Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المؤرخ سيزومينوس يروى تاريخ هيلانة وبناء الكنائس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كنائس كنيسة القيامة1   
خريطة أورشليم بكنائسها
خريطة أورشليم وقت صلب المسيح
النور المقدس
منارة كنيسة القيامة ومأذنة جامع عمر
سيزومينوس و تاريخ هيلانة وقسطنطين
حديقة القبر المزيف

 

فيما يلى الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************
.
الكتاب الثانى: الفصل الثانى
(بشأن هيلانه أم الإمبراطور وزيارتها لأورشليم، وبنائها لهيكل هناك، وأعمالها التقوية الأخرى، ووفاتها)
(2/2/1) وفى نفس الفترة عزم الإمبراطور على إقامة هيكل تكريما للرب، فأمر الحُكام أن يتم العمل بأقصى ما يمكن من العظمة والتكلفة. فأقامت أمه هيلانه([151])، هيكلين: واحد فى بيت لحم بالقرب من المغارة التى وُلِد فيها المسيح، والثانى على منحدرات جبل الزيتون حيث أُخِذ من هناك إلى السماء.
(2/2/2) وتُظهِر أعمال كثيرة تقواها وتدينها من بينها ما يلى، والتى لا تقل اعتبارا، أنه اثناء اقامتها فى اورشليم، يُروَى أنها جمعت العذارى القديسات([152]) فى وليمة وقامت بخدمة العشاء وتقديم الطعام لهن، وسكبت المياه على أياديهن، وانجاز خدمات أخرى مماثلة معتادة لأولئك الذين ينتظرون ضيوفا. وعندما زارت مدن الشرق، مَنحَت هبات مناسبة للكنائس فى كل مدينة، وأغنت أولئك الذين جُرِّدوا من ممتلكاتهم، وزودت الفقراء بالضروريات بوفرة، وردت الحرية لأولئك الذين سُجِنوا طويلا، أو حُكِم عليهم بالنفى أو العمل فى المناجم. ويبدو لى أن هناك أعمالا مقدسة كثيرة تستحق المجازاة.
(2/2/3) وفى الحقيقة حتى فى هذه الحياة، قد ارتفعت إلى ذروة العظمة والفخامة، فقد دُعِيَت أوجاسطا([153]) Augusta. وطُبِعت صُورتها على العملات الذهبية، ووَهَب لها ابنها سلطة على الخزانة الإمبراطورية لتُعطِى حسبما تراه.
(2/2/4) وكانت وفاتها أيضا مجيدة إذ أنها عندما غادرت هذه الحياة عن عمر الثمانين، وتركت ابنها واحفادها (قياصرة مثلها) سادة العالم الرومانى. واذا كانت هناك أية ميزة لهذه الشهرة فإن النسيان لم يخفِها بوفاتها، وكانت الحياة الاتية عربون ذكراها الدائمة إذ دُعِيَت مدينتان بإسمها واحدة فى بثينيا، والأخرى فى فلسطين. هكذا كان تاريخ هيلانه.

الكتاب الثانى: الفصل الثالث
(هياكل تُبنَى بواسطة قنسطنطين الكبير. تأسيس مدينة بإسمه، وكنيسة رئيس الجنود ميخائيل فى سوثينيوم، والمعجزات التى جرت هناك).
(2/3/1) وكان الإمبراطور مصمما دائما على تقدم الديانة، فشيَّد لله أفخم المعابد فى كل مكان وبصفة خاصة فى المتروبوليات([154]) مثل نيقوميديا([155]) Nicomedia فى بثينية Bithynia، وأنطاكية على نهر أورنتس([156]) Orontes، وبيزنطة. وقد حسَّن الأخيرة بشدة وجعلها معادلة لروما فى القوة وفى السلطة لأنه بعدما سوَّى شؤون الإمبراطورية حسبْ ذهنه، وعالج الشؤن الخارجية بالحروب والمعاهدات، عزم على تأسيس مدينة تُدعَى بإسمه وتكون معادلة فى الكرامة لروما. وبهذا العزم لجأ إلى هضبة عند سفح تروى([157]) Troy بالقرب من هليسبونت([158]) Hellespont فوق مقبرة أجاكسAjax حيث قيل أنها كانت المحطة البحرية للآخائيين Achaians، ومحلة لخيامهم عند محاصرتهم لطروادة. وهنا وضع خطة مدينة كبيرة وجميلة وبنى بوابات على بقعة مرتفعة من الأرض ما زالت تُشاهَد([159]) من البحر لأولئك البحارة [المارين] بها.
(2/3/2) ولكنه بينما هو يتقدم هكذا، ظهر له الله ليلا وأمره أن يختار موضعا آخر، فوصل مُقادا بيد الله إلى بيزنطة فى تراقيا([160]) Thrace وراء خلقيدون([161]) فى بيثنية([162]) bithynia، وهنا رغب فى بناء مدينته وأن يجعلها جديرة بإسم قنسطنطين. وطاعة لكلام الله، وسَّع لذلك المدينة التى كانت تُدعَى سابقا بيزنطة([163]) وأحاطها بأسوار عالية، وأقام بها أيضا منازل فخمة فى الأقاليم جنوبا. وإذ كان يعى أن السكان السابقين غير كافين لمدينة عظيمة كهذه، فقد أسكن فيها أناسا ذوى رتب بعائلاتهم من روما القديمة ومن الأقطار الأخرى. وفرض ضرائب لتغطية نفقات البناء وتزيين المدينة، وتزويد سكانها بالطعام، وإمداد المدينة بكافة المستلزمات الأخرى. وقد زينها بملاعب فسيحة لسباق الخيل hippodrome، وبالينابيع والأروقة، والمبانى الأخرى. ودعاها القنسطنطينية، روما الجديدة، وجعلها العاصمة الإمبراطورية لكل سكان الشمال والجنوب والشرق وشواطىء البحر المتوسط من مدن استر([164])Ister وابيدامنوس Epidamnus وخليج ايجة Ionian إلى القيراون([165]) Cyreneوذلك الجزء من ليبيا المدعو بوريوم Borium([166]). وشيَّد مجلسا آخر، دعوه سينات senate، ورسم أياما مكرَّمة وأيام احتفال مثل تلك المعتادة للرومان الآخرين، ولم يخفق فى أن يجعل المدينة التى تحمل اسمه، معادلة فى كل شىء لروما فى ايطاليا، ولا خابت رغباته، لأنه بمعونة الله قد صارت عظيمة فى السكان والثروة.
(2/3/3) واننى لا أعرف سببا لهذا التضخم غير العادى خلاف تقوى الذين شيدوها والذين سكنوها وشفقتهم وكرمهم للفقراء. إن الغيرة التى اظهروها للإيمان المسيحى كانت عظيمة جدا لدرجة أن كثيرين من السكان اليهود ومعظم اليونانيين قد اهتدوا. ولما كانت هذه المدينة قد صارت عاصمة الإمبراطورية خلال فترة الإزدهار الدينى، لذا لم تتدنس بمذابح ومعابد يونانية ولا بالذبائح. وعلى الرغم من أن يوليانوس([167])Julian قد سمح بدخول الوثنية لفسحة قصيرة من الزمن، إلا أنها سرعان ما انقرضت بعد ذلك.
(2/3/4) ثم شرَّف قنسطنطين هذه المدينة الوليدة للمسيح التى دعاها بإسمه أكثر من ذلك بتشييد بيوت صلاة فخمة وعديدة. وقد آزرتْ أيضا الألوهية روح الإمبراطور بإعلانات إلهية اقنعت الناس أن بيوت الصلاة فى هذه المدينة مُقدَّسة ومُخلِّصة. فحسب الرأى العام للمواطنين والأجانب كانت أكثر الكنائس جديرة بالاعتبار تلك التى بُنيت فى الموضع الذى كان يُدعَى سابقا هستيا Hestiæ. فهذا المكان الذى يُدعَى الآن ميخائليوم Michaelium، يقع إلى اليمين لأولئك الذين يُبحِرون من بونطس Pontus إلى القنسطنطينية وعلى مسافة خمسة وثلاثين استاديا([168]) stadia من المدينة الأخيرة بحرا. ولكنك إذا اتخذت دائرة الميناء فإن الرحلة عندئذ تستغرق سبعين استاديا فصاعدا.
(2/3/5) وقد حصل هذا المكان على الاسم الذى يحمله الآن لأنه يُعتقَد أن ميخائيل رئيس الملائكة قد ظهر ذات مرة هناك. وأنا أيضا أوكد أن هذا حقيقىٌ لأننى أنا نفسى تلقيتُ منافعا عظيمة وخبرة أعمال معاونة حقيقية، إلى جانب أدلة أخرى كثيرة تثبت أن البعض الذين سقطوا فى أخطار لا يمكن تجنبها أو انتكاسات مخيفة، وآخرون فى أمراض وآلام غير معروفة، وصَلَّوا هناك إلى الله، وجدوا تغيرا فى قدَرِهم.
(2/3/6) وإننى لفى حيرة إن كنتُ أعطى تفصيلا للظروف والأشخاص أم لا. ولكننى لا استطيع أن احذف حالة اكويلينوس Aquilinus الذى يُقيم فى الوقت الحالى معنا، وهو محام فى نفس بلاط العدالة الذى ننتمى إليه. اننى سأروى ما سمعته منه بخصوص هذا الحدث وما رأيته.
(2/3/7) فعندما هوجم بحمى شديدة انبعثت من المرارة الصفراء، اعطاه الأطباء شرابا غريبا كدواء فتقيأه وبفعل القىء انتشرت الصفراء على نحو غيَّرت محياه إلى اللون الأصفر. واضطر إلى أن يتقيأ كل طعامه وشرابه. وظل على هذه الحالة مدة طويلة. ولما كان غذاءه لا يبقى فيه فقد فشلت مهارة الأطباء فى [تخفيف] المعاناة. وإذ صار بين الحياة والموت أمر خادمه بأن يحمله إلى بيت الصلاة، إذ تأكد بشدة أنه هناك إما أن يموت وإما أن يتحرر من هذا المرض. وبينما كان هناك، ظهرت له قوة إلهية ليلا وأمرته أن يغمس قدمه فى مربى من العسل والنبيذ والفلفل. ففعل الرجل كذلك، فتحرر من شكواه، على الرغم من أن الوصفة كانت ضد القواعد المهنية للأطباء حيث أن مخلوطا من أشياء شديدة الحرارة كهذه هو ضد مرض الصفراء([169]).
(2/3/8) وقد سمعتُ أيضا أن بروبيانوس Probianusأحد أطباء القصر كان يشكو بشدة من مرض فى القَدم قد نال بالمثل الخلاص من مرضه فى هذا الموضع، وحُسِب مستحقا أن يعاين رؤية إلهية عجيبة. فقد كان يلتصق فيما سبق بخرافات وثنية، ولكنه صار فيما بعد مسيحيا. وبينما كان يُسلِّم على نحو أو آخر ببقية عقائدنا، إلاَّ أنه لم يستطع أن يفهم كيف أنه بالصليب المقدس تم خلاص الجميع. وبينما كان ذهنه فى شك من جهة هذا الموضوع، إذا بعلامة الصليب الموضوع فوق المذبح بهذه الكنيسة تكشف له فى رؤية إلهية، وسمع صوتا بوضوح يعلن أنه عندما صُلِب المسيح على الصليب فإن إحتياجات الجنس البشرى أو الأفراد أيا كانت لا يمكن أن تفى بها خدمة ملائكة أو رجال أبرار وصالحين، لأنه ليست هناك قوة يمكنها أن تقوِّم بعيدا عن الصليب المكرَّم([170]).
(2/3/9) لقد سجلتُ فقط بضعة أحداث أعرف أنها قد حدثت فى هذا المعبد لأنه ليس هناك وقت لأرويها كلها.

الكتاب الثانى: الفصل الرابع
(قنسطنطين وبلوطة ممرا)
(2/4/1) إننى اعتبر أنه من الضرورى أن أروى بالتفصيل اجراءات قنسطنطين بالنسبة لما يُدعَى بلوطة ممرا Mamre. فهذا المكان يُدعَى الآن تربنثوس Terebinthus وهو على مسافة حوالى خمسة عشر استاديا من حبرون([171]) Hebron التى تقع إلى الجنوب من أورشليم على مسافة 250 استاديا. فلقد قيل أنه هنا قد ظهر ابن الله لإبراهيم، مع ملاكين قد أرسلهما ضد سدوم وأعلن له ولادة ابنه.
(2/4/2) وهنا يجتمع سنويا، كل سكان البلد والأقاليم التى حول فلسطين، والفينيقيون والعرب، خلال موسم الصيف لإحتفال شهير. وكذلك يقيم هناك كثيرون آخرون، مشترون وبائعون لحساب شؤونهم.
(2/4/3) وفى الحقيقة هذا الاحتفال يتكرر بإجتهاد من قِبل جميع الأمم: اليهود لأنهم يفتخرون بأنهم من نسل أب الآباء ابراهيم. والوثنيون لأن الملائكة ظهروا هنا للبشر. والمسيحيون لأن مخلّص جنس البشر الذى وُلِد من عذراء فيما بعد قد أظهر ذاته لرجل تقى. وهذا المكان قد كُرَّم أكثر من ذلك لأنه مناسب للتداريب الدينية. فهنا يُصلى البعض الى رب الكل، ويدعو آخرون الملائكة ويسكبون نبيذا ويحرقون بخورا أو يقدمون ثورا، أو ذكر ماعز، أو خروفا، أو ديكا. وكل واحد يُقدِّم بعض منتجات عمله الجيدة، وبعد حصاد بعناية خلال كل العام، يُقدّمها حسب وعده كمادة للعيد، عن نفسه وعن تابعيه.
(2/4/4) وسواء أكان بسبب كرامة المكان أو خوفا من السخط الإلهى، فإن جميعهم يُحجِمون عن معاشرة زوجاتهم على الرغم من أنهن خلال هذا العيد يكونون أكثر جمالا وتزينا عن المعتاد. غير أنهن إذا حدث وظهرن واشتركن فى الموكب العام لا يسلكن على الاطلاق بخلاعة ولا يتصرفن بنجاسة فى أى شىء آخر، على الرغم من أن الخيام تكون متلاصقة لبعضها البعض، ويرقدون جميعا معا.
(2/4/5) والمكان بلد مفتوح وبلا منازل وصالح للزراعة، فيما عدا المبانى حول بلوطة ابراهيم القديمة والبئر الذى أعده. ولا يستقى أحد من البئر خلال العيد، لأنه حسب العادة الوثنية يضع البعض مصابيح موقدة بالقرب منه، والبعض يسكب نبيذا أو يطرح كعكا أو عملات معدنية، أو مرا أو بخورا. ومن ثمة فإننى أفترض أن المياه تكون بلا نفعٍ نتيجة للخليط الملقى فيها. ولما كانت هذه العادات تتم بواسطة الوثنيين بالمنوال السابق ذكره، وكانت حماة قنسطنطين حاضرة للصلاة هناك، فقد أعلَمت الإمبراطور بما يحدث.
(2/4/6) وعندما تَلَّقى هذه المعلومات وبخ أساقفة فلسطين بشدة لأنهم أهملوا واجباتهم وسمحوا لمكان مقدس أن يتدنس بذبائح وتقدمات نجسة، وعبَّر عن احساسه التقوى فى رسالة كتبها إلى مكاريوس اسقف اورشليم ويوسبيوس بامفيلوس([172]) وإلى اساقفة فلسطين. وأمر هؤلاء الاساقفة بعقد مؤتمر من اساقفة الفينيقيين بشأن هذا الموضوع، واصدار التوجيهات لإزالة المعبد من أساساته الذى كان قد شُيِّد سابقا، وتدمير التماثيل المنحوتة بالنار وإقامة كنيسة جديرة بمكان قديم ومقدس كهذا. وأخيرا أمر الإمبراطور بألا تُقدَّم ذبائح وتقدمات([173]) فى هذا المكان، ولكن يُكرَّس بالتمام لعبادة الله حصريا بحسب شريعة الكنيسة، وأن أية محاولة لاسترداد الطقوس القديمة([174]) فإن الاساقفة سيكونون مجرمين وسيخضعون لأشد العقوبات. واضطر الحُكام والكهنة إلى تنفيذ رسالة الإمبراطور.

الكتاب الثانى: الفصل الخامس
(قنسطنطين يُدمر الاماكن المخصصة للأوثان، ويحُث الشعب على المسيحية)
(2/5/1) ولما كانت أمم كثيرة ومدن كثيرة فى سائر العالم الخاضع له قد احتفظت بمشاعر خوف وتكريم نحو اصنامهم الباطلة، والتى قادتهم إلى الازدراء بعقائد المسيحية، والاهتمام بعاداتهم القديمة وسلوكيات وأعياد آبائهم، فقد تبين للامبراطور ضرورة أن يُعلِم الحُكام بقمع طقوس عباداتهم الخرافية. وظن أن ذلك سيكون سهلا إن هو ازدرى بمعابدهم والأصنام التى فيها.
(2/5/2) ولكى ما يُنفذ هذا المشروع لم يلجأ إلى الوسائل الحربية، وإنما جال رجال القصر المسيحيين من مدينة إلى مدينة حاملين رسائل من الإمبراطور، وحثوا الشعب على أن يُقلِعوا عن ذلك الخوف، وأنه إذا رفضوا هذه المراسيم فإنهم هم وأولادهم وزوجاتهم سيتعرضون للشر. فأَحضَر المنحرفون والكهنة [الوثنيون]، إذ [صاروا] غير مدعومين من الجمهور، كنوزهم الثمينة وأصنامهم التى تُدعى "ديوبيت" diobet. وبواسطة هؤلاء السَدنة، سُحِبت الهبات من المزارات ومن المخابىء الخفية فى المعابد. وصارت المواقع التى كانت سابقا لا يمكن الوصول إليها والمعروفة فقط للكهنة، سهلة الوصول إليها ومعروفة لكل مَن يرغب دخولها. وتطهرت بالنار التماثيل التى شُيِّدت من المعادن النفيسة أو أية مادة أخرى قيّمة وصارت مِلكية عامة. و حُمِلَت التماثيل النحاسية التى نُقِشَت بمهارة، إلى المدينة([175]) بإسم الإمبراطور، ووُضِعت هنا كمواد زينة، حيث ما زالت تُشَاهَد فى الأماكن العامة، كما فى الشوارع، والملاعب والقصُور. ومن بينها تمثال أبوللو الذى كان فى معبد بيثونس Pythoness للفينيقيين، وبالمِثل تمثال موسى من هليكون Helicon، والحوامل الثلاثية tripods من دلفوس Delphos، والحوض Panالمكرَّم جدا الذى كانت المدن البوسونية Pausanias والليكوميدية Lacedæmonian واليونانية تُوقره بعد الحرب ضد الميديين Medes.
(2/5/3) أما بالنسبة للمعابد فالبعض قُلِعت أبوابه، والآخر نُزِعت أسقفه والآخر أٌهمِل وتُرِك للسقوط فى الخراب والدمار أما معبد اسكلبيوس Æsculapius فى مدينة ايجة Ægis بكيليكيا Cilicia ومعبد فينوس Venusفى آفاسا Aphaca بالقرب من لبنان ونهر آدونيسAdonis فقد دُمِرا بالكامل. وكِلا المعبدين كانا مُكرَّمين بشدة من قِبل القدماء، فقد كان أهل ايجة يقولون أن المرضى منهم كانوا يُشفوَن من أمراضهم، لأن الشيطان كان يظهر ليلا ويشفيهم. وفى آفاسا كان يُعتقَد أنه بصلاة معينة فى يوم معين تنزل نار مثل نجم من قمة لبنان وتغرق فى النهر المجاور، ويؤكدون أن هذه هى اورانيا Urania، لأنهم يدعون افروديت بهذا الاسم.
(2/5/4) وقد نجحت مجهودات الإمبراطور لأقصى توقعاته، لأنه بالاستيلاء على مواد تبجيلهم طُرِح خوفهم الجسدى، وذُرَّ كالرفش وانقاد الشعب إلى الازدراء بما كانوا يبجلوه سابقا وإلى لوم وجهات نظر أسلافهم الخاطئة.
(2/5/5) وآخرون من باب الحسد للشرف الذى كان يحظى به المسيحيون من الإمبراطور، رأى البعض أنه من الضرورى أن يُقلدوا أعمال الحاكم، وآخرون كرَّسوا أنفسهم لفحص المسيحيين فرأوا بواسطة العلامات والأحلام أو بالمحاورات مع الاساقفة والرهبان، أنه من الأفضل أن يصيروا مسيحيين.
(2/5/6) ومن هذه الفترة هجرت الأمم والمواطنون تلقائيا معتقداتهم السابقة. وتحول فى ذلك الوقت ميناء غزة الذى يُدعى مايوما Majuma والذى كانت تُجرَى فيه احتفالات خرافية قديمة، بكل سكانه إلى المسيحية. ولكى يكافأهم الإمبراطور على تقواهم حسَبَهم أهلا لأقصى تكريم فجعل المكان مدينة، وهى حالة لم يتمتع بها أحد من قبلهم، ودعاها قنسطنطيا Constantia. وبهذا كرَّم الموقع بسبب تقواهم إذ وهبه اسم أعز ابنائه. وبنفس الطريقة القسطنطينة أيضا فى فينيقية من المعروف أنها نالت اسمها من الإمبراطور. لكن ليس من المناسب أن نسجل كل حالة من هذا النوع لأن مدنا كثيرة أخرى قد تحولت فى ذلك الوقت إلى الدين تلقائيا وبدون أى أمر من الإمبراطور، ودُمِرَّت المعابد والتماثيل وشُيِدَّت بيوت صلاة
*************
المراجع

151) أو هيلينا كما لفظها البعض
152) من الواضح أنه فى القرون ألأولى كان يطلق على المتبتلات أو المكرسات أو الراهبات إسم "العذارى" فنسمع عن القديس انطونيوس أنه قد أودع أخته "بيت" [ أى دير بالمعنى الحالى ] للعذارى وأن القديس آمون أةدع زوجته لدى "العذارى" .. وهكذا
153) ويلفظها البعض بـ أوغسطا
154) أى المدن الكبيرة
155)  مدينة إزكيت الآن بتركيا
156) العاصى الآن
157) "تروى" وهى المدينة المعروفة بالعربية "طروادة"  وقد إكتشفت بعثة ألمانية أطلالها حديثا وكانت تقع فى جنوب غرب أناتوليا بتركيا حاليا وفى شمال غرب الدردنيل (الذى كان يعرف بإسم هيلسبونت)
158) هيلسبوت مضيق بحرى يربط بحر إيجة ببحر مرمة ويفصل المضيق ما بين شاطئ أسيا الصغرى وشبة جزيرة جاليبولى فى الجانب الأوربى وهما من الأراضى التركية ويعرف حاليا بالدردنيل وكان هذا المضيق مسرحا لمعركتين حربيتين أولاهما بين قسطنطين وإبنه ألأكبر سنة 324م
159) أى فى زمن سوزمينوس
160) ويكتبها البعض أيضا "تيراس" وهى منطقة تاريخية وجغرافية فى جنوب شرق البلقان تضم شمال شرق اليونان وجنوب بلغاريا وتركيا ألأوربية ، وتطل تراقيا على ثلاث بحار : البحر الأسود وبحر إيجة وبحر مرمة .. وهناك تداخل فى حدود تراقيا التاريخية وحدود مقدونيا التاريخية
161) ترد فى الكتابات العربية المصرية بالشكل "خلقيدونية" و "خلقيدونيا" كما ترد فى مواقع البحث ايضا بالشكل "خلقيدون" كما تنوع لفظها أيضا فى اللغة الإنجليزية (أنظر موقع البحث تحت كلمة خلقدون) وهى الآن ضاحية من مدينة إسطامبول تعرف بإسم (قاضى كوى) KadiKoy
162) بيثينيا هى منطقة قديمة فى شمال غرب آسيا الصغرى تجاور بحر مرمة والبسفور والبحر الأسود
163) بيزنطة .. أو بيزنطية أو بيزنطا بالإنجليزية byzantium هى مدينة إغريقية قديمة كانت تقع على مضيق البسفور بتركيا الآن ، أسسها بيزاس إبن نيسوس ملك ميغارا عام 658 ق. م فدعيت بإسمه وفى عام 335م جعلها الإمبراطور قنسطين عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية فأصبخ يطلق عليها إسم القسطنطينية وعندما غزا العثمانيون هذه البلاد أطلقوا عليها إسم "إسلام بول" ثم دعيت بعد ذلك بإسم الأسيتانة" وحاليا تعرف بإسم "إسطنبول أو أسطمبول"
165) وتكتب أيضا فى الكتب العربية القديمة "أسطر" وهو نهر الدانوب حاليا
165) أو قورين أو قورينى أو قورينا وهى مدينة تاريخية قديمة يونانية ورومانية بالقرب من المدينة الحالية "الشحات" فى الجبل الأخضر بأقصى شمال شرق ليبيا وتبعد عن مدينة البضاء بحوالى عشرة كم
166) "بوريوم" وهى المدينةالمندثرة "البوريقة" بالقرب من "بنغازى" الحالية بليبيا
187) أو جوليان أو يوليان
168) أستاديا معربة للكلمة الإنجليزية   عن اللاتينسة    عن اليونانية وهى أسااسا وحدة قياس أغريقية قديمة للمسافات ، وعرفها هيودوت بأنها تساوى 500 قدم ولما كانت هناك أطوال مختلفة للقدم تبعا للدول ، فإن طولها بالضبط قد غختلف ايضا على الصعيد المكانى تبعا للدول وعلى الصعيد الزمنى من حقبة لأخرى فى البلد الواحد  - اقدم إستاد معروف حتى الآن هو إستاد أولمبيا في غرب البيلوبوتيز في اليونان حيث جرت فيه الألعاب الأولمبية القديمة في سنة 776 قبل الميلاد وكانت هذه الألعاب تتكون في باديء الأمر من حدث واحد هو سباق العدو على طول الإستاد. وقد تم العثور على بقايا وآثار ملاعب يونانية ورومانية في العديد من المدن ولعل اشهرها هو ملعب دوميتيان في روما 
169) طبعا لحكمة إلهية حتى لا ينسب الشفاء للمادة المستخدمة إظهار الفعل الإلهى
170) أنظر عن ذلك "صلاة الصلح" بالقداس الغريغورى " للكنيسة القبطية "لا ملاك ولا رئيس ملائكة إئتمنته على خلاص جنس البشر"
171) هى مدينة الخليل الآن بالضفة الغربية
172) هو أسقف قيصرية فلسطين وهو أريوسى
174) وثنية من الوثنيين
175) التى للوثنيين
 
 
 
 
 
 

 

 

 

This site was last updated 10/17/17