Home Up قوارير مار مينا العجائبى | | * الأنبا كيرلس ورئيس دير مارمينا جريدة وطنى 21/11/2009مقبل ساعات من الاحتفالية:نشكر يد الله التي اعادت مجد هذا المكان المقدس *أبونا بيشوي كامل اختار لي دير مارمينا للرهبنة *الدير كان بلا ماء ولا كهرباء...والوصول إليه كان يتطلب السير 12كيلو مترا علي الأقدام *كنت أول راهب بعد نياحة البابا كيرلس لذلك حملت اسمه *الأنبامينا آفا مينا كان يصلي وهو في البنج *البابا شنودة يعطي دير مارمينا مكانة خاصة.... والرهبان يعتبرون قداسته أباهم المباشر *الدولة أنفقت 19مليون جنيه لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية *أحلم ببناء سور لحماية الآثار وإعادة بناء الكنائس وترميم قبر مارمينا ببساطة قلب يحتوي الجميع...وبروح نقية يملأها الإيمان...يزرع البركة والحنان...تراه فتذكر قول الكتاب المقدس محبوبا عند الله والناس مبارك الذكر فأتاه مجدا كمجد القديسين وجعله عظيما. إنه نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس أسقف ورئيس دير مارمينا بمريوط الذي يقود كخادم باذل بالمحبة مسيرة التعمير الروحي والإنشائي بالدير ومقاره...ويجاهد لاكتمال الأعمال الصالحة حتي يمجد الله. الآن قد قضي نحو36عاما في أحضان الدير الذي يحمل اسم وبركة أعظم الشهداء...قضاها عابدا مجددا مجاهدا لإكمال الأعمال الصالحة حتي يمجد الله...وكافأه الله. من داخل دير مارمينا كينج مريوط ساعة وصليب البابا كيرلس ففي حبريته يحتفل الدير والعالم كله الذي يمجد سيرة القديس مينا ويلمس عجائبه ومعجزاته التي فاقت الوصف ونالت الجميع حتي أنهم أسموه بالعجائبي...في حبريته يحتفلون بمرور سبعة عشر قرنا علي استشهاده -21نوفمبر - حدث تاريخي لن يتكرر في حياتنا...ويضاعف من مكافأة الله له أن يتزامن مع هذا الحدث التاريخي حدث آخر تبتهج له القلوب فيحتفلون أيضا باليوبيل الذهبي لإعادة تأسيس دير مارمينا -24نوفمبر -...ومع هذه الذكريات العطرة جلسنا مع نيافته نسترجع ذكريات 56عاما هي حياته علي الأرض,منها36سنة راهبا ومنها ست سنوات أسقفا ورئيسا للدير. **عدنا بالذكريات إلي البداية...ميلاده ونشأته...طفولته وشبابه...فالبذرة الجيدة تأتي بثمار جيدة. **ولدت في سوهاج في أسرة تعرف الله وتخلص له,وكان والدي يعمل في مجال الحسابات, ولحبه العميق للرب وخدمته تنتقل كثيرا بين المحافظات إذ كان له نشاط ديني, فنقل - ونقلنا معه |
- إلي كفرالشيخ, ثم أسيوط كمدير حسابات في إحدي المصالح, وهناك أتممت تعليمي...وكان لي اشتياق كبير للرهبنة أشعر به منذ الصغر, وازداد ونما مع الأيام من خلال رؤيتي وتعلقي بنماذج جميلة من الآباء الرهبان الأتقياء, وقراءة سير القديسين والرهبان والشهداء...وظل هذا الشعور مدفونا في قلبي لا أعرف ولا أفكر كيف ومتي يخرج, فقد كنت أخشي رفض والدي لأنني وحيد علي ست بنات...وشاء الرب أن أذهب إلي الإسكندرية في زيارة لشقيقتي اللتين كانا تعيشان هناك, وتقابلت مع الأب القديس أبونا بيشوي كامل... جذبني بهدوئه وطيبته وحديثه الشجي...أفضيت له بكل ما في داخلي وكنت أفكر وقتها جيدا في الالتحاق بالكلية الإكليريكية,لكنه شجعني علي الذهاب إلي الدير, وأعطاني العديد من الكتب وطلب مني الانتظام في القراءة كبديل للالتحاق بالكلية الإكليريكية...ولأنني لم أكن قد اخترت ديرا محددا لأترهبن به فقد رشح لي دير مارمينا وقال لي نيافة الأنبا مينا آفامينا إنسان طيب واعتبرت كلام أبونا بيشوي هو صوت الرب الذي كنت أنتظره, وذهبت إلي دير مارمينا,والتقيت بنيافة الأنبا مينا وقلت له كل حكايتي فرحب بي, ولم يكن في ذهني أنني سوف ألتحق بالدير في نفس اليوم, ولكن إرادة الله كانت قدسبقتني ورتبت كل شئ...كان هذا في سبتمبر1973 وترهبنت في مارس 1975 أي أقل من عامين قضيتهما في فترة تحت الاختبار بمفردي إذ لم يكن الدير يستقبل راغبي الرهبنة, وكان قد تمت رسامة سبعة آباء رهبان - فقط - قبلي بيد قداسة البابا المتنيح البابا كيرلس السادس فأنا أول راهب يرسم بعد نياحة البابا كيرلس, وأول راهب يرسم بيد الأنبا مينا آفامينا...لذلك أطلقوا علي اسمه, واعتبرني الأنبا مينا ابنه البكر, لذلك جمعتني معه محبة كبيرة, ولازلت أحبه جدا فهو بركة عظيمة. *مجرد ذكر الأنبا مينا آفامينا جعلنا نغير مجري الحديث, ودعوناه ليحدثنا عن ذكرياته معه. **هو أبويا وكان أب اعترافي, وأحمل له كل اعتزاز وتقدير وحب...كان رجل صلاة يمتاز بالتواضع الشديد والمحبة, وكان أب اعتراف جميلا قادرا علي إثراء أبنائه وتنميتهم روحيا بشكل غير عادي, وكانت حياته قدوة ومثالا لأبنائه إذ كان ناسكا من الدرجة الأولي يكتفي بوجبة واحدة في اليوم...حمل صليب المرض في شكر وصبر ورجاء...تحمل سلسلة ثقيلة من الأمراض وعلي الرغم من قسوة المرض إلا أنه لم يتخل أبدا عن قوانينه وصلواته, فكان يحب الصلاة محبة غير عادية,وكانت القداسات أهم شئ في حياته. من القصص التي أذكرها عن نيافته أنه كان قد تعرض لحادث مؤلم حيث سقط واصطدمت رأسه بباب حديد وأخذ 20غرزة وبعد أن خرج من حجرة العمليات ونقل إلي غرفة خاصة بالمستشفي وهو مازال مستغرقا في البنجرأيت يده تبحث عن شئ ما تحت الوسادة... سألته بإصرار عما يبحث عنه...لم يجبني ولكني عرفت أنه يبحث عن الأجبية لكي يصلي...لقد لازمته منذ دخولي الدير عام1973 وحتي نياحته في1996,وخلال هذه السنوات رسم حوالي56راهبا - الآن عددهم أكثر من مائة - وفي الناحية التعميرية استكمل نيافته بناء الكاتدرائية...وبني قلالي للرهبان, وبيتا للخلوة, وأقام مشروع المضيفة الجديدة, وكنيسة القديس يوليوس...باختصار وضع البنية الأساسية للدير. *عدنا بالحديث إلي مساره...وربما حديثه - الأنبا كيرلس - عن التعمير الذي شهده الدير علي يد الأنبا مينا آفامينا جعلنا نعود معه إلي الحياة بالدير في تلك الفترة. **الدير وقتها كان بسيطا جدا,ولم تكن هناك كهرباء ولا مياه, وكان الوصول إليه صعبا جدا فكنا نأخذالقطر من الإسكندرية وننزل في محطة تبعد عن الدير بـ12كيلو, وننتظر وصول الجرار الذي ينقلنا للدير, أو نأخذها سيرا علي الأقدام...كانت حياة بدائية وصعبة. *وماذا عن الحياة الرهبانية في الدير؟! **في بداية تحديث البابا كيرلس للدير وإعادة تأسيسه كان يحضر رهبانا من أديرة أخري - دير العذراء السريان ودير الأنبا صموئيل المعترف - لتعمير الدير, وهم الذين بدءوا الحياة الرهبانية,فكان نيافة الأنبا دوماديوس - مطران الجيزة - هو أمين الدير في فترة من الفترات,وأيضا نيافة الأنبا مكسيموس المتنيح, والأنبا أغابيوس المتنيح...وقداسة البابا شنودة كان يتردد كثيرا ويقيم فترات طويلة بالدير عندما كان أسقفا للتعليم...ثم بعد ذلك قام قداسة البابا كيرلس برسامة سبعة رهبان يحملون اسمآفاميناأولهم أبونا عازر الذي يخدم حاليا في مقر الدير بالزهراء, ثم أبونا مينا- الأنبا مينا آفامينا المتنيح- وأبونا موسي,وأبونا مكاري, وأبونا صليب,وأبونا صموئيل,وأبونا روفائيل. *إلي هنا أراد الأنبا كيرلس أن يتوقف بالحديث عن الحياة بالدير...وعندما حاولنا أن يواصل حديثه عن النهضة العمرانية والرهبانيه الآن تمنع في تواضع شديد ونكران للذات...أنقذ الموقف أحد الآباء الرهبان الذي تصادف وجوده أثناء الحديث...أخذ المبادرة وقال: **أكمل نيافة الأنبا كيرلس تشطيب الكاتدرائية, وقام بعمل الكثير والكثير في الدير مثل رصف الطرقات, وإنشاء البوابة الخارجية,وبناء كنيسة كبيرة للرهبان-الأنبا أنطونيوس -لأن الكنيسة الموجودة صغيرة ولا تستوعب أعدادهم,وإنشاء ساحة انتظار للأتوبيسات, والتوسع في مزارع الدير التي تبعد عنه بحوالي خمسة كيلو مترات,وكل هذه المساحات الخضراء كانت أرض بور استصلحها الرهبان,ويتم زراعتها بتقنيات زراعية عالية وتروي بالتنقيط وتقام بجوارها عدة مشروعات فهناك مزرعة تسمين ومزرعة دواجن ومصنع لزيت الزيتون وآخر للجبنة. *بذكاء قاطعه نيافة الأنبا كيرلس- حتي لا يسترسل في الحديث عن الإنجازات الضخمة في الدير - وقال نيافته: **كل هذا تم بجهود الآباء الرهبان وصلوات وتشجيع قداسة البابا *نقلنا الأنبا كيرلس إلي سؤال كان في أولويات أسئلة الحوار,ولكننا رأينا أن نرجئه إلي نهاية الحديث...السؤال عن علاقة البابا البطريرك بالدير...طرحنا السؤال وأجاب الأنبا كيرلس... **قداسة البابا يضع مارمينا في مكانة خاصة, وكل الآباء الرهبان بالدير يعتبرونه أبوهم وقداسته هو الذي شجعنا لتنمية الدير روحيا وعمرانيا,ويقوم بمتابعة كل ما يتعلق بالدير,ويسأل عن كل التفاصيل ,ونحن نعود لقداسته في كل ما نعمل ونأخذ نصيحته وإرشاده وبركته. *تتردد أخبار كثيرة في السنوات الأخيرة عن اهتمامات الدير والدولة بالمنطقة الأثرية...وما حقيقة الموقف؟ **بدأ الاهتمام بالمنطقة الأثرية في عام2002 بعد أن عقد اليونسكو مؤتمرا وضعها فيه علي خريطة التراث العالمي المعرض للخطر,ومن هنا تحركت الحكومة المصرية,وبذلت جهودا ضخمة لتخفيض منسوب المياه الجوفية بتكلفة تقدر بـ19مليون جنيه حيث تم وضع 170 طلمبة-بقدرات كهربائية مختلفة- علي مساحة300فدان والمشروع الآن قارب علي الانتهاء,كما قامت هيئة الآثار بتفعيل مشروع درء الخطورة وهو المشروع الذي يوليه الدكتور زاهي حواس اهتمامه الشخصي لأنه لا يمكن سحب كميات المياه الموجودة قبل أن يحدث درء للخطورة علي المباني حتي لا تنهار,ويعقبها ترميم الكنائس وقبر مارمينا... ومن جهة أخري يسعي الدير لتنفيذ مشروع حماية المنطقة الأثرية بإنشاء سور طوله 8.5 كيلو متر وبارتفاع أربعة أمتار حول مساحة المدينة-978 فدانا- وتولي هيئة الآثار أيضا اهتماما كبيرا بهذا المشروع للحفاظ علي أهم أثر قبطي في مصر,فهو يعتبر الحج الثاني للمسيحيين في مصر والعالم بعد القدس. ويقدر أن تصل تكلفة إقامة هذا السور إلي نحو250 مليون جنيه. اختتم الأنبا كيرلس حديثه قائلا: ***أحلامنا كبيرة لإعادة مجد هذه المنطقة باستكمال الحفريات,وزيادة عدد البعثات القائمة علي الحفريات وتحديد أماكن عملها للمسح والتنقيب.
|