Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 العلامة أوريجانوس والفلاسفة الوثنيين  

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أوريجانوس والفلاسفة الوثنيين
ترجمات الكتاب المقدس
أوريجانوس وترجمات الكتاب المقدس

Hit Counter

 

 العلامة أوريجانوس والفلاسفة الوثنيين

وحدث فى زمانه أن نبغ بين الوثنيين فيلسوف أسمه صلس طعن فى الإنجيل بكتاب ألفه فقام أوريجانوس بالرد عليه فأدهش يرده هذا الخصوم أنفسهم ومن رده قال أوريجانوس : " ربما كان الأليق بنا أن نقتفى بأثر يسوع المسيح الذى كان صامتاً أمام قضاته ولم يجيب عن الإفتراء الذى يكيل له به أعدائه وكانت قداسته وبره وسيرته وشهره آياته هكذا تعتبر ذات فائده فى دحض الوشايات التى ينشرها الأشرار لأنه يبرئ نفسه منها تبرئه كافية بأعماله وبفضيلة تلاميذه الحقيقيين التى تخزى شهرتها جميع أكاذيب الأشرار ، فلا أكتب إذاً لأجل تأييد المؤمنين الحقيقيين لأن المحاماه (الدفاع عنهم) زائده عن الحاجه بل أكتب غلى غير المؤمنين الذين يمكنهم أن ينالوا الحكمة والفائدة من هذا التعليم"

وإذا كان قصد أوريجانوس وهدفه دحض تجديف خصمه الوثنى على السيد المسيح جعل إعتماده لذلك على النبوات التى تنبأت على السيد المسيح ومعجزاته وحسن سيرة تلاميذه وإستشهد فوق ذلك برواية المؤرخ يوسيفوس اليهودى وتاسيتوس الرومانى الذى لا يرتاب احد بصدق روايتهما وكتاباتهما وأوضح إتمام النبوات وتحقيقها وخاصة النبوة الخاصة بسقوط مملكة اليهود وسبيهم بين ألمم وعدم عناية الرب بهم وتخليصهم بردهم إلى وطنهم كما كان يفعل معهم من وقت لآخر .

ولما كان صلس لا يؤمن بعل المسيح الإلهى وعاجائبه ناسباً إياها لقوة السحر ، كما كان يهدر التلمود ويدعى أن يسوع فعل هذه الخوارق للطبيعة بأسم الإله الذى سرقه من الهيكل فأفاض أوريجانوس فى الرد : " أنه يوجد وسائط أكيده يميز بها بين سحر أبليس وبين المعجزات الحقيقية التى هى عمل إلهى ، ومن هذه الوسائط تقوم بفحص آداب وأخلاق من يصنعها وتعليمهم ، والأفعال التى تبرر هذه المعجزات وأسبابها ونتائجها ، فموسى وألأنبياء ويسوع والتلاميذ لم يعلموا إلا ما كان مطابقاً للصواب وأفادوا الناس بالآداب الصالحه والأخلاق المسيحية الحسنة ، فهم أول من قاموا بعمل ما يعلمون به وكان التأثير عظيماً ومستديما أما موسى فقد هذب وعلم أمه بكاملها وقادها بنواميس (قوانين) مقدسة ، أما يسوع المسيح فقد ضم جميع الأمم ليعرفوا الإله الحقيبقى وإلى مباشرة كل الفضائل وكمالها ، أما الخبثاء والكذبة فى يسعون لإصلاح الناس وليس لسحرهم ومكرهم نتائج صالحة فقيامة يسوع المسيح من الموت آية عظيمة وهى أساس الدين المسيحى لا يمكن أن تشتبه بمكر لأن يسوع المسيح مات مشتهراً معلقاً على الصليب أمام كل الشعب اليهودى ودفن وبقى فى القبر ثلاثة أيام وكان القبر مختوماً والجنود تحرسه ، وظهر بعدها لمدة أ{بعين يوماً لبطرس ولباقى الرسل ثم لخمسمائة تلميذ كانوا مجتمعين معاً فلو لم يشاهدوه منبعثاً قائماً من الموت ولو لم يتيقنوا من ألوهيته لما كانوا عرضوا بنفوسهم للعذاب والموت لينذروا فى كل مكان بالتعليم الذى أخذوه عنه كما أمرهم بل لكاتن موته المخجل محا من عقولهم ذكره ولكانوا أعدوا انفسهم مخدوعين ومن ثم كانوا شجبوه ورذلوه ، فوجب أن يكونوا شاهدوا أمراً خارقاً للعادة حتى أعتنقوا تعاليمه وسعوا لجعل غيرهم يعتنقها ، ولم يبالوا لذلك براحتهم ولا بحريتهم ولا بحياتهم ، فكيف إذاً يمكن لإناس جهلاء وأميين يقدمون على تغيير العالم بأسره إن لم يكونوا مؤيدين بقوة إلهية وكيف يمكن للشعوب أن تنبذ عوائدهم القديمة بإنذارهم ويتبعون تعليماً مغايراً لو لم يكونوا تبدلوا بقوة خارقة للعادهوبمعجزات باهرة)

ثم أثبت العلامة أوريجانوس ألوهية المسيح بالإنقلاب العجيب الذى يحدثه فى المؤمنين فقال :

إن المفعول العظيم الصادر عن التبشير بالأنجيل والمواعيد والإنذارات هو إصلاح للآداب فلو شفى أحد مائة أنسان من رزيلة الدنس يستصعب الظن بأن ليس فيه شئ فائق للطبيعة فإن كان ذلك كذلك فما القول فى شعوب كثيرة من المسيحيين قد أنقلبوا عما كانوا عليه قد قبلوا هذا التعليم فأصبحوا معتنقين للعفة الكاملة فى جميع أنحاء المملكة فإن القواعد بآداب المسيحيين ترفعهم كثيراً فوق آداب غير المسيحيين فيردع المسيحى آلآمة الشديدة ايرضى إلهه أما الوثنيون فيتمرغون فى حمأة الشهوات القبيحة ولا يستحيون بها ويزعمون أنهم يتبعون الفضيلة والصلاح بينما هم متورطون فى أعماق الفساد ، فأقل المسيحيين علماً أحسن أستناره فى شرف العفاف وعظمته من فلاسفة الوثنيين وبتولاتهم وكهنتهم الأفضل آداباً ، فليس أحد بيننا مدنساً بهذه القباحات وإن وجد أحد فليس هو يحضر إجتماعاتنا ولا هو مسيحى ، فبالحقيقة يطردون من الكنيسة لأنه سقط فى الأثم لا سيما فى أثم الدنس ، ويندبون حالهم كأنهم موتى عن الرب الإله ومتى عادوا تائبين يفرضون عليهم قوانين ويمتحنونهم إمتحانات أصرم من تلك التى يجرونها عليهم لأجل العماد فلم يعد يسوغ لهم أن يباشروا أدنى خدمة فى الكنيسة )

( إن المسيحيين يلتزمون بالأمانه والولاء لملكهم ويراعونه وهم بعيدون عن الثورات والإنقلابات حتى أنهم بمقتضى أمر سيدهم وواضع ناموسهم فلا يستعملون أسلحة ضد أعدائهم إلا الصلاة والصبر لأن يسوع المسيح أراد أن يسلموا أنفسهم للذبح كالخراف ولا يبدأوا بالمقاومة قهراً فإن الرب يعتنى بصالحهم وبالدفاع عنهم فيربحون بهذه الوداعة أكثر مما يربحون بالمقاومة ففضلاً عن أن الظالمين لم يستطيعوا أن يستأصلوا المسحيين فنرى موت الشهداء لم يزيدهم عدداً فإن القاسوة التى يطبقوها على المسيحيين لم تخمد قط حرارة غيرتهم على تبشير غير المؤمنين فمنهم إناس ليس لهم عمل إلا الإنذار بالإنجيل فى المدن والقرى لئلا يظن بهم أنهم يصنعون ذلك رغبة فى ربح فإنهم لم يقبلوا شيئاً حتى ولا ما كان يلزم معيشتهم وإذا إضطرهم الإحتياج إلى قبول شئ فيستكفون بما هو ضرورى فقط ويأبوا أخذ ما زاد على ذلك ولو قدم لهم طوعاً )

( اما الآن حيث يوجد بين الشعب المسيحى أغنياء ومن الطبقات الأولى فى المجتمع ونساء شريفات فربما يظن بأن التبشير بتعليمنا شرفاً ولكن هذا لا محل له فى البداية والآن أيضاً ما نناله من الكرامة من بعض خاصاتنا لا يوازى الإمتهان الذى يلحق بنا من الوثنيين)

( ومع ما عليه المسيحيون من إضطرام الغيرة على التبشير لغير المؤمنين للإيمان لم يهملوا إجراء الإمتحان بقدر ألإمكان على الذين يرومون إغتنامه فيعدونهم خاصة بالمواعظ قبل أن يقبلوهم فى الإجتماع وعندما يشاهدونهم فى إصرار شديد  مخلص على أن يسلكوا سلوكاً جيداً يدخلونهم جمعيات مميزين إياهم إلى صفين صف للمبتدئين وصف للمتقدمين ويدعون أشخاصاً مخصوصين للسهر على سيتهم (إرشادهم) لكى يبهدونهم عن الإجتماع مع من لم يكن سلوكهم مطابقاً للدين المسيحى ويرشدونهم فى طريق التقوى ) أ. هـ    

 

 

 

 

This site was last updated 09/03/09