Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة خمس وتسعين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أم البنين
باقى سنة 86 خلافة الوليد
سنة سبع وثمانين
سنة ثمان وثمانين
سنة تسع وثمانين
 سنة تسعين
سنة إحدى وتسعين
سنة اثنتين وتسعين
سنة ثلاث وتسعين
سنة أربع وتسعين
سنة خمس وتسعين
سنة 96 موت الوليد

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

الجزء الثالث

ثم دخلت سنة خمس وتسعين
ذكر غزوة الشاش
قيل: وفي هذه السنة بعث الحجاج جيشاً من العراق إلى قتيبة فغزا بهم، فلما كان بالشاش أو بكشماهان أتاه موت الحجاج في شوال منها، فغمه ذلك وتمثل يقول:
لعمري لنعم المرء من آل جعفرٍ ... بحوران أمسى أعلقته الحبائل
فإن نحي لي أملك حياتي وإن تمت ... فما في حياةٍ بعد موتك طائل
ورجع إلى مرو وتفرق الناس، فأتاه كتاب الوليد: قد عرف أمير المؤمنين بلاءك وجدك واجتهادك في جهاد أعداء المسلمين، وأمير المؤمنين رافعك وصانع بك الذي يجب لك، فالمم مغازيك وانتظر ثواب ربك ولا تغب عن أمير المؤمنين كتبك حتى كأني أنظر إلى بلائك والثغر الذي أنت فيه.
ذكر وفاة الحجاج بن يوسف

(2/348)

قيل: إن عمر بن عبد العزيز ذكر عنده ظلم الحجاج وغيره من ولاة الأمصار أيام الوليد بن عبد الملك، فقال: الحجاج بالعراق، والوليد بالشام، وقرة بمصر، وعثمان بالمدينة، وخالد بمكة، اللهم قد امتلأت الدنيا ظلماً وجوراً فأرح الناس! فلم يمض غير قليل حتى توفي الحجاج وقرة بن شريك في شهر واحد، ثم تبعهما الوليد وعزل عثمان وخالد، واستجاب الله لعمر.
وما أشبه هذه القصة بقصة ابن عمر مع زياد بن أبيه حيث كتب ؟إلى معاوية يقول له: قد ضبطت العراق بشمالي ويميمني فارغة. يعرض بإمارة الحجاز. فقال ابن عمر لما بلغه ذلك: اللهم أرحنا من يمين زياد وأرح أهل العراق من شماله. فكان أول خبر جاءه موت زياد.
وكانت وفاة الحجاج في شوال سنة خمس وتسعين، وقيل: كانت وفاته لخمس بقين من شهر رمضان وله من العمر أربع وخمسون سنة، وقيل: ثلاث وخمسون سنة، وكانت ولايته العراق عشرين سنة، ولما حضرته الوفاة استخلف على الصلاة ابنه عبد الله بن الحجاج، واستخلف على حرب الكوفة والبصرة يزيد بن أبي كبشة، وعلى خراجهما يزيد بن أبي مسلم، فأقرهما الوليد بعد موته ولم يغير أحداً من عمال الحجاج.
ذكر نسبة وشيء من سيرته
هو الحجاج ين يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف أبو محمد الثقفي.
قال قتيبة بن مسلم: خطبنا الحجاج فذكر القبر، فما زال يقول: إنه بيت الوحدة، إنه بيت الغربة، وبيت كذا وكذا حتى بكى وأبكى، ثم قال: سمعت أمرر المؤمنين عبد الملك يقول: سمعت مروان يقول في خطبته: خطبنا عثمان فقال في خطبته: ما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى قبر أو ذكره إلا بكى. وقد روي أحاديث غير هذا عن ابن عباس وأنس.
وقال ابن عوف: كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه طالما درس القرآن. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحجاج ومن الحسن، وكان الحسن أفصح. وقال عبد الملك بن عمير: قال الحجاج يوماً: من كان له بلاء فليقم فنعطيه على بلائه. فقام رجل فقال: أعطني على بلائي. قال: وما بلاؤك؟ قال: قتلت الحسن. قال: فكيف قتلته؟ قال: دسرته بالرمح درسراً، وهبرته بالسيف هبراً، وما أشركت معي في قتله أحداً. قال: فإنك لا تجتمع أنت وهو في مكان واحد. وقال: اخرج! ولم يعطه شيئاً.
قيل: كتب عبد الملك إلى الحجاج يأمره بقتل أسلم بن عبد البكري بشيء بلغه عنه، فأحضره الحجاج وقال: أمير المؤمنين غائب وأنت حاضر، والله تعالى يقول: " يا أيها الذين آمنوا إن جاء كم فاسق بنبإ فتبينوا " الحجرات:6 الآية؛ والذي بلغه عني باطل، فاكتب إلى أمير المؤمنين أني أعول أربعاً وعشرين امرأة وهن بالباب، فاحضرهن، فهذه أمه، وهذه عمته وزوجته وابنته، وكان في آخر هن جارية قاربت عشر سنين. فقال لها: من أنت منه؟ قالت ابنته، أصلح الله الأمير! ثم أنشأت تقول:
أحجاج لم تشهد مقام بناته ... وعماته يندبنه الليل أجمعا
أحجاج لم تقبل به أن قتله ... ثماناً وعشراً واثنتين وأربعا
أحجاج من هذا يقوم مقامه ... علينا فمهلاً إن تزدنا تضعضعا
أحجاج إما أن تجود بنعمةٍ ... علينا وإما أن تقتلنا معا
فبكى الحجاج وقال: والله لا أعنت الدهر عليكن ولا زدتكن تضعضعاً وكتب إلى عبد الملك بخبر الرجل والجارية، فكتب إليه عبد الملك: إن كان الأمر كما ذكرت فأحسن صلته وتفقد الجارية. ففعل.
وقال عاصم بن بهدلة: سمعت الحجاج يقول: اتقوا الله ما استطعتم، هذا والله مثنوية، واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ليس في مثنوية، والله لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا حلت لي دماؤكم؟، ولا أجد أحداً يقرأ علي قراءة ابن أم عبد، يعني ابن مسعود، إلا ضربت عنقه، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير؛ قد ذكر ذلك عند الأعمش. فقال: وأنا سمعته يقول: فقلت في نفسي لأقرأنها على رغم أنفك.

(2/349)

قال الأوزاعي: قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم. قال منصور: سألنا إبراهيم الشجاعي عن الحجاج فقال: ألم يقل الله " ألا لعنة الله على الظالمين " هو:18؟ قال الشافعي: بلغني أن عبد الملك بن مروان قال للحجاج: ما من أحد إلا وهو عارف بعيوب نفسه، فعب نفسك ولا تخبأ منها شيئاً. قال: يا أمير المؤمنين أنا لجوج حقود. فقال له عبد الملك: إذاً بينك وبين إبليس نسب. فقال: إن الشيطان إذا رآني سالمني.
قال الحسن: سمعت علياً على المنبر يقول: اللهم ائتمنتهم فخافوني، ونصحتهم فغشوني، اللهم فسلط عليهم غلام ثقيف يحكم في دمائهم وأموالهم بحكم الجاهلية! فوصفه وهو يقول: الزيال، مفجر الأنهار، يأكل خضرتها ويلبس فروتها. قال الحسن: هذه والله صفة الحجاج.
قال حبيب بن أبي ثابت: قال علي لرجل: لا تموت حتى تدرك فتى ثقيف. قيل له: يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف؟ قال: ليقالن له يوم القيامة اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين أو بضعاً وعشرين سنة لا يدع الله معصية إلا ارتكبها حتى لو لم تبق إلا معصية واحدة وبينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها، يقتل بمن أطاعه من عصاه.
وقيل: أحصي من قتله الحجاج صبراً فكانوا مائة ألف وعشرين ألفاً. وقيل: إن الحجاج مر بخالد بن يزيد بن معاوية وهو يخطر في مشيته، فقال رجل لخالد: من هذا؟ قال خالد: بخ بخ! هذا عمرو بن العاص. فسمعهما الحجاج فرجع وقال: والله ما يسرني أن العاص ولدني، ولكني ابن الأشياخ من ثقيف والعقائل من قريش، وأنا الذي ضربت بسيفي هذا مائة ألف، كلهم يشهد أن أباك كان يشرب الخمر ويضمر الكفر. ثم ولى وهو يقول: بخ بخ عمرو بن العاص! فهو قد اعترف في بعض أيامه بمائة ألف قتيل على ذنب واحد.
ذكر ما فعله محمد بن القاسم بعد موت الحجاج وقتله
لما مات الحجاج بن يوسف كان محمد بن القاسم بالملتان، فأتاه خبر وفاته، فرجع إلى الرور والبغرور،وكان قد فتحهما، فأعطى الناس، ووجه إلى البيلمان جيشاً فلم يقاتلوا وأعطوا الطاعة، وسأله أهل سرشت، وهي مغزى أهل البصرة، وأهلها يقطعون في البحر، ثم أتى محمد الكيرج فخرج إليه دوهر فقاتله فانهزم دوهر وهرب، وقيل: بل قتل، ونزل أهل المدينة على حكم محمد فقتل وسبى؛ قال الشاعر:
نحن قتلنا ذاهراً ودوهراً ... والخيل تردي منسراً فمنسرا
ومات الوليد بن عبد الملك وولي سليمان بن عبد الملك، فولى يويد بن أبي كبشة السكسكي السند، فأخذ محمداً وقيده وحمله إلى العراق، فقال محمد متمثلاً:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوخمٍ كريهةٍ وسداد ثغر
فبكى أهل السند على محمد، فلما وصل إلى العراق حبسه صالح بن عبد الرحمن بواسط، فقال:
فلئن ثويت باسطٍ وبأرضها ... رهن الحديد مكبلاً مغلولا
فلرب قينة فارسٍ قد رعتها ... ولرب قرنٍ قد تركت قتيلاً
وقال:
ولو كنت أجمعت الفرار لوطئت ... إناث أعدت للوغى وذكور
وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ... ولا كان من عكٍ علي أمير
وما كنت للعبد المزوني تابعاً ... فيا لك دهر بالكرام عثور
فعذبه صالح في رجال من آل أبي عقيل حتى قتلهم، وكان الحجاج قتل آدم أخا صالح، وكان يرى رأي الخوارج، وقال حمزة بن بيض الحنفي يرثي محمداً:
إن المروءة والسماحة والندى ... لمحمد بن قاسم بن محمد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجةً ... ياقرب ذلك سؤدداً من مولد
وقال آخر:
ساس الرجال لسبع عشرة حجةً ولداته إذ ذاك في أشغال
ومات يزيد بن أبي كبشة بعد قدومه أرض السند بثمانية عشر يوماً، واستعمل سليمان بن عبد الملك على السند حبيب بن المهلب، فقدمها وقد رجع ملوك السند إلى ممالكهم ورجع جيشبه بن ذاهر إلى برهمناباذ، فنزل حبيب على شاطئ مهران، فأعطاه أهل الور الطاعة، وحارب قوماً فظفر بهم.
ثم مات سليمان واستخلف عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام والطاعة على أن يملكهم ولهم ما للمسلمين وعليهم. فأسلم جيشبه والملوك وتسموا بأسماء العرب.

(2/350)

وكان عمرو بن مسلم الباهلي عامل على ذلك الثغر، فغزا بعض الهند فظفر. ثم إن الجنيد بن عبد الرحمن ولي السن أيام هشام بن عبد الملك، فأتى الجنيد شط مهران فمنعه جيشبه بن ذاهر العبور أرسل إليه: إني قد أسلمت وولاني الرجل الصالح بلادي ولست آمنك. فأعطاه رهناً وأخذ منه رهناً على خراج بلاده، ثم ترادا وكفر جيشبه وحارب، وقيل: إنه لم يحارب ولكن الجنيد تجنى عليه، فأتى الهند فجمع جموعاً وأعد السفن واستعد للحرب، فسار إليه الجنيد بالسفن، فالتقوا في بطيحة، فأخذ جيشبه أسيراً، وقد جنحت سفينته، فقتله الجنيد وهرب صصه بن ذاهر وهو يريد أن يمضي إلى العراق فيشكو غدر الجنيد، فلم يزل الجنيد يؤنسه حتى وضع يده في يده فقتله.
وغزا الجنيد الكيرج، وكانوا قد نقضوا، فاتخذوا كبشاً وصك بها سور المدينة فثلمه ودخلها فقتل وسبى ووجه العمال إلى المرمذ والمندل ودهنج وبرونج. وكان الجنيد يقول: القتل في الجزع أكبر منه في الصبر. ووجه جيشاً إلى أزين فأغاروا عليها وحرقوا ربضها وفتح البيلمان وحصل عنده سوى ما حمل أربعون ألف ألف وحمل مقلها، وولى الجنيد تميم بن زيد القيني فضعف ووهن ومات قريباً من الديبل.
وفي أيامه خرج المسلمون عن بلاد الهند ورفضوا مراكزهم، ثم ولي الحكم بن عوام الملبي وقد كفر أهل الهند إلا أهل قصة، فبنى مدينةً سماها المحفوظة وجعلها مأوى للمسلمين، وكان معه عمرو بن محمد بن القاسم، وكان يفوض إليه عظيم الأمور، فأغزاه من المحفوظة، فلما قدم عليه وقد ظفر أمره فبنى مدينة وسماها المنصورة، فهي التي نزلها الأمراء، واستخلص ما كان قد غلب عليه العدو، ورضي الناس بولايته، وكان خالد القسري يقول: واعجبا! وليت فتى العرب، يعني تميماً، فرفض وترك، ووليت أبخل العرب فرضي به. ثم قتل الحكم، وكان العمال يقتلون العدو فكانوا يفتتحون ناحيةً ويأخذون ما تيسر لهم لضعف الدولة الأموية بعد ذلك، إلى أن جاءت الدولة المباركة العباسية، ونحن نذكر إن ساء الله أيام المأمون بقية أخبار السند.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة غزا العباس بن الوليد الروم ففتح هرقلة وغيرها. وفيها فتح آخر الهند إلا الكيرج والمندل. وفي هذه السنة افتتح العباس بن الوليد قنسرين. وفيها قتل الوضاحي بأرض الروم ونحو ألف رجل معه. وفيها ولد المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
وحج بالناس هذه السنة بشير بن الوليد بن عبد الملك، وكان عمال المصار من تقدم ذكرهم.
وفيها مات أبو عثمان النهدي، اسمه عبد الرحمن بن مل، وكان عمره مائة وثلاثين سنة، وقيل في موته غير ذلك. وفيها مات سعد بن أياس أبو عمرو الشيباني، وله مائة وعشرون سنة. وفي إمارة الحجاج مات سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي هذه السنة مات سالم بن أبي الجعد. وفيها مات جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، وهو أخو عبد الله بن مروان من الرضاعة. وفي إمارة الحجاج قتل أبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي، قتله الخوارج.

This site was last updated 06/21/11