Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 إقتحام سجن أبو زعبل

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
يسيطرون على سجن القطا
هروب مساجين مشهورين من السجون
هروب 17 ألف سجين

Hit Counter

 

إقتحام سجن أبو زعبل وهروب السجناء فى أيام الغضب
ضباط "أبو زعبل" هربوا إلي الشارع بملابس " مساجين "

الوفد 3/2/1011م تحقيق - أحمد علي:
أحداث دموية ومشاهد مأساوية داخل سجن أبو زعبل ما بين صمود الشرطة أمام وابل النيران التي فتحتها عليهم مجموعة من البدو والعرب الذين جاءوا لتخليص أقاربهم من داخل سجن أبو زعبل، فبينما لم تتوجه طلقات الشرطة لمثيري الشغب الذين حاولوا تهريب السجناء، صوبوا بنادقهم إلي السجناء داخل العنابر، ?وأهالي السجناء الذين جاءوا للاطمئنان علي ذويهم بعد إذاعة أخبار سماع طلقات الرصاص بسجن أبو زعبل ليكون كل الضحايا أبرياء، في الوقت الذي يؤكد المشهد الذي رصدته » الوفد « من قلب الأحداث هروب ضباط الشرطة بعد توجيه أوامر للعساكر بإطلاق الرصاص علي السجناء، في حالة يرثي لها مخلفين وراءهم أكثر من 50 قتيلاً ونحو 70 مصاباً .
بدأ المشهد علي بعد كيلو مترين اثنين من السجن، آلاف المواطنين رجال ونساء وأطفال وشيوخ في طريقهم إلي السجن مسرعين وآخرين قادمين مهرولين من هول المشهد، وطلقات الرصاص التي لم تنقطع والتي كنا نسمع دويها علي بعد كيلو مترات من السجن، أنين وبكاء المتجهين إلي السجن خاصة النساء كن يصرخن كلما ارتفعت أصوات الرصاص خوفاً علي أبنائهم داخل السجن، حيث كانت طلقات الرصاص تصطدم بالسيارات التي وقفت علي جانبي الطريق المؤدي إلي السجن وأصوات الطلقات التي كانت تصطدم بأعمدة الإنارة علي مسافة كيلو بعيداً عن السجن .
إلي هذا الحد لم تكن هناك إصابات بين الحاضرين حيث كان الجميع يختبئ بالقرب من شاطئ ترعة الإسماعيلية، وآخرون يختبئون خلف السيارات التي جاء بها أهالي المساجين .
العديد من الحالات الإنسانية التي قابلتني ودفعتني للسؤال عن الحالة الهستيرية في البكاء من الحاضرين، تغيرت أسباب الحالة إلا أن الجميع أكدوا وجود افتراء من جهاز الأمن علي ذويهم داخل السجن .
وابل من طلقات الرصاص
اقتربت من أسوار السجن وعلي مسافة 500 متر بدأت بوادر العنف والتخبط تظهر ملامحها علي الشرطة من علي أسوار السجن، حيث قتل » بلية الزيني « من أبو زعبل ومعه صديقه ولم يستطع صديقهم الثالث إنقاذهم من وابل الرصاص الذي انهال عليهم، وبدأت أري قتلي علي الجانب الآخر من الطريق، ولم يستطع أحد الاقتراب منهم لفترة بسبب استمرار طلقات الرصاص بشكل متواصل ووجودهم في أماكن مكشوفة لإطلاق النار، وأخري التقطها بعض الموجودين وفروا بها متجهين إلي المستشفيات وتسليمها إلي ذويهم .
توقفت علي مسافة 300 متر تقريباً من السجن، حيث كان العدد بسيطاً جداً لا يتجاوز العشرة أفراد في مكان قريب يوازي سور السجن، حيث كانت الطلقات أمامنا في الجانب الآخر من الطريق بقيت في مكاني حوالي ساعتين أراقب أقارب السجناء يقذفون قنابل المولوتوف داخل السجن، وأشاهد الموتوسيكلات تمر أمامنا بسرعة تحمل عدداً من القتلي والمصابين لتخرجهم بعيداً عن المنطقة المشتعلة فيها المعركة .
بعد ساعتين بدأنا نسمع عن سقوط قتلي داخل السجن وعلمنا أن الشرطة بدأت في اقتحام عنابر السجناء وإطلاق الرصاص عليهم داخل العنابر لاسيما الذين حاولوا الهرب من السجن .
.
تورط أحد عتاصر الشرطة
في شهادته لـ » الوفد « قال أحمد إسماعيل المعتقل السياسي والمتهم بأنه عضو في حركة طالبان بمصر إن أعمال الشغب بدأت عندما تسربت لهم أخبار عن الثورة التي بدأت يوم الثلاثاء 25 يناير حيث بدأ السجناء بتكسير أبواب الحجز داخل المعتقل بعد تأكيدات تسربت لهم أن الثورة في طريقها للنجاح وأن الشرطة أحد العناصر المتورطة فيها، وبعد مشاورات بينهم ومعلومات أخري وصلتهم أنه في القريب سوف يأتي أهالي السجناء الجنائيين يقتحمون السجن بالقوة .
ومن داخل المعتقل السياسي المسمي » سجن أبو زعبل شديد الحراسة « رصدت الوفد مشهد السجن عبارة عن عنبر كبير جداً له باب يتجاوز سمكه الـ 18 سم وارتفاعه حوالي مترين وبالداخل أقفاص حديدية وممرات بها غرف حجز كل غرفة يقطن بها حوالي 7 أفراد في ظلام دامس وفتحات تهوية قليلة جداً أعلي مقدمة السجن .
وأشار أحمد إسماعيل إلي أنهم استطاعوا التحدث إلي العالم الخارجي والقنوات الفضائية يوم 30 وبعدما سمعوا دوي الطلقات من خارج أسوار السجن وأخري بجوارهم علي أبراج المراقبة وعلي أسقف الليمانات التي يتميزون من خلال الأصوات .
كان يوم 30 يناير هو يوم الفتح عليهم كما يقول أحمد إسماعيل عندما استطاعوا تكسير أبواب الحجز ووصلوا إلي باب المعتقل الرئيسي لكنهم لم يستطيعوا تكسيره أو اقتحامه نظراً لصلابة الباب الذي تجاوز سمكه 18 سم .
البدو يقتحمون السور
عند الساعة الرابعة تقريباً كانت قوة الشرطة ما بين قتلي وهاربين ثم اقتحم البدو أسوار السجن وكسروا أبوابه وبدأت طلقات الرشاشات الآلي تنهال علي الشرطة من الناحية الشمالية للسجن، في الوقت الذي لم تستطع قوة الشرطة مواجهة النيران مع تدخل قوي أخري في مواجهة الشرطة من أهالي باقي السجناء الذين استخدموا قنابل المولوتوف التي كانت تصنع فوراً أمام أعيننا من خزانات وقود السيارات ثم ألقوها علي الشرطة من الناحية الشرقية من السجن وتحديداً من ناحية البوابة الرئيسية، خاصة بعد سقوط قتلي منهم بالخارج علي يد قوات الشرطة، الأمر الذي تسبب في إحاطة الشرطة داخل أسوار السجن من الناحيتين الشمالية والشرقية بوابل الرصاص وقنابل المولوتوف، بينما لم تأت أي قوة خارجية لإنقاذ الموقف وحقن الدماء، في الوقت الذي قام الأمن داخل الليمان الجنائي بإلقاء الرصاص علي السجناء، خاصة المتسببين في جلب البدو والعرب ودخول هذه المعركة مع عدد من رجال الشرطة حيث كان الموقف بمثابة رد مباشر لهذا الفعل . جاء هذا وفق شهود عيان من السجناء الذين فروا من ليمان 2 الجنائي ولم تصبهم طلقات الرصاص .
قام الضباط بترك المعركة مخلفين العديد من القتلي من العساكر والسجناء بعد إعطاء أوامر للعساكر بإطلاق النار علي السجناء، ثم فروا علي البوابة الرئيسية بارتداء زي المساجين ليقابلوا بترحيب من الأهالي الواقفين بالخارج وغلق أبواب خلفهم ويتم الاشتباك مرة أخري ولكن مع العساكر وحدهم، بينما لم تستطع العساكر المقاومة حيث ارتدوا الزي الملكي بدورهم وفر جزء منهم من الناحية الغربية من السجن، حيث قمت بنفسي باستقبالهم وتهريبهم من غضب الأهالي، وأخبروني أن عدداً القتلي منهم كان كبيراً لكن لم يستطع أحد منهم إحصاء عدد قتلاهم، مؤكدين أن أغلب زملائهم ماتوا بالداخل إلا أنه لايزال يوجد جزء منهم بالداخل أمام ليمان 2.
المساجين ينطلقون إلى كل مكان
بعد خروجهم بفترة قليلة بدأنا نري عدداً كبيراً من السجناء يتوافدون من الناحية الغربية للسجن حاملين معهم قتلي ومصابين بأعداد كبيرة، واستطاع عدد منهم الفرار بزملائهم المصابين والقتلي وآخرين تركوهم للجماهير التي تدافعت تجاههم ليتعرف كل منهم علي أقاربه .
وبدأ المساجين يتدافعون إلي الخارج حاملين الرشاشات والأسلحة يضربون الطلقات في الهواء فرحاً بخروجهم .
بسؤال فارين منهم عن أسباب حملهم للأسلحة قالوا إنها للتصدي للقوات التي تحاول إعادتهم للسجن .
كانت آخر مجموعة خرجت من السجن هم المعتقلون السياسيون، حيث خرجوا بمظهر مختلف عن باقي السجناء، حيث انتظروا جميعاً حتي خروج آخر فرد فيهم ومشوا في مجموعات مرددين الهتافات المرحبة بالتغيير .
حالة من الهلع تنتاب أهالي قرية أبو زعبل بعد هروب السجناء حيث تشكلت لجان شعبية لمقاومة السرقة والسجناء الذين يحملون الأسلحة النارية، حيث حصلت اللجنة الشعبية علي السلاح والمواد التموينية التي سرقت وأودعوها بمسجد النور بوسط القرية، وبعد انتهاء الأمر ذهبت اللجنة الشعبية لالتقاط الجثث المبعثرة التي لم يتعرف عليها أحد والتي وصلت إلي 15 جثة ووضعوها في وسط القرية تمهيداً لدفنها

This site was last updated 02/05/11