Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا بطرس السادس البطريرك رقم 104

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مخطوطات عصر البابابطرس
مشاهير الأساقفة

 إنتخاب البابا

فكر المعلم لطف الله كاتب أميرا من أمراء المماليك وزوج بنت شقيق البابا الراحل فى راهباً بإسم بطرس من رهبان دير الأنبا بولا , ونشأ بطرس فى مدينة أسيوط وكان أسمه فى العالم مرجان وترهب فى دير الأنبا بولا  , وكان هذا الراهب قد نال نعمة الكهنوت على يد البابا يؤنس 16 البطريرك الـ 103 طرح هذا المعلم على الأراخنة والأساقفة إسم هذا الراهب فوافق عليه الجميع خاصة أن المعلم لطف الله كان يستمتع بمكانة خاصة لدى الجميع لأنه كان معروفاً بمحبته للكنيسة والعمل على خيرها , فأرسلوا الرسل إلى رئيس دير الأنبا بولا ببوش وأعلمه بالإختيار الجماعى من الأقباط على إختيار الراهب بطرس , فقيده بالسلاسل وأرسله إلى مصر حيث تمت رسامته بإسم البابا المائة والرابع على الكرسى المرقسى بنفس أسمه الرهبانى , وكانت رسامته يوم جبر الخليج (1) وأقيمت الشعائر بالإحتفالات بإقامته فى كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس ( ابى سيفين) بمصر العتيقة / القديمة - وقال القس منسى يوحنا أنه (2) : أقيم فى 15 مسرى سنة 1434 ش التى توافق سنة 1718 م وقال تاريخ البطاركة لأبن المقفع (3) : " أنه أقيم فى 17 مسرى سنة 1443 ش التى توافق 24 من شهر رمضان 1130 هـ " وذلك فى عهد السلطان أحمد .

رسامة أسقف أورشليم - ورسامة أسقف آخر لأثيوبيا

وبعد أن أقام أسبوع فى مصر فى حارة الروم مقر البطريركية وقام برسامة أبينا الأنبا أثناسيوس على كرسى أورشليم .

وحضر رسل من ملك أثيوبيا يطلبون رسامة مطران لهم فوسم البابا الأنبا أخرسطوطولو أسقف أورشليم سابقاً (رسامة الأنبا أخرسطوطولو تحتاج إلى بحث ودراسة )

رحلات البابا الرعوية

وقد حاز البابا بطرس السادس على ثقة الباشا والمماليك فسهلوا له رحلته للرعاية فى قرى ومدن الوجة البحرى  فتفقد البابا شعبه فى مدينة السويس وباقى المدن وقامت بينه وبينهم صلة مودة وتفاهم كما يتفاهم الأب مع أولاده , وكان البابا بطرس السادس يريد زيارة الإسكندرية ولكن كانت هناك حرب بين سنجق (أمير مملوكى) أسمه إسماعيل بك أبن إيواز , وسنجق آخر أسمه محمد بك جركس فرجع البابا إلى مصر ولم يزور الإسكندرية

وشاية ضد كبير الأقباط ومقتله

وكان الحاكم الذى يحكم مصر من قبل البابا العالى فى الأسيتانة أسمه رجب باشا وشى جماعة من المسلمين بالمعلم لطف الله بأنه قام بتعمير كنيسة الملاك ميخائيل القبلى وكنيسة الشهيد الأنبا مينا , والحقيقة أنه قام بتعميرهما من ماله فقد كانت كنيسة الشهيد الأنبا مينا بمصر لم يكونوا يقدرون أن يدخلوا من باب الخورس بالنهار إلا بفتيله (شعلة نار تستعمل للإضاءة ) فأعاد بناءها وصارت كنيسة عظيمة منيرة وبنا فيها قلالى (حجرات) للفقراء وأبنية أخرى (4) .

ووقع رجب باشا على طلب المعلم لطف الله ولكن جماعة من كبار رجال الدولة من محبين المعلم لطف الله طيبوا خاطر الباشا وأعطوه أربعين كيساً من المال , وقام بدفعها المعلم لطف الله كاملة من ماله الخاص ولم يكلف أحد من الأراخنة بدفع أى شئ من عنده , كما أن هذا الرجل العظيم المعلم لطف الله لم يأخذ أحد من الأراخنة شيئاً من المال بل تكلف إقامة البطريرك , ولم يكن فى أحداً من الأقباط وصل إليه من الغنى والمال والجاه وقوة القلب , ولكن الشيطان عدو الخير أثار عليه من قتله وهو راجع إلى بيته فى يوم الجمعة (حصة الفطور) فى شهر مسرى سنة 1436 ش التى توافق 1132 هـ نيح الرب يسوع نفس هذا البار فكفنوه ودفنوه وقام البابا بالصلاه ويقول تاريخ البطاركة : " وعمل (البابا) ألف قداس بإسمه "

زيارة الإسكندرية

ولما هدأت حالة الحرب بين المماليك ذهب البابا بطرس إلى مدينة الإسكندرية وظل مقيماً فيها لمدة سنتين فى فرح وسرور وبهجة مع شعبها وكان قد ذهب إلى هناك ومعه هدية قنديل من الفضة إلى مار مرقس وأشترى عشرين أردب قمح للكنيسة هناك وحدث أن أكرمه الحاكم فزاد عدد الأراخنة المباشرين فى العمال الحكومية ( المباشر هو جامع الضرائب)

البابا بطرس السادس يخفى رأس مار مرقس

قال القس منسى يوحنا (5) : " وهذا البابا أخفى رأس القديس مرقس "

الأراخنة المعلمين وتعمير الكنائس

كان فى عصر البابا بطرس السابع أرخن أسمه المعلم مرقوريوس الشهير باسم ديك أبيض وكان يخدمه بخد واحد من أكابر الدولة فى مصر أسمه إبراهيم جورجى الصابونجى عزبان , وكان المعلم مرقوريوس ناظر (يدير) الكنيسة العذراء المعروفة بالعدوية (6)  فقام بتعمير هذه الكنيسة فرممها وأعاد بنائها وكان بجانبها دير أصلحة فصار أحسن مما كان ودعا البابا بطرس السادس فكرز الكنيسة كما قام البابا بتكريز كنائس أخرى وسام قسوس وشمامسة بكثرة وكان سمح النفس فى الأكل والشرب وكان يشبه سلفه البابا يؤنس حتى أنه تشبه به فى جميع أفعاله فى الرحمه وغيرها .

وأرخن آخر أسمه المعلم جرجس أبو شحاته من ناحية ابنوب بالصعيد (جنوب أسيوط ) جاء وتوطن بمصر وكان أرمل وتزوج بأخت المعلم البار لطف الله وكان أهل رحمة وفعل الخير للفقراء والمساكين والكهنة وغيرهم وكان معظم ماله عند الصناجق المماليك بمصر والأغوات العثمانيين (كان فى الظاهر يتاجر معهم وأمواله معهم ويعتقد أنهم أنكروا ما عندهم من أموال أودعها عندهم بعد معرفتهم بموته ) ولما تنيح هذا الأرخن العظيم وجدوا عليه ديون كثيرة نيح الرب يسوع نفسه .

تنفيذ القانون الإنجيلى بشريعة الزوجة الواحدة

قال القس منسى يوحنا (7) : " كان البابا بطرس السادس شديد المحافظة على شعبه مانعا لهم كل ما يحرمة الدين المسيحى من جهه الزواج أو الطلاق وباقى القوانين وأجتمع بالسنجق (مملوك حاكم ) وأسمه أبن أيواز وغيره من المتكلمين بسبب مجموعة من ألقباط حاولت أن تبيح الطلاق لأيه عله ولغير عله وجرت معهم خلافات ومناقشات فيما يختص مذهبه فأفتى له العلماء وصدر فرمان (قانون) من الوزير (الباشا) بإقراره على قانون مذهبه ومنع التعرض له فى ذلك وصار الكهنة لا يعقدون زواجاً إلا على يده فى قلايته (تصريح) وذلم بسبب أبق قس كان قد طلق أمرأته وتزوج بغيرها .

نياحتـــــة

ومكث فى الرئاسة سبع سنوات وستة أشهر وقال تاريخ البطاركة ثمانية سنين وشهوراً وتوفى فى 26 برمهات سنة 1442 ش التى توافق 1726 م التى توافق 1138 خراجية , ودفن فى كنيسة أبى مرقورة بمصر وتنيح أبو شحاته بعده ومن الظاهر أنه مات كثيرين فى هذا الوقت لأن أبن المقفع (8) قال : " وكان أيامها تشويطة " بمعنى مات كثيرين وخلا منصب البطريركية بعده تسعه أشهر .

 

====================

المراجـــــــــــع

(1) يوم جبر الخليج هو اليوم الذى كان يحتفل فيه المصريين بنهاية إرتفاع الفيضان عند بداية السنة القبطية .

(2) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 475

(3) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج3 ص 291

(4) تاريخ البطاركة المخطوط للقمص شنودة البراموسى ج2 ص 510

(5) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 475 - راجع أيضاً سلسلة تاريخ البطاركة - الحلقة الخامسة - للمؤرخ صالح كامل نخلة ص 13

(6) قالت أيريس حبيب المصرى : " أن هذه الكنيسة من الكنائس التى خربيت فى عهد المماليك ثم تجددت ولكن لم يعد لها اثر الآن - والمقصود بالعدوية هنا منطقة بولاق " راجع أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الرابع حاشية اسفل صفحة 108

(7) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 475

(8) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج3 ص 292

****************

مقابلة الروائى الفرنسى فلوبير مع البابا بطرس الجاولى
فى خريف عام ١٨٤٩ زار مصر الروائى الفرنسى جوستاف فلوبير وهو يعتبر رائد في الكتابة الواقعية وسجل مشاهداتة فى كتاب فلوبير فى مصر وكان من ضمن زياراتة مقابلتة مع البابا بطرس الجاولى البطريرك الـ ١٠٩ وهنا سجل المقابلة فى خطاب ارسلة الى والدتة آن جاستين يحكى لها عن البابا القبطى فكتب جوستاف لوالدتة من ١٧٥ سنة ...
القاهرة، يناير ١٨٥٠
أخذت حسن الترجمان وذهبت لزيارة بطريرك الأقباط لأجل الحديث معه. دخلت ساحة مربعة يحيط بها صف من الأعمدة وفي الوسط حديقة صغيرة بها بضع أشجار كبيرة تحيط بها دِكة خشبية من الارابيسك . سار الترجمان أمامي ببنطاله الواسع وجاكيت أكمامه الفضفاضة وأنا خلفه. على أحد أركان الدكة كان يجلس شخص عجوز ذو لحية بيضاء طويلة وملامح صارمة ويرتدي معطف كبير وكانت حوله كتب كثيرة مكتوبة بخط غريب والصفحات مزخرفة وعلى بعد منه كان يقف ثلاثة كهنة يرتدون الأسود .
قال الترجمان هذا خواجه فرانساوي يجوب العالم بحثًا عن المعرفة وقد جاء إليكم ليتحدث عن دينكم
استقبلنى البطريرك بكثير من اللطف وقدم لنا القهوة وسرعان ما بدأت أطرح الأسئلة حول الثالوث والعذراء والأناجيل والقربان المقدس كان المشهد رائعًا السماء زرقاء فوقنا، الأشجار، الكتب المفروشة، العجوز يُفكر ويفرك في لحيته قبل أن يجيبني وأنا جالس بجواره القرفصاء ألوح بقلمي وأدون وحسن واقف لا يتحرك ويترجم بصوت عالٍ والثلاثة الكهنة الآخرون على مقاعد صغيرة يومئون برؤوسهم ويتدخلون أحيانًا ببضع كلمات. وبعد فترة وعندما أُرهق البطريرك انصرفت من الدار البطريركية ومعى حسن الترجمان
وختم جوستاف خطابة الى والدتة .. لقد استمتعت بذلك غاية الاستمتاع كل ما أعرفه عن زمن القديس انطونيوس عاد إليّ دفعة واحدة . لقد كان ذلك هو الشرق القديم فعلًا، أرض الأديان والجُبب الفضفاضة . حتما سأعود إلى هنا ففي ذلك المكان الكثير لنتعلمه ان العقيدة القبطية هي أعرق المذاهب المسيحية الموجودة
تاريخ الاقباط المنسى
ابرام راجى
#الصورة للدار البطريركية والبابا بطرس الجاولى من رسم الفنان العالمى جون فريدريك لويس اثناء اقامتة فى مصر عام ١٨٥١ ونرى فيها البابا القبطى جالس على مقعد وحولة اشخاص وواحد جالس على الارض يقوم البابا بتمليتة والجميع فى انتباه وانصات للبابا..
اللوحة بعنوان باحة بيت البطريرك القبطي

This site was last updated 08/05/25