Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأحاديث التى قال فيها صاحب الشريعة الإسلامية أستوصوا بالقبط خيرا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مصر وحكايات العرب
أستوصوا بالقبط خيراً
البروباجاندا الأسلامية لغزو مصر

 

 *******************************************************************************

هذه الصفحة من كتاب الخطط للمقريزى " المسماه بالمواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها (تأليف ) سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى رحمه الله ونفع بعلومه آمين - مكتبة الآداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة - رقم الإيداع 8204 / 1996م - الجزء الأول   6 / 167

*******************************************************************************

ملاحظة من الموقع : من المعروف تاريخياً أن الأحاديث بلغت أكثر من عشرة ألاف حديث خفضت بالحذف إلى اقل من الثلث لعدم صحتها وجمعت فى الصحيحين , وقد كتبت بعد حوالى 100 إلى 150 سنة من موت محمد صاحب الشريعة الإسلامية , واليوم يشك فيها كثير من المسلمين ويريدون تنقيحها وإزالة ما قد يسئ إلى الإسلام , وقد أتجهت طائفة إسلامية إلى إسقاطها وعدم الإعتراف بها ويسمون أنفسهم بالقرآنيون - وقد لوحظ ان محمد صاحب الشريعة الإسلامية يتنبأ بها فى الوقت الذى لم يتنبأ فى القرآن , وموقع أقباط مصر يسرد ما ذكره المؤرخ المقريزى عن أحاديث قالها محمد صاحب الشريعة الإسلامية مضمونها " أستوصوا بالقبط خيرا " بغض النظر عن الآراء المخالفة أو المؤيدة عن هذا الموضوع

 

روى عبد اللّه بن لهيعة من حديث عمرو بن العاص أنه قال‏:‏ حدّثني عمر أمير المؤمنين رضي اللّه عنه أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إذا فتح اللّه عليكم بعدي مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا فذلك الجند خير أجناد الأرض ‏"‏ قال أبو بكر رضي اللّه عنه‏:‏ ولم ذلك يا رسول اللّه‏.‏ قال ‏"‏ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ‏"‏

 وعن عمرو بن الحمق‏:‏ أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏‏.‏ تكون فتنة أسلم الناس فيها أو خير الناس فيها الجند الغربيّ‏.‏ ‏.‏‏"‏ قال‏:‏ فلذلك قدمت عليكم مصر وعن تبيع بن عامر الكلاعيّ قال‏:‏ أقبلت من الصائفة فلقيت أبا موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه فقال لي‏:‏ من أين أنت‏.‏ فقلت‏:‏ من أهل مصر قال‏:‏ من الجند العربيّ‏.‏ فقلت‏:‏ نعم قال‏:‏ الجند الضعيف قال‏:‏ قلت‏:‏ أهو الضعيف قال‏:‏ نعم قال‏:‏ أما إنه ما كادهم أحد إلا كفاهم اللّه مؤنته اذهب إلى معاذ بن جبل حتى يحدّثك قال‏:‏ فذهبت إلى معاذ بن جبل فقال لي‏:‏ ما قال لك الشيخ فأخبرته فقال لي‏:‏ وأيّ شيء تذهب به إلى بلادك أحسن من هذا الحديث أكتبت في أسفل ألواحك فلما رجعت إلى معاذ أخبرني أن بذلك أخبره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وروى ابن وهب من حديث صفوان بن عسال قال‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏فتح الله بابًا للتوبة في الغرب عرضه سبعون عامًا لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه‏"‏‏.‏
وروى ابن لهيعة من حديث عمرو بن العاص‏:‏ حدّثني عمر أمير المؤمنين رضي اللّه عنه أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ إن اللّه عز وجل سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإنَّ لهم منكم صهرًا وذمّة‏.‏
وروى ابن وهب قال‏:‏ أخبرني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهريّ قال‏:‏ سمعت أبا ذر رضي اللّه عنه يقول‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏‏:‏ إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإنُّ لهم ذمّة ورحمًا فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرجوا منها‏.‏ ‏.‏ ‏"‏‏.‏
قال‏:‏ فمرَّ بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها وفي رواية‏:‏ ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا افتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمّة ورحمًا أو قال‏:‏ ذمّة وصهرًا الحديث ورواه مالك والليث وزاد‏:‏ فاستوصوا بالقبط خيرًا‏.‏

أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب‏.‏ قال ابن شهاب‏:‏ وكان يقال إنّ أمّ إسماعيل منهم قال الليث بن سعد‏:‏ قلت لابن شهاب‏:‏ ما رحمهم قال‏:‏ إن أمّ إسماعيل بن إبراهيم صلوات اللّه عليهما منهم وقال محمد بن إسحاق‏:‏ قلت للزهريّ‏:‏ ما الرحم التي ذكر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كانت هاجر أمّ إسماعيل منهم وروى ابن لهيعة من حديث أبي سالم الجيشاني‏:‏ أن بعض أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخبره أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إنكم ستكونون أجنادًا وإن خير أجنادكم أهل الغرب منكم فاتقوا اللّه في القبط لا تأكلوهم أكل الخضر ‏"‏ وعن مسلم بن يسار‏:‏ أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ استوصوا بالقبط خيرًا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال العدوّ ‏"‏ وعن يزيد بن أبي حبيب‏:‏ أن أبا سلمة ابن عبد الرحمن حدّثه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته أن تخرج اليهود من جزيرة العرب وقال‏:‏ الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل اللّه ‏"‏ وروى ابن وهب عن موسى بن أيوب الغافقي عن رجل من الرّند‏:‏ أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مرض فاغمي عليه ثم أفاق فقال‏:‏ ‏"‏ استوصوا بالأدم الجعد ‏"‏ ثم أغمي عليه الثانية ثم أفاق فقال مثل ذلك ثم أغمي عليه الثالثة فقال مثل ذلك فقال القوم‏:‏ لو سألنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الأدم الجعد فأفاق فسألوه فقال‏:‏ ‏"‏ قبط مصر فإنهم أخوال وأصهار وهم أعوانكم على عدوّكم وأعوانكم على دينكم ‏"‏ قالوا‏:‏ كيف يكونون أعواننا على ديننا يا رسول اللّه قال‏:‏ ‏"‏ يكفونكم أعمال الدنيا وتتفرّغون للعبادة فالراضي بما يؤتى إليهم كالفاعل بهم والكاره لما يؤتى إليهم من الظلم كالمتنزه عنهم ‏"‏ وعن عمرو بن حريب وأبي عبد الرحمن الحلبي أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرًا فإنهم قوّة لكم وبلاغ إلى عدوّكم بإذن اللّه ‏"‏ يعني قبط مصر‏.‏
وعن ابن لهيعة‏:‏ حدّثني مولى عفرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ الله الله في أهل المدرة السوداء السجم الجعاد فإن لهم نسبًا وصهرًا ‏"‏ قال عمرو مولى عفرة صهرهم أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تسرّى فيهم ونسبهم أن أمّ إسماعيل عليهم السلام منهم‏.‏
قال ابن وهب‏:‏ فأخبرني ابن لهيعة أن أمّ إسماعيل هاجر من أمّ العرب قرية كانت أمام الفرما من مصر وقال مروان القصاص‏:‏ صاهر إلى القبط من الأنبياء ثلاثة‏:‏ إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام تسرّى هاجر ويوسف تزوّج بنت صاحب عين شمس ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم تسرّى مارية‏.‏
وقال يزيد بن أبي حبيب‏:‏ قرية هاجر باق التي عندها أمّ دنين وقال هشام‏:‏ العرب تقول‏:‏ هاجر وآجر فيبدلون من الهاء الألف كما قالوا‏:‏ هراق الماء وأراق الماء ونحوه‏.‏
وعن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ الأمصار سبعة‏.‏ فالمدينة مصر والشأم مصر ومصر والجزيرة والبحرين والبصرة والكوفة‏.‏
وقال مكحول‏:‏ أول الأرض خرابًا أرمينة ثم مصر‏.‏



قال تبيع‏:‏ ما آمن جماعة قط في ساعة واحدة مثل جماعة القبط وقال كعب الأحبار‏:‏ مثل قبط مصر كالغيضة كلما قطعت نبتت حتى يخرّب اللّه عز وجل بهم وبصناعتهم جزائر الروم
وعن عبد الرحمن بن غنم الأشعريّ‏:‏ أنه قدم من الشأم إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فقال‏:‏ ما أقدمك إلى بلادنا قال‏:‏ كنت تحدّثني أن مصر أسرع الأرض خرابًا ثم أراك قد اتخذت منها وبنيت فيها القصور واطمأننت فيها قال‏:‏ إن مصر قد أوفت خرابها حطَّمها البخت نصر فلم يدع فيها إلا السباع والضباع فهي اليوم أطيب الأرضين ترابًا وأبعدها خرابًا ولا يزال فيها بركة ما دام في شيء من الأرض بركة ويقال‏:‏ مصر متوسطة الدنيا قد سلمت من حرّ الإقليم الأوّل والثاني ومن برد الإقليم السادس والسابع ووقعت في الإقليم الثالث فطاب هواها وضعف حرّها وخف بردها وسلم أهلها من مشاتي الأهواز ومصايف عمان وصواعق تهامة ودماميل الجزيرة وجرب اليمن وطواعين الشأم وبرسام العراق وعقارب عسكر مكرم وطحال البحرين وحمى خيبر وأمنوا من غارات الترك وجيوش الروم وهجوم العرب ومكايد الديلم وسرايا القرامطة ونزف الأنهار وقحط الأمطار وبها ثمانون كورة ما فيها كورة إلا وبها طرائف وعجاب من أنواع البرّ والأبنية والطعام والشراب والفاكهة وسائر ما تنتفع به الناس وتدخره الملوك يعرف بكل كورة وجهاتها وينسب كل لون إلى كورة فصعيدها أرض حجازية حرّة حرّ العراق وينبت النخل والأراك والقرظ والدوم والعشر وأسفل أرضها شامي يمطر مطر الشأم وينبت ثمار الشأم من الكروم والزيتون واللوز والتين والجوز وسائر الفواكه والبقول والرياحين ويقع به الثلج والبرد‏.‏

وكورة الإسكندرية ولوبية ومراقيه براري وجبال وغياض تنبت الزيتون والأعناب وهي بلاد إبل وماشية وعسل ولبن‏.‏
إنبهار العرب بصناعة الدواجن وتفقيس البيض صناعياً
وفي كل كورة من كور مصر مدينة في كل مدينة منها آثار كريمة من الأبنية والصخور والرخام والعجائب وفي نيلها السفن التي تحمل السفينة الواحدة منها ما يحمله خمسمائة بعير وكل قرية من قرى مصر تصلح أن تكون مدينة يؤيد ذلك قول اللّه سبحانه وتعالى‏:‏ ‏"‏ وابعث في المدائن حاشرين ‏"‏ الشعراء 36 ويعمل بمصر معامل كالتنانير يعمل بها البيض بصنعة يوقد عليه فيحاكي نار الطبيعة في حضانة الدجاجة لبيضها ويخرج من تلك المعامل الفراريج وهي معظم دجاج مصر ولا يتم عمل هذا بغير مصر‏.‏
العرب يوصفون زراعة وأرض مصر  بالؤلؤة ومسكة وزمردة وسبيكة ذهب
ووصف بعضهم مصر فقال‏:‏ ثلاثة أشهر لؤلؤة بيضاء وثلاثة أشهر مسكة سوداء وثلاثة أشهر زمردة خضراء وثلاثة أشهر سبيكة ذهب حمراء فأما اللؤلؤة البيضاء فإن مصر في أشهر أبيب ومسرى وبوت يركبها الماء فترى الدنيا بيضاء وضياعها على روابي وتلال مثل الكواكب قد أحيطت بها المياه من كل وجه فلا سبيل إلى قرية من قراها إلا في الزوارق وأما المسكة السوداء فإن في أشهر بابه وهاتور وكيهك ينكشف الماء عن الأرض فتصير أرضًا سوداء وفي هذه الأشهر تقع الزراعات وأما الزمرذة الخضراء فإن في أشهر طوبه وامشير وبرمهات يكثر نبات الأرض وربيعها فتصير خضراء كأنها زمرذة وأما السبيكة الحمراء فإن في أشهر برمودة وبشنس وبؤنة يتورد العشب ويبلغ الزرع الحصاد فيكون كالسبيكة التي من الذهب منظرًا ومنفعة وسأل بعض الخلفاء الليث بن سعد عن الوقت الذي تطيب فيه مصر‏.‏
فقال‏:‏ إذا غاض ماؤها وارتفع وباها وجف ثراها وأمكن مرعاها وقال آخر‏:‏ نيلها عجب وأرضها ذهب وخيرها جلب وملكها سلب ومالها رغب وفي أهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شعب وحربهم حرب وهي لمن غلب‏.‏

وقال آخر‏:‏ مصر من سادات القرى ورؤساء المدن وفال زيد بن أسلم في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فإن لم يصبها وابل فطل ‏"‏ البقرة 265 هي‏:‏ مصر إن لم يصبها مطر أزكت وإن أصلبها مطرًا ضعفت

 قاله المسعودي في تاريخه ويقال‏:‏ لما خلق اللّه آدم عليه السلام مثل له الدنيا شرقها وغربها وسهلها وجبلها وأنهارها وبحارها وبناءها وخرابها ومن يسكنها من الأمم ومن يملكها من الملوك فلما رأى مصر أرضًا سهلة ذات نهر جار مادّته من الجنة تنحدر فيه البركة ورأى جبلًا من جبالها مكسوًّا نورًا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة في سفحه أشجار مثمرة وفروعها في الجنة تسقى بماء الرحمة فدعا آدم عليه السلام في النيل بالبركة ودعا في أرض مصر بالرحمة والبرّ والتقوى وبارك في نيلها وجبلها سبع مرّات وقال‏:‏ يا أيها الجبل المرحوم‏:‏ سفحك جنة وتربتك مسكة يدفن فيها غراس الجنة أرض حافظة مطيعة رحيمة لا خلتك يا مصر بركة ولا زال بك حفظ ولا زال منك ملك وعزيا أرض مصر فيك الخبايا والكنوز ولك البرّ والثروة وسال نهرك عسلًا كثر اللّه زرعك ودرّ ضرعك وزكى نباتك وعظمت بركتك وخصبت ولا زال فيك خير ما لم تتجبري وتتكبري أو تخوني فإذا فعلت ذلك عد النشر ثم يغور خيرك فكان آدم أوّل من دعا لها بالرحمة والخصب والرأفة والبركة‏.‏
مصر أم العباد وغوث البلاد
وعن ابن عباس‏:‏ أن نوحًا عليه السلام دعا لمصر بن بيصر بن حام فقال‏:‏ اللهمّ إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي فريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد التي نهرها أفضل أنهار الدنيا واجعل فيها أفضل البركات وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم وقَوِّهم عليها‏.‏

وقال كعب الأحبار‏:‏ لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت إلا مصر فقيل له‏:‏ لِمَ فقال‏:‏ لأنها بلد معافاة من الفتن ومن أرادها بسوء أكبه اللّه على وجهه وهو بلد مبارك لأهله فيه‏.‏
وقال ابن وهب‏:‏ أخبرني يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال‏:‏ أن كعب الأحبار كان يقول‏:‏ إني لأحب مصر وأهلها لأن مصر بلد معافاة وأهلها أصحاب عافية وهم بذلك مفارقون ويقال‏:‏ إن في بعض الكتب الإلاهية‏:‏ مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه اللّه تعالى‏.‏
عمرو بن العاص أول والى عربى مسلم قريشى وأبن المدبر آخر والى عربى مسلم قريشى  يصفان مصر
وقال عمرو بن العاص‏:‏ ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة يعني إذا جمع الخراج مع الإمارة وقال أحمد بن مدبر‏:‏ تحتاج مصر إلى ثمانية وعشرين ألف ألف فدان وإنما يعمر منها ألف ألف فدّان وقد كشفت أرض مصر فوجدت غامرها أضعاف عامرها ولو اشتغل السلطان بعمارتها لوفت له بخراج الدنيا‏.‏
مقارنة جزية العراق مع جزية مصر
وقال بعضهم‏:‏ إنَّ خراج العراق لم يكن قط أوفر منه في أيام عمر بن عبد العزيز فإنه بلغ ألف ألف درهم وسبعة عشر ألف ألف درهم ولم تكن مصر قط أقل من خراجها في أيام عمرو بن العاص وأنه بلغ اثني عشر ألف ألف دينار وكانت الشامات بأربعة عشر ألف ألف سوى الثغور‏.‏
دهن البلسان فى المطرية
وبمصر دهن البلسان الذي عظمت منفعته وصارت ملوك الأرض تطلبه من مصر وتعتني به وملوك النصرانية تترامى على طلبه والنصارى كافة تعتقد تعظيمه وترى أنه لا يتم تنصر نصرانيّ إلا بوضع شيء من دهن البلسان في ماء المعمودية عند تغطيسه فيها

حيوانات مصر البرية وسمكها ونباتاتها

وبها السقنقور ومنافعه لا تنكر وبها النمس والعرس ولهما في أكل الثعابين فضيلة لا تنكر فقد قيل‏:‏ لولا العرس والنمس لما سكنت مصر من كثرة الثعابين وبها السمكة الرعادة ونفعها في البرء من الحمى إذا علقت على المحموم عجيب وبمصر حطب السنط ولا نظير له في معناه فلو وقد منه تحت قدر يومًا كاملًا لما بقي منه رماد وهو مع ذلك صلب الكسر سريع الاشتعال بطيء الخمود‏.‏ ويقال‏:‏ إنه أبنوس غيرته بقعة مصر فصار أحمر‏.‏ وبها الأفيون عصارة الخشخاش ولا يجهل منافعه إلا جاهل وبها البنج وهو ثمر قدر اللوز الأخضر كان من محاسن مصر إلا أنه انقطع قبل سنة سبعمائة من الهجرة وبها الأترج‏.‏
قال أبو داود صاحب السير في كتاب الزكاة‏:‏ شبرتُ قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرًا ورأيت أترجة على بعير قطعتين وصيرت مثل عدلين‏.‏ قال المسعودي في التاريخ‏:‏ والأترج المدوّر حمل من أرض الهند بعد الثلاثمائة من سني الهجرة وزرع بعمان ثم نقل منها إلى البصرة والعراق والشام حتى كثر في دور الناس بطرسوس وغيرها من الثغور الشامية وفي أنطاكية وسواحل الشام وفلسطين ومصر وما كان يعهد ولا يعرف فعدمت منه الأراهج الحمراء الطيبة واللون الحسن الذي كان فيه بأرض الهند لعدم ذلك الهواء والتربة وخاصية البلد‏.‏
الزمرد
وفي مصر معدن الزمرد ومعدن النفط والشب والبرام ومقاطع الرخام ويقال‏:‏ كان بمصر من المعادن ثلاثون معدنًا وأهل مصر يأكلون صيد بحر الروم وصيد بحر اليمن طريًا لأن بين البحرين مسافة ما بين مدينة القلزم والفرما وذلك يوم وليلة وهو الحاجز المذكور في القرآن قال تعالى‏:‏ ‏"‏ وجعل بين البحرين حاجزًا ‏"‏ النمل 61 قيل‏:‏ هما بحر الروم وبحر القلزم وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ‏"‏ الرحمن 19‏ـ 20.‏ قال بعض المفسرين‏:‏ البرزخ ما بين القلزم والفرما‏.‏
تميز مصر بأن بها صنف بؤكل فى كل فصل من فصول السنة القبطية
ومن محاسن مصر‏:‏ أنه يوجد بها في كل شهر من شهور السنة القبطية صنف من المأكول والمشموم دون ما عداه من بقية الشهور فيقال‏:‏ رطب توت ورمان بابه وموزها تور وسمك كيهك وماء طوبة وخروف امشير ولبن برمهات وورد برمودة ونبق بشنس وتين بؤنة وعسل أبيب وعنب مسرى ومنها‏:‏ أن صيفها خريف لكثرة فواكهه وشتاءها ربيع لما يكون بمصر حينئذٍ من القرظ والكنان‏.‏ الذي ينقطع من الفواكه في سائر البلدان أيام الشتاء يوجد حينئذ بمصر‏.‏
الطقس فى مصــــــــر
ومنها‏:‏ أن أهل مصر لا يحتاجون في حرّ الصيف إلى استعمال الخيش والدخول في جوف الأرض كما يعانيه أهل بغداد ولا يحتاجون في برد الشتاء إلى لبس الفرو والاصطلاء بالنار الذي لا يستغني عنه أهل الشام‏.‏
كما أنهم أيضًا في الصيف غير محتاجين إلى استعمال الثلج ويقال‏:‏ زبرجد مصر وقباطي مصر وحمير مصر وثعابين مصر ومنافعها في الدرياق جليلة‏.‏
رخـــــــــــــام الكعبة من مصـــــــــــر
ومن فضائل مصر‏:‏ أن الرخامة التي في الحجر من الكعبة من مصر بعث بها محمد بن طريف مولى العباس بن محمد في سنة إحدى وأربعين ومائتين مع رخامة أخرى خضراء هدية للحجر فجعلت إحدى الرخامتين على سطح جُدُر الكعبة وهما من أحسن الرخام في المسجد خضرة وكان المتولي عليهما عبد اللّه بن محمد بن داود ذرعها ذراع وثلاث أصابع‏.‏ قاله الفاكهي في أخبار مكة‏.‏
 

This site was last updated 06/28/12