Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الله فى أشعار العرب قبل الإسلام - النصرانية فى مكة وفى الكعبة جامع آلهة العرب
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
كعبة المجوس الزردشتية بفارس
Untitled 3123
Untitled 3124
الكعبة والراقصين العراة
ثلاث وعشرون كعبة
كعبة نجران
خليفة يدمر الكعبة
الجنس والحج
معبد المقة إلاه القمر
أبن بطوطة بالأراضى الحجازية
الكعبة ليست مثل البيت المعمور
غسل الكعبة
الكعبة بمكة
استقبلوا بمقعدتي القبلة
النصرانية فى الكعبة

Hit Counter

***************************************************************************************

تعليق من الموقع : الموقع لا يلجأ لتفسير وجود أسم الله فى الكتاب المقدس باللغة العربية ، كما أنه لا يبحث فى أثبات أن أسم الله كان مستخدم فى القبائل العربية النصرانية فى الجزيرة العربية أو القبائل المسيحية فى الشام ، أنه من ليس من المنطق أنه إذا كان أحدهم يستخدم أسم الله منهم فنستخدم نحن هذا الإسم أيضاً أو أنه إذا إستخدم أحد الشعراء هذا الإسم فى بيت من الشعر يمكن القول أن هذا الأسم كان شائعاً عند هذه القبائل ، فهناك عوامل كثيرة يجب أن تطبق فيها صفة شيوع اسم ما ، وإستخدام هذا الإسم لا يجيز لنا إستخدام هذا الإسم ، لأننا نملك براهين قوية على أن هذا الأسم ليس أسم إلهنا ، وإنما هو دخيل علي المسيحية .

 ففى الترجمة العربية ترجموا أسم إيلوهيم إلى الله ، وترجموا إسم الإله إلى الله ، وترجموا أسم يهوه إلى الله ، فمن يكن هذا الله ، أهو الآب ، أهو الإبن أهو الروح القدس ، وكما هو معروف أن البسملة المسيحية بسم ألاب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين ليس به الله ، فالله أسم لا يوجد فى جميع لغات العالم ، وكما هو معروف فى اللغة العبيرة أن جميع السماء لها معانى إيلوهيم له معنى يهوه له معنى حتى اسماء الأماكن والبشر له معنى .. فماذا يعنى أسم الله ؟

والإسم لا يتغير من لغة إلى أخرى ، إذا فأسم الله أدخل على المسيحية وإذا كان العرب النصارى والمسيحين إستخدموا إسم الله فقفد إستخدموه لجهل لأنهم فيما يعتقد ظنوا أن أسم الله يدل على كلمة الإله التى تعنى معبود وهو أسم شائع يطلق على أى إله ، ولكن اسم الله ينطبق بكل تأكيد على كائن إلهى معين أو معبود معين له صفات أعمال وخصائص ويتميز عن إله آخر بهذه الصفات والأعمال والكتاب الذى يعبد به ، كما لا تنطبق صفات أعمال وخصائص على معبود آخر سواه ، وحينما يقول المسلمون أنهم يعبدون الله وإلههم صفاته كذا وكذا وكتابهم به كذا وكذا وخصائص إلههم كذا وكذا ، وجنته بها كذا وكذا ... إلى آخره .. فإنه بلا شك لا يكون الله هذا إله المسيحة لأنه مختلف صفة وعملاً وأسماً .

 النصرانية هى طائفة منشقة عن المسيحية وكان لها فروع فى الجزيرة العربية وقد سمعنا عن نصارى نجران ونصارى اليمن وغيرها من الأماكن ، أما فى مكة فكان أسقفها ورقة أبن نوفل أسقف مكة كما أوضحنا مراراً ، والنصرانية ليست هى المسيحية ، ووجود آثار النصرانية فى الكعبة قد يعنى أن النصارى كانوا يؤمنون بالله إلاه ألإسلام لأن أسم الله قد ظهر فى الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام بحوالى 50 سنة فقط ، وربما تكون فئة منهم جعلت الله إلهها ، ووجود علامات وصور وأشياء وعبارات نصرانية لا يعنى أن الكعبة هو بيت إلههم ، ولكن نود أن نؤكد أن الكعبة ليست كنيسة مكة ، ولكن مكة هى ملتقى القوافل ، والبيت العتيق الذى هو الكعبة كان يجمع كل آلهة العرب 360 إلهاً سواء أكان إلها سمائياً أو أرضياً أو نجمياً أو صنمى أو وثنى ، كما إحتوت صور الأنبياء رسموا على حوائطها وأعمدتها ، وبذلك صارت الكعبة كل من له إله يصلى إليه ، وكل من له نبى يصلى عليه .

***************************************************************************************

لا تعنى بالضرورة كلمة "رب" أنه هو إله حسب الفكر اليهودى والمسيحى فنجد فى الأسلام رب المشارق ورب المغارب ، فأين هى المشارق والمغارب التى لها رب ، أما بالنسبة للعرب الوثنيين فيقول جواد على (1) : 

" ولم يكن "ذ سموى"، "ذ سمى اله"، "ذو السماء إلهَ" أي "صاحب السماء"، أو "إلهَ السماء"، أو "رب السماء"، إلَه جماعه معينة أو إله قبيلة مخصوصة، بل هو إلَه ولدته عقيدة جديدة ظهرت في اليمن بعد الميلاد على ما يظن تدعو إلى عبادة إلهَ واحد هو "ربّ السماء"، فهو إلهَ واحد مقره السماء. ويرى بعض المستشرقين أن هذه العقيدة هي نتيجة اتصال أهل اليمن باليهودية والنصرانية على اْثر دخولهما العربية الجنوبية، فظهرت جماعة تأثرت بالديانتين تدعو إلى عبادة إله واحد هو "رب السماء"".

 

الفقرة التالية للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل السبعون أَصنام الكتابات  ص 736

ومن بين الآلهة إله عرف ب "ذ سموي"، أي "رب السماء"،وهو إله ظهر اسمه قبل الميلاد بقليل. وقد بقي اسمه متألقاً في سماء اليمن، يقدم اليه الناس النذور والقرابين إلى ما بعد الميلاد. ويرى بعض الباحثين، ان عبادته تدل على ظهور عقيدة التوحيد عند العرب الجنوبين، إذ تدعو إلى عبادة إله واحد، هو "رب السماء".
ولدينا كتابة مخرومة أسطراً، لكنها لا تزال مع ذلك مفهومة، تفيد ان جماعة من الأشرار المارقين تطاولوا على حرم "اوثن ذ سموي" أي "الوثن رب السماء"، فسرقوه، ونهبوا ما كان فيه، واستولوا على ما كان حبس له. ولكن عبدته عادوا، فجمعوا ما سرق، وأصلحوا ما أفسد، وتقربوا إلى الإله "رب السماء" بطلب التوبة والغفران، وختموا نصهم بهذ ه الجملة: "و ذ سموى ليزامتعن شعبهو"، أي "وليمتع رب السماء شعبه". ويقصد النص بشعبه أتباع هذا الإلَه وعبدته.
وإلى هذا الإله، الإلهَ: "ذ سمي" "ذ سموي"، إلَه السماء تعبدت قبيلة "امر" "أمر". ويعد "بعل سمن" "بعل سمين" " بعل السماوات" إلهاً للبركة والخصب، إذ يرسل المطر فينشر الخير للناس.

 

 

لكعبه في مكة!
وعبارات "ربّ البيت" و"ربّ الكعبة" و"ربّ مكّة" لا تعنى بالضرورة أن القصد هو الله ، لأن معنى كلمة رب فى اللغة العربية هو السيد

عديّ بن زيد:
من شعراء البلاط في الجاهلية، ثمّة بيت للشاعر النصرانى المشهور عَدِيّ بن زيد، (2) من واحدة من قصائده ألّفها بعد أن سجنه النعمان الثالث ملك الحيرة يعاتبه فيها، والبيت يقول:
سعى الأعداء لا يألون شراً .....عليك ورب مكة والصليب

ولم أقسم عدي بمكة وكذلك الأعشى :
حلفت بثوبي راهب الدير والتي بناها قصي والمضاض بن جرهم

والأعشى عاش في الجاهلية وأدرك الرسول ومدحه ) ( د. جواد علي المفصل ، المجلد السادس ، ص666ـ669 ، مرجع سابق ) .

جاء في (الاغاني 13: 109) ان سادس ملوك جرهم كان عبد المسيح بن باقية، وكانت سدانة البيت العتيق " لاسقف عليه ". وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبة كانت مسجدا نصرانياً على زمن بني جرهم!!!
يؤيد ذلك ما رواه الازرقي، واجماع الاخباريين عليه، ان أهل مكة لما جددوا بناء الكعبة، خمس سنوات قبل مبعث محمد، رسموا على جدرانها صور الملائكه والانبياء مع صور السيد المسيح وامه.. وعند فتح مكة امر محمد بمسح جميع الصور، ما عدا صورة المسيح وامه. وهذا عمل " نصراني" من رواسب اليهود المتنصرين.
وكان الحجاز تحت إمراء آل كندة المسيحين في نجد، التابعين للتبابعة المسيحيين في اليمن. وقد قُتل والد امرىء القيس، فقام سيد شعراء الجاهلية يستنصر قيصر في دم أبيه. ومنذ هذه الحادثه قام الصراع بين المسيحية واليهودية، وزاده تأججا هجرة "النصارى" الى مكة للاستيلاء على البيت العتيق، وبه على الحجاز والعرب.
فقد شهد القرآن لاهل مكة بالتوحيد، فتصاريح القرآن تدل على انه حملته لم تكن على الشرك الوثني، بل الشرك في التوحيد كما هو ظاهر في (الزمر 3) وغيره الكثير بخصوص الاولياء والشفعاء....فشرك العرب ولاية وشفاعة، وحصرا، عنى القرآن الملائكة بالشفعاء....ورغم ذلك، فالقرآن نفسه يقول بشفاعة الملائكة (غافر 7)....
وفي قصة الازرقي، يتضح موقف القرآن من طمس رسوم الشركاء في فتح مكة: ان الكعبة ( جُعلت في دعائها صور الانبياء وصور الشجر وصور الملائكة. فكان فيها صورة ابراهيم خليل الله يستقسم بالازلام، وصورة عيسى ابن مريم وامه، وصور الملائكة عليهم السلام اجمعين..قال ابن شهاب : قالت أسماء بنت شقر : أن امرأة من غسان حجت في حجاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة قالت : بأبي وأمي أنك لعربية ، فأمر رسول الله ( ص ) أن يمحو الله تلك الصور إلا ما كان من صورة عيسى ومريم ..وأمر (محمد) بطمس تلك الصور فطمست...ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مريم وامه عليهما السلام وقال: امحوا جميع الصور الا ما تحت يدي. فرفع يديه عن صورة عيسى ابن مريم وامه) (الازرقي: اخبار مكة 1: 104) فاستثناء صورة مريم وابنها من الطمس دليل على بقاء المعنى الركزي للصورة وهو الاستشفاع. ودلالة اخرى تاريخية، ان الاصنام كانت خارج الكعبة، أما صور الملائكة والانبياء والمسيح وامه فكانت على جدران الكعبة من داخل: وهذا يدل على ان النصرانية كانت مقدسة في الكعبة – كما تقطع شهادة الاصفهاني في (الاغاني 13: 109) ان البيت الحرام، في عهد بني جرهم، وسادس ملوكهم يدعى عبد المسيح بن باقية بن جرهم كان " يومئذ لاسقف عليه"! فالوالي الزمني بمكة اسمه عبد المسيح، والوالي الديني على الكعبة اسقف واهل التواريخ يغفلون عن هذا الواقع التاريخي. فقد تولت النصرانية على الكعبة، والصور شاهد حق وعدل.

مما يؤيد ذلك، وجود قسان نصرانيان في مكة، هما القس ورقة بن نوفل (كان أبيونياً هرطوقياً ) ، والقس عداس الراهب من نينوى ( وهو الذي شفى محمد في صغره من مرض في عينيه : السيرة المكية، والحلبية والاغاني) ، كما تشهد جميع السير النبوية، يؤيدهم الحصار المسيحي للحجاز، من أطراف الجزيرة كلها، كما يؤيدهم قيام دولة آل كندة المسيحية في نجد، كما يعزز دعوتهم الاحابيش (الجنود المرتزقة)!
وعن آثارات الكعبة ذكر كتاب قس ونبي لابو موسى الحريري ( ص 147) ما يلي:-
" آثارات الكعبة: تشبه الاثارات التي وجدت في الكعبة عن ابراهيم الخليل، والملائكة، والمسيح في حضن امه مريم الاثارات النصرانية الكثيرة الموجودة في "بيوت العماد"، في الناصرة وبيت لحم واورشليم وبللاّ وبترا... وفي وسط "بيت العماد" حوض ماء يعلو 84سم. على جدران الحوض آثار أنبياء وملائكة، ودعاءات وصلوات... ويشهد Arculfe الذي زار الاراضي المقدسة سنة 670 على ان هذه الامكنة جميعها كانت تشبه بعضها بعضا...معظمها على اسماء أحد الانبياء الذين لهم علاقة ب "العبور"، عبور الاردن، او الصحراء، أو البحر...كايليا، وموسى، وابراهيم...وهل كعبة مكة، مع ما فيها من الركن الابراهيمي والاثارات النصرانية...على علاقة ببيوت العماد؟!!!
وهل سورة النور في القرآن رقم 24/35 مع ما فيها من تعابير: "النار" و"النور" و"المصباح" و"المشكاة" و"الزجاجة" و"الاغصان" و"الزيتونة"...ببعيدة عن صور العماد ورموزه عند النصارى؟؟؟
ونعرف من الاثار انه جاء رجل من الروم، او من الاقباط، اسمه باقوم أو باخوميوس، وراح يعمل فيها (الكعبة) ويسقفها وينجر ابواب لها. (لامنس: النصارى في مكة مشرق ج 35، 1937، ص 267) وهذا في زمن وجود الاسقف على ولاية الكعبة.
اومن الادلة على ذلك ايضا: " بناء الكعبة على الطراز الحبشي، في سنة 608 ميلادية، ووجود الصور المسيحية التي كانت تحلي باطنها، وقيام معمار حبشي ببنائها". (1) وبحسب السيرة النبوية كان من روم الشام، وقد أمروه: "ابنها لنا ببناء أهل الشام" اي على شكل كنيسة – وقد كانت الكعبة على عهد محمد ودعوته كنيسة مسيحية، للنصارى من بني اسرائيل فيها الحجر الاسود رمز المسيح الى جوار صورة مريم العذراء تحتضن السيد المسيح(2) على عادة المسيحين الشرقيين في كنائسهم.
(1) العقاد: العبقريات الاسلامية. دار الاداب في بيروت. مطلع النور ص 50، وهو ينقله عن المجدة التاريخية المصرية، عدد اكتوبر سنة 1949 التي تنقل كلام المؤرخ كروزيل.
(2) قابل الازرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من آثار.
النصرانيه في مكه:-
فقد ذكر اليعقوبي في تاريخه أن : من تنصر من أحياء العرب قوم من قريش" ويخص بالذكر منهم بني أسد بن عبد العزّى. (1) فهذه شهادة ثمينة جدا بغزو النصرانيه لقبيلة محمد!!!
وذكر الفيروزبادي في تاج العروس موضعا في مكة يعرف "بموقف النصارى"(2)
ويدلنا الازرقي على مقبرة النصارى في مكة: "مقبرةالنصارى دبر المقلع على طريق بئر عنبسه بذي طوى". والمقلع جبل بأسفل مكه على يمينالخارج الى المدينة. (3)
وذكر المقدسي في جغرافيته (77) "مسجد مريم" بجوار مكة. (لاحظ كلمة مسجد)!!!
وقد روى ابن الاثير وابن خلدون ان سادس ملوك جرهم في مكة يدعى عبدالمسيح بن باقيه بن جرهم.فيتعين من ذلك ان النصرانيه غلبت في مكة قبل بني الازد وتغلّب بني خزاعة على ولاية البيت العتيق. وتنقل اخبارهم انه على زمن آل جرهم تولى الكعبه أسقف.
وروى ابو الفرج الاصفهاني في الاغاني ان سادس ملوك جرهم كانعبدالمسيح بن باقيه بن جرهم، وكانت سدانة البيت العتيق "لاسقف عليه"(4). وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبه كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم.
وروى الازرقي ايضا على مدى التأثير الذي كانللنصارى في مكة حتى انهم رسموا على جدران الكعبه صور الانبياءوالملائكه، وخاصة صورة المسيح وامه. (5)
*******************

المراجع:-
(1) تاريخ اليعقوبي 1: 298
(2) الفيروزبادي: تاج العروس
(3) الازرقي: أثار مكة وما جاء بها من اخبار ص 50
(4) الاصفهاني: كتاب الاغاني 13: 109
(5) الازرقي 1: 104
***********************************************************************************************

الكنيسة المسيحية في اليمن ونجران:-

لقد دخلت اليهودية الى اليمن قبل المسيحية. وفي القرن الثالث بدأ التبشير المسيحي باليمن. وينقل الاخباريون ان حامل الانجيل الى نجران سوري اسمه "فيميون". (1) وتذكر سيرة ابن هشام (1: 35-36) ان عبدالله بن التامر "كان يسمع من فيميون حتى أسلم ووحد الله، وعبده، وجعل يسأل عن شرائع الاسلام.

)))) لاحظوا ان ذلك في القرن الثالث الميلادي))))). فجعل عبدالله بن التامر يدعو الى دين الله...واستجمع اهل نجران على دين عبدالله بن التامر. وكان على ما جاء به عيسى، ابن مريم، من الانجيل والحكمة". وقد ازدهرت المسيحية ايما ازدهار. وكان بنو الحارث بن كعب رؤساء المسيحين في نجران. ويذكر الاخباريون (2) ان بني عبد المدان بن الديان الحارثي أقاموا "كعبة نجران" مضاهاة لكعبة مكة. وكعبة نجران كانت كنيسة لان سدنتها اساقفة ورهبان.
****************
(1)ابن هشام في السيرة 1: 32؛ الطبري: تاريخ الملوك 1: 919؛ ويسمسه "فيمئون"؛ والروض الأنف: "نيمئون".
(2)ياقوت الحموي: معجم البلدان 8: 262؛ وايضا، الدكتور جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام 5: 175.



وثمّة فئة أخرى من الشعراء غير المسيحيّين وغير اليهود استعملوا في شعرهم كلمة "الله". ومناسبة ذلك أنّ الشاعر يسعى إلى استرضاء ملك مسيحيّ يرعاه، فيؤلّف قصيدة في مدحه. وفي حالة كهذه، يستعمل الشاعر كلمة "الله" بوعي أو من دون وعي، بالمعنى المسيحيّ ومن وجهة النظر المسيحيّة، على الرغم من حقيقة كونه وثنيًّا. فالشاعر الجاهليّ النابغة الذبيانيّ يخاطب النعمان بن المنذر ملك الحيرة المسيحيّ، ويتغنّى بمدحه، مستعملاً كلمة "الله" بالشكل الآتي:

وربَّ عليه اللهُ أحسنَ صنعِه

وكان له على البَرِيَّة ناصرُ

يقصد الشاعر في هذا البيت أنّ الملك مدينٌ بنجاحه الرائع وثروته وسطوته لنعمة "الله" العظيمة. والشاعر نفسه، بعد أن فقد رعاية النعمان له، ذهب إلى الغساسنة، فرحّب به الملك عمرو بن الحارث بحرارة وأكرمه، فبدا بتأليف المدائح لهذا السيّد الجديد وعائلته، ومجموع المدائح يُعرف الآن بـ"الغسّانيّات". ونجد في واحـدة من أشـهر قـصائـده الغـسّانيـّة البـيـتيـن الآتـيـيـن:

لهم شيمةٌ لم يعطِها الله غيرَهم

من الجود، والأحلامُ غير عوازبِ



مجـلّتـُهم ذاتُ الإلـه وديـنـُهـم

قويمٌ، فما يرجون غيرَ العواقبِ

يقول الشاعر في مدح الغساسنة المسيحيّين إنّهم ذوو طبيعة لم يمنحها الله لأيّ إنسان آخر، هي الكرم المقرون بالعقل الذي لا يغيب عنهم أبدًا، وإنّ كتابهم المقدّس (مجلّتهم) من عند الله، وإيمانهم راسخ وقويم (أرثوذكسيّ)، ورجاؤهم يتركّز كلّيّةً على العالم الآتي، أو إذا قرأنا "خير" بدلاً من "غير" في عجز البيت الثاني لكان المقصود أنّ المسيحيّين يأملون خير ما في العالم الآخر.

شئنا عبر هذه العجالة، مع ضيق المساحة وقلّة الاستشهادات وانعدام الإحالات، القول أنّه في الوقت الذي نشأ فيه الإسلام، لم يكن العرب المشركون بعيدين عن تكوين فكرة، أو بداية إيمان بالله بوصفه الإله الأسمى المتعالي فوق مستوى المعبودات المحلّيّة. لم تكن "الجاهليّة"، من حيث إنّها تعني الجهل بالله، جاهليّةً البتّة، فالله كان معروفًا في تلك البيئة. ولكنّ للتاريخ اللاحق كلمة أخرى..

***********************

المـــــــــــــــراجع

(1) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام المؤرخ العلامة جــــواد عــلى دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثانى 1980 ص 679

(2) دي بن زيد العبادي ( في سجن الصنين ) :

عدي بن زيد العبادي من بني تميم موطنه الحيرة , نصراني جاهلي , كان جميل الوجه فائقاً في الجمال , طرحه أبوه في الكتاب حتى إذا حذق أرسله إلى كتاب الفارسية فتعلم الكتابة والكلام بالفارسية حتى خرج من أفهم الناس بهما , وأفصحهم بالعربية , وقال الشعر وتعلم الرمي بالنشاب , ثم اتصل بالنعمان بن المنذر ملك الحيرة ونادمه طويلاً , حتى وشى به بعض أعدائه عند النعمان فقبض عليه وحبسه في سجن الصنين وما زال يشدد عليه في السجن وعدي يتوسل اليه بأرق الشعر إلى أن هلك في محبسه بعد ان سجّل له تاريخ الأدب في هذا السجن قصائد ملأى بالعواطف الانسانية والبكاء المر ومن أوجع هذه القصائد قوله :
ليس شيئٌ على المنون بباقِ ***** غير وجه المسّبح الخلاقِ
ولقد ساءني زيارة ذي قر ***** بى حبيب لو دنا مشتاقِ
ساءه ما بنا تبين في الأيدي ***** واشتناقها إلى الأعناقِ
فاذهبي يا أميمُ غير بعيدٍ ***** لا يؤاتي العناقَ من في الوثاقِ
واذهبي يا أميمُ ان يشأ الله ***** ينفسْ من أزمّ هذا الخناقِ
أو تكن وجهةٌ فتلك سبيلُ النـ ***** ـاسِ لا تمنع الحتوف الرواقي
وتقول العداةُ اودى عدي ***** وبنوه قد أيقنوا بغلاقِ
يا أبا مسهر فابلغ رسولاً ***** اخوتي أن اتيتَ صحنَ العراقِ
ابلغا عامراً وأبلغْ اخاه ***** أنني موثقٌ شديدٌ وثاقي
في حديد القطاس يرقبني ***** الحارسُ والمرء كل شيء يلاقي
في حديد مضاعفٍ وغلولٍٍ ***** وثيابٍ منضحات خلاقِ
فاركبوا في الحرام فكوا أخاكم ***** أن عيراً قد جهزت لانطلاقي
 

ولو قرأنا قصيدته الآتية لوقفنا على جملة أمره وعلى مدى أثر السجن في نفسه , فلنستمع إليه وهو يخاطب النعمان ويتوسل إليه ويشرح له الأوضاع الراهنة بعد سجنه الطويل :
أرقت لمكفهرٍ بات فيه *** بوارق يرتقين رؤوس شيب
تلوح المشرفيةُ في ذراه *** ويجلو صفح دخدار قشيب
سعى الأعداء لا يألون شراً *** علّي ورب مكة والصليب
أرادوا كي تمهل عن عدي *** ليسجن أو يدهده في القليب
وكنت لزاز خصمك لم اعرد *** وقد سلكوك في يوم عصيب
أعالنهم وأبطن كلّ شرٍ *** كما بين اللحاء إلى العسيب
ففزت عليهمُ لما التقينا *** بتاجك فوزة القدح الأريب
وما دهري بأن كدّرت فضلاً *** ولكن ما لقيت من العجيب
ألا من مبلغ النعمان عني *** وقد تهدى النصيحة بالمغيب
أحظي كان سلسلة وقيداً *** وغلاً والبيان لدى الطبيب
أتاك بأنني قد طال حبسي *** ولم تسأم بمسجون حريب
وبيتي مقفرٌ إلا نساءً *** ارامل قد هلكن من النحيب
يبادرن الدموع على عدي *** كشنٍّ خانه خرز الربيب
فان أخطأت أو أهملت أمراً *** فقد يهم المصافي بالحبيب
وان أظلِم فقد عاقبتموني *** وأن أظلَم فذلك من نصيبي
وان أهلك تجد فقدي وتخذل *** إذا التقت العوالي في الحروب
فهل لك أن تدارك ما لدينا *** ولا تغلب على الرأي المصيب
فإني قد وكلت اليوم أمري *** إلى رب قريب مستجيب

 

This site was last updated 02/11/10