Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 قداسة البابا شنودة الثالث يقابل قداسة فاسكين الأول كلثوليكوس الأرمن الأرثوذكس فى أرمينيا السوفيتية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إلى أرمينيا السوفيتية
الرحلة إلى رومانيا
فى أسطنبول بتركيا
فى دمشق بسوريا
فى بيروت

Hit Counter

 

فى صباح الأثنين 9 أكتوبر 1972 م غادر قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته موسكو إلى أرمينيا السوفيتية ، وقد قدمت الحكومة السوفيتية طائرة خاصة للبابا ورفاقة ، وكان فى توديعهم بمطار موسكو قداسة البطريرك بيمن والمطران سيرافيم والمطران جيوفينالى رئيس قسم العلاقات الخارجية ببطريركية موسكو والمطران أليكسى رئيس الديوان البطريركى والمطران فيلاريت رئيس الأكاديمية اللاهوتية ووزير الأديان وصحب البابا شنودة والوفد المرافق له فى الرحلة إلى أرمينيا القسيس ياكوف والأستاذة اليانور (التى تقوم بالترجمة) وبعد ساعتين ونصف وصلت الطائرة إلى مطار ايريفان Erevan فكان فى إستقبال قداسة البابا شنودة بالمطار قداسة فاسكين الأول كلثوليكوس الأرمن الأرثوذكس ومعه المطارنة والأساقفة الأرمن ووزير الأديان بجمهورية أرمينيا السوفيتية ، وفى كنيسة العاصمة الدينية أتش ميازين Etchmiadzin  للأرمن الأرثوذكس نحو 3 مليون (عدا قلة من البروتستانتوقلة من الكاثوليك - وعدد من غير المؤمنين) وأستقبل  قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته إستقبالاً رسمياً ن وكان الكاثيلوكوس والمطارنة يرتدون ملابسهم الدينية وبعد السجود أمام الهيكل ألقى الكاثوليكوس كلمة تحية للبابا باللغة الأرمينية قام بترجمتها أحد الكهنة إلى اللغة الإنجليزية ورد البابا شنودة الثالث بكلمة شكر باللغة الإنجليزية .

وفى الساعة الثامنة من مساء اليوم نزل  قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته بمرافقة الأرمن إلى المدينة إبريفان ، وشاهدوا نصباً عالياً يبلغ إرتفاعه 50 متراً أقيم بمناسبة 50 عاماً على تأسيس أرمينيا السوفيتية ، ومن هذا المكان يمكن أن يطل الناظر إلى المدينة وشاهد البابا ومرافقية مبنى الجامعة وميدان لينين ومعهد الزراعة وغير ذلك من المؤسسات .

وفى صباح الثلاثاء 10/10/1972م ذهب  قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته لمشاهدة ساحة الشهداء فى الحرب العالمية الأولى ثم ما يسمونه النار الدائمة وهى ترمز إلى صمود الشعب الأرمنى وحياته الدائمة وخلوده على مر الزمن ، وذلك على الرغم من المعاناة فى تاريخه الطويل من الإضطهاد ويلاحظ المشاهد ناراً مشتعلة تخرج من فوهة فى أرض المبنى تغزى دائماً بوقود من البترول ، وفى نفس الوقت يسمع الأنسان ترانيم وأناشيد روحية ودينية مؤثرة تعبر عن الكفاح المرير الذى كافحة الأرمن فى سبيل الإيمان المسيحى ، لقد قتل منهم الأتراك المسلمون نحو مليونين على مدى خمس سنوات بعد أن أذاقوهم مر العذاب .

وفى الموقع مسلة أو ما يشبه المسلة ثم نصب من عمودين عالين جداً أحدهما أضخم من ألاخر والعمود الضخم يرمز إلى الوجود الأرمنى داخل حدود أرمينيا والآخر إلى ألارمن خارج أرمينيا ، وقد بكى قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته عند مشاهدته النار الدائمة الإشتعال يرافقها اللحن الحزين المؤثر الصاعد من أسفل بصوت سيدة ترنم فى حزن وأسى ، وأنشد قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته أناشيد روحية قبطية جنائزية وصلى البابا والوفد المرافق له صلوات الترحيم على أرواح الشهداء الأرمن وكانت لحظات أستمتعنا فيها بروحانية حقيقية .

ثم ذهب قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته إلى دير جيجهارت Keghart وهو دير القديس غريغوريوس الأرمنى ويعد هذا الدير فى المركز الثانى فى ألهمية بعد أتششميادزين Etchmiadzen  ، وفى الدير كنيسة منحوتة فى الصخر نحتوها من السقف ومن فوق إلى أسفل وفى الدير عدد من مغارات المتوحدين والنساك ومنها مغارة القديس الأرمنى الشهير المنور  Illuminator  وبفضل تبشيره إعتنقت أرمينيا المسيحية ومن ثم تحولت إلى دولة مسيحية .

وفى الدير أيضاً أكثر من نبع ينبع من الجبال المحيطه به ، والجبال نفسها والتلال المحيطة ترسم حول الدير صورة طبيعية رائعة تملأ القلب خشوع ، أما الكنيسة الرئيسية فى الدير فترجع إلى القرن 13 ، وقد بنيت على أنقاض كنيسة أخرى من القرن الرابع .

وبعد الإنتهاء من زيارة هذا الدير عاد قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته إلى الفندق ومنه إلى العاصمة الروحية الأولى أتششميادزين وهى أشبه بالفاتيكان بالنسبة للكنيسة الرومانية الكاثوليكية ثم شاهدوا المدرسة الإكليريكية اللاهوتية ، وفى الحفل قام احد الأساتذة وألقى كلمة باللغة الأنجليزية وحيا فيها قداسة البابا شنودة الثالث ، فنهض البابا ورد عليه كلمة باللغة الإنجليزية مشيداً بالوحدة الإيمانية التى تجمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة ألرمينية الأرثوذكسية فى داخل عائلة واحدة هى عائلة الكنائس الشرقية القديمة ، وأنشد خورس المدرسة بعض الألحان المناسبة .

وفى صباح الأربعاء 11/10/1972م زار قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته مكتبة الدولة للمخطوطات Madenattaran  وهى تحتوى على 11 ألف مخطوط باللغة الأرمينية غير عدد آخر من المخطوطات اليونانية والسريانية ، وشذرات منها باللغة القبطية

ثم زاروا دير القديس ريسيم  St. Ripsime  وضريحاً تحت الأرض لإحدى القديسات ، وأضرحة البطاركة السابقين ، ثم زاروا المقر البطريركى القديم وما بداخله من ايقونات وتحف وشاهدوا كذلك المطبعة التى تطبع الكتب الدينية .         

وفى الساعة 5،30 من مساء اليوم حضر قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته صلاة رفع بخور عشية بالكاتدرائية ودخل الجميع مع غبطة الكاثوليكوس فى موكب إحتفالى كبير ، وإشترك البابا شنودة فى الصلاة باللغة القبطية ومعه مرافقيه ، وأنشد خورس الكاتدرائية لحن concert of church music  وفى نهاية الصلاة خرج الكاثوليكوس والبابا شنودة يحف بهم المطارنة وألساقفة الرمن والأقباط إلى المقر البطريركى The Throne room   وفى الطابق الثانى من المقر كان هناك إحتفال كبير أذيع على الهواء مباشرة تحدث فيه الكاثوليكوس فاسكين ألأول والبابا شنودة الثالث ثم تبادلا الهدايا ثم شاهدوا عرضاً لفيلم تسجيلى عن عمل الميرون فى الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية وذلك فى سنة 1969 حضره 100 ألف أرمنى حضروا خصيصاً من مختلف أنحاء العالم كما حضرته وفود من مختلف الكنائس ، والفيلم عمل فنى رائع .

وفى صباح الخميس 12/10/1972م غادر قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته الفندق لزيارة كنيسة القديس ميسروب واضع ألأبجدية الأرمينية فى قرية أوشاجان   وهناك صلى البابا شنودة صلاة الشكر ونزلوا حيث كانت مقبرة القديس وصلى الوفد القبطى بلحن حزاينى ثم عدنا إلى العاصمة الروحية  أتششميادزين وشاهد الوفد القبطى نفائس الكنيسة الأرمينية وكنوزها ومن بينها

رأس الحربة الحديدى التى طعن بها احد الجنود (وهو لونجينوس) جنب مخلصنا يسوع المسيح على الصليب (يوحنا19: 34)

ويروى التقليد الأرمنى أن رأس الحربة الحديدى هذا جاء به إليهم القديس تداوس الرسول والقديس برثلوماوس - ومن بين الذخائر

بعض عظام صغيرة وقليلة من جسد القديس أسطفانوس أول الشهداء (أع7: 59)

وأشياء أخرى منها كؤوس وملابس مهنوتية وعملة نقدية وسجاد ، وفى المقر الباباوى دار حديث بين الكاثوليكوس فاسكين الأول والبابا شنودة فى شأن وسائل التعاون بين الكنيستين الأرثوذكسيتين ومنها تبادل الأساتذة والطلبة والكتب والمراسلات والزيارات والمعلومات والأخبار فى مجلتى البطيركتين ، ومنها عقد المجامع الإكليريكية التى تضم أساقفة الكنائس الشرقية القديمة لحل المشاكل المختلفة العصرية التى تواجهها كنائسنا ، ثم عاد البابا والوفد القبطى إلى الكاتدرائية فى موكب رسمى ، وصلى الكاثوليكوس ومطارنة الأرمن وكهنتهم وصلى البابا شنودة والمطارنة الأقباط

وذهب قداسة البابا  شنودة الثالث والوفد المرافق لقداسته إلى مطار إبريفان لمغادرة أرمينيا وكان فى توديعه قداسة فاكسين الأول كاثيلوكيوس والمطارنة والأساقفة الأرمن والكهنة ووزير الأديان وركب البابا والوفد القبطى الطائرة الروسية الخاصة إلى رومانيا وودعوا وشكروا الكاهن الروسى باكوف (أى يعقوب) والسيدة الروسية المترجمة الأستاذة إليانورا ن وكان الوداع حاراً جداً حتى سالت الدموع من العيون

******************************

المــراجع

(1) منشورات أسقفية الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى  - سلسلة المباحث المتصلة بالأسرة والشباب والمجتمع  - وثائق للتاريخ وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط (ج4) بقلم الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى - لجنة النشر للثقافة القبطية الكنسية - دار الجيل للطباعة .

This site was last updated 01/23/09