المصرى اليوم  تاريخ العدد ١٧ اغسطس ٢٠٠٨ عدد ١٥٢٦  عن خبر بعنوان [  احسبوها.. عمره ٨٤ سنة ]
بمناسبة احتفال مكتبة الإسكندرية بالعيد الخامس لافتتاحها، أود أن أذكر أن إحدي وسائل تدريس الرياضيات - في القرون الأولي - كانت عن طريق المقطوعات الشعرية.
كانت هناك مجموعة مشهورة من الأشعار الإغريقية القديمة الممتعة، من بين هذه القطع ٤٦ قطعة عبارة عن رواية لمسائل عددية «نطلق عليها نحن اليوم اسم المسائل اللفظية» وقد أمكن تجميعها، نحو عام ٥٠٠ ميلادية، ويعتقد أن هذه القطع يعود تاريخها إلي ألف عام قبل تجميعها، كانت جميع هذه الأشعار تؤدي في النهاية إلي معادلة رياضية يمكن عن طريق حلها بطرق رياضية محددة الوصول إلي فك اللغز الموجود في القطعة الشعرية.
من بين هذه القطع الشعرية، قطعة خاصة لتحديد عمر عالم الرياضيات «ديوفانتوس» في مدرسة الإسكندرية الشهيرة، وذلك نحو عام ٢٥٠ ميلادية، ويمكن التوصل إلي عمره عن طريق تلك المقطوعة الشعرية الإغريقية، التي جاء فيها ما يلي:
طفولته استمرت «سدس عمره»، لحيته نبتت بعد ذلك بمدة تعادل «واحد من ١٢ جزء» من عمره، وأنه تزوج بعد ذلك بمدة تعادل «واحد من سبعة أجزاء» من عمره، وأن ابنه ولد بعد ٥ سنوات من زواجه، وأن الابن عاش نصف عمر أبيه، وأن الوالد مات بعد ٤ سنوات من موت ابنه، فكم كان عمر «ديوفانتوس» عندما مات؟
بعد القيام ببعض العمليات الجبرية البسيطة، نجد أن عمر «ديوفانتوس» كان ٨٤ عاماً.. وهكذا كان يدار التعليم في القرون الأولي بأساليب شتي وممتعة في سبيل توصيل المعلومة كاملة لطالب المدرسة.
د. مينا بديع عبدالملك
رئيس مجلس قسم الرياضيات بهندسة الإسكندري