Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا مرقس السادس البطريرك رقم 101

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا غبريال 7 الـ 95
البابا يوحنا 14 الـ 96
البابا غبريال8 الـ 97
البابا مرقس 5 الـ 98
البابا يؤنس15 الـ 99
مشاهير وعظماء وشهداء
البابا متاؤس3 الـ100
مسجد سليمان باشا
البابا مرقس6 الـ 101
البابا متاؤس4 الـ102
الإرساليات والمدارس الكاثوليكية
ال
البابا يوحنا16الـ103
New Page 161
البابا بطرس6 الـ 104
البابا يوحنا17 الـ 105
البابا مرقس 7 الـ 106
البابا يوحنا18 الـ107

 

 إنتخاب البابا

نشأ هذا البابا فى بلدة بهجورة ثم ترهبن فى بدير القديس العظيم أنطونيوس وكان فى ذلك الزمن رجلاً من كبار مصر وعظماء الأقباط أسمه المعلم بشارة فإتفق مع الأراخنة أن يقدموا هذا الراهب بطريركاً لهم فأحضروه مكبلاً بالحديد , فذهبوا إلى دير الأنبا أنطونيوس وأحضروه إلى القاهرة , ولما وصلوا وافقهم الأساقفة مباشرة على إختيارهم , وأقاموا صلوات الرسامة فى أيام الخماسين وقيل بعد 19 يوماً على نياحة البابا الراحل , قال القس منسى يوحنا أن : هذا البطريرك كرس فى 17 برمودة سنة 1362 ش التى توافق 1646 م (1) " وكان رئيس الأساقفة أخرسطوطولو أسقف بيت المقدس وكان يطلق عليه أسم أبن التركى قد راس احتفال السيامة .

الخـــــلاف والخصـــــام

ووقع خصام بين البابا والمعلم بشارة وأصبح بينهما عداوة شديدة مع أن هذا المعلم قد ساهم مساهمة فعالة فى أنتخابه وتكبد مشاق السفر إلى الدير وإصطحابه مصر , وكانت نتيجة الخصام هو المقاطعة .

أوامر باباوية بعدم مغادرة الرهبان أديرتهم

وحدث أن أصدر البابا أمرا بعدم ترك الرهبان أديرتهم ولا يمكن لأحد منهم أن يمشى فى العالم بل يجب أن يقيموا فى الأديرة وعدم الخروج منها إلا للضرورة فلم يوافقه الرهبان على ذلك وتعصب الرهبان عليه وكان يوجد بينهم راهب قس أسمه قدسى (2) كتب شكوى للباشا بأن : البابا معه فلقة (3) وكرابيج يمد ويقتل بهما " , فأحضر الباشا البابا قدامه فأنكر معاملة أى قبطى بهذه المعاملة وبتدبير من الرب يسوع أحضر الراهب قدسى الذى كتب الشكوى وساعده وقال : " أن ذلك ليس له أساس من الصحة " فأطلق الباشا البابا ولكنه غرم أكابر الدولة من الأقباط (4) مبلغاً من المال له صورة أى وضعوا توقيعاتهم على دين مكتوب .

 

مــكة وتهدم الكعبة

فى السنة الأولى بعد جلوس البابا مرقس السادس على العرش المرقسى حدث سيل جارف على مكة فتصدعت جدران الكعبة , ويقول المؤرخون أن مصر لم ترسل عمالها فقط بل أنفقت مالها أيضاً فى سبيل إصلاح الكعبة وترميمها فدفع المصريين ما يساوى ستة عشر ألفاً من الجنيهات (5) وهذا مبلغ كبير فى هذا الوقت خرج من أقوات المصريين وأرزاقهم وخاصة أن مصر فى العصر العثمانى صارت من افقر البلاد وقد نقد المؤرخين هذا العمل ويرون فيه إهدار حق الشعب المستكين خوفاً من الدب العثمانى وسوطه , وبعض المؤرخين الذين يحبون تمجيد عنصر التضحية فى الشعب المصرى يرون فيه صورة رائعة من النزعة الروحية للتضحية والإيثار , وطبعاً نحن مع الرأى الثانى خاصة أن هذه صفة من صفات الشعب المصرى وإن كان المحرك الرئيسى فى هذا الموضوع هو الحكم الإسلامى بكامل قسوته ونحن لنا سؤال هل كافئت السعودية العربية اليوم هذه التضحية أو التضحيات السابقة ؟ هل تقف اليوم العربية مصر فى فقرها وعوزها ؟ .. ويقول أحد المعلقين على مساعدة المصريين هذه بالرغم من ان مصر كانت فقيرة يعيش فلاحوها على الكفاف رغم كدحهم النهار كله لا يوجد أى وصف يصف مساعدتهم هذه غير المثل المصرى الذى يقول فقر وعنطزة رغم أن هناك مثل إسلامى يقول : الذى يحتاجه البيت يحرم على الجامع !!

إكتشاف خمسة أوعية مليئة من الميرون المقدس

كتب فى عصر هذا البابا مخطوط يتضمن صلوات البصخة المقدسة قبطى وعربى وزينت صفحاته بالنقوش الدقيقة الملونة بشتى الألوان والمموهة بالذهب , أما الهوامش فمحلاة بأشكال من الطيور والحيوانات الملونة أيضاً , وفى آخر المخطوط تاريخ الميرون المقس وفى نهايته هذه الكلمات : " إن البطريرك مرقس الواحد بعد المائة وجد فى سنة 1370 للشهداء خمسة اوعية زجاج مملوءة بالميرون بحاصل الكنيسة بعد أن كانت متروكة من زمن بعيد ونقلت على يد البطريرك متى الثانى بعد المائة إلى الكنيسة بحارة زويلة ووضعوها بالحائط الشرقى " (6)

أربعة سنوات فى الصعيد

وقصد البابا مرقس السادس الصعيد وقضى فى الصعيد يطوف فيها أربع سنوات متواصلة , ولم يكن هذه الرحلة للرعاية بل أنه طاف ليجمع مالاً فكان يفرض مبالغً على كل من ينزل عليهم أو يزورهم وكان يتحتم عليهم أن يدفعوا هذه المبالغ , وكان يتشدد معهم فى دفعه إذا تباطئوا , وكان لا يتورع فى تعنيفهم بكلام غير لائق , وكان غريباً من البابا القبطى الذى يعتبر الراعى الأول للأقباط أن يفعل هذا وهو فى رأيهم أنه يحمل صورة المسيح , فضج الجميع : أساقفة .. وكهنة .. وشعباً - ورغم ما رآه أو أحس به من رد فعل لأعماله إلا أنه كان مصراً فى جمع المال .

وجمع البابا مرقس السادس أموالاً طائلة لم يفعل بها شيئاً إلا أنه قام ببناء قاعة للصلاة والإجتماعات فوق كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة , وقد طلب الأرمن الأرثوذكس أن يسمح لهم بتكريسها وإقامة شعائر الصلاة فيها ريثما ينتهون من بناء كنيستهم فى شارع بين السورين فأذن لهم بذلك (7) , والقاعة التى بناها البابا مرقس السادس لا تزال موجودة للآن تستعملها الراهبات المقيمات بالدير الملحق بالكنيسة .

الباشا يصدر أوامر بتنفيذ العهدة العمرية "أن يلبس الأقباط الملابس الزرقاء"

وصدرت الأوامر بأنه ممنوع على أى قبطى أن يركب الخيل , أو أن يلبس طاقية حمراء , ولا مراكيب حمراء , ولا أحزمة حمراء , بل تكون كلها زرقاء اللون , وقام الباشا بإصدار أمرا آخر فقام بإبطال حفوف الوراثة للقبط وأقام نفسه وريثاً لمن يموت وذلك ليستولى على أكبر مقدار من الإرث ولم يكتفى بذلك بل أنه كان يقتل رجلاً (قبطى) أو أثنين يومياً حتى لقد قيل بأن عدد ضحاياه بلغ ألفا ومائتى رجل (8)

لماذا صالح البابا المعلم بشارة

وبعد إنقضاء أربع سنوات يجمع مالاً من الشعب القبطى فى الصعيد وضجر أولاده منه لم يحاول البابا إصلاح الجفوة التى أحدثه تصرفه معهم , إلا أنه عنما وصلته أخباراً أن المعلم بشارة إنضم إلى المتضجرين من أهل الصعيد سعى إلى مصالحته شخصياً .

نياحتـــــة

تنيح الأنبا مرقس السادس فى يوم الجمعة العظيمة من سنة 1652 وأحتفل الأساقفة والأقباط بالصلاة عليه فى كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين بمصر العتيقة ودفنوه بجانب أسلافه فى المقبرة الخاصة بهم (9)

 

فجوة تاريخية

أثارت أيريس حبيب المصرى فى كتابها (10) قضية مدة مكث هذا البابا فى رياسة الكنيسة القبطية فقالت : " يقول بعض المؤرخين أن البابا متاؤس الثالث قضى 14 سنة وستة شهور و 23 يوماً فى رياسته , بينما يرى آخرون أن المدة كانت 10 سنين فقط ولكن حتى لو فرضنا أن مدة رياسته 15 سنة تكون رسامة الأنبا مرقس السادس قد تمت سنة 1638 م ولكن جدول البطاركة الوارد فى دليل المتحف القبطى يسجل رسامته سنة 1642 م فكيف تكون رسامته قد تمت بعد نياحة سلفه بتسع عشرة يوماً وأمامنا أربع سنوات ما بين نياحة الواحد ورسامة التالى . هذا إذا تغاضينا عما يقرب من السنوات الخمس الواردة فى بعض الكتب والمنسية فى البعض الآخر على أن المهم بالنسبة لتاريخ كنيستنا هو أن الباباوات تعاقبوا واحداً بعد الآخر حتى يومنا هذا سواء أجاءت رسامة الواحد منهم بعد نياحة سلفه مباشرة أو بعدها بفترة طالت أو قصرت " 

ربما هذا الخلاف بين المؤرخين يحتاج إلى بحث ودراسة فقد قال القس منسى يوحنا أن : " هذا البطريرك كرس فى 17 برمودة سنة 1362 ش التى توافق 1646 م " بينما لم يذكر تاريخ البطاركة لأبن المقفع ولا الأنبا يوساب أسقف فوة المؤرخ أى شئ عن سنة رسامته .

ملاحظة : هذا الموقع يعتمد على جدول تاريخ البطاركة للشماس كامل صالح نخلة الذى أضيفت إليه بعض التعديلات وهناك كثير من الضغوط والعوامل قد دخلت فى كتابة تاريخ البطاركة وقد أودنا ما ذكرته أيريس حبيب المصرى وغيرها إثباتاً للتاريخ وحتى يجد الدارسون والباحثون ما يجهدون أنفسهم فى الحصول عليه سهلاً من هذا الموقع

http://www.coptichistory.org/new_page_240.htm جدول البطاركة للشماس كامل صالح نخلة مع بعض التعديل البسيط

=======================

المراجـــــــــــع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 469

(2) علقت أيريس حبيب المصرى فى كتابها قصة الكنيسة القبطية ج4 ص 53 على أسم الراهب قدسى فقالت أنه ليس أسم من أسماء الرهبان الشائعة للأقباط خاصة وأن أسمه راهب راجع ما جاء فى كتاب " الأديرة المصرية العامرة " لصموئيل تاوضروس السريانى ص 89

 (3) الفلقة هى عصاة تربط بها حبل من الطرفين وتدخل الرجلين فيها وتلف العصاة عليهما فتربط الرجلين ثم يرفعهما أثنين من الرجال وثالث يضرب الرجلين المربوطتين

(4) سلسلة تاريخ الباباوات الحلقة الرابعة ص 107 - 108

(5) راجع كتاب البشائر الأربعة المحفوظ بمكتبة كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة رقم 3 فنية 34 عمومية لاهوت

(6) مخطوطة رقم 408 محفوظة بالمتحف القبطى بالخزانة رقم 30 وراجع أيضاً  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية ج4 ص 44

(7) مخطوط كتاب البسخة 312 طقس المحفوظ بالمتحف القبطى

(8) مخطوط كتاب البسخة 312 طقس المحفوظ بالمتحف القبطى

(9) سلسلة تاريخ الباباوات الحلقة الرابعة   ص 110

(10) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية ج4 حاشية ص 51

 

This site was last updated 01/05/12