Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

العلاقة بين سكان مصر وعرب الجزيرة العربية قبل غزو مصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
اليهود والعرب وغزو مصر
أسماء الصحابة غزوا مصر
العلاقة بين العرب والأقباط
من كان بمصر

 

لم تكن هناك علاقة خاصة قوية بين البلدين إلا إذا كانت هناك قوافل تجارية  تنتقل من الجزيرة للشام ومن الشام لمصر ولكن لم يكن هناك طريق قوافل بين الجزيرة ومصر مباشرة ثم أصبحت العلاقة بعد الإسلام  أن العرب المسلمين القريشيين أحتلوا مصر وأصبحت مصر محتله أرضا وفكراً

*******************************

 جيش الفتح تذكر أنه انضم إليه ‏((‏عدد من الصعاليك، قطاع الطرق، الذي أسلموا وعلى رأسهم أبو ذر الغفاري، أحد أصحاب النبي‏))‏‏!‏‏.‏

فيما يلى ما أورده كتاب صدر في القاهرة عام 1999م، بعنوان‏:‏ هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول كتبته الباحثة سناء المصري - طبعة إشعاع للنشر

*****************************************************************************************************************************

لم تكن مصر بلدًا غريبًا على العرب قبل الفتح، وكان تجار قريش يأتون إليها حاملين بضائع الشرق من اللبان والبخور والتوابل والفضة والحرير، فيبيعون بضائعهم، ويشترون منها الثياب الغالية، أو ما يعرف بالقباطي والمشغولات والزجاج، بالإضافة إلى أنواع الطعام المختلفة وخصوصًا القمح والذرة. ويذكر البغدادي أن "هاشم بن عبد مناف" جد النبي الأكبر قد هلك في غزة – على أبواب مصر – كما يذكر أن "المغيرة بن شعبة" قد دخل مصر كثيرًا قبل إسلامه، وكان آخرها تلك الرحلة التي سبقت إسلامه مباشرة، وكانت رحلة دامية قتل فيها المغيرة أصحابه من بني مالك طمعًا فيما يملكون، بعد أن منحهم مقوقس مصر هدايا كثيرة غالية الثمن، وطمع فيها المغيرة واحتال حتى قتلهم، وسلب ما معهم، ثم لجأ إلى النبي معلنًا إسلامه...! كما دخلها "عمرو بن العاص" ووصل إلى الإسكندرية محملا بالعطر والآدم (الجلود). ويذكر بعض المؤرخين أن معرفته الكبيرة بطرق مصر وأخبار مدنها ومكامن ثروتها يعود إلى تلك الرحلات التجارية أيام الجاهلية (1) . وفي العموم، كان تجار قريش يعرفون مصر معرفة كبيرة قبل الإسلام، خصوصًا بعد أن تعاظم دور مكة في التجارة الدولية في القرن السادس الميلادي، واستفادت كثيرًا من النزاع الطاحن الذي كان يدور بين الدولة البيزنطية غربًا، والدولة الفارسية شرقًا (لمزيد من التفاصيل، انظر: إيلاف قريش). (2)

وعبر التجارة بين الشرق والغرب حمل العرب معارف الجانبين، كما حملوا ثرواتهما، وصارت مكة – الوادي غير ذي الزرع – عاصمة ثراء الجزيرة العربية من كثرة ما يرد عليها من كنوز الشرق والغرب. وكما يذكر البلاذري في (كتاب فتوح البلدان) أن دنانير هرقل كانت ترد على أهل مكة في الجاهلية، وترد عليهم دراهم الفرس البغلية فكانوا لا يتبايعون إلا على أنها تبر. وصار كل "قُرشي إما تاجرًا أو وسيطًا".

طرق القوافل القادمة لمصر

ولأهمية التجارة البرية في هذه الفترة نشأت على طريق القوافل، من مصر إلى الجزيرة والعكس، عدة محطات وأسواق تجارية ازدهر بعضها وأصبح له شهرة تجارية واسعة، مثل مدينة "نصتان" الواقعة بين غزة وأيلة شرق العريش ، على الحدود بين الدولة البيزنطية المهيمنة على المنطقة وشبه الجزيرة العربية. ويبدو أن سوق نصتان التجاري الضخم كان يخضع لسيطرة أو احتكار تاجر مصري، كما يقول مصطفى العبادي في دراسته عن مدينة نصتان. وفي العموم، كان (البيزنطيون يلزمون التجار الوافدين أن تمر بضاعتهم عبر مراكز مخصوصة يشرف عليها موظفون ماليون) لضمان أداء الرسوم الجمركية، وكانت تلك الأسواق مواطن تماس بين التجار العرب وغيرهم من الشعوب، فتنزل القوافل رحالها، وتبرك الجمال في الظل، ويعرضون بضاعتهم، ويتبادل الناس الأخبار، ويدفعون ضرائب المرور للدولة البيزنطية، ويلبثون الليل في فندق أو خان بسيط البناء، ثم يعاودون الخوض في آفاق الصحراء المجدبة، وأحيانا كان الطريق البري الذي تسلكه قريش يمتد من عدن جنوبا حتى غزة شمالا فيما يعرف بالطريق التهامية، أما الطريق البري من مكة إلى فلسطين ومنها إلى مصر فكان يعرف بالطريق التبوكية ويمر قريبًا من المدينة المنورة، أو يثرب في ذلك الحين، ويستغرق قطعه قريبًا من حوالي شهر في الذهاب وآخر في الإياب. وحينما تعود القوافل إلى مكة كان الجميع يحتشدون فيما يشبه الاحتفال: (فتتقدم الجمال متهادية.. وعلى ظهر كل منها نحو مائتي كيلو جرام من البضاعة، وكانت تلك هي الحمولة المعتادة في الرحلات البعيدة، ونادرا ما كان الرجال يصلون أصحاء، بل متعبين ومنهكين وقد لوّحت وجوههم الشمس وشقق العطش شفاهم) من آثار السير في الصحراء والقفار المهلكة، فيتلقف الناس بضاعة الشام ومصر، وتزدهر الحياة التجارية، وتنعقد مجالس السمر والأخبار في منتديات مكة وأسواقها الثقافية، وتدور الحكايات عن حضارة مصر وروعة مدنها وخصوصا مدينة الإسكندرية التي أفاض خيالهم في وصف عظمتها.

الطرق البحرية

وبخلاف الطرق البرية من وإلى جنوب الشام، كان هناك طريق بحري يربط الجزيرة بمصر مباشرة حيث ترسو المراكب البسيطة الصنع في ميناء القلزم (السويس اليوم) على شاطئ البحر الأحمر. وكان التجار يصدرون منه الذرة المصرية ومختلف أنواع الحبوب إلى الحجاز واليمن. وكان التجار يتخذون من مدينة "قفط" الصعيدية مركزًا لهم منذ أزمان بعيدة، حتى أن المؤرخ الجغرافي "سترابون" الذي زار مصر في أوائل العصر الروماني في القرن الأول قبل الميلاد، يقول عنها: إنها مدينة نصف عربية لكثرة ما رأى فيها من الأعراب والتجار الذين كانوا يأتون إليها عبر وديان الصحراء الشرقية والبحر الأحمر، كما كانت الإسكندرية مركزًا لكثير من التجار العرب الذين يتبادلون البضائع مع التجار اليهود والرومان وغيرهم. * * * * * وخلال هذا التبادل التجاري، عرف العرب ظاهر مصر، ولمسوا بعضًا من حضارتها، وظلت في خيالهم رمز الوفرة والازدهار، وظل مجيئهم إليها لا ينقطع في رحلات أحادية الجانب من شبه الجزيرة العربية إلى الشام، ثم إلى مصر، والعودة دون أن يشاركهم أبناء هذه البلاد في رحلات مماثلة إلى بلاد الجزيرة... وإن صادفنا بين الحين والآخر وجود بعض التجار الرومان هناك.

مصرى فى مكة

ونادرًا ما كان المؤرخون يذكرون إقامة مصري في مكة، وإذا وجد فهي استثناءات قليلة جدًا، كما حدث مع النجار القبطي، الذي ذكر "الأزرقي" عنه أنه شارك في بناء الكعبة حينما غمرها طوفان السيول، فأخذت قريش الأخشاب اللازمة للبناء من حطام سفينة رومانية كانت غرقت في ميناء الشعبية قرب جدة. ويؤكد "الكندي" ذات الواقعة بقوله: إن (البيت هدم في الجاهلية فولت قريش بناءه رجلا من القبط يقال له "بقوم" فأدركه الإسلام وهو على ذلك البناء). ولم يذكر لنا المؤرخون أية تفصيلات عما إذا كان هذا النجار دائم الإقامة في مكة، أم أن أهل مكة قد استدعوهم للقيام بتلك المهمة. والأغلب أنه قد تم استدعاءه لما عرف من المصريين من مهارات في البناء والنجارة والتشييد. وفي إشارة عابرة نجد ذكرًا لقبطي آخر يُدعى "أبو رافع"، وكان عبدًا للعباس عم النبي، ثم أهداه العباس إلى النبي الذي أوقفه على زراعة أرض العالية في يثرب، ويقال إن أرض يثرب كانت الزراعة تقوم فيها عمومًا بأيدي العبيد المشترين من الشام والعراق... ثم نجد هذا القبطي يقوم بذات المهمة. ولا يمكننا بناء على هذه الاستثناءات النادرة أن نرصد رحلات مصرية إلى شبه الجزيرة العربية، والحالتان السابقتان من الأمثلة النادرة في إطار المصادر المتاحة أمامنا حاليًا. حتى ظهرت في هوامش السيرة النبوبة قبطية مصرية، بل قبطيتان ورجل، قدر لهم أن يدخلوا بيت النبي صدفة، ومن ثم حصلوا على تصريح دخول التاريخ العربي من زاوية أوسع قليلا، ولكن دون الإفاضة في ذكر تفاصيل حياتهم، وتتبع نشأتهم بسبب اندراجهم تحت طائفة العبيد والجواري غير المستحقين لمكان الصدارة، أو غير المستحقين للاهتمام الكافي من المؤرخين العرب. وتأثير تجربة القبطيتين والرجل في بلاد العرب كان قاصرًا على الدوائر المحيطة ببيت النبي فقط، ولكنه كان تأثيرًا أعمق من تماس التجارة السريع والمبالغات الناتجة عنه، وبالإضافة إلى أنه يعتبر مقدمة التماس الأكبر القادم مع سنابك الخيل، ووقع أقدام الجنود أثناء الفتح العربي لمصر.

الصلة بين المصرى سكان مصر الأصليين والعربى المحتل

وإذا قارنا تفاصيل التلاقي المصري/ العربي، والعربي/ المصري، سنلاحظ الاختلاف الجذري بين اللقاءين، حيث ذهب الطرف القبطي في المرة الأولى إلى بلاد العرب رغمًا عنه، وأجبر على الدخول في نسق قيم ومعتقدات الوسط الجديد، وضرورة التخلي عن معتقداته الأولى. وفي المرة الثانية حشد العرب حشودهم مع الجيش الإسلامي، ودخلوا مصر، ثم لم يخرجوا منها ثانية مع احتفاظهم بجسور الصلة المفتوحة مع بلاد العرب، فلم تتوقف الهجرات الجماعية لقبائلهم طوال القرون الأولى من التاريخ الهجري. ووطد العرب سيطرتهم على البلاد التي صارت فيما بعد عربية... ومع الفتح وبدايات الاستيطان نجد أنفسنا أمام درجة أعلى من التماس بين العرب الوافدين على صهوات الخيول شاهرين السيوف والرماح، وبين المصريين العُزل...؟ فكيف كانت المواجهات الأولى...؟ وكيف كان تصور كل طرف عن الآخر..؟ وما الذي حدث في حقيقة في اللحظات الأولى للفتح قبل أن تستقر الأمور للعرب. أمور شائكة مضى عليها أكثر من أربعة عشر قرنًا، وأهال التاريخ على تفاصيلها رماده الصعب.. وآثارها القليلة لا زالت تُروى وتتداول من خلال صوت رسمي ووحيد للمنتصر الغالب الذي استقرت له الأمور وانكمش أمامه الطرف الآخر رويدًا.. رويدًا، وانكمشت معه ذكرياته حتى كادت أن تمحى من كثرة التجاهل والنسيان. والآن، هل نكتفي بمجرد ترديد ما سبق قوله ملايين المرات، ونسعد بالدوران في نفس الفلك المعتم...؟ أم نحاول أن ننبش معًا ذكريات الطرف المنسي، ونُخرج بقايا أوراقه قبل الفتح وبعده..؟ ونظرًا لاتساع المدى الزمني السابق على حدوث الانصهار بين العرب والمصريين، وكثرة أحداث هذا الزمن، سنكتفي بدراسة أحداث القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني حتى سقوط الدولة الأموية عام 132 هـ... لأنها الفترة التي شكلت مقدمة الانصهار الإجباري، وجسدت طرق القضاء على مقاومة الطرف المغلوب. وسوف نحاول تتبع تفاصيل تلك الأحداث، ليس من خلال المصادر العربية فقط؛ ولكن مما تيسر من بقايا الصوت القبطي المعاصر للأحداث، أو الوارث لها بعد ذلك. وبمضاهاة الصوتين العربي والقبطي ببعضهما؛ ربما نصل إلى صورة تقريبية لحقيقة تلك الفترة المزدحمة بالتفاصيل والصراعات. سنمشي على رمال متحركة إذن.. ونجمع شذرات متفرقة على الجانبين، ونبحث عن إشارات تلمع بين سطور السياق العام الذي يتواطأ عليها ليخرسها ويطفئها. وما ينتج عن ذلك سيكون مجرد محاولة لاستنطاق الصوت المكتوم تحت الركام الرسمي منذ آلاف السنين

*************************************

المراجع

(1)  تعليق من الموقع : من الواضح من خط سير جيش عمر بن العاص عند غزوه لمصر أن عمرو بن العاص لم يكن يعرف طرق مصر

(2) تفسير أبن كثير سورة لإيلاف قريش  : مسألة: الجزء الثامن التحليل الموضوعي
[ ص: 491 ] تفسير سورة لإيلاف قريش وهي مكية .
ذكر حديث غريب في فضلها : قال البيهقي في كتاب " الخلافيات " : حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ، حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل ، حدثني عثمان بن عبد الله [ بن ] أبي عتيق ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة ، عن أبيه ، عن جدته أم هانئ بنت أبي طالب ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فضل الله قريشا بسبع خلال : أني منهم وأن النبوة فيهم ، والحجابة والسقاية فيهم ، وأن الله نصرهم على الفيل ، وأنهم عبدوا الله عز وجل عشر سنين لا يعبده غيرهم ، وأن الله أنزل فيهم سورة من القرآن " ثم تلاها رسول الله : بسم الله الرحمن الرحيم " لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " .
بسم الله الرحمن الرحيم ( لإيلاف قريش ( 1 ) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ( 2 ) فليعبدوا رب هذا البيت ( 3 ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ( 4 )
هذه السورة مفصولة عن التي قبلها في المصحف الإمام ، كتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، وإن كانت متعلقة بما قبلها . كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ; لأن المعنى عندهما : حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله ( لإيلاف قريش ) أي : لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين .
وقيل : المراد بذلك ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إلى اليمن ، وفي الصيف إلى الشام في المتاجر وغير ذلك ، ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم ; لعظمتهم عند الناس ، لكونهم سكان حرم الله ، فمن عرفهم احترمهم ، بل من صوفي إليهم وسار معهم أمن بهم . هذا حالهم في أسفارهم ورحلتهم في شتائهم وصيفهم . وأما في حال إقامتهم في البلد ، فكما قال الله : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) [ العنكبوت : 67 ] ولهذا قال : ( لإيلاف قريش ) بدل من الأول ومفسر له . ولهذا قال : ( إيلافهم رحلة الشتاء والصيف )

This site was last updated 08/02/11