Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 مبايعة أبى بكر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مبايعة أبى بكر
حروب الردة

***********************************************************************

الجزء التالى منقول (أ. هـ ) من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الناشر : مطبعة السعادة - مصر الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1

*************************************************

مبايعة أبى بكر
روى الشيخان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس مرجعه من الحج فقال في خطبته : قد بلغني أن فلانا منكم يقول : لو مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة و تمت ألا و إنها قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها و ليس فيكم اليوم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر و إنه كان من خيرنا حين توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم و إن عليا و الزبير و من معهما تخلفوا في بيت فاطمة و تخلفت الأنصار عنا بأجمعها في سقيفه بني ساعدة و اجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت له : يا أيا بكر : انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا رجلان صالحان فذكرا لنا الذي صنع القوم فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرون ؟ قلت : نريد إخواننا من الأنصار فقالا : عليكم ألا تقربوهم و اقضوا أمركم يا معشر المهاجرين فقلت : و الله لنأتينهم فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا هم مجتمعون و إذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة فقلت : ما له ؟ قالوا : وجع فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله و قال : أما بعد فنحن أنصار الله و كتيبة الإسلام و أنتم يا معشر المهاجرين رهط منا و قد دفت دافة منكم تريدون أن تختزلونا من أصلنا و تحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم و قد كنت زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر و قد كنت أداري منه بعض الحد و هو كان أحلم مني و أوقر فقال أبو بكر : على رسلك فكرهت أن أغضبه و كان أعلم مني و الله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بداهته مثلها و أفضل منها حتى سكت فقال : أما بعد فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله و لم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا و دارا و قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي و بيد أبي عبيدة بن الجراح و هو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها و كان و الله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك و عذيقها المرجب منا أمير و منكم أمير يا معشر قريش و كثر اللغط و ارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته و بايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار أما و الله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أوفق من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم و لم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على ما لا نرضي و إما أن نخالفهم فيكون فيه فساد
و أخرج النسائي و أبو يعلي و الحاكم و صححه عن ابن مسعود قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت الأنصار : منا أمير و منكم أمير فأتاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس ؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالت الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر
و أخرج ابن سعد و الحاكم و البيهقي عن أبي سعد الخدري قال : قبض رسول الله و اجتمع الناس في دار سعد بن عبادة و فيهم أبو بكر و عمر فقام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول : يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منا و منكم فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان من المهاجرين و خليفته من المهاجرين و نحن كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ثم أخذ بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعه عمر ثم بايعه المهاجرين و الأنصار و صعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير فدعا بالزبير فجاء فقال : قلت ابن عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و حواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله فقام فبايعه ثم نظر في وجه القوم فلم ير عليا فدعا به فجاء فقال : قلت ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه
و قال ابن إسحاق في السيرة : حدثني الزهري قال : حدثني أنس بن مالك قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة و كان الغد جلس أبو بكر على المنبر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : إن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله و ثاني اثنين إذا هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة
ثم تكلم أبو بكر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم و لست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني و إن أسأت فقوموني الصدق أمانة و الكذب خيانة و الضعف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله و القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل و لا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله و رسوله فإذا عصيت الله و رسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
و أخرج موسى بن عقبة في مغازيه و الحاكم و صححه عن عبد الرحمن بن عوف قال : خطب أبو بكر فقال : و الله ما كنت حريصا على الإمارة يوما و لا ليلة قط و لا كنت راغبا فيها و لا سألتها الله في سر و لا علانية و لكني أشفقت من الفتنة و مالي في الإمارة من راحة لقد قلدت أمرا عظيما مالي به من طاقة و لا يد إلا بتقوية الله فقال علي و الزبير : ما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشورة و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها إنه لصاحب الغار و إنا لنعرف شرفه و خيره و لقد أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة بالناس و هو حي
و أخرج ابن سعد عن إبراهيم التميمي قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى عمر أبا عبيدة بن الجراح فقال : أبسط يدك لأبايعك إنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو عبيدة لعمر : ما رأيت لك فهة قبلها منذ أسلمت ! أتبايعني و فيكم الصديق و ثاني اثنين ؟
الفهة : ضعف الرأي
و أخرج ابن سعد أيضا عن محمد أن أبا بكر قال لعمر : ابسط يدك لأبايعك فقال له عمر : أنت أفضل مني فقال له أبو بكر : أنت أقوى مني ثم كرر ذلك فقال عمر : فإن قوتي لك مع فضلك فبايعه
و أخرج أحمد عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال : توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر في طائفة من المدينة فجاء فكشف عن وجهه فقبله و قال : فداء لك أبي و أمي ما أطيبك حيا و ميتا مات محمد و رب الكعبة ـ فذكر الحديث ـ قال : و انطلق أبو بكر و عمر يتفاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئأ أنزل في الأنصار و لا ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأنهم إلا ذكره و قال : لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لو سلك الناس واديا و سلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار و لقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و أنت قاعد : [ قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم و فاجرهم تبع لفاجرهم ] فقال له سعد : صدقت نحن الوزراء و أنتم الأمراء
و أخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : لما بويع أبو بكر رأى من الناس بعض الانقباض فقال : أيها الناس ؟ ما يمنعكم ! ألست أحقكم بهذا الأمر ؟ ألست أول من أسلم ؟ ألست ؟ فذكر خصالا
و أخرج أحمد عن رافع الطائي ؟ قال : حدثني أبو بكر عن بيعته و ما قالته الأنصار و ما قاله عمر قال : فبايعوني و قبلتها منهم و تخوفت أن تكون فتنة يكون بعدها ردة
و أخرج ابن إسحاق و ابن عايد في مغازيه عنه أنه قال لأبي بكر : ما حملك على أن تلي أمر الناس و قد نهيتني أن أتأمر على اثنين ؟ قال : لم أجد من ذلك بدا خشيت على أمة محمد صلى الله عليه و سلم الفرقة
و أخرج أحمد عن قيس بن أبي حازم قال : إني لجالس عند أبي بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بشهر فذكر قصته فنودي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر ثم قال أيها الناس لوددت أن هذا كفانيه غيري و لئن أخذتموني بسنة نبيكم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان و إن كان لينزل عليه الوحي من السماء
و أخرج ابن سعد عن الحسن البصري قال : لما بويع أبو بكر قام خطيبا فقال : أما بعد فإني وليت هذا الأمر و أنا له كاره و و الله لوددت أن بعضكم كفانيه ألا و إنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم لم أقم به كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عبدا أكرمه الله بالوحي و عصمه به ألا و إنما أنا بشر و لست بخير من أحدكم فراعوني فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني و إذا رأيتموني زغت فقوموني و اعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم و أبشاركم
و ابن سعد و الخطيب في رواية مالك عن عروة قال : لما ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني قد وليت أمركم و لست بخيركم و لكنه نزل القرآن و سن النبي صلى الله عليه و سلم السنن و علمنا فعلمنا فاعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقى و أعجز العجوز الفجور و أن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه و أن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنما أنا متبع و لست بمبتدع فإذا أحسنت فأعينوني و إن أنا زغت فقوموني أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم
قال مالك : لا يكون أحد إماما أبدا إلا على هذا الشرط
و أخرج الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ارتجت مكة فسمع أبو قحافة ذلك فقال : ما هذا ؟ قالوا : قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : أمر جلل فمن قام بالأمر بعده ؟ قالوا : ابنك قال : فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف و بنو المغيرة ؟ قالوا : نعم قال : لا واضع لما رفعت و لا رافع لما وضعت
و أخرج الواقدي من طرق عن عائشة و ابن عمر و سعيد بن المسيب و غيرهم رضي الله عنهم أن أبا بكر بويع يوم قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة و أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال : لم يجلس أبو بكر الصديق في مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر حتى لقي الله و لم يجلس عمر في مجلس أبي بكر حتى لقي الله و لم يجلس عثمان في مجلس عمر حتى لقي الله

This site was last updated 04/28/11