Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنطاكى  سنة 400 هـ

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

الأنطاكى  سنة 400 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  280- 286

*********************************

هدم القبر المقدس

وجهد إبن أبى ظاهر فى قلع المقبرة المقدسة ومحق أثرها وهدمها تماما فنقر أكثرها وقلعه ، وكان فى الجوار منها دير للنساء يعرف بدير السرى فهدم أيضا ( وكان بداية نقضها يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة 400 هـ وتركت اليد على سائر أملاكها وأو قافها وقبض (أستولى) على جميع آلاتها وصياغها

الحاكم يعصف بكبار رجال دولته

وصرف صالح بن على عن النظر فى الأمور (يوم الأثنين لأحد عشر ليلة بقيت من صفر من السنة ) ورد النظر إلى منصور بن عبدون الكاتب النصرانى (1) الذى كان صودرت أملاكه ولقب بعد مدة من نظرة الكافى وألزم صتالح بن على داره عند عزله فلبث لازماً لها 8 أشهر وايام وكان قد كتب له أماناً وكيداَ على نفسه وغدر به وقتله فى شوال من ا400هـ 

الخليفة الحاكم يلغى الإحتفال بليلة الغطاس (الحميم)

وكان رسم (عادة) النصارى قد جرى بمصر فى ليلة الحميم أن يركب متولى الشرطة السفلانية (2) فى أول الليل فى موكب كبير بزى مجمل ويوقد  بين يديه الشموع الموكى والمشاعل شئ كثير ، ويطوف فى الشوارع وينادى فى الناس أن لا يختلط المسلمين مع النصارى فى تلك الليلة ولا ينكدون عليهم عيدهم ، وذلك أن النصارى كانوا سحر تلك الليلة يخرجون إلى شاطئ النيل ويغطس كثير منهم فبه

وكان رسم (عادة) الملكية خاصة فى تلك الليلة يخرجون من الكنيسة القاثوليكى التى بقصر الشمع المعروفة بكنيسة ميكائيل فى جمع متوافر بالقراءة الملحنة وبالنغمات المعلنة والصلبان المشهورة وقيد الشمع إلى شاطئ النيل بباعوث  ويصلون معلنا كل طريقهم ويخطب الأسقف المرأس عليهم على الشاطئ بالعربى ويدعون للسلطان ولمن شاؤوا من خواصه ويرجعون إلى كنيستهم على تلك الهيئة ويتممون بها صلواتهم وحضرهم الحاكم فى كثير من الأحيان متنكرا وشاهدهم ، وكان لأهل مصر وأهل الملك والمذاهب بمصر فى هذا العيد من الطبية والفرح مالا يكون لهم فى غيره من أأيام السنة وأعيادها ، فمنع الخليفة الحاكم الكل فى سنة 400 هـ من جميع ذلك وألا يتعرض أحد من سائر الناس كافة إلى فعل شئ من ذلك فى تلك الليلة وذلك إلى اليوم وأن يعرض عنه عن ذكره ويجرى مجرى سائر الأيام ولا يستعد له ولا يحتفل يه

الخليفة الحاكم يهدم دير القصير سنة 400 هـ

ورسم  (أمر) رأيضا فى يوم الثلاثاء فى ثامن شهر رمضان سنة 400 هـ بهدم  دير القصير وهو دير للملكية فى الجبل المقطم مبنى على قبر القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك ولينهب جمبع ما فيه ، وكان أرسانيوس بطريرك الأسكندرية  قد أحاط على الدير سورا منيعا وعمره وجدده وأنشأ فيه أبنية كثيرة فهدم جميعها وخرب الدير وكان للنصارى الملكية فى ظاهرة مقابر ومدافن لموتاهم ففتع الرعايا العبيد جميعها ونبشوا من كان فيها وأخذوا توابيتهم وطرحوا أعضائهم وكان أمرا قظيعا لم يشاهد مثله ولا جرى فى السالف شبهه فإنتهى ذلك إلى الخليفة الحاكم فأمر بعد الفوت بالكف عن فتح القبور وترك التعرض للموتى

هدم كنيسة مرتمريم المعروفة بكنيسة العجوز بدمياط سنة 400 هـ  والإستيلاء على ا{ضها وتحويله مسجداً

وأنفذ أيضاً إلى دمياط فهدم كنيسة مرتمريم المعروفة بكنيسة العجوز وشرع فى خرابها يوم الجمعة لأثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من سنة 400 هـ وكان أيضا بها مدافن كثيرة لنصارى البلد الملكية فنبشوا وأخربت البيعة (الكنيسة) خرابا عظيماً وأزيلت آثارها جملة ووضعت اليد على آلاتها وسائر أوقافها ولم يكن فى كثير من البلاد التى فى مملكة الإسلام على ما قيل بيعه مثلها بعد كنيسة القيامة ببيت المقدس بناية حسنة وعمارة طائلة وآلة وآنية ذهب وفضة وآلات وعقار كثير وبنى مكانها محرس وعمل مسجداً

الخليفة الحاكم يقتل أرسانيوس البطريرك الملكى سنة 400 هـ

 وقتل الجاكم بامر الله أرسانيوس بطريرك الإسكندرية الملكى سراً عشية الثلاثاء لثمان بقين من ذى القعدة سنة 400 هـ ( وهو لأربع خلون من شهر تموز سنة 1329 للإسكندر) وله فى الرئاسة عشرة سنين ( وأحدى عشرة يوما شمسية) وكان قد سلك فى آخر أيامه طريقة حسنة وأخذ نفسه بالصلاة والصوم والتعبد والنسك وأخذ من ذلك مأخذاً عظيماً

مزبد من القتل

وتزايد الحاكم فى القتل لسائر من فى دولته وبذل فى مقدمى أهل المملكة من الكتاب والقواد والجند والرعايا وقطع أيديهم (3) وأفرط فى ذلك فإختلت البلاد وفنى رؤساء رجاله فتخوف الحسين بن جوهر قائد القواد على نفسه ولم يكن بقى من رؤساء دولته من له ذكر وذكاء غيره فهرب وأخذ معه أولاده ( وصهره عبد العزيز بن محمد النعمان وولديه

وكان عبد العزيز قد تولى قاضى القضاة ثم صرف بمالك بن سعيد بن مالك (4) وقصدوا جميعاً بنى قرة فى ناحية الإسكندرية وإنضموا إليهم وتحرموا بهم وحملوا معهم ما إستطاعوا حمله سراً من مال عين فأحسنوا قبولهم وأقاموا عندهم ووضعت اليد على سائر أملاكهم بمصر وغيرها  وإقطاعاتهم ونقل جميع ما فى دورهم وتحفظ عليها وقد كان بلغهما دفعة أخرى قبل ذلك أن الخليفة الحاكم يريد قتلهما فهربا جميعا وهرب معهما أولادهما يوم الربعاء لأحد عشر ليلة خلت من جمادى الآخر وفى سنة 399 هـ قصدوا الجبل المقطم وأقاموا فيه ثلاثة ايام فإشتد بهم الضر وأشرفوا على الهلاك من الجوع والعطش فعادوا وقصدوا قصره متحرمين بذل عميق (من ليلية السبت لأربع عشرة ليله خلت منه وألقوا نفوسهم على بابه فإستدعاهم إليه  فإستنطقهم فعرفوه أن خوفهم ورعبهم من القتل حملهم على الهرب إلتماسا للنجاة قطمنهم وأصرفهم إلى دورهم وخلع عليهم خلعاً من خاص كسوته وملابسه وكتب لهم اماناً على أنفسهم وأولادهم وعيالهم واموالهم وجميع أسبابهم وقرئ لهم فى قصر الخلافة بحضور أهل مملكته (5)

ولما هرب قائد القواد وأولاده فى هذه الدفعة الثانية أيقن ان جميع من بقى فى دولته هلك فإتصل ذلك بالحاكم فكتب لكل طائفة من الناس أماناً مجدداً وقرئت فى قصرة وطمن الكافة وامنهم بعفوة (6)

وتقدم فى الحال بالمعاودة إلى صلوات القنوط والضحى وأن يسقط من الآذان عند الصلاة (حى على خير العمل) ولم تكن هذه الزيادة تعهد فى السالف فى الآذان وإنما جوهر عند دخوله إلى مصر أضافها

****************************

المراجع

(1) راجع إتعاظ الحنفا 2/ 181 تحت حوادث سنة 400 هـ  [ وفى حادى صفر أبو الفضل بت على الروزانى ثقة ثقات السيف والقلم ، وقرر مكانه أبو نصر بن عبدون الكاتب النصرانى فوقع من الحاكم فيما كان يوقع فيه صالح ونظر فيما كان ينظر فيه وأذن لصالح فى الركوب للقصر

وسار إبن عبدون فى الموكب مع الشيوخ فى المنتهى وقال : مثلى لا يساير أمير المؤمنين بأعلى من ذلك ... ولقب إبن عبدون بالقاضى ، وكتب له بسجل بذلك وحمل على بغتلين (راجع : الدرة المضية 281)

(2) راجع : إتعاظ الحنفا 2/ 83 وذيل تاريخ دمشق 61 و63

(3) ذكر المقريزى فى( إتعاظ الحنفا 2/ 79 ) فى حوادث سنة 399 هـ [أن الخليفة الحاكم  قتل فى ليلة الغدير كثير من الخدم والصقالبه والكتاب بعد أن قطعت أيديهم بالساطور على خشبه من وسط الذراع ]  وقال صاحب (المغرب فى حلى المغرب ) ص 58 : [ وقتل الحاكم ركابيا له بحربـة فى يده على باب جامع عمرو بن العاص وتولى شق بطنه بيده وعم بالقتل بين وزير وكاتب وقاضى وطبيب وشاعر ونحوى ومغن ومصارع وصاحب ستر وطباخ وإبن عم وصاحب حرب  وصاحب خير ويهودى ونصرانى وقطع حتى أيدى الجوارى فى قصره  وكان فى مدته القتل والغيلة حتى على الوزراء وأعيان الدولة فخرج عليهم من يقتلهم ويجرخهم بين مصر والقاهرة وخطف العمائم جهارا بالنهار ولعبيت الشراء فى مدته مصائب وخطوب من الناس وكان المقتول ربما جر فى الأسواق فأوقع ذلك فتنة عظيمة

(4) راجع المقريزى (إتعاظ الحنفا 2/ 71

(5) راجع المقريزى (إتعاظ الحنفا 2/ 72 و74 و77 )  والدرة المضية 277 و 282

(6) راجع المقريزى (إتعاظ الحنفا 2/ 82 )  فى حوادث سنة 401 فى شهر ذى القعدة : [ وفيه قرئ عدة أمانات بالقصر للكتامين من جند أفريقية والأتراك والقضاة والشهود وسائر الأولياء والأمناء والرعية والكتاب والأطباء والخدام السود والخدام الصقالبة لكل طائفة أمان ]

(7) قال المقريزى (إتعاظ الحنفا 2/ 82 )  [وقرئ سجل فى الجامع العتيق بإقبال الناس على شأنهم وتركهم الخوض فيما لا يعنيهم وسجل آخر برد التثويب فى الآذان ، والإذن للناس فى صلاة الضحى وصلاة القنوت ، ثم جمع فى سائر الجوامع وقرئ عليهم سجل بأن يتركوا الأذان بحى على خير العمل ويزاد فى أذان الفجر (الصلاة خير من النوم ) وأن يكون ذلك من مؤذنى القصر عند قولهم : السلام على أمير المؤمنين ورحمه الله فإمتثل الناس وعمل]

This site was last updated 04/23/12