الرحلة إلى بلاد الحجاز

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

عباس حلمى باشا فى الحج

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناكتفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
عباس حلمى فى الحج
عباس حلمى وإضطهاد الأقباط

Hit Counter

«الرحلة الحجازية».. كتاب يؤرخ لرحلة «عباس حلمى» للحج وموكب كسوة الكعبة

المصرى اليوم   كتب   خالد حجاج    ٢٨/ ١١/ ٢٠٠٩

يعد كتاب «الرحلة الحجازية» لمؤلفه محمد لبيب البتنونى، وثيقة تاريخية مهمة، ليس فقط لأنه يتناول بالوصف والمعلومات التاريخية والتعليقات والمشاهدات زمن الحج سنة ١٣٢٧ هجرية، الموافق ١٩٠٩ ميلادية، وهو العام الذى رافق المؤلف، الخديو عباس حلمى الثانى فى رحلة الحج، والتى صاحبه خلالها عدد من كبار رجال الدولة، بينهم «أحمد شفيق» باشا المؤرخ المعروف، وأحمد خيرى ناظر الأوقاف، والشيخ «محمد شاكر» وكيل مشيخة الأزهر الشريف.. لكن تأتى أهمية الكتاب لأنه يقدم وصفاً دقيقاً عن الحجاز فى مطلع القرن العشرين، خاصة أن المؤلف حشد فيه معلومات مهمة عن الحياة فى الحجاز، واستعان بعدد من الخرائط التى أعدها اللواء محمد صادق باشا، والصور الفوتوغرافية التى التقطها اللواء إبراهيم رفعت باشا، وهما من الرواد الأوائل فى تصوير الحرمين فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ونجح المؤلف فى الجمع بين أدب الرحلات وكتابة التاريخ ووصف الآثار فى آن واحد.. ومما أعطى الكتاب أهمية كبيرة، كونه يوثق معلومات مهمة عن كثير من الآثار الإسلامية التى هدمت بعد قيام الدولة السعودية، وكانت من روائع الفن الإسلامى، كما ذكر معلومات مهمة عن القبائل العربية، وأماكن وجودها، وعدد أفرادها، وتركيبة السكان فى مكة والمدينة، وطبيعة الحياة الاقتصادية هناك. وجاء سرد البتنونى لتفاصيل الرحلة جزلاً وشيقاً، فخرج كتابه مميزاً وفريداً عن غيره من الكتب التى تناولت الموضوع نفسه سواء القديمة التى حملت اسماً مشابهاً، أو الحديثة مثل كتاب الدكتور محمد حسين هيكل «فى منزل الوحى» سنة ١٩٣٦ أو الدكتورة بنت الشاطئ فى كتابها «أرض المعجزات ولقاء مع التاريخ» ١٩٧٢.. ورغم أن الكتاب يدخل فى أدب الرحلات، فإنه حوى تفصيلات دقيقة لما يتصل بالمحمل المصرى، والأموال التى تنفق عليه، والرواتب التى كانت تجريها مصر على الأشراف بمكة والمدينة المنورة، والأموال التى تخصصها للتكية المصرية فى مكة والمدينة.  وأكد كثير من النقاد أن البتنونى وفق فى حفز القارئ على مشاركته فى خطواته وأيامه، فى دقته وبراعته فى تقديم كل صغيرة وكبيرة شاهدها والتى تعد بمثابة دليل لكل راغب فى أداء فريضة الحج، إضافة إلى صورة رائعة لما كانت عليه زيارة الأماكن المقدسة فى الماضى، كما احتوى الكتاب على بحوث تاريخية عن تاريخ الحرمين، المكى والمدنى، وعمارتهما، وما طرأ عليهما من تطور فى البناء والعمارة، ووصف دقيق لهما على الصورة التى شاهدها، وبحوث فقهية عن أحكام الحج التى قدمها تحت عنوان «كيف تحج أيها المسلم؟».

وتحدث المؤلف عن كسوة الكعبة والمصاريف التى كانت تنفق عليها، وبيان مفرداتها، وذكر أن مصروفات الكسوة، التى كانت تصرف من المالية وقتها كانت تبلغ ٤٤٥٠ جنيهاً. ومما ورد فى هذا الشأن: «إن الكسوة كانت تُصنع فى القاهرة سنوياً، وعند الانتهاء منها يعمل لها موكب عظيم فى نحو منتصف شهر ذى القعدة، يحضره جناب الخديو أو من ينوب عنه، وينتهى بها الموكب إلى مسجد الحسين، حيث تسلم فى مجلس يعقد فى المسجد فى حضور أمير الحج للسنة المرسلة فيها». وذكر مؤلف «الرحلة الحجازية» أن عباس حلمى خديو مصر كانت تتوق نفسه إلى أداء فريضة الحج، وأن هذه الأمنية كانت تتردد فى نفسه من عام إلى آخر، حتى عزم على أداء الفريضة ١٩٠٩م وفى صحبته والدته وعدد من أميرات الأسرة المالكة. ويقول فى بداية وصفه للرحلة: «بدأت الرحلة الخديوية بتحرك الموكب الرسمى صباح يوم ٢٩ ذى القعدة سنة ١٣٢٧هـ من سراى القبة إلى محطة مصر حتى السويس، حيث الباخرة المحروسة التى انطلقت فوصلت ميناء جدة ظهر الثلاثاء غرة ذى الحجة، ومساء اليوم ذاته امتطى الخديو جواده، واتجه إلى مكة فوصل إلى باب الحرم الشريف فجر يوم الخميس ثالث ذى الحجة، وصلى الصبح مع الإمام المالكى،  ثم طاف طواف القدوم، وخرج إلى السعى بين الصفا والمروة، حيث اصطف الحجاج على اختلاف أجناسهم، فيالها من ساعة، كنت ترى فيها هذا المليك الفخيم ولا عرش يقله، ولا تاج يظله، وقد تجرد عن فخامة الملك بل عن مظاهر الدنيا بأجمعها، وسعى بين يدى الله سبعة أشواط»، وأدى صلاة الجمعة فى الحرم الشريف «وأى مكان فى أطراف المسكونة لا يبلغ مسطحه ثمانية عشر ألف متر مربع، مع أنه يحتشد إليه زمن الحج فى وقت واحد نحو نصف مليون من النفوس، والكل يدعون الله بقلب واحد ولسان واحد». وصباح السبت، خامس ذى الحجة، قام بزيارة المعلاة «المعلى»، وزيارة المحمل المصرى، وبعد الغروب زار بيت الله الحرام، وفتح بابه حيث أوقد الشموع وصلى ركعتين فى القبلة، ومثلهما إلى الجدار الشمالى وإلى الجدار الشرقى، وبعدها طاف حول الكعبة وزار مقام الخليل إبراهيم، ومساء الإثنين، سابع ذى الحجة طاف بالكعبة واستعد للخروج إلى عرفات صباح يوم التروية. ويسجل البتنونى موكب الخديو الذى خرج فى صباح يوم التروية من مكة إلى عرفة، وهو بملابس الإحرام راكباً جواده، ومن خلفه رجال معيته وحاشيته، فوصلها فى الرابعة ظهراً، وظل واقفاً مع كبار رجال دولته». ويصور بقلمه هذا المشهد بقوله: «حيث يتحرك المحملان المصرى والشامى إلى منحدر جبل الرحمة، ويصعد خطيب عرفة بناقته وهو فى الغالب قاضى مكة من قبل السلطان العثمانى، إلى صخرة فى صدر هذا الجبل، ويخطب نيابة عن السلطان خطبة يعلّم الناس فيها مناسك الحج، ويكثر فيها من الدعاء والتلبية، ومن دونه مبلغون بأيديهم مناديل يشيرون بها فى كل تلبية إلى الواقفين دون الصخرة، فيهتف الجميع: (لبيك اللهم لبيك).

 ويستكمل: «نفر الناس فنفر معهم إلى المزدلفة، وبعد صلاة الصبح نزل فى موكبه إلى منى فرمى جمرة العقبة، ثم نزل إلى مكة بموكب حافل ومعه أميرها، فصليا العيد فى الحرم الشريف وذبحت الأضاحى بحضوره، وتحلل من إحرامه، وبعد انتهاء الخديو من أداء مناسك الحج ذهب بموكبه الحافل إلى المدينة المنورة، ودخل ومعه بعض رجال دولته المسجد النبوى من باب السلام، وزار الروضة الشريفة، والبقيع ومسجد قباء، وصلى الجمعة فى الحرم النبوى». وأشار البتنونى إلى نظافة المدينة ومناخها الصحى، كما تطرق إلى مساجدها ومكتباتها، وأشار إلى وجود حدائق كثيرة بالجهة الشرقية منها ووجود ثمانية أبواب بها هى: الباب المجيدى، والباب الشامى، وباب الكوفة، وباب العنبرية، والباب المصرى، وباب قوية، وباب العوالى، وباب الجمعة، وذكر أن الخديو كان خلال مدة وجوده فى المدينة يكثر من الصلاة فى الحرم، ولا تفوته صلاة، ويقوم بخدمة إسراج القناديل الموجودة فى الحجرة النبوية الشريفة، وإطفائها فى الصباح، وكانت هذه الخدمة مما يحرص عليه الأمراء والعظماء وغيرهم من أعيان المسلمين فى أثناء زيارتهم للمسجد النبوى. وواصل المؤلف وصف رحلة العودة بتفاصيلها وقال: «سافر الخديو إلى تبوك فجر السبت ١٥ يناير ١٩١١، ودخل ظهر الأحد الكورنتينة (المحجر الصحى) فى تبوك وبقى بها خمسة أيام ليصل بعدها محطة حيفا بالقطار، ثم إلى الميناء حيث ترسو المحروسة التى استقلها، وتحركت مساء الأحد ٢٣ يناير ١٩١١ فى طريقها إلى الإسكندرية، التى حلت بها مساء الإثنين، وصباح الثلاثاء ٢٥ يناير ١٩١١، وصل القاهرة حيث قصر القبة». يذكر أن محمد لبيب البتنونى مؤلف الكتاب، اشتغل بالأدب والتاريخ وينتسب إلى قرية البتانون بالمنوفية وتوفى بالقاهرة ١٩٣٨ ومن أشهر كتبه «رحلة إلى الأندلس» و«تاريخ كلوت بك» ترجمة عن الفرنسية، و«الرحلة الحجازية» و«رحلة الصيف إلى أوروبا» و«الرحلة إلى أمريكا».

This site was last updated 11/29/09