القمص مرقص داود

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القمص مرقس داود

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل  

Home
Up
القمص بيشوى كامل
العلامة القمص متى المسكين
أبونا عبد المسيح المناهرى
الأب عبد المسيح الحيشى
أبونا أندراوس الصمئيلى
القديس يسطس الأنطونى
القمص مرقس داود
القمص ميخائيل أبراهيم
‏القمص‏ ‏يسي‏ ‏ميخائيل
أبونا صليب
الأم إيرينى
الأم كيريه
ابونا بطرس بانوب
القمص مكاري يونان
أم الغلابة
القديس عباس الغالى
أبونا فانوس
القمص عبد المسيح بسيط
الأب يوتا
القمص بولس باسيلى
لمعلم‏ ‏ميخائيل‏ ‏جرجس والألحان
لشماس معوض داود عبد النور
القمص صليب متي ساويرس
القمص متياس نصر
القمص مرقس عزيز

Hit Counter

 

القمص مرقس داود:
+ ولد حافظ داود فى 20 مايو عام 1897 فى إمبابة بالجيزة، وقد أمضى فيها معظم أيام طفولته مع عائلته، وكان والده المعلم داود تقياً، متديناً، وقد توفى ولم يبلغ الطفل حافظ السابعة من عمره. تم عماد الطفل حافظ بكنيسة القديس برسوم العريان بالمعصرة على يد قداسة البابا كيرلس الخامس الذى قال عنه (محفوظ بنعمة الله) وكانت هذه إحدى البركات التى لازمته طوال حياته.
 تقدم للشهادة الإبتدائية حيث نجح فيها بتفوق وكان ترتيبه العام الثالث عشر على مستوى القطر بأكمله وكان ذلك عام 1912.
ثم إنضم إلى مدرسة التوفيق القبطية بالفجالة حيث حصل على شهادة الكفاءة أو الثقافة العامة (تعادل ثانية ثانوى حالياً) ثم البكالوري (تعادل الثانوية العامة حالياً) بتفوق يؤهله لدخول أى مدرسة عليا إذ لم تكن الجامعات والكليات أنشُئت بعد، وكانت هناك رغبة فى دخوله مدرسة الطب العليا حيث تؤهله درجاته لذلك.
 وفى يوم دعاه أحد أصدقاءه وهو الأستاذ يونان نخلة لحضور جمعية أصدقاء الكتاب المقدس، ومن ذلك الوقت إستمر الأستاذ حافظ منضماً للجمعية حتى نياحته.  وبعد حصوله على البكالوريا عام 1915 نذر نفسه لخدمة الكنيسة القبطية فإلتحق بالأكليريكية مع عمله موظفاً فى وزارة الصحة.
 فى عام 1934 ترك وظيفته وقرر التفرغ للخدمة بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس بالإضافة إلى خدمة الكتاب المقدس. وفى هذه السنة أيضاً إنضم الأستاذ عياد عياد لجمعية الأصدقاء ومن وقتها أخذ الأثنان ينتقلان معاً فى كل مكان من الإسكندرية إلى أسوان لخدمة كلمة الرب، وفى كل مدينة يزوراها كانا يؤسسان فرعاً للجمعية مشجعين على بناء الكنائس.
وكان الأستاذ حافظ داود محباً للشباب لذلك كان يجد متعة فى خدمتهم خاصة فى النواحى الروحية والإجتماعية، ويساهم فى حل مشاكلهم ومساندتهم، وحتى بعد رسامته كاهناً كان يحضر لإفتقادهم مرة كل شهر تقريباً واعظاً ومرشداً وأباً لإعترافهم.  أيضا نشاطه الفعال فى خيام الأصدقاء التى كانت تقام فى عين شمس ثم إتجهت إلى المعادى وشبرا الخيمة، وكان الهدف من إقامة الخيام هو إتاحة خلوة روحية للشباب تتضمن محاضرات وعظات وما يصاحبها من ترانيم وصلوات، بالإضافة إلى الأمسيات وحفلات السمر مع الخدمة الفردية التى كانت لها فاعليتها خلال أيام الخيام وما تأتى به من ثمار مباركة.
 هذا بجانب دوره البارز فى إمداد المكتبة القبطية بالعديد من المؤلفات والتراجم التى بلغ عددها 170 مؤلفاً.
ويذكر لنا قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث عن أبينا الراحل:
إذا ما تحدثت عن القمص مرقس داود فأنى أتحدث عن جيل كامل فى شخصيته. لقد كانت حياته ممتلئة بالثمار فى جميع المجالات كشخص تخرج من الكلية الاكليريكية، وكواعظ ، وكمعلم، وككاتب، وكمترجم ، وأيضاً ككاهن خدم الرب سنين كثيرة وخدم الشعب ورعاه أحسن رعاية، وأيضاً أعماله الإجتماعية الكثيرة ثم كسكرتير ورئيس لجمعية أصدقاء الكتاب المقدس.
ولعل هذه الكلمات المباركة تلخص بصدق وعمق كل ما يمكن أن يقال عن رجل الله. فقد كان رائداً فى مجال النشر المسيحى لسنين طويلة، قام خلالها بتعريب وتأليف الكثير، من أشهرها الأجزاء التى قام بتعريبها من المرجع العالمى لتفسير الكتاب المقدس (متى هنرى) وترجمة أربعة كتب للقديس أثناسيوس الرسولى، وترجمة لتاريخ الكنيسة ونشر معلومات عن التقليد والطقس، وترجمة كتاب الدسقولية، وتفسير القداس الإلهى، وغيرها الكثير والكثير...
 كان أسلوبه هو أسلوب الكاتب الأرثوذكسى المحنك الذى يطوع الأفكار الغربية إلى الفكر القبطى الصميم. + الخدمة فى أثيوبيا، كان حافظ داود منهمكاً فى خدمته فى جمعية الأصدقاء إلى أن دُعىَّ لخدمة من نوع جديد، للتدريس فى الكلية اللاهوتية بأديس أبابا فى أثيوبيا عام 1944 وكان معه رفيقه الأستاذ سعد عزيز (المتنيح الأنبا صموئيل).
 رُسم عام 1948 كاهناً بطلب من الأقباط الموجودين بأثيوبيا مما أعطى له بعداً جديداً وأعانه على تحقيق الكثير من أمانيه. + فى عام 1954 أرسلت جمعية الأصدقاء لأبينا مرقس داود دعوة عاجلة للعودة من الحبشة إذ كانت كنيسة مار مرقس بشبرا قد وُضع لها حجر الأساس عام 1953، فعاد فى الحال فى مارس عام 1954 وظل بها حتى نياحته فى أكتوبر 1986.
 كان مثالاً فى الإلتزام فى مجال الخدمة، كان أباً ومرشداً ومعلماً، كان يهتم بخدمته ولا يهرب منها مهما تعثرت قدماه، كان محباً جداً للشباب، فكان يرعاهم فى منازل المغتربين روحياً وإجتماعياً، كانت صلاته بالروح والحق، وكانت عيناه دامعتان أثناء القداس وأمام الذبيحة، كان دائماً يقدم الكرامة الحقيقية لشريك خدمته أبونا ميخائيل إبراهيم، وكان يطلب من مخدوميه أن يصلوا من أجله ويدعوا له خاصة المسنين منهم، لا يعرف طريقاً للكراهية أو الحقد أو البغضاء، يسلك بوداعة وتواضع القلب محتملاً ضعف الضعفاء، تميزت شخصيته بالصدق، يقول للمخطئ أخطأت دون خوف، وللمحسن أحسنت دون تملق، كانت له إبتسامة عريضة لا تفارق شفتيه مرتسمة دائماً على وجهه الأسمر الحنون، وكان يتسم بالحكمة فسيح القلب مستنير العقل وكان أيضاً يحث الخدام على إعطاء المسئولية لصغار الخدام لتكوين صف ثان للخدمة لكى تكون الكنيسة أماً ولوداً.
لم يقتصر حبه هذا على الأرثوذكس فقط بل أحب جميع الطوائف، ويشهد له أخواننا المسلمين كيف كان يجمع الآباء الكهنة ويذهب إلى المسجد المواجه للكنيسة ليقدم لهم تهانى العيد وبالتالى فهم يقومون بالتهنئة للكنيسة فى أعيادنا.
 كان مدققاً فى كل شئ ويطلب من الجميع أن يسلكوا بتدقيق، مدققاً فى نظام حياته، فى وقت النوم ووقت الطعام، ووقت القراءة والترجمة، حتى نوعية الأطعمة وكميتها، والكلام الذى يتكلم به .  خدمة الوعظ: لم يكن أبونا مرقس يستعين بالصوت العالى أو بالضغط على مخارج الحروف ليؤثر على السامعين، بل كان يتحدث فى هدوء ورزانة وحسم وبقوة الروح القدس الكامن فيه، فتنطلق الكلمات من فمه ثابتة.. راسخة.. هادئة.. تشعر وكأنك فى الحضرة الإلهية، وتشعر برجفة من فرط القوة التى تهزك، فكانت عظاته مزيج من التعليم والوعظ والتأمل فكان هو التعليم الشامل والسهل والميسور لكل إنسان، كان حديثة ممزوج من اللاهوت والعقيدة والتأمل والفضيلة والجهاد والتوبة.
 الخدمة الفردية: كانت جزءاً من حياة القمص مرقس داود، يسأل عن كل فرد وعن مواظبته لقراءة الكتاب المقدس والتناول من الأسرار المقدسة، وإذا تغيب أحداً يسأل عنه ويفتقده حتى ولو تليفونياً، لا يتوانى ولا يترفع عن أى خدمة تُطلب منه.
 تواضعه: رغم حكمته وسعة معرفته وبلاغته كان متواضعاً لدرجة إنه لم يتأخر أبداً عن القيام بأية أعمال بسيطة أثناء وجوده بين الشعب، وكان مظهره دائماً كسيده بسيطاً فى هندامه الكهنوتى نظيفاً غير متكلف، وصليب صدره الفضى الذى رافقه مسيرة عمره الكهنوتى وصليبه الصغير الذى كان معه أينما يذهب.  نتيجة محبته ودبلوماسيته تعرف على شخصيات مرموقة من آباء مطارنة وأساقفة وآباء كهنة وآباء البرية ورهبانها الذين كانوا ذو صداقة حميمة معه.
 أيضاً كان على صلة وثيقة ببطاركة الكرسى المرقسى أمثال البابا يوأنس والبابا مكاريوس والبابا يوساب الثانى الذى سيم أبيناً كاهناً فى عهده، وعلاقته القوية بالبابا كيرلس السادس الذى منحه ميدالية وشهادة تقدير للخدمات الجليلة التى قدمها للكنيسة والعالم المسيحى، وكان على علاقة وطيدة براعى الرعاة حبيبنا البابا المعظم الآنبا شنودة قبل رسامته كاهناً وزادت وتأصلت بعد الرسامة، إذ نال نعمة القمصية من يده الطاهرة، وقداسته أيضاً هو الذى كلفه بالتدريس فى معهد الكتاب المقدس كنوع من التقدير.
 وكان كثير من أباء الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية على إتصال دائم بالأب الورع القمص مرقس داود، حيث يعتبره الكثيرون دائرة معارف فى العلوم الكنسية.  وله أيضاً علاقاته بالشخصيات العالمية، فأستطاع أن يجتذب الأمبراطور الأثيوبى الراحل هيلاسلاسى بسبب علمه الغزير الفياض ولإخلاصه ووفائه لكنيسته، ولعمله الدءوب لخدمة الأثيوبيين، حتى أنه أنعم عليه بنيشان (نجمة أثيوبيا الذهبية) .
 وعندما زارت الملكة اليزابيث ملكة إنجلترا البلاد الأثيوبية بناء على دعوة من الإمبراطور هيلاسلاسى، وجهت السفارة البريطانية بأثيوبيا الدعوة للقمص مرقس داود ليكون فى حفل إستقبال الملكة مع باقى المدعوين.
كما دعُى أبونا مرقس مع عدد من كبار الشخصيات العالمية من بعض الدول الأجنبية لحضور حفل صلاة الفطور العالمية التى أقامها الرئيسان الأمريكيان ريتشارد نيكسون وچيمى كارتر فى مدة رئاسة كل منهما (كل على حده) وقد ألقى كلمة قيمة فى حضرة رئيس الولايات المتحدة والذى سر بها كثيراً. هكذا كان القمص مرقس داود عملاقاً فى كلماته.. غزيراً فى علمه.. مدققاً فى حياته.. محبا لأولاده .. باذلاً فى خدمته. أذكرنا يا أبانا القديس أمام عرش النعمة مع الأربعة والعشرين قسيساً الوقوف أمام الله الحى.
=============

المــــــراجع

(1) http://www.saintmark-shoubra.org/ar/church/aboona_marcos.asp

 

This site was last updated 08/18/08