Home Up آثار محافظات الوادى الجديد مدينة أون هليوبيلس ناريخ قرية القرنة Untitled 1128 زبالة فوق الاثار إكتشاف حصن بفنتير محطة نووية فوق الآثار محافظة سيناء ترميم ٥ أبراج و٣ طوابى الواحات البحرية Untitled 1155 Untitled 1156 Untitled 1131 | | جريدة الأهرام 23/6/2007م السنة 131 العدد 44028 عن مقالة بعنوان " القرنة.. تاريخ لن يموت " بقلم : د. زاهي حواس اسم هذه القرية التي تقع في حضن الجبل قد عرفناه من خلال القرن أو القمة الهرمية, التي تعلو وادي الملوك, ولذلك فقد أطلق الأهالي هذا الاسم علي هذه القرية الفريدة التي ارتبط أهلها بوادي الملوك ومقابرهم وأعمال الحفائر والاكتشافات والمغامرين وتجار الآثار.. وعندما اختار الملك منتوحتب الثاني الدير البحري بالبر الغربي للأقصر, لكي يكون مقرا لمقبرته وبالتالي يجعل طيبة عاصمة البلاد, ووجد ملوك مصر في العصر الذهبي أي الأسرة الـ18 من الدولة الحديثة1550 ق.م, أن البر الغربي مكان ساكن آمن ليكون مقرا لدفن ملوك وملكات مصر, كذلك الموظفون والنبلاء والعمال, ومن خلال المقابر والمعابد والاكتشافات الأثرية التي حدثت بهذه المنطقة نستطيع أن نعرف تاريخ مصر خلال هذه الفترة وتاريخ قرية القرنة الذي ارتبط بكل هذه المغامرات والاكتشافات.
وقد كتب العديد من العلماء عن هذه القرية أهمهمCarolineSimpson وكانت الدراسة علي أعلي مستوي, حيث ذكرت قرية القرنة علي يد العديد من الرحالة الأوروبيين بداية من أواخر القرن الـ17 وما بعده, ففي عام1820 قام العديد من الأوروبيين والذين كانوا يعملون هناك بشكل دائم ببناء منازل لهم ولعائلاتهم وأصدقائهم وزوارهم, حيث قام القنصل البريطاني هنري سولتHenrySalt ببناء منزل لواحد من أهم رجاله وهو جيوفاني أثاناسGiovanniD,Athanasi المعروف بـ ينيYanni والذي يعتبر أول منزل حديث ليني بتلال المنطقة من القرن الثامن, وقد بني منزل يني علي شكل قلعة صغيرة محاطة بمجموعة من الأبنية وأسفل المنزل يوجد ضريح الشيخ عثمان والمبني من الطوب اللبن.
وبداية من القرن العشرين, آل هذا المنزل لعائلة لازم وهي عائلة الشيخ عثمان, وفي عام2000 أصبح المنزل مهجورا وتهدم الكثير منه وسكنته امرأة عجوز تربي مجموعة من الأوز, ويبدو أن واحدا من تلك المباني الحديثة والتي تعد نقطة مهمة في تاريخ المباني قد يسمح باختفاء بعد أن هجر الأهالي المنطقة الآن.
أما منزل تاجر الآثار الايطالي بيثيننيPiccinini بمنطقة دراع أبوالنجا فهو ذو حجم صغير ويعتبر أول منزل بني في هذا المكان, وبالاضافة الي بقايا الدير القبطي الموجود بالمنطقة فقد أظهرت رسومات قام بها المغامرHay في عام1820 وجود عدد من المباني الأثرية والتي كانت ذات الطابع القبطي والتي يوجد احدها بالناحية الجنوبية الشرقية للشيخ عبدالقرنة, وهناك لوحة بالمكتبة الوطنية بباريس لـWilkinson ترجع لعام1827, تمثل مجموعة من المنازل لعائلة واحدة وهذا واضح من خلال صورة فوتوغرافية ترجع لعام1850, وفي أواخر القرن الـ19 تمت اعادة بناء هذه المنازل مرة أخري ومن بينها نعرف منزل تادرس أيوب الذي كشف عنه المغامر الإيكاليBaraize باريز في أوائل القرن العشرين, وقد تم شراء العديد من المنازل هناك فيما بين أعوام1970 ـ1980 علي يد عائلة عبدالسلام واصبح منزل تادرس جزءا من كافيتريا سن نفر ولكنها تهدمت عام2002.
ومن أهم البيوت المعروفة بتلك المنطقة بيت عائلة عبدالرسول وهي العائلة التي كانت تعرف أسرار الوادي وكشفوا عن خبيئة المومياوات بالدير البحري وارشدوا العديد من الأثريين عن مقابر جديدة وقد يكون الصبي الذي عثر علي مقبرة توت عنخ آمون واحدا منهم, وقد قابلت الشيخ علي عبدالرسول آخر هؤلاء الرجال وكان شخصية فريدة وهناك تحدث معي كثيرا عن سر السرداب الموجود بمقبرة سيتي الأول.. وقد بني محمد عبدالرسول بيتا أبيضا جديدا فوق مقبرة أحد الملوك من أجل اخفائها.
وكان جيمس جونJamesstJohn والذي عاش بالقرنة في عام1834, وقد روي أنه قابل أحد الدراويش والذي يدعي عبدالرحمن بني لنفسه بيتا متواضعا ملحقا به مصلي بالاضافة الي ملحق استخدمه ككتاب لتعليم الأطفال القراءة والكتابة, ويبدو أن هذا أول كتاب ينشأ بالقرية, وكانت المنطقة المحيطة ببيت عائلة الحاجة رفيعة تخص الشيخ عبدالرحمن.
أما عثمان الدرمللي وكان يبلغ76 عاما في عام2000 ولا اعرف هل مازال علي قيد الحياة أم لا, يعيش أسفل منزل يني.
ومن أهم الرحالة الذين زاروا المنطقة هو الأب اليسري كلود سيكاردClwdeSicard بالقرن الـ18 والذي قام برحلة نيلية لوعظ أقباط الصعيد, وهناك قام بعمل دراسات للآثار بطيبة, أما ريتشارد بوكوكRichardPucocke فكان راهب مولع بالسفر وجاء الي مصر في سبتمبر1737 كما ظهر بتلك الفترة فردريك لويس نوردنFredrickLewisNorden وهو فنان دنماركي أرسله الملك كريستيان السادس في رحلة استكشافية لمصر, وقد تم نشر كتاب رحلة بوكوك في عام1743 في حين نشرت رحلات نوردن في عام1755 والذي يعد أول محاولة لوصف متقن لمصر.
أما عن أهم من عملوا بمنطقة البر الغربي فكان برناردينو دروفيتيBernardinoDrovetti وكان قنصل فرنسا العام بمصر بداية القرن الـ19 والذي كان له ولع شديد بالآثار والبحث عنها والسرقة بما فيها فتح المقابر بالديناميت, حيث يسهل له فتحها, وجاء بعد ذلك سولت لينيه مهرج السيرك الايطالي بلزوني للعمل بوادي الملوك وخاصة بمقبرة الملك رمسيس الثالث والتي سميت باسم مقبرة بروسBrace والذي عمل في الوادي مع بلزوني وقام بنقل التابوت الضخم من المقبرة ليتم بيعه للملك لويس الثامن عشر ملك فرنسا, وتم ايداعه باللوفر.
وقام بلزوني بالكشف عن العديد من المقابر المهمة, منها مقبرة الملك آي في عام1816 وكشف أيضا عن مقبرة الملك رمسيس الأول وابنه الملك سيتي وقد تم عمل العديد من الاكتشافات بمنطقة وادي الملوك بعد رحيل بلزوني وسط مخاوف سولت علي مجده الشخصي, وقام بالعمل طيلة أربعة أشهر بجد شديد من أجل العثور علي مقابر أخري, ويريJohnGardnerWilkinson أن سولت بمفرده وبمساعدة يني قد استطاع تنظيف نحو55 مترا داخل مقبرة الملك رمسيس الثاني وذلك في الفترة وبين1817 و1827, وكان ولكنسون واحدا من آباء علم المصريات الحديث والذي ولد في شيلي في5 اكتوبر1897, وقد أمضي أغلب أوقاته في منطقة طيبة يعمل علي نسخ ودراسة المناظر والنقوش المهمة بمقابر طيبة في حين انه أقام مجموعة من الحفائر في الفترة بين1824 و1827.
أما أهم تجار الآثار الذين نهبوا الوادي فهوRobertHay الذي جاء عام1830 وعاش مع أهالي القرنة وتقرب للكثير منهم وبدأ العمل في مقبرة الملك رمسيس الرابع رقم(2) ورمسيس السادس رقم(9), وقد اشترك معه في العمل العديد من العلماء والعمال من القرنة ومنهم ادوارد وليام لان في عام1826, وهناك أسماء العديد من العمال الذين ارتبطت اسماؤهم بالاكتشافات وأهم هذه العائلات هي عائلة عبدالرسول وبعض منهم كانوا عتالين يعرفون طرق نقل التماثيل الضخمة مثل الفراعنة تماما, ومنهم تجار الآثار الذين تعاونوا مع قناصل أوروبا في نقل العديد من الآثار, وقد عمل بعضهم مع مصطفي أغا والذي استطاع أن يبيع آلاف القطع الأثرية الي الخارج ومنها مجموعة مومياوات بيعت الي متحف نياجرامول بكندا, ومنها المومياء والتي يعتقد أنها خاصة بالملك رمسيس الأول واستطاع أن يخرج بعض القطع الأثرية بالتعاون مع عائلة عبدالرسول من خبيئة المومياوات والتي قد يكونون دخلوها لأول مرة عام1871 أو1875 وبعض أهالي هذه المنطقة, جاء من البلدة الشهيرة قفط والتي تقع الي الشمال من الأقصر مباشرة واعتبر كل أهلها خبراء في الحفائر وعملوا في كل مكان بالصعيد والدلتا وقد عملت مع العديد منهم وتعلمت منهم الكثير
وقد استطاع بعض أهالي القرنة أن يبنوا منازلهم فوق المقابر مباشرة وقاموا باستعمال إحدي المقابر كمخزن للآثار المسروقة, بالاضافة الي أن سكنهم فوق المقابر قد أضر بالآثار.. ولذلك فقد تم التوفيق بين تاريخ القرنة عن طريق اختيار نحو25 منزلا لها تاريخ وحكايات لكي تترك في الموقع لتحكي هذا التاريخ العظيم وفي نفس الوقت ازيلت العشوائيات الموجودة بهذا المكان.. سوف يبقي التاريخ لأن الآثار والانسان قيمة مهمة خاصة عندما يعرف الإنسان.. أن هذا التاريخ هو جزء منا ويجب أن نعمل للحفاظ عليه.. انه تاريخ لن يموت أبدا! |