Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

يؤنس / يوحنا قمص برية شهيت

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنبا صموئيل المعترف
يؤنس /يوحنا برية شهيت
رحلة الأنبا اغاثون ورؤيا
 معجـــزة والأنبا بنيامين

 

القديس أنبا يؤنس قمص شيهيت المعترف هو احد قادة رهبان برية شيهيت ويرجع الأب متى المسكين (1) أنتشار الروحانية بين رهبان شهيت إليه فيقول : " كان القرن السابع من أزهى العصور الروحية التى عبرت فيها برية القديس أنبا مقار سواء من جهة العبادة وتدبير طقوسها وصلواتها أو من جهة كثرة القديسين الذين ظهروا فى هذا القرن أو من جهة العمارة التى قامت داخل الدير وخارجة , وكان هذا الفضل يعزى إلى شخصية قديسة عظيمة تجاهلها التاريخ الرهبانى مع أنها جديرة بأن توضع فوق منارة وهى شخصية الأب الفاضل القديس يؤنس فمص برية شهيت "

يعتقد أن القمص يوحنا ولد سنة 585 م وهو من مواليد شبرامنصور (2) .. وقد وقع فى أسر البربر ثلاث مرات , فإستعبدوه وأذلوه وحملوه ألاماً كثيرة (3) وقد وقع فى الأسر الثالث فى وقت قدوم الفرقة العسكرية التى أرسلها قيرش ( المقوقس) الوالى إلى البرية طالباً قمص شيهيت ليعرض عليه طومس لاون سنة 631 م  ولكن كان يوحنا فى هذه اللحظة قد خرج من الدير حاملاً أوانى البيعة ( الدير والكنيسة ) وأموالها وذخائرها ليدفنها عند البحيرة الداخلية (4) ( المسماة بالفاسدة الآن ) ولكنه فوجئ بالبربر ينقضون عليه ويستولون على ما معه من كنوز فأخذوه معهم أسيراً إلى بلادهم (5) وبعد أربع سنوات فى الأسر تقابل مع القديس أنبا صموئيل القلمونى الذى أسره البربر أيضاً وهو فى برية القلمون جنوب الفيوم .

وبينما مدة الأسر التى قضاها الأنبا صموئيل قصيرة (6) نجد أن فترة أنبا يؤنس قمس شيهيت تمتد إلى عدة سنوات (7) حيث كان يعمل راعياً للجمال هناك ولم يرجع من الأسر إلا بداية غزو العرب مصر , وبعد رجوع القمص يؤنس من الأسر أقيم قمصاً على شيهيت (8) سنة 641 م ولأنه كان كاهنا , ويقول الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة (9) : " لأنه كانت العادة فى برية وادى هبيب أن كل راهب يوهب درجة الكهنوت ( على كنيسة أنبا مقار ) يعين قمصاً على شيهيت " وقد قام بنقل أجساد القديسين الشهداء التسعة والأربعين , كما أنه من المعتقد أنه هو الذى أضطلع فى بناء كنيسة الأنبا مقار (10) وهيكلها الشهير والمذكور على مدى التاريخ الذى كرسه الأنبا بنيامين الــ 38 ,  ويقول الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة : " لم يشترك فى أقامة الأسرار المقدسة قط إلا ورأى الرب المخلص فى الرؤيا مع السيدة العذراء وكشفت له أسرار كثيرة "

 ويوضح الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة (11) نموذجاً لأنكشاف بصيرته وقدرته على التعليم وتهذيب النفوس : " " أنه بينما كان أحد القسوس فى طريقة إلى باب الكنيسة رأى يوحنا بالمنظر المعقول فإذا به تحيط الشياطين من كل جهة ويضعون شيئاً فى فمه , ولكن حينما هم بالدخول إلى الكنيسة رأىوأذا ملاك بيده سيف من النار يطرد الشياطين عنه , ولكن عندما أنهى القس تقديمه للأسرار ولبس ملابسه وهم بالخروج من الكنيسة وإذا بالشياطين المنتظرين يحتاطون به مرة أخرى ويسيطرون عليه !! بهذه الرؤيا كان القديس يوحنا يعلم تلاميذه أن يفرقوا بين كهنوت الكاهن وبين سيرته كإنسان , لأن خدمة الكاهن الممسوك بالخطيئة لا دخل لها بالخطيئة إذ لها نفس قوة الكاهن الطاهر (12)

وعندما قربت ايام هذا الكاهن البار علم بوقت أنتقاله بأعلان سماوى , فلما اجتمع الأخوة الرهبان حوله أعطاهم نصيحته الأخبرة ثم مرض قليلاً , وفى لحظة أنتقاله , وفى لحظة أنتقاله رأى جماعة القديسين فى أنتظار خروجة .

فأخذه الأخوة ليدفنوه , ولكنهم لشدة أمانتهم فيه وحبهم له أقتسموا كفنه (أو ملابسه ) الطاهر فيما بينهم وكان كل واحد منهم يأخذ قطعة منه للبركة والتذكار , وكانت كثيراً ما تجرى هذه القطع من الكفن القماش معجزات شفاء , وقد بقيت قلاية ألقمص يوحنا التى عاش فيها غلى هذا اليوم ( زمن كاتب السنكسار) وعليها علامة فى مكان القلاية بيجيج (بشيش) 00000)

وقد عاذ هذا الأب تسعين سنة (13)

وقد رأى المؤرخ إفيلين هوايت أن يقسم اولادة الرهبان غلى مجموعتين , وجعل

مميزات المجموعة الأولى : الحفاظ على ناموس تدبير الحياة التوحدية  السارى فى شيهيت منذ القدم

ومميزات المجموعة الثانية : ألإتجاة نحو تجديد الحياة الرهبانية 

الأنبا أبيماخوس

ولمعرفة بالتحديد سنين ألقمص يوحنا يجب أن نرجع إلى سيرة أحد أولادة المشهورين جداً وأسمه أبيماخوس الذى من أراراط (14) فى ايام حكم القاسم (15) ( منطقة تنيس جزيرة ببحيرة المنزلة وتبعد 10 اميال جنوب بورسعيد ألان ) وأختير بعد ذلك أسقفاً على مدينة الفرما المسماة "بيليزيوم وذلك أثناء بطريركية أنبا ميخائيل الأول (744 - 768 م) (16) وقد تنيح أبيماخوس أسقف الفرما سنة 750 م والمعروف أنه ولد سنة 650 م وأنه ألتحق بشيهيت سنة 668 م , وكان قد تتلمذ على يدى أنبا يؤنس قمص شيهيت ومكث تحت تدبيرة مدة لا تقل عن 5 - 7 سنوات , ومنها نعلم أن أنبا يؤنس ظل حياً حتى سنة 675 م إذ لم يكن بعد ذلك .

جاء في كتاب قاموس الأباء حرف (أ) طبعة كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية عن واحدا من أساقفة الفرما ولد عام 650 وترهب ببرية شيهيت وهو في الثامنة عشر من عمره باسم الراهب أبيماخوس وتتلمذ على القديس يؤنس قمص شيهيت لمدة خمس سنوات ورسم كاهناً بدير القديس العظيم مكاريوس الكبير.
و قد اشتهر بعمل المعجزات ونعمة الشفاء فكان يأتيه المرضى لينالوا الشفاء لأجسادهم وسلاماً لنفوسهم وقد عاصرا القديسان المشهوران ابرآم و جورجي ، وقد شبهه أخوته الرهبان بموسى النبي لما كان يبدو على وجهه من نور سماوي شبيه بالنور الذي كان يسطع على وجه موسى النبي عند نزوله من الجبل.
وقد انتقل من برية شيهيت إلى دير السيدة العذراء بمدينة ( تنيس بجزيرة بحيرة المنزلة تبعد حوالي تسع أميال جنوب غربي بورسعيد) و رسم قمصاً ثم اختير أسقفاً على الفرما في أيام بأبويه الأنبا ميخائيل الأول البابا السادس و الأربعين ( 744 - 768 م ).
وقد تنيح هذا الأسقف بعد أن عاش أكثر من مائة عام حوالي عام 750م والى جانب هذا الأسقف المغبوط فإننا نجد أسقفا آخر من أساقفة الفرما اسمه غالبنيكوس كان من الأساقفة الميليتيون الذين عملوا ضد الأنبا أثناسيوس الرسولي بدون وجه حق و عندما تمادى واحتضن أسقفاً غير شرعي أسقطه البابا أثناسيوس من على كرسيه و أقام بدلاً منه على الفرما أسقفا يدعى مرقس و من أساقفة الفرما أيضاً الأنبا أوساديوس الذي كان رئيساً للقديس ايسيذورس كما جاء في تاريخه وكان قد خلف أسقفاً آخر باسم الأنبا آمون.

************

ويذكر السنكسار القبطى (17)    

 نياحة القديس يؤانس قمص شهيت
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الانبا يوأنس قمص شيهيت ، الذي لما رسم قمصا علي دير القديس مقاريوس واستضاءت البرية به وصار أبا لكثير من القديسين، منهم الانبا جاورجة والأنبا ابرام الكوكبين العظيمين ، والأنبا مينا أسقف مدينة تمي ، والأنبا زخارياس ، وكثيرون غيرهم . الذين صاروا سببا في خلاص نفوس كثيرة .
ولكثرة ورعه وعظم تقواه ، كان عندما يناول الشعب يعرف الخاطئ من غيره ، ومرات كثيرة كان يعاين السيد المسيح والملائكة تحيط به علي المذبح ، ونظر مرة أحد القسوس ـ وكان سيئ السمعة ـ أتيا إلى الكنيسة ، والأرواح الشريرة محيطة به ، فلما وصل هذا القس إلى باب الكنيسة ، خرج ملاك الرب من الهيكل وبيده سيف من نار ، وطرد عنه الأرواح النجسة ، فدخل القس ولبس الحلة الكهنوتية ، وخدم وناول الشعب الأسرار المقدسة ، ولما انتهي وخلع ثياب الخدمة ، وخرج من الكنيسة ، عادت إليه تلك الأرواح كالأول ، هذا ما قاله القديس الانبا يوأنس للاخوة الرهبان ليعرفهم انه لا فرق في الخدمة بين الكاهن الخاطئ وغير الخاطئ لأنه لأجل أمانة الشعب يتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين ، وقال لهم مثلا علي ذلك بقوله “ انه كما إن صورة الملك تنطبع علي الخاتم المصنوع من الحديد أو الذهب ، والخاتم واحد لا يتغير ، كذلك الكهنوت واحد مع الخاطئ والبار ، والرب هو الذي يجازي كل واحد حسب عمله، وقد قاسي هذا القديس شدائد كثيرة ، وسباه البربر إلى بلادهم ، وقضي هناك عدة سنين لقي فيها الهوان ، وقد التقي هناك بالقديس صموئيل رئيس دير القلمون ، وبنعمة الله عاد إلى ديره ، ولما علم في رؤيا بيوم انتقاله ، جمع الاخوة وأوصاهم بحفظ وصايا الرب ، والسير في طريق الأباء القديسين ، ليشاركوهم النصيب الصالح والميراث في ملكوت السموات ، وبعد قليل مرض ، فابصر كان جماعة من القديسين قد حضروا لأخذ روحه ، ثم اسلم الروح بيد الرب ، فحمله الاخوة إلى الكنيسة ، ولشدة محبتهم له واعتقادهم في قداسته ، احتفظوا بقطع من كفنه ، وكانت واسطة شفاء أمراض كثيرة وعاش هذا الاب تسعين سنة ، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين  

========================

المـــــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) دير القديس أنبا مقار - الرهبنة القبطية فى عصر القديس الأبا مقار - الأب متى المسكين سنة 1995 م ص 435

(2) Hist. of Patr , p. 336

(3) Ibid

(4) Cauwenberg. Etudes sur les moines d' Egypte,p. 87

(5) Morgan, Ms, Life of Samuel, p, 21

(6) Vida de Abba Samuel, pp> 153f. (Ethiop

(7)Symax Basset, p. 467

(8) Crum, P. S. B. A. XXIX, p. 289

(9) Synax. Basset. p. 465

(10) Ex. White, II, p. 276

(11) Synax. Basset. p.336

(12) Ibid. p. 465

(13) Synax. Basset. pp.465 f

(14) B.N. Fonds Arabs, No. 256 (XVI century ) century & no. 4869

(15) Hist. of Patr , p. 336
(16) Hist. of Patr , p. 336 ; Lane- Poole, Hist. of Egypt in the Middele Age< pp. 48-9
(17) ( راجع السنكسار القبطى تحت اليوم الثلاثون من شهر كيهك )

   

This site was last updated 12/22/11