الملك فاروق بالزى العسكرى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الملك فاروق والجيش

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ليست أسلحة فاسدة
أوراق محمود بك محمود
السماسرة والمخالفات بحملة فلسطين
‏الكوماندوز‏ ‏أحمد‏ ‏عبد‏ ‏العزيز‏
إحسان عبد القدوس والأسلحة الفاسدة
Untitled 1430

Hit Counter

 

لم ينال فاروق  لم ينل نصيباً يذكر من التدريب العسكري، ولم يحصل على أي شهادة ولم ينل تعليماً حقيقياً، واكتفى في تعليمه بزيارةٍ لبريطانيا عاد بعدها وهو يشعر بخيبة الأمل إذ لم يمكث هناك سوى ستة أشهر ونصف الشهر قضاها في مجرد التعرف على بريطانيا، وقد قال هذا لرئيس وزرائه
إن التقويم السياسي والتاريخي للملك يثبت أنه لم يكن يصلح للمهمة التي ألقيت عليه، رغماً عنه، بعد وفاة والده. وبالتالى لم يكن فاروق الأول القائد العسكري المؤهل لوضع الخطط وشرحها
وكنوع من البروباجاندا كان أثناء الحرب العالمية الثانية كان الملك فاروق يجمع حاشيته الإيطالية وعدداً من كبار مسؤولي السراي ليشرح لهم على الخريطة طبيعة المعارك والقتال بين قوات الحلفاء وقوات المحور والمدن والنقاط الملتهبة في تلك المواجهة،وكان يرتدي الزي العسكري قبيل حرب فلسطين ليجمع القادة العسكريين ويشرح لرئيس وزرائه محمود فهمي النقراشي مسار القتال وتوقعاته

علاقة جديدة بين الملك فاروق والجيش
وبعد أزمة 4 فبراير ١٩٤٢ التي انتهت بتشكيل حكومة مصطفى النحاس بناءً على طلب بريطانيا، بدأ فصلٌ جديد في علاقة الملك بالجيش الذي شعر بمدى الإهانة التي تعرض لها قائده على يد الإنجليز. وأغدق فاروق على كبار العسكريين، وبادله الجيش الحب
ويقول السفير جمال الدين منصور أحد أوائل وأبرز "الضباط الأحرار" في كتابه الصادر تحت عنوان "ثورة الجيش المصري..وثائق الإعداد والتمهيد ١٩٤٥- ١٩٥٢" إنه بعد حادث ٤ فبراير واقتحام الدبابات البريطانية قصر عابدين، لفرض حكومة النحاس على الملك، كان فاروق محل تعاطفٍ من جميع ضباط الجيش وحظي الملك بشعلةٍ من القبول بين الضباط، لكنه تغير بعد ذلك وانساق في طريق الفساد والاستبداد وكان يعامل رؤساء الوزارات والوزراء بطريقةٍ مخجلة، ولم يعط أي اهتمامٍ لمطالب الضباط بإصلاح الجيش
بدأ الضباط الشبان يرفضون تصرفات الملك، خاصة عندما وجدوه يمنح الألقاب العسكرية على هواه، لدرجة أنه منح سائقه الخاص رتبة بكباشي "مقدم" وأخذ في فصل عددٍ من الضباط دون مبرر. وأخذ التذمر طريقه إلى الجيش، وتكونت داخله عدة تنظيماتٍ سرية، بدأت في الحركة لمواجهة فاروق. وفي سعيه للقضاء عليها، استبعد أحمد عطية وزير الدفاع الوطني، وتم تعيين محمد حيدر مكانه عام ١٩٤٧، وهو رجل البوليس القاسي، مما أثار شباب الضباط
وكان فاروق يستشعر أن الجيش مازال القوة التي يعتمد عليها، ولازمه هذا الشعور حتى نهاية حكمه، وكان يزور ثكناته بين القاهرة والإسكندرية، متودداً للضباط. وأمر فاروق بخوض حرب فلسطين بالرغم من عدم استعداد الجيش، حتى إنه التزم بارتداء الزي العسكري ووقعت الهزيمة وحوصرت القوات في الفالوجا وأصبح جهل وزير الدفاع ماثلاً للعيان، وكانت هزيمة فلسطين هو نهاية النظام الملكي في نظر الجيش

ظهور معارضة الجيش للملك فاروق
أصبحت مواجهة الضباط سافرةً مع فاروق، وتبدى هذا من خلال المنشورات التي صارت أداة حربٍ معلنة على التصرفات الملكية، كما أعلنت أن الجيش جيش الأمة وليس جيش فرد
لقد حاولت منشورات ضباط الجيش تنبيه الملك فاروق إلى الخطر المحدق. ولذا نجد منشوراً صادراً عام ١٩٤٧ موجهاً إلى "صاحب الجلالة قائدنا الأعلى" وموقعاً من تنظيم "ضباط الجيش" - الذي نشأ عام ١٩٤٥ ثم اندمج مع مجموعة جمال عبد الناصر بوساطة خالد محيي الدين عام ١٩٥٠ تحت اسم "الضباط الأحرار"- حول سوء أحوال التدريب والتنظيم والتسليح بالجيش وإهمال القيادة
إن الجملة الافتتاحية تقول: "إليك صيحةٌ يا مولاي من قلوب مفعمة بالإيمان بالله وبمليكها.. يرفع هذا ضباط الجيش"، في حين تقول الجملة الختامية، بعد عرض المشكلة والمطالب المتصلة بها: "مولاي.. إن هذا الجيش المخلص لعرشكم المتفاني في الولاء لقائده الأعلى واثقٌ من عطفكم وعدلكم ووطنيتكم"
وفي منشورٍ آخر موجه إلى رئيس الأركان الفريق إبراهيم عطا الله في يوليو تموز عام ١٩٤٧، أراد الضباط زرع الشقاق بين الملك وبين الفريق عطا الله، بعد أن أحال الأخير بعض ضباط التنظيم السبق ذكره إلى المحاكمة وصوَّر نشاطهم على أنه تهديدٌ للعرش. ولذا يؤكد المنشور ولاء الضباط للعرش وللملك مع توجيه سهام النقد إلى رئيس الأركان باعتباره رمز الفساد في الجيش. كان المنشور يهدف إلى وضع الملك بين خيارين، إما اختيار ضباط الجيش الذين يعلنون ولاءهم له، أو رئيس الأركان الذي استطاع كشف بعض ضباط التنظيم وتقديمهم للمحاكمة
وأدى هذا المنشور إلى دفع الملك إلى اختيار الضباط، وتم حفظ القضية والإفراج عن الضباط المعتقلين
وفي منشورٍ ثالث في سبتمبر أيلول عام ١٩٤٧ يخاطب التنظيم الملك في العنوان كالتالي: "من ضباط الجيش إلى مولانا الملك". وفي الفقرة الافتتاحية يتحدث المنشور عن نفاد الصبر فيقول: "لقد فاض الكأس وطفح الكيل ولا نستطيع صبراً بعد الآن يا مولاي، تدارك الأمر بحكمتك وإلا كانت العاقبة وخيمة"
وفي سياق المنشور يخاطب الضباط الملك قائلين: "ولكن يا مولاي بإمكانك القضاء على كل هذا بالإصلاح والتحسين وإقصاء الفاسدين والمضلين من حاشية مولاي الذين يزيفون الحقائق ويضللون..."
يختتم المنشور بنداء استغاثةٍ بحكمة الملك: "مولاي إن الساعة خطيرة وتأذن بالانفجار، فتدارك الأمر يا مولاي بحكمتك السديدة..."

ظهور الضباط الأحرار كقوة فى إنتخابات نادى الضباط
إلا أن فاروق لم يتدارك أخطاء نظامه وتجاهل نداءات الإصلاح من الداخل، وانتابته رغبة قوية في وأد نشاط الضباط الأحرار. وكانت الجولة الأولى في المواجهة في انتخابات نادي الضباط عام ١٩٥١، التي فاز فيها الضباط الأحرار وفشل مرشح الملك اللواء حسين سري عامر، ذو السمعة السيئة، ولم تفلح محاولات الملك في تأجيل الانتخابات، ولم يمتثل لها الضباط
وتلقى فاروق نبأ محاولة الضباط الأحرار اغتيال حسين سري عامر في يناير كانون ثانٍ عام ١٩٥٢- التي اشترك فيها جمال عبد الناصر وحسن إبراهيم وحسن التهامي وكمال الدين حسين - بفزعٍ بالغ وتوعد بالانتقام
وفي أعقاب صدور أمر حل مجلس إدارة نادي الضباط، ارتفع مؤشر نقمة الضباط على الملك الذي منعهم من دخول النادي. وقد أسهم العناد الملكي وخطواته العنيفة بالتبكير في القيام بثورة يوليو 1952

الملك كان فى حفل ساهر فى ليلة الثورة
وفي ليلة الثورة كان الملك في حفلٍ ساهر أقامه في رأس التين احتفاءً بإسماعيل شيرين زوج شقيقته لتوليه وزارة الحربية، الذي عزم أن يروع به ما يسمي تنظيم الضباط الأحرار، ولكن ما حدث كان العكس تماماً لينتهي فاروق والملكية من مصر
الجيش المصرى وحرب فلسطين

كان من نتيجة الأحداث السابقة أن احتارت السراي والحكومة بشأن قرار مشاركته في تلك الحرب، فإن هذا الجيش لم يكن ببساطة مستعداً ولا جاهزاً لخوض لحرب يكفي أن نشير إلى أن هذا الجيش المصري لم يقم بمناورةٍ واحدة من عام 1931 إلى عام 1948 .

وهناك أسئلة تطرح إحتمالات موافقة الملك على دخول الجيش هذه الحرب ، هل أراد أن يتخلص من الضباط المشاغبين ليموتوا فى هذه الحرب؟ هل أراد أن يظهر بأنه قائد الجيش المصرى؟
وكان الجيش في تلك الأيام موزعاً بين الاحتفالات، كسفر كسوة المحمل أو المولد النبوي، وبين أعمال الوزارات العادية. وزارة المالية مثلاً كانت تستعير من الجيش فرقة للحراسة، ووزارة الصحة تستعير بعض أفراد إحدى الفرق لمقاومة الفيضانات، ووزارة الصحة تستعير بعض فرق الجيش لمكافحة الجراد، ووزارة الصحة كانت تستعير فرقاً من الجيش: في الحرب ضد الأوبئة مثل الكوليرا.. ووزارة الداخلية كانت تستعير بعض فرق الجيش لحفظ النظام وقمع المظاهرات وتحول الجيش إلى أداةٍ مدنية، وكاد يفقد تماماً الروح العسكرية
ويقول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في يومياته عن حرب فلسطين إن محمود فهمي النقراشي أبلغ اللواء أحمد محمد المواوي أول قائد مصري لحملة فلسطين بأن موقف مصر بين الدول العربية يحتم عليها الدخول، وأنه يعتقد أن حرب فلسطين سوف تسوى سياسياً بسرعة، وأن الأمم المتحدة سوف تتدخل، وأن الاشتباكات ستكون مجرد مظاهرة سياسية، وليست عملاً حربياً

إنتصارات على صفحات الجرائد وهزيمة ثقيلة فى الواقع
وكما حدث الأمر فى هزيمة جيش مصر سنة 1967م كانت البروباجاندا الإعلامية فى جرائد مصر تبشر بنصر ففى صباح يوم دخول مصر حرب فلسطين، حملت الصحف المصرية مانشيتات تقول:
"الطائرات المصرية فوق تل أبيب والمستعمرات اليهودية"
"إلقاء منشورات بطلب تسليم اليهود في ظرف ساعة"
"دخلت الجيوش العربية فلسطين"
ولكن سرعان ما ظهرت الحقيقة..واتضحت معالم الهزيمة وكان هذا اليوم هو يوم الإشاعات في القاهرة
فقد أشيع أن الإسكندرية وقعت فيها حوادث، وأن داوود عدس صاحب محال عدس الشهيرة قد قُِتلَ وأن محله نُهِبَ، وأن الفريق حيدر باشا سافر إلى الحدود.. في حين أنه كان في اجتماع عسكري
وأشيع أيضا أنه جرى نسف الأزهر الشريف بالديناميت
وظهرت إشاعات أخرى عن ذبح ثلاث حاخامات في مذبح القاهرة، وإشاعةٌ عن قتل 250 يهودياً في ميدان الملكة فريدة
وكانت الصحف المصرية في ذلك اليوم تحمل خبر إعلان قيام دولة إسرائيل، واعتراف الولايات المتحدة بها
وعاش أهل القاهرة في حيرة..لم يكن أحد يعرف ماذا يحدث في فلسطين
وتاهت الحقيقة في طوفان البرقيات والإشاعات والخطب الحماسية، في حين كانت هناك دماء تسيل على أرض فلسطين.. في اليوم نفسه
ولقد أخطأ صانعو المسلسل بالقول إن أحمد عبد العزيز قائد قوات المتطوعين في حرب فلسطين قُتِلَ في الفالوجة، وهو الذي قضى نحبه في عمليةٍ طائشةٍ في منطقة عراق المنشية
في 22 أغسطس آب عام 1948، دُعي أحمد عبد العزيز لحضور اجتماعٍ في دار القنصلية البريطانية بالقدس لبحث خرق اليهود للهدنة. وفي مساء اليوم نفسه توجه أحمد عبد العزيز بصحبة اليوزباشي صلاح سالم -أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة في مصر فيما بعد- إلى مقر قيادة القوات المصرية في المجدل؛ لينقل إلى قادته ما دار في الاجتماع. وكانت منطقة عراق المنشية مستهدفةً من مسلحين يهود يستغلون ظلام الليل للهجوم عليها، فكانت ترابط بها كتيبةٌ عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل. فلما اقتربت سيارة أحمد عبد العزيز من تلك المنطقة ظنها أحد الحراس من سيارات العدو، فأطلق عليها الرصاص، فأصابت إحداها أحمد عبد العزيز فلقي حتفه في الحال
واليوم، يوجد نصبه التذكاري في مقبرة قبة راحيل شمال بيت لحم

This site was last updated 01/19/10