الكنيسة الوطنية
شيخ الأزهر يرفض قرار الوالي بنفي الأقباط
الجمهورية الاحد 9 من جمادى الاخرة 1431 هـ - 23 مايو 2010 م شريف نبيه
نعم الأقباط بثقة وحب محمد علي باشا. في ظل نهضة شاملة. لم تغفلهم في المساهمة علي طريق التقدم والرقي. لكن عندما أصبح محمد علي غير قادر علي إدارة شئون البلاد. بعد أن اعتلت صحته تولي ابراهيم باشا ابنه حكم مصر في مارس 1848 لكنه توفي بعد سبعة شهور ونصف الشهر.. فتولي عباس حلمي الأول ابن أحمد طوسون وهو حفيد محمد علي ولاية مصر في نوفمبر من العام نفسه وحتي يوليو ..1854 ومات مقتولاً في قصره.
المؤرخ محمد أمين حسونة يذكر أن عباس حلمي أخرج النصاري من كان منهم في منصب حكومي مرموق.. ونالوا منه أذي شديداً.
وبالطبع.. كان هذا الفكر الرجعي المتحجر سبباً في ارتداد مصر خطوات للخلف.. فقد أقصي الخبراء الأجانب وأغلق المدارس ونفي للسودان أغلب علماء مصر وفي مقدمتهم رفاعة الطهطاوي واستدعي معظم أعضاء البعثات الذين كانوا يتلقون العلم في فرنسا.. كما أهمل القوات البحرية وأشرك الجيش في حرب القرم بين روسيا وتركيا "54 - 1856".
أبغض الوالي الأقباط وأصدر أمراً بإخراجهم من الأراضي المصرية إلي السودان. غير أن الله لم يسمح بذلك. وتدخل بعض العقلاء والمعتدلين من علماء المسلمين.. ومن بينهم الإمام الأكبر شيخ الأزهر ابراهيم الباجوري "1847 1860" الذي أعلن رفضه لقرار الوالي بنفي الأقباط خارج البلاد.. وقال له: الحمد لله الذي لم يطرأ علي ذمة الإسلام طارئ. ولم يستول عليه خلل حتي تعذر بمن هم في ذمته إلي اليوم الأخير. فلماذا هذا الأمر الذي أصدرته بنفيهم؟!
وقد عجل الله بموت الوالي مقتولاً في قصره بعد 5 سنوات من تعذيب واضطهاد الأقباط.
******
الكنيسة الوطنية
مفتي الديار.. يدافع عن الأقباط
الجمهورية الاحد 16 من جمادى الاخرة 1431 هـ - 30 مايو 2010 م شريف نبيه
تحت عنوان "الوالي المجنون".. كتب المؤرخ محمد أمين حسونة في كتابه "كفاح الشعب من عمر مكرم إلي جمال عبد الناصر".
لما تولي عباس باشا الأول حكم مصر سنة 1849. عزم علي تقليل نفوذ الأقباط في الدواوين.. فاختار 4 من طلبة المدارس الأميرية وسلمهم لرؤساء الدواوين الأربعة الأقباط ليعلم كل واحد منهم مسك الدفاتر والتدريب علي الأعمال الحسابية. بحيث يكونون قادرين علي إدارة أعمالهم خلال سنة كاملة. وإلا سيقتل من يخالف أوامره.
يذكر محمد أمين حسونة ان عباس كان يبغض الأقباط.. فأخرج منهم من كان يتولي منصبا حكوميا. ونالهم منه أذي واضطهاد شديدان.. ولما امتلأ قلبه حقدا وحسدا ثار غضبه عليهم وفكر في التخلص منهم نهائيا.. وذلك بإحدي وسيلتين: إما بإخراجهم من الأراضي المصرية ونقلهم إلي السودان أو تدبير مذبحة لابادتهم.
وهنا تجسدت علاقة الود والمحبة الباقية أبد الدهر في موقف شجاع لمفتي الديار المصرية. الذي واجه عباس باشا بجسارة.. ووبخه قائلا: إن دين الإسلام يأبي عليك هذه الفعلة الشنعاء.. فالأقباط هم أهل ذمة ويجب احترامهم وتوفير الأمان لهم.
ويحدثنا التاريخ انه في اليوم التالي. عثر علي عباس حلمي الأول مقتولا. قبل ساعات من تنفيذ فعلته الخسيسة.. منهيا حياته بأسوأ ختام. وولايته بكارثة. بعد خمس سنوات فقط من اذلال واضطهاد الأقباط الذين لم يقدموا له سوي كل الأمانة والحب.