Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الخليفة الآمر بأحكام الله وأحداث من سنة 523 - 524 هـ

 +هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أحداث سنة 496 - 512 هـ
أحداث سنة 515 - 516 هـ
أحداث سنة 517 - 522 هـ
أحداث سنة 523 - 524 هـ

  المقريزى سنة 523 - 524 هـ

*************************************************************************************************************

هذه الصفحة تاريخ الآمر بأحكام الله سابع الخلفاء الفاطميين الشيعة الذين حكموا مصر من سنة 523 - 524 هـ  نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 3 ص 25 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع لم نزيد أو ننقص منها وضعناها كما هى ولكننا وضعنا لكل مقطع عناوين للتسهيل على الدارس

****************************************************************************************************************************************

 سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة
فيها عم البلاء بمصر جميع الرؤساء والقضاة والكتاب والسوقة من الراهب بحيث لم يبق أحد إلا وناله مه مكروه إما من ضرب أو نهب أو أخذ مال‏.‏
وكان يجلس في قاعة الخطابة من جامع عمرو بن العاص ويستدعي الناس للمصادرة‏.‏
فطلب في بعض الأيام رجلا يعرف بابن الفرس من العدول المميزين المبجلين في الناس فأهانه وأخرق به فخرج إلى الجامع في يوم جمعة وقام على رجليه وقال‏:‏ يأهل مصر انظروا عدل مولانا الآمر في تمكينه النصراني من المسلمين‏.‏
فارتج الناس لكلامه وكادت تكون فتنة فاتصل ذلك بخواص الخليفة فأبلغوه إياه وخوفوه عاقبة ذلك وطالعوه بما حل بالخلق‏.‏
وكان الراهب قد أخذ من شخص خادم يقال له جديحو سبعين ألف دينار بخرج من مائة ألف دينار فصار يشكو وكان كثير البضائع والتجارات والمقارضين فتظلم واشتهر أمره إلى أن بلغ خبره إلى أستاذ من أستاذى القصر له من العمر نحو مائة وعشرين سنة يقال له لامع وكان قد انقطع في منزله بالقصر بعد ما حج غير مرة وأنشأ جلبة بعيذاب يقال لها اللامعية تحمل الحاج فاتفق جواز الآمر على مكانه فسأل عنه فقيل له‏:‏ إنه لا يستطيع النهوض إلى خدمتك‏.‏
فدخل إليه وسأله عن حاله فقال‏:‏ شغلي بسمعة مولانا أشد علي من نفسي‏.‏
فقال له الآمر‏:‏ لأي شيء فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن الناس قد تم عليهم من الشدة ما لا أحسن أصفه وربما نسب ذلك إليك‏.‏
وشرح له أمر الراهب ابن أبي نجاح وصاحبي الديوان جعفر بن عبد المنعم المعروف بابن أبي قيراط وأبي يعقوب إبراهيم السامري الكاتب وما أخذوه من هذا الخادم‏.‏
فحلف الآمر إنه ما علم أنهم بلغوا بالناس إلى هذا المبلغ وأنه يستدعي صاحبي الديوان في كل وقت ويحلفهما على المصحف وعلى التوراة وأن الراهب لم يجعل إلا مستوفياً لما يستخرج من الأموال وليس له معهما حديث ألبتة‏.‏
فقال له الخادم‏:‏ يا أمير المؤمنين إنهم قد اتفقوا على أذى الناس وقد جعلك الله خليفةً في الأرض واسترعاك على عباده وكل راع مسئول عن رعيته‏.‏
فشق على الخليفة وعمل فيه كلام الأستاذ وخرج فمات بات حتى صرف صاحبي الديوان واعتقلهما ليستعيد منهما ما أخذاه للناس ظلماً واستدعى الراهب وكان بحضرته رجل من الأشراف إنّ الذي شرّفت من أجله يزعم هذا أنّه كاذب فقال الآمر للراهب‏:‏ يا راهب ماذا تقول فسكت‏.‏
فأمر حينئذ والي مصر بأخذه إلى الشرطة وضربه بالنعال حتى يموت‏.‏
فمضى به إلى شرطة مصر وما زال يضرب بالنعال حتى مات فجر بكعبه إلى عند كرسي الجسر مسحوباً وسمر على لوح وطرح في بحر النيل فكان كلما وصل إلى ساحل من سواحل مصر وهو منحدر دفعوه إلى البحر فلم يزل حتى خرج إلى البحر الملح واشتهر ذكره وسارت الركبان بهلاكه‏.‏
وكان هذا الراهب أولا من أشمون طناح وترهب على يد أبي إسحاق بن أبي اليمن وزير ابن عبد المسيح متولى ديوان أسفل الأرض ثم قدم إلى القاهرة واتصل بخدمة ولي الدولة أبي البركات يحنا بن أبي الليث كاتب المجلس‏.‏
فلما قتل الوزير المأمون اتصل بالخليفة الآمر وبذل له في مصادرة الكتاب النصارى مائة ألف دينار فأطلق يده فيهم واسترسل أذاه حتى شملت مضرته كل أحد‏.‏
وكان يعمل له في تنيس ودمياط ملابس مخصوصة به من الصوف الأبيض المنسوج بالذهب فيلبسها ومن فوقها غفارة ديباج ويتطيب بعدة مثاقيل مسك في كل يوم فكانت رائحته تشتم من مسافة بعيدة‏.‏
وكان يركب الحمر الفارهة بالسروج المحلاة بالذهب والفضة ويجلس بقاعة ولما قتل وجد له في مقطع ثلثمائة طراحة سامان محشوة جدداً لم تستعمل قد رصت إلى قرب السقف وهذا من نوع واحد فكيف ما عداه‏!‏ ولما قتل وعرف الآمر ما كان يعمل في الناس من أنواع الأذى خشي من الله واستحيا من الناس وكره مساءلة الفقهاء من الإسماعيلية عن ذلك وعن كفارة هذا الذنب لأنه إمام وشرط الإمام أن يكون معصوماً‏.‏
فسير إلى الفقيه سلطان بن رشا شيخ الفقيه مجلى وكان خليفة الحكم مع من يثق به يستفتيه في أمر الراهب وما يكفر عنه فقال‏:‏ يرد ما صار إليه من الأموال إلى أربابها‏.‏
فرد عليه‏:‏ إني والله ما أعرفهم ولا أقدر على ذلك ولكن أعتق الرقاب وأتصدق‏.‏
فقال الفقيه‏:‏ الخليفة قادر على أن يعتق ويتصدق ولا يتأثر لذلك ولكن يصوم فإنه عبادة شاقة على مثله‏.‏
فقال‏:‏ أصوم الدهر‏.‏
فقال‏:‏ لا ولكن الصوم الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم صوم يوم وفطر يوم‏.‏
فقال‏:‏ لا أقدر على ذلك‏.‏
فقال‏:‏ يصوم رجب وشعبان ورمضان‏.‏
ففعل ذلك وتحرم في صومه وبره هذه الأشهر من كل ما ينكر في الديانة‏.‏

سنة أربع وعشرين وخمسمائة
في ربيع الأول ولد للآمر ولد سماه أبا القاسم الطيب فجعل ولي عهده وأمر فزينت القاهرة ومصر وعملت الملاهي في الإيوانات وأبواب القصور وكسيت العساكر وزينت القصور‏.‏
وأخرج الآمر من خزائنه وذخائره قماشاً ومصاغاً ما بين آلات وأواني من ذهب وفضة وجوهر فزين بها وعلق الإيوان جميعه بالستور والسلاح‏.‏
واستمر الحال على هذا أربعة عشر يوماً‏.‏
وأحضر الكبش الذي يعق به عن المولود وعليه جل من ديباج وفي عنقه قلائد الفضة فذبح بحضرة الخليفة الآمر‏.‏
وجيء بالمولود فشرف قاضي القضاة ابن ميسر بحمله ونثرت الدنانير على رءوس الناس‏.‏
ومدت الأسمطة العظيمة بعد ما كتب إلى الفيوم والقيلوبية والشرقية فأحضرت منها الفواكه وملئ القصر منها ومن غيرها من ملاذ النفوس وبخر بالعنبر والعود والند حتى امتلأ الجو من دخانه‏.‏
فيها تواترت الأخبار بتخويف الآمر من اغتيال النزارية وتحذيره منهم وإعلامه بأنه قد خرج منهم قوم من المشرق يريدون قتله فتحرز احترازاً كبيرا بحيث إنه كان لا يصل أحد من قطر من الأقطار إلا ويفتش ويستقصى عنه‏.‏
وأقام عدةً من ثقاته يتلقون القوافل ليتعرفوا أحوال الواصلين ويكشفوا عنهم كشفاً جليا‏.‏
وكلما اشتد الأمر كثر الخوف‏.‏
واتصل به أن جماعةً من النزارية حصلوا بالقاهرة ومصر فاحترز وتحيل في قبضهم فلم يقدر لما أراده الله وفشا في الناس أمرهم وكانوا عشرة فخافوا أن يظفر بهم فاجتمعوا في بيت وقالوا إنه قد فشا أمرنا ولا نأمن أن يظفر بنا واشتوروا‏.‏
فقال أحدهم‏:‏ الرأي أن تقتلوا رجلاً منكم وتلقوا برأسه بين القصرين لتنظروا إن عرفها الآمر وكان عمره يوم قتل أربعاً وثلاثين سنة وتسعة أشهر واثنين وعشرين يوما ومدة خلافته تسع وعشرون سنة وثمانية أشهر وخمسة عشر يوما وما زال محكوما عليه حتى قتل الأفضل فتزايد أمره عما كان عليه أيام الأفضل‏.‏
فلما قبض على وزيره المأمون استبد بالأمور وتصرف في سائر أحوال المملكة وأكثر من الركوب ورتب لركوبه ثلاثة أيام من كل أسبوع وهي يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الثلاثاء فإذا لم يتهيأ له الركوب في أحد هذه الأيام ركب في يوم غيره‏.‏
فكان يمضي أبداً في يومي الثلاثاء والسبت إلى النزهة في بستان البعل والتاج والخمس وجوه وقبة الهواء من ظاهر القاهرة أو إلى دار الملك بمصر أو بالهودج الذي أنشأه بجزيرة مصر التي يقال لها اليوم الروضة‏.‏
وكان يتجول في أيام النيل في القصر بخدمه ويسكن في اللؤلؤة المطلة على خليج القاهرة‏.‏
وكان الناس يوم ركوبه يخرجون من القاهرة ومصر بمعايشهم ويجلسون للنظر إليه فيكون كيوم العيد‏.‏
وصار الناس مدة أيامه التي استبد فيها في لهو وعيش رغد لكثرة عطائه وعطاء حواشيه وأستاذيه لا سيما غلامه بزغش ورفيقه هزار الملوك جوامرد حتى إنه لا يكاد يوجد في مصر والقاهرة من يشكو زمانه لبسطهم الرزق بين الناس وتوسعهم في العطاء‏.‏
ثم تنكد عيش الناس بقيام الراهب وكثرة مصادراته وشره حينئذ الآمر في أخذ أموال الناس فقبحت سيرته وكثر ظلمه واغتصابه لأملاك كثيرة من أملاك الناس مع ما فيه من التجرؤ على سفك الدماء وارتكاب المحذورات واستحسان القبائح‏.‏
وفي أيامه ملك الفرنج كثيرا من المعاقل والحصون بسواحل البلاد الشامية فملكت عكا في شعبان سنة سبع وتسعين وعرقة في رجب سنة اثنتين وخمسمائة واستولوا على مدينة طرابلس الشام بالسيف في يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين فتتيقنوا أن حلاكم قد ذكرت له فتعملوا الحيلة في فراركم من مصر وإن لم يعرفها فتطمئنوا حينئذ وتعرفوا أن القوم في غفلة‏.‏
فقالوا‏:‏ ما يتسع لنا قتل واحد منا ينقص عددنا وما بذاك أمرنا‏.‏
فقال‏:‏ أليس هذا من مصلحتنا ومصلحة من تلزمنا طاعته وما دللتكم إلا على نفسي‏.‏
وأسرع بسكين فذبح بها نفسه فمات وأخذوا رأسه ورموها في الليل بين القصرين وأصبحوا ينظرون ما سبق فلما رئيت الرأس واجتمع الناس عليها لم يقل أحد إنه عرفها فحملت إلى الوالي فأحضر عرفاء الأسواق على أرباب المعايش وأوقفهم عليها فلم يعرفها أحد‏.‏
فأحضر أصحاب الأرباع بالحارات فلم يعرفوها‏.‏
ففرح النزارية واطمأنوا بالإقاقة في مصر لقضاء مرادهم‏.‏
وكان الآمر كثير الفرج محبا للهو فركب في يوم الثلاثاء الرابع من ذي القعدة يريد أن يجيء إلى الهودج الذي بناه بجزيرة مصر لمحبوبته البدرية ومن العادة في الركوب أن يشاع في أرباب الخدم بالموكب جهة قصد الخليفة حتى لا يتفرقوا عنه فعلم النزارية أين يقصد فجاءوا إلى الجزيرة المذكورة ودخلوا فرناً قبالة الطالع من الجسر إلى البر ودفعوا إلى الفران دراهم ليعمل لهم فطيراً بسمن وعسل فبينما هم في أكله وإذا بالخليفة الآمر قد عبر من كرسي الجسر بمصر وجاز عليه وقد تفرق عنه الركابية ومن يصونه بسبب ضيق الجسر‏.‏
فلما طلع من ذا الجسر يريد العبور إلى الجزيرة وثبوا عليه وثبة رجل واحد وضربوه بالسكاكين وواحد منهم صار خلفه على كفل الدابة وضربه عدة ضربات‏.‏
فأدركهم الناس وقتلوهم وكانوا تسعة وحمل الآمر في عشاري إلى اللؤلؤة وكانت أيام النيل فمات من يومه وحمل من اللؤلؤة وهو ميت إلى القصر‏.‏
وخمسمائة وملكوا بانياس وجبيل بالأمان لثمان بقين من ذي الحجة منها‏.‏
وملكوا قلعة تبنين في سنة إحدى عشرة وخمسمائة وتسلموا مدينة صور في سنة ثمان عشرة وخمسمائة‏.‏
وكثرت المرافعات في أيامه‏.‏
واستخدم عدة من الكتاب الظلمة الأشرار وضمن أشياء لم تجر العادة بتضمينها وأخذ رسوماً لم تكن فيما تقدم‏.‏
وعمل دكة عليها خركاة في بركة الحبش وعمر في بركة الحبش مكاناً سماه تنيس وموضعاً آخر سماه دمياط‏.‏
وجدد قصر القرافة وعمل تحته مصطبة للصوفية فكان يجلس في أعلاه ويرقص أهل الطريقة قدامه والشمع موقود والمجامر تعبق بالبخور والأسمطة تمد بكل صنف لذيذ من الأطعمة والحلوى‏.‏
وفرق في ليلة عند تواجد ابن الجوهري الواعظ وتمزيق رقعته على من حضر وعلى الفقراء ألف نصفية ونثر عليهم من الطاق ألف دينار تخاطفوها‏.‏
وبنى الهودج لمحبوبته العالية البدرية في جزيرة الروضة‏.‏
ولهذه البدرية وابن مياح من بني عمها مع الآمر أحاديث صارت كأحاديث البطال وشبهها قد ذكرتها عند جزيرة الروضة من هذا الكتاب‏.‏
وكان المنفق في مطابخه وأسمطته شيء كثير فكان عدة ما يذبح له في كل شهر خمسة آلاف رأس من الضأن خاصة سوى ما يذبح مما سوى ذلك وثمن الرأس منها ثلاثة دنانير‏.‏
وكان أسمر شديد السمرة يحفظ القرآن وخطه ضعيفاً‏.‏
وكانت نفسه تحدثه بالسفر إلى الشرق والغارة على بغداد وأعد لذلك سروجاً مجوفة القرابيص وبطنها بصفائح من قصدير ليحمل فيها الماء وعمل لها فماً فيه صفارة فإذا دعت الحاجة إلى الماء شرب منه الفارس فكان كل سرج منها سبعة أرطال من ماء وعمل عدة من حجال الخيل من الديباج وقال في ذلك‏:‏ دع الّلوم عني لست مني بموثق فلا بدّ لي من صدمة المتحقّق ومن شعره أيضا‏:‏ أما والذي حجّت إلى ركن بيته جراهيم ركبانٌ مقلدةٌ شهبا لأقتحمنّ الحرب حتّى يقال لي ملكت زمام الحرب فاعتزل الحربا وينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيرضى بنا صحباً ونرضى به صحباً وكانت وزارة الأفضل بن أمير الجيوش وكان حاجراً عليه ليس له معه أمر ولا نهي ولا تعود له كلمة إلى أن قتل ثم وزر له المأمون محمد بن فاتك البطائحي فصار له في وزارته أمر ونهي وعادت الأسمطة على ما كانت عليه قديما وكان الأفضل قد نقلها فصارت تعمل أيام الأعياد والمواسم في دار الملك بمصر حيث كان يسكن‏.‏
فلما قتل المأمون استبد ولم يستوزر أحداً ودامت له الدنيا‏.‏
وقضاته‏:‏ ابن ذكا النابلسي تم ولى أبو الفضل الجليس نعمة بن بشير فطلب الإقامة فولى بعده الرشيد أبو عبد الله محمد بن قاسم بن زيد الصقلي ومات فاستقر بعده الجليس نعمة بن بشير النابلسي مرة ثانية ثم صرف بأبي الفتح مسلم بن الرسعني وعزل بأبي الحجاج يوسف بن أبي أيوب المغربي فلما مات استقر من بعده أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن ميسر القيسراني وقتل الآمر وهو قاض‏.‏
وكتاب الإنشاء في أيامه‏:‏ سناء الملك أبو محمد بن محمد الزيدي الحسيني والشيخ الأجل أبو الحسن بن أبي أسامة الحلبي والشيخ تاج الرئاسة أبو القاسم ابن الصيرفي وابن أبي الدم اليهودي‏.‏
وكان نقش خاتمه‏:‏ الإمام الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين‏.‏
وفي أيامه نزع السعر فبلغ القمح كل أردب بدينار‏.‏
وكان الناس قد ألفوا الرخاء في أيام الأفضل والمأمون وبعد عهدهم بالغلاء فقلقوا لذلك‏.‏
ومن نوادر الآمر أنه عاشر الخلفاء الفاطميين وهو العاشر في النسب أيضا ولم يل عشرة على نسق واحد ليس بينه أخ ولا عم ولا ابن عم غير الآمر‏.‏
وعرض عليه فصل في التوحيد من جملته‏:‏ وهو المحذر بقوارع التهديد من يوم الوعد والوعيد فقال‏:‏ إذا حذر من الوعد كما يحذر من الوعيد فما الفرق بينهما وأمر أن يقال‏:‏ المحذر بقوارع التهديد من هول يوم الوعيد‏.‏
واستدرك في فصل آخر في ذكر علي رضي الله عنه قوله‏:‏ وهو السابق إلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجابته فقال‏:‏ إن قوله السابق غير مستقيم لأنه إن أراد التخصيص فذلك غير صحيح إذ كانت خديجة سبقت إلى الإسلام والسابق منهم جائز أن يكون واحداً وأن يكون جماعة والله تعالى يقول‏:‏ ‏"‏ والسَّابِقُونَ السَّابقُونَ ‏"‏ وليس في ذلك دليل على تخصيص واحد بالتقدم على الباقين وذكر مثالا فقال‏:‏ خيل الحلبة إذا أقبلت منها عشرة لا يخرج فيها واحد عن واحد قيل لها السبق وقيل لكل واحد منها سابق‏.‏
وأمر أن يقال‏:‏ أول سابق إلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجابته‏.‏

 

This site was last updated 02/28/12