Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة اثنتين وعشرين وستمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة622
سنة623

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين وستمائة
ذكر خلافة الظاهر بأمر الله

قد ذكرنا سنة خمس وثمانين وخمسمائة الخطبة للأمير أبي نصر محمد ابن الخليفة الناصر لدين الله بولاية العهد في العراق وغيره من البلاد، ثم بعد ذلك خلعه الخليفة من ولاية العهد، وأرسل إلى البلاد في قطع الخطبة له، وإنما فعل ذلك لأنه كان يميل إلى ولده الصغير علي، فاتفق أن الولد الصغير توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة، ولم يكن للخليفة ولد غير ولي العهد، فاضطر إلى إعادته، إلا أنه تحت الاحتياط والحجر لا يتصرف في شيء.
فلما توفي أبوه ولي الخلافة، وأحضر الناس لأخذ البيعة، وتلقب بأمر الله، وعنى أن أباه وجميع أصحابه أرادوا صرف الأمر عنه، فظهر وولي الخلافة بأمر الله لا بسعي أحد. (5/333)
ولما ولي الخلافة أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العمرين، فلو قيل إنه لم يل الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقاً، فإنه أعاد الخراج القديم في جميع العراق، وأن يسقط جميع ما جدده أبوه، وكان كثيراً لا يحصى؛ فمن ذلك أن قرية بعقوبا كان يحصل منها قديماً نحو عشرة آلاف دينار، فلما تولى الناصر لدين الله كان يؤخذ منها كل سنة ثمانون ألف دينار، فحضر أهلها واستغاثوا، وذكروا أن أملاكهم أخذت حتى صار يحصل منها هذا المبلغ، فأمر أن يؤخذ الخراج القديم وهو عشرة آلاف دينار، فقيل له إن هذا المبلغ يصل إلى المخزن، فمن أين يكون العوض؟ فأقام لهم العوض من جهات أخرى؛ فإذا كان المطلق من جهة واحدة سبعين ألف دينار، فما الظن بباقي البلاد؟ ومن أفعاله الجميلة أنه أمر بأخذ الخراج الأول من باقي البلاد جميعها، فحضر كثير من أهل العراق، وذكروا أن الأملاك التي كان يؤخذ منها الخراج قديماً يبس أكثر أشجارها وخربت، ومتى طولبوا بالخراج الأول لا يفي دخل الباقي بالخراج، فأمر أن لا يؤخذ الخراج إلا من كل شجرة سليمة، وأما الذاهب فلا يؤخذ منه شيء، وهذا عظيم جداً.
ومن ذلك أيضاً أن المخزن كان له صنجة الذهب تزيد على صنجة البلد نصف قيراط، يقبضون بها المال، ويعطون بالصنجة التي للبلد يتعامل بها الناس، فسمع بذلك فخرج خطه إلى الوزير، وأوله (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم) المطففين: 1. قد بلغنا أن الأمر كذا وكذا، فتعاد صنجة المخزن إلى الصنجة التي يتعامل بها المسلمون، واليهود، والنصارى.
فكتب بعض النواب إليه يقول: إن هذا مبلغ كثير، وقد حسبناه فكان في السنة الماضية خمسة وثلاثين ألف دينار؛ فأعاد الجواب ينكر على القائل، ويقول: لو أنه ثلاث مائة ألف وخمسون ألف دينار يطلق.
وكذلك أيضاً فعل في إطلاق زيادة الصنجة التي للديوان، وهي في كل دينار حبة، وتقدم إلى القاضي أن كل من عرض عليه كتاباً صحيحاً بملك يعيده إليه من غير إذن؛ وأقام رجلاً صالحاً في ولاية الحشري وبيت المال، وكان الرجل حنبلياً، فقال: إنني من مذهبي أن أورث ذوي الأرحام، فإن أذن أمير المؤمنين أن أفعل ذلك وليت وإلا فلا. فقال له: أعط كل ذبي حق حقه، واتق الله ولا تتق سواه.
ومنها أن العادة كانت ببغداد أن الحارس بكل درب يبكر، ويكتب مطالعة إلى الخليفة بما تجدد في دربه من اجتماع بعض الأصدقاء ببعض على نزهة، أو سماع، أو غير ذلك، ويكتب ما سوى ذلك من صغير كبير، فكان الناس من هذا في حجر عظيم، فلما ولي هذا الخليفة، جاه الله خيراً، أتته المطالعات على العادة، فأمر بقطعها، وقال: أي غرض لنا في معرفة أحوال الناس في بيوتهم؟ فلا يكتب أحد إلينا إلا ما يتعلق بمصالح دولتنا؛ فقيل له: إن العامة تفسد بذلك، ويعظم شرها؛ فقال: نحن ندعو الله أن يصلحهم.
ومنها أنه لما ولي الخلافة وصل صاحب الديوان من واسط، وكان قد سار إليها أيام الناصر لتحصيل الأموال، فأصعد، ومعه من المال ما يزيد على مائة ألف دينار، وكتب مطالعة تتضمن ذكر ما معه، ويستخرج الأمر في حمله؛ فأعاد الجواب بأن يعاد إلى أربابه، فلا حاجة لنا إليه، فأعيد عليهم.
ومنها أنه أخرج كل من كان في السجون، وأمر بإعادة ما أخذ منهم. وأرسل إلى القاضي عشرة آلاف دينار ليعطيها عن كل من هو محبوس في حبس الشرع وليس له مال.
ومن سن نيته للناس أن الأسعار في الموصل وديار الجزيرة كانت غالية، فرخصت الأسعار، وأطلق حمل الأطعمة إليها، وأن يبيع كل من أراد البيع للغلة، فحمل منها الكثير الذي لا يحصى، فقيل له: إ، السعر قد غلا شيئاً، والمصلحة المنع منه؛ فقال: أولئك مسلمون، وهؤلاء مسلمون، وكما يجب علينا النظر في أمر هؤلاء كذلك يجب علينا النظر لأولئك.
وأمر أن يباع من الأهراء التي له طعام أرخص ما يبيع غيره، ففعلوا ذلك، فرخصت الأسعار عندهم أيضاً أكثر مما كانت أولاً، وكان السعر في الموصل، لما ولي، كل مكوك بدينار وثلاثة قراريط، فصار كل أربعة مكاكيك بدينار في أيام قليلة، وكذلك باقي الأشياء من التمر، والدبس، والأرز، والسمسم وغيرها، فالله تعالى يؤيده، وينصره، ويبقيه، فإنه غريب في هذا الزمان الفاسد. (5/334)
ولقد سمعت عنه كلمة أعجبتني جداً، وهي أنه قيل له في الذي يخرجه ويطلقه من الأموال التي لا تسمح نفس ببعضها؛ فقال لهم: أنا فتحت الدكان بعد العصر، فاتركوني أفعل الخير، فكم أعيش؟ وتصدق ليله عيد الفطر من هذه السنة، وفرق في العلماء وأل الدين مائة ألف دينار.
ذكر ملك بدر الدين قلعتي العمادية وهرور
في هذه السنة ملك بدر الدين قلعة العمادية من أعمال الموصل، وقد تقدم ذكر عصيان أهلها عليه سنة خمس عشرة وستمائة، وتسليمها إلى عماد الدين زنكي، ثم عودهم إلى طاعة بدر الدين، وخلافهم على عماد الدين، فلما عادوا إلى بدر الدين أحسن إليهم، وأعطاهم الإقطاع الكثير، وملكهم القرى، ووصلهم بالأموال الجزيلة والخلع السنية، فبقوا كذلك مدة يسيرة.
ثم شرعوا يراسلون عماد الدين زنكي، ومظفر الدين صاحب إربل، وشهاب الدين غازي بن العادل، لما كان بخلاط، ويعدون كلاً منهم بالانحياز إليه والطاعة له، وأظهروا من المخالفة لبدر الدين ما كانوا يبطنونه، فكانوا لا يمكنون أن يقيم عندهم من أصحاب بدر الدين إلا من يريدونه، ويمنعون من كرهوه، فطال الأمر، وهو يحتمل فعلهم ويداريهم، وهم لا يزدادون إلا طمعاً وخروجاً عن الطاعة.
وكانوا جماعة، فاختلفوا، فقوي بعضهم، وهم أولاد خواجه إبراهيم وأخوه ومن معهم، على الباقين، فأخرجوهم عن القلعة، وغلبوا عليها، وأصروا على ما كانوا عليه من النفاق.
فلما كان هذه السنة سار بدر الدين إليهم في عساكره، فأتاهم بغتة، فحصرهم، وضيق عليهم، وقطع الميرة عنهم، وأقام بنفسه عليهم، وجعل قطعة من الجيش على قلعة هرور يحصرونها، وهي من أمنع الحصون وأحصنها، لا يوجد مثلها، وكان أهلها أيضاً قد سلكوا طريق أهل العمادية من عصيان، وطاعة، ومخادعة، فأتاهم العسكر وحصروهم وهم في قلة من الذخيرة، فحصروها أياماً، ففني ما في القلعة، فاضطر أهلها إلى التسليم، فسلموها ونزلوا منها.
وعاد العسكر إلى العمادية، فأقاموا عليها مع بدر الدين، فبقي بدر الدين بعد أخذ هرور يسيراً، وعاد إلى الموصل، وترك العسكر بحاله مع ابنه أمين الدين لؤلؤ، فبقي الحصار إلى أول ذي القعدة، فأرسلوا يذعنون بالطاعة، ويطلبون العوض عنها ليسلموها، فاستقرت القواعد على العوض من قلعة يحتمون فيها، وأقطاع، ومال ، وغير ذلك، فأجابهم بدر الدين إلى ما طلبوا، وحضر نوابهم ليحلفوا بدر الدين.
فبينما هو يريد أن يحلف لهم وقد أحضر من يشهد اليمين إذ قد وصل طائر من العمادية وعلى جناحه رقعة من أمين الدين لؤلؤ يخبر أنه قد ملك العمادية قهراً وعنوة، وأسر بني خواجه الذين كانوا تغلبوا عليه، فامتنع بدر الدين من اليمين.
وأما سبب غلبة أمين الدين عليها، فإنه كان قد ولاه بدر الدين عليها لما عاد أهلها إلى طاعته، فبقي فيها مدة، وأحسن فيهم، واستمال جماعة منهم ليتقوى بهم على الحرب للذين عصوا أولاً، فنمى الخبر إليهم، فأساؤوا مجاورته، واستقالوا من ولايته عليهم، ففارقهم إلى الموصل.
وكان أولئك الذين استمالهم يكاتبونه ويراسلونه، فلما حصرهم كانوا أيضاً يكاتبونه في النشاب يخبرونه بكل ما يفعله أولاد خواجة من إنفاذ رسول وغير ذلك، وبما عندهم من الذخائر وغيرها، إلا إنهم لم يكونوا من الكثرة إلى حد أنهم يقهرون أولئك.
فلما كان الآن واستقرت القواعد من التسليم لم يذكر أولاد خواجه أحداً من جند القلعة في نسخة اليمين بمال، ولا غيره من أمان، وإقطاع، فسخطوا هذه الحال، وقالوا لهم: قد حلفتم لأنفسكم بالحصون والقرى والمال، ونحن قد خربت بيوتنا لأجلكم، فلم تذكرونا؛ فأهانوهم، ولم يلتفتوا إليهم، فحضر عند أمين الدين رجلان منهم ليلاً، وطلبوا منه أن يرسل إليهم جمعاً يصعدونهم إلى القلعة، ويثبون بأولئك ويأخذونهم، فامتنع، فقال: أخاف أن لا يتم هذا الأمر ويفسد علينا كل ما فعلناه. فقالوا: نحن نقبض عليهم غداً بكرة، وتكون أنت والعسكر على ظهر، فإذا سمعتم النداء باسم بدر الدين وشعاره تصعدون إلينا؛ فأجابهم إلى ذلك. (5/335)
وركب بنفسه بكرة هو والعسكر على العادة، وأما أولئك فإنهم اجتمعوا، وقبضوا على أولاد خواجة ومن معهم، ونادوا بشعار بدر الدين، فبينما العسكر قيام إذا الصوت من القلعة باسم بدر الدين، فصعدوا إليها وملكوها، وتسلم أمين الدين أولاد خواجه فحبسهم، وكتب الرقعة على جناح الطائر بالحال، وملكوا القلعة صفواً وعفواً بغير عوض، وكان يريد أن يغرم مالاً جليلاً، وأقطاعاً كثير، وحصناً منيعاً، فتوفر الجميع عليه، وأخذ منهم كل ما احتقبوه وادخروه؛ وإذا أراد الله أمراً فلا مرد له.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ليلة الأحد العشرين من صفر زلزلت الأرض بالموصل، وديار الجزيرة والعراق، وغيرها، زلزلة متوسطة.
وفيها اشتد الغلاء بالموصل، وديار الجزيرة جميعها، فأكل الناس الميتة، والكلاب، والسنانير، فقلت الكلاب والسنانير بعد أن كانت كثيرة. ولقد دخلت يوماً إلى داري، فرأيت الجواري يقطعن اللحم ليطبخنه، فرأيت سنانير استكثرتا، فعددتها، فكانت اثني عشر سنوراً، ورأيت اللحم في هذا الغلاء في الدار وليس عنده من يحفظه من السنانير لعدمها، وليس بين المرتين كثير. وغلا مع الطعام كل شيء فبيع رطل الشيرج بقيراطين بعد أن كان بنصف قيراط قبل الغلاء، وأما قبل ذلك فكان كل ستين رطلاً بدينار.
ومن العجب أن السلق والجزر والشلجم بيع كل خمسة أرطال بدرهم، وبيع البنفسج كل ستة أرطال بدرهم، وبيع في بعض الأوقات كل سبعة أرطال بدرهم، وهذا ما لم يسمع بمثله. فإن الدنيا ما زالت قديماً وحديثاً، إذا غلت الأسعار، متى جاء المطر رخصت، إلا هذه السنة فإن الأمطار ما زالت متتابعة من أول الشتاء إلى آخر الربيع، وكلما جاء المطر غلت الأسعار، وهذا ما لم يسمع بمثله، فبلغت الحنطة مكوك وثلث بدينار وقيراط، يكحون وزنه خمسة وأربعين رطلاً دقيقاً بالبغدادي، وكان الملح مكوك بدرهم، فصار المكوك بعشرة دراهم، وكان الأرز مكوك باثني عشر درهماً، فصار المكوك بخمسين درهماً، وكان التمر كل أربعة أرطال وخمسة أرطال بقيراط، فصار كل رطلين بقيراط.
ومن عجيب ما يحكى أن السكر النادر الأسمر كان كل رطل بدرهم وربع، وكان السكر الأبلوج المصري النقي كل رطل بدرهمين، فصار السكر الأسمر كل رطل بثلاثة دراهم ونصف، والسكر الأبلوج كل رطل بثلاثة دراهم وربع؛ وسبه أن الأمراض لما كثرت، واشتد الوباء، قالت النساء: هذه الأمراض باردة والسكر الأسمر حار فينفع منها، والأبلوج بارد يقويها؛ وتبعهن الأطباء استمالة لقلوبهن، ولجهلهم، فغلا الأسمر بهذا السبب؛ وهذا من الجهل المفرط.
وما زالت الأشياء هكذا إلى أول الصيف، واشتد الوباء، وكثر الموت والمرض في الناس، فكان يحمل على النعش الواحد عدة من الموتى، فممن مات فيه شيخنا عبد المحسن بن عبد الله الخطيب، الطوسي، خطيب الموصل، وكان من صالحي المسلمين، وعمره ثلاث وثمانون سنة وشهور.
وفيها انخسف القمر ليلة الثلاثاء خامس عشر صفر.
وفيها هرب أمير حاج العراق، وهو حسام الدين أبو فراس الحلي، الكردي، والورامي، وهو ابن أخي الشيخ ورام؛ وكان عمه من صالحي المسلمين وخيارهم من أهل الحلة السيفية، فارق الحاج بين مكة والمدينة وسار إلى مصر.
حكى لي بعض أصدقائه أنه إنما حمله على الهرب كثرة الخرج في الطريق، وقلة المعونة من الخليفة، ولما فارق الحاج خافوا خوفاً شديداً من العرب، فأمن الله خوفهم، ولم يذعرهم ذاعر في جميع الطريق، ووصلوا آمنين، إلا أن كثيراً من الجمال هلك، أصابها غدة عظيمة فلم يسلم إلا القليل.
وفيها، في آب، جاء مطر شديد ورعد وبرق، ودام حتى جرت الأودية، وامتلأت الطرق بالوحل؛ ثم جاء الخبر من العراق، والشام، والجزيرة، وديار بكر، أنه كان عندهم مثله، ولم يصل إلينا بالموصل أحد إلا وأخبر أن المطر كان عندهم مثله في ذلك التاريخ.
وفيها كان في الشتاء ثلج كثير، ونزلت بالعراق، فسمعت أنه نزل في جميع العراق، حتى في البصرة؛ أما إلى واسط فلا شك فيه؛ وأما البصرة فإن الخبر لم يكثر عندنا بنزوله فيها.
وفيها خربت قلعة الزعفران من أعمال الموصل، وهي حصن مشهور يعرف قديماً بدير الزعفران، وهو على جبل عال قريب من فرشابور.
وفيها أيضاً خربت قلعة الجديدة من بلد الهكارية، من أعمال الموصل أيضاً، وأضيف عملها وقراها إلى العمادية. (5/336)
وفيها، في ذي الحجة، سار جلال الدين بن خوارزم شاه من تبريز إلى بلد الكرج قاصداً لأخذ بلادهم واستئصالهم، وخرجت السنة ولم يبلغنا أنه فعل بهم شيئاً، ونحن نذكر ما فعله بهم سنة ثلاث وعشرين وستمائة إن شاء الله.
وفيها، ثالث شباط، سقط ببغداد ثلج، وبرد الماء برداً شديداً، وقوي البرد حتى مات به جماعة من الفقراء.
وفيه، في ربيع الأول، زادت دجلة زيادة عظيمة، واشتغل الناس بإصلاح سكر القورج، وخافوا، فبلغت الزيادة قريباً من الزيادة الأولى ثم نقص الماء واستبشر الناس.

This site was last updated 07/28/11