Home Up كمال الملاخ الصحفي مذكرات كمال الملاخ | | مذكرات كمال الملاخ مراكب الشمس والفن والصحافة عرض: فادي لبيب 23 عاما أي ما يقرب من ربع قرن مرت علي رحيل الكاتب الصحفي المهندس الأثري كمال الملاخ و56 عاما مرت علي اكتشافه لمراكب الشمس, ورغم هذه الرحلة التاريخية إلا أن الكاتبة الصحفية أليس الملاخ وهي ابنة شقيقه, قامت بنشر مذكراته حتي اكتشافه لمراكب الشمس التي كتبها بخط يده والتي نشرتها مؤخرا دار نهضة مصر. هذا بالإضافة إلي اكتشافاته المنفردة في مجال الآثار والتي توجها اكتشافه لمراكب الشمس, حيث اشتهر الملاخ بكتاباته الصحفية في الصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام, والتي ما زالت تحمل اسم من غير عنوان حتي الآن بخطه الشهير. رحلة حياة وكمال الملاخ سليل الفراعنة العظام الذين أقاموا الأهرامات, من مواليد 26 أكتوبر عام 1918, حيث تخرج من قسم العمارة في كلية الفنون الجميلة عام 1943, وكان الأول علي دفعته, كما أنه تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة وحصل علي الماجستير لمعهد الدراسات المصرية, وعمل مديرا لأعمال مصلحة الآثار, فخلال 14 سنة عمل علي ترميم آثار جزيرة فيلة في أسوان, وقام بالكشف عن حمام سباحة يوناني قديم في الأشمونين ورمم المنطقة المحيطة بها, كما كشف عن أجزاء من حجر تي, ورمم كاتدرائيات أبو مينا في الصحراء الغربية, وبدأ ترميم أهرام الجيزة من داخلها وخارجها لأول مرة في التاريخ, وكشف عن مركب شمسي بهرم زوجة الفرعون خوفو صاحب الهرم الأكبر. ثم كان كشفه الأكبر لمراكب شمس خوفو, لأول مرة في التاريخ, وهي بالمناسبة أقدم من مقبرة توت عنخ آمون بنحو 1500عام وكشفه لمراكب الشمس يضاهي بل يفوق في أهميته لكشف توت عنخ آمون عام 1922, لهذا أرسلته الدولة وبعثت به إلي الولايات المتحدة ليحاضر في جامعاتها ويتحدث عن كشفه في كل الوسائل الإعلام من راديو وتليفزيون واجتماعات صحفية وعلمية من شرق الولايات المتحدة حتي غربها. فاحتفت به دوائرها العلمية والعالمية, واختير عضوا في جمعية العلماء الأمريكيين, كما أنه رمم- كأول مصري- تمثال أبو الهول عام 1949, واختير محاضرا في أمهات المدن الأوربية وجامعاتها عن الحضارة المصرية وأستاذا ومحاضرا في كلية الآثار, وبجانب عبقريته في الآثار فقد كان ناقدا فنيا من الطراز الأول حيث رأس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما, وأول من أوجد فكرة إقامة مهرجانات دولية للسينما في مصر, إذ كان أول رئيس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكذلك لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط. جولة في مذكرات الملاخ وتكشف مذكرات كمال الملاخ عن ملامح شخصيته, ومحاولات طمس معالم كشفه الأثري, وقصة اكتشافه لأقدم كوبري في العالم, كما فسر الملاخ في مذكراته مغزي اتجاه المصري القديم لبناء مراكب الشمس, وذكر كل التفاصيل التي سبقت أعمال الكشف عن المراكب مدعمة بالصور الفنية التوضيحية لكل مراحل الكشف, وتحدث أيضا عن اللحظات الأخيرة في حياته وآخر وأغرب وصيه له إلي جانب العديد من الأسرار عن حياته. كما ذكرت أليس الملاخ في تقديمها للكتاب: أن كمال الملاخ كان لديه ثلاثة أهرامات متميزة في عالم الكتب وهي صالون من ورق و حكايات صيف والنار والبحر, بالإضافة إلي العديد من المؤلفات والتي وصلت إلي 27 كتابا منها ما يخص الطفولة ومنها: ما يرصد السير الذاتية لعظماء مصر مثل طه حسين وتوفيق الحكيم... ومنها ما يدور حول الحياة المصرية القديمة... حصل كمال الملاخ علي العديد من الجوائز منها وسام الجمهورية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب والفنون في عهد الرئيس الراحل أنور السادات, ثم جائزة الدولة التقديرية في عهد الرئيس السابق مبارك, كما حصل علي عدة جوائز عالمية, كان آخرها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي في الفنون من فرنسا, وأطلقت الولايات المتحدة اسمه علي نجم في السماء باعتباره من الشخصيات العالمية, وهو ما اعتمدته هيئة لويدز البريطانية. كما خلدته الجمعية الجغرافية العالمية في واشنطن باختياره عضوا شرفيا مدي الحياة, وتم وضع صورته ضمن صور كبار المكتشفين. ومذكرات كمال الملاخ تحتوي علي مجموعة من الموتيفات التي رسمها الملاخ بريشته حيث كان أيضا يتمتع بموهبة الرسم, فقد كان فنانا تشيكليا بالإضافة إلي كونه أثريا وكاتبا صحفيا وإعلاميا, وقام بتقديم الكتاب د. ذاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار, تحدث فيه عن علاقته بالملاخ وأهمية اكتشافه لمراكب الشمس. رحلة الكشف عن مراكب الشمس تعتبر رحلة كمال الملاخ في الكشف عن مراكب الشمس رحلة طويلة وشاقة سبقتها دراسة متخصصة وخبرة أخذت تتراكم في مجال الآثار والحضارة القديمة مع مرور الأيام والسنين... حيث كشف في البداية عن مركب شمس بهرم زوجة الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر. ثم جاء كشفه الأعظم لمراكب شمس خوفو, لأول مرة في التاريخ كأهم الكشوف في مصر والعالم في عصرنا الحديث ومنذ تاريخ الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون وترجع هذه العظمة لأهمية هذا الأثر الفريد, فالمركب يعتبر أقدم مركب خشبي عثر عليه في حالة حفظ جيدة, والطريقة التي حفظ بها ما يزيد علي 45 قرنا تعد من الأشياء المثيرة للدهشة والإعجاب, ففي 26 مايو عام 1954 كشف المهندس الأثري كمال الملاخ الذي كان مديرا لأعمال منطقة أهرامات الجيزة في ذلك الوقت عن حفرتين مستطيلتين نقرتا في الصخر جنوب هرم خوفو مباشرة, حيث وصل طول كل منهما إلي نحو ثلاثين مترا, محورهما من الشرق إلي الغرب. روي الملاخ تفاصيل الكشف قائلا: للكشف قصة بدأت معي من 1950 بعد أن رممت لأول مرة المقابر الملكية التسع وأعني بها الأهرام من الداخل والخارج مع عشرات من مقابر الأمراء والنبلاء والأشراف شرق الهرم... ومن هنا لاحظت حفرا لفجوات غير تلك التي تصل دائما بين عنصري أي مقبرة, ثم بدأت أدرس الفجوات لأحميها من رديم الرمال وأيضا لتكون درعا واقية لأي زائر للمنطقة, وزادت عندي الرغبة في دراسة الفجوات الخاصة بمراكب الشمس, وأصبحت واثقا من أنه يجب أن تكون هناك فجوات حول الهرم الأكبر تخدم فكرتها ووجودها سواء واقعيا أو رمزيا. كما كانت فكرتي حسب العقيدة المصرية: أن الهرم الأكبر ما هو إلا جبل صناعي متقن التصميم أقامه المصري القديم بكل ممراته وفراغاته ليصبح مثوي مستقرا منيعا لحفظ جسده محنطا باقيا مصاحبا للزمان, ومن هنا جاءت فلسفة مركبي الشمس, ولكن أين الفجوتان الناقصاتان؟ أضاف الملاخ: بدأت رحلة الدراسة والبحث والتنقيب حتي رأيت أن أبحث عنهما جنوب الهرم الأكبر. تحت ما يسمي سور هريل. ويسرد الملاخ باقي القصة حتي يصل بالقارئ إلي كيف أنه تم أول كشف مزدوج في التاريخ عن فجوتين في آن واحد, وكان ذلك في يوم 26 مايو عام 1954 . لعنة الفراعنة ويذكر أن كمال الملاخ تعرض لمداهمة لعنة الفراعنة منذ لحظة استنشاقه رائحة عبق التاريخ عند قيامه بفتح الفجوة التي تحتوي علي مراكب الشمس الأولي, فقد أصيب بمرض جلدي ألا وهو الصدفية الذي يتمثل في وجود التهاب جلدي ما لبث وأن انتشر في كل أجزاء جسمه, ومع الألتهاب أصبح الجلد يكتسي بطبقة قشرية تشبه قشر السمك, تتساقط هذه القشور في أماكن تواجده مما كان يشكل له ألما نفسيا وجسديا عظيما حتي رحيله في 29 أكتوبر عام .1987
|