الملاك غبريال - جبرائيل

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شهداء الفيوم وديــر المــلاك غبريــال ببرية النقلون  

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا ديوينسيوس الـ 14
البابا مكسميوس الـ 15
شهداء الفيوم
إكتشاف كنيسة أثرية
بابا أهملة المؤرخون
الشهيد  يوليوس الأقفهصي
زنوبيا تحتل مصر
آثار الوادى الجديد
البابا ثاؤؤنا الـ 16
شهداء وقديسين ق3ج2
الإمبراطور ديسيوس
Untitled 616
Untitled 617

 

 توجد  بعض أجساد شهداء الاباء الرهبان فى الفيوم بكنيسة الملاك ميخائيل والأنبا بيشوى بسيدنى فى أستراليا وقد سمعت أحدى السيدات صراخ مصدره الدولاب الزجاجى المحفوظ به اجسادهم فى الكنيسة وساحاول الإتصال بهذه السيدة لكتابه ماحدث .

مجزرة الرهبان فى برية النقلون بالفيوم

يعتبر دير الملاك غبريال أو جبرائيل هو الدير الوحيد فى مصر بهذا الأسم وقد بدأت حياة الرهبنه فى هذا الدير فى عصر مبكر إذ وجدت مخطوطات بها قوانين الرهبنة أرسلها الأنبا أنطونيوس لرهبان هذه البرية قبل نياحته أى يمكننا أعتبار أن بداية الرهبنة ونشأة هذا الدير منذ 356 م أى فى القرن الرابع الميلادى وقد أستمر الدير عامراً برهبانه على مر السنين حتى القرن 18 حيث تم بناء كنيسة الدير الحالية ويرجع زمن رسم الأيقونات الموجوده بها إلى سنة 1573 م

كيف بنيت الكنيسة ؟

وقصة بناء الكنيسة قصة شيقة حيث بدأت جذورها فى بلاد فارس فى نهاية القرن الخامس فقد حدث أن تزوج رجل ساحر أسمه إيراشيت من أبنة الملك أمبراطور الفرس بدون علمه وبدون رغبته , وكانت ثمرة الزواج بها أنها أنجبت طفلاً أسماه أور ربوه فى سرية كاملة بعيداً أنظار الملك وبعد فترة ماتت الأميرة أبنه الملك وكان عمر الطفل حينئذ ثلاث سنوات - وحدث أن عرف الملك بزواج الساحر بأبنته وأن له أبن منها فأعتبر ان الأمر مهينا له كملك ومهيناً للمملكة وكان عمر حفيده الطفل أور فى هذا الوقت 8 سنوات , فأمر الملك بقتل الساحر وأبنه (حفيده) ولما علم أور بالأمر هربا مع ولدين آخرين لأبراشيت من زوجه أخرى ماتت قبل زواجه من الأميرة امه , ووصلا فى رحله هروبهما غلى أورشليم ثم غلى مصر ثم ذهبوا وأختبئوا فى برية النقلون بالفيوم , ومات الساحر بعد وصولهم إلى البرية بثمانية شهور ومات بعده أبنا الساحر .

ولم يبق من هذه العائلة البائسة إلا اور الذى عرف طريق الرب يسوع وظهرت له القديسة الطاهرة مريم ومعها رئيسين من رؤساء الملائكه وهما الملاك ميخائيل والملاك جبرائيل (غبريال) الذى كلفه ببناء كنيسة هناك .

وحدث فى هذه الأيام أن مات الملك وملك أبنه عوضاً عنه , ورأى الملك ان امه دائما مكتئبة وحزينة وسألها عن السبب فكانت رغبتها الوحيده أن ترى أور أبن أبنتها فأرسل الملك الوفود إلى جميع البلاد وملوكها للبحث عنه فأحضروه من النقلون وأحتفلوا بعودته اياماً عديدة ولكن كان قلب أور فى أرض برية النقلون فى الفيوم وتذكر أن عليه بناء كنيسة هناك حسب أمر الملاك جبرائيل وعندما صرح برغبته فى العوده أصر ملك الفرس (خاله) وأمر بعدم عودته , فظهرا له رئيسا الملائكة ميخائيل وغبريال وأمر بأن يطلق أور للعودة من حيث أتى , فأطلقه محملاً بالهدايا الثمينة المادية والعينية وعاد ليبنى كنيسة الرب يسوع ولكن الشيطان كان يعطل العمل ..

جاء الشيطان إلى القديس الراهب أور يطلب الرهبنة وقال له سأساعدك فى بناء الكنيسة فأحضر لك الماء مع الباقيين , فكان يشغل العمال ويلقى بالأوانى الفخارية المملوءة بالمياة على الرض فتنسكب المياه أو يكسرها حتى يملوا فيتركوا المكان ويبطل بناء الكنيسة , فلما أحسوا أنه يفعل هذه الشياء كلفوه بعمل آخر وهو قطع الأحجار وجمعها ونقلها ونحتها , فكان يلقى الأحجار على العمال فقتل بعضهم وأصيب البعض الاخر بجروح وكسور أفقدتهم القدرة على العمل فهرب الباقون وبقى الراهب أور بمفردة فطلب إرشاد الرب يسوع , فأرسل إليه الملاك غبريال / جبرائيل فأرشده وعلمه حيل الشياطين وخداعهم فأخذ حذره منهم . فى الصورة المقابلة رأس مهشمة لشهيد

 فإستطاع أن يكمل بناء الكنيسة وحدث أن حضر أسقف الفيوم الأنبا إسحق فدشن الكنيسة بالميرون المقدس ورشم اور كاهناً عليها , وطلب من شعبه ان يختاروا أور أسقفاً على الفيوم بعد نياحته فتحقق ذلك بالفعل فأصبح أور أسقفاً على مدينة الفيوم فرعى شعب الرب بأمانة ومحبة وتنيح بسلام بركة صلوات هذا القديس الفارسى الذى احب مصر وإيمان الأقباط فيها بالمسيح واصبح اسقفاً عليهم معى ومعكم يا آبائى وأخوتى آمين .

الرب يسوع يكشف أجساد الاباء الرهبان الشهداء فى برية النقلون بالفيوم

 

عجيبة هى أعمالك يارب وما ابعد أحكامك يارب عن الفحص وطرقك عن الأستقصاء لم يكن هناك خطه بشرية للبحث عن أجساد الآباء رهبان برية النقلون ولكن حدث هذا عندما كانوا يحفرون فى الجهة القبلية القريبة من الدير لعمل خزان صرف صحى .

وقد اختار موقع الخزان مفتش ومهندس الاثار , وقد كان خادم الدير غير مرتاح للحفر فى هذه المنطقة ولكن مع أصرار رجال الحكومة وافق على الحفر هذا الموقع الذى يبعد مسافة 100 متر عن دورة المياة .

فى الصورة العليا راس طفلة أو امرأة مكسورة الفك ويعتقد أنها امرأة مستشهده , قد يكون أستشهدت فى مكان آخر ودفنت فى الدير أو أنها أحضرت ربما انها أحد اقرباء راهب من الدير وقتلت أمامه قبل قتله .

 
فى الصورة المقابلة يلاحظ وجود أطواق حديديه فى يد الشهيد

العثور على طفل صغير

فى يوم 1/ 9/ 1991 م عثر أثناء الحفر على صندوق صغير وجد به طفل كثيف الشعر , وقد تم فحص جسده وكانت النتيجة أن جميع أجزاء جسمه موجودة ما عدا الأذن اليسرى , وتم التأكد أنه ولد , وقد لوحظ أن لسانه خارج عن فمه مما يؤكد أن موته كان نتيجه للخنق , كما تم التأكد من أنه كان من ضمن الآباء الرهبان مع صغر سنه وكان الدليل الذى قاد إلى هذا الأعتقاد هو أن غطاء الرأس يشبه تماماً أغطيه رأس الاباء الرهبان الذى تم أكتشاف أجسادهم من قبل ولكنها تهالكت وبليت ولا يمكن تثبيتها على رؤوسهم اليوم .

وقد كان بعض الأطفال يترهبنون فى سن مبكرة فى الأزمنة القديمة مثل ماحدث  مع مع القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , فقد كان يعيش مع خاله الأنبا بيجول فى دير الرهبان الذى كان قد تنبأ عنه أنه سيصير ابا لجمهور من الرهبان

فى الصورة المقابلة راس الطفل الذى أستشهد بالخنق وجسده الذى وجد كاملاً .

ويحتفل بهؤلاء الأبطال الشهداء فى 1/ 9 أول سبتمبر من كل عام

مراحل أكتشاف أجساد شهداء الفيوم

 

المرحلة الأولى : فى عام 1991 م وقبل صوم السيدة العذراء مريم بحوالى عشرة ايام .. عثر على ثلاث مقابر لأباء الرهبان فى برية النقلون بالفيوم , وقد تم التأكد من أنهم رهبان من الزى الرهبانى الذى كان مع عظامهم , وكانت ملابسهم يحيط بها صلبان حسب عادة وتقليد الرهبان الأقباط من كل أتجاه , فتم إيقاف الحفر لحين حضور لجنة من هيئة الآثار .

فى الصورتين العلويتين الكثير من اجساد الرهبان الشهداء الكاملة التى تم العثور عليها فى برية النقلون بالفيوم .

هذا الشهيد الذى عثر على رأسة من ضمن شهداء الفيوم ويحتفظ بشعر ذقنه ذات اللون البنى المحمر ويقال أنه ينمو ولكن لم يتم لنا التأكد من هذا الخبر

المرحلة الثانية : بدأ الحفر مرة أخرى فى برية النقلون بالفيوم فى 25 / 8/ 1991 م وعثر على المزيد من أجساد الرهبان الشهداء بعضها فى الرمال والبعض فى صناديق .

وعثر على جسدين متلاصقين هناك أحدهما بدون رأس , والجسد الاخر رأسه منفصلة عن الجسد وفى يديه حلقات من الحديد وفى صدره وجبهته آثار حريق .

 

فى الصورة المقابلة العديد من جماجم الشهداء التى تم العثور عليها من رهبان برية النقلون بالفيوم .
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ا

 

هل كان سقوط سقف الكنيسة معجزة ؟

فى يوم السبت من الأسبوع الأول من الصيام الكبير تم إبلاغ هيئة الآثار أن سقف الكنيسة (الجزء العلوى) منه آيل للسقوط ولكن لم يوفق على أعداد محضر التشغيل إلا فى يوم الجمعة التالى , وحدث أن الكنيسة كانت مكتظة بالزوار فى يوم الجمعة أثناء القداس وبعده الذين اتوا من كل صوب فى بلاد مصر للتبارك من أجساد القديسين وأغلقت الكنيسة بعد انصرافهم الساعة الخامسة والنصف .

وفى تمام السابعة صباح التالى دخل الكاهن الكنيسة فوجئ بسقف الكنيسة على الأرض , وجلس الكاهن متأملاً قائلاً فى نفسه : " ماذا لو حدث ذلك فى اليوم السابق حيث كانت الكنيسة ممتلئة بالزوار ؟ " وماذا كان يحدث للرهبان والب المسئول بالدير لو حدثت والزوار موجودين ؟

والرهبان والكاهن بدير الملاك غبريال /جبرائيل يشكرون ملاك جبل وبرية النقلون الدير الملاك غبريال على حراسته الدائمة لنا ..

 

 

 

الصورتين المقابلتين أقدام مكسورة من التعذيب الشديد لشهداء الرهبان فى برية النقلون بالفيوم

 

 

 

 

 

*********************************************************************************


الملاك جبرائيل أو غبرائيل

بقلم ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس
 



في‏ ‏اليوم‏ ‏السادس‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏بؤونة‏ ‏القبطي‏,‏تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏بعيد‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل ‏أو‏ ‏غبريال‏,‏وهو‏ ‏في‏ ‏واقع‏ ‏الأمر‏ ‏عيد‏ ‏تدشين‏ ‏وتكريس‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏بنيت‏ ‏باسمه‏ ‏في‏ ‏جبل‏ ‏النقلون‏ ‏بالفيوم‏ .‏ وقد‏ ‏قام‏ ‏بمراسم‏ ‏التدشين‏ ‏الأنبا‏ ‏ايساك‏ (‏اسحق‏) ‏أسقف‏ ‏الفيوم‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏.‏وجاء‏ ‏في‏ ‏الميمر‏ ‏الذي‏ ‏وضعه‏ ‏الأنبا‏ ‏يوحنا‏ ‏الاسكيدس‏ ‏العابد‏ ‏بجبل‏ ‏النقلون‏,‏أن‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏وبصحبتها‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏ميخائيل‏ ‏قد‏ ‏عينا‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏تبني‏ ‏فيه‏ ‏الكنيسة‏,‏وحددا‏ ‏موضع‏ ‏الهيكل‏ ‏والمذبح‏ ‏وباقي‏ ‏أسكنة‏ ‏الكنيسة‏,‏وذلك‏ ‏بقضيب‏ ‏الذهب‏ ‏الذي‏ ‏بيد‏ ‏ميخائيل‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏.‏ولقد‏ ‏جرت‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏عجائب‏ ‏كثيرة‏ ‏وآيات‏ ‏شفاء‏ ‏من‏ ‏أمراض‏ ‏مستعصية‏ ‏بشفاعة‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏غبريال‏,‏

وقد‏ ‏قامت‏ ‏إلي‏ ‏جوارها‏ ‏ومن‏ ‏حولها‏ ‏صوامع‏ ‏لرهبان‏ ‏نساك‏ ‏وعباد‏ ‏وزهاد‏,‏حتي‏ ‏صارت‏ ‏في‏ ‏جبل‏ ‏النقلون‏ (‏مثل‏ ‏أبراج‏ ‏الحمام‏),‏وكانت‏ ‏مقصد‏ ‏الحجاج‏ ‏والأتقياء‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏حدب‏ ‏وصوب‏,‏يقصدون‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏يتباركون‏ ‏بها‏ ‏وفيها‏.‏ويتعبدون‏ ‏لله‏ ‏بروح‏ ‏الإيمان‏ ‏والحق‏.‏
وللملاك‏ ‏غبريال‏ ‏في‏ ‏كنيستنا‏ ‏القبطية‏ ‏أيام‏ ‏أخري‏ ‏يذكرونه‏ ‏فيها‏ ‏وهي‏ ‏أيام‏ 13 ‏من‏ ‏هاتور‏,22 ‏من‏ ‏كيهك‏,30 ‏من‏ ‏برمهات‏,13 ‏من‏ ‏بؤونة‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ 26 ‏من‏ ‏بؤونة‏.‏
والملاك‏ ‏غبريال‏ ‏أو‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏أحد‏ ‏السبعة‏ ‏من‏ ‏رؤساء‏ ‏الملائكة‏ ‏الواقفين‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏السماء‏ (‏سفر‏ ‏الرؤيا‏1:4),(4:5),(8:2) ‏وبالقرب‏ ‏من‏ ‏عرشه‏ ‏الإلهي‏,‏يخدمونه‏ ‏ويسجدون‏ ‏أمامه‏ ‏ويعملون‏ ‏بكلمته‏ ‏عند‏ ‏سماع‏ ‏صوت‏ ‏جلاله‏ (‏مزمور‏102:20) ‏يأمرهم‏ ‏بتنفيذ‏ ‏إرادته‏ ‏ومقاصده‏.‏

ويجئ‏ ‏اسم‏ ‏غبريال‏ ‏أو‏ ‏جبرائيل‏ ‏في‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏وفي‏ ‏كتب‏ ‏الكنيسة‏ ‏الثاني‏ ‏في‏ ‏الترتيب‏ ‏بعد‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏العظيم‏ ‏ميخائيل‏.‏
جاء‏ ‏في‏ ‏ذكصولوجية‏ ‏السمائيين‏,‏من‏ ‏كتاب‏ (‏الإبصلمودية‏ ‏السنوية‏) ‏قوله‏:‏سبعة‏ ‏رؤساء‏ ‏الملائكة‏ ‏وقوف‏ ‏يسبحون‏ ‏أمام‏ ‏الضابط‏ ‏الكل‏,‏يخدمون‏ ‏السر‏ ‏الخفي‏,‏ميخائيل‏ ‏هو‏ ‏الأول‏,‏وغبريال‏ ‏هو‏ ‏الثاني‏...,‏هؤلاء‏ ‏المنيرون‏ ‏العظماء‏ ‏الأطهار‏ ‏يطلبون‏ ‏منه‏ (‏من‏ ‏الله‏) ‏عن‏ ‏الخليقة‏.‏
ولقد‏ ‏قال‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏حديثه‏ ‏إلي‏ ‏زكريا‏ ‏رئيس‏ ‏الكهنة‏ ‏والد‏ ‏النبي‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏وهو‏ ‏يصف‏ ‏شرف‏ ‏مهمته‏ ‏وكرامة‏ ‏وظيفته‏:‏أما‏ ‏جبرائيل‏ ‏الواقف‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ (‏لوقا‏1:19),‏وهو‏ ‏ما‏ ‏يتفق‏ ‏تماما‏ ‏مع‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏الملاك‏ ‏رافائيل‏ ‏لطوبيا‏:‏أنا‏ ‏رافائيل‏ ‏الملاك‏ ‏أحد‏ ‏السبعة‏ ‏الواقفين‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ (‏طوبيا‏12:15).‏ومع‏ ‏ما‏ ‏جاء‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الرؤيا‏ ‏للقديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏اللاهوتي‏ (1:4),(4:5).‏
ولقد‏ ‏جاء‏ ‏اسم‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏,‏في‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏مذكورا‏ ‏بالاسم‏ ‏جبرائيل‏ ‏أربع‏ ‏مرات‏,‏اثنتين‏ ‏منها‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏القديم‏ ‏السابق‏ ‏علي‏ ‏تجسد‏ ‏المسيح‏,‏واثنتين‏ ‏منها‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏.‏وذلك‏ ‏غير‏ ‏مرات‏ ‏أخري‏ ‏لم‏ ‏يذكر‏ ‏فيها‏ ‏اسمه‏ ‏بالنص‏,‏ولكن‏ ‏المصادر‏ ‏الأخري‏ ‏في‏ ‏التقليد‏ ‏اليهودي‏ ‏والتقليد‏ ‏المسيحي‏ ‏تشير‏ ‏إلي‏ ‏دور‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏أحداث‏ ‏إلهية‏ ‏ومهام‏ ‏سماوية‏.‏
وأول‏ ‏ما‏ ‏يرد‏ ‏اسم‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏دانيال‏ ‏النبي‏.‏جاء‏ ‏الملاك‏ ‏إلي‏ ‏دانيال‏ ‏يفسر‏ ‏له‏ ‏الرؤيا‏ ‏التي‏ ‏رآها‏ ‏عند‏ ‏نهر‏ ‏أولاي‏.‏يقول‏ ‏النبي‏:‏وكان‏ ‏لما‏ ‏رأيت‏ ‏أنا‏ ‏دانيال‏ ‏الرؤيا‏ ‏وطلبت‏ ‏المعني‏ ‏إذا‏ ‏بشبه‏ ‏إنسان‏ ‏واقف‏ ‏قبالتي‏ ‏وسمعت‏ ‏صوت‏ ‏إنسان‏ ‏بين‏ ‏أولاي‏,‏فنادي‏ ‏وقال‏:‏يا‏ ‏جبرائيل‏,‏فهم‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الرؤيا‏.‏فجاء‏ ‏إلي‏ ‏حيث‏ ‏وقفت‏.‏فلما‏ ‏أتي‏ ‏ارتعبت‏ ‏وخررت‏ ‏علي‏ ‏وجهي‏.‏فقال‏ ‏لي‏ ‏أفهم‏ ‏يا‏ ‏ابن‏ ‏آدم‏ ‏فإن‏ ‏الرؤيا‏ ‏تتم‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏المحدود‏...‏هأنذا‏ ‏أعلمك‏ ‏بما‏ ‏سيكون‏ ‏في‏ ‏آخر‏ ‏السخط‏ (‏دانيال‏8:15-19).‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الأمر‏ ‏الصادر‏ ‏إلي‏ ‏جبرائيل‏ ‏الملاك‏ ‏لتفسير‏ ‏الرؤيا‏ ‏لدانيال‏,‏هو‏ ‏من‏ ‏المسيح‏ ‏قبل‏ ‏التجسد‏,‏لأنه‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏شبه‏ ‏إنسان‏.‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏إرهاصا‏ ‏وتمهيدا‏ ‏للتجسد‏ ‏الحقيقي‏ ‏الكامل‏ ‏الذي‏ ‏تم‏ ‏في‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏,‏في‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏.‏
والمرة‏ ‏الثانية‏ ‏التي‏ ‏يرد‏ ‏فيها‏ ‏اسم‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏هي‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏دانيال‏ ‏أيضا‏.‏يقول‏ ‏النبي‏:‏وبينما‏ ‏كنت‏ ‏أتكلم‏ ‏وأصلي‏ ‏وأعترف‏ ‏بخطيئتي‏ ‏وخطيئة‏ ‏شعبي‏ ‏إسرائيل‏ ‏وأطرح‏ ‏تضرعي‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ ‏إلهي‏ ‏لأجل‏ ‏جبل‏ ‏قدس‏ ‏إلهي‏...‏إذا‏ ‏بالرجل‏ ‏جبرائيل‏ ‏الذي‏ ‏رأيته‏ ‏في‏ ‏الرؤيا‏ ‏عند‏ ‏البداءة‏ ‏قد‏ ‏طار‏ ‏سريعا‏ ‏ولمسني‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏تقدمة‏ ‏المساء‏,‏وفهمني‏ ‏وتكلم‏ ‏معي‏ ‏وقال‏:‏يا‏ ‏دانيال‏ ‏إني‏ ‏خرجت‏ ‏الآن‏ ‏لأعلمك‏ ‏فتفهم‏... (‏دانيال‏9:21,20) ‏ثم‏ ‏أنبأه‏ ‏عن‏ ‏مجئ‏ ‏المسيح‏ ‏الفادي‏,‏وتتميم‏ ‏الفداء‏ ‏والخلاص‏ ‏وعن‏ ‏خراب‏ ‏الهيكل‏ ‏والقدس‏ (9:22-27).‏
ومرة‏ ‏أخري‏ ‏يجئ‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏إلي‏ ‏النبي‏ ‏دانيال‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏خلوة‏ ‏روحية‏ ‏علي‏ ‏شاطئ‏ ‏نهر‏ ‏دجلة‏,‏ويبشره‏ ‏باستجابة‏ ‏صلواته‏ ‏وأصوامه‏ ‏وينبئه‏ ‏بما‏ ‏سيكون‏ ‏في‏ ‏آخر‏ ‏الأيام‏ (‏دانيال‏10:10-14).‏
في‏ ‏كل‏ ‏تلك‏ ‏المرات‏ ‏كان‏ ‏جبرائيل‏ ‏الملاك‏ ‏يحمل‏ ‏بشارة‏ ‏إلي‏ ‏النبي‏ ‏دانيال‏.‏وكذلك‏ ‏صنع‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏,‏فهو‏ ‏بعينه‏ ‏الذي‏ ‏حمل‏ ‏إلي‏ ‏زكريا‏ ‏الكاهن‏ ‏بشري‏ ‏استجابة‏ ‏صلواته‏,‏وإن‏ ‏زوجتك‏ ‏أليصابات‏ ‏ستحبل‏ ‏وتلد‏ ‏لك‏ ‏ابنا‏ ‏فتسميه‏ ‏يوحنا‏,‏وتفرح‏ ‏وتبتهج‏,‏كما‏ ‏يفرح‏ ‏الكثيرون‏ ‏بمولده‏ (‏لوقا‏1:14,13),‏وعرفه‏ ‏بنفسه‏ ‏وقال‏ ‏له‏:‏أنا‏ ‏جبرائيل‏ ‏الواقف‏ ‏أمام‏ ‏الله‏.‏وقد‏ ‏أرسلت‏ ‏لأكلمك‏ ‏وأبشرك‏ ‏بهذا‏ (‏لوقا‏1:19).‏
وهو‏ ‏بعينه‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏بتجسد‏ ‏الله‏ ‏الكلمة‏ ‏منها‏ ‏وفي‏ ‏الشهر‏ ‏السادس‏ ‏أرسل‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏في‏ ‏الجليل‏ ‏تسمي‏ ‏الناصرة‏.‏إلي‏ ‏عذراء‏ ‏مخطوبة‏ ‏لرجل‏ ‏من‏ ‏بيت‏ ‏داود‏ ‏اسمه‏ ‏يوسف‏ ‏وكان‏ ‏اسم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏فدخل‏ ‏الملاك‏ ‏إليها‏ ‏وقال‏ ‏سلام‏ ‏أيتها‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏.‏الرب‏ ‏معك‏ ‏مباركة‏ ‏أنت‏ ‏في‏ ‏النساء‏.‏فلما‏ ‏رأته‏ ‏اضطربت‏ ‏من‏ ‏قوله‏...‏فقال‏ ‏الملاك‏ ‏لها‏:‏لا‏ ‏تخافي‏ ‏يا‏ ‏مريم‏ ‏لأنك‏ ‏قد‏ ‏نلت‏ ‏نعمة‏ ‏عند‏ ‏الله‏.‏وها‏ ‏أنت‏ ‏ستحبلين‏ ‏وتلدين‏ ‏ابنا‏ ‏وتسمينه‏ ‏يسوع‏.‏وسيكون‏ ‏عظيما‏ ‏وابن‏ ‏العلي‏ ‏يدعي‏.‏وسيعطيه‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏ ‏عرش‏ ‏داود‏ ‏ابيه‏ ‏فيملك‏ ‏علي‏ ‏بيت‏ ‏يعقوب‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏,‏ولن‏ ‏يكون‏ ‏لملكه‏ ‏انقضاء‏...‏ولذلك‏ ‏فإن‏ ‏القدوس‏ ‏الذي‏ ‏سيولد‏ ‏منك‏ ‏يدعي‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ (‏لوقا‏1:26-35).‏
لذلك‏ ‏عرف‏ ‏عن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏ ‏إنه‏ ‏الملاك‏ ‏المبشر‏ ‏بالأخبار‏ ‏المفرحة‏.‏
والملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏يواقيم‏ ‏والد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏بأن‏ ‏حنة‏ ‏امرأته‏ ‏ستحبل‏ ‏وتلد‏ ‏ابنة‏ ‏يكون‏ ‏منها‏ ‏خلاص‏ ‏العالم‏ (‏السنكسار‏ ‏تحت‏ ‏يوم‏ 7 ‏من‏ ‏مسري‏).‏
وفي‏ ‏تقليد‏ ‏الكنائس‏ ‏الرسولية‏,‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏ ‏أن‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏الرعاة‏ ‏بمولد‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏وكان‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏الناحية‏ ‏رعاة‏ ‏بالبادية‏ ‏يتناوبون‏ ‏السهر‏ ‏بالليل‏ ‏في‏ ‏حراسة‏ ‏قطعانهم‏.‏وإذا‏ ‏بملاك‏ ‏الرب‏ ‏يظهر‏ ‏فجأة‏ ‏قبالتهم‏,‏ومجد‏ ‏الرب‏ ‏يضئ‏ ‏من‏ ‏حولهم‏ ‏فارتعبوا‏ ‏ارتعابا‏ ‏شديدا‏.‏فقال‏ ‏الملاك‏ ‏لهم‏ ‏لا‏ ‏تخافوا‏,‏فها‏ ‏أنذا‏ ‏أبشركم‏ ‏بفرح‏ ‏عظيم‏ ‏يكون‏ ‏لجميع‏ ‏الشعب‏ ‏إذ‏ ‏ولد‏ ‏لكم‏ ‏اليوم‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏داود‏ ‏مخلص‏ ‏هو‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏.‏وإليكم‏ ‏هذه‏ ‏العلامة‏ ‏إنكم‏ ‏ستجدون‏ ‏الطفل‏ ‏مقمطا‏ ‏ومضجعا‏ ‏في‏ ‏مذود‏.‏ثم‏ ‏ظهرت‏ ‏بغتة‏ ‏مع‏ ‏الملاك‏ ‏كوكبة‏ ‏من‏ ‏جند‏ ‏السماء‏ ‏يسبحون‏ ‏الله‏ ‏قائلين‏:‏المجد‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏,‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏ ‏وبالناس‏ ‏مسرته‏ (‏لوقا‏2:8-14).‏
وجاء‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ (‏التماجيد‏) ‏المستخدم‏ ‏في‏ ‏كنيستنا‏ ‏القبطية‏,‏قوله‏ ‏عن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏ (‏في‏ ‏ذكصولوجية‏ ‏آدام‏):‏هذا‏ ‏القوي‏ ‏حقا‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ (‏غبريال‏) ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏الرعاة‏ ‏في‏ ‏الحقل‏ ‏قائلا‏:‏قد‏ ‏ولد‏ ‏لكم‏ ‏اليوم‏ ‏مخلص‏ ‏هو‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏داود‏.‏
وفي‏ ‏تقليد‏ ‏الكنائس‏ ‏الرسولية‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏إن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏رافق‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏في‏ ‏طفولته‏ ‏خادما‏ ‏له‏,‏ورافق‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏رحلتها‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏وعودتها‏ ‏منها‏ ‏إلي‏ ‏فلسطين‏,‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يظهر‏ ‏للقديس‏ ‏يوسف‏ ‏البار‏ ‏في‏ ‏احلامه‏.‏فهو‏ ‏الذي‏ ‏أمره‏ ‏بأن‏ ‏يذهب‏ ‏بالطفل‏ ‏الإلهي‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏إذا‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏قد‏ ‏ظهر‏ ‏ليوسف‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏قائلا‏:‏قم‏ ‏وخذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏ ‏وأهرب‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏وأمكث‏ ‏هناك‏ ‏حتي‏ ‏أقول‏ ‏لك‏ (‏متي‏2:13) ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏أمره‏ ‏بالعودة‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏فلما‏ ‏مات‏ ‏هيرودس‏,‏إذا‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏يظهر‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏ليوسف‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏قائلا‏:‏قم‏ ‏وخذ‏ ‏الصبي‏ ‏وأمه‏ ‏وأذهب‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏إسرائيل‏,‏فقد‏ ‏مات‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يبتغون‏ ‏قتل‏ ‏الصبي‏...‏ولكنه‏ ‏حين‏ ‏سمع‏ ‏أن‏ ‏ارخلاوس‏ ‏قد‏ ‏ملك‏ ‏علي‏ ‏إقليم‏ ‏اليهودية‏ ‏مكان‏ ‏هيرودس‏ ‏أبيه‏,‏خاف‏ ‏أن‏ ‏يذهب‏ ‏إلي‏ ‏هناك‏.‏ثم‏ ‏أوحي‏ ‏إليه‏ ‏في‏ ‏حلم‏,‏فمضي‏ ‏إلي‏ ‏نواحي‏ ‏الجليل‏ ‏وجاء‏ ‏وسكن‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏تدعي‏ ‏الناصرة‏ (‏متي‏2:19-23).‏
وفي‏ ‏تقليد‏ ‏الكنائس‏ ‏الرسولية‏,‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏أن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏ ‏هو‏ ‏بعينه‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏للسيد‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏بستان‏ ‏جثسيماني‏ ‏أثناء‏ ‏صراعه‏ ‏وآلامه‏ ‏وكان‏ ‏يقول‏ ‏له‏:‏لك‏ ‏القوة‏ (‏لوقا‏22:43).‏
وهو‏ ‏بعينه‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏أنقذ‏ ‏دانيال‏ ‏النبي‏ ‏من‏ ‏جب‏ ‏الأسود‏ ‏وسد‏ ‏أفواهها‏ ‏فلم‏ ‏تؤذه‏:‏فأجاب‏ ‏دانيال‏ ‏الملك‏ ‏أيها‏ ‏الملك‏ ‏حييت‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏.‏إن‏ ‏إلهي‏ ‏أرسل‏ ‏ملاكه‏ ‏فسد‏ ‏أفواه‏ ‏الأسود‏ ‏فلم‏ ‏تؤذني‏ ‏لأني‏ ‏وجدت‏ ‏بريئا‏ ‏أمامه‏ ‏وأمامك‏ ‏أيضا‏ ‏أيها‏ ‏الملك‏ ‏لم‏ ‏أصنع‏ ‏سوء‏ (‏دانيال‏6:22,21).‏

وهو‏ ‏بذاته‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏خلص‏ ‏الثلاثة‏ ‏الفتية‏ ‏من‏ ‏أتون‏ ‏النار‏.‏أما‏ ‏أصحاب‏ ‏عزريا‏ ‏فنزل‏ ‏ملاك‏ ‏الرب‏ ‏إلي‏ ‏داخل‏ ‏الأتون‏,‏ونفض‏ ‏لهيب‏ ‏النار‏ ‏عن‏ ‏الأتون‏.‏وجعل‏ ‏وسط‏ ‏الأتون‏ ‏ريحا‏ ‏ذات‏ ‏ندي‏ ‏تهب‏,‏فلم‏ ‏تسهم‏ ‏النار‏ ‏البتة‏,‏ولم‏ ‏تسؤهم‏ ‏ولم‏ ‏تزعجهم‏...‏فأجاب‏ ‏نبوخذ‏ ‏نصر‏ ‏وقال‏:‏تبارك‏ ‏إله‏ ‏شدرخ‏ ‏وميشخ‏ ‏وعبد‏ ‏نغو‏ ‏الذي‏ ‏أرسل‏ ‏ملاكه‏ ‏وأنقذ‏ ‏عبيده‏ ‏الذين‏ ‏توكلوا‏ ‏عليه‏ (‏دانيال‏3:49-59).‏
جاء‏ ‏في‏ ‏ذكصولوجية‏ ‏أدام‏ ‏التي‏ ‏تقال‏ ‏للثلاثة‏ ‏الفتية‏ ‏القديسين‏,‏كما‏ ‏ورد‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏التماجيد‏ ‏المقدسة‏:‏قضبان‏ ‏الناي‏ ‏والأرغن‏ ‏تعزف‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏وقت‏ ‏أمام‏ ‏التمثال‏ ‏حتي‏ ‏تخر‏ ‏جميع‏ ‏الشعوب‏ ‏ولغات‏ ‏الألسن‏ ‏وتسجد‏ ‏للصورة‏ ‏إلا‏ ‏الثلاثة‏ ‏الفتية‏ ‏القديسيون‏ ‏الذين‏ ‏تعبدوا‏ ‏لإله‏ ‏السماء‏.‏لهذا‏ ‏أرسل‏ ‏الله‏ ‏ملاكه‏ ‏فنزل‏ ‏معهم‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏الأتون‏ ‏وأحال‏ ‏ذلك‏ ‏اللهيب‏ ‏إلي‏ ‏ندي‏ ‏بارد‏ ‏بفعل‏ ‏عجيب‏ ‏وغريب‏....‏
وفي‏ ‏التقليد‏ ‏اليهودي‏ ‏كما‏ ‏جاء‏ ‏في‏ (‏الترجوم‏) -‏وهو‏ ‏الترجمة‏ ‏الآرامية‏ ‏للتوراة‏ ‏مع‏ ‏تفسير‏ ‏لها‏ ‏كما‏ ‏كانوا‏ ‏يقرأونها‏ ‏في‏ ‏المجامع‏ ‏اليهودية‏ ‏في‏ ‏زمن‏ ‏الهيكل‏ ‏الثاني‏ ‏وما‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏- ‏أن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏قاد‏ ‏يوسف‏ ‏إلي‏ ‏إخوته‏ ‏عندما‏ ‏أرسله‏ ‏أبوه‏ ‏يعقوب‏ ‏ليسأل‏ ‏عن‏ ‏سلامتهم‏ ‏فوجده‏ ‏رجل‏ ‏وإذا‏ ‏هو‏ ‏ضال‏ ‏في‏ ‏الحقل‏.‏فسأله‏ ‏الرجل‏ ‏قائلا‏:‏ماذا‏ ‏تطلب‏.‏فقال‏:‏أنا‏ ‏طالب‏ ‏إخوتي‏.‏أخبرني‏ ‏أين‏ ‏يرعون‏.‏فقال‏ ‏الرجل‏:‏قد‏ ‏ارتحلوا‏ ‏من‏ ‏هنا‏...‏إلي‏ ‏دوثان‏.‏فذهب‏ ‏يوسف‏ ‏وراء‏ ‏إخوته‏ ‏فوجدهم‏ ‏في‏ ‏دوثان‏ (‏التكوين‏37:13-17) ‏وإن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏قد‏ ‏اشترك‏ ‏مع‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏ميخائيل‏ ‏في‏ ‏دفن‏ ‏جسد‏ ‏موسي‏ ‏وإخفائه‏ ‏عن‏ ‏بني‏ ‏إسرائيل‏ (‏التثنية‏34:6),‏وأن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الذي‏ ‏أرسله‏ ‏الرب‏ ‏فضرب‏ ‏من‏ ‏جيش‏ ‏سنحاريب‏ ‏ملك‏ ‏أشور‏ ‏مائة‏ ‏وخمسة‏ ‏وثمانين‏ ‏ألفا‏ ‏من‏ ‏جنوده‏ (.2‏الملوك‏19:35) ,(2‏أيام‏32:21) ,(‏إشعياء‏37:36).‏
وفي‏ ‏التقليد‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏أو‏ ‏غبريال‏ ‏هو‏ ‏أحد‏ ‏الملاكين‏ ‏اللذين‏ ‏كانا‏ ‏مع‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏ضيافة‏ ‏إبراهيم‏ ‏الخليل‏ ‏أب‏ ‏الآباء‏.‏وأما‏ ‏الملاك‏ ‏الثاني‏ ‏فكان‏ ‏ميخائيل‏ (‏التكوين‏18:1-33),(‏العبرانيين‏13:2).‏ثم‏ ‏ذهب‏ ‏الاثنان‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏,‏أعني‏ ‏ميخائيل‏ ‏وغبريال‏,‏إلي‏ ‏النبي‏ ‏لوط‏ ‏في‏ ‏سادوم‏ ‏وأنقذاه‏ ‏هو‏ ‏وأسرته‏ ‏من‏ ‏الهلاك‏ ‏الذي‏ ‏حل‏ ‏بسادوم‏ ‏وعمورة‏ (‏التكوين‏19:1-22).‏
جاء‏ ‏في‏ ‏البارلكس‏ ‏الذي‏ ‏يقال‏ ‏في‏ ‏العاشر‏ ‏من‏ ‏بشنس‏ ‏القبطي‏ ‏علي‏ ‏لحن‏ ‏ثلاثة‏ ‏الفتية‏ ‏القديسين‏:‏
ثلاثة‏ ‏رجال‏ ‏مكرمين‏ ‏جاءوا‏ ‏لضيافة‏ ‏إبراهيم‏,‏أي‏ ‏ميخائيل‏ ‏وغبريال‏,‏وكان‏ ‏مخلصنا‏ ‏في‏ ‏الوسط‏ ‏بينهما‏.‏
لذلك‏ ‏كله‏ ‏وصف‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏غبريال‏ ‏أو‏ ‏جبرائيل‏,‏في‏ ‏كتب‏ ‏الكنيسة‏ ‏وتواليف‏ ‏الآباء‏,‏بأنه‏ ‏ملاك‏ ‏السلام‏,‏وملاك‏ ‏البشارة‏ ‏المفرحة‏,‏وملاك‏ ‏الولادة‏,‏وملاك‏ ‏الحياة‏,‏وملاك‏ ‏الفرح‏,‏وملاك‏ ‏الوشائح‏ ‏العائلية‏ ‏الرقيقة‏,‏وملاك‏ ‏الصبوة‏ ‏البريئة‏ ‏والشباب‏ ‏الطاهر‏,‏وملاك‏ ‏العذراوية‏ ‏والبتولية‏...‏
ويصوره‏ ‏الفنانون‏ ‏الكنسيون‏ ‏عادة‏ ‏يحمل‏ ‏زنبقة‏ ‏كرمز‏ ‏له‏,‏كما‏ ‏يصورونه‏ ‏يحمل‏ ‏صولجانا‏ ‏ومعه‏ ‏درج‏ ‏أي‏ ‏لفيفة‏ ‏من‏ ‏الرق‏ ‏أو‏ ‏ورق‏ ‏البردي‏ ‏مكتوبة‏ ‏عليه‏ ‏هذه‏ ‏العبارة‏ ‏كشعار‏ ‏له‏:‏سلام‏ ‏يا‏ ‏مريم‏ ‏الممتلئة‏ ‏نعمة‏.‏
بقي‏ ‏أن‏ ‏نعرف‏ ‏أن‏ ‏اسم‏ ‏جبرائيل‏ ‏معناه‏ ‏بالعبرانية‏ ‏والآرامية‏ (‏رجل‏ ‏الله‏) ‏أو‏ ‏قوة‏ ‏الله‏ ‏أو‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏أظهر‏ ‏ذاته‏ ‏قادرا‏ ‏وقويا‏.‏وبعبارة‏ ‏أخري‏ ‏أن‏ ‏جبرائيل‏ ‏هو‏ ‏رجل‏ ‏الله‏ ‏الذي‏ ‏تظهر‏ ‏فيه‏ ‏وبه‏ ‏قوة‏ ‏الله‏ ‏وقدرته‏,‏أو‏ ‏إنه‏ ‏رجل‏ ‏الله‏ ‏الذي‏ ‏يعلن‏ ‏به‏ ‏الله‏ ‏قوته‏ ‏وقدرته‏ (‏للعالمين‏).‏

وتصفه‏ ‏مصادرنا‏ ‏الكنسية‏ ‏بإنه‏ ‏الملاك‏ ‏الروحاني‏ ‏والخادم‏ ‏الملتهب‏ ‏نارا‏,‏الواقف‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ ‏القادر‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏شئ‏,‏يسأل‏ ‏في‏ ‏جنس‏ ‏البشر‏ ‏كل‏ ‏حين‏.‏
ويعتبر‏ ‏شفيعا‏ ‏خاصا‏ ‏للعذاري‏ ‏والمتبتلين‏,‏وللراغبين‏ ‏في‏ ‏تكريس‏ ‏ذواتهم‏ ‏لله‏,‏وحاميا‏ ‏للأمومة‏ ‏والطفولة‏,‏ومعينا‏ ‏للباحثين‏ ‏عن‏ ‏الحق‏ ‏والعاملين‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الحق‏,‏ومغيثا‏ ‏للوعاظ‏ ‏والمعلمين‏,‏للخطباء‏ ‏والشعراء‏ ‏ولكل‏ ‏خدام‏ ‏الحق‏ ‏والفن‏,‏ولسفراء‏ ‏الدول‏,‏ولقادة‏ ‏الشعوب‏ ‏في‏ ‏البرلمانات‏ ‏والحكومات‏ ‏وسائر‏ ‏النشاطات‏ ‏الإنسانية‏ ‏والاجتماعية‏.

عن مقالة فى جريدة وطنى بتاريخ 3/7/2005م

This site was last updated 06/26/14