القديس توما الرسول

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حياة مرقس رسول المسيح
يعقوب‏ ‏بن‏ ‏زبدي
يعقوب‏ ‏بن‏ ‏حلفي
لقديس‏ ‏سمعان‏ ‏بن‏ ‏حلفي‏
القديس‏ ‏برثولماوس / نثنائيل ‏الرسول
‏القديس‏ ‏برنابا‏ ‏الرسول
القديس‏ ‏يوحنا‏ ابن زبدي‏ ‏الإنجيلي‏(1)‏
 القديس‏ ‏تداوس‏ يهوذا‏ ‏ليس‏ ‏الإسخويوطي
القديس توما الرسول
القديس متى الرسول
بطرس الرسول والحبر الرومانى1
القديس اندراوس الرسول
القديس‏ ‏فيلبس‏ ‏الرسول
بولس الرسول1
القديس سمعان القانوى الرسول
يهوذا الإسخريوطي / وتداوس الرسول
سلطان إخراج الشياطين
أسماء السبعين رسولًا
معلمى التوراة

 

 بقلم المتنيح الأنبا غريغوريوس

القديس توما الرسول
الصورة الجانبية :
 كنيسة القديس مار توما الرسول في مدينة نينوى بالعراق وصور لإصبع القديس مار توما الرسول الذي لمس فيه جراحات السيّد المسيح بعد القيامة بركة صلواتهُ فلتكن معنا آمين

إن القديس توما الرسول هو أحد الاثني عشر الذين اختارهم المسيح له المجد وعينهم ليكونوا تلاميذه.. يقول الإنجيلثم دعايسوع المسيح له المجدتلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا علي الأرواح النجسة ليطردوها,ويشفوا كل مرض وكل ضعف.. وهذه هي أسماء الاثني عشر رسولا:الأول سمعان الذي يدعي بطرس وأندراوس أخوه,ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه,وفيلبس وبرثولماوس وتوما ومتي العشار...متي10:1-4
وقال الإنجيل للقديس مرقسثم صعد إلي الجبل ودعا الذين أرادهم فجاءوا إليه وأقام منهم أثني عشر دعاهم الرسل ليلازموه وليرسلهم للتبشير وقد منحهم سلطانا لأن يشفوا المرضي ويطردوا الشياطين.. والاثنا عشر الذين أقامهم هم:سمعان الذي لقبه بطرس ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخو يعقوب ... وأندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتي وتوما..مرقس3:13-19.
وقال الإنجيل للقديس لوقا:فلما طلع النهار دعا إليه تلاميذه واختار منهم اثني عشر سماهم رسلا,وهم سمعان الذي سماه كذلك بطرس وأندراوس أخوه ويعقوب ويوحنا وفيلبس وبرثولماوس ومتي وتوما..لوقا6:12-16.انظر أيضا يوحنا11:16, 14:5, 21:2, أعمال الرسل 1:13.
فالرسول توما اختاره المسيح له المجد بنفسه منذ الابتداء ليكون معه ملازما له ودعاه أيضا رسولا وأقامه من بين الاثني عشرودعاهم الرسل ليلازموه وليرسلهم للتبشيرمرقس3:14,13وأعطاهم سلطانا علي الأرواح النجسة ليطردوها ويشفوا كل مرض وكل ضعفمتي10:1.
فالسلطان الرسولي ممنوح للقديس توما الرسول منذ أن اختاره المسيح له المجد ودعاه وعينه ليكون تلميذه ورسوله وكان مع التلاميذ الاثني عشر عندما ثبت لهم هذا السلطان بقولهالحق أقول لكم إن كل ما تربطونه علي الأرض يربط في السماوات وكل ما تحلونه علي الأرض يحل في السماواتمتي18:18وهو سلطان الحل والعقد الذي يتضمن من بين ما يتضمن سلطان غفران الخطايا وإمساكها الذي ورد ذكره مجددا وصريحا في مساء يوم القيامة إذ دخل إليهم وهم مجتمعين وقال لهم يسوع ثانية:السلام لكم,كما أرسلني الآب كذلك أرسلكم أنا قال هذا ثم نفخ في وجوههم وقال لهم:اقبلوا روح القدس من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتموها عليهم تمسك عليهم يوحنا 20:19-23.
وكان القديس توما الرسول مع التلاميذ والرسل الآخرين ملازما لهم ولمجمع الرسل كل أيام الأربعين المقدسة بعد القيامة حيث كان المسيح له المجد يظهر لهم ويكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت اللهأعمال الرسل1:3ولم يتخلف بتاتا عن مجمعهم إلا مرة واحدة في مساء يوم القيامة المجيدة ويروي الإنجيل للقديس يوحنا أن القديس توما كان من بين السبعة الذين ذهبوا معا للصيد بعد القيامة وظهر المسيح لهم وصنع معجزة صيد السمك الكثير قال الإنجيلكان سمعان بطرس وتوما المدعو ديديموس مجتمعين معا فقال لهم سمعان بطرسإنني ذاهب لأصطاد سمكافقالوا له ونحن أيضا نذهب معكيوحنا21:3,2,1.
وكان القديس توما الرسول بين مجمع الآباء الرسل عندما صعد المسيح له المجد إلي السماء وقبيل صعوده أمرهم بأن يذهبوا ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها فاذهبوا إذن وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا ما أوصيتكم به,وهاأنذا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهرمتي28:17-20
ويذكر سفر أعمال الرسل أن القديس توما كانم من بين مجمع الرسل الذين لازموا الصلاة والعبادة في العلية التي أكل فيها المسيح الفصح مع تلاميذه وغسل أرجلهم وسلمهم العشاء الرباني وفيها حل الروح القدس علي الرسل حسب أمر المسيح لهم أن ينتظروا فيها,وأن لايبرحوا أورشليم حتي يتلبسوا بقوة من الأعالي لوقا24:49بحلول الروح القدس عليهم فبعد أن صعد المسيح له المجد إلي السماء وظهر لهم رجلان بملابس بيضاء وقالا:أيها الرجال الجليليون مابالكم واقفين تتطلعون إلي السماء؟إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلي السماء سيجيء ثانية هكذا كما رأيتموه وهو منطلق إلي السماء...بعد ذلك مباشرة كما يقول سفر أعمال الرسلثم عادوا إلي أورشليم من الجبل الذي يدعي جبل الزيتون بالقرب من أورشليم علي مسيرة سبت.وحين دخلوا صعدوا إلي القاعة العليا التي كان يقيم بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس وفيلبس وتوما...وقد ظل هؤلاء جميعا يواظبون بروح واحدة علي الصلاة والطلبة ومعهم النساء ومريم أم يسوع...أعمال الرسل1:12-14.
وإذن فالسلطان الرسولي كان مع القديس توما منذ الابتداء ولازمه كل أيام حياته, وقد حظي بشرف معية المسيح له المجد وظهوره له مع التلاميذ كل الأيام التي تلت قيامة المسيح وصعوده إلي السماء, وقد حل عليه الروح القدس في يوم الخمسين وتكلم باللغات والألسنة التي وهب له أن يتكلم ويكرز بها بالإنجيل وكان أمر تكليفه أن يذهب إلي بلاد الهند ويكرز فيها باللغات والألسنة التي نال موهبة التكلم بها يوم الخمسين.. قال سفر أعمال الرسل في يوم الخمسينفوقف بطرس مع الأحد عشرأعمال الرسل 2:14والأحد عشر مع بطرس الرسول كان بينهم قطعا توما الرسول.. أما الثاني عشر فهو متياسالذي كان بين السبعين ثم ضم إلي الأحد عشر بعد سقوط يهوذا الإسخريوطي.
وإذن فتوما الرسول نال كل السلطان الذي أخذه الآباء الرسل والتلاميذ وإذا كان حقا أنه لم يكن حاضرا مع الرسل في مساء يوم القيامة ولم يكن معهم عندما نفخ المسيح في وجوههم وقالاقبلوا روح القدسلكنه لابد أن غفر له شكه في القيامة وقوله عن سيده ومعلمهإن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع في موضع المسامير إصبعي وأضع يدي في جنبه لا أؤمنيوحنا20:25ومن فيض حبه له لم يهمله وإنما ظهر له مع التلاميذ وهم مجتمعون في العلية وأبوابها مغلقة ثم قال لتوماهات إصبعك إلي هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولاتكن غير مؤمن بل مؤمنافأجاب توما بعد أن لمس بيده نار لاهوته في جنبه الإلهي وقال لهربي وإلهي يوحنا20:28,27 وهكذا خدم توما جميع الشكاك في كل العصور لأنه كان نائبا عنهم وكان شكه المبدئي سر إيمانه الموثق بعد ذلك فاعترف وصاح قائلا:ربي وإلهيأي لم يكتف بإيمانه بحقيقة قيامة سيده وإنما بلمسه جنب سيده ووضعه إصبعه في جنبه الإلهي جعله يصرخ بالحقيقة الأعظم من إيمانه بالقيامة وهي اعترافه بأن المسيح ربه وإلهه.
ولابد أن يكون المسيح قد غفر لتوما شكه المبدئي في حقيقة قيامته لأنه إذا كان قد غفر لسمعان بطرس خطيئة إنكاره لسيده بل أخذ يلعن ويحلف قائلا:إني لا أعرف هذا الرجلمتي26:74بينما كان قبل ذلك بقليل يتباهي قائلا لسيدهإن شك فيك الجميع فلن أشك أنا أبدا...إنني ولو اضطررت أن أموت معك لن أنكركمتي26:33-35.
علي أن المسيح له المجد لم يغفر فقط لسمعان بطرس إنكاره له,بل ثبت له إرساليته وسلطانه الرسولي بقوله له بعد قيامته المجيدة ارع حملاني...ارع خرافي..ارع غنمييوحنا 21:15-17.
كذلك غفر المسيح له المجد لتوما شكه المبدئي وثبت له سلطانه الرسولي ومكن له مكانه في مجمع الرسل وكلفه بأمره الإلهي أن يذهب ويكرز بالإنجيل وحقق له وعده بحلول الروح القدس عليه في يوم الخمسين...وبهذا التكليف ذهب القديس توما الرسول وكرز بالإنجيل في بلاد الهند وبالموهبة التي نالها مع سائر الرسل والتلاميذ في يوم الخمسين.
اكتشاف ذخيرة مار توما الرسول بيد قداسة سيدنا مثلث الرحمات مار اغناطيوس زكا الاول عيواص يوم كان مطرانا في الموصل يحكيها لنا بلسانه فيقول :

عام 1964 بينما كانت أعمال الترميم تجري في كاتدرائية مار توما الرسول في الموصل على عهد مطرانيتنا لتلك الأبرشية، اكتشف في ثغرة في أعلى العمود الأول الواقع عن يسار الشخص المواجه مذبح الكنيسة القديمة جرن حجري من الرخام الصلب، لونه أبيض مائل إلى الحمرة ملفوف بقماش أبيض، بُلي لقدمه، والجرن ذو ستة وجوه مستطيلة الشكل، طول سطحه 5 ,13سم، وعرضه 5 ,8 سم، وارتفاع كل من جوانبه 8سم، وعمقه الداخلي 5 ,14سم، وعرضه الداخلي 5 ,5سم، وطوله الداخلي 9سم. غطاؤه مستدق الأطراف منحوت من الحجر ذاته. كتب على أحد جوانب الجرن الطويلة بالقلم السرياني الإسطرنجيلي (مار توما)، وبالقلم السرياني النسخي الذي بشّر بلاد الهند. وفي الجانب المقابل للكتابة دُقَّ مسمار حديدي لتثبيت الجرن بالبناء. وفي الأول من أيلول 1964 فتحنا الجرن فوجدنا داخله قطعاً صغيرة من العظام والبخور، ملفوفة بقماش أصفر اللون بلي لتقادم عهده، وتناثرت أجزاؤه عند لمسه. وبعد أن درسنا بإمعان وتمحيص مع من لهم إلمام واسع ودراسات قيّمة في علم الآثار والتاريخ، تأكّد لدينا بأننا عثرنا على كنز ثمين هو جزء من رفات القديس مار توما الرسول، فأقمنا الصلاة المناسبة، وتبركنا والمؤمنين من هذه الذخيرة المقدسة. وأعدنا القماش البالي إلى موضعه في الجرن، ثم ختمنا الجرن، وشيّدنا مقاماً لائقاً في الكاتدرائية ذاتها، ووضعنا الذخيرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: كيف وصلت هذه الذخيرة إلى الموصل؟! والجواب على ذلك هو أن رفات مار توما كانت قد نقلت إلى الرها في القرن الرابع كما مرّ بنا، وأن الرها والموصل تخضعان للكرسي الرسولي الأنطاكي، وقد اعتاد السريان لدى تشييدهم الكنائس على اسم أحد القديسين أن يحتفظوا بجزء من رفات هذا القديس للبركة. فلا يستبعد طلب الكنيسة في الموصل جزءاً من رفات القديس توما من الكنيسة في الرها عن طريق الكرسي الرسولي الأنطاكي، خاصة وأن كنيسة الموصل تعتبر من الكنائس القديمة جداً، ويظن أنها كانت بيت مجوسي كما مرّ بنا، وأن القديس توما عندما اجتاز العراق في طريقه إلى الهند قد حلّ في ذلك البيت.

 

This site was last updated 07/06/18