Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

ثالثاً : ويهدمونك وبنيك فيك لا يتركون حجراً على حجر

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حصار أورشليم
ضيق اليهود بالحصار
لا يتركون حجراً على حجر
قتل اليهود وسبيهم

 

   قال الأنبا ايسوذورس  : " النبأ الثالث : ورد فى ( لوقا 19 : 44 ) [ ويهدمونك وبنيك فيك لا يتركون حجراً على حجر ] وإتمام هذا النص أورد أحداثه يوسيفوس المؤرخ اليهودى الذى شاهد الأحداث فى فصل 8 30000من تاريخه فذكر بما معناه : لما أشتد الضيق على اليهود وهلك معظمهم بالسيف والجوع وأيقن الروم بسهوله أخذ المدينة قدموا الكبش (آلاه حربية يختبئ فيها الجنود ويطلعون من خلالها إلى أعلى أسوار الحصن ) ليهدموه فخرج إليهم اليهود وقتلوا منهم رجالاً , ولما كلت أيديهم وتعبوا من الحرب رجعوا إلى داخل المدينة ولما ذفع الرومان الكبش إلى السور وهدموه قبل المساء , فقام اليهود وبنوا أمام السور سوراً جديداً ليلاً , فلما كان صباح اليوم التالى رأى الرومان هذا السور الجديد فزهلوا فثبط هذا العمل همة الرومان  وكأنهم يحاربون أنه لا تهزم , ولكن لما كان تيطس من قائداً ماهراً فأراهم ما حل باليهود من ضعف ووهن قوة داخل المدينة , ولما كان اليهود نياماً من التعب والجوع والحرب والسهر الليلة الماضية فى بناء السور الجديد صعد إلى السور عشرون بطلا من جنود الرومان وملكوا السور مع مجموعة أخرى ودخلوا المدينة وصاحوا وهتفوا هتافاً عظيمافإستيقظ اليهود مزعورين ولم يقووا على الحركة , فلما سمع تيطس هتاف أصحابه أيقن أنهم ظفروا بالمدينة فأتى بباقى الجيش إلى السور ووقف حتى صباح اليوم التالى  وفيه إلتحم الفريقان ودارت الدائرة على اليهود , ففروا إلى صحن القدس فتبعهم الرومان , ولكن كان على اليهود حماية مقدساتهم فهجموا على الرومان فأخرجوهم من القدس بعد أن سفكت دماء كثيرين من الفريقيين .

وكان يمنع الرومان من الهجوم حاجز يتصل طرفه بالقدس والطرف الآخر بالأسوار المهدومة ويعيق المقاتلين الرومان , فأمر تيطس بإزالته ليسهل على جيشة الكر والفر , وعندما أمر بهدمه ليسهل منه الكر والفر والهجوم والإنسحاب ووجد الطريق مفتوحاُ للقضاء على اليهود , وحدث أن أشفق تيطس على خراب وبهجة كل الأرض وزينة كل الأمم , ورغب أن يتجنب قتل العصاة ويؤمنهم على أنفسهم بشرط ان يطيعوه , فكلمهم يوسيفوس بن كربون المؤرخ اليهودى برغبة تيطس القائد الرومانى وكرر يوسيفوس خطابه السابق ففعل ولكونه كان خطيباً بارعاً فقد أبكاهم وقرر معظمهم الخروج والإستسلام بالصلح , ولكن أوقفهم العصاة وقاموا بقتلهم فبادر جيش الرومان لإغاثتهم وإنقاذهم وقام قتال جديد بين الطرفين فضعف الرومان وهربوا إلى قدس الأقداس محتميين فيه فتبعهم اليهود وقتلوهم عن آخرهم .

وعلم القائد الرومانى تيطس بقتل جنوده فأحضر يوحاثات الكاهن ووبخة على تجاوزه الشريعة وسماحه بتنجيس هيكل الرب , ثم ألتفت إلى جنود جيشه وقومه وقال لهم : " قد علم الرب وشهد على لأنى لا أريد تدمير هذا البيت ولكن أعمالكم الرديئة هى التى تدمره , لأنى أريد أن تطيعونا كيلا تدمره بل نصونه ونحسن إليكم وننصرف "

ولكن سد العصاة آذانهم لكلامه فإنتخب ثلاثين ألف عسكرى وقرر أن يهاجم العصاة ليلاً فعلموا بالخطة ورابطوا بنخبة رجالهم يحرسون المدينة فأفشلوا الهجوم , وكان بقرب قدس الأقداس قصر كبير من بناء سليمان بن داود زاده ملوك الرومان علواً بجوسق كبير ( قصر أو حصن ) من الخشب فقام اليهود بطلاءه بالنفط والكبريت والقار وأخفوا فيه رجلاً , وامروه أن يشعل النار عندما يصير جنود الرومان أعلاه ويخرج من باب سرى , فلما دارت الحرب فى اليوم التالى فر عصاة اليهود إلى ذلك القصر وخرجوا من الباب السرى فتبعهم الرومان ولما صاروا أعلاه أشعل الرجل ناراً وفر هارباً , فلما أراد الرومان الخروج من باب القصر صاروا يقتلهم اليهود ولم يدعوهم يخرجون حتى ماتوا جميعاً .

وأمام هذا الأصرار على القتال لم يجد تيطس القائد الرومانى أن يكتفى بمحاصرتهم وأغلق جميع المسالك والطرق المؤدية إلى المدينة وضيق على أهلها الخناق حتى مات كثير منهم من الجوع , وخرج بعض منهم فأحسن إليهم .

فلما أحس بوهن قوة البقية الباقية دخل إلى القدس بجيشة بدون مقاومة وأمرهم مشدداً بأن لا يمسوا الهيكل بأذى فأجابوه : " إن لم نحرقة لا يكف العصاة اليهود عن المقاومة " فكرر أمره عليهم وأكده وهدد المخالف بالقصاص .

وكان الطريق إلى القدس مسدوداً بباب مصفح بالفضة فحرقه الجند وأخذوا الفضة من عليه ودخلوا القدس ونصبوا فيه خيامهم وقربوا قرباناً ومدحوا قائدهم تيطس فلما رأى اليهود ذلك لم يحتملوه فهجموا على الرومان وقتلوهم , ولما جاء تيطس بعسكره قتل بعض منهم وهرب بعض آخر إلى جبل صهيون فدخل العسكر إلى القدس وأشعلوا فيه النار , فرآها تيطس وتدارك عطبها فأرسل فرقة لأطفاء الحريق أطفأتها ولكن شبت النار مرة أخرى , فأمر العسكر بأن يطفؤوها فأطفأوها , ورمى جندى النار من نافذة فى سور قدس الأقداس , فإشتعلت فبادر تيطس وأركان حربه إلى ذلك المكان وبذلوا جهدهم بالصراخ فى جنودهم والأوامر الصارمة والتهديد لردع الجنود عن أتلاف البناء , فإغتنم جندى آخر فرصة خروج القائد ورمى نار فى الظلام على الباب الذهبى فإلتهب وإندلع لسان النار إلى داخل بيت الرب , فذهب تيطس مسرعاً إلى قدس الأقداس , غير ا،ه لم يستطع هذه المرة أن يمنع الجند , وذكر أنه صاح فى ذلك اليوم حتى بح حلقه وأشهد الرب على نفسه أنه لم يشاء حرقه .

فلما رأى اليهود النار أخذت تضطرم وتلتهم بيت عزهم وتدمر هيكلهم المقدس قاموا بقتال الرومان من جديد ولكنهم أنهزموا ولم يجدوا مهرباً فرموا أنفسهم فى النار المشتعلة فماتوا حرقاً , ثم اصدر تيطس بنقض وهدم الهيكل وكل المدينة إلى الأساس .

أما اليهود فلما تمكنت منهم الهزيمة واليأس فقاموا بحرق جميع القصور الجميلة وأحرقوها بما فيها من أموال وذخائر حتى لا يغنم الرومان شيئاً منها أو حتى يسكنوها .

وقيل فى التلمود أن ضابطاً فى جيش تيطس حرث أسس الهيكل وجر المحراث على الأرض المقدسة علامة للعنة الدائمة

This site was last updated 05/25/15