Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

موجات هجرة الأقباط والمصريين من مصر

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
تاريخ الإسلام
العصابات والحزب الوطنى
الجريمة وأسلمة البنات
موجات هجرة الأقباط
Untitled 365
محاولة إختراق المنظمات القبطية
أقباط مشهورون موريس صادق
أنشطة أقباط هولندا
Untitled 368
Untitled 367
Untitled 369
إضطهاد الدولة للأقباط
Untitled 370
إضطهادات متفرقة
مبارك وأوباما  8/2009
أسماء الشهداء الأقباط
ترميم الكنائس
د/ شوقى كراس
كندا وطرد السفير المصرى
المنظمات القبطية ويوسف زيدان
قناه الرجاء
البرلمان القبطى
كندا ويوم للأقباط
خطاب للرئيس الإيطالى
Untitled 1107
Untitled 1108
اقباط المهجر والأيتام
الأقباط المهاجرون والإضطهاد
الأمم المتحدة وحادث العمرانية
المؤتمرات الدولية للأقباط
مركز الكلمة وإيقاف كاهن

Hit Counter

 

موجات المُبكرة لهجرة المصريين كانت فى الرُبع الثالث من القرن العشرين (١٩٥٠-١٩٧٥)، إما إلى بلاد النفط العربية فى العراق والسعودية والخليج، أو إلى القارات المُكتشفة حديثاً وهى الأمريكتين وأستراليا.
هجرة المصريين من أصول أجنبية
وبعد ثورة يوليو (١٩٥٢) شعر الإيطاليون واليونانيون والمالطيين وباقى المصريين من أصول أجنبية وتزاوجوا مع مصريين ومصريات وعاشوا فيها لعقود بالخطر من النظام الجديد فباعوا ممتلكاتهم أو وهبوها للعاملين معهم فى أنشطتهم التجارية فرارا من مصر أما اليهود فهم الفئة التى أضيرت بشدة فهاجروا بسرعة إلى أوربا ومنا إلى أسرائيل ليكونوا قوة يهاجمون منها مصر ـ وبعض اليونانين والإيطاليين والمالطيين واليهود الذين كانوا قد احتفظوا بجنسيات أوروبية ذهبوا إلى بلادهم إما أستقروا فيها أو ذهبوا للدول الأكثر ثرائاً مثل أمريكا وكندا وأستراليا .

هجرة الأقباط

 موجة الهجرة الأولى للأقبلط وبدأت أيضاً هجرة الأقباط من ألأغنياء الذين أضيروا من قرارات التأميم والإستيلاء على اراضيهم فى قانون الإصلاح الزراعى بعد ثورة يوليو 1952مً  وأدرك بعض أثرياء القبط وبعض صفوة المتعلمين الذين كانوا أغلبيتهم من صفوة المجتمع عامة وكثير منهم تعلموا فى جامعات الغرب شعروا أنهم لن يتوافقوا مع رياح التغيير الآتية من صغار ضباط الجيش بقيادة عبد الناصر ليس لهم خبرة فى إدارة دولة.

بدأت موجة الهجرة الثانية للأقباط من 1954م وبعد العدوان الثلاثى (١٩٥٦) وحتى 1962م ، هاجر الأقباط ذو الأعمال الحرة نظراً للتضييق عليهم من النظام الإشتراكى وهاجرت قلة من المسلمين الذين كانوا ملتحقين فى صفوف الإخوان المسلمين الذين حاولوا قتل عبد الناصر وهو يلقى خطابه فى حادث المنشية الشهير

بدأت موجة الهجرة الثالثة للأقباط ثم بعد الهزيمة فى حرب يونيو (١٩٦٧). وحتى 1972 وشملت موجة الهجرة فى الستينيات المصريين الأرمن والمصريين الشوام، ثم المصريين الأقباط حيث بدأ الإضطهاد يزداد بشدو بصورة واضحة وأنتشرت عصابات الإسلام فى مصر  واشتدت الموجه الثانية بعد قرارات التأميم وتجميد الحياة السياسية في مطلع الستينات إذ شعر رجال الاقتصاد والسياسة الأقباط أن عبد الناصر بعد أن صادر وجودهم العام بتجميد الحياة السياسية وإلغاء الأحزاب (وهم كانوا نجومها خاصة حزب الوفد) أخذ أراضيهم ومصانعهم وفتت ثروتهم . وكانت هاتين الموجتين المتتاليتين من الهجرة بمثابة نزيف أو تجريف للثروة القبطية لم يشعر الأقباط بمدي تأثيرها الفادح عليهم في البداية بسبب سياسة القوي العاملة وتعيين جميع الخريجين في الوظائف الحكومية التي انتهجها عبد الناصر ولكنها جعلت صفوة الأقباط يتحركون من قمة الهرم الاقتصادي والاجتماعي إلي منتصفه.

وبعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ وتسلم الرئيس السادات الحكم وأعلنها إسلامية وإنتشار عصابات الإسلام فى مصر بكثرة قام الكثير من الأقباط بالهجرة ـ وظهر قانون السماح للمُهاجر المصرى الاحتفاظ بجنسيته المصرية، حتى لو اكتسب جنسية أخرى، وهو ما يُعرف الآن بازدواج الجنسية. وقد شجع هذا القانون مع قوانين أخرى الأقباط للهجرة من مصر إلى بلاد العالم المختلفة لأسباب سياسية، أعيدت لهم جنسيتهم المصرية فى العهد الساداتى (بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣) ولكنها كانت ضرراً على مصر فولئك الذين كانت جنسيتهم المصرية قد أسقطت عنهم فى العهد الناصرى لإنضمامهم للإخوان وهروبهم إلى دول الخليج وأوربا أغتنوا غناءاً فاحشا ورجعوا لمصر بثروتهم ليكونوا إمبراطورية إخوانجية إسلامية تعتمد على المال الذى يوظف فى شركات إستثمار إسلامية نهبت المصريين وقضت على الإقتصاد المصرى وقاموا هم وآخرين بشرقة أموال البنوك بالملايين بل وبالمليارات وهربوا إلى الخارج

وكاد يختفي رجل الأعمال القبطي ( مثل إخوان مقار الذي إمتلك معظم وسائل النقل الداخلي قبل الثورة وموريس دوس الذي امتلك 51 % من أسهم بنك القاهرة ) ليحل محلة الموظف والعامل القبطي مرحلة الهجرة الثالثة : مع بداية سياسة الانفتاح عقب حرب أكتوبر 1973 وشعور كثير من الأقباط بالاغتراب وتخلي معظمهم عن العمل في المجالات العامة والثقافية والفنون تجنباً للضغوط المعنوية التي يتعرضون لها بسبب تنامي العصابات الإرهابية الإجرامية الذي شجعه السادات لضرب الشيوعيين وتقوقعوا داخل الكنيسة التي أصبحت هي المعبد والنادي وهيئة الرحلات . . واستمرت هذه الموجه الثالثة تشتد بقوة بين رجال الطبقة الوسطي من المهنيين وأصحاب المشروعات الوسطي حتى بلغت ذروتها إبان أحداث سبتمبر 2001 . وكان من نتيجة هذه المرحلة أن تحرك كثير من أبناء الطبقة الوسطي إلي أسفل الهرم الاقتصادي خاصة بعد تطبيق سياسة الخصخصة وبلوغ كثير من الموظفين الأقباط سن التقاعد أو الإحالة إلي المعاش المبكر والتخلي عن سياسة التعيين بالقوى العاملة وعدم ظهور كثير من رجال الأعمال الأقباط الجدد. وصاحب هذا تخلي الأقباط عن الإنفاق علي التعليم المتميز وأصبح من النادر أن تجد قبطياً يرسله أهله للدراسة بالخارج كما كان يحدث قبل الثورة لذا كادت تختفي فى مصر الأسماء القبطية اللامعة في سماء الحياة العامة مثل القانون والطب والهندسة والاقتصاد والأدب والفن ولكنهم حالما تطئ أرجلهم أرض الوطن الثانى حتى تنطلق مواهبهم ويصلون إلى أعلى المناصب .  

وإستمرت هجرة الأقباط ولكنها منفردة وأغلبها قانونية عن طريق العمل أو الزواج أو الإنضمام للأقارب وغيرها من الأسباب الفردية 

هجرة أقباط السودان

ظهرت هذه الهجرة بعد إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية فى السودان فكانت طائرات كاملة تنقلهم إلى دول المهجر
الهجرة غير الشرعية
كان هناك نظام معمول به فى أوربا غى الستينيات والسبعينيات والثمانيات من القرن 21 بتسهيل عمل الطلبة فى أوربا فى فترة الصيف فكان الكثير منهم يسافر إلى أوربا ويعمل هناك وأستقر بعض من الأقباط  فى هذه الدول وحصلوا على جنسياتها الأمر الذى أدى إلى تكوين تجمعات قبطية قليلة كانت الأساس فى إنشاء كنائس ثم أيبارشيات فى هذه الدول فيما بعد

 ومع حلول القرن الحادى والعشرين، أصبح حلم ملايين الشباب فى مصر، من كل الطبقات والفئات والمهن والأديان والأعراق، هو الهجرة إلى خارج الحدود. وأصبح لدى البعض من هؤلاء المُشتاقين، المُخاطرة بكل ما يملكون، بما فى ذلك حياتهم نفسها بعد الإنفجار السكانى وتعذر وجود أعمال ونقص فى الغذاء والمسكن وغيره من متطلبات الحياة
ومن ذلك ما يقع فيه بعضهم فريسة لتجّار التأشيرات، والذين هم فى معظمهم نصّابون، يستغلون شباب مصر ببيع حلم «الهجرة»، أو «عقد العمل»، مُقابل آلاف الجنيهات، ليتضح لهؤلاء الشباب التعساء، ولكن متأخراً جداً، أنهم باعوا أو باع أهاليهم، ما أمامهم وما خلفهم، من أجل حلم الهجرة، والذى غالباً ما يكون وهماً.
ويدفع بعضهم ليس فقط الثمن نقداً وعداً، ولكن أيضاً حياتهم نفسها، حين يجدون أنفسهم على مراكب بدائية، ليعبروا بها البحر المتوسط، بأمواجه العاتية من السواحل الجنوبية الأفريقية وخاصة الليبية ، أملاً فى الوصول إلى سواحله الشمالية الأوروبية، وبحثاً عن «الفردوس الموعود»... والذى سرعان ما يكتشفون وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة فى «قوارب الموت» أن هذا الفردوس هو السراب ا(الماء) لذى يراه مسافر الصحراء وهو على وشك الموت من شدة العطش ولكن الفرق أن هذا الفردوس المفقود يراه الذين على وشك الموت غرقاً من كثرة المياة .

*****************************

لماذا يهرب الأقباط من مصر؟
جريدة الفجر 21/6/2010م محمد الباز - ترجمة : مى سمير
من مجلة فرنسية ( إكسبريس) فتحت الطريق أمامنا لنتحدث.
فعلت ذلك منذ أسبوعين عندما طرحت سؤالا كبيرا هو:لماذا يهرب الأقباط من مصر؟حددت المجلة الأسباب التي تدعو الأقباط إلي أن يتركوا وطنهم وراءهم ويذهبوا إلي بلاد الله المختلفة، في الآتي:
- الضغوط الاقتصادية الهائلة التي يتعرض لها المصريون جميعا.
- التيار الإسلامي الذي سيطر علي مختلف فئات المجتمع بأفكاره المتطرفة
وهما في الغالب السببان الرئيسيان وراء نزوح الأقباط وهجرتهم التي لا تنقطع بحثا عن ظروف حياة أفضل.
إجابة السؤال الذي طرحته إكسبريس جعلها تبحث عن كل ما يتعلق بالأقباط في مصر، وفي الوقت الذي يدور فيه خلاف كبير حول أعداد الأقباط في مصر،حيث يؤكد مسئولون حكوميون أن عدد الأقباط لا يتجاوز علي الأكثر 5 ملايين قبطي،فإن مسئولين مختلفين في الكنيسة يذهبون إلي أن العدد الحقيقي للأقباط يتجاوز 15 مليوناً.
المجلة الفرنسية حسمت الأمر من ناحيتها حيث أشارت إلي أن نسبة المسيحيين المصريين تتراوح ما بين 6 إلي 10 %،أي ما بين 4 إلي 8 ملايين قبطي، وأيا كان العدد الذي سيصل له الأقباط، فإنهم كما تري المجلة الفرنسية يسعون إلي العثور علي مكانة لهم داخل المجتمع الذي يستمد نصوص دستوره من الشريعة الإسلامية،ورغم هذا السعي إلا أن عددا قليلا جدا بل يكون نادرا من الأقباط هم الذين يصلون إلي المناصب العليا،فعلي سبيل المثال كما تقول المجلة لا يوجد غير عضو واحد مسيحي في البرلمان.
وهي معلومة خاطئة جملة وتفصيلا فليس صحيحا أن البرلمان المصري به نائب قبطي واحد وكأن هناك تعمداً بمنع الأقباط من دخول البرلمان، فهناك علي الأقل 5 أعضاء في مجلس الشعب من الأقباط علي رأسهم الوزير يوسف بطرس غالي،وجورجيت قليني وإدوارد الذهبي وابتسام حبيب،وهي معلومة تجعلنا نتشكك ولو قليلا في نوايا المجلة الفرنسية من فتح هذا الملف،أو علي الأقل سنتعامل معها بحذر فليس كل المعلومات التي ترد في الصحف الغربية صحيحة.
لم تكتف إكسبريس بأن تقول إن هذا الوطن الجميل الذي عشقه الأقباط لم يعد كما كان، فالأوضاع صعبة علي الجميع حتي لو لم يعترف المسئولون الحكوميون بذلك،والأوضاع بين المسلمين والأقباط متوترة طوال الوقت رغم ما يبدو من علاقات جيدة علي السطح بين رجال الدين في الطرفين.
وحتي تتحول وجهة نظر المجلة النظرية إلي واقع من لحم ودم فإنها اتقت ببعض الأقباط وأشارت إلي قصصهم منها:
سيلفيا سيدة مسيحية تبلغ من العمر 30 عاما أخذت قرارا بالهجرة من مصر مع زوجها وابنها إلي إستراليا مضطرة إلي ذلك كما أكدت هي،فقد أعطت ظهرها لوطنها الذي لم تعد تعرفه والذي عاشت فيه سنواتها الثلاثين، فمصر الآن كما تقول سيلفيا محاطة بالمشاكل الاقتصادية التي تجعل من الحياة تجربة شديدة الصعوبة لا يقدر عليها سوي طبقة محدودة فقط هي التي تملك كل شيء.
لكن ليست المشاكل الاقتصادية وحدها هي التي تقصم ظهر الأقباط وتجعلهم يرحلون، فالتوترات الدينية التي تلمس وترا شديد الحساسية تلعب الدور الأكبر في التأثير علي وجود الأقباط في مصر،تقول سيلفيا: اعتدت علي التعايش مع مصاعب الحياة في مصر..لكن الوضع لم يعد ممكنا ...فالجميع يرغب في الرحيل الآن وليس غدا.
تكمل سيلفيا: في الجامعة كان عدد أصدقائي عشرين شاباً وفتاة،أما اليوم وبعد ثماني سنوات من التخرج تقلص عدد أصدقائي إلي ثلاثة فقط يعيشون في مصر، هاجرت البقية منهم إلي الخارج وكان لكل منهم أسبابه.
الدكتور جريجوري ديلهاي المتخصص في دراسة الجاليات القبطية بالجامعة الأمريكية في واشنطن قال إن هجرة المسيحيين من مصر بدأت منذ الخمسينيات ...وقد بدأت من فوق أي من الطبقة العليا المثقفة القادرة ماديا علي الهجرة والبدء من جديد في وطن جديد، فالهجرة ليس معناها أن تترك وطنك فقط،ولكن أن تذهب إلي وطن آخر لا تعرفه لتبدأ فيه من الصفر.
لم تقتصر الظاهرة علي الطبقة العليا من الأقباط، حيث امتدت إلي الطبقات الاجتماعية الأقل، وكان الدافع الأساسي لأبناء هذه الطبقات هو البحث عن فرصة عمل لا يجدونه في مصر لأسباب اقتصادية وأسباب طائفية أيضا.
التقديرات الإحصائية للمسيحيين المصريين الذين هاجروا إلي الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلي أن العدد يتراوح ما بين 250 ألفاً إلي نصف مليون قبطي، وهناك من عشرات إلي مئات الآلآف هاجروا إلي كندا وأستراليا.
وكما تقول سيفليا فإنه إذا كان الطموح في حياة أفضل هو السبب الرئيسي وراء هجرة الكثير من المسيحيين المصريين فإن التوتر الديني يلعب الدور الأكبر في الهجرة، فالتيارات الإسلامية المتشددة تسيطر علي المجتمع، وتضيف سيلفيا:طريقة معاملة بعض المسلمين أصبحت عدوانية علي نحو لم نعد نشعر فيه بالاحترام.
لكن هناك كما تري مجلة الإكسبريس سبباً رئيسي يدفع الأقباط إلي الرحيل من مصر وهو إحساسهم الدائم بالإضطهاد،فالكثيرون من المسيحيين الذين يتقدمون بطلب الهجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية أو إلي كندا يبررون طلبهم هذا بشكل مباشر إلي تعرضهم بشكل دائم ومستمر إلي الاضطهاد الديني.
هذا تحديدا يجعلنا نفهم لماذا تستخدم الجاليات المسيحية في الخارج وبالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية كارت الاضطهاد الديني والتصعيد منه والمبالغة فيه طول الوقت، فأمريكا تتحدث دائما عن الحريات وتحديدا الحريات الدينية، ولهذا فإنها تستوعب الذين يخرجون من بلادهم وعلي ظهورهم حجة الاضطهاد الديني.
قصة سيلفيا وما قالته يعكس جانبا واحدا من الصورة، لكنها لا تختلف كثيرا عن قصة منال السيدة المسيحية التي تعيش في الإسكندرية تقول منال إنها عندما تنزل إلي الشارع فإنها تضطر إلي إخفاء الصليب الذي ترتديه في صدرها حتي لا تثير المشاكل أو تتعرض للمضايقات، وهذا هو تحديدا ما يدفعها إلي التفكير الدائم في أن ترحل عن مصر وإلي غير رجعة، لأنها تخشي أن تتحول مصر في يوم من الأيام إلي دولة تشبه المملكة العربية السعودية، وهي الدولة الأكثر تطرفا في التعامل مع غير المسلمين.
منال تفكر بجدية في الهجرة ليس من أجل نفسها ولا من أجل مشاكلها التي يمكن أن تقابلها في الشارع ولكن من أجل ابنتها الصغيرة فهي لا تريد لها أن تكبر وهي تشعر بالخوف.
وتسخر الإكسبريس مما جري ويجري للأقباط في مصر تقول:هذا الشعور ينتاب سيدة مصرية تعيش في المدينة التي كانت خليطا ثقافيا يجمع بين الغرب والشرق في كيان متشابك وتشعر وأنت فيها وكأنك تزور العالم بأكمله في مدينة واحدة احتضنت الجميع وانصهرت في شوارعها الثقافات المختلفة،اليوم وفي نفس الإسكندرية تجد هذه السيدة المسيحية نفسها مضطرة إلي إخفاء هويتها حتي لا تتعرض لمضايقة...مجرد المضايقة.
الصورة لا تختلف كثيرا في الصعيد هكذا تقول المجلة الفرنسية التي يبدو أن مراسلها لم يكن دقيقا بالمرة، فأوضاع الأقباط في الصعيد تختلف كثيرا عنها في محافظات الوجه البحري، فالتوترات في الوجه البحري يمكن أن تنتهي بسهولة،لكنها في الصعيد لا تنتهي إلا بالدم في الغالب وذلك بسبب طبيعة المكان.

This site was last updated 06/27/10