Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

معركة ذات الصواري

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

معركة ذات الصواري اول معركة بحرية يقودها المسلمون


معركة بحرية وقعت فى سنة 34 هـ / 655 م على مياه نهر الروم بين االأسطول الإسلامى بقيادة والى مصرعبد الله بن أبى سرح ، وبين سفن الروم بقيادة الامبراطور قنسطانز . وكان السبب فى تلك الموقعة هو محاولات الروم ايقاف نشاط المسلمين البحرى الذى تولى توجيهه كل من معاوية والى الشام وعبد الله بن أبى سرح ضد قواعد الروم بجزر شرق البحر المتوسط . والحيلولة بين العرب وبين الاستيلاء على تلك الجزر ،
 فإن عبد الله بن ابى سرح هو الذى أجبر الأقباط  على بناء السفن الحربية الأولى للمسلمين بالسخرة ذلك أن مصر كانت تنفرد إذ ذاك بقيام " دور الصناعة"، فيها والتى اختصت بصناعة السفن . وجرت العادة إذ ذاك على أن تشحن تلك السفن من مصر ، ثم تنطلق إلى بلاد الشام ، حيث تعزز بالمقاتلة أيضا وتعمل على القيام من موانئ الشام بالهجوم على جزر الروم ، وضرب قواعد أسطول الروم هناك وشل نشاطه ضد سلطان الخلافة . وخشى الامبراطور قنسطانز الثانى إزدياد الأساطيل الاسلامية المنطلقة من مصر والشام ، ورأى العمل على ضرب قواعد تلك الأساطيل فى هذين القطرين العرييبن واستعادة سلطان الروم أيضا فى تلك الجهات الحيوية من شرق البحر المتوسط . واتجه هذا الامبراطور إلى اقليم ، الذى كان يمثل إذ ذاك مصدر تموين الأمبراطورية بالرجال والعتاد لبناء سفن حربية يحقق بها مشروع استعادة سلطان الروم فى مصر والشام . وكانت اسيا الصغرى تشتهر بصفة خاصة ببحارتها الأقوياء ، وخبرتهم العالية بفنون القتال .
وبادر الامبراطور قنسطانز سنة 655 م بدفع أسطوله الجديد إلى عرض مياه البحر المتوسط ، حيث وصلته أنباء استعدادات بحرية هائلة يعدها معاوية بن ابى سفيان وعبد الله بن أبى سرح ، لضرب القسطنطينية نفسها عاصمة الروم ، وشل تعزيزاتها لقواعد الروم البحرية فى شرق البحر المتوسط . وخرج الامبراطور على رأس أساطيله مستهدفا تدمير سفن الأسطول العربى قبل إبحارها من قواعدها . واستعان قنسطانز بعملاء الروم فى الشام لاشاعة الفوضى فى المدن البحرية تمهيدا لحملته المنتظرة.
وخرج والى مصر بنفسه على رأس الاسطول العربى ، وبدأ العرب القتال باستخدام الأقواس والسهام وهو السلاح الذى اجادوا استخدامه فى جميع حروبهم . غير أن الامبراطور قنسطانز أدرك تفوق جنده على العرب لأن السلاح الذى اعتمدوا عليه لا يفيد الا فى الحروب البرية فقط ، وأن الميدان الان بحريا وليس بريا. وأدرك قنسطانز أن سلاح الغرب سوف ينفذ سريعا ، مما يحملهم على ضرورة تغيير خططهم بما يكفل له النصر عليهم . وتحقق ما رآه قنسطانز إذ اضطر العرب إلى استخدام الحجارة فى القتال بعد أن نفذت الأقواس والرماح .
غير أن العرب حين رأوا نفاذ ذخيرتهم من الحجارة كذلك وأن العدو مازال بعيدا عن متناول سفنهم ، وانه يراوغ ويماطل لانهاك قواهم ربطوا سفنهم بعضها إلى بعض وقذفوا خطاطيف فى البحر جذبوا بها سفن الروم إليهم . ثم اتخذ العرب بعد ذلك من ظهور السفن المتلاحمة ميادين قتال أشبه بالميادين البرية التى سبق أن اجادوا فنون القتال فيها . ولذا حين وصلت انباء تلك الخطة الجديدة إلى الامبراطور قنسطانز أدرك فشل حملته وأن الهزيمة لاشك محيقة بجنده وتدمير مشروعه الحربى الكبير . وتحقق استنتاج قنسطانز إذ وثب العرب على الروم بالسيوف والخناجر واعملوا فيهم التقتيل ، واشتد الصراع وكثر القتلى حتى وصف شاهد عيان هذه المعركة قائلا "رجعت الدماء إلى الساحل تضربها الأمواج ، وطرحت جثث الرجال ركاما " وظل القتال على هذا النحو فى تلك المرحلة الأخيرة من المعركة حيث استبسل الفريقان ، وأبدى كل منهما من صنوف التفانى فى الواجب ،وكان الامبراطور قنسطانز قد عمد أثناء هذا الوقت العصيب من القتال إلى نشر الفوضى فى صفوف العرب لافساد خطتهم الجديدة التى لجأوا إليها من التلاحم فى القتال . وكانت خطة الامبراطور تقضى بعزل سفينة القيادة العربية وحرمان المقاتلين العرب من تعليماتها وتوجيهاتها .
وأمر الامبراطور أحد جنده بقذف خطاف علق بسفينة أمير البحر العربى والى مصر ، عبد الله بن ابى سرح ، على حين أخذ سائر جند الروم يجذبون . ذلك المركب العربى إليهم بعيدا عن ميدان القتال. وكاد الروم ينجحون فى أسر مركب القيادة العربية ، لولا ان أحد المقاتلين العرب ويدعى علقمة. إذ رمى هذا الجندى بنفسه على السلاسل التى كانت تجذب القيادة العربية ، وأعمل فيها القطع وتكلل عمل علقمة بالنجاح ، إذ قطع السلسلة وأنقذ سفينة القيادة العربية من الوقوع فى الأسر .
.
واظهر الروم أيضا تفانيا أثناء تلك المعركة فى الدفاع عن سفينة قيادتهم حين دارت الدائرة عليهم . إذ عمد المسلمون بعد نجاحهم فى إنقاذ سفينة قيادتهم إلى الهجوم على الروم بشدة ، واقتحموا السفينة المقيم عليها الامبراطور  وكاد الامبراطور نفسه يقع فى قبضة المسلمين لولا انه تنكر بارتداء ملابس ابن أحد ضاربى الطبول على السفينة وهرب من المعركة على ظهر مركب إخر إلى جزيرة صقلية .
وتعتبر تلك المعركة التى عرفها المسلمون باسم موقعة " ذات الصوارى" بسبب كثرة صوارى السفن المشتركة فى القتال ، من المعارك التى غيرت مجرى تاريخ البحر المتوسط وتشتهر تلك المعركة باسم موقعة ،(فوينكس Phoeinix) وهو مكان على ساحل ليكيا بآسيا الصغرى ، حيث دارت عنده رحى القتال وقد طلق الروم بعد تلك المعركة كل مشروع لاسترداد مصر أو الشام من العرب وصار البحر المتوسط يشهد قوة المسلمين البحرية وحريا أن يدخل عهدا جديدا صار فيه قوة بحوية اسلامية .
رواية ابن عبد الحكم :
وهي توضح مراحل المعركة، وكيف نجا عبد الله بن سعد قائد الأسطول من الأسر الذي كاد يقع فيه، فيقول: "إن عبد الله بن سعد لما نزل ذات الصواري، أنزل نصف الناس مع بسر بن أبي أرطأة سرية في البر، فلما مضوا أتى آتٍ إلى عبد الله بن سعد فقال: ما كنت فاعلاً حين ينزل بك هرقل - يقصد قسطنطين- في ألف مركب فافعله الساعة". أي: أنه يخبره بحشد قسطنطين لأسطوله لملاقاته، وإنما مراكب المسلمين يومئذ مائتا مركب ونيف، فقام عبد الله بن سعد بين ظهراني الناس، فقال: قد بلغني أن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب، فأشيروا علي، فما كلّمه رجل من المسلمين، فجلس قليلاً لترجع إليهم أفئدتهم، ثم قام الثانية، فكلمهم، فما كلمه أحد، فجلس ثم قام الثالثة فقال: إنه لم يبق شيء فأشيروا علي، فقال رجل من أهل المدينة كان متطوعاً مع عبد الله بن سعد فقال: أيها الأمير إن الله جل ثناؤه يقول: { كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن اللهِ والله مع الصابرين }، فقال عبد الله: اركبوا باسم الله، فركبوا، وإنما في كل مركب نصف شحنته، وقد خرج النصف إلى البر مع بُسْر، فلقوهم - أي أسطول البيزنطيين - فاقتتلوا بالنبل والنشاب، فقال: غلبت الروم - أي انتصرت - ثم أتوه، فقال: ما فعلوا؟ قالوا: قد نفد النبل والنشاب، فهم يرتمون بالحجارة وربطوا المراكب بعضها ببعض يقتتلون بالسيوف، قال: غُلِبَتْ. وكانت السفن إذ ذاك تقرن بالسلاسل عند القتال، فقرن مركب عبد الله يومئذ، وهو الأمير، بمركب من مراكب العدو، فكاد مركب العدو يجتر مركب عبد الله إليهم - أي يجذبه نحوهم - فقال علقمة بن يزيد العطيفي، وكان مع عبد الله بن سعد في المركب فضرب السلسلة بسيفه فقطعها".
رواية ابن الأثير :
قال: "فخرجوا [أي البيزنطيين] في خمسمائة مركب أو ستمائة، وخرج المسلمون وعلى أهل الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وعلى البحر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان الريح على المسلمين لما شاهدوا الروم، فأرسى المسلمون والروم، وسكنت الريح، فقال المسلمون: الأمان بيننا وبينكم. فباتوا ليلتهم والمسلمون يقرؤون القرآن ويصلون ويدعون، والروم يضربون بالنواقيس. وقربوا من الغد سفنهم، وقرب المسلمون سفنهم، فربطوا بعضها مع بعض واقتتلوا بالسيوف والخناجر، وقتل من المسلمين بشر كثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، وصبروا صبراً لم يصبروه في موطن قط مثله، ثم أنزل الله نصره على المسلمين فانهزم قسطنطينن جريحاً ولم ينجُ من الروم إلا الشريد، وأقام عبد الله بن سعد بذات الصواري بعد الهزيمة أياماً ورجع".
رواية المؤرخ البيزنطي تيوفانس :
وهي توضح هزيمة البيزنطيين وفداحة خسائرهم، وكيف فرّ الإمبراطور ناجياً بنفسه: "ضم - أي قسطنطين - صفوف الروم إلى المعركة، وأخذ يتحرّش بالعدو، فنشبت المعركة بين الطرفين، وهزم الروم واصطبغ البحر بدمائهم، فغيّر الإمبراطور ملابسه مع أحد جنوده، وقفز أحد الجنود على مركبه واختطفه وذهب به هنا وهناك ونجا بمعجزة".
أين وقعت هذه المعركة؟
 لم يجد المؤرخون لهذا السؤال جوابا موحدا؛ فالمراجع العربية لم تحدد مكانها، باستثناء مرجع واحد على ما نعلم صرح بالمكان بدقة، وآخر قال اتجه الروم إليه.
* في (فتح مصر وأخبارها) (1)ذكر الكتاب خطبة عبد الله بن سعد بن أبي السرح وقال: قد بلغني أن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب. ولم يحدد مكان المعركة.
* (الطبري) (2) في أخبار سنة 31ه، ربط حدوث ذات الصواري بما أصاب المسلمون من الروم في إفريقية، وقال: فخرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط.
* ولم يذكر (الكامل في التاريخ) (3) مكان الموقعة أيضا، ولكنه ربط سبب وقوعها بما أحرزه المسلمون من نصر في إفريقية بالذات.
* وفي (البداية والنهاية) (4): فلما أصاب عبد الله بن سعد بن أبي السرح من أصاب من الفرنج والبربر بلاد إفريقية، حميت الروم واجتمعت على قسطنطين بن هرقل، وساروا إلى المسلمين في جمع لهم لم ير مثله منذ كان الإسلام؛ خرجوا في خمسمائة مركب وقصدوا عبد الله بن سعد بن أبي السرح في أصحابه من المسلمين ببلاد المغرب.
* (تاريخ الأمم الإسلامية): (5) لم يذكر مكان الموقعة أيضا(6)، ورجح الدكتور شوقي أبو خليل أن المعركة كانت على شواطئ الإسكندرية، وذلك للأسباب التالية:
* كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) يذكر صراحة: غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية(7).

(1) المصدر نفسه، ص61. (3) تاريخ الطبري (5/290).
(3) الكامل في التاريخ (3/58) طبعة البابي الحلبي - القاهرة.

(4) البداية والنهاية (7/163). (2) الشيخ الخضري (2/29).
(6) ذات الصواري، ص62. (4) النجوم الزاهرة (1/80).
* تاريخ ابن خلدون يذكر(1): ثم بعث ابن أبي السرح السرايا ودوخ البلاد فأطاعوا وعاد إلى مصر، ولما أصاب ابن أبي السرح إفريقية ما أصاب، ورجع إلى مصر خرج قسطنطين بن هرقل غازيا إلى الإسكندرية في ستمائة مركب.
* ربطت المراجع العربية التي لم تحدد موقع المعركة بين حدوث المعركة وبين ما خسره الروم في شمال إفريقية بالذات.
* الأسطول الرومي صاحب ماض عريق، فهو سيد المتوسط قبل ذات الصواري، فهو أجرأ على مهاجمة السواحل الإسلامية، ولذلك رجح الدكتور شوقي أبو خليل مجيء الأسطول الرومي إلى شواطئ الإسكندرية لاستعادتها بسبب مكانتها عند الروم، ومكاتبة أهلها لملكهم السابق، وهو بذلك يقضي أيضا على الأسطول الفتي في مهده، الذي شرع العرب في بنائه بمصر، فتبقى للروم السيطرة والسطوة في مياه المتوسط وجزره.
* المراجع الأجنبية تعرف ذات الصواري بموقعة (فونيكة)، وفونيكة هو ثغر يقع غرب مدينة الإسكندرية، بالقرب من مدينة مرسى مطروح، فهي تحدد الموقع تماما(2).
**************
أحداث المعركة:
قال مالك بن أوس بن الحدثان: كنت معهم في ذات الصواري، فالتقينا في البحر، فنظرنا إلى مراكب ما رأينا مثلها قط، وكانت الريح علينا -أي لصالح مراكب الروم- فأرسينا ساعة، وأرسوا قريبا منا، وسكتت الريح عنا، قلنا للروم: الأمن بيننا وبينكم، قالوا: ذلك لكم، ولنا منكم.(3) كما طلب المسلمون من الروم: إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل حتى يكتب لأحدنا النصر، وإن شئتم فالبحر. قال مالك بن أوس: فنخروا نخرة واحدة، وقالوا: بل الماء الماء، وهذا يظهر لنا ثقة الروم بخبرتهم البحرية، وأملهم في النصر لممارستهم أحواله وفنونه، مرنوا عليه فأحكموا الدراية بثقافته وأنوائه فطمعوا بالنصر فيه، خصوصا أنهم يعلمون حداثة عهد المسلمين به(4).
(1) تاريخ ابن خلدون (2/468). (6) ذات الصواري، شوقي أبو خليل، ص64.
(3) تاريخ الطبري (5/292). (2) ذات الصواري، ص66.
بات الفريقان تلك الليلة في عرض البحر، وموقف المسلمين حرج، فقال القائد المسلم لصحبه: أشيروا عليَّ؟ فقالوا: انتظر الليلة بنا لنرتب أمرنا ونختبر عدونا، فبات المسلمون يصلون ويدعون الله -عز وجل- ويذكرونه ويتهجدون، فكان لهم دوي كدوي النحل على نغمات تلاطم الأمواج بالمراكب، أما الروم فباتوا يضربون النواقيس في سفنهم، وأصبح القوم، وأراد قسطنطين أن يسرع في القتال، ولكن عبد الله بن سعد بن أبي السرح لما فرغ من صلاته إماما بالمسلمين للصبح، استشار رجال الرأي والمشورة عنده، فاتفق معهم على خطة رائعة: فقد اتفقوا على أن يجعلوا المعركة برية على الرغم من أنهم في عرض البحر، فكيف تم للمسلمين ذلك؟ أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامست سفنهم سفن العدو، فنزل الفدائيون أو رجال الضفادع البشرية في عرفنا الحالي إلى الماء، وربطوا السفن الإسلامية بسفن الروم، ربطوها بحبال متينة، فصار 1200 سفينة في عرض البحر، كل عشرة أو عشرين منها متصلة مع بعضها، فكأنها قطعة أرض ستجري عليها المعركة، وصفَّ عبد الله بن سعد المسلمين على نواحي السفن يعظهم ويأمرهم بتلاوة القرآن الكريم، خصوصا سورة الأنفال؛ لما فيها من معاني الوحدة والثبات والصبر(1).
(1) المصدر نفسه، ص67.
وبدأ الروم القتال، فهم في رأيهم قد ضمنوا النصر عندما قالوا: بل الماء الماء، وانقضوا على سفن المسلمين بدافع الأمل بالنصر، مستهدفين توجيه ضربة أولى حاسمة يحطمون بها شوكة الأسطول الإسلامي، فنقض الروم صفوف المسلمين المحاذية لسفنهم، وصار القتال كيفما اتفق, وكان قاسيا على الطرفين، وسالت الدماء غزيرة اصطبغت بها صفحة الماء، فصار أحمر، وترامت الجثث في الماء، وتساقطت فيه, وضربت الأمواج السفن حتى ألجأتها إلى الساحل، وقتل من المسلمين الكثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، حتى وصف المؤرخ البيزنطي (ثيوفانس) هذه المعركة بأنها كانت يرموكا ثانيا على الروم.(1) ووصفها الطبري بقوله: إن الدم كان غالبا في الماء في هذه المعركة(2)، حاول الروم أن يغرقوا سفينة القائد المسلم عبد الله بن أبي السرح، كي يبقى جند المسلمين دون قائد، فتقدمت من سفينته سفينة رومية، ألقت إلى عبد الله السلاسل لتسحبها وتنفرد بها، ولكن علقمة بن يزيد الغطيفي أنقذ السفينة والقائد بأن ألقى بنفسه على السلاسل وقطعها بسيفه(3).

(1) ذات الصواري، ص67. (2) تاريخ الطبري (5/293).
(3) ذات الصواري، ص68. (4) تاريخ ابن خلدون (2/468)




This site was last updated 09/13/11