القديس أبو يحنس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حول تغيير أسم قرية دير أبو حنس

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
قرية دير أبو حنس
شبرا وتغيير الأسماء التاريخية
من قرية مرقص إلى المجد

Hit Counter

 

واصل الآلاف من أهالى قرية دير أبو  حنس بملوى تظاهراتهم اليوم ( الأحد 14-6-2009)  احتجاجاً على القرار العشوائى  بتغيير إسم قريتهم والذى يهدف الى محو الهوية القبطية منها ويهددون ينقل المظاهرات  امام مقر محافظ المنيا ان لم يُلغى القرار الذى لا معنى له ويتسائلون: هل حلوا كل مشاكل مصر ولم يبقى أمامهم سوى تغيير إسم قريتنا؟

دير أبو حنس .. قرية علي خطوط الفتنة

منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية  01/07/2009 أحمد الفخراني –

ميكروباص في مركز ملوي بالمنيا دار هذا الحوار عندما علم الراكب بجواري أني صحفي إثر مكالمة هاتفية. - هو حضرتك صحفي؟ - آه. - هو فيه حاجة في ملوي. - جيت عشان دير أبوحنس.

القرية بها  35 ألف قبطي هم عدد سكان قرية ابو حنس ودفعهم للتظاهر والثورة، لأنهم كانوا يريدون تغير أسم القرية إلى وادى النعناع

...   القرية التي لا يوجد بها مسلم واحد تمثل تاريخا روحيا لأقباط مصر جميعهم، كما أنها تعد أحد المناطق الأثرية في مصر فيها كوما ماريا وهو تل ترابي استراحت عنده العذراء وولدها المسيح في رحلتها المقدسة إلي مصر إثر الاستقبال غيراللائق لها بالأشمونين التي لا تبعد كثيرا عن دير ابوحنس ، كما ظهرت هناك السيدة العذراء أو أم النور العام الماضي بكنيسة السيدة العذراء إثر أحداث دير ابوفانا، كما تحتفظ كنيسة الشهيد مارجرجس بأثر قدم حصانه عند تجليه منذ 20 عاما فضلا عن كنيسة الأنبا يوحنس أوالكنيسة الأثرية كما يطلق عليها الأهالي التي تفتقد إلي الترميم ويعود تاريخها إلي القرن الخامس الميلادي ... »

أنصنا.. مدينة الشهداء الأزلية« لم تتشبث ملوي بخصوصيتها، بلدة "الباشوات" لا تختلف كثيرا الآن عن المرج القديمة بالقاهرة . نقل الصعايدة إلي القاهرة رغبتهم المحمومة في التملك والبناء العشوائي، بينما فشلت القاهرة أن تنقل أي شيء إلي الصعيد باستثناء القشرة الزائفة لمشاريع ثورة الاتصالات وكروت الشحن ... لكن الخصوصية لازالت هي أهم ما يميز قرية دير أبوحنس، بيوتها، ملابس أهلها، قرية من أمامها النيل ومن ورائها الجبل، تحتشد بأبنائها، تعلم بعضهم، يتشبث بعضهم بها، بينما يهرب من فقرها بعضهم إلي فقر أوسع، فمن بين 35 ألف قبطي هم تعداد أهل القرية، هناك ثلاثة آلاف شاب يسرحون ببضاعة فقيرة بحقائب في محافظات بحري بحثا عن رزقهم، لم يصنع أحدهم مالا، فضلا عن نسبة البطالة العالية في القرية وافتقارها إلي الخدمات ، حيث تبعد أول مستشفي عنها مسافة 20 كيلومتر، كما لا توجد بها مدرسة ثانوي للبنات، أمور تجعل الاهتمام المفاجئ لوزارة العدل والداخلية ومحافظ المنيا بتغيير اسم القرية دون مراعاة لآدمية مواطنيها نوعا من العبث الحكومي المعتاد من إدارة لا تعرف عن القري سوي اسمها فقط ... لم تكن تلك هي المرة الأولي التي حاولت فيها "الحكومة" تغيير اسم القرية إلي وادي النعناع فقد حاولت الدولة عام1964 تغيير اسم القرية إلي النعناع، لكن القرية عادت إلي اسمها الأصلي الذي يرجع تاريخه إلي 150 عاما بقرار وزاري عام 1979" هناك نية مبيتة لتغيير اسم القرية، نية تتجدد من وقت لآخر يقول الأب تماسوس كاهن كنيسة السيدة العذراء ... أهل القرية مسالمون بالفطرة، أشد نزاعاتهم وطأة لم تكن مع مسلمين بل مع مسيحيي دير البرشا القرية الملاصقة لهم علي قطعة أرض- عندما يتعلق الأمر بالأرض لا أحد يتذكر الديانة يتذكرون فقط أنهم صعايدة قادرين علي حمل السلاح ، بجوار دير البرشا توجد نزلة البرشا وغالبيتها من المسلمين وعلاقتهم بدير ابوحنس في الشمال توجد قرية الشيخ عبادة يرجع تاريخ قرية الشيخ عبادة إلي عام ١٢٠ قبل الميلاد، وبناها الامبراطور الروماني هادريان، وبالقرب منها معبد صغير بناه الملك رمسيس، وبني فيها الصحابي عبادة بن الصامت مسجدًا تكريمًا للقرية التي ولدت فيها مارية القبطية زوجة الرسول صلي الله عليه سلم.، قري يحدها النيل من ناحية والجبل من الناحية أخري،

المنطقة بأكملها تدعي أنصنا، التي قدر عدد شهداؤها إبان الاضطهاد الروماني للمسيحية 8 آلاف شهيد علي يد الوالي أريانوس ... يقول أبو عبيد البكري في كتاب المعجم فيما استعجم من أسماء البلدان عن أنصنا: بفتح أوّله وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة مكسورة، ونون وألف: كورة من كُور مِصْر معروفة، منها كانت ماريةُ سُرِّيَّةُ النبي صلي الله عليه وسلم، أُمُّ ابنه إبراهيم، من قرية يقال لها حَفْن، من قُري هذه الكُورة ... وذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان قائلا: مدينة أزلية من نواحي صعيد مصر علي شرقي النيل، فيها برابي، وآثار كثيرة ويصفها الادريسي في كتابه"نزهة المشتاق في اختراق الأفاق: مدينة قديمة البناء حسنة البساتين والمتنزهات كثيرة الثمار غزيرة الخصب والفواكه وهي المدينة المشهورة بمدينة السحرة ومنها جلبهم فرعون في يوم الموعد للقاء موسي النبي عليه السلام... تلك المدينة الأزلية التي خرجت منها مارية زوجة النبي بناؤها يعود إلي العصر الروماني حيث بناها الامبراطور أدريان تخليدا لذكري صديقه انطونيوس- وحرف اسمها فيما بعد إلي أنصنا بعد غرقه هناك أثناء رحلة نيلية...   عانت أنصنا كثيرا من الاضطهاد الروماني علي يد الوالي أريانوس والي أنصنا، أرض مترعة بدماء الشهداء، لازالت حضورهم قويا في ذهن أهالي القرية - كان من الصعب الاستهتار بمشاعرهم- وكان من الطبيعي أن يخبرني الأب تيموثاوس كاهن كنيسة السيدة العذراء "أننا علي استعداد لأن نذبح"بضم النون بينما قال لي صيام أحد المزارعين "رغم أننا تظاهرنا سلميا لكن لو وصل الأمر للسلاح فهناك الكثير ولو وقع منا ضحايا"... لم تزل قصص الشهيد مارجرجس السكندري الذي جاء إلي الاسكندرية هربا من الاضطهاد عوما علي حجر إلي أنصنا تتناقل بين الأهالي، فالحجر الذي استشهد عليه مارجرجس السكندري لازال هناك كأثر... »عسكر في كل عقدة .. مخبر في كل مينا« وصلت إلي قرية دير أبو حنس صباح يوم إصدار المحافظ اللواء أحمد ضياء الدين قرار التراجع عن تغيير اسم القرية، القرار ينقصه التفعيل فهو صادر من وزارة العدل وصدق عليه المحافظ من قبل، تصريحات اللواء ضياء الدين عقب التراجع عن القرار كعادتها لم تكن مقنعة لأحد " كان خطأ غير مقصود" ... لم أكن عند وصولي علي دراية بمداخل القرية المعدودة، والتي يستلزم العبور إليها من أي طريق معدية، عند قرية البياضية ، المدخل المباشر إلي قرية دير ابو حنس، أوقفني الملازم عاطف سليمان رئيس نقطة الشيخ عبادة ولم يسمح لي بالدخول، كان مبتسما وهادئا طول الوقت، وعاملني باحترام بالغ، سألني إن كان أهل القرية هم من أرسلوني، أخبرته "لا .. أتيت من نفسي وبالابتسامة نفسها لم تفلح محاولاتي لإقناعه بإدخالي" ده أمن دولة يا أستاذ ،لازم تصريح" ... »هنا استراحت العذراء.. ثم استكملت رحلتها المقدسة« فاجئني الضابط عندما أوقف لي ميكروباصا وألزمه بإيصالي للمنيا رغم أن الميكروباص لم يجمع أنفاره بعد" مش هتحرك منا قبل ما توصله المنيا".عاملني سائق الميكروباص برهبة"وحاولت اقناعه أن ينتظر حتي يكتمل عدد الراكبين، لكن زغرة من مخبر الضابط كانت أقوي مني ومنه، الذي نصحه أن يلف لفتين ثم يعود لاستكمال الراكبين لأن الضابط لن يتحرك قبل أن يتأكد من رحيلي عن المكان كله... في اليوم التالي، كنت قد اكتشفت طريقين آخرين غير مباشرين يجنباني المرور من عند عاطف بيه سليمان، كان علي الذهاب أولا من معدية أخري إلي قرية دير البرشا، ومن هناك أخذت " مخصوص" أوصلني إلي دير أبو حنس ، إلي عمقها تحديدا، عند كوم ماريا، التل الترابي الذي استراحت عنده السيدة العذراء وولدها المسيح قبل أن يستكملا رحلتهما، تراب المكان مبارك يحمل بركة للميلاد وأخري للموت، فهو يخصب النساء العاقرات، وبجواره مدافن أهل القرية الذين حرصوا علي أن تكون جبانتهم بجوار بركة أم النور، وهي مقابر تتميز بالجمال علي بساطتها، وتشكل مع الجبل الذي يحدها في الخلفية لوحة جمالية نادرة، يمكنك رؤية الجبل بأقرب شكل ممكن من فوق كوم ماريا، يمكن أن تري الطرق المرسومة فيه للوصول إلي الكنيسة الأثرية بداخله، وهي كنيسة كانت في الأصل لعدد من الرهبان، لكن المسافة إليها تستلزم ما لايقل عن ساعة من السيرعلي الأقدام فلا توجد أي وسيلة أخري للصعود، ويصعد أبناء القرية اسبوعيا كل يوم جمعة إلي الكنيسة للصلاة فيها، لما تحمله من ميزة المشقة في الوصول إليها ... عند كوم ماريا، تقام الاحتفالات السنوية مرتين في العام، احدهما في شهر يوليو والآخر في يناير احتفالا بمناسبة مرور العائلة المقدسة حيث يعيد الكهنة في ملوي تمثيل خط سير العائلة يتبعهما آلاف المسيحيين ، وهو أيضا احتفال بيوم استشهاد أطفال بيت لحم الذين قتلهم هيردوس خوفا من أن يكون بينهم المسيح نبؤة قتله وزوال ملكه ... أسفل التل الترابي، تبدأ القرية في سريانها الحقيقي والحي، بيوت قصيرة وواسعة نوعا، وتمتليء- علي فقرها الذي يعتمد علي نصف قالب طوب بينما يمتليء النصف الفارغ بالأسمنت- بخصوصية نادرة ، لايوجد بيت لايضع علامة الصليب ... الفقر سيد الموقف باستثناء عائلات قليلة لا تتجاوز ثلاثة وأربعة تتميز بالثراء وامتلاك مساحات واسعة من الأراضي كعائلة الشحايتة وعائلة أولاد بحر أو عائلة المليونير عيد لبيب وهو الرجل الذي تدخل لحل مشكلة تغيير اسم القرية ،كما تدخل من قبل لحل النزاع بين رهبان دير أبو فانا وبعض الأعراب علي قطعة أرض ...   أول شخص تكلمت معه، كان تادرس، رجل في الخمسين يجلس علي نصف حجر، يهش الذباب ويتحايل علي رزق الله السارح في الهواء ... كنت احاول أن اسأله علي مقهي، باعتبار أن المقاهي هي مفاتيح الأماكن، لكنه تبرع بتقديم كوب من الشاي، فجلست بجواره علي نصف حجر، وسألته عن أحوال القرية. تادرس الحاصل علي دبلوم ويعمل تقريبا بلاشيء، قال متحسرا "أن البطالة هي السمة الغالبة في القرية ، وأن أغلب شبابها فروا إلي محافظات الوجه البحري ليبيعوا بضاعتهم في حقيبة، ليجلب مالا لايستر ولا يغني عن استمرار البحث عن الرزق خارج القرية، ليستمروا في حياة "البين بين "علي حد تعبيره ... سألته هل يوجد متعلمون في القرية؟ ... أجابني" يوجد أطباء و محامون وصيادلة ومهندسون، لكن نادرا ما يستمر أحدهم في القرية، من يتعلم يغادر بحثا عن حياة أفضل" ... أرسل تادرس معي ولده يوحنس ليوصلني إلي الكنيسة الأثرية، يوحنس أكثر الاسماء انتشارا في القرية، تبركا باسم القديس يوحنس القصير الذي أسس ديره،قرية كاملة من الأقباط ، حرف الاسم فيما بعد من الأنبا يوحنس إلي " أبو حنس"... قادني يوحنس الطفل إلي كنيسة يوحنس القديس، والتي يطلق عليها أهل القرية الكنيسة الأثرية ... الكنيسة شبه متهالكة، تبدو أقرب إلي الانهيار منها إلي مكان يحمل قوة روحية ... قابلت كاهن الكنيسة الأب يوساب حشمت، رجل ودود وعلي شيء من المكر الطيب، بدا أكثر هدوءا وأقل حدة من كاهن كنيسة السيدة العذراء الأب تيموثاوس الذي قال لي " انهم علي استعداد لأن يذبحوا قبل أن يتغير اسم القرية" ... »القديس يوحنس والنعناع" لكن من هو الأنبا يوحنس الذي تظاهر من أجل اسمه 35 ألف قبطي؟ ... سألت الأب يوساب حشمت الذي حكي تاريخه غيبا بدقة شديدة راعت التواريخ، كنز المكان الحقيقي ... يقول الأب يوساب: » ولد القديس يوحنس في قرية أطسا بالبهنسا عام 349م، ثم ذهب إلي قرية شيهيت وعمره 18 عاما للتعبد، والتي كانت تحوي العديد من الرهبان، وعندما طلب من الأنبا أبموا مدبر شئون الرهبان أن يجعله راهبا تحت إرشاده، أراد الأنبا أبموا أن يختبر مدي جديته في طلب الرهبنة فاستدعاه وقال له " لاتوافقك يابني السيرة المتقشفة فارجع إلي بيتك" فأجاب يوحنس"بل استطيع بنعمة الله وصلاتك" ... سأل الأنبا أبموا المسيح أن يرشده إلي حقيقة الشاب، فظهر له ملاك الرب قائلا:" اقبله فإنه سيكون إناء مختارا" فأدخله الأب بموا وألبسه ثياب الرهبنة، وفي أحد الأيام أراد أن يمتحنه فطرده من عنده قائلا " لا أقدر أن أسكن معك" فأقام يوحنس خارج باب القلاية سبعة أيام، وفي كل مرة كان الأب يخرج فيها كان يضربه فيسجد له قائلا" أخطأت" وفي اليوم السابع خرج الأنبا قاصدا الكنيسة، فرأي سبعة ملائكة معهم سبعة أكاليل يضعونها علي رأس القديس يوحنس فأعاده الأنبا إلي الكنيسة ... وبعد موت الأنبا ابموا ، ظل يوحنس يتعبد ويمارس أنواع عدة من الطقوس والنسك الديرية، حتي زار الأنبا تيموثاوس الأول البطريرك الثاني والعشرين المكان ليرسم الأنبا يوحنس القصير كاهنا وأثناء وضع يد الكهنوت عليه صباح يوم الأحد سمع صوتا من السماء يقول"مستحق.. مستحق.. مستحق" ومما يقال عنه أنه كان عالما بالخفايا يعلم من يستحق التناول ومن لايستحق ويحفل تاريخه بقصص العديد من الخطاة الذين تابوا علي يديه ... لكن في عام 407 م هجم البرابرة علي قرية شيهيت مما اضطر الأنبا يوحنس أن يرحل مع صديقه الأنبا بيشوي إلي جبل أنطونيوس أو أنصنا ليبني الأنبا يوحنس ديره في الجبل، الذي صار دير أبو حنس عام 413 م، ويبني الأنبا بيشوي علي مقربة منه ديرآخر لتصير قرية دير البرشا، رحل بعد فترة قصيرة الأنبا يوحنس وعاد إلي مكانه في قرية شيهيت حيث تنيح - توفي- عام 520م" ... يواصل الأب يوساب الحكاية قائلا" تجمع في الدير نحو 1200 راهب، كان نصفهم يتناوب بدير الأنبا يوحنس بينما يتناوب النصف الثاني في الكنيسة الأثرية المنحوتة في الجبل التي تحمل اسمي العذراء والقديس قلتة ...   وظل الدير عامرا بالرهبان حتي القرن العاشر، جاذبا إليه فقراء المسيحيين للعيش بجواره وحوله فاضطر الرهبان إلي ترك الدير للأهالي، لتسمي القرية باسمه حتي ظهرت أول محاولي لتغييره عام 1960م إلي قرية وادي النعناع وظل القمص ميخائيل البحر المؤرخ التاريخي والمقدس أرميا بشري يناضلان حتي استعادا الاسم من جديد عام 1979م بقرار جمهوري" ... لكن القرار الجمهوري لم يفعل في الشهر العقاري والسجل العيني وظلت الخرائط المحلية باسم وادي النعناع، وتسمية وادي النعناع تلك جاءت من شهرة أحد الأماكن في أنصنا التي تبعد ما لايقل عن خمسة كيلو مترات عن القرية، تحديدا ناحية قرية الشيخ عبادة، بزراعة نبات يدعي الرعراع وهو نبات يشبه في شكله ورائحته النعناع، ويقال أنه النبات الذي استحم به نبي الله أيوب فشفاه من أمراضه، لذا يحتفل بعض أهالي ملوي في يوم الأربعاء الذي يسبق شم النسيم من كل عام، ويستحمون بهذا النبات للتبرك ... يواصل الأب يوساب قائلا:عند دخول الحاسب الآلي إلي للأحوال المدنية أدرج اسم وادي النعناع بالكمبيوتر وظل ابناء القرية يعانون من استخراج شهادة الميلاد الجديدة باسم وادي النعناع وظلوا يطالبون بادراج اسم قرية دير ابو حنس في الحاسب الآلي" ... ثم أخرج لي الأب يوساب بطاقته التي كتب فيها دير ابو حنس، بينما شهادة ميلاده الجديدة مدون بها وادي النعناع، تلك الأمور لم تفعل بعد وتجعل قرارمحافظ المنيا "مبيض " يد الداخلية من آثام ضباطها مجرد حبرعلي ورق" لابد من قرار جمهوري فضلاعن اشهار اسم القرية الأصلي في جريدة قومية من قبل وزارة العدل فضلا عن تغيير ... ذلك السبب تحديدا يخرج المظاهرات التي حدثت احتجاجا علي قرار تغييراسم القرية من الأسباب الدنيية إلي اسباب مادية واجتماعية، فتغيير الاسم يعني تغيير البطاقات وشهادات الميلاد والتموين أي مصاريف طائلة سيتكبدها ابناء القرية الفقراء، بالاضافة إلي السبب الذي أضافه لي يوسف احد ابناء المدينة المتعلمين- خريج كلية الآداب- أن البعض تظاهر لأسباب اجتماعية بحتة وهي ألا يعايره أحد من ابناء القري المجاورة ان اسم قريته تغير، وهو ما قد يشير إلي أن محاولة تغيير الاسم ربما كان محاولة من فرض السطوة علي ابناء القرية ... أثناء حديثي مع الأب يوساب جاء مفتش الآثار بالقرية، عرفت أن اسمه هلال يوحنس، وهو رجل هاديء ومثقف وحاصل علي الماجستير عن آثار قريته فضلا عن كونه شماسا بالكنيسة، وهو الذي أكمل معي رحلة الطواف بآثار القرية وأهلها، ولم يتركني الاعند رحيلي ... شرح لي آثار الكنيسة الباقية فالكنيسة التي تتكون من ثلاث هياكل وبها معمودية قديمة ومبنية علي الطرازين البيزنطي والبازيلكي، وتنخفض الكنيسة عن سطح الأرض بسبعة درجات، وبها نحو عشرون عمودا، لكن الكنيسة المتهالكة لم تحتفظ بالكثير ومن بقاياها "حجر الرخام الأبيض الذي يغطي مذبح السيدة العذراء وعليه كتابات باللغة اليونانية والقبطية للقديسة فبرونية التي توفت عام 910م، ترجمها لي هلال"كل عمر الانسان مثل الدخان وكل اهتمام مجده مثل ظل زائل، وأعمال الرب غير محصاة وأحكامه عادلة للذين أمامه.عندما أتي الزمان أن أترك الجسد قبلته حينما رجعت إلي الأرض مثل آبائي.اذكروني أنا التعيسة فبرونية لكي يرحمني الرب" ... وهناك أيضا العديد من الأيقونات القبطية والتي تمثل القديس يوحنس القصير بمفرده وأخري بجواره القديس مقار وعدد من الصلبان القديمة  وأواني خدمة أهداها الأب البطريرك الأنبا ديمتريوس عام 1866م ومنقوش عليها اسمه ... أخبرني الأب يوساب أن الكنيسة التي يعود تاريخها إلي القرن الخامس الميلادي تعاني من تدهور كبير في حوائطها بالاضافة إلي تعرضها لخطر الانهياروعندما تقدم إلي مدير هيئة الآثار القبطية والاسلامية بطلب ترميم، ارسل الطلب إلي مدير آثار المنيا، الذي أخبره ببساطة "أن الهيئة لن ترمم الكنيسة علي نفقتها، وأن علي الكنيسة أن تتحمل نفقات ترميمها بالكامل وارفاق مبلغ مائة ألف جنيه لاثبات الجدية في الترميم تكون في يد الهيئة لانفاقها علي أعمال الترميم!!" ...يقول هلال يوحنس أن تهالك الكنيسة دفعهم لبناء اخري بجوارها"سرقة دون علم الحكومة التي تتعنت في بناء الكنائس كي يخف الضغط علي الكنيسة الأثرية التي قاربت علي الانهيار" ... " هنا ظهرت أم النور لتعزي شعبها وتجلي مارجرجس بكامل أبهته" ... رغم أن هلال يوحنس كان صائما الا أنه أصر بكرم الصعايدة علي أن "يكسر صيامه" حتي يدفعني علي تناول الغذاء بالكنيسة، أكلت نزولا علي تضحيته بصيامه بعد أن قال "خطية أن لايأكل الضيف أكبرمن خطية الافطار" ... شكرت الأب يوساب علي كرم الضيافة، ثم توجهت مع هلال إلي كنيسة السيدة العذراء، هنا تجلت السيدة العذراء في العام الماضي بين منارتي الكنيسة ... يروي الأب تيموثاوس كاهن كنيسة العدرا وقائع تجلي أم النور قائلا: " في السادس من مايو الماضي في يوم عيد الصعود الكبير.. تحديدا في الساعة التاسعة والربع مساء، بدأ ظهور السيدة العذراء، كان شعبها حزينا بسبب أحداث دير أبو فانا، كانت قادمة من بير السحابة، البئر الذي تفجر بين يديها ويقع مابين دير ابوحنس والشيخ عبادة وسمي بالسحابة لأن سحابة ظللتها هي ولدها، يصر المسلمون هنا علي تسميته ببئر الصحابة، نسبة إلي صحابة رسول الاسلام، رغم أنه لايخصهم، ثم تجلت بين منارتي كنيسة العذراء، حيث مرت من هنا يوما واستراحت، ظهرت علي هيئة حمامة منيرة تمشي فوق سحابة وحولها عدد هائل من حمام صغير منير يدور في فلكها، ظلت قليلا، ثم اختفت حوالي ثلث الساعة، في ذلك التوقيت الذي اختفت فيه، كانت قد ظهرت في أبو فانا وبني خالد، وذهبت إلي دير الأنبا يوحنس وكنيسة الشهيد مارجرجس، ثم عادت مرة أخري إلي مكانها بين المنارتين، متجلية علي مدار 4 أيام، حيث تجمع آلاف المسيحين الذين اشتموا رائحة الزهور والبخور الذي عطر المكان مرددين ترانيمها، لقد اعتادت الظهور لتعزية شعبها وقت المحن" ... بئر السحابة الذي تحول إلي بئر الصحابة، ومحاولة تغيير اسم قرية أبوحنس إلي وادي النعناع، ليس الأول من نوعه، فمن قبل تغير اسم قرية " أم القمص" بملوي وهو اسم مسيحي صرف إلي قرية " أم المؤمنين" في أوائل العام الماضي وتحولت عزبة أبادير إلي عزبة عبد الوهاب، بينما تغير اسم قرية أشنين النصاري بمغاغة في المنيا إلي الأشنين فقط بعد إزالة كلمة النصاري، وفي الزقازيق تغير اسم كفر يعقوب نخلة إلي قرية كفر الصفا ... ترهات تسمح بمزايدة بعض الأقباط في المهجر علي الحرية الدينية في مصر، وتسمح لنجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الانسان بمساحة من "الطنطنة" الاعلامية" ... لم يستبعد الأب تيموثاوس وجود نية مبيتة لتغيير اسم القرية، واشار إلي اللافتة الغريبة التي علقوها منذ فترة قبل صدور القرار علي مركز شباب بقرية"مركز شباب وادي النعناع بدير أبو حنس" وهي اللافتة التي استفزت شباب القرية فقاموا بتمزيقها، وأشار هلال يوحنس إلي أحد علامات التعنت في القرية من قبل وزارة التربية والتعليم بسبب رفضها اعتبار يوم الأحد أجازة في المدارس بالقرية، رغم أن تلاميذها جميعهم من الأقباط، وهو ما يعد مخالفا للقانون الذي ينص علي اعتبار الأحد أجازة في المدارس إذا ما تجاوز عدد تلاميذها الأقباط 70% ... " أرسل لنا المحافظ رئيس مجلس مدينة ملوي، لتهدئتنا " يقول الأب تيماثوس. "سألت رئيس المجلس سؤالا واحدا " لم؟؟؟؟ اجابات رئيس مجلس المدينة كانت ساذجة وغير مقنعة، علي الاطلاق كما يؤكد كاهن كنيسة العدرا، حتي أنه قال" كانت غلطة، واحد في المحليات، حلم بتغيير الاسم وستنتهي المشكلة" ... سألت أبونا ماالذي كان يعنيه رئيس المجلس بكلمة " حلم"فأجاب: لأنهم لايحملون منطق ما في تغيير الاسم، لذاأجاب تلك الاجابة الساذجة" ... عندما عرض الكاهن قضيته، عرضها من منظورها الصحيح، فهو لم يتحدث عن تاريخ يخص الأقباط، بل تاريخ يخص مصر بأكملها " دول العالم بتدور علي آثارها وتاريخها وإحنا بندور إزاي نطمسها وندوس عليها" ...   البحث عن نواب مجلس الشعب في المنيا أونواب المحليات، يحمل اسماء الاخوان المسلمين، الذين فازوا في انتخابات عام 2005اسماء كبهاء عطية نائب ملوي، ومحمد سعد الكتاتني، نائب بندر المنيا بالاضافة لأربعة آخرين، ضربة الاخوان الأولي في الانتخابات الماضية، بدأت تفجرها من الصعيد، هل يمكن الربط بين صعود الاخوان في مجلس الشعب، ومحاولات تغيير الأسماء المسيحية للقري، أحمل فقط تساؤل، ولاأملك إجابة ...   اتجهت مع هلال فيما بعد إلي كنيسة مارجرجس، ولاتحمل تاريخا خاصا، لكنها تنطوي علي حكاية وأثر ودليل، فعند بناء الكنيسة منذ 20 عاما، ظهر الشهيد مارجرجس داخلها بكامل هيئته، وفوق حصانه، حتي أن حوافر أقدام حصانه حفرت علي بلاط الكنيسة، الواقعة التي يرويها شهود عيان، لايثبتها سوي أثر البلاط الذي انطبعت عليه الحوافر، سكان القرية، اقتلعوا عدد كبير من البلاطات المحفورة والبلاطات المجاورة للتبرك، حتي أن إدارة الكنيسة إضطرت لوضع أثر الحوافر في قفص من حديد، ومعه صورة أثرية لمارجرجس، يقال أنها كانت مدفونة وسط " كراكيب " وأن من أتي بها ووضعها هو مارجرجس نفسه ... بالاضافة لتلك الكنائس توجد كنيستان حديثتان للطائفة الانجليية، التي عرفت طريقها إلي القرية التاريخية. "ساويرس هو الحل" عند مغادرتي ، حرصت علي أن أعود إلي ملوي من نفس الطريق لأتحاشي الضابط ، لم يتركني هلال يوحنس لا بعد أن ركبت التوك التوك الذي سيصل بي إلي معدية دير البرشا ومنها إلي ملوي، أوصي بي يعقوب سائق التوك توك خيرا، بعد أن أخبره سبب حضوري وهو السبب الذي أخفيناه عن أهالي القرية، خوفا من الغفر المنتشرين في القرية ... في الطريق تحدثت مع يعقوب الذي أكد لي أنهم علي استعداد لأن يصل الأمر إلي ضحايا، إذا ما أصروا علي تغيير الاسم، لم يكن ذلك المفزع في حديثه، لكن المفزع كان الآتي " عيد لبيب المليونير تدخل، في المرتين، في أحداث ابو فانا، وتغيير اسم القرية، وفي المرتين نجح، هناك ورقة أخري لم تظهر بعد، لوظهرت لن تصمد أمامها دولة الحكومة " سألته ماهي ... فأجاب : ساويرس، ده رجل اعمال كبير وما بيهزرش، بالنسبة له عيد لبيب بيلعب في شوية فكة" ... تركت القرية التي يحدها الماء والنخيل من ناحية والجبل من الناحية الأخري وتبحر في قلبها أطياف القداسة وينخر في قلبها رياح الفقر والعزلة... ورغم ذلك يدركون أن الدولة علي جبروتها أضعف من رجل أعمال في دولة رجال الأعمال …

This site was last updated 10/03/09