|
موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس أنبا صموئيل المعترف - القلمونى |
هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
الأتبا صموئيل المعترف ( القلمونى ) (1) هو أحد قديسى دير أنبا مقار وحسب تحقيق المؤرخين (2) , ولد صموئيل فى سنة 587 م , فى مدينة تسمى داكلوبة Daklobe بالقرب من مدينة تسمى " بلهيب Pelhip " التى أشتهرت بالدفاع عن مصر ضد الغزاة العرب بقيادة عمرو بن العاص (اليوم بلدة مليج النصارى مركز شبين الكوم ) لهذا تربى تربية مسيحية تقية , ولما بلغ الثانية عشرة من عمره كان يمارس أصوام الكنيسة بنسك شديد. وقيل أنه وهو في هذه السن المبكرة كان يصوم إلى الغروب، كما كان مواظبًا على الصلاة وملازمًا للكنيسة فرُسِم أغنسطسًا (قارئًا) , ولما كبر أراد والداه أن يزوّجاه لكنه أبى وصارحهما بأنه يريد أن يكون راهبًا. وكانا إذا أكثرا عليه الكلام بخصوص الزواج يبكي ويقول لهما: "إذا أوجعتما قلبي بهذا الكلام فسأمضي إلى البرية ولا ترونني". فلزما الصمت ، وقالت أمه الطوباوية قسميانه: "إننا نفرح إذ يجعلنا الله مستحقين أن يكون لنا غُرس مبارك في أورشليم السمائية" إشتياقه للرهبنة وبعد وفاة والدة سلموه الكنيسة التى بناها أبوه وكان يرعاها , وعندما بلغ سنة 22 عاماً أصر على ان يصير راهباً , وكان ذلك فى سنة 619 م وتوسّل إلى االرب أن يرشده إلى أين يذهب، فأرشده بملاكٍ إلى دير القديس مقاريوس إنطلق نحو البرية وقد قابله أحد الشيوخ وقاده حتى وصل إلى برية دير أنبا مقار ( تقول بعض المراجع ان هذا الشيخ هو ملاك قابلة ) وأوقفه الشيخ على تل عالى تطل على مجموعة من قلالى دير أنبا مقار فى المسافة الواقعة بين دير يوحنا القصير ودير أنبا مقار , وأشار بإصبعة إلى مغارة القديس أنبا أغاثو ( كان راهب متوحد من مشاهير القديسين فى ذلك العصر ) وعندما رآه أغاثوا أستقبله فى الحال وحياه وصلى على الشكل والقلنسوة ومنطقة الجلد وألبسه إياها قائلاً : " إن إله أبينا القديس أنبا مقار وأنبا انطونيوس يكون معك لتصير تلميذاً لهم " , وتتلمذ الراهب صموئيل للراهب المتوحد فتعلم الأتضاع والصمت والمحبة والإفراز وكلمة " أخطأت حاللنى " يث تتلمذ على أب ناسك قديس يدعى أغاثون الذي رهبنه وألبسه الإسكيم الرهباني. كان يقتفي أثر معلمه الروحاني، فكان يصوم ولا يأكل إلا مرتين في الأسبوع، وكان لا يأكل خبزًا مدة الصوم الكبير. وكان حارًا في صلواته مداومًا على القراءة في الأسفار الإلهية وسير الآباء القديسين. وكل من كان يراه كان يتعزّى من منظره وبعد أن أقام عند أبيه الروحي الأنبا أغاثون ثلاث سنوات تنيّح الشيخ الراهب أغاثو بعد مرض وكان صموئيل دائماً يهتم ويعتنى به ، فانفرد متوحدًا وزاد في جهاده وكان يصوم مرتين فى الأسبوع ويطوى الأربعين المقدسة بدون خبز ويعيش على الخضراوات وعشب الحقل ، فذاع صيت نسكه ومحبته وفضائلة بين الرهبان فكانت وأستطاع أن يحتل مكانة كبيرة بينهم فرسموه قسًا على كنيسة القديس مقاريوس بالإسقيط. غزو الفرس وإضطهاد البيزنطيين للأقباط وحدث أن احتل الفرس مصر لمدة عشر سنين من سنة 616 - 617 م ثم إنهزموا أمام الأمبراطور البيزنطى هيراكليوس (هرقل) وعادت مصر للحكم البيزنطى مرة أخرى , وأراد هيرقل أن يطوى عقيدة الأقباط حول لاهوت المسيح تحت سلطانة وإرغامهم على قبول بدعة جديدة فأرسل "كيرس" أو "قيرش" أسقف فاسيس فى كولكيس وعينته بطريركاً على الكنيسة الملكية فى مصر وحاكماً (والياً ) فى نفس الوقت ليحكم مصر , وأختار هرقل المقوقس (كيرس) هذا لتوحيد عقيدة الأقباط معهم بالقوة وأخضاع الأقباط بالإرهاب والبطش أو بالترغيب حدث هذا أثناء حبرية البابا بنيامين الثامن والثلاثين (622 - 661 م ) وعندما أحس بالخطورة من الصدام مع السلطة الحاكمة العالمية ترك الكرسى وأختباً بعد أن جاءه إعلان إلهى وأرسل إلى الساقفة وكل من فى الكنيسة بالأضطهاد القادم على الكنيسة فسافر على قدميه ليلاً من الأسكندرية إلى مريوط , ثم انحدر منها إلى القلالى ثم أتجه إلى برية شيهيت , فوجد هناك عدد قليل من الرهبان وليس بعددهم الأول وذلك بعد غارة البربر سنة 570 م وقتل الفرس لكثير من الرهبان عندما أحتلوا مصر أعتقاداً منهم أنهم يخبئون كنوزاً , ومنها أندر إلى صعيد مصر وأختبأ فى دير صغير بالأقصر بعيداً عن العيون حسب إرشاد الملاك له , وكان وذلك فى سنة 631 م جددوا اضطهاد الأقباط، وحاولت الدولة الرومانية بكل وسائلها إخضاعهم لقبول طومس لاون أسقف روما وقرارات مجمع خلقيدونية وبدعة هرقل التى يريد أخضاع الأقباط بها الذين تمسكوا بالطبيعة والمشيئة الواحدة للكلمة المتجسد (3) , ولما وجد المقوقس بعض النجاح فى أديرة ظاهر الأسكندرية وأنضم بعض الأساقفة الكنيسة القبطية إلى عقيدته تحت تأثير الخوف وهم لم يسمعوا لتحذير البابا بنيامين وظلوا فى كراسيهم ولم يهربوا. وأرسل المقوقس قائدة مكسيمانوس مع 200 جندى إلى دير أبي مقار ومعه طومس لاون وملحقاته , فدخل إلى كنيسة الأنبا مقار الكبرى فأعطى الأوامر لرهبان البرية الذين كانوا كلهم تحت أمر القمص يؤنس (يوحنا) ولكن كان يؤنس قمص شيهيت قد خرج توه حاملاً أوانى الكنيسة وكنوزها لدفنها عند البحيرة الداخلية خوفاً من هجمات البربر الذين فاجأوه هناك وأخذوه أسيراً . الراهب صموئيل يمزق منشور لاون وجاء الرهبان وأجتمعوا فى كنيسة ابو مقار فقرأه على مسامع منشور " ليو " ( طومس لاون ) مع خطاب كوشيانوس ( أى خطاب كيرس الكولشى Cyrus the Colchian ) وأمر أحد الشمامسة أن يسأل شيوخ الدير ورهبانه : "أتؤمنون بهذا الإيمان المكتوب الذي قرأته عليكم؟" وبعد ثلاث مرات والشماس يسأل كان الرهبان يلزمون الصمت. اغتاظ رسول المقوقس وصاح في الرهبان: "أما تتكلمون بشيء أيها الرهبان العُصاة؟" عندئذ أخذت غيرة الرب الأنبا صموئيل وكان عمرة وقتئذ 34 سنة وأمسك بالطومس وقال للرهبان: "يا آبائي لا تخافوا ولا تقبلوا هذا الطومس. محروم مجمع خلقيدونية ومحروم لاون المخالف، ومحروم كل من يؤمن بإيمانه" ثم مزّق الطومس ولعن كل من يغيّر الإيمان المستقيم وأضاف قائلاً : " نحن لا نوافق على هذا الطومس ولا نقبل مجمع خلقيدونيا ولا نعترف برئيس أساقفة آخر سوى أبينا مينا " أى أن رهبان شهيت لا يعترفون بالمقوقس كأسقف عليهم . غضب رسول المقوقس الذي كان من رجال الحكومة وأمر أتباعه أن يعذبوه ويضربوه، فضربوه ضربًا مبرحًا بالسياط الرومانية التى تنتهى بقطع من معدن الرصاص حتى أصابت إحدى عينيه فقُلِعت، وكانت الدماء تسيل منه بغزارة، وحينئذ قال له القائد: "اعلم أن فقْأ عينيك هو الذي نجّاك من الموت. وأنا مكتفِ بذلك". ثم طرده من الدير فحمله تلاميذه الذين طردهم القائد البيزنطى خارج الكنيسة وذهبوا به قبلى الدير إلى الجبل المتاخم للدير فى مغارة أمينة وأخذوا يعالجون جروحة حتى شفىيت ولكنه كان قد فقد أحدى عينيه لذلك سمى بالمعترف (4) الراهب صموئيل يذهب إلى الفيوم فأتاه ملاك وعزّاه وأمره بالذهاب إلى إقليم الفيوم ليُقيم في الجبل المسمّى القلمون جنوبي إقليم الفيوم، وبالفعل مضى وسكن هناك. سبيه تعرّض هذا القديس لتجربة مُرّة: سُبي مرتين بواسطة البربر وفي المرة الثانية قدموه لرئيس كورتهم ويدعى زكردش، حيث التقى بالقديس يحنس قمص شيهيت. وكان هؤلاء البربر يعبدون الشمس، وحذّر الأنبا يحنس الأنبا صموئيل من هؤلاء البربر، وقال له إنه نالته آلام كثيرة بسبب محاولة إخضاعه لعبادتهم. لما طلب الرئيس البربري من أنبا صموئيل أن يسجد للشمس حال شروقها رفض، فغضب عليه وضربه ضربًا مبرحًا، ثم أوثقه في إسطبل للجمال وتركه مقيدًا لمدة خمسة أيام بدون طعام أو شراب، بعده أطلقه سيده ليرعى جماله في الحقل. وكان يتعزّى برفقة الأنبا يحنس. محاولة إلزامه بالزواج حسده الشيطان ودبّر له تجربة جديدة، فتكلم في قلب سيده أن يطلب إلى أنبا صموئيل الزواج بإحدى جواريه لينجب منها عبيدًا، ولما عرض عليه سيده أمر الزواج قال له: "إني مستعد أن أقبل كل شيء تصنعه بي إن كان نارًا أو سيفًا، فأفضل لي أن أموت ولا أدنّس إسكيمي وأصير غريبًا عن ملكوت الله". فقال له سيده: "لقد جلبت لِنفسك عذاب الموت، ولست أعذّبك في بيتي لكي تموت سريعًا، بل أربطك في شجرة السنط وأتركك بلا طعام أو شراب حتى تقبل الزواج من الجارية". نفّذ ذلك السيد وعيده وربط القديس في شجرة السنط، وتركه مدة بدون طعام أو شراب محتملاً حر النهار وبرد الليل ومع ذلك لم يَلِن عزمه. دبّر الشيطان له تجربة أخرى فتكلّم في قلب ذلك السيد الشرير أن يقيّده بقيد حديدي مع الجارية التي اختارها. وبالفعل وضعوا قيدًا حديديًا في رجل القديس اليمنى ورجل الجارية اليسرى، وأرسلهما على الحال ليرعيا الجمال في الحقل. وهكذا كانا يسيران معًا ويرقدان معًا لا يبرح القيد رجليهما، وفي كل ذلك كان الأنبا صموئيل يزداد قوة وشجاعة. إنقاذه من التجربة كان القديس يتوسل إلى الله بدموع لكي ينقذه من هذه التجربة المرة، والرب دبّر إنقاذه بأن أعطاه موهبة شفاء الأمراض، فقد أقام مقعدًا وشفى طفلاً كانت أصابعه ملتصقة وأبكم، وشفى الجارية التي كانت مقيّدة معه من مرض الجذام الذي أصابها، كما شفى امرأة رئيس هؤلاء البربر الذي كان جسمها مضروبًا كله بالقروح وذلك بكلمة واحدة: "ربي يسوع المسيح يشفيكِ من مرضك". بعد أن عاين سيده كل هذه المعجزات خاصة مع زوجته طلب إليه أن يسامحه في كل شر وأراد أن يكافئه فطلب منه العودة إلى ديره. العودة إلى ديره فكّ رئيس هؤلاء البربر أسره وأرسل معه من أوصلوه إلى ديره، وكان مسيرة سبعة عشر يومًا، وفي الدير دخل الكنيسة وقدّم الشكر لله. تراءت له السيدة العذراء في الكنيسة وشجّعته، وكان معها أشخاص نورانيون الذين سألوها إن كان البربر يفِدون إلى هذا الموضع ثانية فقالت لهم: "لا يكون هذا بعد الآن من أجل الشدائد التي تحمّلها صموئيل الناسك بالحقيقة، فإن ابني الحبيب يحفظه ويثبته". فرح الأنبا صموئيل كثيرًا بهذه الرؤيا واستأنف نشاطه واجتمع حوله تلاميذ كثيرون. وأخيرًا بعد جهاد حسن تنيح بسلام في اليوم الثامن من شهر كيهك.
. ثم طرد من الدير فظهر له الملاك و أمره أن يمضى و يسكن في القلمون فمضى إلى هناك و بنى ديرا أقام فيه مدة يعلم الملتفين حوله و يثبتهم على الأمانة المستقيمة و اتصل خبره بالمقوقس حاكم مصر فأتى إليه و طلب منه أن يعترف بمجمع خلقيدونية و إذ لم يذعن لرأيه ضربه و طرده من الدير فمضى و سكن في إحدى الكنائس .
من اقوال الانبا صموئيل المعترف : " احترسوا من الكلام وقت القداس فاءن هذا اثم عظيم ان يكون فى البيعه صلاة و ترتيل وينشغل الناس بالحديث " ************************************************** الجزء التالى هى مديحة للقديس الأنبا صموئيل المعترف من عدة مدائح يرتلها أبناء الكنيسة القبطية لذكرى هذا القديس المعترف , والمدائح هى أبيات نثرية أوشعرية بسيطة تحتوى فى كلماتها أحداث قصة حياة القديس 1- في صفوف المعترفين ** فخر المجاهدين نجم بين القديسين ** بنيوت افا صموئيل ====================== المـــــــــــــــــــــــــــــراجع (1) راحع أوراق متناثرة من ميمر قبطى لتكريم أنبا صموئيل القلمونى بالفرنسية للأب سيمون نشرة فى مجلة "ميسيلانيس بيليبيس " ج2 ص 161 - 178 .. طبع فى روما سنة 1934 م (2) دير القديس أنبا مقار - الرهبنة القبطية فى عصر القديس أنبا مقار - الأب متى المسكين سنة 1995 م ص 433 (3) و حدث أن أتى إلى البرية رسول يحمل طومس ( مرسوم ) لاون ( البابا لاون هو بابا روما في ذلك الوقت) و هذا المرسوم به اعتراف البابا بطبيعتين للسيد المسيح (طبيعة الهية و طبيعة ناسوتية منفصلتين ) وقرر هذا الاعتقاد الخاطئ مجمع خلقيدونية (و الحقيقة أن السيد المسيح له طبيعة واحدة من طبيعتين و نحن نقول في القداس أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة و لا طرفة عين) (4) المعترفون هم الذين تعذبوا من اجل اسم المسيح و لم يستشهدوا |
This site was last updated 06/26/12