رحلة 17قرنا من طفل قرية نقيوس بالمنوفية إلي دير الشهيد مارمينا بمريوط
وطنى 21/11/2009م بعد غد-الثلاثاء 24نوفمبر2009-يكون قد مضي 17 قرنا علي استشهاد القديس مينا...زمان طويل ملئ بالبركات والمعجزات يزيد تاريخ الكنيسة القبطية مجدا وفخرا...وإن كانت الملايين علي امتداد سنوات هذه القرون قد نالت بركات كثيرة بشفاعة القديس مينا...فإن أبناء هذا الجيل ينالون بركة أعظم وهم يسترجعون حياة قديس امتدت17قرنا حيا بمعجزاته..وهم أيضا محظوظون أن يحتفلوا باليوبيل الذهبي للدير الذي يحمل اسمه فوق الأرض التي احتضنت جسده لسنوات فصارت مباركة.
البداية كانت في بلدة نقيوس وهي إحدي قري مركز منوف بمحافظة المنوفية...هناك كانت امرأة-أوفوميه-تقية مداومة علي الصلاة والصوم,وكان زوجها-أودكسيس-أيضا رجلا محبوبا من القرية لكثرة فضائله...ولأن أوفومي هكانت عاقرا فكانت تطلب من الرب يسوع أن يهبها نسلا طاهرا,وكانت لذلك تصوم كل يوم للمساء وتقدم صدقات كثيرة للغرباء والأرامل والأيتام...وفي عيد نياحة العذراء القديسة مريم-21طوبة-ذهبت إلي الكنيسة,ورأت النساء فرحات متهللات يحملن أطفالهن,فوقفت بانسحاق أمام أيقونة والدة الإله,ورفعت قلبها وتضرعت إلي الرب يسوع بدموع ولجاجة أن يعطيها نسلا,وبينما هي قائمة هكذا تصلي,سمعت صوتا صادرا من صورة الرب يسوع وهو في حضن العذراء القديسة مريم يقول آمين مينا ففرحت,ولما مضت إلي بيتها أخبرت زوجها أودكسيسب ما حدث فامتلأ قلبه بالفرح العظيم...
...وكانت البداية في عام286 ميلادية إذ لما تمت أيام حبلها ولدت هذا القديس ودعته مينا...قبل أن نمضي في رحلتنا الممتدة في عمر الزمان17قرنا أتوقف عند صوت الرب عندما أخبر الأم أنها ستأتي بمولود-مينا-إذ كان القصد الإلهي عظيما...فـمينااسم فرعوني معناه -مستمر,دائم,ثابت-وهذا ما حدث...وهو ما أكده الرب مرة أخري عندما اشتهيميناالاستشهاد فأتاه صوت من السماء قائلايكون اسمك مشهورا عن الكثير من الشهداء.
نعود إلي البداية..ولكم أن تتخيلوا الحب الكبير الذي فاض به الأبأودكسيسوالأم أوفوميه علي ابنهما المعجزة...اهتما بتنشئته تنشية روحية,فهذباه بتعاليم الكنيسة,حيث سلماه إلي كهنة قديسين فعلموه وأدبوه بالكتب الإلهية التي تعلمها بسرعة,وكان كثير التردد علي الكنيسة ليلا ونهارا,ملازما الصوم والصلاة,فامتلأت نفسه بالفضيلة.لقد كان ولدا روحانيا مثل صموئيل النبي...ولما بلغ من العمر إحدي عشرة سنة,تنيح والده وبعده بثلاث سنوات تنيحت والدته,وتركا له أموالا كثيرة,ولكنه ظل في ممارسة للحياة الروحانية ملازما الصلاة والصوم وإعطاء الصدقات..ولم يكن هذا غريبا علي الابن مينا فقد كان والده أودكسيس رجلا تقيا محبوبا من أهل الأقليم لكثرة فضائله,وكان واليا علي أقليم أفريقيا..ولما بلغمينامن العمر خمس عشرة سنة صدر منشور ملكي بأن يؤخذ من كل بلد من يصلح للجندية,وكان ميناممن وقع عليهم الاختيار ولما ثبتت مهارته فضلا عن تواضعه ووداعته عينه الوالي-الذي تولي الحكم بعد أبيه-نائبا عنه في قيادة الجيش.
**في عام303م أصدر الإمبراطوران دقلديانوسومكسيميانوس مرسوما يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم القرابين لها.فلم يحتمل ميناأن يري الكثيرين وقد سقطوا صرعي أمام خداع الشيطان,فقام في شجاعة ووزع كل ثروته وممتلكاته علي المحتاجين,وتخلي عن منصبه,ورحل إلي الصحراء ليتمكن من التمتع بالعشرة الإلهية مع مخلصه وحبيبه الرب يسوع مرددا القول:قد رأيت عصيانا وخصاما في المدينة,فبعدت هاربا وآويت البرية منطلقا إلي إلهي ومخلصي يسوع المسيح...وفي البرية كان يصوم حتي المساء ويقضي الليل كله في الصلاة.
**بعد أن قضي القديس حوالي خمس سنوات في نسك كثير وأصوام وصلوات مع هذيذ,حدث في أحد الأيام بينما هو قائم يصلي أشرقت نعمة الله عليه من السماء,فرأي السماء مفتوحة وجمهورا من الملائكة النورانيين حاملين أكاليل ذهب نورانية ويضعونها علي رؤوس القديسين الذين أكملوا جهادهم وشهادتهم,ثم يصعدون بهم إلي السماء وهم من يرون كالشمس بمجد عظيم.
حينئذ اشتاق ميناأن يستشهد علي اسم ربنا يسوع المسيح,وسمع الرب أنات قلبه الملتهبة حبا,وفيما هو يفكر في ذلك,أتاه صوت من السماء قائلا:مبارك أنت يا مينا لأنك دعيت للتقوي منذ صغرك,لذلك ستنال ثلاثة أكاليل لا تفني ولا تزول,بحسب اسم الثالوث القدوس الذي جاهدت من أجله:واحد من أجل بتوليتك,وواحد من أجل انفرادك في البرية,وواحد من أجل استشهادك,ويكون اسمك مشهورا عن الكثير من الشهداء,لأني سأجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدونني في كنيستك التي ستبني علي اسمك في كورة مصر...وفوق ذلك كله ستحصل علي مجد لا ينطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي.
**علي أثر سماع القديس الصوت السمائي,تهلل بالروح وفرح فرحا عظيما,فنهض لوقته سائرا تجاه المدينة,وتصادف أن الوالي ومعه حشد كبير كانوا مجتمعين في ساحة المدينة يحتفلون بأحد الأعياد.فظهرمينافي وسط الاحتفال وأخذ يقول بصوت عال:إني ظهرت لمن لم يطلبني,وجئت لمن لم يسأل عني(إش65:1),(رو10:20)...فذهل الجمهور لهذا المنظر وحدث صمت ولم يستطيعوا الكلام,لأن هيئة القديس كان يحفها الوقار والهيبة بالرغم من مظهرها النسكي وملابسه الخشنة.حينئذ أخذ الوالي يتساءل عما حدث فأجابه القديس:أنا مسيحي فتعجب الوالي وقال له:هل أنت غريب حتي تتجرأ أن تأتي وسط الاحتفال,ألعلك ترغب أن تعطل الاحتفال السنوي بعيد الملوك مزدريا بأوامرهم؟!.في أثناء ذلك,كانت أنظار الجموع تحدق بالقديس وتتفرس فيه وفي طلعته البهية وملبسه الحقير وشجاعته النادرة.وإذ ببعض الحاضرين يقولون للوالي:نحن نعرف هذا الشاب جيدا فمنذ حوالي خمس سنوات كان قائدا لفرقتنا وكان أميرا جليلا ومكرما من كل أحد.
**اندهش الوالي لساعته وانتهره قائلا:يا هذا,لماذا تركت جنديتك؟وفوق كل هذا لماذا اعترفت أنك مسيحي؟!.
أجاب:أنا جندي حقا,ولكن لأجل عبادتكم للأصنام آثرت أن أكون جنديا لربي يسوع المسيح ملك السموات والأرض,وآويت البرية مع السباع لئلا اختلط بكم فأهلك معكم.حينئذ أمر الوالي بأن يطرح في السجن إلي الغد إلي أن ينتهي الاحتفال بعيد الملوك ويتفرغ لتعذيبه.
**في الغد استحضره الوالي وأخذ ينتهره قائلا:كيف تجرأت وأتيت في وسطنا بالأمس ولم تبال بالمرسوم,دون خوف من الملوك؟أجابه:لقد أجبتك بالأمس فكما قلت هكذا أعود وأقول أيضا:إن عبادتكم دنسة.
قال الوالي:الآن أخبرتي لماذا تخليت عن جنديتك,وأين ذهبت بعد أن تركت جنديتك أثناء تلك الفترة الطويلة؟!.
أجاب:لأجل محبتي في السيد المسيح اخترت أن أكون مع الوحوش في البرية,فهذا أفضل من الوجود مع الذين لا يعرفون الله حتي لا أهلك معكم.
قال له الوالي:قد أخبرت عن كرامة جنسك ومجد آبائك,والآن قدم ذبيحة وافعل كأمر الملك,وأنا سأكتب إليه ليعطيك مرتبة أعلي من مرتبة والدك.
أجاب:أتأمرني أن أترك إلهي خالق السماء والأرض الذي له القدرة أن يهلك النفس والجسد في جهنم وأتبع أوثانك الرديئة,لن أترك سيدي وإلهي يسوع المسيح ابن الله الحي,بل أطلب إليه ليلا ونهارا أن يجعلني مستحقا أن أنال إكليل الحياة.واعلم أني لا أخاف منك ولا أطيعك,فإنك مرذول أنت وملكك وآلهتك.
لما سمع الوالي ذلك أمر بتعذيبه,فعذبه بأنواع كثيرة,منها:جلده بسيور جلد الثور,والتعليق علي الهنبازين,وتمزيق جسده بسحبه علي أوتاد حديدية مثبتة في الأرض,وتدليك جسده بمسح شعر,ووضع مشاعل ملتهبة تحته,وكسر أسنانه.وفي كل ذلك كان الرب يعينه ويشفيه...ولما رأي الوالي ثباته وإصراره علي عدم الخضوع لأمره,كنت رسالة عنه إلي الأمير قال فيها إنه كان جنديا وترك جنديته لرفضه طاعة أوامر الملوك بالسجود للآلهة,وأنه لم يقتله حتي لا يحقق له شهوته.
**أرسل الوالي م يناوالرسالة مع أربعة جنود للأمير,فأخذه الجند ووضعوا لجاما علي فمه وطوقا حديديا في عنقه جاذبين إياه إلي أن وصلوا إلي الشاطئ,واستقلوا مركبا متجهين إلي مدينة الأمير,وربط الجند يدي القديس ورجليه,ووضعوه في أسفل المركب وأقلع المركب...وبينما كان في أسفل المركب مربوط اليدين والرجلين إذ به يسمع صوتا يقول له:لا تخف يا حبيبي مينا,أنا هو يسوع ملكك وإلهك,ها أنا سأكون معك في كل مكان تمضي إليه,وأقويك وأعضدك وألازمك إلي أن تكمل جهادك...علي أثر ذلك فرح فرحا عظيما,وتلألأ وجهه بالنور,وعندما وصل المركب إلي الشاطئ أخرجه الجند فوجدوا جسده سالما ووجهه مضيئا كمثل ملاك الله حتي أنهم لم يستطعوا النظر إليه.
**سلمه الجند ورسالة الوالي إلي الأمير الذي كان جالسا يحاكم جماعة من المسيحيين من أجل إيمانهم,ولما قرأ الرسالة التفت إلي القديس وقال له:تقدم واسجد للآلهة لئلا تموت موتا شنيعا.فأجابه:إني لا أسجد إلا لربي يسوع المسيح,وهو يعينني ويقويني علي احتمال عذابك.فأرسله الأمير إلي السجن إلي أن يفحص قضيته..ووضع مينافي السجن الذي كان به خمس مائة وعشرون من المسيحيين المتقدمين لسفك دمائهم علي اسم السيد المسيح,الذين لما رأوه ابتهجوا به وطوبوه,وكان مينا يشجعهم علي احتمال الآلام.ووجد عزاء في وجوده معهم.
**في هذه المرة لم يقتصر حنان الرب علي أن يسمعه صوته الحنون بل ظهر له عيانا وهو في السجن وأخبره بما سيحدث له وبما أعده له.ثم مسح جسده وأعطاه السلام,ذاك السلام الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه منه,وصعد إلي السماء.
**وفي اليوم التالي استدعاه الأمير وقال له:هل طاب قلبك يا مينا لتبخر وتسجد للآلهة فتستريح من العذاب؟.
فأجابه:أني لا أسجد لآلهة مصنوعة بأيدي الناس وأتخلي عن إلهي الحقيقي.
غضب الأمير وأمر بجلده مائة جلدة بسيور من جلد الثور اللين,ولما لم ينثن القديس عن إيمانه,أمر أن يشد في المعصرة وأن يشق بمنشار إلي نصفين.فعندما وضع الجند المنشار الحديد علي جسده انصهر مثل الشمع إذا اقترب من النار,وذلك بقدرة يد المخلص المقدسة التي مسحت جسده.
**لما لم يجد الأمير من القديس سوي الإصرار علي إيمانه,أصدر أمره أن تقطع رأس القديس بالسيف,ثم يحرق جسده بالنار ويلقي رماده في البحر...اقتاده العسكر إلي المكان الذي ينفذ فيه الحكم فسار بينهم فرحا مبتهجا مرتلا بالتسابيح,وأخذ يحدث الجموع التي احتشدت وراءه لتتبعه لكي يثبتوا في الإيمان بالمسيح,حتي بلغ المكان المحدد.
**ركعمينا ورفع عينيه نحو السماء وصلي صلاة حارة مقدما نفسه في يدي الآب السماوي.وبعد الصلاة إذ بالسيد المسيح له المجد ينزل من السماء علي مركبة الشاروبيم ومعه ألوف ألوف من الملائكة يسبحونه.فسجد له القديس.أما الرب فقد أعطاه السلام ووعده بعدة وعود.
بعد أن سمع القديس وعود الرب يسوع المسيح,مد عنقه.فضربه السياف ضربة قاسية,فأكمل شهادته وكان ذلك في اليوم الخامس عشر من شهر هاتور عام309 ميلادية,ونال إكليل الشهادة.
**بعد أن أكمل القديس جهاده,أوقد الجند نارا وطرحوا فيها الجسد,فمكث ثلاثة أيام وثلاث ليال داخل لهيب النار,ولكن بقوة إلهه الجبار لم تؤثرفيه النار...وأتي بعد ذلك بعض المؤمنين ممن تبعوه ساعة استشهاده وأخذوا الجسد من النار,وهم يمجدون الرب يسوع لأنه عظم الصنيع مع حبيبه مارمينا,ثم كفنوه بأكفان غالية ودفنوه بكل وقار في مكان لائق في تلك المدينة بإقليم أفريقيا.
**صدرت الأوامر للقائد التقيأثناسيوسلكي يأخذ فرقته لصد هجمات البربر علي مريوط فرأي اصطحاب جسد القديسمينالإيمانه العظيم بأن بركته ستحميهم,وعندما فتح القائد القبر خرج من جسد القديس نور عظيم كنور الشمس فأضاء المكان,ولكن القائد لم يعلن عن هذه الأعجوبة حتي لا يمنعه أحد من نقل جسد الشهيد,بل أعطاه للجند خفية,فحملوه إلي السفينة وأقلعوا.
**أثناء سير السفينة في البحر إلي الإسكندرية,خرجت من الماء حيوانات لها رقاب طويلة ووجوه تشبه الجمال,ومدت رؤوسها إلي داخل المركب.فارتعب من بها,خشية أن تفترسهم وتأخذ الجسد.ولكنهم فوجئوا بنار تخرج من رفات القديس وتنطلق مثل السهام في وجوه هذه الحيوانات,فكانت تغطس تحت سطح البحر,وبعد أن تكرر ذلك عدة مرات أحنت الحيوانات أعناقها أمام الرفات الطاهرة,ثم مضت فتعجب الجنود من القوة العظيمة التي لرفات القديس,وآمن بالمسيح من لم يكن مؤمنا,وتبارك الجميع من الجسد.
**بعد خمسة أيام وصلوا إلي الإسكندرية,ثم تركوها إلي بحيرةماريافوضعوا الجسد علي مركب واتجهوا غربا,وهناك حاربوا البربر وهزموهم...لما انتهت مهمة الفرقة العسكرية وعزموا علي العودة إلي إقليم أفريقيا,وضعوا جسد القديس علي جمل,ولكن عندما حثوه علي القيام لم يتحرك,فضربوه كثيرا ولكنه ظل ثابتا مكانه,فنقلوا جسد القديس علي جمل آخر أقوي من الأول فلم يتحرك أيضا,ثم أخذوا ينقلونه من جمل إلي آخر,حتي أنهم وضعوه علي كل الجمال التي كانت معهم,وما حدث من الجمل الأول تكرر مع جميعها.فأدرك القائدأثناسيوس أن إرادة الله أن تبقي رفات القديس في هذا المكان...وإذ أراد القائدأثناسيوسأن تصاحبهم بركة الشهيد,أخذ لوحا خشبيا ورسم عليه صورة القديس والوحوش المشابهة للجمال التي هاجمتهم في البحر ساجدة عند قدميه,ووضع الصورة علي الرفات لكي تظل بركته في الصورة التي سيأخذها معه.كما رسم صورة أخري مثل الأولي ووضعها مع جسد القديس في تابوت من خشب لا يسوس ودفنه في ذلك المكان ومعه كتابة تذكارية,وبني قبرا صغيرا,ووضع به الجسد بإكرام عظيم ثم عاد بفرقته إلي بلده.
**بعد عودة القائدأثناسيوسوفرقته إلي بلادهم ظل قبر القديس مجهولا زمانا,إلي أن أراد الرب إظهار جسد قديسه الشهيد,وكان ذلك بحدوث معجزات من مكان القبر.وعلي أثر ذلك بنيت عدة كنائس في منطقة القبر بمريوط وأقيمت مدينة أطلق عليهامدينة الشهيد.
**وذاع خبر المكان حتي صار ينبوع بركة واستشفاء لكل داء واشتهر حتي بلغ أقاصي الأرض.وسمع به ملك القسطنطينية وكانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجذام,فأرسلها مع حاشيتها إلي مصر لتنال الشفاء,ووصلت الأميرة إلي مريوط أخذت من التراب وبللته بالماء ووضعته علي جسدها,وقضت ليلتها في ذلك المكان,فظهر لها القديس وعرفها بنفسه وطلب منها أن تحفر في هذا المكان فستجد جسده,ولما استيقظت وجدت أنها قد شفيت تماما,فاستدعت الجند وأمرتهم بحفر المكان,فعثرت علي جسد القديس,فأرسلت إلي والدها تخبره,ففرح كثيرا وبني مزارا-كنيسة صغيرة-فوق القبر.
**التمس أهالي مدينة الإسكندرية ومنطقة مريوط من القديس أثناسيوس الرسوليالبطريرك العشرين بناء كنيسة كبيرة تسع الزائرين.فلم يتمكن البابا أثناسيوس-بسبب ما تعرض له من اضطهاد الحكام الأريوسيين-من بناء الكنيسة إلا في عهد الإمبراطورجوفيان(363-364م)وقد شيدت الكنيسة في غاية الجمال وزينت بالرخام الثمين,وأقيم أسفلها سردات لبوضع فيه رفات القديس,وكرست الكنيسة بحضور مجمع من أساقفة مصر وكان ذلك في اليوم الأول من شهر أبيب حوالي عام373م.
**وبعد مرور عدة سنوات أي في أيام حكم الملكين أركاديوس وأنوريوس ابني الملكثيئودوسيوس الكبيرتوجه الباباثاؤفيلسالثالث والعشرون(385-412م)للاحتفال بعيد الشهيد مينا يوم15هاتور,فرأي ما تعانيه أعداد الزائرين الغفيرة من المشقة بسبب الزحام حيث ضاقت بهم الكنيسة,واضطرار الكثيرين للوقوف خارجها.فكتب إلي الملكأركاديوسفأمر الملك ببناء كنيسة فسيحة,وجعلها واحدة مع الكنيسة التي بناها القديس أثناسيوس,وعندما أكملها الباباثاؤفيلسجمع مجمعا من الأساقفة وأراخنة مصر وكرسوها بالمجد والكرامة,في يوم15بؤونة...وأتم تزيينها البابا تيموثاوسالسادس والعشرون(458-480م),وبني معمودية كبيرة في الطرف الغربي منها.
**خلال حكم الملكزينونالمحب للمسيح(474-491م)قام بزيارة هذه الكنائس وتبارك من جسد الشهيد وبني لنفسه قصرا عظيما بجوار الكنيسة...إلا أن البربر كانوا كثيرا ما يغيرون علي مريوط ويسببون متاعب للكنائس,فأخبر البابا تيموثاوس الثاني-البطريرك السادس والعشرون الملكزينونبذلك,فأمر الملك كل العظماء في المملكة أن يبني كل منهم قصرا هناك,وكتب أيضا لأراخنة الإسكندرية والذين في مصر أنه ينبغي علي كل واحد منهم أن يبني لنفسه مكانا هناك...وقد حدث وصارت مدينة عامرة سميتمدينة الشهيدوأعدلها الملكزينونحامية من1200جندي لحمايتها من غارات البربر.
**ولما كانت بحيرة مريوط طريقا ملاحيا للسفن وتتصل بالفرع الكانوبي للنيل بواسطة قناة تسميقناة نواقراطسفكان الزوار القاصدون كنيسة الشهيد مينا سواء القادمين من الإسكندرية أو من بلاد الدلتا,يصلون بالمراكب إلي الشاطئ الغربي لبحيرة مريوط,ثم يتجهون برا إلي الكنيسة..وفي عهد الملكأناسطاسيوس(491-518م)أدرك الحاكم فيلوكسينيتيالصعوبات التي تواجه الجموع الكثيرة في الطريق الذي يخترق المنطقة الصحراوية ما بين البحيرة والكنيسة,فأنشأ بجانب البحيرة منازل لإضافة الزوار واستراحات لاستقبال الجموع,وفي وسطها سوق لشراء احتياجاتهم ومخازن متسعة لإيداع أمتعتهم فيها,وأطلق اسمه علي هذه المنطقة,وعلي طول الطريق من البحيرة للكنيسة أقام استراحات للمسافرين,مزودة بجرار بها ماء للشرب,وهكذا كبرت المدينة وعظمت جدا,وامتلأت المدينة بالمرافق الحية والأسواق والمصانع المتنوعة للزجاج والأواني الخزفية,وهكذا تحولت إلي مدينة عظيمة تملأها القصور الرخامية والحمامات الشافية.
**وبازدياد عدد المرضي الوافدين للاستشفاء أقيمت فيها الحمامات الضخمة,وكانت تصل إليها المياه عن طريق قناة طويلة تغذي مجموعة كبيرة من الأحواض والحمامات,كما أعدت أفران كبيرة تحت الأرض لتدفئة هذه الحمامات ونسق المكان بحيث يكفل راحة الزائرين الآتين من أقاصي الأرض يتلمسون البركة...وشيدت وكنيسة أخري من الجهة الشمالية.
**كان المرضي يأتون من كل مكان في العالم ليستشفوا بشفاعة القديس مينا.وكانت تصنع بالمنطقة قوارير صغيرة من الفخار تملأ من زيت القنديل المعلق فوق جسد الشهيد أو من ماء نبع موجود بالقرب من قبر الشهيد,يأخذها الزائرون لبلادهم للبركة والشفاء...ومما يدل علي اتساع شهرة القديس أن هذه الأواني وجدت في بلاد عديدة مثل كولونيا وهيدلبرج بألمانيا,ومرسيليا بفرنسا,ودلماتيا بيوغوسلافيا,وميلانو بإيطاليا.ووجدت أيضا في إنجلترا,وفي مدينة دنجلة بالسودان وكذلك في مدينة أورشليم...وكانت هذه القوارير تحمل علي جانبيها صورة الشهيد مارمينا وعند قدميه الحيوانات البحرية,وبعضها كان ينقش عليها صلبان أو اسم الرب يسوع.
ويوجد بالمتحف القبطي بالقاهرة واليوناني بالإسكندرية مجموعة كبيرة من هذه القوارير...وتعد الفترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادين بمثابة العصر الذهبي لحجاج كنيسة ومدينة القديس مينا.لقد كانت المدينة هي المكان الثاني للحج بعد القدس.
**في عام833م قرر الخليفة المعتصمأن يبني عاصمة الجديدة,فأرسل مندوبين إلي البلاد البعيدة ليجمعوا الأعمدة الرخامية ومواد البناء الثمينة.وجاء إلي مصر شخص اسمهالعازروكان هذا نسطوريا,فنزع الأعمدة الرخامية من كنائس كثيرة بالإسكندرية فتهدمت,ونزع الرخام الملون من كنيسة الشهيد مارمينا بمريوط...ولما سمع البابا يوساب الأول البطريرك الثاني والخمسون -حزن حزنا عظيما واهتم بسرعة إصلاحها فأحضر من مصر والإسكندرية الواحا منقوشة ووضعها مكان التي نزعت.
**وفي عهد البابا شنودة الأول البطريرك الخامس والخمسين(859-880م),قامت مجموعة من الأعراب وفرضوا سلطانهم علي كثير من البلاد,واستولوا علي ممتلكات كنيسة الشهيد مارمينا بمريوط,حاصر هؤلاء القوم مدينة الإسكندرية لزمن طويل حتي عم الضيق والكساد,حتي أن بيعة الشهيد مارمينا بمريوط,والتي كانت مسرة جميع شعب مصر الأرثوذكسيين,قد أمست برية.مع أن مزار القديس مينا لم يصب بسوء,إلا أن الزوار انقطعوا عن الحضور بسبب هذه الأحداث.
**وتعد آخر إشارة تاريخية عن وجود جسد القديس بهذه المنطقة هو ما ذكر في الكتاب المنسوبلأبو صالح الأرمني(1177-1204م) إذ يقول في حديثه عن منطقة مريوط:بيعة الشهيد أبو مينا ذي الثلاثة أكاليل وجسده مدفون بها...ولها آيات وعجائب كثيرة وتظهر كل حين,وكان لها أوقاف,وزينتها أحسن زينة,وفيها من العمد والرخام الملون قائم ونائم ما لم يشاهد مثله.
بعدها تعرضت المنطقة للهدم والتدمير ولغارات البدو,فهجرت تماما,وبتهدم الكنيسة التي فوق القبر اختفي جسد القديس تحت الأنقاض.
**في عهدمملكة المعزأي في عهد الملكعز الدين أيبكالذي تولي الحكم في الفترة من1249-1257م كان البربر يغزون كثيرا مدينة الإسكندرية من جهة الغرب,ويسبون أهلها وينهبون أموالهم,لذلك ولي الملك أميرا لها يدعيفلك التقويوعين أحد أعيان الأرثوذكس في وظيفة رئيس ديوان له اسمهشيخ الصنيعة التريكي,وأثناء سفرهما مرا علي منطقة مريوط وأقاما بها أياما...وفي مدة أقامتهما عمد بعض الأعراب إلي تل عال ليبحثوا عن طوب يستخرجونه منه ليبنوا منازل لهم ويبيعوا ما يزيد عنهم أهالي الإسكندرية,فبينما هم يحفرون في التل وينقضون الطوب وجدوا صندوقا مقفلا مختوما,ففرحوا وظنوا أن في داخله أموالا من الذهب أو الفضة أو الجواهر الثمينة.أراد فريق منهم أخذه دون الآخر,فنشبت مشاجرة عنيفة بينهم,واجتمع باقي الأعراب الموجودين بمريوط وتقاتلوا وعندما علم الأميرفلك التقويأخذ منهم الصندوق وأمر بفتحه ففتحوه ووجدوا بداخله أنبوبة مزخرفة ففتحوها أيضا.ولما رفعوا الغطاء دهشوا إذ وجدوا فيها عظام إنسان ملفوفة بسبع طبقات من الحرير الفاخر,ولم يعلموا عظام من؟فأمر الأمير أحد الجنود أن يلقي هذه العظام في موقد النار بالمطبخ لتجنب ثورة الأعراب بسببه.
**فعل الجندي كما أمره وصرف الحاضرين,قام رئيس الطباخين في الليل وحضر إلي المطبخ لتجهيز بعض ما هو لازم,فرأي عمودا من نور يضئ كالشمس صاعدا من وسط النار من فوق الأعضاء المقدسة فدهش وتوجه حالا إليشيخ الصنيعةوأخبره بما رآه فقام معه إلي المطبخ,ولما نظر ذلك مجد الله,وتأكد أنه من أجساد الشهداء...وأخرج شيخ الصنيعةالعظام المقدسة من النار ولفها بأكفان من حرير,وسلمها إلي أحد غلمانه الأمناء وأمره بالذهاب بها إلي منزله ببلدة أشمون الرمان-مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية-وأن يحرص عليها,ولايخبر أحدابأمرها.
لما رجع شيخ الصنيعةإلي منزله,أرسل ودعا أسقف المدينة,ولما حضر أعلمه بمسألة الصندوق وأنه لا يعلم من هو صاحب هذا الجسد الطاهر,فأتي إليه وتبارك من الجسد وأمره أن يوقد قنديلا أمامه...وحدث بعد ذلك أن انتقلشيخ الصنيعةإلي بلدةبنها العسلوسكن بها,فنقل التابوت معه,ووضعه في مكان خاص منفرد ووضع القنديل أمامه.
**في أحد الأيام كان حاضرا عندشيخ الصنيعةراهب مبارك يسميإسحقوبينما هو نائم ذات ليلة ظهر له القديس,وعرفه بنفسه,وطلب منه الاعتناء بالجسد لحين نقله إلي الكنيسة...ولما جاء الصباح أيقظ الراهبشيخ الصنيعةوجميع أهل بيته,وقص عليهم ما شاهده ففرحوا فرحا عظيما,فاهتموا بزخرفة مكان التابوت,وأحضروا قناديل جديدة كبيرة,ووضعوها أمامه موقدة نهارا وليلا وزادوا في إكرامه.وكانوا يدعون كاهن تلك الجهة ليرفع البخور أمام الجسد في تذكاراته.وكانلشيخ الصنيعةابنة عذراء تسميست القبطنذرت بتوليتها للسيد المسيح,فأوصاها والدها أن تخدم جسد القديسميناطوال أيام حياتها,ففرحت جدا,ونظرا لقداستها استحقت مشاهدة القديس عيانا مرات كثيرة,الذي كان يشكرها علي محبتها وخدمتها لجسده.
**لما أراد السيد المسيح نقل جسد القديس الطاهرميناإلي بيعة علي اسمه بمصر المحروسة.ظهر الشهيد العظيملست القبطوأعلمها أنه سيذهب إلي مكان آخر.وفي ذات الوقت كان القسيوحناخادم بيعة القديس مينا بفم الخليج قد علم بوجود جسد صاحب البيعة الطاهر بمنزل شيخ الصنيعةوأن عذراء اسمهاست القبطتخدمه,عندئذ سافر إليها وأعلمها أن أجساد القديسين ينبغي أن تحفظ بالكنائس,ووعدها بأن تقيم مع الجسد في الكنيسة وتخدمه كل أيام حياتها.فوافقت علي ذلك وأعلمته أن القديس ظهر لها,وقال لها:أنا ماض إلي مكان آخر.
**لما علم أعيان القاهرة بذلك حضروا لأخذ الجسد,فمنعهم أهل قريةبنها العسلإلي أن تدخلالبابا بنيامين الثانيالبطريرك الـ82 (1327-1339م),وأمر بنقل الجسد إلي كنيسة مارمينا بفم الخليج...وبهذا تكون رفات القديس قد ظلت بكل منأشمون الرمانوبنها العسلحوالي ثمانين عاما.
**جرت محاولات عديدة لسرقة جسد الشهيد المبارك مما دفع بأراخنة الكنيسة إلي حفظه في مكان بعيد عن الأعين,ومع تعدد المرات التي تخربت فيها الكنيسة وأعيد بناؤها أصبح مكان الأنبوبة التي بها الجسد غير معلوم,وأراد الله أن يظل هكذا لزمان طويل,فآخر مرة ورد فيها ذكر الجسد في وثيقة مكتوبة كان في بابويةالأنبا مرقس الرابعالبطريرك الرابع والثمانين(1348-1363م).
**في سنة 1589 للشهداء- أول سبتمبر 1873ميلادية- ظهر القديس مينا العجائبي للقمصتادرس مينا رئيس دير مارمينا بفم الخليج في حلم وأمره أن يفتش عن الجسد وأعلن له أنه في الكنيسة...وبعد البحث وجد الجسد موضوعا في أنبوبة من الخشب مكتوبا عليها اسم القديس مارمينا,ومعها أربع أنابيب أخري بأسماء شهداء آخرين مكتوبا عليها أسماؤهم أيضا.
**في الوقت الذي كان فيه رفات القديسمينا قد ظلت بعيدة عنمريوطنحو ثمانين عاما ما بين أشمون الرمانوبنها العسلولأكثر من ستمائة عام في مصر القديمة كان محمد علي باشا(1805-1848م) قد قام بتحطيم البقية الباقية من مباني مدينةأبومينا ليضع حدا لأعمال البدو-المقيمين في المنطقة-من سلب ونهب للمسافرين...إلا أن العالم الألمانيكاوفمانكان قد بدأ بعمل حفريات في هذه المنطقة,واكتشف خلال حفرياته التي استمرت ثلاث سنوات(1905-1907م) بعض المعالم من تحف بديعة وتيجان لأعمدة رخامية,وضعها في مائة صندوق من الحجم الكبير وقام بنقلها إلي بلاده,وهي مازالت موجودة بمتحف فرانكفورت بألمانيا...إلا أن هذا لا يعني أن آثار المنطقة كلها قد سلبت ونهبت وهربت,فقد قام بعض الباحثين الألمان فيما بعد بتكليف من المعهد الألماني للآثار بمعاونة المتحف القبطي بعمل حفريات جديدة ودقيقة,ونقل بعض الآثار المكتشفة إلي المتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني بالإسكندرية.
**وللأهمية التاريخية لهذه البقعة فإن منظمةاليونسكو اعتبرت منطقة أبو مينا من المناطق الأثرية المهمة في العالم,وهي ضمن خمس مناطق في مصر,وسبع وخمسين منطقة في العالم,يجب العناية بها والمحافظة عليها كتراث إنساني.وقد أصدرت كتابا باسم(A Legacy For all) لهذه المناطق كتسجيل للحضارة الإنسانية.
***
**شاءت إرادة الرب أن تأتي القرعة الهيكلية بالراهب القمص مينا المتوحد البرموسي-حبيب مارمينا- بابا وبطريركا للكرازة المرقسية باسم قداسةالبابا كيرلس السادسوفي يوم الأحد 10مايو 1959 تم تجليسه علي كرسي مارمرقس الرسول ومن مكان قيادة الكنيسة أتيح له أن يعيد لمنطقةأبو مينابمريوط ما كان لها من مجد وشهرة فإنشاء دير مارمينا بمريوط إذ بمجرد تقلده هذا المنصب تقدم إلي الجهات المعنية يطلب شراء الأرض لإقامة الدير,وتمكن من شراء قطعة مساحتها 15فدانا ملاصقة للحد الشمالي(البحري)للمنطقة الأثرية...
وفي يوم15بؤونة 1675 للشهداء-22يونية 1959ميلادية-وهو ذكري تكريس كنيسة الشهيد مارمينا,وهو أول عيد له بعد تولي قداسة البابا كيرلس السادس كرسي البطريركة,ذهب البابا البطريرك إلي منطقة أبو ميناالأثرية وأقام صلاة القداس الإلهي الذي حضره عدد كبير من المصلين..وكان هذا أول احتفال بعيد القديس يحضره البابا البطريرك في هذه المنطقة منذ ما يزيد علي سبعة قرون من الزمان...وبعدها بخمسة شهور من نفس العام,وخلال الاحتفال بعيد استشهاد مارمينا-في يوم الجمعة 27نوفمبر1959-وضع قداسته حجر أساس الدير الحديث,في المكان الذي يقع أسفل شرقية المذبح الرئيسي لكاتدرائية الدير التي بنيت فيما بعد...كما قام قداسته بنقل جزء من رفات الشهيد مارمينا إلي الدير في15فبراير 1962...ويعلق الدكتور ميناردوس-الأستاذ بالجامعة الأمريكية وواضع كتاب الرهبنة والأديرة علي هذا الإنجاز فيقولالحلم الذي كان البطريرك يتطلع إليه سنوات عديدة,أصبح حقيقة,وبعد أكثر من ألف سنة يعود هذا المكان المقدس الذي للقديس مينا ليكون مسكنا لرهبان يحملون لقبآفامينا.
**وهكذا عاد هذا المكان ليكون مصدر تعزية لكل متعب ومريض حيث تمتد العناية الإلهية لتصنع العديد من المعجزات...إنه الوعد الإلهي للقديس مينا.
**يكون اسمك مشهورا عن الكثير من الشهداء,وسأجعل كل الشعوب من القبائل والألسن يأتون من كل مكان قاصدين الكنيسة التي تبني علي اسمك في كورة مصر,وينظروا القوات والعجائب والآيات التي تكون من جسدك.