Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنطاكى  سنة 405 هـ

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

الأنطاكى  سنة 405 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  311 - 313

**************************************

وقتل قاضى القضاة مالك بن سعيد (1) وقلد قضاء القضاة بعد ذلك لأحمد بن محمد بن عبدالله (2) فى يوم ألحد لتسع بقين من شوال سنة 405 هـ

فلقى الحاكم قوم من المصريين فسألوه أن يؤهلهم للعدالة فأذن لهم بذلك وتشبه بهم غيرهم فى لقائه كمسألتهم فأجابهم إلى مسألتهم وعدل ألف ومائتين ونيفا عليهما فأعلمه بذلك قاضى القضاة أحمد بن محمد أن كثيرا من أولئك العدول لا يستحقون العدالة ولا يوثق بهم فى الشهادة فاذن له بتصفحهم وإقرار من رأى وغقراره منهم وعدل قوما ثقات غيرهم يزيدون على عددهم

ورد النظر فى الأمور بعد قتله أمين المناء الحسين بن طاهر إلى  الحسين وعبد الرحيم غبنى أبى سيد (4) يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان من السنة ، فأقاما ينظران شهرين وقتلهما يوم الخميس النصف من شوال من السنة (6)

وإنتدب لتدبير الحوال والنظر فى الأموال الفضل بن جعفر بن الفرات بيوم السبت مستهل ذى القعدة منها فاقام خمسة أيام وقتله فى اليوم السادس من نظره (5) وبقى بغير واسطة مدة أربعة أشهر وصار اصحاب الدواوين يدخلون إلى حضرته ويستأذنون فيما يحتاجون إليه ويأمرهم فى كل باب بما يريد . 

********************

المراجع

(1) ذكر المقريزى حادثة قتل القاضى مالك بن سعيد بقوله فى حوادث سنة 405 هـ : " فلما كان السبت سادس عشر من ربيع الآخر ركب فى الليل حسب عادته إلى الجب وتلاحق به الناس وفيهم قاضى القضاة مالك بن سعيد ؤفلما اقبل على الحاكم أعرض عنه فتأخر وإذا بصقلبى يقال له غادى يتولى الستر والحجبة أخذه وسار به إلى القصور وألقاه مطروحاً بالأرض فمر به الحاكم وأمر بمواراته ، فدفن هناك بثيابه وخفيه ، وكانت مدة نظره فى ألحكام عشرين سنة .. " " وكان سبب قتله أنه أتهم بموالاة سيدة الملك ومراعاتها ، وكان الحاكم إنفلق منها .. " (إتعاظ الحنفا 2/ 106 و 107) وأيضا المغرب فى حلى المغرب 366 والدرة المضية 289

(2) هو أبو العباس أحمد محمد بن عبدالله بن ابى العوام

(3) ورد أسمه فى المغرب فى حلى المغرب 355 "الحسن" وفى ألإشارة إلى من نال الوزارة ص 30 وكذلك فى : الدرة المضية 289 ، والمثبت يتفق مع إتعاظ الحنفا 2/ 108)

(4) فى الأصل وطبعة المشرق 209 ورد أن أسمه "سعيد" وأيضا إتعاظ الحنفا ، والدرة المضية والمغرب فى حلى المغرب

(5) راجع الخبر (إتعاظ الحنفا 2/ 110)

والمغرب فى حلى المغرب 66 و 355 والإشارة 30 والدرة المضية 290

(6) قال المقريزى إن مدة نظرهما كانت 92 يوما (إتعاظ الحنفا 2/ 109)  وفى المغرب فى حلى المغرب 355 قتلهما الحاكم بعد ستين يوما ويومين وكذلك فى افشارة 30

*****************************************************************************************************************************

الأنطاكى  سنة 405 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  315 - 322

*******************************

وكان من جملة الأمراء المحبوسين فى القلعة صالح بن مرداس فتعمد منصور إبن لؤلؤ فى كثير من أوقات شربه وسكره إيقاع المكروه به لحنقه عليه لطول إساءته وشجاعته فقصد صالح بن مرداس إلى ان خلخل حجراً من حائط سجنة فقلعه وقلع بعده حجرا بعد حجر على مر الأيام إلى أن صار له موضع يمكنه الخروج منه وعاقه عرض ذلك إحدى حلقتى القيد الذى فى رجله ففكها وتصعب عليه إخراج رجله الأخرى فشد القيد فى وسطه وخرج من النقب فى الليل وألقى نفسه من أعلى القلعة إلى ظاهرا (ليلة الجمعة مستهل المحرم سنة 405 هـ ) وسار ليلته فلما أصبح إستتر فى مغارة فى جبل جزشن وكثر الطلب له والبحث عنه فلم يقع له على خبر ، ولحق بأهل بالحلبة وإجتمع مع عشيرته وقويت نفوسهم بخلاصة (1) وبعد ستة أيام من هروبه أسر غلاماً لإبن لؤلؤ وكان إبن لؤلؤ قد أعطاه سيف صالح الذى كان متقلداً يوم القبض عليه فإسترجع سيفه منه وأخذه صالح إليه وإجتمع إليه بقية عشيرته من بنى كلاب وشد منهم وجمع شملهم فإنقاد جميعهم إلى رأيه ونزل بالحلل بالقرب من حلب فإنتشبت الحروب بينه وبين إبن لؤلؤ ، وخرج بعض أصحاب إبن لؤلؤ فى جماعة من الغلمان فى يوم الخميس لخمس من صفر واوقع بالعرب ونهب من الحلل رحالا كثيرة واسر من الرجال والنساء والصبيان خمسين نفسا  وعاد فى يومه إلى حلب وإغتر إبن لؤلؤ بذلك وجمع جنده وألزم من أمكنة من السوقة والأوباش ومن النصارى واليهود للمسير معه إلى أرض تل حاصد (2) لقتال صالح وخرج بعد المغرب ليلة الخميس 12 من صفر من السنة وخرج معه أخواه أبو الجيش وأبو سالم إبنا لؤلؤ فلما أصبح لقى العرب ووقع القتال بينهم يوم الخميس فإنهزم أخواه وجماعة منهم ، وأسرعوا فى الدخول إلى حلب وإنهزم أيضا بقية الناس وأخذهم بالسيف فقتل منهم تقديرا ألفى رجل ، وأسر منصور بن لؤلؤ وسالم بن مستفاد وجماعة من وجوه القواد والغلمان وكان بين هروب صالح من حبس إبن لؤلؤ إلى أن أسره إحدى وأربعين يوما

وجرت المراسلة بين ابى الجيش بن لؤلؤ وبين صالح فى أمر أخوه منصور فتردد الخطاب بينهما وإستقر الأمر على أن يدفع لصالح خمسين ألف دينار عينا ومائة وعشرين رطل حلبى فضة آنية وخمسمائة قطعة ثياب من أصناف مختلفة ، وإطلاق جميع من فى الحبوس ومن فى قبضته من بنى كلاب وحرمهم ، وشرط أن يطلق إمرأتين من بنى كلاب كان منصور بن لؤلؤ تزوجهما بعد قيضه عليهم وإستثنى صالح بأن يزوجه منصور بن لؤلؤ بإبنته وأن يعطيه أيضا ويعطى بنى كلاب نصف بلاد حلب ولا يقضى لأحد منهم حادة إلا بكتاب صالح ، فلما إستقرت الموافقة بينهم أطلقه صالح ، ودخل منصور بن لؤلؤ إلى حلب يوم السبت لسبع بفين من صفر سنة خمس وأربعمائة وعاد إلى إمارته وباع كل واحد من العرب من حصل فى يده من الأسارى بما إتفق له ولم يف إبن لؤلؤ بعد حصوله فى حلب بما وافق عليه صالح من إعطائه وإعطاء بنى كلاب نصف بلد حلب ولا بويجته بإبنته فعاد صالح إلى محاربته وضيق على اهل حلب ومنع من دخول الميرة وغيرها (3)

وإلتمس إبن لؤلؤ من الملك باسيل أن يعضده برجاله  يستعين بها على قتال البادية فينفذ إليه ألف رجل من الأرمن ، فإستظهر بهم إبن لؤلؤ على محاربة العرب ، فكتب صالح إلى الملك يتعدد به  ويعدد ما لقيه من غدر إبن لؤلؤ دفعة أخرى مع ظفره به وإبقائه عليه ولعلم الملك بصحة ما ذكره صالح عن إبن لؤلؤ إستعاد الرجال الذين أرسلهم إليه لمعاونته ، وأشار على إبن لؤلؤ بأن يفى لصالح بما وافقه عليه فزاد ذلك فى ضعف حال إبن لؤلؤ وقويت نفس صالح بما ظهر له من جميل رأى الملك فيه وأرسل إبنه إلى حضرته محققا لما بذله من عبوديته وصحيح موالاته وضاق إبن لؤلؤ ذرعاً من مقاومة صالح له ونسب جميع ما هو فيه إلى فتح صاحبه المقيم فى القلعة وأنه لقله تحفظه من صالح وتضجعه فى الإحتياط عليه تم هربه وتوعده وعول على صرفه من القلعة وأن يرد ولايتها إلى غيره .

 

****************

المراجع

(1)  قال إبن العميد : " وسير مرتضى الدولة إلى صالح بن مرداس ، وهو فى الحبس وألزمه بطلاق زوجته طرود وكانت من أجما أهل عصرها وتزوجها منصور وهى أم عطية بن صالح ، وإليها ينسب مشهد طرود خارج باب الجنان فى طرف الحلبة وبه دفن عطية إبنه ومات أكثر المحبسين بالقلعة فى الضر والهوان والقلة والجوع .

وكان مرتضى الدولة فى بعض الأوقات إذا شرب يعزم على قتل صالح لحنقه عليه من طول لسانه وشجاعته فبلغ ذلك صالحاً فخاف على نفسه وركب الصعب فى تخليصها وإحتال حتى وصل إليه فى طعامه مبرد فبرد حلق قيده الواحدة وفكها وصعبت الأخرى عليه فشد القيد فى ساقه ونقب حائط السجن وخرج منه فى الليل وتدلى من القلعة إلى التل وألقى نفسه فوقع سالماً  ليلة الجمعة مستهل المحرم سنة 405 هـ

وإستتر فى مغارة بجبل الجيوش وكثر الطلب له والبحث عنه عند الصباح فلم يوقف له على خبر ولحق بالحلة ، وإجتمعت إليه بنوا كلاب وقويت نفوسهم بخلاصه (راجع زبدة حلب 1/  202 و 203 وأيضا الكامل فى التاريخ 9/ 228 فى حوادث سنة 402 هـ )  

(2)  لعلها المسماة اليوم "تل حاصل" قرب قرية جبرين (زبدة الحلب 1/ 203 بالحاشية 4)

(3) راجع ما جاء عن هذه الأخبار بالتفصيل فى (ظبدة حلب 1/ 203 - 207) و (الكامل فى التاريخ 9/ 228 و 229) و (نهاية الإرب / مخطوط 28/ 277)

 

This site was last updated 05/07/12