Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

جيش من الرقيق الأبيض الأوربى

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
شجرة الدر ملكة المسلمين
جيش من الرقيق الأبيض
قتل شجرة الدر بالقباقيب
حمام الخشبية
سجن لويس بدار أبن لقمان

Hit Counter

*********************************************

نقل الموضوع التالى من كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثالث من ص 233 -  .. حتى يمكن لأى دارس أو باحث أن ينقل ما يراه مناسباً , وقد عدلنا تعديلاً طفيفا فى لغته العربية بما يناسب العصر 

  *****************************************

جيش من الرقيق الأبيض الأوربى

أشتهر العرب ومن بعدهم المسلمون ثم الأتراك من أشهر تجار الرقيق فى العالم (ملاحظة : قال محمد نبى الأسلام فى أحدى الأحاديث أنا من يشترى ويبيع العبيد ) من عهد خلفاء محمد وقد قضى هذا الأمر على تقدم الشرق القديم , وكانت تجارة الرقيق معروفه من بدء عصر التاريخ وكان معظمة من أسرى الحروب الذين كانوا يباعون كالسلع أو كالأنعام , وكان أولئك الأرقاء يخدمون الخدمة المنزلية , وقد كان الرقيق معروفا من عهد قديم فورد فى التوراة ذكر جارية أبراهيم الخليل .. وغير ذلك كثير من الشواهد التى تدل على وجود الرق والنخاسة .

وكانت مسألة الإسترقاق فى تلك العصور الأولى عبارة عن سيادة أحد الموالى على العبد فيكون العبد مسئولاً لمولاة وواقعا تحت طائلة عقابه فى حالة عدم الخضوع له وكان للعبد بمقتضى قوانين بعض الأمبراطوريات القديمة التى نظمت حقوق مرعية للعبد لدى سيده ومالكه والعكس , ولم يكن ينكر هذه الحقوق إلا السادة الظالمين العتاة .

فمثلاً كان العبد عند العبرانيين الحق الصريح فى أن : يطلب العبد العتق من سيده بعد أن يقضى فى خدمته سبع سنين غير أن عتقه أشترط بحسن سلوكه لا على مرام سيده .

أما الرق والعبودية فى الإسلام فهو :  أن يكون العبد بمنزلة متاع أو ملك ووصل الأمر أنه يورث ويهدى ولم يكن يعتبر عندهم إلا نظير حيوان خلق لقضاء الأعمال وحمل الأثقال .

 وقد أصبح من المؤكــــــد أن تجاره العرب للرقيق كانت سببا فى هدم صروح الممالك المسيحية فى النوبة والسودان وليبيا والقضاء على قوتها العددية والأدبية وتصييرها لقمة سائغة لأفواة المسلمين ونتج عن تجارة الأتراك بالرقيق وجود تلك المظالم الفظيعة التى حلت بمصر وجعلت البلاد تنوء بثقل المظالم لكل تلك القرون الماضية وبسبب أولئك المماليك سقطت حكم الأسرة الفاطمية للمسلمين فى مصر وذلك من عالى مجدها إلى الدرك الأسفل لأن القوتين التى كانت تتألف منهم قوة الحكم كانت معتمده على جيش المماليك (الأتراك) الأحرار وجيش العبيد السود كانتا فى شجار دائم وشجار عنيف .

ورأى صلاح الدين الأيوبى إباء الأتراك والعرب للخضوع للقوة التأديبية النظامية التى كان يراها ضرورية للقوة التأديبية النظامية التى كان ضرورتها وقتئذ لتأليف جيش نظامى حقيقى يكون قوة تدافع ضد أى عدو يهاجم المسلمين ويرهب الأعداء فإضطر أن يزيد عدد الأفراد من العنصر السودانى , ولما لم يتمكن أن يجند منهم الأعداد الكافية لتكوين جيش من غير فتح السودان لأستخدام رجاله الأشداء ومهارتهم فى الحروب , فلجأ إلى عنصر آخر فأتفق مع تجار الرقيق الذين يقطنون الأقاليم الجبلية الكائنة فى شمال وشرقى أوربا (منطقة تركيا من أوائل البلاد التى ذكرت فى التوراة بأنه بدأت فيها تجارة الرقيق) وكان يشترى منهم الأولاد الذين تكوينهم الجسدى يليق للخدمة العسكرية , وكان هؤلاء التجار يهاجمون القرى ويخطفون الأولاد بأساليب الخداع أو يشترونهم من الأسلاب .

فأصبح عند صلاح الدين الأيوبى عدد كبير من الرقيق الأبيض مرنهم على الجندية من الصغر وحفظهم القرآن فنشئوا يجهلون والديهم ومواطنيهم , وكان كل إنتمائهم هو طاعه قائدهم ومولاهم وسيدهم وسار خلفاء صلاح الدين على تلك الخطة , وأصبح الجيش الإسلامى فى مصر مكون من الرقيق الأبيض الأوربى .

وكانوا ينقسمون إلى آلايات وكل آلاى (وحدة) تخضع لناموس أو قانون ولم تعرف إلا الطاعة لأميرها الذى كان فى بادئ المر أميراً عربيا أو تركيا من عائلة عريقة فى النسب وبعد ذلك بدأ المماليك أنفسهم يتولون أنتخاب الأمير وكان آخر من أكثر شراء العبيد هو الملك الصالح فإنه أشترى منهم كثيرين للخدمة وجعل منهم ألوفا لخدمته وكان من مماليكه أمراء الدولة والحجاب ولهم علامات خاصة على ثيابهم وأسلحتهم فبعضهم كانت علامته الورد والبعض الآخر أشكال الطيور .. وكانوا يتمنطقون بمناطق جميلة مختلفة الألوان .

الممــــــــــــــــاليك البحــــــــــــــرية

ولما كثروا فى بلاد مصر أصبحت مصالح الدولة فى يد الأمراء منهم , وكانت الحصون المنيعة طامعين فى الوصول إلى الحكم , ولما ضاقت بهم القلاع والحصون , بنوا بأمر الملك الصالح حصونا وثكنات جديدة فخمة البناء منيعة على الهجوم فى جزيرة الروضة قرب مقياس النيل , وبما ان النيل هناك يتفرع إلى فرعين على الجانبين فقد أعطى لهذا الحصن مركزا طبيعيا جميل التكوين , ولما أصبحت تلك الثكنات المركز السنوى للمماليك والتى كانت قائمة على جزيرة فى النهر أو ( البحر ) كما كانت تدعى هذه النقطة من النيل لعظم أتساعها سمى أولئك المماليك

بـــ الممـــــــــــــــاليك البحـــــــــــــــــــــرية

وأخذوا من أسم القلعة أسم دولتهم التى تمتاز عن الدولة الأخرى من المماليك والتى أطلق عليها دولة

الممـــــــــــــــــاليك الشــــــــــــــراكسة

وطمع المماليك البحرية فى السلطان وأزدادت سطوتهم بإزديات قوتهم حتى طمعوا فى خلع السلطان وتولى إدارة مصر كما تم فى سعيهم بقتل الملك المعظم .

ولم يهدأ بالهم حتى تبوأ عميدهم (كبيرهم) عز الدين ايبك عرش حكم المسلمين فى مصرزوج شجرة الدر التى تنازلت عن الملك له إضطراراً وأصبح حاكم مصر الجديد مملوكاً تركياً يسير كل شئون مصر بمشورة زوجته فأحسن إدارة البلاد بتوجيهها له .

أما سلطان دمشق أو ملك دمشق الذى كان من عائلة صلاح الدين وأسمه ناصر الدين يوسف فأنه أبى الأعتراف بسلطانه وملكه على مسلمين مصر وقال : " أنه لا فرق بين أن يحكم مصر أمرأة وبين أن يحكمها مملوك تركى " ونهض للأخذ بثأر الملك المعظم .. فإتفق مع أمراء العائلة الأيوبية على الفتك بالمماليك وفاوض لويس التاسع ملك فرنسا وعقد معه معاهدة وكان ما زال الملك لويس مقيماً فى عكا بعد مبارحته البلاد المصرية .

وخلاصة هذه المعاهدة أنه يقوم معه لمحاربة المماليك بمصر ويرد له مقابل تلك المساعدة بيت المقدس , ولما وقع الطرفان المعاهدة أنه يذهب معه لمحاربة المماليك فى مصر وأرسل الملك لويس راهبا فرنسيا إلى ناصر الدين يوسف سلطان دمشق ليوقع على المعاهدة بأسم الملك فلما تم له ذلك أرسل إلى المماليك مندوباً يطلب منهم تعويض عن نكث المعاهدة التى عقدوها مؤخرا مع الفرنجة .

ولما لاحظ عز الدين أيبك ملك مصر أن المعاهدة التى تمت بين سلطان دمشق (ملك) تأتى بالوبال عليه وعلى المماليك , ورأى أنه من الأصلح له أن يتفق مع الفرنجة ويخرج ملك دمشق من  الإتفاق لأنه كان يطمع فى حكم مصر وإقصاءه عن الحكم , فأسرع بعرقلة تلك المعاهدة وتمكن بدهائة من أستمالة الفرنجة وجدد المعاهدة بينهم وبينه وحل هو محل ملك دمشق الأيوبى وكانت شروط المعاهدة بينه وبين الفرنسيين هو أن يجيب جميع مطالبهم التى أقترحها الملك لويس بلا أستثناء وهى : -

أولا - التنازل عن نصف الفدية المالية وقدرها 200 ألف بيزنتا وكان تعهد الفرنجة بدفعها بمقتضى معاهدة المنصورة .

ثانيا - أن يرد المماليك للفرنجة النصف الول من الفدية التى دفعها لويس التاسع فى أسره بعد معركة فارسكور .

ثالثا - إعادة الأسرى الميسيحيين إلى عكا .

رابعا - إعادة كل الأولاد الذين وقعوا أسرى فى الحرب الأخيرة وأجبرهم المسلمين على أعتناق الديانة الأسلامية .

خامساً - إنزال رؤوس الفرنجة التى كانت معلقة على متاريس وأسوار القاهرة ودفنها بأحترام والوقار .

 

فقبل المماليك البحرية بكل تلك الشروط وكتب الملك عز الدين ايبك لملك فرنسا بقبولها وتنفيذها وأهداه فيلاً جميلاً (من الظاهر أنه أحضرة حفيد الملك الكامل من اليمن ) وكان هذا اول فيل أرسل إلى فرنسا وأول فيل يراه الفرنسيين فى بلادهم , بل وعده عز الدين أيبك أنه إذا تغلب على ملك دمشق يعيد له أورشليم (بيت المقدس) للفرنجة  .

ولما علم ملك دمشق بذلك أرسل 20 الف مقاتل لتحول دون إتحاد الجيوش وإضعاف أى جيش يقابلونه فى الطريق , فعثرت تلك القوة بالجنود المماليك قادمة من مصر فى غزة قبل أنت تنضم غلى جنود الفرنجة فأثخنوهم وأرجعوهم إلى الصالحية .

وعاد الملك عز الدين ايبك وشدد عزيمته بنجده الفارس أقطاى صاحب الضربة الأخيرة فى مقتل الملك طوران شاة , وأنقضوا على السوريين فأعادوهم على أعقابهم إلى سوريا منهزمين .

فأعدوا حملة أخرى وأعادوا الكرة على مصر بمدد كبير تحت قيادة حاكم دمشق شمس الدين لولو وسار ملك دمشق نفسه مع هذه الحملة , وإلتقوا بالمماليك البحرية تحت قيادة عز الدين أيبك والفارس أقطاى يوم الخميس 10 ذى القعدة سنة 649 هـ فى العباسية وتقاتل الفريقان فإنهزم المماليك وتعقبهم السوريون ولكن لم يتقهقر أيبك وأقطاى إلى مصر بل عرجا إلى سوريا فإلتقيا بشمس الدين لولو فقتلاه وشتتا رجاله ثم هاجما ملك دمشق فى معسكرة وكان معه شرذمة قليلة من الجند لأن جيشة تعقب جنود المماليك إلى مصر فإضطر إلى الفرار بنفسه ولما لم يدركاه عادا إلى مصر .

وكانت الجنود السوريه دخلت القاهرة فلما رأى أهلها المسلمين هؤلاء الجنود فإنتهزوا فرصة دخولهم إلى مدينتهم وظنوا أنهم أنتصروا على الملك عز الدين أيبك فشتموا المماليك وزعموا أنهم تخلصوا من نيرهم وبايعوا ناصر الدين ملك دمشق ملكا على مصر وخطبوا له فى الجوامع , ولكن أنجلت الحقيقة للمسلمين وعلموا أن النصر للمماليك فأبطلوا المبايعة .

ولما رأى ناصر الدين عجزه عن مقاومة المماليك صالحهم وأعطاهم غزة وأرورشليم وأتفق معهم على محاربة الصليبين وكان ربحه من كل هذه الحرب إلغاء معاهدة الفرنجه .

وخاف المماليك من عودة الفرنجة إلى مصر عن طريق دمياط فخربوها وهدموا أسوارها يوم الأثنين 18 من شعبان سنة 648 هـ , وبعدئذ بقليل لما رأى الفارس أقطاى أنه أصبح معظما من المماليك لبسالته فى الحرب خاف مزاحمته فى الملك فخدعه وقتله غدراً وغيلة وهو داخل سراى القلعة بعد أن قفل أبوابها ولما جاء أعوانه يسألون عنه أعتقاداً منهم أن الملك  وفعلا رمى الملك عز الدين أيبك لهم برأسه من أعلى سور القلعة , فإرتاعوا من قتله وهربوا إلى سوريا وسجن عز الدين ايبك من بقى منهم , ولما تخلص من طائفة الصالحين الذى كان قائدهم أقطاى .

وكان أحد نظار دواوين الحكومة فى هذا الوقت رجلاً ملكيا أسمه شرف الدين هبة الله بن صاعد الفائزى كان قد تظاهر بالأسلام من ايام الملك الكامل وكان أسمه تادرس

This site was last updated 05/18/08