Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 مقياس النيل فى القديم

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مقياس النيل القديم
السخرة وترميم السدود

Hit Counter

 

وكتب بلينيوس الكبير الذى مات أثناء بركان فيزوف عام 79 ميلادية فى كتابه " التاريخ الطبيعى " : " أن الإرتفاع المناسب هو 16 ذراعاً , وإذا قل الماء عن ذلك فلا يمكن له رى كل الأراضى , وإرتفاعه أكثر من ذلك يؤخر أنسحاب المياة فترة طويلة مما يعوق إلقاء البذور لإستمرار تشبع التربة بالماء , بينما لا يسمح العكس بموسم للبذر حيث تكون التربة شديدة الجفاف , .. وتقدر مصر الحساب التالى :

عند إرتفاع النهر إلى 12 ذراعاً تواجه البلاد مجاعة .

وعند 13 ذراعاً يظل هناك خطر المجاعة .

وإرتفاع 14 ذراعاً يجلب السعادة .

وإرتفاعه 15 ذراعاً معناه التحرر من القلق .

وعند إرتفاع 16 ذراعاً تتحقق البهجة "

وأقل أرتفاع للمياة تم تسجيله حتى عصرة كان 5 أذرع فى عام 48 قبل الميلاد - بينما أعلاه 18 ذراعاً كان فى 45 ميلادية

كارثة عام 99 ميلادية

وقد نشرت القرن الماضى بردية عن كارثة إنخفاض فيضان 99 ميلادية أدت غلى حدوث مجاعة عانة مما حمل الأمبراطور تراجان ( إذا جاز لنا أن نصدق أحد ممن يمدحه مثل  بلينيوس الصغير) بأنه امر بعض السفن المحملة بالقمح من مصر بأن تعود إليها ثانية بما عليها من شحنات ثمينة (1)

المصريون ينشئون أول مقياس لقياس نهر
بدأ قدماء المصريين بإعداد مقياس لقياس كمية المياة التى تأتيهم فى الفيضان وكان فى شكله البدائى عبارة عن صخرة فى مكان مناسب فى النيل , ثم وضعوا عمود فى النهر محفور عليه عدد من الحزوز الأفقية المتدرجة من أسفل إلى أعلى لقراءة أرتفاع المياة ومنسوبها فى الأعوام التالية , وفى العصور المتأخرة أقاموا أبنية فاخرة لمقياس النيل حيث يتم بجانبه الإحتفال بوقاء النيل وكانت هذه الأبنية تقوم على نفس الفكرة , وقد يكون المقياس بئراً كسيت جدرانه بالأحجار بعناية فائقة ينزل منها المرء إلى النهر على عدد كبير من درجات سلم , وكانت على جدران البئر حزوز أفقية متدرجة من أسفل إلى أعلى تبين أرتفاع الماء مقاسة بالذراع وأجزائه ( الذراع = 52,5 سنتيمتر ) ومقياس النيل إبتكار خلاق لم تخترعه أمه من امم العصور القديمة ولم يقام على نهر من نهور العالم القديم وكان يقوم هذا المقياس على المشاهدة والإستنتاج وطبيعى كان المقياس يبهر الزوار القدامى , وما زالت هذه المقاييس تبهر السائحين اليوم فبعض منها ما زال قائماً , وهناك مقاييسي بسيطة أقيمت فى كثير من النقاط  على طول النهر من أجل الإسترشاد المحلى حيث كانت وسائل الإتصال بطيئة فى العصور القديمة - ومن الطبيعى أن يقام مقياس فى معابد الآلهة التى كان يعبد النيل كإله .

وفى قرية اكوريس  على بعد 40 كيلوميتر إلى الجنوب , وفى آواخر القرت الثالث  سجلوا سلسلة من النقوش توضح أعلى أرتفاع للنيل سنوياً وأستمر هذا التسجيل لمدة 12 سنة ويستطيع حتى ألان قرائتها .

أهمية قياس مستوى ارتفاع النيل

 يعتقد أنه كانت فى العصور القديمة مقاييس رسمية وأخرى غير رسميه أى محلية , وأهم هذه المقاييس التى تعتبر رسمية المقياسان اللذان أقيما على جزيرة فيلة , وكان قياس سطح النهر هناك هاماً جداً لأنه أول مقياس للفيضان بعد دخوله حدود مصر وأرضها , وحينما يقاس الفيضن ويصل إلى الذروة يرسل درجة قياس أعلى أرتفاع لمياة النيل رسالة يحملها رسول خاص يخبر المدن والقرى بطول الطريق حتى الأسكندرية حيث يقوم المكتب الحكومى المركزى بها بتقدير حجم المحصول وتوقعات إيرادات الضرائب النقدية والعينية -

وسجلت على أحد مقاييس النيل فى الفنتين مستوى المياة فى بعض السنوات ما يزال من الممكن قرائتها كالتالى :-

فى عام 25 من حكم الأمبراطور أغسطس قيصر / 24 ذراعاً و 4 يد و 1 أصبع - أى فى 5 ق.م

فى عام 13 للأمبراطور نيرون قيصر / 24 ذراعاً و 6 يد و 1 أصبع  - أى فى 67 م

فى العام 10 للأمبراطور دومتيان / 24 ذراعاً و 4 يد - أى فى 91 م

فى العام 13 للأمبراطور تراجان قيصر  24 ذراعاً - أى فى 111 م

وأنبهر هيرودوت عندما رأى أرض مصر وزراعتها فقال : " ليس فى العالم قاطبة إناس يحصلون (2) على محصول من التربة بعمل قليل الجهد كهذا , أنهم لا يتكبدون عناء شق الرض إلى خطوط بالمحراث أو عناء العزق أو القيام بما تقوم به الشعوب الخرى من عمل لأنتاج محصول ما , فالنهر يرتفع من تلقاء نفسه فيروى حقولهم ثم ينسحب بعد لارى , حينئذ يقوم كل منهم بزراعة حقله بأن يطلق فيها الخنازير التى يستخدمها لتضغط البزور فى التربة وتغطيها وما عليه بعد ذلك إلا أن ينتظر حصاد المحصول " (3) وكان هيروديت قد رأى فى اليونان أن التربة هناك طبقة رقيقة على سطح طبقة صخرية يضطر فيها المزارع أن يستخلصها من الحجار الصغيرة ويعانى كثيراً من الجرف والحفر اللانهائى ويعمل فى شقاء حتى يجنى محصولاً وحتى المحصول لا ينتج مثل محاصيل وادى النيل نتيجة للسماد الطبيعى (الغرين) الذى يحملة ماء النيل فى مياهه , ولكن مع هذا فالأمر ليس بهذه البساطة التى تخيلها هيرودوت أو أن الزراعة خالية من العناء للفلاح المصرى فعمليات الحرث وتنقية الأرض من الحشائش وباقى العمليات الزراعية الأخرى كالعزق واضافه أسمدة فى الأراضى التى تزرع خضروات او مزروعه بالبساتين ما تزال العمليات الزراعية مصورة على معابد قدماء المصريين ويمكن رؤيتها أو الطلاع عليها فى الكتب , كما أن حفر الترع والقنوات وتطهيرها من الأعشاب هو عمل مضنى كما ان هناك الأماكن البعيدة عن مياة النيل التى تتطليب كثيراً من العمال ليقوموا بزراعتها - إلا أن زراعة التربة أسهل فى وادى النيل عن مثيلتها فى اليونان بوجه عام  .

وحفر الترع الأكبر ثم الأصغر وتفرعها حتى القنوات التى تروى الحقول صمم لأول مرة فى عهد الفراعنة ثم أتسع تحت حكم الأحتلال البطلمى لمصر , وطبق نظام الرى بأكثر إتساعاً فى محافظة أرسينوى (الفيوم) , ولكن فى فترة ضعف الحكم أو أنشغالهم بالحروب الخارجية أصبح جزء كبير من نظام الرى فى حالة سيئة بسبب أنعدام الصيانة .

 

*************************

المــــــــــراجع

(1) الفيضان المنخفض والمحاصيل الفقيرة يمكن أن يستدل عليها من أنخفاص عدد السكان .

P, Natural History, BK 5, s. 58, Pliny the Younger, Panegyric, s. 31

(2) أكتشف مقياس النيل الثانى فى الفنتين حديثاً

SB 8392= ICCR I 1292

(3)

Histories BK 2< ch, 14

 

This site was last updated 08/21/10