Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الرهبان فى عصر أثناسيوس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
إكتشاف أقدم رسالة للبابا أثناسيوس
البابا أثناسيوس الرسولى1
الرهبان فى عصر أثناسيوس
العلامة ديديموس الكفيف الضرير
القديس افرايم
انتشار المسيحية
Untitled 7980

 

الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************
3/13/6) ولما كنتُ قد أشرتُ إلى الرهبان، فإننى سأذكر بإيجاز أولئك الذين ازدهروا فى عهد قنسطانتيوس.وألنبا أثناسيوس الرسولى

الكتاب الثالث: الفصل الرابع عشر
(عن الرهبان)
(3/14/1) سأبدأ روايتى بمصر، وبالمقاريَن اللذيَن كانا أشهر الرؤساء المشهورين للاسقيط والجبل المجاور. كان واحدُ من أهل مصر، والآخر دُعِى بوليتيكوس([275]) Politicus لأنه كان مواطنا ومن أصل اسكندرى. وكلاهما وُهبِا على نحو عجيب فلسفة ومعرفة إلهية([276]) لدرجة أن الشياطين كانت ترتعد منهم، وأجريا أعمالا كثيرة فوق عادية، واشفية اعجازية. وتقول القصص أن المصرى أقام ميتا إلى الحياة لكى يُقنِع هرطوقيا بحقيقة القيامة من الاموات. وقد عاش حوالى تسعين سنة، قضى ستين منها فى الصحارى. وعندما بدأ فى شبابه دراسة الفلسفة([277]) تقدم بسرعة لدرجة أن الرهبان لقبوه بالشاب الشيخ، وسيم كاهنا فى سن الاربعين.
(3/14/2) أما مقاريوس الآخر فقد صار كاهنا فى فترة متأخرة فى حياته، وكان متمرسا فى كل فنون النسك. بعضها اختاره لنفسه بنفسه، وبعضها سمع به عن آخرين فتبارى فى تنفيذه بنجاح لدرجة أن جفاف جلده حال دون نمو شعر لحيته.
(3/14/3) وازدهر فى نفس الفترة والمكان أيضا بامبو وهيراكليس وكرونيوس وبافنوتيوس وبوتوباستس وآرسيسيوس وسيرابيون الكبير، وبيتوريون الذى سكن بالقرب من طيبة، وباخوميوس مؤسس [جماعة] الرهبان المعروفين بالطبانسيين. وكانت ثياب وإدارة هذه الفلسفة([278]) تختلف نوعا ما عن تلك التى للرهبان الآخرين. ومع ذلك كان اعضاؤها مُكرَّسين للفضيلة، ويزدرون بأمور الدنيا، ويُثِيرون النفس للتأمل السمائى ويُعدّون أنفسهم لترك الجسد بإبتهاج. كانوا يرتدون الجلود تذكارا لايليا، ويبدو لى أن ذلك لكى تظل فضيلة النبى دائما فى ذاكرتهم ويكونون قادرين مثله على مقاومة اغراءات المسرات الارضية برجولة، وأن يسلكوا بغيرة مماثلة وأن يستحثوا على ممارسة الاعتدال على رجاء المكافأة بالمثل. وقد قيل أن الملابس الخاصة بهؤلاء الرهبان المصريين كانت تشير إلى بعض الاسرار المرتبطة بفلسفتهم([279]) ولذا لا تختلف عن تلك التى للآخرين بدون سبب. فهم يرتدون جلاليب tunics بدون أكمام لكى ما يُعلِّموا أن الأيادى ينبغى ألاَّ تكون مستعدة لعمل الشر. وهم يرتدون غطاءً لرؤوسهم يُدعى "قلنسوة" لكى يُظهِروا أنه ينبغى أن يعيشوا فى براءة وطهارة الأطفال الذين يتغذون باللبن، فيرتدون نفس الشكل. والمِنطقة التى يرتدونها حول وسطهم والشرائط التى حول أكتافهم وأذرعتهم تعلّمهم أن يكونوا مستعدين دائما لعمل وخدمة الله. وإننى أعى بالأسباب التى تُعزَى لملبسهم الخاص، ولكن ما قلته يبدو لى كافيا.
(3/14/4) وقد قيل أن باخوميوس عند بداية ممارسته لهذه الفلسفة عاش فى مغارة. ولكن ملاكا مقدسا قد ظهر له وأمره أن يجمع الرهبان الشباب ويعيش معهم، لأنه قد نجح جيدا فى ممارسة هذه الفلسفة، لكى يدربهم على الشرائع العتيدة أن تُسلَّم له، وهو يمتلك الآن منافع كثيرة تفيد كثيرين كقائد لجماعات، وأُعطِى له عندئذ لوح مازال محفوظا بعناية. وقد نُقِش عليه تعليمات بمقتضاها يسمح لكل واحدٍ أن يأكل ويشرب ويعمل ويصوم تبعا لمقدرته على العمل. فهؤلاء الذين يأكلون جيدا يمارسون اعمالا شاقة، أما النساك فتُسنَد إليهم اعمالا أخف. وأمر أن يَبنِى قلالى كثيرة يقيم فى كلٍ منها ثلاثة رهبان يتناولون معا وجباتهم فى صمت فى قاعة طعام عامة، ويجلسون حول المائدة وهم يُسدِلون ساترا على وجوههم لكى لا يقدرون على رؤية أى شىء آخر سوى ما هو موضوع أمامهم على المائدة. ولم يكن مسموحا للغرباء بالأكل معهم فيما عدا المسافرين الذين يُظهرون لهم كرم الضيافة. وأولئك الذين يرغبون فى العيش معهم كان عليهم أن يخضعوا لمدة تلمذة ثلاث سنوات، وتُسنَد لهم خلال هذه السنوات واجبات للعمل بها. وبهذه الطريقة يمكنهم المشاركة فى جماعتهم. وهم يرتدون جلودا، ويلبسون قلنسوة([280]) من الصوف المزخرف بنقوش من الارجوان، وجلباب من الكتان ومناطق. وكانوا ينامون بجلاليبهم وأرديتهم الجلد. وهم ممددين على كراسى طويلة مصممة على نحو خاص لكى تكون قريبة من طرفيها ليكون لها مادة كل مرقد.
(3/14/5) وفى أول وآخر يوم من الأسبوع يتناولون من السرائر المقدسة. ويحلون عندئذ مناطقهم ويطرحون عنهم أرديتهم الجلد. وعليهم أن يصلّوا اثناعشر صلوة كل يوم. وغالبا اثناء المساء، ويًقدِّمون نفس عدد الصلوات اثناء الليل. وفى الساعة التاسعة([281]) يصلون الثالثة([282]) وعندما يتقدمون لتناول الطعام ينشدون مزمورا قبل كل صلوة. وكانت الجماعة كلها تنقسم إلى أربعة وعشرين فئة، كل منها يسَّمى بأحد الحروف اليونانية. وكل واحد ينتمى إلى هذه الفئة أو تلك حسب سلوكه وعاداته. وهكذا الحرف يوتا يُعطَى للأكثر بساطة، وزيتا أو خاى لغير البسطاء. والحروف الأخرى تُختَار تبعا للغرض المناسب لشكل الحرف.
(3/14/6) هذه كانت سنن باخوميوس التى حَكمت تلاميذه. لقد كان رجلا أحب الناس، وكان محبوبا من الله. لدرجة أنه تكهن بالآتيات، وسُمِح مرارا بالتواصل مع الملائكة القديسين. كان يقيم فى طابينا Tabennaبطيبة، ومن ثمة الاسم طابينيسيين الذى مازال مستمرا. وبتبنيهم لهذه القواعد فى ادارتهم صاروا مشهورين جدا، وتزايدوا بشدة بمرور الوقت لدرجة أن وصل عددهم إلى سبعة آلاف. ولكن الجماعة فى جزيرة([283]) طابينا التى عاش فيها باخوميوس كانت تشمل ألف وثلاثمائة. وأقام الآخرون فى طبايس Thebaïs والمواضع الأخرى من مصر. وجميعهم راعوا قاعدة واحدة، وكان كل شىء مشتركا بينهم. وكانوا يعتبرون الجماعة الموجودة بطابينا أمهم، ومدبروها آباءهم وأمراءهم([284]).
(3/14/7) وفى حوالى نفس الفترة تبنى ابولونيوس الفلسفة الرهبانية. وقيل أنه كرَّس نفسه لهذه الفلسفة فى الصحراء من عمر خمسة عشر سنة، وأنه عندما بلغ الاربعين من العمر توجه بناء لأمر إلهى للسكن فى المناطق المعمورة بالناس. وكانت له بالمثل جماعة فى طيبايس Thebaïs وكان محبوبا جدا من الله فأسبغ عليه قوة اجراء اعمال شفاء اعجازية. كان كاملا فى المحافظة على الواجب، وعلَّم الآخرين فى هذه الفلسفة بطيبة وصلاح عظيمين. وكان مقبولا فى صلاته لدرجة أنه ما من شىء طلبه من الله ولم يحصل عليه، لكنه كان حكيما حتى أنه كان يعرض على الله الطلبات الفطنة التى يكون مستعدا لإجابتها دوما.
(3/14/8) وأعتقد أن آنوف Anuph المكرَّم قد عاش فى حوالى هذه الفترة. لقد علمتُ أنه منذ وقت الاضطهاد عندما قدَّم نذره الأول للمسيحية، لم ينطق قط بالزيف ولا رغب فى شىء من الأرضيات. وكانت كل طلباته وتضرعاته إلى الله مستجابة بالكامل وقد تعلّم كل فضيلة من ملاك مقدس.
ومع ذلك فليكفى ما قد قلناه عن الرهبان المصريين.
(3/14/9) وفى حوالى نفس الفترة، غُرِست ذات الفلسفة فى فلسطين، بعدما تعلم هيلاريون([285]) المكرَّم فى مصر ونال صيتا عظيما. لقد كان مواطنا من ثاباثا([286]) Thabatha وهى قرية تقع بالقرب من مدينة غزة نحو الجنوب ويهددها سيل جارف يصب فى البحر، وقد حصلت على اسمها هذا من شعب ذلك المكان. فعندما كان يدرس النحو فى الاسكندرية، توجه إلى الصحراء لرؤية الراهب انطونيوس الكبير وتعلّم فى صحبته تبنى فلسفة مماثلة. وبعد أن قضى فترة قصيرة هناك عاد إلى بلده إذ لم يكن مسموحا له بالبقاء هناك كما رغب، بسبب الحشود الملتفة حول انطونيوس. وإذ وجد أن والداه قد تُوفيا، وزع نصيبه بين اخوته والفقراء ودون أن يُبقِى أى شىء لنفسه، وخرج إلى الصحراء الواقعة بالقرب من البحر على مسافة حوالى عشرين استاديا من قريته المحلية، وسكن هناك. وكانت قلايته دار ضيقة جدا مشيدة من الطوب والشقف، وكان طولها وعرضها وارتفاعها لا يقدر أن يقيم فيها أحد بدون احناء الرأس، والرقاد فيها بدون مد الأرجل. لقد جاهد فى كل شىء ليتعود على المشقة وقهر الترف. ولم يصِل أحدٌ ممن عرفناهم إلى مثل تلك المكانة العالية لإتضاعه وهدوءه. لقد جاهد ضد الجوع والعطش، ضد البرد والحر، والأتعاب الأخرى للجسد والنفس. كان حارا فى السلوك، شجاعا فى الحديث، متمتعا بذاكرة جيدة ودقيقة للأسفار المقدسة. لقد كان محبوبا جدا من الله حتى أن الكثيرين الآن من المتعبين والمسوسين([287]) يُشفوَن عند قبره.
(3/14/10) ومما هو جدير بالملاحظة أنه قد دفن أولا فى قبرص لكن رفاته توجد الآن فى فلسطين. فقد تصادف أنه قد توفى فى خلال إقامته فى قبرص فدفنه السكان بإحترام وتكريم عظيم. ولكن هيزيكاس Hesychasواحد من أكثر تلاميذه شهرة سرق الجسد ونقله إلى فلسطين ودفنه فى ديره الخاص. ومنذ تلك الفترة والسكان يقيمون احتفالا سنويا عاما ومشهورا. لأن العادة فى فلسطين إقامة هذا التكريم لمن يتمتع بشهرة لطيبته مثل اوريليوس وانسيدونيوس والكسيون مواطن من بيت اجاثون، والافيون من آثاليا Asaleaالذى عاش فى عهد قنستانتيوس بتقوى وشجاعة فى ممارسة الفلسفة. وبواسطة فضائلهم الشخصية ربحوا عددا زائدا من بين المواطنين والقرويين الذين كانوا مازالوا وثنيين إلى الايمان.
(3/14/11) وفى نحو ذات الفترة تبنى يوليانوس ذات الفلسفة بالقرب من اديسا وجرب طريقة قاسية جدا وغير بدنية للحياة لدرجة أنه بدا جلدا وعظم بلا لحم. إن سرد حياته تعود إلى تاريخ افرايم السريانى الذى كتب قصة حياة يوليانوس. إن الله نفسه أكدَّ الاكرام العظيم الذى اسبغه الناس عليه، إذ وهبه قدرة اخراج الشياطين وشفاء كل انواع الامراض بدون تناول ادوية ولكن ببساطة بالصلاة.
(3/14/12) وبالإضافة إلى هؤلاء ازدهر آخرون كثيرون من الفلاسفة الكنسيين فى مقاطعات اديسا وآميدا وحول جبل يُدعَى جوجاليوس Gaugalius. ومن بين هؤلاء دانيال وسيمون. ولكننى لن اتكلم الآن بشىء عن الرهبان السوريين إذ سأصفهم على نحو وافٍ انشاء الله فيما بعد.
(3/14/13) ولقد قيل أن يوستاثيوس الذى حَكم كنيسة سباستا Sebaste فى ارمينيا، قد أسس جماعة من الرهبان فى ارمينيا وبافلاجونيا وبونطس، وصار مدبرا لتلمذة نشطة سواء من جهة الوجبات التى يتم تناولها أو تجنبها، والملابس التى تُرتدَى والعادات والسلوكيات التى يجب تبنيها. ويؤكد البعض أنه كان مؤلِف المقالات المنسوبة بصفة عامة إلى باسيليوس الكبادوكى. وقيل أن لحيته الطويلة أدت إلى تجاوزات تُعتبَر ضدا لقوانين الكنيسة. ومع ذلك فإن اشخاصا كثيرين يبررون له هذه العلل ويُلقون باللوم على بعض تلاميذه الذين أدانوا الزواج ورفضوا الصلاة إلى الله فى بيوت المتزوجين، واحتقروا الكهنة المتزوجين([288]) وصاموا فى أيام الرب([289]) وعقدوا اجتماعاتهم فى منازل خاصة، واعلنوا أن الأغنياء ليس لهم نصيب فى ملكوت الله، وأدانوا مَن يأكلون طعاما حيوانيا. ولم يُبقوا على الجلباب العادى والمناطق كملبسٍ لهم لكنهم اتخذوا رداءً غريبا وغير مرغوب فيه وعملوا بدعا أخرى كثيرة. وانخدعت نساء كثيرات بهم وتركن ازواجهن، ولكن إذ لم يستطعن ممارسة التقشف سقطوا فى الدعارة. وقصَّت نساء أخريات، تحت ستار التدين، شعرهن([290]) وسلكن على نحو لا يليق بالمرأة بظهورهن بملابس رجال.
(3/14/14) فإجتمع معا اساقفة جانجر Gangr واوليج oelig المجاورة ومطران بافلاجونيا Paphlagonia واعلنوا أن كل مَن يتبنى هذه التعاليم يكون غريبا عن الكنيسة الجامعة، ما لم يجحد، طبقا لتعريفات المجمع، كل هذه العادات السابق ذكرها. وقيل أنه منذ ذلك الوقت، استبدل يوستاثيوس ملابسه بالفرو، وجعل سفرياته مثل الكهنة الآخرين مُثبِتا بذلك أنه لم يدخل ولم يمارس مثل هذه الابتداعات بإرادته الخاصة ولكن من أجل النسك والتقوى. لقد أُشتُهر بنقاوة سيرته بقدر ما أُشتُهِر بأحاديثه. لم يكن بليغا ولم يدرس قط فن البلاغة ومع ذلك كان يحظى بحاسة قابلة للإعجاب وقدرة عالية على الاقناع لدرجة أنه حث رجالا ونساءً كثيرين كانوا يعيشون فى زنى أن يسلكوا حياة معتدلة ونشطة. لقد رُوِى أن رجلا وإمرأة كانا قد كرَّسا نفسيهما لحياة البتولية حسب عادة الكنيسة، قد أُتهما بزيجة غير شرعية معا. فجاهد لأن يَكُفا عن المعاشرة، وإذ وجد أن هذا الحث لم يؤثر عليهما تنهد بعمق وقال أن المرأة المتزوجة شرعا عندما سمعت حديثه ذات مرة عن مزايا ضبط النفس قد تأثرت بشدة لدرجة أنها أحجمت طواعية عن المعاشرة الشرعية مع زوجها. لكن ضعف قواه للاقناع كان مرتبط من ناحية أخرى بحقيقة أن الطرفين المذكورين عاليه كانا يُصران على المعاشرة غير الشرعية. هكذا كان الرجال الذين تأصلوا فى ممارسة التلمذة الرهبانية فى المناطق المذكورة عاليه.
(3/14/15) وعلى الرغم من أن التيراقيين والإيلليريين والأمم الأوربية الأخرى كانت مازالت غير مختبرة فى الجماعات الرهبانية إلا أنه لم يكن يعوزها مع ذلك رجالا كرسوا انفسهم [لهذه] الفلسفة. من هؤلاء مارتن سليل عائلة نبيلة فى سابوريا Saboria ببانونيا Pannonia والذى كان الأكثر شهرة. كان أصلا محاربا متميزا وقائد جيوش، لكنه حسب خدمة الله أكثر شرفا، فإعتنق حياة الفلسفة وعاش أولا فى ايلليريا.
(3/14/16) وهنا دافع بشدة عن العقائد الأرثوذكسية ضد هجمات الاساقفة الاريوسيين. وبعد أن تعرض لمكائد ضده وللضرب مرارا من الناس طُرِد من البلد. فذهب إلى ميلان، وسكن بمفرده. ومع ذلك سرعان ما أٌجبِر على مغادرة مكان عزلته بسبب دسائس اوكسنتيوس اسقف تلك المنطقة الذى لم يكن يؤمن ايمانا سليما بالايمان النيقاوى فتوجه إلى جزيرة تدعى جاليناريا Gallenaria حيث بقى هناك لبعض الوقت مشبعا نفسه ببعض جذور النباتات إذ كانت جاليناريا جزيرة صغيرة غير مأهولة، تقع فى بحر تيرانيا Tyrrhenia. وقد عُيّن مارتن بعد ذلك اسقفا على كنيسة تارسينية Tarracinæ([291]). وقد وُهِب بغزارة بهبات اعجازية لدرجة أنه اقام ميتا إلى الحياة وأجرى آيات أخرى كعجائب مثل تلك التى اجراها الرسل.
(3/14/17) وقد سمعنا أن هيلارى الرجل التقى فى حياته وفى حديثه، قد عاش فى حوالى نفس الفترة، وفى نفس البلد. وقد أُجبِر كمثل مارتن على الهرب من مكان مسكنه بسبب غيرته فى الدفاع عن الايمان.
(3/14/18) لقد رويتُ الآن ما أقدر على تأكيده بشأن الرجال الذين مارسوا الفلسفة([292]) بتقوى وبطقوس كنسية. وهناك كثيرون آخرون كانوا بارزين فى الكنائس فى نفس الفترة بسبب بلاغتهم. ومن بين هؤلاء الأكثر تميزا كان يوسيبيوس الذى مارس خدمة الكهنوت فى اميسا، وتيطس اسقف بوسطرا Bostra ، وسيرابيون اسقف تموى، وباسيليوس اسقف انقيرا، ويودوكسيوس اسقف جرمانيكا، وأكاكيوس اسقف قيصرية، وكيرلس الذى حكم كرسى أورشليم، ودليل تعليمهم ظاهر فى الكتب التى كتبوها وخلفوها وراءهم والأشياء الكثيرة الجديرة بالتسجيل
 
 

 

 

 

This site was last updated 11/06/17