Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر 2/ 2 خ . ر

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
معركة ذات الصواري

 

2/ 2 خ . ر - ولاية أبن أبي سرح على مصر هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح من سنة  52 هـ

حكم أبن ابى سرح مصر 11 سنة

ولاية أبن أبي سرح على مصر هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح واسمه الحسام وسرح بالسين والحاء المهملتين والحسام بن الحارث بن حبيب بالحاء المهملة مصغرًا بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي أبو يحيى العامري عامر قريش‏.‏

وقال المقريزى فى الخطط ص 81 : " عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص في سنة خمس وعشرين وولى أبن ابى سرح وكان ابى سرح فى الفيوم فجاءه الكتاب بولايته هناك فجعل لأهل الجواب جعلًا فقدموا به مصر وسكن الفسطاط ومكث أميرًا على مصر مدة ولاية عثمان بن عفان كلها "

وابو سرج هو أخو عثمان لأمه قاله ابن كثير قال ‏:‏ وهو الذي شفع له يوم الفتح حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدر دمه

وأحسن أبن ابى سرح السيرة في الرعية وكان جوادًا كريمًا

وقال المقريزى فى الخطط ص 81 : " فى سنة 24 هـ هاجم الأسكندرية منويل الخصى فسأل أهل مصر ( الجيش المستوطن مصر من العرب المسلمين أطلقوا عليهم أهل مصر ) عثمان أن يرد عمرو بن العاص لمحاربته فرده والياً على الأسكندرية فحارب الروم بها حتى أفتتحها ثانية (غزاها) وكان عبداللة بن سعد مقيم فى الفسطاط حتى فتحت الأسكندرية فى سنة 25 هـ "

ثم أمره عثمان أن يغزو إفريقية فإذا غزاها وأستولى عليها كان له خمس الخمس من الغنيمة نفلًا ‏.‏

فقاد عبد الله بن أبي سرح جيشا إلى إفريقية في عشرة آلاف وغزاها حتى وأستولى على سهلها وجبلها وقتل خلقًا كثيرًا من أهلها .

وأخذ عبد الله بن أبي سرح حقه فى الغنائم خمس الخمس وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان وقسم أربعة أخماس الغنيمة في الجيش فأصاب الفارس ثلاثة آلاف دينار والراجل ألف دينار ‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وصالحه بطريقها على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار فأطلقها عثمان كلها في يوم واحد في آل الحكم ويقال ‏:‏ في آل مروان ثم غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح المذكور إفريقية ثانية في سنة ثلاث وثلاثين حين نقض أهلها العهد حتى أقرهم على الإسلام والجزية واستشهد معه في هذه المرة بإفريقية جماعة منهم‏:‏ معبد بن العباس بن عبد المطلب وغيره‏.‏

ثم غزا في سنة أربع وثلاثين غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية فلقيه قسطنطين بن هرقل في ألف مركب وقيل في سبعمائة والمسلمون في مائتي مركب وتقاتلا فانتصر الأمير عبد الله هذا وهزم الروم وإنما سميت غزوة ذات الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها‏ .‏

وقد عزل عبد الله ابن أبي سرح عن مصر في سنة ست وثلاثين بعد أن حكمها نحوًا من عشر سنين‏.

وفى السنة التاسعة وهى سنة 33 هـ من ولاية ابن أبي سرح على مصر فيها نفى عثمان جماعة من أهل الكوفة إلى الشام كانوا يعيبون عليه ويطعنون فيه ويسبون سعيد بن العاص والي الكوفة فكتب سعيد إلى عثمان بذلك فكتب إليه عثمان يسيرهم إلى الشام فسيرهم وفيهم عروة بن الجعد البارقي ومالك بن الحارث الأشتر النخعي وجندب بن زهير وعمرو بن الحمق وابن أبي زياد وغيرهم‏.

وفيها غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح إفريقية

السنة العاشرة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة أربع وثلاثين‏:‏ فيها غزا أمير مصر صاحب الترجمة غزوة ذات الصواري وانتصر على الروم حسبما تقدم ذكره وفيها سارت ركائب المنحرفين عن عثمان وكان جمهورهم من أهل الكوفة‏.

وفى السنة الحادية عشرة من ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر فيها عزل عبد الله بن أبي سرح عن مصر في قول‏.

وفيها كان خروج أمير مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح من مصر متوجهًا إلى عثمان واستخلف على مصر عقبة بن عامر الجهني وقيل السائب بن هشام العامري وجعل على خراجها سليم بن عتر التجيبي وكان ذلك في رجب من سنة خمس وثلاثين وسار إلى عثمان فاستمر أمر مصر مستقيمًا إلى شوال من السنة‏.‏

وفيها خرج محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة على عقبة بن عامر خليفة عبد الله بن أبي سرح على مصر وملك مصر

ولما عاد إلى مصر في سنة خمس وثلاثين وصله خبر من ثار على عثمان وقام عثمان بطرد بعض من ثاروا عليه ووصلت طائفة منهم إلى مصر بأمر عثمان فإنه كان وطرد آخرين منهم إلى البصرة والشام ومصر.

**********************************************************************************

 النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة  النجوم الزاهرة  ( 6 من 273 )  : " ولاية أبن أبي سرح على مصر هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح واسمه الحسام وسرح بالسين والحاء المهملتين والحسام بن الحارث بن حبيب بالحاء المهملة مصغرًا بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي أبو يحيى العامري عامر قريش‏.‏
ولي إمرة مصر بعد عزل عمرو بن العاص في سنة خمس وعشرين كما تقدم ذكره من قبل عثمان بن عفان وجاءه الكتاب بولايته وهو بالفيوم فجعل لأهل الجواب جعلًا فقدموا به مصر وسكن الفسطاط ومكث أميرًا على مصر مدة ولاية عثمان بن عفان كلها وهو أخو عثمان لأمه قاله ابن كثير قال‏:‏ وهو الذي شفع له يوم الفتح حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدر دمه‏.‏
يأتي ذكر ذلك مفضلًا في آخر ترجمته من كلام ابن حجر بعد أن نذكر نبذة من أموره‏.‏
ولما ولي مصر أحسن السيرة في الرعية وكان جوادًا كريمًا ثم أمره عثمان أن يغزو إفريقية فإذا افتتحها كان له خمس الخمس من الغنيمة نفلًا‏.‏
فسار عبد الله بن أبي سرح المذكور إلى إفريقية في عشرة آلاف وغزاها حتى افتتح سهلها وجبلها وقتل خلقًا كثيرًا من أهلها - ثم اجتمعوا على الطاعة والإسلام وحسن إسلامهم‏.‏
وأخذ عبد الله بن أبي سرح المذكور خمس الخمس من الغنيمة وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان وقسم أربعة أخماس الغنيمة في الجيش فأصاب الفارس ثلاثة آلاف دينار والراجل ألف دينار‏.‏
قال الواقدي‏:‏ وصالحه بطريقها على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار فأطلقها عثمان كلها في يوم واحد في آل الحكم ويقال‏:‏ في آل مروان ثم غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح المذكور إفريقية ثانية في سنة ثلاث وثلاثين حين نقض أهلها العهد حتى أقرهم على الإسلام والجزية واستشهد معه في هذه المرة بإفريقية جماعة منهم‏:‏ معبد بن العباس بن عبد المطلب وغيره‏.‏
ثم غزا في سنة أربع وثلاثين غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية فلقيه قسطنطين بن هرقل في ألف مركب وقيل في سبعمائة والمسلمون في مائتي مركب وتقاتلا فانتصر الأمير عبد الله هذا وهزم الروم وإنما سميت غزوة ذات الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها‏.‏
وعاد إلى مصر فبلغه في سنة خمس وثلاثين خبر من ثار على عثمان - رضي الله عنه - ودخل منهم طائفة إلى مصر بأمر عثمان فإنه كان أخرج منهم جماعة إلى البصرة والشام ومصر فلما قدم من قدم منهم إلى مصر وافقهم جماعة من المصريين على خلاف عثمان كرهًا في ابن أبي سرح هذا لكونه ولي بعد عمرو بن العاص وأيضًا لاشتغاله عنهم بقتال أهل المغرب وفتح بلاد البربر وأندلس وإفريقية وغيرها ونشأ بمصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حرب عثمان وحرب عبد الله بن أبي سرح المذكور واجتمعوا واستنفروا من مصر في ستمائة راكب يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب لينكروا على عثمان وساروا إلى المدينة تحت أربع رايات وأمر الجميع إلى عمرو بن بد يل بن ورقاء الخزاعي وعبد الرحمن التجيبي وأقبل معهم محمد ابن أبي بكر الصديق وأقام بمصر محمد بن حذيفة يؤلب الناس ويدافع عن هؤلاء فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان يعلمه بقدوم هؤلاء القوم إلى المدينة منكرين عليه في صفة معتمرين فوقع لهم مع عثمان - رضي الله عنه - أمور يطول شرحها إلى أن سألوا عثمان عزل عبد الله بن أبي سرح هذا عن ولاية مصر ويولي عليهم محمد بن أبي بكر الصديق فأجابهم إلى ذلك ة فلما رجعوا وجدوا في الطريق بريديًا يسير فأخذوه وفتشوه فإذا معه في إداوة كتاب كتبه مروان بن الحكم كاتب عثمان وابن عمه والكتاب على لسان عثمان فيه الأمر بقتل طائفة منهم وصلب آخرين وقطع أيدي آخرين منهم وأرجلهم وكان على الكتاب طبع خاتم عثمان والبريد أحد غلمان عثمان - و - على جمله فلما رجعوا جاؤوا بالكتاب إلى المدينة وداروا به على الناس فكلم الناس عثمان في أمر الكتاب فقال عثمان ما معناه‏:‏ إنه دلس عليه الكتاب ثم قال‏:‏ والله لا كتبته ولا أمليته ولا دريت بشيء من ذلك والخاتم قد يزور على الخاتم فصدقه الصادقون وكذبه الكاذبون في ذلك‏.‏
واستمر عبد الله بن أبي سرح على عمله على كرهٍ من المصريين إلى أن خرج من مصر متوجهًا إلى عثمان بعد أن استخلف عليها عقبة بن عامر الجهني‏.‏
وقتل عثمان - رضي الله عنه - واستخلف علي - رضي الله عنه فعزل عبد الله ابن أبي سرح هذا عن مصر وولاها لقيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما‏.‏
ثم استولى على مصر جماعة من قبل علي بن أبي طالب وقاتلوا عقبة بن عامر على ما سيأتي ذكره بعد أن نذكر من توفي في أيام ولاية عبد الله بن سعد ابن أبي سرح هذا على مصر كما هو عادة كتابنا هذا‏.‏
وكان عزل عبد الله ابن أبي سرح عن مصر في سنة ست وثلاثين بعد أن حكمها نحوًا من عشر سنين‏.‏
وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح صاحب الترجمة فلم أقف له على خبر بعد ذلك غير أن بعض المؤرخين ذكروا أنه توفي بفلسطين في - سنة ست وثلاثين المذكورة ويقال غير ذلك أقوال كثيرة منها‏:‏ قال الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني في الإصابة‏:‏ روى الحاكم من طريق السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال‏:‏ لما كان يوم فتح مكة أمن النبي صلى الله عليه وسلم الناس كلهم إلا أربعة نفر وامرأتين‏:‏ عكرمة وابن خطل ومقيس بن صبابة وابن أبي سرح وذكر الحديث قال‏:‏ فأما عبد الله فاختبأ عند عثمان فجاء به عثمان حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع الناس فقال‏:‏ يا رسول الله بايع عبد الله فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏ أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله ‏"‏‏.‏
ومن طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فزين له الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل ‏"‏ يعني يوم الفتح ‏"‏ فاستجار بعثمان فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
أخرجه أبو داود‏.‏
وروى ابن سعد من طريق ابن المثيب قال‏:‏ كان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله فذكر نحوًا من حديث مصعب بن سعد عن أبيه‏.‏
وروى الدار قطني من حد يث سعيد بن يربوع المخزومي نحو ذلك ومن طريق الحكم بن عبد الله عن قتادة بن أنس بمعناه وأوردها ابن عساكر من حديث عثمان بن عفان أيضًا وأفاد سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان أن الأنصاري الذي قال‏:‏ فهلا أومأت إلينا هو عباد بن بشر ثم قال‏:‏ وقيل‏:‏ إن الذي قال هو عمر‏.‏
وقال ابن يونس‏:‏ شهد فتح مصر واختط بها وكان صاحب الميمنة في الحرب مع عمرو بن العاص في فتح مصر وله مواقف محمودة في الفتوح وأمره عثمان على مصر‏.‏
ولما وقعت الفتنة سكن عسقلان ولم يبايع لأحد ومات بها سنة ست وثلاثين وقيل‏:‏ كان قد سار من مصر إلى عثمان واستخلف السائب بن هشام بن عمرو فبلغه قتله فرجع فتغلب على مصر محمد بن أبي حذيفة فمنعه من دخولها فمضى إلى عسقلان وقيل إلى الرملة وقيل بل شهد صفين وعاش إلى سنة سبع وخمسين‏.‏
ذكره ابن منده‏.‏
وقال البغوي‏:‏ له عن النبي صلى الله عليه وسلم حد يث واحد وخرجه ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده‏.‏
انتهى كلام ابن حجر باختصار وتأتي بقية ترجمة ابن أبي سرح هذا في حوادث سنيه‏.‏
السنة الأولى من ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر وهي سنة خمس وعشرين من الهجرة‏:‏ فيها في قول سيف عزل عثمان سعدًا عن الكوفة وفيها سار الجيش من الكوفة وعليهم سليمان بن ربيعة إلى برذعة فقتل وسبى وفيها حج بالناس عثمان بن عفان - رضي الله عنه‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع واثنا عشر إصبعًا مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وخمسة أصابع‏.‏
بن سعد بن أبي سرح على مصر وهي سنة ست وعشرين من الهجرة‏:‏ فيها فتحت سابور وكان أمير الجيش عثمان بن أبي العاص الثقفي صالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاثمائة ألف‏.‏
وفيها زاد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في المسجد الحرام ووسعه واشترى الزيادة من قوم وأبى آخرون فهدم عليهم ووضع الأثمان في‏.‏
بيت المال فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس وقال‏:‏ ما جرأكم علي إلا حلمي وقد فعل هذا عمر فلم تصيحوا عليه‏.‏
وفيها حج عثمان بن عفان بالناس‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وعشرون إصبعًا مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وأربعة أصابع وقيل خمسة عشر إصبعًا‏.‏
السنة الثالثة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة سبع وعشرين‏:‏

فيها توفي عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول وكنيته أبو يحيى وقيل أبو الحارث‏.‏ صحابي شهد بدرًا‏.‏
وفيها فتحت الأندلس وكان أميرا الجيش عبد الله بن الحصين وعبد الله بن عبد القيس أتياها من قبل البحر كتب إليهما عثمان - رضي الله عنه - يقول‏:‏ ‏"‏ إن القسطنطينية إنما تفتح من قبل البحر وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح قسطنطينية في الأجر آخر الزمان والسلام ‏"‏‏.‏
قال ابن جرير‏:‏ قال بعضهم وفي هذه السنة غزا معاوية قبرس‏.‏
وقال الواقدي‏:‏ كان ذلك في سنة ثمان وعشرين‏.‏
وقال أبو معشر‏:‏ غزاها معاوية سنة ثلاث وثلاثين والله أعلم‏.‏
وقاد الواقدي‏:‏ في هذه السنة فتحت اصطخر ثانيًا على يدي عثمان ابن أبي العاص‏.‏
وقال الذهبي‏:‏ فيها غزا معاوية قبرس وكان معه عبادة بن الصامت وزوجة عبادة أم حرام بنت ملحان الأنصارية فاستشهد ت كان النبي صلى الله عليه وسلم يغشاها ويقيل عندها وبشرها بالشهادة‏.‏
وفيها صالح عثمان بن أبي العاص أهل أرجان على ألفي ألف ومائتي ألف وصالح أهل دارا بجرد على ألف ألف وثمانين ألفًا‏.‏
وفيها غزا أمير مصر ابن أبي سرح صاحب الترجمة إفريقية حسبما تقدم وكان معه عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير بن العوام وكان المسلمون في عشرين ألفًا وكان العدو يعني جرجير في مائتي ألف مقاتل وفتح الله وغنم المسلمون شيئًا كثيرًا وفيها حج بالناس عثمان - رضي الله عنه‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعًا مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وخمسة عشر إصبعًا‏.‏
السنة الرابعة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة ثمان وعشرين‏:‏

فيها فتحت قبرس على يد معاوية قاله الذهبي في قول وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - منع المسلمين من الغزو في البحر شفقة عليهم فلما ولي عثمان استأذنه معاوية فأذن له ففتح الله على يده‏.‏
وفيها غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم قاله الواقدي‏.‏
وفيها غزا الوليد بن عقبة أذربيجان فصالحهم مثل صلح حذيفة‏.‏
وفيها حج بالناس أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاثة عشر ذراعًا وثمانية عشر إصبعًا مبلغ الزيادة تسعة السنة الخامسة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة تسع وعشرين‏:‏ فيها افتتح عبد الله بن عامر اصطخر في قول عنوة فقتل وسبى‏.‏
وكان على مقدمته عبيد الله بن معمر بن عثمان التيمي وكلاهما صحابي‏.‏
وفيها عزل عثمان أبا موسى الأشعر

ي عن البصرة بعد عمالة ست سنين وقيل ثلاث وولى عليها عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وهو ابن خال عثمان وجمع له بين جند أبي موسى وجند عثمان ابن أبي العاص وله من العمر خمس وعشرون سنة فأقام بها ست سنين‏.‏
وفيها وسع عثمان بن عفان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبناه بالقضة وهي الكلس كان يؤتى به من بطن نخل والحجارة المنقوشة وجعل عمده حجارة مرصعة وسقفه بالساج وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجعل أبوابه ستة على ما كانت عليه في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه‏.‏
وفيها حج بالناس عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وضرب له بمنى فسطاط فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى وأتم الصلاة عامه هذا فأنكر ذلك عليه غير واحد من الصحابة كعلي وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود‏.‏
وفيها نقضت أذربيجان فغزاهم سعيد بن العاص حتى افتتحها ثانيًا وفيها فتحت أصبهان وفيها عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وستة عشر إصبعًا مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وثمانية عشر إصبعًا‏.‏
السنة السادسة من ولاية ابن آبى سرح على مصر وهي سنة ثلاثين بعد الهجرة‏:‏

فيها افتتح عبد الله بن عامر مدينة هور من أرض فارس وغنم منها شيئًا كثيرًا‏.‏
ثم افتتح عبد الله المذكور أيضًا بلادًا كثيرة من أرض خرا سان ثم افتتح نيسابور صلحًا ويقال عنوة ثم صالح أهل سرخس على مائة وخمسين ألفًا وصالح أهل مرو على ألفي ألف ومائتي ألف ولما فتح عبد الله بن عامر هذه البلاد الواسعة كثر الخراج على عثمان وأتاه المال وفيها نقض أهل خراسان وتجمعوا فنهض لقتالهم الأحنف بن قيس وقاتلهم حتى هزمهم وكانت وقعة مشهورة‏.‏
وفيها توفي الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب المطلبي وهو أخو عبدة بن الحارث والحصين بن الحارث وكان ممن شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وفيها توفي أبي بن كعب في قول الواقدي وقد تقدم وهذا أثبت الأقوال في موته وفيها توفي حاطب بن أبي بلتعة اللخمي حليف بني أسد بن عبد العزى وهو صحابي شهد بدرًا - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي عبد الله بن كعب بن عمرو المازني الأنصاري البدري أيضًا‏.‏
كنيته أبو الحارث وقيل أبو يحيى شهد بدرًا وكان على الخمس يوم بدر - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال أبو سعد القرشي كان أيضًا ممن شهد بدرًا والمشاهد بعدها هكذا قال ابن سعد وفرق بينه وبين ابن أخيه عياض بن غنم بن زهير الفهري أمير الشام المتوفى سنة عشرين‏.‏
وفيها توفي معمر بن أبي سرح واسمه ربيعة بن هلال القرشي الفهري أبو سعيد وقيل اسمه عمرو وهو أيضًا ممن شهد بدرًا‏.‏
وفيها توفي مسعود بن ربيعة وقيل ابن الربيع أبو عمير القاري والقارة حلفاء بني زهرة وهو أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربعة أذرع وستة عشر إصبعًا مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏


 النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة النجوم الزاهرة ( 7 من 273 )  : "

السنة السابعة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة إحدى وثلاثين من الهجرة‏:‏

فيها توفي أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي أسلم أبو سفيان يوم الفتح وشهد حنينًا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم مائة من الإبل وأربعين أوقية وقد فقئت عينه يوم الطائف ثم شهد غزوة اليرموك‏.‏
وفيها توفي أبو الدرداء واسمه عويمر بن يزيد وقيل ابن عبد الله بن قيس بن ثعلبة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الصحابي المشهور - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي‏.‏ كنيته أبو سلمة‏.‏ له صحبة ورواية - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي كسرى ملك فارس وهو يزدجرد بن شهريار وسبب هلاكه أنه هرب من كرمان إلى مرو فلم يتم له ذلك فخرج أيضًا هاربًا إلى أن نزل برجل ينقر الأرحاء فأوى إليه فقتله الرجل وأخذ ما عليه من الجواهر‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعًا مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا واثنا عشر إصبعًا‏.‏
السنة الثامنة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة اثنتين وثلاثين‏:‏ فيها سار عبد الله بن عامر من البصرة إلى المشرق فافتتح بها بلادًا كثيرة‏:‏ الطالقان وجرجان وبلخ وطخارستان وكان على مقدمته الأحنف بن قيس وقيل بل جهز عبد الله بن عامر الأحنف وأقام هو بالبصرة يمده بالمال والرجال‏.‏
وفيها غزا عبد الرحمن بن ربيعة بلنجر‏.‏
وكان صاحبها نازلًا قريبًا من باب الأبواب وبعث يطلب من سعيد بن العاص المدد فأمده بحبيب بن مسلمة الفهري فأبطأ حبيب على عبد الرحمن فسار عبد الرحمن نحو بلنجر المذكورة وحصرها‏.‏
وفيها توفي أبو ذر الغفاري واسمه جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام وكان من أحد السابقين الأولين وكان خامسًا في الإسلام - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي العباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو الفضل عم النبي صلى الله عليه وسلم وولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو بثلاث‏.‏ أسلم بعد وقعة بدر - رضي الله عنه‏.‏
وقد استسقى به عمر بن الخطاب في أيام خلافته في بعض السنين‏.‏
وفيها توفي عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأربن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي حليف بني زهرة أسلم قبل عمر وكان سبب إسلامه مرور النبي صلى الله عليه وسلم به وقصته مشهورة وهو أحد كبار الصحابة - رضي الله عنه وهو من السابقين الأولين وشهد بدرًا والمشاهد كلها‏.‏
وفيها توفي عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة أبو محمد القرشي الزهري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الثمانية الذين سبقوا للإسلام وأحد الستة أصحاب الشورى بعد موت عمر لأجل الخلافة‏.‏
وفيها توفي أبو الدرداء عويمر وقد تقدم ذكره والصحيح أنه توفي في هذه السنة‏.‏
وفيها توفي الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس عم عثمان بن عفان - رضي الله عنه وأبو مروان بن الحكم نفاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدام به إلى أن أستقدمه عثمان في خلافته وسمي الحكم هذا طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه‏.‏
وفيها توفي سلمان الفارسي وكنيته أبو عبد الله ويقال له سلمان الخير أصله من اصطخر وقيل من أهل أصبهان من قرية يقال لها جوي وهو من الطبقة الثانية من الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين كان من المهاجرين شهد بدرًا وأحد ًا‏.‏
وفيها توفي سنان بن أبي سنان بن محصن الأسدي‏:‏ من الطبقة الأولى من الصحابة كان من المهاجرين شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وفيها توفي عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم كنيته أبو حذافة كان ممن هاجر الهجرتين وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها‏.‏
وهو رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى‏.‏
وفيها توفي كعب الأحبار بن ماتع الحميري من مسلمي أهل الكتاب كنيته أبو إسحاق‏.‏
أسلم على يد أبي بكر الصديق وقيل على يد عمر - رضي الله عنهما وهو من الطبقة الأولى من التابعين‏.‏
وفيها توفي أبو مسلم الجبلي بالجيم وهو من جبل صيدا بساحل دمشق أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم على يد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه وقيل بعد ذلك وهو من الطبقة الأولى من التابعين‏.‏
وفيها توفي معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي الأزدي حليف بني عبد شمس بن عبد مناف أسلم بمكة قديمًا وهاجر إلى الحبشة وشهد خيبر - رضي الله عنه‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وثلاثة أصابع‏.‏ مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وتسعة أصابع‏.‏
السنة التاسعة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة ثلاث وثلاثين‏:‏ فيها نفى عثمان - رضي الله عنه - جماعة من أهل الكوفة إلى الشام كانوا يعيبون عليه ويطعنون فيه ويسبون سعيد بن العاص والي الكوفة فكتب سعيد إلى عثمان بذلك فكتب إليه عثمان يسيرهم إلى الشام فسيرهم وفيهم عروة بن الجعد البارقي ومالك بن الحارث الأشتر النخعي وجندب بن زهير وعمرو بن الحمق وابن أبي زياد وغيرهم‏.‏
وفيها غزا معاوية بن أبي سفيان بلاد الروم ووصل إلى حصن المرأة من أعمال ملطية وافتتحه‏.‏
وفيها غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح إفريقية وكانوا نقضوا كما تقدم في ترجمته‏.‏
وفيها بعث عبد الله بن عامر الأحنف بن قيس إلى خراسان وكانوا أيضًا قد نقضوا العهد فقاتلهم وظفر بهم ولحقه عبد الله بن عامر فهدم مدينتها‏.‏
وفيها توفي المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي وكنيته أبو معبد ويقال له ابن الأسود لأنه كان حالف الأسود بن عبد يغوث في الجاهلية فتبناه وإنما قيل له الكندي لأن أباه كان حالف كندة وهو في الصحابة من الطبقة الأولى كان من المهاجرين الأولين شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها وكان يقال له فارس الإسلام - رضي الله عنه‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعًا مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا واثنا عشر إصبعًا‏.‏
السنة العاشرة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة أربع وثلاثين‏:‏ فيها غزا أمير مصر صاحب الترجمة غزوة ذات الصواري وانتصر على الروم حسبما تقدم ذكره وفيها سارت ركائب المنحرفين عن عثمان وكان جمهورهم من أهل الكوفة‏.‏
وفيها توفي إياس بن أبي البكير الكناني حليف بني عدي كان من المهاجرين شهد بدرًا هو وإخوته‏:‏ خالد وعاقل وعامر ولم يشهد بدرًا إخوة أربعة سواهم وقد شهد إياس هذا فتح وفيها توفي عبادة بن الصامت في قول‏.‏
وقد تقدم ذكره وهو أحد النقباء ليلة العقبة ومن كبار الصحابة‏.‏
وفيها توفي مسطح بن أثاثة بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي المذكور في حديث الإفك‏.‏
شهد بدرًا والمشاهد بعدها وكان فقيرًا ينفق عليه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي أبو عبس بن جبر بن عمرو الأنصاري الأوسي واسمه على الأصح عبد الرحمن وكان اسمه في الجاهلية عبد العزى فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من الذين قتلوا كعب بن الأشرف اليهودي وشهد بدرًا وغيرها‏.‏
وفيها توفي أبو طلحة الأنصاري واسمه زيد بن سهل بن الأسود أحد بني مالك بن النجار كان من النقباء ليلة العقبة‏.‏
شهد بدرًا والمشاهد بعدها‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وتسعة أصابع مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وستة أصابع‏.‏
السنة الحادية عشرة من ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر فيها عزل عبد الله بن أبي سرح عن مصر في قول‏.‏
وفيها كانت غزوة ذي خشب وأمير المسلمين فيها معاوية بن أبي سفيان‏.‏
وفيها كان خروج أمير مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح من مصر متوجهًا إلى عثمان واستخلف على مصر عقبة بن عامر الجهني وقيل السائب بن هشام العامري وجعل على خراجها سليم بن عتر التجيبي وكان ذلك في رجب من سنة خمس وثلاثين وسار إلى عثمان فاستمر أمر مصر مستقيمًا إلى شوال من السنة‏.‏
وفيها خرج محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة على عقبة بن عامر خليفة عبد الله بن أبي سرح على مصر وملك مصر على ما سيأتي ذكره‏.‏
وفيها كانت مقتلة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في ذي الحجة منها وقصته مشهورة وقد استوعب ذلك جماعة من المؤرخين في عدة كراريس لا سبيل إلى تلخيصها في هذا المحل غير أننا نذكر نسبته ومدة خلافته لا غير فنقول‏:‏ هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أمير المؤمنين أبو عمرو وقيل أبو عبد الله القرشي الأموي وأمه أروى‏.‏
هو أحد السابقين الأولين وذو النورين وصاحب الهجرتين وزوج الابنتين مولده قبل عام الفيل بستة أعوام وقيل بعده بستة أعوام‏.‏
وخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر لمرض زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم فتوفيت بعد بدر بليال‏.‏
وضرب له قال الذهبي‏:‏ روى عطية عن أبي سعيد قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يديه يدعو لعثمان وعن عبد الرحمن بن سمرة قال‏:‏ جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز جيش العسرة فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقلبها بيده ويقول‏:‏ ‏"‏ ما ضر عثمان بعد اليوم ما عمل ‏"‏ رواه أحمد في مسنده‏.‏
وفضائله كثيرة يضيق هذا المحل عن ذكر شيء منها‏.‏
قلت‏:‏ بويع عثمان بالخلافة لما مات عمر في ذي الحجة سنة أربع وعشرين من الهجرة فدام في الخلافة حتى قتل في هذه السنة - رضي الله عنه‏.‏
وتولى الخلافة من بعده علي بن أبي طالب - رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفى كعب الأحبار وكان أسلم في خلافة أبي بكر الصديق وكان من أوعية العلم‏.‏
وفيها توفي عبادة بن الصامت الأنصاري الصحابي المشهور أحد النقباء مات بالرملة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاثة أذرع وأربعة وعشرون إصبعًا مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا واصبعان‏.‏

***********************************

وما ذكره المقريزى عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني 60 / 167 : " عبد الله بن سعد بن أبي سرح واسمه الحسام بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ولي من قبل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فجاءه الكتاب بالفيوم فجعل لأهل أطواف جعلًا فقدموا به الفسطاط ثم إن منويل الخصي سار إلى الإسكندرية في سنة أربع وعشرين فسأل أهل مصر‏:‏ عثمان أن يرد عمرو بن العاص لمحاربته فرده واليًا على الإسكندرية فحارب الروم بها حتى افتتحها وعبد الله بن سعد مقيم بالفسطاط حتى فتحت الإسكندرية الفتح الثاني عنوة في سنة خمس وعشرين ثم جمع لعبد الله بن سعد أمير مصر صلاتها وخراجها ومكث أميرًا مدة ولاية عثمان رضي الله عنه كلها محمودًا في ولايته وغزا ثلاث غزوات كلها لها شأن عزا إفريقية سنة سبع وعشرين وقتل ملكها جرجير وغزا غزوة الأساود حتى بلغ دنقلة في سنة إحدى وثلاثين وغزا ذا الصواري في سنة أربع وثلاثين فقيهم قسطنطين بن هرقل في ألف مركب وقيل‏:‏ في سبعمائة مركب والمسلمون في مائتي مركب فهزم الله الروم وإنما سميت غزوة ذي الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها ووفد على عثمان حين تكلم الناس بالطعن على عثمان . " أنتهى

*****************************************************************************************

المرجع فى هذه الصفحة البداية والنهاية لأبن كثير مع بعض من تعليقاتنا حتى يتسنى من القارئ معرفة الحقيقة وكتبنا بجانبها تعليق   

سنة سبع و عشرين
 في هذه السنة عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن خراج مصر ، و استبدله بـ عبد الله بن سعد بن أبي سرح كواليا على خراج مصر ، و كان أخا عثمان من الرضاعة ، وأرسل عبد الله إلى عثمان يقول : إن عمراً كسر على الخراج . و أرسل عمرو يقول : إن عبد الله قد كسر على مكيدة الحرب . فعزل عثمان عمراً  فذهب عمرو غاضباً إلى مكة ، فدخل على عثمان و عليه جبة محشوة قطناً ، فقال له : " ما حشو جبتك ؟ " .... قال : عمرو . قال : " قد علمت أن حشوها عمرو و لم أرد هذا ، إنما سألت أقطن هو أم غيره ؟ " .
و قاد عبد الله الجند المسلمين فى مصر ، وكان قد أمره عثمان بغزو إفريقية سنة خمس و عشرين ، وقال له عثمان : " إن فتح الله عليك فلك من الفيء خمس الخمس نفلاً " . و أمر عبد الله بن نافع بن عبد القيس و عبد الله بن نافع بن الحرث على جند و سرحهما إلى الأندلس ، و أمرهما بالاجتماع مع عبد الله بن سعد على صاحب إفريقية ، ثم يقيم عبد الله في عمله . فخرجوا حتى قطعوا أرض مصر و وطئوا و وطئوا أرض إفريقية ، و كانوا في جيش كثير عدتهم آلاف من شجعان المسلمين فصالحهم أهلها على مال يؤدونه و لم يقدموا على دخول إفريقية و التوغل فيها لكثرة أهلها .

غزو ليبيا (الخمس مدن الغربية)
ثم إن عبد الله بن سعد لما ولي أرسل إلى عثمان في غزو إفريقية و الاستكثار من الجموع عليها و فتحها ، فاستشار عثمان من عنده من الصحابة ، فأشار أكثرهم بذلك ، فجهز إليه العساكر من المدينة و فيهم جماعة من الصحابة ، منهم عبد الله بن عباس و غيره ، فقادهم عبد الله بن سعد إلى شمال إفريقية . وعندما وصلوا إلى برقة لقيهم عقبة بن نافع ومن معه من المسلمين ، و ساروا إلى طرابلس الغرب فنهبوا من عندها من الروم  ، و كان ملكهم اسمه جرجير ، وبلاد ملكه من طرابلس إلى طنجة ، وكان هرقل ملك الروم قد ولاه شمال إفريقية  . فلما بلغه خبر المسلمين تجهز و جمع العساكر و أهل البلاد فبلغ عسكره مائة ألف و عشرين ألف فارس ، و التقى هو و المسلمون بمكان بينه و بين مدينة سبيطلة يوم و ليلة ، و هذه المدينة كانت ذلك الوقت دار الملك ، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم ، و راسله عبد الله بن سعد يدعوه إلى الإسلام أو الجزية ، فامتنع منهما و تكبر عن قبول أحدهما .

(تعليق ) من المستحيل أن يكون عدد الجنود الروم فى ليبيا العدد الذى ذكره كتاب البداية والنهاية لأبن كثير وسنورد القصة كاملة حتى يتسنى للقارئ الحكم على المؤرخ المسلم - كما نذكر أن هرقل كان قد مات قبل الهجوم  على الإسكندرية اثناء ولاية عمرو بن العاص .
و انقطعت اخبار المسلمين عن عثمان ، فسير عبد الله بن الزبير في جماعة إليهم ليأتيه بأخبارهم ، فسار مجداً و وصل إليهم و أقام معهم ، و لما وصل كثر الصياح و التكبير في المسلمين ، فسأل جرجير عن الخبر فقيل قد أتاهم عسكر ، ففت ذلك في عضده . ( تعليق) هذه القصة تكررت فى أورشليم ايضا وتكررت فى كثير من معارك المسلمين حيث يذكرونها لتدل على حنكتهم الحربية) و رأى عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من بكرة إلى الظهر فإذا أذن الظهر عاد كل فريق إلى خيامه ، و شهد القتال من الغد فلم ير ابن أبي سرح معهم ، فسأل عنه ، فقيل إنه سمع منادي جرجير يقول : من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار و أزوجه ابنتي ، و هو يخاف ، فحضر عنده و قال له : تأمر منادياً ينادي : من أتاني برأس جرجير نفلته مائة ألف و زوجته ابنته و استعملته على بلاده . ففعل ذلك ، فصار جرجير يخاف أشد من عبد الله (تعليق) كان الروم لا يعرفون اللغة العربية ).
وقال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن سعد : " إن أمرنا يطول مع هؤلاء و هم في أمداد متصلة و بلاد هي لهم و نحن منقطعون عن المسلمين و بلادهم ، و قد رأيت أن نترك غداً جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين و نقاتل نحن الروم في باقي العسكر إلى أن يضجروا و يملوا ، فإذا رجعوا إلى خيامهم و رجع المسلمون ركب من كان في الخيام من المسلمين و لم يشهدوا القتال و هم مستريحون ، و نقصدهم على غرة فلعل الله ينصرنا عليهم"  ، فأحضر جماعة من أعيان الصحابة و استشارهم فوافقوه على ذلك .
وفى الغد فعل عبد الله ما اتفقوا عليه و أقام جميع المسلمين في خيامهم و خيولهم عندهم مسرجة ، و مضى الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالاً شديداً . فلما أذن بالظهر هم الروم بالإنصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير و ألح عليهم بالقتال حتى أتعبهم ثم عاد عنهم هو و المسلمون ، فكل من الطائفتين ألقى سلاحه و وقع تعباً ، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحاً من المسلمين و قصد الروم فلم يشعروا بهم حتى خالطوهم و حملوا حملة رجل واحد و كبروا فلم يتمكن الروم من لبس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون و قتل جرجير ، قتله ابن الزبير ، و انهزم الروم و قتل منهم مقتلة عظيمة و أخذت ابنة الملك جرجير سبية . و نازل عبد الله بن سعد المدينة ، فحصرها حتى فتحها و رأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها ، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار و سهم الراجل ألف دينار .
و لما فتح عبد الله مدينة سبيطلة بث جيوشه في البلاد فبلغت قفصة ، فسبوا و غنموا ، و سير عسكراً إلى حصن الأجم ، و قد احتمى به أهل تلك البلاد ، فحصره و فتحه بالأمان فصالحه أهل المدينة على ألفي و خمسمائة ألف دينار ، و نفل عبد الله بن الزبير ابنة الملك و أرسله إلى عثمان بالبشارة بفتح الخمس مدن الغربية فى إفريقية ، و قيل : إن ابنة الملك وقعت لرجل من الأنصار فأركبها بعيراً و ارتجز بها يقول :
يا ابنة جرجير تمشي عقبتك إن عليك بالحجاز ربتك  لتحملن من قباء قربتك
وعاد عبد الله بن سعد من شمال إفريقية إلى مصر ، و كان مكث فى شمال إفريقية سنة و ثلاثة أشهر ، و لم يفقد من المسلمين إلا ثلاثة نفر ، قتل منهم أبو ذؤيب الهذلي الشاعر فدفن هناك (تعليق) لاحظ عدد القتلى الهزيل مما يؤيد نظرية أن الأقباط ساعدوا المسلمين فى غزو شمال افريقيه حيث كانت هذه البلاد تابعة للكنيسة القبطية أما لماذا كتب المؤرخ هذه القصة الوهمية ؟ فالمرجح أنه أرسل هذه القصة إلى الخليفة حتى يحوز على رضاة ويبين له تفوقه على عمرو بن العاص ) ، و حمل خمس إفريقية إلى المدينة فاشتراه مروان بن الحكم بخمسمائة ألف دينار فوضعها عنه عثمان ، و كان هذا مما أخذ عليه .
و هذا أحسن ما قيل في خمس إفريقية ، فإن بعض الناس يقول : أعطى عثمان خمس إفريقية عبد الله بن سعد ، و بعضهم يقول : أعطاه مروان بن الحكم .
و ظهر بهذا أنه أعطى عبد الله خمس الغزوة الأولى و أعطى مروان خمس الغزوة الثانية التي افتتحت فيها جميع إفريقية ، و الله أعلم .
 
مصر بداية الثورة على عثمان بن عفان لأنه أخترع قرآنا

وأنضم جماعة من العرب الذين يعيشون فى مصر إلى الثوار على خلاف عثمان كرهًا في ابن أبي سرح هذا لكونه ولي بعد عمرو بن العاص وأيضًا لاشتغاله عنهم بقتال أهل المغرب وفتح بلاد البربر وأندلس وإفريقية وغيرها وأصبح فى بمصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حرب عثمان وحرب عبد الله بن أبي سرح المذكور واجتمعوا وأعدوا خطة أن يذهبوا فى ستمائة راكب يذهبون من مصر إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب ليقتلوا عثمان وساروا إلى المدينة تحت أربع رايات وأمر الجميع إلى عمرو بن بد يل بن ورقاء الخزاعي وعبد الرحمن التجيبي وأقبل معهم محمد ابن أبي بكر الصديق وأقام بمصر محمد بن حذيفة يؤلب الناس ويدافع عن هؤلاء فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان يعلمه بقدوم هؤلاء القوم إلى المدينة منكرين عليه في صفة معتمرين فوقع لهم مع عثمان - رضي الله عنه - أمور يطول شرحها إلى أن سألوا عثمان عزل عبد الله بن أبي سرح هذا عن ولاية مصر ويولي عليهم محمد بن أبي بكر الصديق فأجابهم إلى ذلك فلما رجعوا وجدوا في الطريق بريديًا يسير فأخذوه وفتشوه فإذا معه في إداوة كتاب كتبه مروان بن الحكم كاتب عثمان وابن عمه والكتاب على لسان عثمان فيه الأمر بقتل طائفة منهم وصلب آخرين وقطع أيدي آخرين منهم وأرجلهم وكان على الكتاب طبع خاتم عثمان والبريد أحد غلمان عثمان - و - على جمله فلما رجعوا جاؤوا بالكتاب إلى المدينة وداروا به على الناس فكلم الناس عثمان في أمر الكتاب فقال عثمان ما معناه‏:‏ إنه دلس عليه الكتاب ثم قال‏:‏ والله لا كتبته ولا أمليته ولا دريت بشيء من ذلك والخاتم قد يزور على الخاتم فصدقه الصادقون وكذبه الكاذبون في ذلك‏.‏

This site was last updated 01/26/12