَمِنت] الأخرى حتى استؤمن لها وذكر محمد بن عائذ في مغازيه هذه القصة مثل ذلك.
وذكر الواقدي عن أشياخه قالوا: وكان عبدالله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله e، فربما أملى عليه رسول الله e: "سميع عليم" فيكتب: "عليم حكيم" فيقرأه لرسول الله e فيقول: "كذاك قال الله"، ويقره، فافتتن وقال: ما يدري محمد ما يقوله، إني لأكتب له ما شئتُ، هذا الذي كتبت يوحى إليَّ كما يوحى إلى محمد، وخرج هارباً من المدينة إلى مكة مرتداً، فأهدر رسول الله e دمه يوم الفتح، فلما كان يومئذٍ جاء ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفان ـ وكان أخاه من الرضاعة ـ فقال: يا أخي إني والله اخترتك، فاحبسني هاهنا واذهب إلى محمد فكلمه فيَّ، فإن محمداً إن رآني ضرب الذي فيه عيناي، إن جرمي أعظم الجرم، وقد جئت تائباً، فقال: عثمان بل اذهب معي، قال عبدالله: والله لئن رآني ليضربن عنقي، ولا يُنْظِرُني، قد أهدر دمي، وأصحابه يطلبوني في كل موضع، فقال عثمان: انطلق معي فلا يقتلك إن شاء الله، فلم يَرُعْ رسول الله e إلا بعثمان آخذاً بيد عبدالله بن سعد ابن أبي سرح واقفَين بين يديه، فأقبل عثمان على رسول الله e فقال: يا رسول الله، أُمُّه كانت تحملني وتمشيه، وتُرضعني وتفطِمُه، وكانت تلطفني وتتركه ، فَهَبْه لي، فأعرض عنه رسول الله e، وجعل عثمان كلما أعرض عنه النبي e بوجهه استقبله فيعيد عليه هذا الكلام، وإنما أعرض النبي e إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه؛ لأنه لم يُؤمِّنه، فلما رأى أن لا يقوم أحد وعثمان قد أَكَبَّ على رسول الله e يُقَبِّل رأسه وهو يقول: يا رسول الله بايعه فِداك أبي وأمي، فقال النبي e: "نعم"، ثم التفت إلى أصحابه فقال: "ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله"، أو قال: الفاسق، فقال عباد بن بشر: ألا أَوْمَأْت إليَّ يا رسول الله، فوالذي بعثك بالحق إني لأتبع طَرْفَكَ من كل ناحية رجاء أن تشير إليَّ فأضرب عنقه، ويقال: قال هذا أبو/ اليَسَر، ويقال: عمر بن الخطاب، فقال رسول الله e: "إني لاَ أَقْتُلُ بالإشَارَةِ".
وقائل يقول: إن النبي e قال يومئذٍ: "إِنَّ النَّبَِيَّ لا تَكُونُ لهُ خَائِنَةُ الأَعْيُن".
الإسلام يَجُب ما قبله
فبايعه رسول الله e، فجعل يفرّ من رسول الله e كلما رآه، فقال عثمان لرسول الله e: بأبي وأمي لو ترى ابن أم عبدالله يفر منك كلما رآك.
فتبسم رسول الله e فقال: "أَلَمْ أُبَايِعهُ وَ أومِنْهُ؟" قال: بلى يا رسول الله، ولكنه يتذكر عظيم جُرْمِه في الإسلام.
فقال النبي e: "الإِسْلاَمُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ" فرجع عثمان إلى ابن أبي سرح فأخبره، فكان يأتي فيسلم على النبي e مع الناس.

 

 

This site was last updated 11/18/10