Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

حديقة القبر (المسيح) المزيف

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
هل قبر المسيح هو الأصلى
البروتستانت ومقبرة جديدة للمسيح
خريطة أورشليم بكنيسة مادبا

 

هل موضع الصلب هو كنيسة القيامة ام حديقة القبر عبرانيين 13؟

هل المسيح دفن فى قبرين ؟ إن الزائر لمدينة أورشليم / القدس يفاجأ بأنه بعد زيارته لقبر المسيح فى كنيسة القيامة يأخذه المرشدين السياحيين إلى قبر آخر للمسيح أيضا وهو ما يسمى حديقة القبر وهى حديقة أطلق عليها البروتستانت / الإنجيليين حديقة القبر لأن بها قبر وهو مثل الكثير من القبور الأثرية فى الأراضى المقدسة ولكنه ليس قبر المسيح إنه قبر مزيف ليوهموا المسيحيين أنه قبر المسيح لهذا أناشد الأقباط خاصة والمسيحيين عامة والشركات المسئولة عن السياحة الدينية فى مصر والعالم إلغاء هذا المكان من البروجرام الخاص بزيارة القدس  منعا لبلبلة العقيدة المسيحية

الإنجيليين والبروتستانت وقبرهم المزيف بالقدس

هناك حقائق هامة  سنناقشها حول حديقة القبر أو بستان قبر السيد المسيح الذى يدعى الإنجيليين والبروتستالنت كذبا أنه قبر السيد المسيح

حديقة القبر (أو بستان قبر المسيح) تعرف أيضا بحديقة جوردون أو جمجمة جوردون

 The Garden Tomb. Also known as Gordon's Tomb, Gordon's Calvary. Jerusalem גן הקבר ירושלים

- هذه المقالة كتبتها لأن ما يفعله هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مسيحيين (إنجيليين وبروتستانت) يشككون فى إيمان الألاف والملايين من المسيحيين من كل أنحاء العالم كل سنة حول قبر المسيح حتى أن من هو إيمانه ضعيفا أو ملحدا قد يقول : إذا كان المسيحيين يقولون أن هناك قبرين للمسيح إذا فهم كاذبون؟ والبروتستانت والإنجيليين ليسوا الفرع الرئيسى والأصل الذى بنيت عليه كنيسة المسيح فالمسيح أسس كنيسته على الرسل والتلاميذ وهؤلاء البروتستانت والإنجيليين لا أصل لهم

- البروتستانت والإنجيليين لم يكن لهم موضع فى القدس / أورشليم فأرادوا بإنشاء حديقة القبر حتى يكون لهم موضع فى مهد المسيحية وهم الذين نشأوا فى ألمانيا أى أن جميع الطوائف أصلها تلاميذ المسيح أى من الأراضى المقدسة أما هم فنشأوا فى الغرب فأرادوا أن يكون لهم موضع قدم فى أورشليم فإخترعوا حديقة القبر المزيف الكاذب  هذه

وتعتمد حجج البروتستانت والإنجيليين الكاذبة على ما يلى :-

(1) السيد المسيح صلب فى موقع يقال له الجمجمة

(2) موقع الصلب كان بجانبه بستان

(3) أن موقع الصلب خارج اسوار اورشليم

يقع "قبر البستان" شمالي المدينة على بعد بضعة أمتار من سورها تجاه الباب المعروف بباب "العامود:، تأسست عام 1893م جمعية باسم" جمعية قبر البستان بالقدس" خاضعة لكنيسة انكلترا وهي التي تقوم على حراسة هذا المكان.

--------------------------

الرد

أولاً : قدم إعتقاد جميع الطوائف المسيحيية بمكان قبر المسيح فى كنيسة القيامة بالنسبة لحداثة إنشاء حديقة القبر المزيف  (القرن 19) والتى أنشأها الإنجيليين

ثانيا : خريطة أورشليم بالفسيفساء والتى ترجع إلى سنة 580م فى كنيسة مارجرجس الأثرية فى مادابا

ثالثا : خروج النور من القبر المقدس فى كنيسة القيامة

رابعا : بعد المسافة من قلعة انطونيا إلى حديقة القبر (بحث أعدة الدكتور غالى الشهير بهولى بايبل)

خامسا : موقع كنيسة القيامة وحديقة القبر المزيف هما خارج أسوار أورشليم أثناء حكم بيلاطس البنطى وصلب المسيح وقيامته أى اسوار يتكلم عنها الإنجيليين أهى أسوار أورشليم القديمة فى وقت صلب يسوع أم الأسوار الحديثة التى بناها العثمانيين

سادسا : التاريخ

سابعا : مازلت هناك قبور فى داخل كنيسة القيامة وهذا يعنى أن كنيسة القيامة كانت خارج اسوار أورشليم قى وقت صلب يسوع لأن اليهود كانوا يحفرون قبورهم خارج أسوار أورشليم وحولها لأنهم يعتقدون القبور نجسة 

ثامنا : من هو جوردون باشا الذى أنشأ هذا الموقع وكيف قتل؟

تاسعا : القبر الموجود فى حديقة القبر المزيف يوجد مثله فى أنحاء كثيرة من الأراضى المقدسة

عاشرا : ما معنى كلمة بستان أو حديقة ؟ لقد ظل البستان موجودا فى الكنيسة الأولى وعندما بنى الإمبراطور هادريان 135م وفى الكنيسة الثانية التى بناها الإمبراطور قسطنطين الكبير

حادى عشر : إكتشاف أثر با قى من المعبد الذى بناه هادريان فى عام 135م فوق قبر يسوع  وكذلك إكتشاف السلالم الشرقية لكنيسة القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير أول كنيسة شيدها البيزنطيين على قبر يسوع فى كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي  وهى كنيسة روسية شيدت جنوب كنيسة القيامة - ويعتبر إكتشاف بقايا المعبد الذى بناه الأمبراطور هادريان وكذلك السلالم التى كانت تؤدى إلى كنيسة القيامة التى بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين من أهم الأدلة والبراهين على أن كنيسة القيامة الحالية هى التى بنيت على قبر يسوع 

إثنا عشر : (كنيسة القيامة هي جزء من مدينة اأورشليم / القدس ومن ضمن التراث العالمي لليونسكو المواقع القديمة في القدس) أى أنه معترف بها عالميا أنها قبر يسوع

* موقع كنيسة القبر المقدسالذى بناه الإمبراطور قسطنطين سنه 326م هو الموقع الذى وجدوا فيه الذخائر المقدسة (الصلبان والمساميركما وجدوا القبر فارغا ) وكان هذا المكان مكلفاً وغير عملي: فالبناء يتطلب هدم مبان ضخمة من بينها المعبد الذي بناه الإمبراطور هايدريان لذا، فإنهم وقبل المباشرة بالهدم والبناء بالتأكيد تفحصوا، دققوا ورجعوا للتقليد المحلي لمسيحى الأراضى المقدسة آنذاك بخصوص الموقع الفعلي لصلب وقبر المسيح، خاصة أنه على مقربة إلي الجنوب كان هناك موقع مثالي ( يدعى Hadrian Forum ) وأسهل جغرافياً ومعمارياً لناء الكنيسة والذي كان من الممكن أن يستغل لو كان هو المكان الفعلي والمتعارف عليه بين المسيحيين الأوائل على أنه موضع صلب ودفن المسيح.
* كان المؤرخ يوسيبوس ( Husebius ) يشهد بالعيان أنه أثناء عمليات الحفر والكشف عن الآثار، تم إكتشاف الموقع الأصلي.

بقايا سور أورشليم تحت البطريركية لما تنزل السلالم للاخر وتوصل السوق لناحيه اليمين. على الشمال يوجد محل حلويات اسمه زلاطيمو. بداخل محله بالداخل يوجد بقايا سُوَر القدس القديم ويمكنك ان تراه

ثانى عشر : البستان يعنى فيه شجر نخيل  وحديقة القبر أو بستان القبر لا يوجد فيه شجر نخيل  طبقا للبحث الذى أورده بوب أتلى Bob utly أستاذ علم التفسير فى تفسير إنجيل لوقا ص 425 وهو موجود على شبكة ألإنترنت حول إسم الإسخريوطى وعلم دلالة اللغة

الإسخريوطى
هناك ‘حتلاف بين المفسرين  حول أسم بهوذا بالأسخريوطى وهل كلمة الأسخريوطى هى مكان بلدته او وصف لشئ .. ألخ وعلم دلالة الألفاظ غامض حول تفسير هذه الكلمة وقد أورد عدة إحتمالات
1 -  قريوت
Kerioth  مدينة فى يهوذا (يش 15: 25)
2 -
Karton  مدينة فى الجليل (يش 21: 32)
3 -
 Karoides  بستان شجر بلح فى أوشليم أو أريحا
4 - 
 scortea  مئزر أو حقيبة جلدية (يو 13: 29)
5 -
 ascara  الشنق (فى العبرية ) من (مت 27: 5)
6 -  خنجر القاتل  الذى يقوم بالإعتيالات (فى اليونانية) ما يعنى أنه كان غيورا مثل سمعان (لو 6: 15)

هذا هو الجزء المتبقى من أسوار اورشليم التى بناها هيرودس الملك  والبوابة التى خرج منها يسوع حتى وصل للجثجله أو الجلجثة
ويقع فى طريق / درب الألام  بين المرحلة / المحطة السادسة والسابعة .. المحطة السادسة هى المكان الذى مسحت فيه فيرونيكا وجه المسيح بمنديل فإنطبعت وجهه عليه بعد هذا المكان أى المحطة السادسة أصبح يسوع خارج  اسوار اورشليم - وحجارة سور أورشليم هذه هى ما تبقى من إحدى بوابات سور أورشليم وبعد أن خرج يسوع من باب سور أورشليم حدثت المحطة السايعة لدرب الألام وهى التى سقط فيها المسيح للمرة الثانية   - هذه الحجارة شاهدة على كذب الإنجيليين فى إدعائهم بحديثة القبر .. يسوع يقول لكم إن سكت هؤلاء فالحجارة تتكلم

أشجار الحديقة حديثة وليست حديقة لقبــر

أولا : معنى كلمة بستان

1-  بسْتانٌ : المعجم: الغني
جمع : بَساتِينُ . :- تُحِيطُ بِالْمَدينَةِ بَساتِينُ نَخْلٍ وَبُرْتُقالٍ وَزَيْتونٍ :- : مِساحَةٌ مِنَ الأَرْضِ يُحيطُ بِها سِياجٌ أَوْ جِدارٌ فِيها أَشْجارٌ وَمَزْروعاتٌ وَنَباتاتٌ مُخْتَلِفَةٌ .
2 - جمع بَساتينُ : ( النبات ) جنينة ، أرض يُزرع فيها النَّخيلُ وغيرُه من الأشجار المثمرة والخضروات :- تزخر منطقة القناطر بالبساتين .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
3- البُسْتانُ : جُنَيْنة فيها نخيل متفرِّقة يمكن الزِّراعة بينها ، وإِلا كانت حديقة . والجمع : بساتين .
المعجم: المعجم الوسيط
4- بستان - جمع بساتين
1 - بستان : روضة فيها نخيل يمكن الزراعة بينها . 2 - بستان : أرض محوطة بجدار فيها شجر وزرع .
المعجم: الرائد

مما سبق يتضح أن معنى كلمى بستان هى أرض مزروع بها اشجار مثمرة مثل الزيتون والموالح وغيرها

ولكن عندما تدخل مدخل موقع حديقة القبر فى أورشليم لا يداخلك إحساس بانه موقع مقدس فلا توجد شموع أو صور أو أيقونات أو حتى إشارات مسيحية ، ولكن بدلا من هذا تجد جنة صغيرة وأشجار كبيرة ونباتات غالية وبعضها نادر وتطل عليك الزهور أثناء سيرك ، وعلى الشمال تلمح قبرا محفورا حفرا يدويا وسطح الحجر ناعم  أن إمحاولة المسئولين عن المكان المستميتة  بإقناع الزوار بأن ما تراه هو قبر المسيح يجعلونك لا تقتنع بكلامهم  فيأخذونك بالقرب من الصخرة التى يقولون أنه الجمجمة ليقنعوك ويأخذونك مرة أخرى لتجلس على مقاعد بالقرب من القبر المزيف هذه الأساليب يجعلونك تنفر منهم وتحتقر محاولاتهم الكاذبة والأهم من هذا وذاك أنك ستجد هناك تناقضا بين زينة الزهور والورود فى الحديقة المزينة بالزهور والورود بالقرب من القبر الكاذب تعتقد أنك فى مدفن فى أوربا وليس مدفن يهودى أو مقبرة يهودية حيث شاهدنا مقابر اليهود على جبل الزيتون والتى يسمونها مقابر الأنبياء موضوعة عليها أحجار فالزائر اليهودى يضع أحجارا صغيرة وليس زهورا  كما أننا زرنا بستان جسيثمانى  وراينا أشجار الزيتون القديمة التى يبلغ ساقها أكثر من مترين يظهر عليها العجز أما أشجار حديقة القبر المزيف وبخبرتى بالزراعة يمكن القول بكل ثقة ان أقدم شجرة فى هذه الحديقة لا يزيد عمره المائة سنة ويتباهون بوجود معصر للزيتون أثرية بها بالرغم من وجود معاصر زيتون أثرية فى أماكن أخرى كما أننى لم ألاحظ شجر زيتون ضاربة فى القدم فى حديقة القبر المزيف وعلى العموم لا تعدو أن تكون حديقة القبر إلا أن تكون حديقة جميلة ليس ألا ولكننا شاهدنا حديقة أكثر جمالا وأروع منها وهى حديقة المعبد البهائى فى حيفا وتعتبر أجمل حديقة فى الأراضى المقدسة كما أن معبدهم أجمل المبانى المعمارية تصميما  هنك ويزورها مئات الألاف سنويا      

**************************

حديقة القبر الكاذب صناعة حديثة

فى عام 135م عندما ثار اليهود مجدداً زمن الإمبراطور " أدريان" (117-138م) الذي أرسل قوات ضخمة  فهزم الثوار وأمر بهدم أورشليم وطرد اليهود والسامريين والمسيحيين منها، ومنع دخولهم إلى المدينة المقدسة التي تمت إعادة بنائها كمدينة وثنية حقيقية ودعيت " أليا كابيتولينا" إكراماً للإمبراطور " أليوس أدريان" وبنى معابد وثنية ضخمة على ثلاث أماكن مقدسة عند اليهود .. الأول كان مكان هيكل اليهود وكان للإله الرومانى جوبيتر والثانى على مكان الجمجمة لأنه مكان جمجمة آدم كإعتقاد اليهود والثالث على بركة بيت حسدا حيث غشتهر المكان عند اليهود بالشفاء من الأمراض نظرا لملاك كان ينزل ويحرك المياه 
ومع ذلك استمر مسيحيو القرن الثاني والثالث، المضطهدون في كل مكان بزيارة القدس وتكريم الأماكن المعتبرة لديهم وإن كانت تقع تحت أبنية ومعابد وثنية، فكانوا يزورون الكهف الذى كان مقبرة للمسيح ومقابر لنيقوديموس ومقابر اخرى وكتبوا عبارات علىالحجارة تسجل زيارتهم هناك تقول لقد جئنا لنزور قبر الرب ثم تسللوا شيئاً فشيئاً إلى المدينة وعاودوا السكن في أورشليم

توقفت الاضطهادات للمسيحيين رسمياً في بداية القرن الرابع على يد الإمبراطور " قسطنطين" (303-337م) الذى أعلن المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية (عرفت فيما بعد بإسم الإمبراطورية البيزنطية والمسيحيين التابعين لها بإسم الروم)  الذي وجه دعوة عام 325م إلى أساقفة العالم من أجل عقد مجمع مقدس في مدينة"نيقية" لبحث البدعة الآريوسية واتخاذ قرارات بشأنها  وحضر هذا المجمع 318 أسقفا كان بينهم أسقف أورشليم " مكاريوس" (314-333م) الذي تحدث أمام الإمبراطور ووالدته "هيلانة mother of Roman Emperor Constantine المسيحية المتدينة، عن أوضاع مدينته المتردية ودعاهما إلى مساعدته من أجل إزالة الوثنية منها وبناء الكنائس فيها والبحث عن الآثار المقدسة تحت ترابها، وتحمست الإمبراطورة وقامت برحلة إلى فلسطين عام 326م اكتشفت فيها حسب التقاليد المسيحية خشبة الصليب الذي صلب عليه المسيح الذى كان بالقرب من صخرة الجمجمة أو الجلجثة  وهدمت المعبد الوثنى الذى أقامه هادريان على الجلجثة وقبر المسيح وأقامت كنيسة القيامة وتركت الحديقة التى بينها وبين الجلجثة وأحاطتهم بسور وكان القبر خارج اسوار اورشليم كما بنت العديد من الكنائس

ولكن "أوسابيوس القيصري" (265-340م) المؤرخ الكنسي المشهور وكاتب "حياة قسطنطين" في عام 337م يذكر العثور على القبر المقدس

 إلا أن مدينة أورشليم حدث بها تغييرات فبعد أن إجتاح "خسرو الثاني أبرويز" (590-628م) ملك الفرس الساسانيين سورية ووصل إلى القدس في عام 614م فحاصرها وفتحها عنوة، فهدم وأحرق جميع الكنائس المسيحية ما عدا كنيسة المهد لأنه وجد على صورها ثلاثة المجوس الذين قدموا من الفرس ليقدموه هدايام لملك اليهود الطفل يسوع المسيح كما أعمل القتل بأهلها واستولى على الصليب المقدس وأرسله إلى فارس، ولكن الإمبراطور البيزنطي "هرقل" (610-641م) استطاع بعد سنوات من الحروب أن يهزم الفرس، فاستعاد كافة الأراضي البيزنطية وأعاد خشبة الصليب إلى القدس في احتفال مهيب عام 629م، ثم بدأ بإعادة إعمار الكنائس والأديرة التي دمرها الفرس بمساعدة الناسك "موذستوس" ( البطريرك فيما بعد 632-634م).

 ثم حدث هدم آخر لكنيسة القيامة فى عصر الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله الفاطمى فقد أمر بهدمها وهدم قبر المسيح  يذكر المؤرخ المسلم "المقريزي" في كتابه "اتعاظ الحلفا في أخبار الأثمة الفاطميين الخلفا" في حوادث عام 398 هجرية أن المسيحيين خرجوا من مصر إلى القدس لحضور الفصح بكنيسة القيامة على عادتهم في كل سنة بتجمل عظيم كما يخرج المسلمون إلى الحج فسأل "الحاكم" أحد قواده عن ذلك فقال عن كنيسة القيامة "هذه بيعة تعظمها النصارى ويحج إليها من جميع البلاد وتأتيها الملوك وتحمل إليها الأموال العظيمة والثياب والستور والفرش والقناديل والصلبان المصوغة من الذهب والفضة والأواني وبها من ذلك شيء عظيم. فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بها ونصبت الصلبان وعلقت القناديل في المذبح تحيلوا في إيصال النار إليه بدهن البيلسان مع دهن الزئبق فيحدث له ضياء ساطع يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء." فأنكر الحاكم ذلك وأمر أن تهدم الكنيسة حتى يعفى أثرها.

الذى كان فى كهف يضم عدة قبور أخرى وسقط الكهف فحمى الحجرين حجر المغسلة والحجر الذى وضع عليه السيد المسيح فى القبر كما تغيرت أسور أورشليم وإتسعت فى أيام العصر البيزنطى فأإدخلوا كنيسة القيامة من ضمن اسوارها فأصبحت فى داخل الأسوار ثم هدمت وبنيت الأسوار وآخر أسوار بناها العثمتانيين اثناء إحتلالهم للمدينة وظلت كنيسة القبر داخل الأسوار وأصبحت أورشليم بالشكل الحالى بأسوارها الحالية التى بناها العثمانيين إذا كنيسة القيامة وهى الموقع الذى يعتبره جميع المسيحيين أنه القبر المقدس لربنا يسوع المسيح من كاثوليك وأرثوذكس وأقباط وأرمن .. وغيرهم هذا بالرغم من الإختلافات فيما بينهم يرجع قدمه لأكثر من 1600 سنة بينما أنشأت حديقة القبر أو حديقة جوردون فى القرن الـ 19 أى أنها لا تزيد عمرها لأكثر من مائة سنة فقط والزائر لكنائس الأماكن المقدسة ترى قطعة من الفسيفساء أو آثار لكنيسة بيزنطية أنشأت فى هذا المكان من قبل يجعلك تعتقد أنك أمام أثر تاريخى مقدس كما أن جميع الدارسين فى الجامعة العبرية والمواطنين المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود يقولون هناك أن حديقة القبر ليست هى قبر المسيح وعلى حد تعبيرهم إنه من المشكوك فيه جدا أن هذا كان فعلا قبر السيد المسيح ولكن لا أعرف لماذا تصر شركات السياحة بأن تكون هذه الحديقة بين اماكن زيارة المقدسين للقدس على اى الأحوال خرج الفوج الذى سافر من أستراليا فى عيد القيامة 2013م والذى زار حديقة القبر وكنت معهم بإنطباع  أن المسؤولين عن إقامة هذه الحديقة إنما هم كذبة فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن يأتى أحدا بعد 1600 سنة ويقول ليس هذا قبر المسيح فى كنيسة القيامة ولكن هنا فى حديقة القبر التى أشأت فى فى القرن الـ 19      


 

حديقة القبر يُدعى أيضاَ "بستان القبر" . عثر على الموقع الضابط البريطاني الانتدابي تشارلز جورج جوردون سنة 1883. General Charles George Gordon وتوهّم أنّ القبر (الفارغ ايضاً) قبر السيّد المسيح لكونه خارج أسوار القدس (التي بناها السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن السادس عشر). وما انتبه جوردون إلى أنّ قبر المسيح (في كنيسة القيامة ) كان في زمن يسوع خارج أسوار المدينة المقدّسة أيضا.
كيف حصل الإنجيليين على ارض حديقة القبر؟
عرضت أرض خارج باب دمشق فى اسوار اورشليم للبيع فى جريدة التايم التى تصدر فى لندن فى يوم الثلاثاء الموافق 22/ 9/1802م وقالت الجريدة أن ألأرض تعرف بحديقة القبر وأن الجنرال جودن مع العديد من الدارسين الآخرين أعدا دراسات خاصة حول سؤال هل هذا الموقع هو حديقة القبر  وقالت الجريدة أنه عديد من الأثريين المتخصصين لم يوافقوا علىأن تكون هذه الأرض أو حديقة القبر هو مكان قبر المسيح 
وقد عرضت للإكتتاب وجمع 2000 جنية إسترلينى وأشتروها بعد سنتين ثم بدأ البحث عن الآثار فى هذه الأرض بعد ذلك
 
مدخل  حديقة القبر المزيف
جميع الكنائس المقدسة لجميع الطوائف المسيحية بلا إستثناء المبنية على أماكن قدسها السيد المسيح فى أورشليم وباقى الأماكن المقدسة تدخلها مجاناً إلا حديقة القبر المزيف التى أنشأها البروتستانت والإنجيليين فلها رسوم لدخولها وهذا الشباك (النافذة) تدفع فيه رسوم لدخول حديقتهم المزيفة عن القبر وهو ليس قبر المسيح حيث أنه لا يوجد له سند تاريخى واحد إلا تفسيراتهم المغرضة عن آيات الكتاب المقدس والإنجيليين والبروتستانت عندهم وقد إنقسمت طوائفهم حتى بلغ تعدادها 250 وكل طائفة لها كنيسة ولها فكرها الخاص فيمكن لأى غنى (ثرى) بروتستانتى يملك مالا أن ينشئ كنيسة حسب تفكيره وتفسيرة لبضع آيات فى الكتاب المقدس

* الجلجثة. في الآراميّة ''ج ل ج ل ت ا''. من هنا، قيل في العربيّة: الجلجلة. ثمّ الجمجمة. في السريانيّة: ج ج و ل ت ا: ما هو في شكل دائريّ. ذُكرت ''الجمجمة'' ( ه. ج ل ج ل ت) في 2 مل 9: 36، في معرض الكلام عن إيزابيل الملكة، زوجة أخاب: فذهبوا ليدفنوها، فلم يجدوا منها إلاّ جمجمتها ورجليها ويديها''.
نقرأ في إنجيل متّى (27: 33): ''ولمّا وصلوا إلى المكان الذي يقال له الجلجثة (في اليونانيّ ) أي موضع الجمجمة، أعطوه خمرًا''. ونقرأ الشيء عينه في مر 15: 22 (رج لو 23: 33؛ يو 19: 17). على الجلجلة صُلب يسوع. وهو مكان نجهل اسمه. ارتبط بالجمجمة بسبب شكله. أمّا أوريجانس، فربطه بجمجمة آدم: انتقل آدم وحواء من مكان إلى مكان، وفي النهاية دُفنا حيث صُلب يسوع. فسال دمه عليهما. وبالتالي على البشريّة جمعاء. وقال إيرونيموس، مترجم النسخة اللاتينيّة الشعبيّة للكتاب المقدّس: هناك كان يُصلب الأشخاص الذين يتمرّدون على الحكم الرومانيّ. وهناك كانوا يُدفنون، لهذا وُجدت الجماجم وهي أمتن ما في الجسم البشريّ.

وضح الأناجيل مكان الصلب وتدعوه "الجلجثة" التي تعني بالآرامية الجمجمة وتصفه التقاليد بتل قريب جداً من مدخل المدينة إلى شمال غربها، أما اسم المكان فتختلف الآراء في أسبابه فمنهم من يرجعه إلى كونه مستعمل لدفن اليهود وآخر إلى جماجم المجرمين الذين يعدمهم الرومان، ويدعي اللاهوتي والكاتب "أوريجينس" (185-254م) بأنه مكان دفن "آدم" ولهذا الرأي رمز هام على اعتبار أن المسيح هو "آدم الجديد" الذي انتقل بالبشرية إلى عهد الخلاص، لذلك كثيراً ما يمثل الصليب في الأيقونات واللوحات وتحته جمجمة آدم، أما الرأي الأكثر قبولاً فيعيد اسم التل إلى مظهره الصخري الذي يشبه الجمجمة.

 

 


وقعت الجلجلة خارج أسوار أورشليم كما قال يوحنّا: ''لأنّ المكان الذي صلبوا فيه يسوع، كان قريبًا من المدينة''. وقالت الرسالة إلى العبرانيّين: ''ولذلك مات يسوع خارج المدينة، ليقدّس الشعب بدمه'' (13: 12). هناك المعنى الطبيعيّ حيث الجلجثة تلّة من تلال أورشليم. والمعنى الروحيّ الذي يرتبط بعيد التكفير: كما أنّ الذبيحة كانت تحمل خطايا الشعب وتمضى إلى الصحراء، إذن تخرج من المدينة لئلاّ تنجّسها، كذلك يسوع الذي صار خطيئة عنّا (2 كور 5: 21) صُلب خارج المدينة.
منذ الإمبراطور قسطنطين، حُدّد موقع الجلجلة حيث تقوم الآن كنيسة القبر المقدّس، كنيسة القيامة. ففي ذلك الموضع، أو في جواره، كانت مدافن يهوديّة لا تزال نجد آثارها إلى اليوم، تحت كنيسة القيامة.


(1) من المرجح ان تكون المنطقة المعنية هي ذلك التل الدائري المعشب بالبارز فوق ما يسمى " بكهف إرميا " والواقع إلي الشمال الشرقي من بوابة دمشق الحديثة.

ولا يمكن ان ندخل هنا في تفاصيل هذا الموضوع الذي يحتاج إلي سلسلة طويلة من الابحاث الدقيقة المعقدة، الا ان كتاب " الجلجثة والقبر المقدس " " لسير تشارلز ويلسون " يقدم عرضا رائعا له. ونكتفي هنا بذكر بعض النقاط :

(1) ــ بالنسبة للنظرة التقليدية، يمكن القول بانه من غير المعقول تماما ان يتعرض مثل هذا المكان المقدس، وبخاصة " القبر " للنسيان التام. صحيح انه تم طرد اليهود والمسيحيين من اليهود إلي خارج اورشليم بعد الثورة العظمى الثانية ( 130 ــ 133 م )، الا انه كان لدى المسيحيين من الامم حرية العودة، وبالتالي لم تكن ثمة فترة طويلة تسمح بفقدان اثر مثل هذا المكان. وفي الواقع هناك تقليد بان الوثنيين قد عمدوا إلي تدنيس المكان باقامة مبانيهم فوقه لمضايقة المسيحيين. ويكتب يوسابيوس ( من عصر قسطنطين ) عما كان شائعا في ذلك الوقت من وجود القبر اسفل معبد افروديت، كما بيدي ملاحظاته عن اكتشاف الاماكن التي كانت موضع التكريم والتبجيل باعتبارها الجلجثة والقبر، واقامة الكنائس فوقها. ولم تفقد هذه الاماكن الاحترام والتبجيل منذ عهد قسطنطين حتى الان ( ارجع إلي مادة " اورشليم " في المجلد الاول من هذه الدائرة ) .

+++ تعود أولى المباني التي شيدت على قبر يسوع مكان كنيسة القيامة الآن إلى فترة حكم الإمبراطور الروماني هدريان Hadrian (117-136م)، حيث أمر ببناء قبة على ستّة أعمدة فوق الجلجلة وكرسها لخدمة الإله فينوس Venus  والآلهة عشتار (وهي الآلهة التي نزلت إلى الجحيم للبحث عن الإله تموز لتحرره) في محاولة منه للقضاء على فكرة نزول المسيح إلى الجحيم في هذا الموضع بالذات. وبنى هدريان فوق القبر هيكلاً آخراً للآلهة الوثنية. فى عام 135م قام الإمبراطور هايدريان ببناء معبد أفروديت وقد كان هدفه من ذلك القضاء على موقع القبر ولكنه أدى في حقيقة الأمر إلي الحفاظ عليه ( بعد أن عرفنا هدفه الخبيث ) وقد ظل الموقع مطموراً تحت المعبد الوثني حتى حوالي سنه 312م
والأثر الوحيد الباقى من معبد هادريان للإله فينوس Venus  والآلهة عشتار موجود فى كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي  وهى كنيسة روسية شيدت جنوب كنيسة القيامة
 وترجع قصة هذه ألإكتشافات الأثرية أنه في عام 1857م أنشأت جمعية فلسطين التابعة للإمبراطورية الروسية وهي منظمة علمانية تأسست لمساعدة المؤمنين من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الأراضي المقدسة.وأشترت أرض فى جنوب كنيسة القيامة كانت الفكرة لبناء القنصلية الروسية ومبنى لسكن المقدسين الروس ، الذين كانوا يصلون بالآلاف في ميناء يافا التى تبعد 70 كيلومترا عن القدس ولكن عندما بدئ بالحفر في عام 1883م وإزالة الأنقاض أكتشفت آثار ذات أهمية كبيرة جذبت انتباه العالم وعرف الموقع عالميا بإسم  "الحفريات الروسية" . أوقفت الآثار التاريخية البناء المزمع تشييده وحول ليكون كنيسة أمر ببنائها الإمبراطور أليكسندر الثالث وأسماها بإسم شفيعه كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي الآثار التى أكتشفت هى : ثقب الأبرة فى سور اورشليم  - مدخل لهيكل وثنى بناة الأمبراطور هدريان فوق  قبر يسوع - السلالم الشرقية لكنيسة قسطنطين وغيرها

حادى عشر : إكتشاف السلالم الشرقية لكنيسة القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير أول كنيسة شيدها البيزنطيين على قبر يسوع فى كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي  وهى كنيسة روسية شيدت جنوب كنيسة القيامة -
خامسا : يصف الكتاب المقدس قبر يسوع بأنها خارج سور المدينة، كما كان طبيعيا لدفن الموتى في جميع أنحاء العالم القديم، التي تعتبر نجسة. واليوم، موقع الكنيسة هو داخل أسوار الحالية القديم مدينة القدس. هذا وقد تم تم توثيق موقع كنيسة القيامة جيدا من قبل علماء الآثار أوبرهنوا أنه في زمن يسوع، حيث كانت المدينة أصغر وسورها يحيط بها وقبر يسوع خارج هذه الأسوار ومن ثم كان الجدار إلى الشرق من الموقع الحالي للكنيسة. وبعبارة أخرى، المدينة كانت أضيق بكثير في الوقت يسوع مما هو عليه ألان بعد أن أحاطها العثمانيين بأسوار أخرى لحمايتها بعد أن أمتد العمران بها شمالا ، وقبر يسوع  بعد أن كان خارج أسوار؛ قبل أن يبنى هيرودس أغريبا (41-44) أسوارا وأدخل قبر يسوع فى داخل الأسوار وتم تسجيل ما بناه من قبل المؤرخين حيث أمتدت  المدينة إلى الشمال (ما وراء الجدران الشمالية الحالية)، ويعزى إعادة بناء  الجدار الغربي تقليديا له كذلك. (الكنيسة هي جزء من مدينة التراث العالمي لليونسكو الموقع القديمة في القدس)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 


الجلجثة الشريفة كنيسة القيامة القدس
ومن الصعب على الزائر لاورشليم ان يدرك مدى التغيير الذي حدث في مركز اورشليم، فقد كان اولا في الاكمة والسفوح الجنوبية التي كانت مكتظة بالمساكن في عهد المسيح، ولكنها اصبحت شبه خالية، وانتقل مركز المدينة ــ منذ القرن الرابع ــ إلي كنيسة القبر المقدس.

وليس هناك من الاسباب ما يمنع من التسليم بان مكان الصلب هو المكان الذي يشير اليه التقليد. وكما يقول سير ويلسون في ختام كتابه : "ليس هناك أي اعتراض بشان المكان ( المختص بالجلجثة والقبر ) من القوة بحيث يزعزع ثقة الذين يؤمنون كل الايمان بصحة الاماكن التي قدستها صلوات اعداد لا تحصى من الحجاج منذ زمن قسطنطين ".

(2) ــ يبدو ان " تل الجمجمة " او " التل الاخضر " قد استرعى اولا انتباه "اوتو ثينيوس " ( 1842 )، ولكنه وجد في الكولونيل كوندر ودكتور سيلا ميريل القنصل الامريكي في اورشليم اعظم مدافعين. ولكن بفحص الامر، نجد :

(أ) ــ موقعه المرتفع الرائع، الذي لا بد ان يشد انتباه أي زائر ويثير خياله، فخضرة التل الناضرة ــ وهي اول منطقة خضراء في كل ما يحيط بالمدينة ــ لا بد ان تؤثر في العقل الباطن لاي انسان نشا منذ صباه على التفكير في " التل الاخضر البعيد " ــ كما تقول الترنمية الانجليزية المشهورة ــ ولكنا عندما نفحص الموضوع تاريخيا، لا نجد ادنى سبب للظن بان صلب يسوع ــ وهو واحد من مئات عديدين ــ قد تم في مثل هذه البقعة التي اضفي عليها تقدير الناس منذ امد بعيد، هذه الاهمية البالغة، بل ليس هناك دليل مطلقا على ان الصلب قد حدث فوق تل، وبالحرى فوق مثل هذا المكان الرائع.

(ب) ــ ويشد انتباه الكثيرين التشابه بين هذا الموقع وبين الجمجمة البشرية. ولكننا نستطيع القول بلا تردد، ان اهم وجوه التشابه وهي محجرا العينين والقمة المستديرة،ليست إشياء قديمة، فمحجرا العينين حدثا نتيجة اعمال التنقيب التي ترجع إلي نحو قرنين من الزمان. بل لعل كل تكوين التل، بمنحدره الحاد إلي الجنوب، وكمية التراب التي تراكمت على القمة حتى ارتفاع عشرة اقدام او اكثر، هي من فعل السنين بعد زمن العهد الجديد.

(ج) ــ ان قرب الموقع من اسوار المدينة، والطريق الشمالي العظيم، هو الذي يجعل الموقع ملائما الان، ولكن لم تكن الاوضاع هكذا في ايام العهد الجديد، الا اذا ثبت ان السور الشمالي الحالي قد بني على خط مسار السور الثاني ( ارجع إلي مادة " اورشليم " في المجلد الاول من هذه الدائرة ).

(د) ــ يبني البعض حجتهم على ان ذلك الموضع كان المكان التقليدي عند اليهود لتنفيذ احكام الرجم، ولكن هذا التقليد المزعوم لا اساس له من الصحة. ولو فرض انه كان مكان الرجم، فليس ذلك بدليل على انه "الجلجثة ". فالرجل الشرقي باحترامه العظيم للمواقع التقليدية، لا بد ان يتاثر بوجود كنيسة القبر المقدس التي يقول التقليد انها تغطي مكان القبر والجلجثة وغيرها من المواقع المقدسة. اما السائح الغربي فهو يريد معاينة اورشليم وكل ما يحيط بها ليستكشف انسب الاماكن لاعظم ماساة في التاريخ، فيشد انتباهه ويثير خياله " تل الجمجمة "، وكلا الفريقين راض عن رايه.

اما الذهن المتجرد من هذه التاثيرات، عندما يفحص كل ما لها وما عليها، يجد نفسه مضطرا لان يقول : انه رغم انه لا دليل على أي من الرايين، فان الحجة الاقوى مع الموقع التقليدي

********************

 البروتستانت  Protestants .
ويطلق عليهم ( الإنجيليون Anglicans ) بدأ النشاط البروتستانتي في القرن الثالث عشر الهجري / القرن التاسع عشرالميلادي فإقاموا لهم مركزاً في بيروت سنة 1236هـ/1820م. ويذكر الراهب اليوناني نيوفيتوس أن البعثة التبشيرية للبروتستانت قد جاءت القدس سنة 1238هـ/1822م ، وأنهم بدأوا التبشير بين اليهود ووزعوا الإنجيل عليهم"..وبشروهم بيسوع المسيح .." وكانت ردة فعل الروم الأرثوذكس الوقوف ضد تلك البعثات، ومما شجعهم على ذلك وقوف السلطنة العثمانية لجانبهم .
كانت أوروبا وراء تلك البعثات، فقد حاولت إنجلترا في أول إرسالية تبشيرية لمدينة القدس العمل على تنصير اليهود سنة 1239هـ/1823م، إذ كانت الفوضى تعم أرجاء الناحية بسبب ثورة الرعايا ضد الدولة العثمانية نتيجة لأعباء الضرائب عليهم سنة1240هـ /1824م ، فعمت حالة عدم الاستقرار، لذا لم يسمح للبروتستانت بالصلاة في كنيسة القيامة.وأصدرت الدولة العثمانية فرماناً في16 شوال 1240هـ/1824م منعت فيه شراء الكتب التي يوزعها البروتستانت، وكان أبرز المبشرين بالبروتستانتية جوزيف ولُف Joseph Wolf؛ وهومن أصل يهودي ، وقد أقام في دير للأرمن و"..كان يوزع الأناجيل وكتب المزامير التي كتبت بلغات مختلفة منها العربية مجاناً..." ( ) كماوزعها باللغة العبرية .فقد أحصى الراهب نيوفيتوس أن مجموع ما وزع على اليهود "..ألفاً من نسخ التوراة.." وأرادت البعثة البروتستانتية أن تستغل أوضاع نصارى القدس وخلافاتهم، إذ استطاع جوزيف ولف أن يوزع ".. عدداً من نسخ من التوراة بالعربية على الأرثوذكس العرب، ونسخاً أخرى بالأرمنية على الأرمن..."واستمر ولف ببثها، ولكن "..لم ينجح مسعاه لدى الإفرنج إذ قد نهاهم الفر نسيسكان عن أن يمسوا هذه الكتب بأيديهم( )".
لم تأل البعثة الإنجيليكانيةAnglican Mission) ) أوالبروتستانتية، جهداً بنشر تعاليمها بالقدس من خلال كتبها( )، ولكن هذا النشاط لم يدم إذ جاءت ردة الفعل ليس من نصارى القدس بل من المسلمين واليهود دون تخطيط كما أشار نيوفيتوس قائلاً:
"..باعوا(أي البروتستانت)بعضاً من الكتب إلى المسلمين فاستعملها هؤلاء للف الملح والفلفل في سوق العطارين أو مزقوها او استخدموها في مآرب أخرى كما شاء هواهم ، وأما الجزء الأكبر من النسخ المبيعة فقد جمعها أحبار اليهود وحاخاميوهم وأشعلوا النار فيها أمام كنّيسهم.. "( ). نتيجة ذلك و بعد ثلاث سنين جاء مبشر جديد هو دالتونDalton حيث قدّم أعمالاً خيريّة للمسلمين واليهود بهدف تنصيري، وقام بمعالجة المرضى، وفتح مدارس لتهيئة المدينة لتقبل أفكارهم( ).

-----------------------------------

وتشرف عليه جمعية خيرية بريطانية مستقلة تعرف بجمعية بستان قبر المسيح. وفي داخل المكان يوجد قبر حجري اكتشفه عام 1867م، ضابط بريطاني، ومعصرة قديمة وبئر مياه ومكتبة حديثة وكل ذلك وسط حديقة بالغة الجمال، ويقصد المكان الكثير من المؤمنين الأجانب، وتقوم بالعناية به متطوعات بريطانيات، يقصدن الأرض المقدسة تبركا وتدينا. وهو من انسب الأمكنة لقضاء وقت جميل في المدينة المقدسة، ولا يبعد كثيرا عن سور البلدة القديمة التي تضم كنيسة القيامة.

الجمعية التي تشرف على المكان تعرفه «كان هذا الموقع جزءا من مقلع قديم للحجارة، وبحسب التقليد فقد كان اليهود يستخدمون هذا المقلع للرجم بالحجارة، والرومان استخدموه لإنزال عقوبة الإعدام عن طريق الصلب. وكان ذلك يتم بالقرب من الطرق الآهلة بالمارين كي تكون سببا للردع، وهذا البستان يطل على شوارع رئيسة ومحطة حافلات، وكانت الطرق إلى دمشق وأريحا تتفرع من هنا، ولهذا السبب يعتقد أن يكون هذا المكان هو الذي تمت فيه عملية صلب المسيح، والكتاب المقدس يتحدث عن صلب المسيح خارج المدينة». وحول اختلاف ذلك مع الرواية السائدة التي تقول إن حادثة الصلب وقعت في مكان كنيسة القيامة تقول الجمعية «كنيسة القيامة تقع داخل أسوار البلدة القديمة، واثار ذلك الشكوك حول ما إذا كان الموقع الذي تقوم عليه هو مكان الصلب. وهناك احتمال أن يكون هذا البستان هو الموقع الحقيقي الذي تم فيه صلب المسيح، لان الصلب، كما يقول الكتاب المقدس كان يتم خارج أسوار المدينة، ومع هذا لا يمكن الجزم في ذلك». ويقتبس القائمون على الموقع آيات من الأناجيل المختلفة لترجيح أن الصلب تم في هذا البستان مثل الإشارة إلى أن الصلب تم في بستان فيه قبر جديد لم يستخدم، وهو يعود ليوسف من الرامة، بالإضافة إلى أن القبر كان محفورا في الصخر ومختوما بصخرة كبيرة. وكانت هناك مساحة كافية تتسع لعدد من النائحين، وكل هذا يمكن أن ينطبق على القبر الصخري الموجود في البستان. وفي عام 1970 درست هذا القبر عالمة الآثار كاثرين كينيون، وتوصلت إلى انه يعود للقرن الأول الميلادي، مما اثلج صدور أصحاب الرأي الذين يرون انه المكان الحقيقي الذي شهد حادثة الصلب. ولكن هذا القبر ليس الأثر الأهم في البستان، فهنالك البئر الذي يعتبر من حيث السعة ثالث اكبر حوض لجمع المياه في القدس، ويتسع لنحو مليون لتر تقريبا، ويعود تاريخه ما قبل ظهور المسيحية ويؤكد على ثراء صاحبه. وهناك أيضا معصرة عنب تم اكتشافها عام 1924 وتعتبر من اضخم واكبر المعاصر التي تم اكتشافها في فلسطين.

***************

فبنى فوق "الجلجثة" وموضع القبر المقدس معبداً للربة " فينوس" على شكل قبة على ستة أعمدة، الجدير بالذكر أن بعض التقاليد المسيحية تشير إلى مغارة تقع تحت " الجلجثة" إلى الجانب الشرقي منها على أنها قبر "آدم" (15) ، كما أنها الموضع الذي نزل منه المسيح إلى الجحيم بعد موته ليحرر الأنفس والربة "فينوس" (عشتار) نزلت إلى الجحيم لتخلص حبيبها "أدونيس" وكأن الإمبراطور"أدريان" أراد أن يقضي على فكرة نزول المسيح إلى الجحيم في هذا الموضع باستبدالها بأسطورة أخرى ولسخرية القدر أدى هيكل "فينوس" إلى حفظ الموقع في ذاكرة المسيحيين، فكان الموقع الأول الذي أشار إليه أسقف أورشليم "مكاريوس" (314-333م) أمام الإمبراطورة "هيلانة" من أجل هدمه والبحث عن خشبة الصليب والقبر المقدس تحت أنقاضه، وهذا ما حدث إذ عثرت الإمبراطورة على الصليب المقدس(16) وبنت بأمر الإمبراطور "قسطنطين" بازيليكا القيامة التي انتهى بناؤها في عام 335م فوق القبر.

مزارات القدس المسيحيةتألفت كنيسة قسطنطين من ثلاث كنائس متصلة: البازيليكا الكبرى ورواق مغلق محاط بأعمدة يدور حول تل "الجلجثة" وكنيسة دائرية تحوي القبر الذي قرر "مكاريوس" وهيلانة" أنه قبر المسيح، ولم تكتمل قبة الكنيسة الدائرية إلا في نهاية القرن الرابع.

أحرقت كنيسة القيامة ودمرت أبنيتها في عام 614م عندما احتل الفرس المدينة وصادروا خشبة الصليب، وفي عام 630م سار الإمبراطور البيزنطي "هرقل" (610-641م) في موكب نصر في القدس معيداً الصليب إلى كنيسة القيامة الجديدة التي أعاد بناءها الناسك "موذستوس" قبيل تنصيبه بطريركاً (632-634م).

حافظ العرب عند دخولهم القدس عام 637م على كنيسة القيامة وباقي الكنائس بناء على تعليمات الخليفة "عمر بن الخطاب" كما مر معنا، وتم ترميمها في عام 817م على يد البطريرك "توما" (807-820م)، وأحرقت أبوابها وسقطت قبتها في عام 965م نتيجة ثورة قامت ضد "كافور الإخشيدي" (946-968م) حاكم مصر، ثم رممت عام 980م في زمن البطريرك "يوسف" (980-983م)، لتهدم عن آخرها وتسوى بالأرض عام 1009م بأمر الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله" (996-1021م)(17).

سمح بعد ذلك للمسيحيين بإعادة بنائها فشيدوا كنيسة القبر المقدس فقط على غير شكلها الأصلي وحال فقرهم دون إتمام الباقي، إلى أن اتفق الخليفة الفاطمي " المستنصر بالله"(1036-1094م)(17) والإمبراطور البيزنطي" قسطنطين منوماخس" (1042-1055م) على إعادة بناء كنيسة القيامة على نفقة الإمبراطور، وتم البناء في عام 1048م على شكل كنائس عديدة صغيرة في الموقع ضمن فناء مفتوح، وظل قسم كبير من الأنقاض باقياً.

مزارات القدس المسيحيةاحتل الصليبيون القدس عام 1099م فجمعوا الكنائس الصغيرة في كنيسة واحدة على الطراز الروماني وأضافوا برج أجراس وبنوا شرق القبر كنيسة عرفت فيما بعد بكنيسة" منتصف العالم، (اعتبرت مركز الأرض).

كانت كنيسة القيامة قبل دخول الصليبيين بيد بطريركية القدس الروم الأرثوذكس، وكان جميع المسيحيين الشرقيين قد أخرجوا من المدينة قبل الحصار، وهكذا أصبحت الكنيسة مقراً لبطريركية القدس اللاتينية المؤسسة حديثاً.

حرر "صلاح الدين الأيوبي القدس عام 1187م وحافظ على كنيسة القيامة كما ذكرنا، غير أنه اقتطع جانباً من دار القساوسة المجاورة لها واتخذها مسجداً ورباطاً للصوفيين.
رممت كنيسة القيامة مراراً بعد ذلك التاريخ وأهم ترميم وتجديد جرى على يد الرهبان "الفرنسيسكان عام 1555م في العهد العثماني، حين جددوا بناء القبر المقدس ووسعوه.
شب حريق كبير عام 1808م أدى إلى سقوط قبة الكنيسة الدائرية وتدمير زينة المدفن الخارجية، وتم الترميم في عام 1810م على طراز الباروك العثماني، ثم حدث زلزال أدى إلى تصدع الكنيسة عام 1834م ولم ترمم بعده حتى عام 1870م عندما اتفقت فرنسا وروسيا مع الدولة العثمانية أن تتكفلا بنفقات التعمير على أن يشرف العثمانيون عليه، وهذا البناء هو ما نراه تقريباً اليوم.

ضرب زلزال آخر مدينة القدس عام 1927م فتداركت الحكومة البريطانية المنتدبة حينها الأمر ودعمت البناء في مواضع معينة بالخشب والاسمنت المسلح بين عامي 1930و1933م.

بدأت حملات ترميم جديدة منذ عام 1959م أهمها جرت بين عامي 1994و1997م.
تنافس الفرنسيسكان والروم الأرثوذكس منذ ترميم عام 1555م على السيطرة على كنيسة القيامة من خلا الحصول على "فرمان" من الباب العالي بطريقة الرشوة غالباً، إلى أن تم الاتفاق عام 1767م وثبت عام 1852م على تقاسم الكنيسة بين جميع الأطراف، ولا يزال هذا الاتفاق سارياً إلى اليوم، وهو يعطي طوائف ثلاث سيطرة أساسية على الكنيسة: الروم الأرثوذكس ولهم حصة الأسد واللاتين (الكنيسة الرومانية الكاثوليكية) والأرمن الأرثوذكس (الكنيسة الرسولية الأرمينية)، ويعطي طوائف أخرى سيطرة على أماكن صغيرة داخل الكنيسة: الأقباط الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس والأثيوبيون الأرثوذكس(18).

زيارة الكنيسة:
عندما تقف في الباحة في مواجهة الكنيسة، تجد إلى اليمين "دير مار إبراهيم" للروم الأرثوذكس وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بتقليد مسيحي يقول أن "إبراهيم" جاء إلى هذه الصخرة ليقدم ابنه "اسحق" ذبيحة، تجد في الكنيسة مذبحاً وشجرة زيتون (علق الكبش بفروعها). إلى اليمين "كنيسة مار يعقوب" للأرمن والقديس ميخائيل للأقباط. إلى اليسار هناك ثلاث كنائس مكرسة للقديس "يعقوب" والقديس "يوحنا" والشهداء الأربعين.

يسيطر على واجهة بازيليكا القيامة برج الأجراس الصليبي وقد تهدم الجزء العلوي منه في القرن السادس عشر واستبدل في القرن التالي بغطاء من القرميد، واستبدلت الأجراس الصليبية التي فككها "صلاح الدين الأيوبي" وذوبها بأجراس أخرى في القرن الماضي. يتصدر الواجهة التي بناها الصليبيون مدخلين سد أحدهما في أيام صلاح الدين" . يؤدي الدرج اليميني قبل الدخول إلى الكنيسة إلى معبد "سيدة الأوجاع" ويقال له أيضاَ" كنيسة الإفرنج" وهي للآباء الفرنسيسكان الذين يحتفلون فيها بالقدس الإلهي كل يوم. تحت هذه الكنيسة تقوم كنيسة أخرى مكرسة للقديسة "مريم المصرية."

عند دخولك إلى كنيسة القيامة تجد إلى اليمين سلماً يحملك إلى "كنيسة الجلجثة" على ارتفاع خمسة أمتار عن أرض البازيليكا، وتقسم إلى كنيستين صغيرتين، تشاهد في الأولى التي تدعى "كنيس الصلب" فوق الهيكل الذي في صدرها فسيفساء تمثل مشهد الصلب، وإلى اليمين توجد نافذة كانت المدخل المباشر إلى " الجلجثة" أيام الصليبيين، حول هذه النافذة فسيفساء تمثل ذبيحة اسحق. يفصل هذه الكنيسة عن الكنيسة الثانية "كنيسة الجلجثة" هيكل صغير للعذراء "أم الأوجاع" وعمودان ضخمان، في واجهة " كنيسة الجلجثة" هيكل وفوقه صورة ليسوع المصلوب وعلى جانبيه القديس "يوحنا" والعذراء" مريم" أمه، وتحت الهيكل تجد قرصاً مفتوحاً يشير إلى الموقع حيث وضع صليب المسيح، وتسمح الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة مباشرة.

تنزل من كنيسة الجلجثة عن طريق الدرج المقابل وعندما تبلغ أرض البازيليكا يواجهك إلى اليسار حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح يدعى "حجر الطيب" ،وهو مقام لذكرى تحضير جسد المسيح بعد موته من أجل دفنه(19).

تتابع سيرك نحو الفسيفساء الضخم في الواجهة حيث تجد بالقرب منه سلماً صغيراً يؤدي إلى " دير الأرمن" ، هناك قبة صغيرة تغطي حجراً مستديراً هو "حجر الثلاث مربعات" الذي أقيم لذكرى المريمات اللواتي ساعدن يسوع المحتضر(20). تسير إلى اليمين وتمر بين عمودين ضخمين فتبلغ إلى قبة القبر المقدس التي يعود بناؤها الأساسي إلى حقبة "قسطنطين" مع أنها تعرضت على مر الأجيال للعديد من أعمال الترميم(21).

يقوم القبر في منتصف البناء تزينه الشمعدانات الضخمة ويدعى "قبر الخلاص". ويقسم البناء من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها " كنيسة الملاك"، أما المدخل الصغير المغطى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تم إغلاقه بحجر إثر موت المسيح كما يقول الإنجيل (22). في وسط الدهليز تجد عموداً قصيراً يحمي تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر المستدير الذي سد باب القبر، ويقودك إلى القبر باب ضيق فتجد إلى اليمين صندوقاً من الرخام يغطي الصخرة الأصلية التي وضع عليها جسد يسوع من مساء الجمعة وحتى صباح الفصح.

يقع مقابل القبر المقدس "خورس الروم الأرثوذكس" وهو "المذبح" الرئيس في الكنيسة ويحتل الجزء المركزي من البازيليكا كلها.

أما خلف القبر المقدس في مؤخرته حيث حفر هيكل فتقع كنيسة الأقباط الأرثوذكس، بينما تقع كنيسة الأقباط الأرثوذكس، بينما تقع كنيسة السريان الأرثوذكس في آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط حيث يوجد ممر ضيق بين العمودين يؤدي إلى قبر محفور في الصخر يعود إلى أيام المسيح يسمى "قبر يوسف الرامي".

مزارات القدس المسيحيةإلى يمين الناظر إلى القبر المقدس، خلف الأعمدة تجد باحة هي موقع كنيسة ودير الآباء الفرنسيسكان. الهيكل الذي في ظهر العمود مقابل كرسي الاعتراف يحيي ذكرى ظهور المسيح لمريم المجدلية. أما في الواجهة فتجد باباً برونزياً يؤدي إلى "كنيسة القربان الأقدس" والتي تحيي ذكرى ظهور يسوع الفصحي للعذراء مريم(23). تجد في الجهة اليمنى عموداً في الحائط يعتقد أنه جزء من العمود الذي جلد عليه يسوع. تتابع زيارتك للبازيليكا وتدخل في الرواق الذي يقع إلى يسار الخارج من "كنيسة القربان الأقدس" خلف "هيكل المجدلية"، تجد في نهاية الرواق مغارة اعتاد تقليد من القرن السابع على تسميتها "حبس المسيح" حيث سجنوا يسوع ريثما أحضروا الصلبان المعدة للصلب. بعد هذه المغارة تجد إلى اليسار ثلاثة هياكل، يدعى الأول "كنيسة لونجينوس"، و"لونجينوس" حسب التقليد هو الجندي الروماني الذي أراد التحقق من موت يسوع فطعنه بحرة في جنبه فخرج لوقته دم وماء (24)، والهيكل الثاني سمي "كنيسة اقتسام الثياب"، وهي مقامة لذكرى اقتراع الجنود على ثياب يسوع(25)، أما الهيكل الثالث فيدعى "كنيسة الإهانات" ذكرى الإهانات التي وجهت ليسوع المصلوب.

إذا نزلت الدرج الواقع بين " كنيسة لونجينوس" و" كنيسة الإهانات" تبلغ " كنيسة القديسة هيلانة" التي تحوي عناصر هندسية بيزنطية. إلى اليمين تجد سلماً آخر يؤدي إلى مغارة "العثور على الصلبان".

مفاتيح الكنيسة: يقوم على حراسة باب كنيسة القيامة منذ قرون عائلتان مسلمتان هما "آل جودة" و"آل نسيبة"، يحتفظ "آل جودة" بالمفاتيح ويقوم "آل نسيبة" بفتح الكنيسة في مواعيدها المقررة، ويختلف المؤرخون في تاريخ بداية هذه العادة فمنهم من يعيد إعطاء المفاتيح إلى "آل نسيبة" إلى الخليفة عمر بن الخطاب وآخر إلى صلاح الدين الأيوبي أما " آل جودة" فيبدو أن دورهم بدأ في العهد العثماني.

أعجوبة النار المقدسة: يعتقد المسيحيون بأعجوبة تحدث في كنيسة القيامة كل عام في يوم السبت الذي يسبق "أحد الفصح". حيث يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القبر المقدس بعد أن يجري تفتيشه من قبل السلطات المدنية وتفتيش القبر وختمه بعد إفراغه من كافة محتوياته، ويصلي البطريرك أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح فتنبثق النار المقدسة من الحجر وتكون ناراً غير محرقة في البداية (لمدة نصف ساعة تقريباً). يخرجها البطريرك ويشعل منها المؤمنون شموعهم وقناديلهم (كما ترسل شعلتها إلى دول أخرى)(26).

موقع آخر للقبر المقدس: تنكر بعض الطوائف البروتستانتية صحة موقع الصل وقبر المسيح في كنيسة القيامة وتعتقد بمكان آخر هو الموضع الذي يقوم عليه "قبر البستان" وقد اقترحه عام 1882م الجنرال البريطاني "تشارلز جورج غوردون" (1833-1885م)(27).

جبل الزيتون:
يقع جبل الزيتون شرقي القدس وقد أتى ذكره عدة مرات في العهد القديم، ولكن أهميته المسيحية تأتي من الأناجيل التي عينته باعتباره المكان الذي كان يمر منه يسوع مع تلاميذه في ذهابه وإيابه من القدس إلى أريحا وبيع عنيا, والمكان الذي ألقى فيه موعظة الجبل، والمكان الذي أطل منه على أورشليم وبكى على مصيرها، وخصوصاً المكان الذي صعد منه المسيح إلى السماء بعد قيامته وظهوره للرسل مدة أربعين يوماً حسب أعمال الرسل(28).
كان معظم جبل الزيتون مليئاً بالأديرة والكنائس منذ القرن الخامس ، سنذكر أهمها التي بقيت إلى يومنا:

كنيسة الصعود: أصلها بناء بيزنطي مستدير مفتوح السقف ربما أنشأته الإمبراطورة "هيلانة" في القرن الرابع ثم أضيفت إليه أبنية أخرى، ولكنها دمرت جميعها على يد الفرس عام 614م، فأعاد المسيحيون بناءها في القرون اللاحقة، وأعاد المسلمون دكها عند اقتراب الصليبيين. ولما استولى الصليبيون على القدس شيدوا بناء ضخماً ضم جميع هذه الأبنية وحصنوه بالأبراج، واستعملوا الكثير من مواد الكنائس البيزنطية، وبنوا كنيسة مثمنة الأضلاع فوق موضع الصعود. بعد عودة المسلمين إلى المدينة لم يتبق لهذا البناء من أثر اللهم إلا الجزء العلوي الذي مازال يحتفظ بالأساسات الصليبية المثمنة الأضلاع وتمت تغطية القبة الوسطى وحول البناء إلى جامع ، وفي الجامع حجر يكرمه المسلمون والمسيحيون يقال إن عليه علامة قدم المسيح أثناء صعوده إلى السماء


دير الصعود: دير تابع للكنيسة الأرثوذكسية الروسية بني في عام 1870م في أعلى قمة الجبل بالقرب من موقع كنيسة الصعود القديمة، وهو دير للراهبات ويحوي كنيسة وبرج جرس بارتفاع 64 متراً يعتبر أعلى مكان في القدس اليوم.

كنيسة بكاء الرب: في اللاتينية كنيسة بكاء الرب: في اللاتينية Dominus Flevit أي الرب بكى، كنيسة تابعة للآباء الفرنسيسكان (لاتين)، تعتبر المكان الذي نظر منه المسيح إلى أورشليم وبكى حزنا ًعلى مصيرها (29)، وقد بنية عام 1955م على شكل دمعة لتمثل دمعة المسيح.

دير وكنيسة " أبانا الذي " : " أبانا الذي في السماوات.." هي مقدمة الصلاة التي علمها يسوع لتلاميذه والتي ذكر نصها في الإنجيل وتدعى " الصلاة الربية" ويرددها المسيحيون بشكل دائم. بني الدير في عام 1872م فوق الموقع الذي كان يحوي " كنيسة غابة الزيتون" البيزنطية التي قد تكون من بناء الإمبراطورة "هيلانة" . والتي هدمت من قبل الفرس لتقوم في مكانها كنيسة صليبية باسم "أبانا الذي" ما لبثت أن هدمت بدورها. يتبع الدير للراهبات الكرمليات الكاثوليكيات ويشتهر بنصوص الصلاة الربية المنقوشة على 62 لوح كل منها بلغة مختلفة (30).
حديقة الجثمانية: الجثمانية تعني "المعصر" باللغة الآرامية وتقع في سفح جبل الزيتون وهي المكان الذي صلى به يسوع مع رسله لآخر مرة قبل صلبه وحيث ألقي القبض عليه نتيجة خيانة "يهوذا" (31)، اعتاد المسيحيون على زيارة المكان وتكريمه منذ القدم وتم شراءه من قبل الفرنسيكان عام 1681م، وهو يحوي أشجار زيتون يتجاوز عمرها المثلث من السنين.

كنيسة مريم المجدلية: كنيسة روسية أرثوذكسية قرب حديقة "الجثمانية" تم بناؤها عام 1886م من قبل قيصر روسيا "ألكسندر الثالث" (1881-1896م)، وهي مكرسة لمريم المجدلية إحدى تابعات المسيح الشهيرات في الأناجيل. صمم البناء المهندس الروسي "ديفيد غريم" (1823-1898م) على طراز كنائس روسيا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، تحوي الكنيسة سبعة قبب ( بشكل البصلة ) مذهبة متميزة.

كنيسة كل الأمم: بنيت في الفترة ما بين 1919 إلى 1924م بدعم مالي من بلدان مختلفة، الأمر الذي أعطاها اسمها، ونقشت شعارات الدول المانحة على سقف الكنيسة الداخلي، أما أكثر ما يميزها فواجهتها المدعمة بصف من الأعمدة التي تحمل في أعلاها لوحة فسيفسائية تصور المسيح بشكل رمزي على أنه صلة الوصل بين الله والبشرية. الكنيسة الحالية مبنية فوق موقع كنيستين قديمتين بنيت أولهما في القرن الرابع (بيزنطية) ودمرها زلزال في عام 746م، والثانية في القرن الثاني عشر (صليبية) وهجرت في القرن الرابع عشر.

جبل صهيون:
كان اسم "صهيون" يطلق في الأصل على قدس اليبوسيين التي احتلها "داود" وجعلها عاصمة مملكته فأصبح اسمها "مدينة داود"، ثم أخذ الاسم "صهيون" يكتسب على مر العصور معنى رمزي في الروحانية اليهودية. بدأت المسيحية بالانتشار في القدس وكان مركزها الأول في "علية صهيون" وهكذا تحول اسم "صهيون" من "مدينة داود" في "سلوان" إلى المنطقة التي تقوم عليها العلية اليوم.

علية صهيون: تعتبر "علية صهيون" من أهم الأماكن المسيحية في القدس، ففيها تم العشاء الأخير وتأسس سر القربان المقدس (الإفخارستيا)، وفيها ظهر يسوع لتلاميذه بعد القيامة، وفيها حل الروح القدس على التلاميذ في العنصرة فابتدأت حياة الكنيسة(32).

التقليد المسيحي الذي يشهد على صحة المكان قديم جداُ، فطالما كان يوجد في العلية كنيسة دعيت "كنيسة صهيون" كانوا يكرمون في الموضع بضع رفات مقدسة ويحتفلون بذكرى القديس يعقوب والملك داود الذي يكرمون قبره تحت العلية. تعرضت العلية للهدم أكثر من مرة، ولما جاء الصليبيون لم يجدوا سوى الكنيسة العليا فبنوا بناء ضخماً شمل أيضاَ موضع "نياحة العذراء"، وبعد سقوط المملكة الصليبية حافظ المسيحيون على العلية ولكن الكنيسة أخذت تتهدم. مع قدوم الآباء الفرنسيسكان قاموا أولاً بترميم علية صهيون وبنوا بعد بضعة أعوام ديراً صغيراً مازال قائماً حتى اليوم، بعد قرن من الزمان أخذت منهم القاعات التي تحت علية صهيون (قبر النبي داود)، وصدرت وثيقة عن حاكم القسطنطينية عام 1524م حرمت الفرنسيسكان من "الغرفة العليا" وأجبروا على هجر الدير عام 1551م، فتحولت العلية إلى مسجد ومنع المسيحيون من ارتيادها منعاً باتاً. وفي القرن الماضي سمح للمسيحيين بزيارة المكان ولكن دون الاحتفال بالقدس الإلهي.

أما نظرية قبر داود وحقيقة كونه مدفوناً في هذا الموقع فتناقض مع نص العهد القديم الذي يعين مكان دفن الملك داوود في مدينته صهيون، وكما رأينا كانت صهيون مدينة داود في حي سلوان أي أسفل صهيون الحالية.

كنيسة "نياحة العذراء": عديدة هي النصوص التي تذكر موت العذراء والتي تستند إلى أقدم كتاب منحول ويدعى "نياحة مريم"، وتحدد إحدى الروايات مشهد النياحة على جبل صهيون ويقول الكاتب إنه سمع هذا النبأ من يوحنا عينه، حيث علمت العذراء برؤيا أن موعد انتقالها قد حان فجمعت التلاميذ من حولها وأتى يسوع نفسه ليسندها، فتسلم روحها وأمر بدفن الجسد. وعند الدفن ظهر يسوع مرة أخرى فتوسل إليه التلاميذ أن يحييها، وكشف ملاك القبر وخرجت منه مريم ونقلت إلى السماء.

بنيت الكنيسة من قبل الإمبراطور الألماني ويلهلم الثاني (1888-1918م) الذي زار الأراضي المقدسة عام 1898م، ومنحه أرضها السلطان العثماني عبد الحميد (1876-1909م)، صمم البناء الدائري المهندس الألماني "هنريش رينارد" (1868-1928م) وتم تدشينه عام 1910م فوق المغارة التي يعتقد أنها كانت ضمن المنزل الذي توفيت فيه العذراء. يدير المكان اليوم الرهبان البندكتيون الكاثوليك.

وادي قدرون:
اسم قدرون في العبرية يعني "العميق" لأنه كان أعمق بكثير مما هو عليه اليوم، وفي موسم الأمطار كانت تجتاحه المياه الموحلة. تحول اسم الوادي إلى وادي يوشفاط في القرن السادس ق.م. وهو الاسم الذي نجده في العهد القديم عند الحديث عن القضاء الأخير. لم يعد قدرون اليوم نهر ماء إنما هو واد مقحل لا تجري فيه المياه إلا في موسم الأمطار. في الموضع كنائس عديدة منها:

كنيسة "القديس اسطفانوس":
كنيسة تابعة للروم الأرثوذكس حديثة البناء (1957م) وتقوم في الموضع حيث يروي تقليد قديم أن استشهاد القديس "اسطفانوس" تم فيه(33).
قبر العذراء: كنيسة مكرسة لانتقال العذراء، يعود أصل بنائها إلى الحقبة البيزنطية ثم الصليبية، دمرت عدة مرات وأصبحت ملكاً للفرنسيسكان منذ عام 1363م، ثم للروم الأرثوذكس منذ عام 1757م.

درب الصليب:
درب الصليب أو درب الآلام هو تقليد كاثوليكي يعني السير والصلاة في نفس مسيرة المسيح في ساعاته الأخيرة عندما عذب وصلب، وتتم هذه المسيرة الدينية في كافة الكنائس الكاثوليكية في العالم، وخاصة في القدس على الطريق الحقيقية التي سلكها المسيح. بدأت ممارسة درب الصليب بشكلها الحالي على أربع عشرة مرحلة في القرن الخامس عشر وذلك على الشكل التالي:

المرحلة الأولى: "الحكم على يسوع بالموت" تقع في ساحة المدرسة العمرية الإسلامية، المرحلة الثانية: "يسوع يحمل صليبه" تقع على الحائط الخارجي لكنيسة الحكم على يسوع، المرحلة الثالثة: " يسوع يقع تحت الصليب" تقوم في المكان كنيسة صغيرة لذكرى هذه الحادثة، المرحلة الرابعة "يسوع يلتقي أمه مريم" يشير إلى الموقع قنديل موضوع فوق باب يؤدي إلى مصلى صغير للأرمن، المرحلة الخامسة: "سمعان القيرواني يساعد يسوع على حمل الصليب" تشير إلى الموضع كتابة على باب الكنيسة الفرنسيسكانية الصغيرة التي تحيي ذكرى الحدث، المرحلة السادسة: "فيرونيكا تمسح وجه يسوع بمنديل" تشير إلى الموقع لافتة على باب كنيسة للروم الكاثوليك وفيها دير لأخوات يسوع الصغيرات، المرحلة السابعة: "يسوع يقع للمرة الثانية" تحيي ذكرى الحدث كنيسة فرنسيسكانية صغيرة يحتفظ فيها بعامود روماني يعود إلى مدينة "أدريانو" على الأرجح. المرحلة الثامنة: "يسوع يلتقي بنات أورشليم" تشير للموقع علامة سوداء على الحائط الخارجي لدير الروم الأرثوذكس، المرحلة التاسعة: "يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة" العامود الذي يشير إلى المرحلة مثبت في الحائط قرب باب دير الأقباط، المراحل الخمسة الأخيرة تقع داخل كنيسة القيامة: المرحلة العاشرة: "يسوع معرى من ثيابه" والمرحلة الحادية عشرة: "يسوع مسمر على الصليب" تقعان على الجلجثة فيما يسمى بكنيسة الصلب، المرحلة الثانية عشرة: "يسوع ميت على الصليب" يحيي ذكرى الحدث هيكل على الجلجثة، المرحلة الثالثة عشرة: "يسوع ينزل عن الصليب" يحيي ذكرى المكان حجر التحنيط، المرحلة الرابعة عشرة: "الدفن والقيامة" تنتهي درب الصليب في القبر المقدس.

تحتوي مدينة القدس العشرات من المواقع المسيحية المقدسة غير التي ذكرته، كنائس وأديرة وقبور ومزارات ومقامات، تعود إلى مختلف الطوائف المسيحية والرهبنات والإرساليات، لم أتمكن من حصره جميعاً كما لم أستطع أن أحدد أهمية كل منها بسبب نقص المصادر بين يدي، أو انتماء المصادر إلى طوائف محددة لم تذكر الأمكنة العائدة إلى غيرها من الطوائف أو لم تبحثها بالتفصيل أو همشتها، أما المصادر غير المسيحية في اللغة العربية فعلى كثرة بحثها في القدس لم أجد أبحاث حديثة أو شاملة عن المواقع المسيحية فيها.

صعب جداُ أن يبحث امرئ أو يصف أماكن لم يزرها، وأنا من جبل حرم من زيارة القدس التي لا تبعد عنه سوى مسافة قصيرة، ووصف أماكن مقدسة بالاعتماد على الكتب أو الصور لا يعطي البحث حقه، فالأماكن المقدسة ليست تاريخ وعمارة وآثار، بل شعور بالحالة النفسية لباقي الزائرين وإحساس بمعنى وتأثير المكان عليهم، بغض النظر عن اعتقاد الباحث أو إيمانه، يرتبط المكان لدى المؤمن بحادثة سحيقة في القدم، وسواء كانت تاريخية أم أسطورية فهي تهيج مشاعره وتصله بأشخاصه المقدسين عبر القرون فيشاركهم حياتهم وأفكارهم وتجاربهم الدينية، إنه يتوحد معهم عبر المكان، لذلك يتحول المكان إلى مركز للفكرة والدعوة وأحياناً الكون.

This site was last updated 07/03/17