Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البطريرك الملكى أفتيشيسوس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البطريرك الملكى أفتيشيسوس
البطريرك الملكى إسحق

تعليق من الموقع : فى هذه الصفحة نفرد تاريخ بطريرك من بطاركة الملكيين فى مصر (والملكيين هم بقايا البيزنطيين الذين إحتلوا مصر قبل الإسلام وأطلق عليهم الأقباط أسم الملكيين لأنه كانوا تابعين لعقيدة الملك فى المسيحية) بالرغم من أنهم مخالفين لعقيدة ألأقباط لأنهم أستوطنوا مصر وتزاوجوا من أقباط مصر لأنهم جزء من تاريخ مصر أيضاً كما أننا نسلط الضوء فى نفس الوقت على معاملة المسلمين العدائية لهم كما كانت لنا

*********************************************************************************************** 
فى سنة  326هـ  / 937م   (*)
فى سنة سته وعشين وثلثماءة كان هناك هدنة بين الروم والمسلمين (5)
فى هذه السنة وجه ثوفيلكطس (2)  بطريرك القسطنطينية برسول من قبله ومعه كتب إلى أنبا أفتيشيسوس (3) بطريرك الإسكندرية الملكى [ وكان البطريرك القبطى المعاصر له هو الأنبا مكاريوس الأول البابا 59]  وإلى أنبا تاودوسيوس (4) بطريرك أنطاكية وإلى أنبا خريصطودللس (5) بطريرك بيت المقدس يسألهم أن يذكروا إسمه فى صلواتهم وقداساتهم فأجابوه إلى ما سأل وهذا التقليد كان قد إنقطع من وقت خلافة بنى أميه ، وهذا آخر ما سير سعيد بن بطريق البطريرك ووجد فى نسخة تمام خلافة الراضى أبى العباس محمد بن المقتدر
****************
المراجع
(*) هذا الجزء نقل من تاريخ الأنطلكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص 21
(1) بعد هذه الهدنة أرسل بطريرك القطنطسنية للكنائس الملكية رسالة وقد ورد خبر هذه الهدنة فى : تكملة تاريخ الطبرى للهمدانى (طبعة بيروت) ص 111 وعيون الحدائق لمؤرخ مجهول (تحقيق تبيلة عبد المنعم داود ) ج254 / 69 والكامل فى التاريخ لأبن الأثير  8/352 والبداية والنهاية لأبن كثير 11/188 وتاريخ الزمان لأبن العبرى 56 وتاريخ أبن خلدون 3/409 والنجوم الزاهرة لأبن تغرى بردى 3/262 وأنظر تاريخ الكنيسة الأنطاكية لبابادوبولس ص591
(2)  فى البريطانية تاوفيطس وفى بترو ثوفيلكته
(3)  فى بترو أوتوشيوس
(4) فى البريطانية ثاودسيوس
(5) فى (س) احرسطودولا وفى بترو خريسطوذولا وفى (ب) خريصيوذولس
سنة 328 هـ / 939م  (*)
وإعتل بمصر سعيد بن بطريق ، وهو أفتيشيوس بطريرك الإسكندرية (الملكى) [ وكان البطريرك القبطى المعاصر له هو الأنبا مكاريوس الأول البابا 59]  وكان ماهرا بصناعة الطب فحدث أنها كانت علة موته فصار إلى كرسيه بالإسكندرية وأقام بها اياماً عديدة عليلاً ومات يوم الأثنين سلخ رجب سنة 328هـ وله فىالرئاسة سبع سنين وستة أشهر ، وكان فى أيامه إنشقاق عظيم وشر متصل بينه وبين شعبه ، وذلك أن جماعة من أطباء فسطاط وشيوخهم كانوا كارهين لرئىسته .
وكان  على تنيس (1) إذ ذاك اسقف يسمى ميخائيل ويعرف بإبن النخيلى وكان أيضاً كارهاً له فوثب عليه جماعة من الملكية (29 وإستنفر سائر من كان منهم بمصر وأوحشهم منه ، فقطع أسمه فى عدة كنائس وكراسى منها تنيس والفرما
وكان أيضا بالفرما أسقف يعرف بإبن بليحا شرير وعلى طريق غير محمودة ولا مأثورة فعاضد ميخائيل بن النخيلى أسقف تنيس على مقاومة البطريرك أفتيشيوس فجاهد البطريرك فى إصلاحهما وأن يرجعا عما هما عليه من مقاومته ومنازعته فلم يوفق . 
وكان أسقف الفرما هذا   أخذ برطيل (رشوة) منه وغرض اسقف تنيس إزالته عن الرئاسة  .
ومات ميخائيل أسقف تنيس فى صفر سنة إثنين وعشرين وثلثمائة ، وحمل إلى تنيس وقبر بها فى كنيسة أبى جلبة  وكفى البطريرك أمره وتمكن من تنيس وإنقسم أهل مصر قسمين وكذلك أهل تنيس وتحزبوا حزبين فصار حزب من الكهنة والعلمانيين مع البطرك وحزب منهم عليه ، وكان كل فريق منهم يصلى بمفردة ، ثم أصلح البطريرك على تنيس عوضا عن إبن النخيلى أسقفاً من أهلها يسمى ثاوفيلس ويعرف بإبن الشقى وإجتمع إليه بنوه وإخوته وجماعة من أهل البلد وقصد إستصلاح من كان نافراً وجعل يقصد منازلهم راجلاً وخفض جناحه لهم ولاطفهم فلم يعنه ذلك شيئاً وقام لكل حزب من الحزبين فى نصرة هواه حتى كان الأب لا يكلم غبنه ولا المرأة تخاطب بعلها وإنتشرت الحرومات بينهم وصارت القرابين تنتقل من هيكل إلى هيكل وتكسر على المذابح ويستعين كل فريق منهم بالسلطان وخرج جماعة من النافرين عنه من أهل تنيس من النصارى إلى الإخشيد محمد بن طغج بمصر ساعيين به رافعين عليه ، وكان رجلاً ظالماً يصغى كثيراً إلى سماع السعايات وقبولها ويهلك المسعى به ويأتى عليه فوجه معهم قائد يكنى بابى الحسين ويعرف [ بصاحب على بن] الأحول (فى كبعة بترو الأخول وفى طبعه أخرى أبن الأصول) وضم إليه جماعة من الرجالة فأنزلوه بكنيسة أبى (أبو) جبلة وهى كنيسة أهل الملة الجامعة التى ألسقف نازل بها ، فختمها ومنع الصلوات بها وقبض على تاوفيلس أسقف تنيس وعلى افتيشيوس البطريرك وكانا جميعا يومئذ بتنيس ، ووكل بهما وأحضر جماعة من مشايخ الإسلام وشيوخ النصارى ، وفتح خزائن الكنيسة واخرج سائر آلاتها وجميع صياغاتها (ذهبها) ونحاسها وستورها عن آخرها وكانت كثيرة ووافرة حتى أن ذهبها وفضتها لكثرتها وزنا فى القرسطقون أى القبان  (الشكل المقابل لميزان القبان وهو ما زال يستعمل فى وزن الأحمال الكبيرة كالقطن وخلافه) وعظم تعجب من حضر من الأمم [  من المخالفين فى الديانة] من كثرة ما شاهدوا منها وعبأ القائد الذى حضر من مصر جميع المأخوذ فى أقفاص ، وكتب إلى الإخشيد مطالعة بما وجد ويستأذنه لحملة إلى مصر ، فأذن له بحمل الجميع إليه والإستقصاء والبحث عما عسى أن يكون قد خفى فأحضر البطرك والأسقف جميعا وطالبهما بإخراج ما بقى للكنيسة من الآلات ، فاعلماه أنهما لا يعرفا أنه بقى بها شيئ فلم يقتنع وضرب ألأسقف ثاوفيلس ثمانية عشرة درة وقدم البطريرك ليضرب أيضاً فبكى الناس الحاضرون وكثر ضجيجهم فعفى عن الضرب وحمل جميع متاع الكنيسة باسره إلى مصر [ وخرج الأسقف والبطريرك إلى مصر] وقصد السقف وجماعة من الكتاب النصارى وسألهم فى التوسط لدى الإخشيد     
(بعد أن خرج الأسقف والبطريرك معاً إلى مصر ) فسعوا فى ذلك وتوسطوا أمر البطريرك والأسقف على أن يفوا له بخمسة ألاف دينار وأعاد المأخوذ ، وإنحدر الأسقف ثاوفيلس ووضع يده فى بيع العقار و [الأوقاف] التى للكنائس فباع منه ما يساوى ألوفا كثيرة بخمسة ألاف دينار وطمع كل واحد فى البطريرك والأسقف وإمتدت العين إليهما وإضطر إلى إستكفاء شر كل واحد منهم وإرضائه فلم يبق من الوقف والرحل إلا ما لا قدر له (4) 
ثم أسترمت (رممت) كنيسة ابو مينا فى تنيس هدمها ألأسقف ثاوفيلس وأقام عمدها وأساطينها وزاد سمكها وبنا جملها (وهو الجسر الذى يحمل السقف جمع جمالون وهو سقف الكنيسة) وباع لأجل عمارتها من ألات الكنيسة وأوقافها الشئ الكثير فإنتهى ذلك إلى الإخشيد وعرف أنه كان يبيع ما يساوى مائة دينار مثلاً بخمسين دينار فأرسل الإخشيد إلى تنيس صاحبا له من الكتاب يعرف بإبن الفهمى ، وتقدم إليه ببيع ما بقى منها ، وأن يستظهر على مشتريين أوقاف الكنائس يأخذ النصف من الثمن فمن كان إبتاع شيئا بمائة دينار قبض منه للسلطان خمسين دينارا فاخذ من الناس مالا كثيرا وجعل من ذلك جملة كثيرة وهرب جماعة من منازلهم خوفما من التغريم والمصادرة ، ولما شاهد النصارى تفاقم الحال والهلاك الواقع بوقف تنيس عدل بعضهم بعضاً وإتفقت كلمتهم ورجعوا إلى كنيسة واحدة ، إلا أن نفوس أكثر أهل تنيس لم تزل مستوحشة من الأسقف ثاوفيلس بن الشقى.
هجوم المسلمون على كنيسة بعسقلان
وثار المسلمون بعسقلان على كنيسة كبيرة بها تعرف بكنيسة مريم الخضرا ، فهدموها ونهبوا جميع ما فيها وأحرقت ، وعاضد المسلمون اليهود فى هدمها ، وكان اليهود يشعلون الحطبل ويجرونه بالبكر إلى أعلى السقوف حتى يحرقونها وينحل رصاصها ويقع عمدها ، وخرج أسقفها إلى مدينة السلام متوسلاً فى ردها ، فلم ينجح له فى ذلك سعيه وخربت الكنيسة وبقيت على حالها ، وتوافق المسلمون من أهل عسقلان أن لا يمكث بها فأقام فى الرملة إلى أن مات   

*********************
المراجع
(*)  هذا الجزء نقل من تاريخ الأنطلكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص 23 -  28
(1) تنيس : بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة - جزيرة فى بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط ، والفرما شرقيها (معجم البلدان2/51)
(2) الملكية أو الملكانية هم إحدى الفرقتين اللتين كانتا فى مصر قبل الإسلام نتيجة للخلاف المذهبى فى ألإمبراطورية الروم الشرقية حول طبيعة المسيح وجوهره ومشيئته وأقنومه  وهذا الإسم أطلقه الأقباط عليهم لتبعيتهم لعقيدة الإمبراطور بينما أطلق الملكيين على كل من يخالفونهم أسم العقوبية
(3) الفرما : بالتحريك - مدينة على الساحل من ناحية مصر وهى أول مصر من الشام (معجم البلدان 4/255)
(4) يلخص البطريرك الدويهى هذه الأخبار بقوله : " وفيها توفى بطرك الإسكندرية أفتيشيسوس المعروف بسعيد بن البطرك ، وكان بينه وبين شعبه شقاق عظيم ، حتى أن الإخشيد بن طفج (كذا) .. كثير من الكنائس فى مدينة تنيس وقبض على آلات الفضة والذهب الذين (كذا) كانوا فى الكنائس ، وكانوا كتار جداً ثم أسترجعهم أسقف تنيس " [ أنظر : تاريخ ألأزمنة للدويهى ، تحقيق الأب بطرس فهد - طبعة دار لحد خاطر - ص 52 الفقرة 22]

This site was last updated 10/27/11