مدرسة الأسكندرية أشهر مدرسة مسيحية فى العالم المسيحى

مدرســـــة الإسكندريـــة : وفى مدينة الأسكندرية ما زالت بقايا قاعات للدراسة الـ ‏16‏ التي ترجع لنهاية العصر الرومانى الوثنى والبيزنطي المسيحى والتي بدأ الكشف عنها في الثمانينات واستمر حتي العام الماضي و يرجح أنها كانت جزءا من جامعة الإسكندرية القديمة وتتسع القاعات المكتشفة لــ‏  3‏ الاف دارس مما يعطي فكرة عن مكانة المدينة الثقافية والعلمية في العصور القديمة وهو كشف نادر لا مثيل لة في حوض البحر المتوسط  فالقاعات متصلة ببعضها وتقع علي أهم شارع بالمدينة وفي موقع من أهم المواقع مما يعطي دلالة قوية عن أهمية هذا الاكتشاف‏.‏
أما عن المسرح الروماني نفسة فقد لعبت الصدفة دورا في الكشف عن هذا الآثر المهم الذي يعتبر رمزا من رموز العمارة الرومانية ففي عام‏1960‏ وبعد صدور القرار بازالة التل الترابي الذي كان موجودا بالمكان والبدء في اقامة مبني حكومي في هذا الموقع واثناء عمل الاساسات اصطدمت الأعمدة الحديدية باجزاء صلبة تحت الارض جهه الجنوب والشرق‏,‏ مما اكد للقائمين علي العمل أن هناك كيانا معماريا في هذا الموقع وعلي الفور بدات اعمال الحفر والكشف بواسطة المتحف اليوناني الروماني ممثلا لمصلحه الاثار المصرية والبعثة البولندية لتكشف لنا طرازا معماريا فريدا لاثار مصر الرومانية ويرجع اقامة هذا المبني إلي بداية القرن الرابع الميلادي وظل مستخدما حتي منتصف القرن السابع الميلادي‏

 لماذا أنشأ مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر مدرسة الأسكندرية ؟

لم يكد رجل مار مرقس رسول المسيح تلمس أرض مصر حتى راح يبشر بما سمعه وما رآه من السيد المسيح بالروح القدس ومع نمو بذرة إيمان المصريين بالمسيح , أدرك بإرشاد الروح القدس بإحتياج كنيسة الإسكندرية الضرورى والملح لأنشاء مدرسة لاهوتية فى مصر , تشرح الإيمان المسيحى وتثبت الإيمان المسيحى وتقف أمام فلاسفة الوثنية والثقافات الوثنية فى مدرستهم بالحجة والمنطق وتقارعهم الحجه بالحجة مث الفلسفة الغنوسية التى جعلت إنتشار المسيحية فى مصر بطيئاً , وملخصها أن : " المعرفة " هو الطريق الوحيد للخلاص ولا سبيل للخلاص إلا المعرفة والحكمة , وأعتبرت الماديات أمر حقير ومن صنع إله ليس خير .. ألخ

البداية هو تعليم الداخلين فى الإيمان المسيحى (الموعوظين)

وعندما أسس مار مرقس مدرسة ألأسكندرية اللاهوتية أسند إدارتها وإنشائها للعلامة القديس يسطس , ولم يكن للمدرسة فى بادئ الأمر تلاميذ يدفعون نقوداً للحصور على التعليم المسيحى , ولكن بدأت المدرسة تعليم الفئات التالية

1- الموعوظين سواء لطالبى من الوثنيين أو يهود الأسكندرية فى ذلك الوقت ,

2- ولم تكتفى مهمة المدرسة فى تعليم الداخلين الجدد للمسيحية , بل لأبناء الكنيسة أيضاَ لتقوية إيمانهم بالرب يسوع

3- ولم تلبث مدرسة الأسكندرية أن فتحت أبوابها لجميع الناس بمختلف ديانتهم وثقافتهم ومراكزهم الإجتماعية .

3- ذهب ت المدرسة إلى ابعد من ذلك لأنها قامت بتعليم الجنسين معا دون تفريق .

علاقة الدراسة فى مدرسة الإسكندرية بالمسيحية

أختلفت الدراسة فى مدرسة الأسكندرية عن دراسة المدرسة الوثنية فقد أهتمت بالدرجة الأولى هو ربط الجياة المسيحية بدراسة المسيحية وذلك عن الحياة الإيمانية والتقوى والمحبة الحقيقية , فكانت من مؤهلات مدرسى هذه المدرسة هو الصلاة والنسك والصوم , ولم يكونوا يتناولون طعامهم غير مرة واحدة كل يوم .

وقد ذكر المؤرخون المسيحيون والمؤرخ اليهودى فيلو قائلاً عن مدرسة الأسكندرية : " كانوا جميعهم زاهدين فى الدنيا لا يكترثون بشئ من حطامها , وإنما كانوا يهتمون بالرب فقط , كانوا متحدين بمحبة صافية وفائزين بسلام الأرواح السمائية , ولم يكن بينهم فقير ولا غنى , لأن الأغنياء منهم كانوا قد أعطوا أموالهم للفقراء , لكى يفكر كل واحد فيهم فيما يجعل الأنسان غنيا بالرب , ولم يكونوا يتناولون مأكلاً سوى مرة واحدة كل يوم وذلك بعد غروب الشمس , وبعضهم كان يصوم ثلاثة ايام أو خمسة من دون أن يأكلوا شيئاً , وكان مأكلهم الخبز ومشربهم الماء لا غير "

وأشتهر معظم أساتذه هذه المدرسة بأنهم كرسوا حياتهم للخدمة ومارسوا حياة البتولية , وأختيار الفقر طواعية , والتنازل عن ملكياتهم الخاصة , وكانت الحياة بينهم مشتركه كما عاش تلاميذ المسيح , وكانت العلاقة بين الأساتذة وتلاميذهم علاقة شخصية , لم تقيد هذه العلاقة مكان أو بناء المدرسة بل خرجت هذه العلاقة إلى الحياة العامة , فأصبح استاذ المدرسة هو المدرسة المعاشة فالمسيحية ليست عقيدة نعيش طبقاً لشريعتها ولكنها روح وحياة نعيشها

وكانت المواضيع التى تدرس هى : دراسة الكتاب - دراسة العقيدة المسيحية - دراسة الفلسفة - دراسة المنطق - دراسة الطب - دراسة الهندسة - دراسة الموسيقى ..

أما عن طريقة التدريس هو عن طريق الأسئلة والأجوبة , وأسلوب الحوار والنقاش

وعند تدريس المذاهب الفلسفية فقد عملوا على تنقيتها بما يناسب التعاليم المسيحية , ولهذا أصبح علماء ومدرسى هذه المدرسة لهم شهرة فى العالم المسيحى أى لهم صفة المسكونية إلى جانب الإنفتاح الفكرى اليقض على الشرق والغرب معا ولم تشتهر هذه المدرسة فى حوض البحر الأبيض المتوسط فقط بل جائها تلاميذ من بلاد فارس وغيرها وترجمت أعمالهم (كتبهم) إلى لغات عديدة مثل اللاتينية والسريانية وغيرها وأصبحت أغنياء الأمم يرسلون أولادهم للتعليم فيها وكان كل همهم أقتناء كتب هؤلاء عمالقة الفكر الذين أشبعوا المسيحيين فى المعرفة الدينية وتحثهم على البحث والدراسة والتعمق فى مختلف العلوم المسيحية والعالمية .

مديروا المدرسة يصبحون بطاركة لكنيسة الأسكندرية

  بالرغم من أن علماء مدرسة الأسكندرية ومديريها لم يكونوا على درجة كهنوتية إلا أن قوانين المجامع الكنسية نصت أن يختار البطريرك اما من الرهبان أو من المتبتلين وكان معظم مدريرين مدرسة الأسكندرية من المتبتلين , وكان أختيار الشعب القبطى لهؤلاء المديرين فى موضعه لأنهم كانوا الصفوة الممتازة فى الفكر والعلم والدين والمسيحية المعاشة والآتيين أسماءهم هم مديرين المدرسة ومدرسيها وتلامذتهم الذين جلسوا على كرسى مار مرقس وقادوا الكنيسة فى حقبات مختلفة من الزمن : -

أولا : مديرين مدرسة الأسكندرية الذين أصبحوا بطاركة

** البابا الأنبا يسطس البطريرك الـ 6

** البابا الأنبا أومانيوس البطريرك الـ 7

** البابا الأنبا مركيانوس البطريرك الـ 8

** البابا الأنبا ياروكلاس البطريرك الـ 13

** البابا الأنبا ديونسيوس البطريرك الـ 14

ثانيــا : تلاميذ مدرسة الأسكندرية الذين أصبحوا بطاركة

** البابا الأنبا يوليانوس البطريرك الـ 11

** البابا الأنبا بطرس خاتم الشهداء البطريرك الـ 17

** البابا الأنبا أرشلاوس البطريرك الـ 18

** البابا أثناسيوس البطريرك الـ 20

** البابا كيرلس الكبير البطريرك الـ 24

** البابا ديسقوروس البطريرك الـ 25

ومن المعروف لنا أن البابا كيرلس السادس عين أسقفا للتعليم وكان مدير للكلية الإكليريكية بأسم الأنبا شنودة وكان آخر بطريرك فى السلسلة السابقة ليصبح البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117

لماذا أشتهرت مدرسة الأسكندرية فى العالم القديم

كانت هذه المدرسة مصدر أشعاع فكرى ونهضة علمية كبيرة جدا لوجود تنافس بينها وبين المدرسة الفلسفية الوثنية فى الأسكندرية وبعد مده تفوقت مدرسة ألأسكندرية اللاهوتية المسيحية وأصبحت هى الأشعاع الوحيد فيها , والذى أعطاها دفعه قوية هو وجود مكتية الأسكندرية الشهيرة التى تحتوى عشرات الألاف من الكتب والمخطوطات القديمة , وظلت مزدهرة بفضل قيادتها القوية وعلم مديريها وعبقريتهم حتى دانت لها جميع الكنائس شرقاً وغرباً روحيا وفكريا وعلما وأصبح كل من يدرس فيها يفتخر عن من لا ينتمى إليها مثل جامعه أكسوفورد من جامعات الغرب الحديث , ونحن نتكلم الأنتماء الدراسى وليس الإدارى

وعندما نقلت المدرسة فى عهد مديرها رودون من مصر إلى بلدة صيدا فى أقليم بامفيليا مع الأنشقاق الكبير عام 451 م عقب مجمع خلقدونية , وبدأ بنيانها التعليمى يتصدع ويهتز حتى أنهارت تماما , وأسدل الستار على عجلة دفعت العالم لحضارة جديدة وأصبحت هذه المدرسة القديمة ذكرى فى تاريخ البشرية فى العلوم المسيحية واللاهوتية والفلسفية والعلميه مثل الهندسة والطب وغيرها من العلوم .

مدرسة الأسكندرية فى العصر الحديث

ما بين سنة 1853 م إلى 1861 م فى عهد القديس كيرلس الرابع المعروف بأبى الإصلاح , فكر فى أنشاء مدرسة لاهوتية على غرار مدرسة الأسكندرية القديمة .. ولكنه للأسف تنيح قبل تحقيق هدفه بإقامة هذه المدرسة .

ولكن حقق هدفه البابا كيرلس الخامس البطريرك الـ 112 ( 1874 م - 1927 م ) .. وأعيد أنشاء هذه المدرسة فى 29 نوفمبر 1893 م وكان اول مدير لها هو يوسف بك منقريوس 

ثم تولى الأرشيياكون حبيب جرجس إدارتها

ثم المتنيح القمص أبراهيم عطية

وفى عهد قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 ( 1959 - 1971م) أهتم بالأكليريكية فإفتتح المبنى الجديد (كلية البابا كيرلس السادس اللاهوتية )

وفى عام 1961 م فى أحتفالات الكنيسة بمرور مائة عام على نياحة البابا كيرلس الرابع ثم خطى خطوة كبيرة فقد سام نيافة الأنبا شنودة أسقف للتعليم فى 30/ 9 /1962 م ليتعهد التعليم الكنسى الذى يشمل الكلية الأكليريكية والتربية الكنسية , كما قام قداسة البابا كيرلس بسيامة الأنبا غريغوريوس أسقفا للبحث العلمى والثقافة القبطية فى 15/ 5/ 1967 م

وعندما جلس الأنبا شنودة على السدة المرقسية فى 14/ 11/ 1971م قام بأنشاء العديد من الكليات الأكليريكية فأصبحت هناك كليات أكليريكية فى : الأسكندرية وطنطا وشبين الكوم ودير المحرق والبلينا .

ولم يكتفى قداسة البابا شنوده بهذه الكليات بل أنشأ المعاهد المتخصصة مثل معهدى الكتاب المقدس والرعاية , وتوجد اليوم كلية أكليريكية فى أمريكا وأستراليا وكندا .

مديرو أو رؤساء مدرسة الإسكندرية الشهيرة فى العالم القديم

أولاً : بنتينوس

 
كان مدير للاكليريكية  كرز في الهند بالخلاص احضر من الهند مخطوطة إنجيل الذى كتبه البشير متى .
 كتب الهـيروغلـيفية بحـروف يونانية (اللغة القبطية) .
 قام بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة لقبطية .

ثانيا : أكليمندس الإسكندري

 
 حل محل بنتيوس بعد موته وأصبح مدير الإكليريكية (المدرسة اللاهوتية الشهيرة بالأسكندرية ).
 كان وثنيـا ولم يجد في الفلسفة شبع نفسه فاعتنق المسيحية.
 بقي من مؤلفاته الكثيرة 3 كتب.
 تشـجيع الوثنـيين لاعتـناق المسيحية.
 المرشد: متابعة 3 أجزاء.

 
ثالثاً : العلامة أوريجانوس

 من أعظم من أنجبته الكنيسة القبطية ولد سنة 185م  ولعلمة وعقلة أصبح مدير الإكليريكية في سن 18.
 قام بتفسير الكتاب رمزيا وروحيا.
 كرز للوثنيين وعلم في عـدة بلاد منها:
أ - روما ب - الجزيرة العربيـة ج - فلسطين د - انطاكيه
هـ – اليونان
 رسـمه أسقف قيصرية كاهنا، فحرمه البابا.
 القـي في بالسـجن وعـذب وتنيح.
 هناك جدل كبيـر بخصـوص تعاليمه حيث حرم من الكنيسة القبطية ولكنه ما زال يحتل مكانة بارزة فى قلوب الأقباط حتى الآن حيث يشعر الكثيرين بالفخر من أنتماء هذه العقلية الفذة إلى الأقباط .
 .

مديروا مدرسة الأسكندرية منذ تأسيسها

====

المراجع

سلسلة تاريخ البطاركة (1) مار مرقس الرسول ومدرسة الأسكندرية - أعداد أمير نصر - تقديم الأنبا موسى