Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ست وستين وخمسمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
باقى سنة566
سنة567 وسنة568
سنة569
سنة570
سنة571
سنة572 وسنة573
سنة574 وسنة575

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة ست وستين وخمسمائة

خلافة المستنجد بالله

وأظهروا وفاة المستنجد، وأحضر هو وقطب الدين ابنه أبا محمد الحسن، وبايعاه بالخلافة، ولقباه المستضيئ بأمر الله، وشرطا عليه شروطاً أن يكون عضد الدين وزيراً، وابنه كمال الدين أستاذ الدار، وقطب الدين أمير العسكر، فأجابهم إلى ذلك.

ولم يتولى الخلافة من اسمه الحسن إلا الحسن بن علي بن أبي طالب والمستضيئ بأمر الله، واتفقا في الكنية والكرم، فبايعه أهل بيته البيعة الخاصة يوم توفي أبوه، وبايعه الناس في الغد في التاج بيعة عامة، وأظهر من العدل أضعاف ما عمل أبوه، وفرق أموالاً جليلة المقدار.(5/110)
وعلم الوزير ابن البلدي فسقط في يده وقرع سنه ندماً على ما فرط في عوده حيث لا ينفعه، واتاه من يستدعيه للجلوس للعزاء والبيعة للمستضيئ، فمضى إلى دار الخلافة، فلما دخلها صرف إلى موضع وقتل وقطع قطعاً، وألقي في دجلة، رحمه الله، وأخذ جميع ما في داره، فرأيا فيها خطوط المستنجد بالله يأمره فيها بالقبض عليهما، وخط الوزير قد راجعه في ذلك، وصرفه عنه، فلما وقفا عليهما عرفا براءته مما كانا يظنان فيه، فندما حيث فرطا في قتله.
وكان المستنجد بالله من أحسن الخلفاء سيرة مع الرعية، عادلاً فيهم، كثير الرفق بهم، وأطلق كثيراً من المكوس، ولم يترك بالعراق منها شيئاً، وكان شديداً على أهل العيث والفساد والسعاية بالناس.
بلغني أنه قبض على إنسان كان يسعى بالناس، فأطال حبسه، فشفع فيه بعض أصحابه المختصين بخدمته، وبذل عنه عشرة آلاف دينار، فقال: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار وتحضر لي إنساناً آخر مثله لأكف شره عن الناس؛ ولم يطلقه. ورد كثيراً من الأموال على أصحابها، وقبض على القاضي ابن المرخم، وأخذ منه مالاً كثيراً، فأعاده على أصحابه أيضاً، وكان ابن المرخم ظالماً جائراً في أحكامه.
ذكر ملك نور الدين الموصل وإقرار سيف الدين عليها
لما بلغ نور الدين محموداً وفاة أخيه قطب الدين مودود، صاحب الموصل، وملك ولده سيف الدين غازي الموصل والبلاد التي كانت لأبيه، بعد وفاته، وقيام فخر الدين عبد المسيح بالأمر معه، وتحكمه عليه، أنف لذلك وكبر لديه وعظم عليه، وكان يبغض فخر الدين لما يبلغه عنه من خشونة سياسته، فقال: أنا أولى بتدبير أولاد أخي وملكهم؛ وسار عند انقضاء العزاء جريدة في قلة من العسكر، وعبرت الفرات، عند قلعة جعبر، مستهل المحرم من هذه السنة، وقصد الرقة فحصرها وأخذها.
ثم سار إلى الخابور فملكه جميعه، وملك نصيبين وأقام فيها يجمع العساكر، فاتاه بها نور الدين محمد بن قرا ارسلان بن داود، صاحب حصن كيفا، وكثر جمعه، وكان قد ترك أكثر عساكره في الشام لحفظ ثغوره، فلما اجتمعت العساكر سار إلى سنجار فحصرها، ونصب عليها المجانيق وملكها، وسلمها إلى عماد الدين ابن أخيه قطب الدين.
وكان قد جاءته كتب الأمراء الذين بالموصل سراً، يبذلون له الطاعة، ويحثونه على الوصول إليهم، فسار إلى الموصل فأتى مدينة بلد، وعبر دجلة عندها مخاضة إلى الجانب الشرقي، وسار فنزل شرق الموصل على حصن نينوى، ودجلة بينه وبين الموصل. ومن العجب أن يوم نزوله سقط من سور الموصل بدنة كبيرة.
وكان سيف الدين غازي وفخر الدين قد سيرا عز الدين مسعود بن قطب الدين إلى أتابك شمس الدين إيلدكز، صاحب همذان وبلد الجبل، وأذربيجان، وأصفهان، والري وتلك البلاد يستنجده على عمه نور الدين، فأرسل إيلدكز رسولاً إلى نور الدين ينهاه عن التعرض للموصل، ويقول له: إن هذه البلاد للسلطان، فلا تقصدها؛ فلم يلتفت إليه، وقال للرسول: قل لصاحبك أنا أصلح لأولاد أخي منك، فلم تدخل نفسك بيننا؟ وعند الفراغ من إصلاح بلادهم يكون الحديث معك على باب همذان، فإنك قد ملكت هذه المملكة العظيمة، وأهملت الثغور حتى غلب الكرج عليها، وقد بليت أنا، ولي مثل ربع بلادك، بالفرنج، وهم أشجع العالم، فأخذت معظم بلادهم، وأسرت ملوكهم، ولا يحل لي السكوت عنك، فإنه يجب علينا القيام بحفظ ما أهملت وإزالة الظلم عن المسلمين.فأقام نور الدين على الموصل، فعزم من بها من الأمراء على مجاهرة فخر الدين عبد المسيح بالعصيان، وتسليم البلد إلى نور الدين فعلم ذلك، فأرسل إلى نور الدين بتسليم البلد إليه على أن يقره بيد سيف الدين، ويطلب لنفسه الأمان ولماله، فأجابه إلى ذلك، وشرط أن فخر الدين يأخذه معه إلى الشام، ويعطيه عنده إقطاعاً يرضيه، فتسلم البلد ثالث عشر جمادى الأولى من هذه السنة، ودخل القلعة من باب السر لأنه لما بلغه عصيان عبد المسيح عليه حلف أن لا يدخلها إلا من أحصن موضع فيها، ولما ملكها أطلق ما بها من المكوس وغيرها من أبواب المظالم، وكذلك فعل بنصيبين وسنجار والخابور، وهكذا كان جميع بلاده من الشام ومصر.(5/111)
ووصله ، وهو على الموصل يحاصرها، خلعة من الخليفة المستضيئ بأمر الله، فلبسها، ولما ملك الموصل خلعها على سيف الدين ابن أخيه، وأمره وهو بالموصل بعمارة الجامع النوري، وركب هو بنفسه إلى موضعه فرآه، وصعد منارة مسجد أبي حاضر فأشرف منها على موضع الجامع، فأمر أن يضاف إلى الأرض التي شاهدها ما يجاورها من الدور والحوانيت، وأن لا يؤخذ منها شيء بغير اختيار أصحابه. وولى الشيخ عمر الملا عمارته، وكان من الصالحين الأخيار، فاشترى الأملاك من أصحابها بأوفر الأثمان، وعمره، فخرج عليه أموال كثيرة، وفرغ من عمارته سنة ثمان وستين وخمسمائة.
وعاد إلى الشام واستناب في قلعة الموصل خصياً له اسمه كمشتكين، ولقبه سعد الدين، وأمر سيف الدين أن لا ينفرد عنه بقليل من الأمور ولا بكثير، وحكمه في البلاد واقطع مدينة سنجار لعماد الدين ابن أخيه قطب الدين، فلما فعل ذلك قال كمال الدين بن الشهرزوري: هذا طريق إلى أذىً يحصل لبيت أتابك لأن عماد الدين كبير لا يرى طاعة سيف الدين، وسيف الدين هو الملك لا يرى الإغضاء لعماد الدين فيحصل الخلف، ويطمع الأعداء، فكان كذلك على ما نذكره سنة سبعين وخمسمائة، وكان مقام نور الدين بالموصل أربعة وعشرين يوماًن واستصحب معه فخر الدين عبد المسيح، وغير اسمه فسماه عبد الله، وأقطعه إقطاعاً كبيراً.
ذكر غزو صلاح الدين بلاد الفرنج وفتح إيلة
وفي هذه السنة سار صلاح الدين أيضاً عن مصر إلى بلاد الفرنج، فأغار على أعمال عسقلان والرملة، وهجم على ربض غزة فنهبه، واتاه ملك الفرنج في قلة من العسكر مسرعين لرده عن البلاد، فقاتلهم وهزمهم، وأفلت ملك الفرنج بعد ان اشرف أن يؤخذ أسيراً، وعاد إلى مصر، وعمل مراكب مفصلة، وحملها قطعاً على الجبال في البر، وقصد إيلة، فجمع قطع المراكب وألقاها في البحر، وحصر إيلة براً وبحراً، وفتحها في العشر الأول من ربيع الآخر، واستباح أهلها وما فيها وعاد إلى مصر.
ذكر ما اعتمده صلاح الدين بمصر
كان بمصر داراً للشحنة تسمى دار المعونة يحبس فيها من يريد حبسه فهدمها صلاح الدين، وبناها مدرسة للشافعية، وأزال ما كان بها من الظلم، وبنى دار العدل مدرسة للشافعية أيضاً، وعزل القضاة المصريين، وكانوا شيعة، وأقام قاضياً شافعياً في مصر، فاستناب القضاة الشافعية في جميع البلاد، في العشرين من جمادى الآخرة.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة اشترى تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين منازل العز بمصر، وبناها مدرسة للشافعية.
وفيها أغار شمس الدولة توارنشاه أخو صلاح الدين أيضاً على الأعراب الذين بالصعيد، وكانوا قد أفسدوا في البلاد، ومدوا أيديهم، فكفوا عما كانوا يفعلونه.
وفيها مات القاضي ابن الخلال من اعيان الكتاب المصريين وفضلائهم، وكان صاحب ديوان الإنشاء بها.
وفيها وقع حريق ببغداد في درب المطبخ، وفي خرابة ابن جردة.
وفيها توفي الأمير نصر بن المستظهر بالله، عم المستنجد بالله وحموه، وهو أخر من مات من أولاد المستظهر بالله، وكان موته في ذي القعدة، ودفن في الترب بالرصافة.
وفيها جعل ظهير الدين أبو بكر نصر بن العطار صاحب المخزن ببغداد، ولقب ظهير الدين. وفيها حج بالناس الأمير طاشتكين المستنجدي، وكان نعم الأمير، رحمه الله.

 

This site was last updated 07/28/11