Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ثلاثين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة220 وخلافة الواثق
سنة228 وسنة229
سنة230
سنة231
سنة232 وموت الواثق

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة ثلاثين ومائتين
ذكر مسير بغا إلى الأعراب

وفي هذه السنة وجه الواثق بغا الكبير إلى الأعراب الذين أغاروا بنواحي المدينة. (3/214)
وكان سبب ذلك أن بني سليم كانت تفسد حول المدينة بالشر، ويأخذون مهما أرادوا من الأسواق بالحجاز بأي سعر أرادوأن وزاد الأمر بهم إلى أن وقعوا بناس من بني كنانة وباهلة، فأصاوهم، وقتلوا بعضهم في جمادى الآخرة من سنة ثلاثين ومائتين، فوجه محمد بن صالح عامل المدينة إليهم حماد بن جرير الطبري، وكان مسلحة لأهل المدينة، في مائتي فارس، وأضاف إليهم جنداً غيرهم، وتبعهم متطوعة، فسار إليهم حماد، فلقيهم بالرويثة، فاقتتلوا قتالاً شديدأن فانهزمت سودان المدينة بالناس، وثبت حماد وأصحابه، وقريش والأنصار، وقاتلوا قتالاً عظيمأن فقتل حماد وعامة أصحابه وعدد صالح من قريش والأنصار، وأخذ بنوسليم الكراع، والسلاح، والثياب، فطعموأن ونهبوا القرى والمناهل ما بين مكة والمدينة، وانقطع الطريق.
فوجه إليهم الواثق بغا الكبير أبا موسى في جمع من الجند، فقدم المدينة في شعبان، فلقيهم ببعض مياه الحرة من رواء السوارقية قريتهم التي يأوون إليهأن وبها حصون، فقتل بغا منهم نحواً من خمسين رجلأن وأسر مثلهم، وانهزم الباقون، وأقام بغا بالسوارقية، ودعاهم إلى الأمان على حكم الواثق، فأتوه متفرقين، فجمعهم، وترك من يعرف بالفساد، وهم زهاء ألف رجل، وخلى سبيل الباقين، وعاد بالأسرى إلى المدينة في ذي العقدة سنة ثلاثين، فحبسهم ثم سار إلى مكة.
فلما قضى حجه سار إلى ذات عرق بعد انقضاء الموسم ،وعرض على بني هلال مثل الذي عرض على بني سليم، فأقبلوأن وأخذ من المفسدين نحواً من ثلاثمائة رجل، وأطلق الباقين، ورجع إلى المدينة، فحبسهم.
ذكر وفاة عبد الله بن طاهر
وفيها مات عبد الله بن طاهر بنيسابور في ربيع الأول، وهوأمير خراسان، وكان إليه الحرب، والشرطة، والسواد، والري، وطبرستان، وكرمان، وخراسان، وما يتصل بها؛ وكان خراج هذه الأعمال، يوم مات، ثمانية وأربعين ألف ألف درهم، وكان عمره ثمانياً وأربعين سنة، وكذلك عمر والده طاهر، واستعمل الواثق على أعماله كلها ابنه طاهر بن عبد الله.
ذكر شيء من سيرة عبد الله بن طاهر
لما ولي عبد الله خراسان استناب بنيسابور محمد بن حميد الطاهري، فبنى داراً وخرج بحائطها في الطريق، فلما قدمها عبد الله جمع الناس، وسألهم عن سيرة محمد، فسكتوأن فقال بعض الحاضرين: سكوتهم يدل على سوء سيرته، فعزله عنهم، وأمره بهدم ما بنى في الطريق.
وكان يقول: ينبغي أن يبذل العلم لأهله وغير أهله، فإن العلم أمنع لنفسه من أن يصير إلى غير أهله.
وكان يقول: سمن الكيس، ونيل الذكر لا يجتمعان أبداً.
وكان له جلساء منهم الفضل بن محمد بن منصور، فاستحضرهم يومأن فحضروأن وتأخر الفضل، ثم حضر، فقال له: أبطأت عني، فقال: كان عندي أصحاب حوائج وأردت دخول الحمام، فأمره عبد الله بدخول حمامه، وأحضر عبد الله الرقاع التي في حقه، فوقع فيها كلها بالإجابة، وأعادهأن ولم يعلم الفضل.
وخرج من الحمام، واشتغلوا يومهم، وبكر أصحاب رقاع إليه، فاعتذر إليهم، فقال بعضهم: أريد رقعتي، فأخرجها ونظر فيهأن فرأى خط عبد الله فيهأن فنظر في الجميع، فرأى خطه فيهأن فقال لأصحابه: خذوا رقاعكم، فقد قضيت حاجاتكم، واشكروا الأمير دوني، فما كان لي فيها سبب. وكان عبد الله أديباً شاعرأن فمن شعره:
إسم من أهواه اسم حسن ... فإذا صحفته فهوحسن
فإذا أسقطت منه فاءه، ... كان نعتاً لهواه المختزن
فإذا أسقطت منه ياءه، ... صار فيه بعض أسباب الفتن
فإذا أسقطت منه راءه، ... صار شيئاً يعتري عند الوسن
فإذا أسقطت منه طاءه، ... صار منه عيش سكان المدين
فسروا هذا فلن يعرفه ... غير من يسبح في بحر الفطن
وهذا الاسم هواسم طريف غلامه.
وكان من أكثر الناس بذلاً للمال مع علم، ومعرفة، وتجربة، واكثر الشعراء في مراثيه، فمن أحسن ما قيل فيه، في ولاية أبيه طاهر، قول أبي الغمر الطبري:
فأيامك الأعياد صارت مآتماً ... وساعاتك الغضبات صارت خواشعا
على أننا لم نفتقدك بطاهر ... وإن كان خطباً يقلق القلب راتعاً
وما كنت إلا الشمس غابت وأطلعت ... على إثرها بدراً على الناس طالعاً (3/215)
وما كنت إلا الطود زال مكانه ... وأثبت في مثواه ركناً مدافعاً
فلولا التقى قلنا تناسختما معاً ... بديعي معان يفضلان البدائعا
ذكر خروج المشركين إلى بلاد المسلمين بالأندلس
في هذه السنة خرج المجوس من أقاصي بلاد الأندلس في البحر إلى بلاد المسلمين، وكان ظهورهم في ذي الحجة سنة تسع وعشرين، عند أشبونة، فأقاموا ثلاثة عشر يومأن بينهم وبين المسلمين بها وقائع، ثم ساروا إلى قادس ثم إلى شدونة، فكان بينهم وبين المسلمين بها وقائع.
ثم ساروا إلى إشبيلية ثامن المحرم، فنزلوا على اثني عشر فرسخاً منهأن فخرج إليهم كثير من المسلمين، فالتقوأن فانهزم المسلمون ثاني عشر المحرم، وقتل كثير منهم، ثم نزلوا على ميلين من إشبيلية، فخرج أهلها إليهم، وقاتلوهم، فانهزم المسلمون رابع عشر المحرم، وكثر القتل والأسر فيهم، ولم ترفع المجوس السيف عن أحد، ولا عن دابة، ودخلوا حاجز إشبيلية وأقاموا به يوماً وليلة وعادوا إلى مراكبهم.
وأقام عسكر عبد الرحمن؛ صاحب البلاد، مع عدة من القواد، فتبادر إليهم المجوس، فثبت المسلمون، وقاتلوهم، فقتل من المشركين سبعون رجلاً وانهزموأن حتى دخلوا مراكبهم، وأحجم المسلمون عنهم؛ فسمع عبد الرحمن، فسير جيشاً آخر غيرهم، فقاتلوا المجوس قتالاً شديدأن فرجع المجوس عنهم، فتبعهم العسكر ثاني ربيع الأول، وقاتلوهم، وأتاهم المدد من كل ناحية، ونهضوا لقتال المجوس من كل جانب، فخرج إليهم المجوس وقاتلوهم، فكاد المسلمون ينهزمون، ثم ثبتوأن فترجل كثير منهم فانهزم المجوس، وقتل نحوخمس مائة رجل، وأخذوا منهم أربعة مراكب، فأخذوا ما فيهأن واحرقوهأن وبقوا أياماً لا يصلون إلى المجوس، لأنهم في مراكبهم.
ثم خرج المجوس إلى لبلة، فأصابوا سبياً؛ ثم نزل المجوس إلى جزيرة قريب قوريس، فنزلوهان وقسموا ما كان معهم من الغنيمة، فحمي المسلمون، ودخلوا إليهم في النهر، فقتلوا من المجوس رجلين، ثم رحل المجوس، فطرقوا شدونة فغمنوا طعمة وسبيأن وأقاموا يومين.
ثم وصلت مراكب لعبد الرحمن، صاحب الأندلس، إلى إشبيلية، فلما أحس بها المجوس لحقوا بلبلة، فأغاروأن وسبوأن ثم لحقوا بأكشونية. ثم مضوا إلى باجة، ثم انتقلوا إلى مدينة أشبونة، ثم ساروأن فانقطع خبرهم عن البلاد فسكن الناس.
وقد ذكر بعض مؤرخي العرب سنة ست وأربعين خروج المجوس إلى إشبيلية أيضأن وهي شبيهة بهذه ثم فلا أعلمه أهي هذه وقد اختلفوا في وقتها أم هي غيرهأن وما أقرب أن تكون هي هي، وقد ذكرتها هناك لان في كل واحدة منهما شيئاً ليس في الأخرى.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة مات محمد بن سعد بن منيع أبوعبد الله، كاتب الواقدي، صاحب الطبقات، ومحمد بن يزداد بن سويد المروزي، كاتب المأمون، وعلي بن الجعد أبوالحسن الجوهري، وكان عمره ستاً وتسعين سنة، وهومن مشايخ البخاري، وكان يتشيع.
وفيها مات أشناس التركي، بعد موت عبد الله بن طاهر بتسعة أيام، وحج هذه السنة إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، وإليه أحداث الموسم، وحج بالناس هذه السنة محمد بن داود.

This site was last updated 07/14/11