Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 إِبْرَاهِيمُ: أبونا إبراهيم / أب الآباء

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الوصايا العشرة
نوح /  الفُلْك
إِيلِيِّا النبي
الملك سُليمان الحكيم
يَعْقوب أب الآباء
إسحق | إِسْحاق
داود النبي والملك
إِبْرَاهِيمُ
إِشَعْياَءَ النبي
موسى النبي
يونـــــان النبي
هابيل

 

 قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

إِبْرَاهِيمُ
أبونا إبراهيم أب الآباء



إِبْرَاهِيمُ ← اللغة الإنجليزية: Abram أو Abraham - اللغة الأمهرية: ኢብራሂም أو አብራሃም- اللغة العبرية: אַבְרָהָם - اللغة اليونانية: Aβραάμ - ا

ومعنى أبرام "الأب الرفيع" أو "الأب المكرّم" ومعنى إبراهيم "ابورهام" أي "أبو جمهور" (تك17: 5). وتدرس تحت هذا العنوان المواضيع التالية:

أولًا: تاريخ حياته:-
1- حياة إبراهيم وهو فيما بين النهرين:

ومدتهما خمسة وسبعون عامًا. وهو ابن تارح Terah من نسل سام بن نوح وقد عاش إبراهيم الجزء الأول من حياته مع أبيه واخوته في أور الكلدانيين وقد تزوج من ساراي وكانت أخته بنت أبيه وليست بنت أمه كما نعرف ذلك من تك 20: 12. وبعد موت أخيه هاران، رحل هو وزوجته وتارح أبوه ولوط ابن أخيه من أور ليذهبوا إلى أرض كنعان (تك11: 27-31) بناء على أمر الرب كما أشار على ذلك استيفانوس (انظر أعمال7: 2-4) فأتوا وأقاموا في حاران حيث مات تارح (تك 11: 31-4-32) ولما كان إبراهيم في الخامسة والسبعين من عمره رحل هو وزوجته ولوط من حاران إلى أرض كنعان بناء على أمر الرب (تك12: 1) ويحتمل أنهم ذهبوا عن طريق دمشق لأن أليعازر الدمشقي الموكل على بيتِه كان من هناك (تك15:2).

2- تنقلات إبراهيم في كنعان ومصر:
أقام إبراهيم أولًا في شكيم (تك 12: 6) ثم ذهب إلى بيت إِيل (تك12: 8) وارتحل منها إلى أرض الجنوب (تك 12: 9) وحدث جوع في الأرض فارتحل من هناك إلى مصر (تك12: 10) وهناك، خوفًا على حياته، ذكر لفرعون أن ساراي Sarai أخته دون أن يذكر أنها زوجته (تك12: 11-20) ثم من هناك عاد إلى أرض الجنوب في فلسطين (تك13: 1) وذهب من هناك إلى بيت إِيل (تك13: 3) ثم افترقا هو ولوط بسبب كثرة أملاكهما. فاختار لوط Lot أن يذهب إلى أرض دائرة الأردن (تك13: 5-12) أما إبراهيم Abraham فسكن في أرض كنعان ونقل خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا وبقي هناك سنوات عديدة (تك13: 12-13-18).

وأثناء إقامته عند بلوطات ممرا عمل عهدًا مع ملوك الأموريين (تك14:13). وشن كدرلعومر ملك عيلام وحلفاؤه حربًا على ملوك الأموريين فانتصر عليهم وسبى لوطًا وأملاكه، ولكن إبراهيم كسرهم واسترجع لوطًا والنساء وكل الأملاك (تك14: 1-16) وعند عودته استقبله ملكي صادق ملك شاليم، فأعطاه إبراهيم عشرًا من كل شيء وبارك ملكي صادق إبراهيم (تك14: 17-24) وقد وعده الرب حينئذ بوارث فصدق وعد الرب وآمن به فحسبه له برًا وقد وعده الرب بميراث ارض كنعان وأيد له هذا الوعد بعهد (تك ص15) وأخذ إبراهيم هاجر جاريته المصرية زوجة فولدت له إسماعيل (تك 16) ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وغير اسمه من أبرام إلى إبراهيم ووضع له الختان علامة للعهد، وغير اسم ساراي امرأته إلى سارة Sarah، وكشف له مضمون العهد أن النسل الوارث سيكون من سارة وسيدعى اسمه إسحاق (إسحق) Isaac ويقيم الرب معه العهد (تك - 17). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). ثم أعلن الرب لإبراهيم خراب سدوم وعمورة بسبب شرهما فتشفع إبراهيم لأجل الأبرار هناك فأنقذ الرب لوطًا بيد ملاكين (تك 18-19).

ومن عند بلوطات ممرا انتقل إبراهيم على أرض الجنوب وهناك أرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة لأن إبراهيم قال أنها أختي ولكن الرب ظهر لأبيمالك في حلم ولم يدعه يمسها ولما عاقبه الرب على أخذه سارة ردها إلى إبراهيم. وصلى إبراهيم لأجله ولأجل بيته فرفع الرب العقاب عنه (تك - 20).

وافتقد الرب سارة فحبلت وولدت لإبراهيم ابنًا في شيخوخته لما كان ابن مئة سنة.ودعا اسمه إسحاق، وختن إبراهيم إسحاق ابنه (تك21:1-8). وقد ألحت عليه سارة من جهة هاجر وابنها فسمح له الرب فأبعدهما بإبعادهما (تك21: 9-21) وبعد ذلك عمل إبراهيم عهدا‌ مع أبيمالك عند بئر دعيت فيما بعد بئر سبع (تك21: 22-34).

ولما كبر إسحاق أراد الرب أن يمتحن إبراهيم فأمره بأن يذهب إلى أرض المريا ويصعد ابنه محرقة هناك. وإذ كان على وشك تقديمه ذبيحة ناداه ملاك الرب قائلًا "لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل شيئًا" فرفع إبراهيم عينيه ونظر - إذا كبش وراءه ممسكًا في الغابة بقرنيه فأخذ إبراهيم الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه وبعد ذلك ذهبا معًا إلى بئر سبع (تك22: 1-9).

ثم رجعوا إلى حبرون وهناك ماتت سارة وكانت سنو حياتها مئة وسبعة وعشرين ودفنها إبراهيم في قبر في مغارة المكفيلة التي اشتراها من بني حث (تك -23).

وبعد ذلك أرسل إبراهيم أليعازر الدمشقي إلى ما بين النهرين لكي يحضر لابنه زوجة من عشيرته فأحضر له رفقة بنت بتوئيل. وقابلها إسحاق عند بئر لحي رئي، فاتخذها إسحاق لنفسه زوجة، وكان حينئذ ابن أربعين سنة (تك -24-25: 20).

وبعد موت سارة أخذ إبراهيم لنفسه زوجة اسمها قطورة Keturah (تك25: 1-5) ومات أبينا إبراهيم لما كانت أيام سني حياته مئة وخمسا وسبعين سنة ودفن في مغارة المكفيلة (تك25: 7-10).

ثانيًا: إيمان إبراهيم:-
كان آباء إبراهيم يعبدون آلهة غير الرب (يشوع 24: 2-14) فكانوا في أور الكلدانيين يعبدون آلهة كثيرة وبنوع خاص "نانار" إله القمر وزوجته "ننجال" وكان في أور على مرتفعة عالية بناء يشبه الهرم يسمى باللغة البابلية "زجوراة" وفوق "الزجوراة" معبد للإله "نانار". أما إبراهيم فقد آمن بالإله الواحد مالك السماء والأرض وإلههما (تك 14: 22-24: 3) وديان الأمم وكل الأرض (تك 15: 14-18: 25) والذي كل قوات الطبيعة طوع أمره ولا يستحيل عليه شيء (تك 18: 14-19: 24-20: 17-18) وهو الإله العلي المرتفع (تك14: 22) وهو سرمدي أبدي (تك21: 33) ولم يكن الله لإبراهيم الإله الواحد فحسب بل كانت لإبراهيم معه علاقة شخصية وشركة روحية قوية (تك24: 14) ولذلك نال إبراهيم لقب "خليل الله" الذي ذكر في الكتاب ثلاث مرات (2 أخبار 20: 7 واش 41: 8 ويع2: 23) أما صفات الله التي نسبها إبراهيم إليه فهي: العدل (تك 18: 25) - البر (تك 18: 19) - الأمانة واللطف والحق (تك 24: 27)- الحكمة والرحمة (قارن تك 20: 6) وقد آمن إبراهيم أن الله يطلب من البشر أن يتصفوا بالصفات الخلقية التي لله (تك 18: 19) وقد أعلن الله ذاته لإبراهيم في الرؤى والأحلام (تك 15: 1-20: 3) والظهور في شكل إنسان أو في شخص ملاك الرب (تك18: 1-22: 11) وحيثما سكن إبراهيم كان يقيم مذبحًا للرب ويدعو باسمه (تك 12: 7-8) وقد قدم صلوات تشفعية لأجل الآخرين ففي تك 17: 20 صلى لأجل إسماعيل وفي تك 18: 23-32 تشفع لأجل لوط، قارن هذا مع تك19: 20- وفي تك 20: 17 صلى لأجل أبيمالك وذلك لأنه عرف بأنه نبي. وقد عمل إبراهيم عهوده ومواثيقه واقسامه باسم الرب (تك14: 22- 21: 23-24: 3) وقد قدم عشوره لملكي صادق كاهن الله العلي (تك14: 20) وقد مارس الختان كعلامة للعهد مع الرب (17: 10-14) وكان إيمان إبراهيم عظيمًا إلى الحد الذي عنده كان مستعدًا أن يقدم ابنه وحيده ذبيحة للرب ولكن الرب منعه من ذلك (تك 22: 2-12).

وقد كانت حياة إبراهيم مع الناس مظهرًا لإيمانه بالله وقد ظهر هذا في كرمه (تك13: 9- 14: 23 الخ.) وإضافة الغرباء (تك 18: 2-8)- وإخلاصه ووفائه وأمانته، وحنوه ورقة عاطفته (تك 14: 14- 24-18: 23-32- 23: 29 وشجاعته (تك14: 14-16) إلا أنه أظهر ضعفًا مرتين عندما لم يقل الحق كله في ذكر علاقة سارة زوجته به (تك12: 18-20: 11).

ثالثًا : مكانة إبراهيم في الكتاب المقدس:
1- مكانة إبراهيم في العهد القديم:

فإنه من زمن إسحاق وما بعده كان الرب (يهوه) يلقب بأنه إبراهيم (خروج3: 15) ويذكر الكتاب المقدس أن الرب ظهر لإبراهيم (خروج6: 3) واختاره (نحميا9: 7) وفداه (اش29: 22) وباركه هو ونسله واسطة بركة لجميع أمم الأرض (تك12: 3- 17: 18- 22: 17-18) ودعي إبراهيم خليل الله (2 اخبار20: 7- اش 41: 8).

2- مكانة إبراهيم في العهد الجديد:
يدعى إبراهيم في العهد الجديد أبًا لبني إسرائيل (أعمال 13: 26) والكهنوت اللاوي (عب7: 5) وأبًا للمسيح (مت 1: 1)- وغلاطية (3: 16) وأبًا لكل المسيحيين كمؤمنين (غلاطية 3: 29- ورومية 4: 11) أما البركات التي بورك بها فقد وردت في العهد الجديد بأسماء متنوعة منها "الوعد" (رومية4: 13) "وبركة" (غلاطية3: 14) "ورحمة" (لوقا 1: 54-55) - "القسم" (لوقا 1: 73) "والعهد" (أعمال 3: 25) وقد قال المسيح أن إبراهيم رأى يومه وفرح (يوحنا 8: 56) ويذكر العهد الجديد إبراهيم كمثال للتبرير بالإيمان (رومية4: 3-11- 18) وكذلك ذكره كمثال للأعمال الصالحة التي بها أكمل الإيمان (يع 2: 21-23) وطاعة الإيمان (عب 11: 8-17) وقد أشار المسيح إلى مكانته السامية بين القديسين في السماء (مت 8: 11 ولو 13: 28- 16: 23-31).

رابعًا: إبراهيم والكشوف التاريخية الحديثة:
لا يمكن أن نعين على وجه التحديد التاريخ الذي عاش فيه إبراهيم ولكنه ولد، وفقًا للتاريخ الذي حسبه الأسقف اشر، حوالي سنة 1996-.? وقد اكتشفت آثار ونقوش في بابل ترجع إلى ذلك العصر ووجد عليها اسم إبراهيم في هذه الصيغ "أبرامو" . "ابمرام"- "ابمراما" . وقد أظهرت الكشوف التاريخية الحديثة الحالة التي كانت عليها مدينة أور التي خرج منها إبراهيم كما كانت حينئذ.

ويمكننا الآن أن نعرف من تلك الكشوف مقدار ما كانت عليه هذه المدنية من تقدم في المدينة، وكذلك يمكننا ان نعرف نوع الوثنية التي نشأ فيها إبراهيم في أور والتي خرج منها بناء على دعوة إلهية. ويمكننا أن نعرف العلاقة التي كانت بين أور وحاران لأن المدينتين كانتا تعبدان إلهًا واحدًا هو إله القمر. وكذلك أظهرت الكشوف أن بعض المدن القديمة القريبة من حاران كانت تحمل أسماء أفراد أسرة إبراهيم كما ورد ذكرها في الكتاب المقدس، فمن ضمن هذه مدن فالح وسروج وناحور وتارح (قارن هذه مع تك 11: 16-26) وقد أظهرت عقود الزواج التي اكتشفت في مدينة نوزي في شمال ما بين النهرين أن العلائق التي كانت بين إبراهيم وسارة وهاجر كانت وفقًا للنظم - القوانين التي كانت سائدة في ذلك الحين في تلك البلاد. ومع أن أسماء الملوك المذكورين في تك -14 لم تكتشف بعد إلا أن الكشوف التي وجدت دلت على أن كثيرين من ملوك بابل كانوا كانوا يقومون بحملات على كنعان في ذلك الحين. وكذلك دلت الكشوف والبحوث التاريخية على أن الأقاليم المجاورة للبحر الميت أي "أرض دائرة الأردن" كانت عامرة آهلة بالسكان إلى حوالي سنة 2000 قبل الميلاد وبعد ذلك وقعت كارثة مروعة وصفها بعضهم بأنها شبيهة بانقلاب بركاني أو بانفجار ذريع في جوف الأرض اندلعت منه نيران ولهب ارتفعت في الجو ثم نزلت على الناس نزول المطر ونتيجة لذلك خربت تلك البقاع وبقيت بلقعًا خاليًا خاويًا مدة قرون عديدة.
***********
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
 
 
 

 

This site was last updated 03/29/14