Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 سنة احدى وأربعمائة

 +إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى  سنة 401 هـ

المقريزى سنة 401 هـ

**************************************************

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام الجزء التالى نقل  من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1  13/1 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

**************************************************

سنة احدى وأربعمائة
في رابع المحرم صرف ابن عبدون النصراني، وخلع على أحمد بن محمد القشوري الكاتب، وقرئ سجله في القصر بأنه تقلد الوساطة والسفارة بين أولياء أمير المؤمنين الحاكم وبينه، وأمر الرعايا، وفوضت له الأمور وعول عليه فيها.
وكان سبب صرف ابن عبدون عن الوساطة والسفارة أن كتب الحاكم تكررت إلى قائد القواد حسين بن جوهر وإلى صهره عبد العزيز بن النعمان بأمانهم وعودهم، فأبى ابن جوهر أن يدخل وابن عبدون واسطة، وقال: أنا أحسنت إليه نظري فسعى فيّ إلى أمير المؤمنين ونال مني كل منال؛ لا أعود أبدا وهو وزير. فصرف لذلك، وحضر حسين وعبد العزيز ومن خرج معهما، فنزل سائر أهل الدولة إلى لقائه، وتلقته الخلع، وأفيضت عليه وعلى أولاده وصهره عبد العزيز؛ وقيد بين أيديهم الدواب. فعندما وصلوا إلى باب القاهرة ترجلوا ومشوا، ومشى معهم سائر الناس إلى القصر؛ فمثلوا بحضرة الحاكم، ثم خرجوا وقد عفى عنهم. وأذن للحسين أن يكاتب بقائد القواد، ويكون اسمه تالياً للقبه، وأن يخاطب بذلك؛ فانصرف إلى داره؛ فكان يوما عظيما. وحمل إليه جميع ما قبض له من مال وغيره، وأنعم عليه. وواصل هو وعبد العزيز الركوب إلى القصر.
وكتب لابن عبدون أمان خطه الحاكم بيده؛ وكان يقول عنه: ما خدمني أحد ولا بلغ في خدمته ما بلغه ابن عبدون. ولقد جمع لي من الأموال ما هو خارج في أموال الدواوين ثلثمائة ألف دينار.
وأقام ابن القشوري على رسمه ينظر عشرة أيام، إلى ثالث عشره؛ فبينا هو يوقع إذ قبض عليه وضربت رقبته من أجل أنه بلغ الحاكم عنه أنه يبالغ في تعظيم حسين بن جوهر، وأكثر من السؤال في حوائجه.
وفي يومه أجلس أبو الخير بن زرعة بن عيسى بن نسطورس الكاتب النصراني في مكان ابن القشوري؛ وأمر أن يوقع عن الحاكم في أوامره، فجلس ونظر في الوساطة والسفارة بغير خلع. ومنع من الركوب في المراكب بالخليج؛ وسدت أبواب القاهرة التي مما يلي الخليج، وأبواب الدور والطاقات المطلة عليه والخوخ.
وخلع على قاضي القضاة مالك، وقلد النظر في المظالم مع القضاء؛ وقرئ سجله بالجامع.
وكتب سجل بإعادة مجالس الحكمة. وأخذ النحوي. وشدد على النصارى في لبس الغيار بالعمائم الشديدة السواد، دون ما عداها من الألوان.
وفيه قبض على حسين بن جوهر وعبد العزيز بن النعمان، واعتقلا ثلاثة أيام، ثم حلفا أنهما لا يغيبان عن الحضرة وأشهدا على أنفسهما بذلك، وأفرج عنهما؛ وحلف لهما الحاكم في أمان كتبه لهما.
واعتقل ابن عبدون، وأمر بعمل حسابه؛ ثم ضربت عنقه وقبض ماله.
وفي سابع عشر صفر وصل الحاج من غير زيارة المدينة النبوية، فأمر أن يكون مسير الحاج للنصف من شوال وأن يبدءوا بزيارة المدينة؛ وكتب بذلك إلى سائر الأعمال.
وفي سابع ربيع الآخر خلع على زرعة بن عيسى بن نسطورس، وحمل، وقرئ له سجل في القصر لقب فيه بالشافي.
وخلع على أبي القاسم علي بن أحمد الزيدي، وقرئ له سجل بنقابة الطالبيين.
وقرئ سجل في سائر الجوامع، فيه النهي عن معارضة الإمام فيما يفعله، وترك الخوض فيما لا يعنى؛ وأن يؤذن بحي على خير العمل، ويترك من أذان الصبح قول: الصلاة خير من النوم؛ والمنع من صلاة الضحى وصلاة التراويح؛ وإعادة الدعوة والمجلس على الرسم. فكان بين المنع من ذلك والإذن به خمسة أشهر.
وضرب جماعة وشهروا لبيعهم الملوخية والسمك الذي لا قشر له. وقبض على جماعة بسبب بيع النبيذ واعتقلوا، وكبست مواضع ذلك. ومنع النصارى من الغطاس فلم يتظاهروا على شاطىء البحر بما جرت عادتهم به.
وفي ثاني عشر جمادى الآخرة ركب حسين بن جوهر وعبد العزيز بن النعمان على رسمهما إلى القصر، فلما خرج المتسلم قيل لحسين وعبد العزيز وأبي علي أخي الفضل، أطيعوا لأمر تريده الحضرة منكم. فجلس الثلاثة وانصرف الناس، فقبض على ثلاثتهم وقتلوا في وقت واحد، وأحيط بأموالهم وضياعهم ودورهم؛ فوجد لحسين بن جوهر في جملة ما وجد سبعة آلاف مبطنة حريرا من سائر أنواع الديباج والعتابي وغيره، وتسع متارد صيني مملؤة حب كافور قنصوري وزن الحبة الواحدة ثلاثة مثاقيل. وأخذت الأمانات والسجلات التي كتبت لهم. واستدعي أولاد حسين وأولاد عبد العزيز ووعدوا بالجميل وخلع عليهم، وحملوا على دواب.
وفيه ذبحت نعجة فوجد في بطنها حمل وجهه كوجه إنسان.
وفي شعبان وقع قاضي القضاة مالك إلى سائر الشهود بخروج الأمر العالي المعظم أن يكون الصوم يوم الجمعة والعيد يوم الأحد.
واشتد الأمر في منع المسكرات، وتتبع مواضعها. وأبطلت عدة جهات من جهات المكوس والرسوم. ومنع الغناء واللهو، وأمر الاتباع مغنية؛ وألا يجتمع الناس في الصحراء ومنع النساء من الحمام. وأن يكون الخروج للحج في سابع شوال.
وركب الحاكم لصلاة العيد على رسمه.
وفي ثاني شوال سار على بن جعفر بن فلاح بالعساكر لقتال حسان بن علي بن مفرج بن دغفل بن الجراح عند هزيمته ياروخ وقبضه عليه وعلى أصحابه بالرملة؛ فقاتلهم في ثالث عشره وقتل منهم وظهر عليهم؛ وخلع طاعة الحاكم، وأقام الدعوة لأبي الفتوح حسين بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني، أمير مكة. وقتل ياروخ.
وفيه تأخر الحاج إلى نصف ذي القعدة، فخرجوا في سابع عشره، ورجعوا في ثالث عشريه من القلزم؛ فلم يحج أحد من مصر في هذه السنة.
وصلى مالك بن سعيد بالناس صلاة عيد النحر، وخطب، ونحر في المصلى والملعب مدة أيام النحر. ولم يركب الحاكم ولا نحر.
وفيها مات أبو الحسن علي بن ابراهيم النرسي نقيب الطالبيين في رابع ربيع الآخر وقد أناف على السبعين.
وقتل فيها من الكتاب والرؤساء والخدام والعامة والنساء عدد كثير جدا؛ قتلهم الحاكم.
وفيها خطب قرواش بن المقلد بن المسيب، أمير بني عقيل، للحاكم بالموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها؛ فكان أول الخطبة: الحمد لله الذي انجلت بنوره غمرات الغضب، وانهدت بعظمته أركان النصب، وأطلع بقدرته شمس الحق من المغرب. ثم بطلت الخطبة بعد شهر وأعيدت لبني العباس.

 

This site was last updated 05/04/12