عبد الناصر فى رأس البر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

رأس البر والمشاهير

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
كوبرى دمياط
مرسى مطروح لؤلؤة الصحراء
رأس البر والمشاهير
جامع عمرو بدمياط
جزيرة‏ ‏رأس‏ ‏البر‏
Untitled 337

Hit Counter

 

 

رأس البر القديمة حكايات لا تموت  

جريدة المصرى اليوم كتب   محمود الزلاقى    ٢١/ ٨/ ٢٠٠٩

رأس البر، كما ذكرت فى كتابى «رأس البر.. الملتقى»: قصة تؤثر فى كل منا منذ كنا صغاراً نلهو على لسانها.. نتبارك بطابيتها، ونعدو فى شوارعها الرملية، ونطلق فى سمائها طائراتنا الورقية بين عششها ونمرح على شاطئيها: شاطئ البحر وشاطئ النهر، كل ذلك محفور فى النفس وذكرى فى النفوس بمرور الأزمان لا تبلى ولا تضعف. هى هبة البحر والنهر.. محصورة بين ضفة النيل الغربية وشاطئ البحر المتوسط، مثلث عجيب تصب فيه مياه النيل القادمة من البحريات الكبرى فى أفريقيا وهى تلتقى بمياه المتوسط الهائجة المائجة فتخفف من حدتها وتهدئ من صخبها.. إن للنيل أسلوبه فى تهدئة المزعجين!

المكان بدأ بسيطاً محدوداً ثم اتسع جنوباً ومازال يتسع حتى وصل إلى القناة الصناعية الملاحية! فى سنة ١٩٣٨ بدأوا فى بناء اللسان.. حاجز خرسانى على الساحل الشمالى الشرقى لمصيف رأس البر، وبدأوا يتوسعون قليلاً.. قليلاً.. صف من العشش وراءه صف ويتقدمون.. لماذا سموا البيت بـ«العشة»، عش الطير، عش العصفور، فيه المرح والتزاوج والأسرة.. يبنيه العصفور بأبسط الأمور، غصن من هنا وريشة من هناك، وهذا ما تماثله الدمايطة فى عملهم برأس البر، عشة تجمع الرفيقين والحبيبين والأب والأم، مازلنا حتى بعد أن اندلعت غابات الأسمنت لنقيم فيها قصوراً.. نقول عنه «عشة». بدأت فى ١٨٢٣ باحتفال تجار الصوف بمولد الشيخ الجربى وأصبحت مستقراً سكيناً فى ١٨٦٥ وظهر فندق «كورتيل» ١٨٩١، كأول فندق راق، كانت صفوف العشش سنه ١٩٠٥ ثلاثة، وفى ١٩٠٨ زادت إلى خمسة صفوف، واستمر الزحف بلا توقف حتى شارع ١٠١ الذى ظل مستقراً لأكثر من عشرين عاماً، ثم بدأ الهجوم الأسمنتى الرهيب لتشكيل رأس بر جديدة ليس لها من القديمة سوى اسمها فقط.

كان القطار يصل بالمصطافين إلى محطة دمياط ليجدوا البواخر فى انتظارهم وتنطلق السفينة بهم إلى رأس البر.. عمال الفنادق كانوا على الشاطئ يروجون لفنادقهم ويغرون القادمين بالذهاب معهم، أجرة الفرد من دمياط إلى رأس البر فى السفينة ثلاثة قروش.. فى سنة ١٩٧٢ كانت صفوف العشش قد بلغت ستا وعشرين.. بنية من الحصير والكيب والخشب.. وهى تفك بعد المصيف كل عام ليعاد بناؤها فى العام التالى. كانت تضاء بالفوانيس والكلوبات فى البداية غير أن مهندساً دمياطياً شاطراً اسمه إبراهيم قلوش استخدم ماكينته وأوصل اللمبات إلى العشش واللوكاندات سعر اللمبة خمسة وعشرين قرشاً فى الشهر.. فأنار رأس البر. المياه كانت تستحضر إلى رأس البر فى استيرنات مرتين كل يوم بواسطة وابور معد لذلك.. ثم توزع على السقائين الذين يحملونها إلى العشش والفنادق مقابل قرش صاغ للقرية الواحدة. السقاؤون هم شركة المياه لأنهم يقطعون الماء عنك ويوصلونه إليك إذا شاءوا.

 أصدر المحافظ منشوراً مشدداً بعدم السماح بالسير على البلاج بالمايوه بدون «البرنس» إلا عند وضع القدم فى الماء للاستحمام، وبدأ الهجانة تنفيذ هذا الأمر ضاربين الكثيرين واشتبكوا مع بعض الشباب، ولما تفاقم الموقف عدل المحافظ منشوره إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً فقط.. الحشمة مطلوبة برضه!! اعتبرت ١٩٤٠ هى السنة الأضخم فى حياة رأس البر.. واتفقت الحكومة والمعارضة على قضاء الصيف برأس البر.. واتفق الفنانون جميعاً تقريباً على الذهاب إلى رأس البر.. عام مذهل.. قال البعض لا قبل ولا بعد رأت رأس البر أعداداً مثل هذه.. وقد لا يتصور أحد أن كثيراً من باشوات مصر لم يجدوا أماكن فى فنادقها ففرشت الفنادق لهم على الأرض.. إلى أن تفرج!

فى سنة ١٩٤٣ تكلفت العشة التى بناها توفيق دوس باشا فى رأس البر ٢٤٠ جنيهاً وهى مكونة من ست حجرات وقد عرض أحدهم على سعادته خلو رجل قدره ١٠ جنيهات زيادة على التكاليف ولكنه رفض! فى سنة ١٩٤٦ أمامى عقد محرر بين محمود أفندى مصطفى عزو وبين حامد أفندى عبده عيسى حيث تعهد الثانى بإقامة العشة ٣ شارع ٤٨ القسم القبلى المكون من ثلاث غرف نوم وفراندة وحجرة كرار ودورة مياه ومطبخ أرضى وحجرة حمام أرضى نظير ١١٥ جنيهاً تسلم منها ٥٠ جنيهاً والباقى عند التسلم، وفى ٣/٦/١٩٤٦ تسلم الأصول كلها مطابقة للاتفاق!

أما فى بداية السبعينيات فقد اشترى السيد على المبشر فندق سانوى بأربعة آلاف من الجنيهات وباعه على الفور بخمسة آلاف وهو فندق العيسوى حالياً! وفى رأس البر تعرف الفنان محمد عبدالوهاب على زوجته السيدة إقبال نصار ووقع فى هواها فى فندق «كورنيش» كانت خارجة من أزمة زوجية انتهت بالطلاق واستطاع القدير أن يمسح دمعتها ويعيد ابتسامتها.. ويعيش معها قصة حب انتهت بالزواج السعيد.

ونجيب الريحانى وتوأمه بديع خيرى.. ألفا مسرحية «حسن ومرقص وكوهين» فى رأس البر عن شخصيات حقيقية، وأحدث ذلك أيامها رجة فالثلاثى كان حسن القبانى.. ومرقص الأقصرى وكوهين.. ولكنها رجة جميلة. سيد مكاوى.. الشيخ سيد ضحك عليه متعهد حفلات اسمه عرابى فبعد أن أدى وصلته الغنائية كان المتعهد بالفلوس فص ملح وداب ودفع الرجل فى حرج بالغ ولكن أولاد الحلال لم يتركوه فى مأزقه.

ليلى مراد كانت من المواظبات على المصيف تقريباً طوال الصيف وكادت تتزوج دمياطياً وفشل المشروع فى آخر لحظة! نجاة «الصغيرة» شهدها المصيف وهى صغيرة فعلاً.. طفلة تغنى لأم كلثوم وشاهدت اللواء محمود طلعت، المحافظ، وهو يحملها بيديه ليضعها على شرفة كازينو على البحر لتغنى ويلتف المصيفون حولها فى انبهار.

 اسمهان اتصلت بإدارة فندق «كورنيش» فى ١٣ يوليو ١٩٤٤ لحضورها صباح الجمعة ١٤ يوليو وطلبت إمداد غرفتها بالغداء. لم تكن تخلف مواعيدها معهم.. فهى زبونة دائمة.. وقلقوا وظلوا فى حيرة شديدة.. إلى أن استمعوا إلى خبر مصرعها وهى فى طريقها إلى رأس البر من الراديو.. بكى موتها رأس البر كلها.

 أما الفنادق فى رأس البر فهى كالأهلى والزمالك الآن.. فقد كان فندق كورتيل وفندق مارين فؤاد.. أهلى وزمالك رأس البر.. فكان النحاس باشا والوفد ينزلون فى كورتيل.. أما إسماعيل صدقى باشا وحسين سرى باشا فينزلان فى مارين.. وعبدالوهاب كان ينزل فى كورتيل.. بينما أم كلثوم تنزل فى مارين ومازالت طرابيزتها موجودة إلى الآن.. وكان القول السائد: نم فى مارين.. وتعش فى كورتيل..! اعتاد باعة لقمة القاضى فى رأس البر أن يطوفوا فى الصباح الباكر على عشش المصطافين وينادوا على اللقمة بمختلف اللغات عربية ورومية وتركية فيقولون: لقمة.. لقمة ديس.. فريسكا لقمة ريف.. لقماديس.. وذهب النائب المحترم يوسف الشريعى لرأس البر لأول مرة فى حياته.. وبينما هو راقد فى فراشه إذ سمع رجلاً تحت نافذته ينادى بأعلى صوته.. لقما ديس.. صباح شريف.. حاول الشريعى أن ينام ولكن الصوت عاد يصيح.. لقما ديس.. صباح شريف.. وهنا صاح الشريعى بأعلى صوته.. مافيش حد هنا اسمه لقما ديس.. أنا يوسف الشريعى. وعاد الصوت مرة أخرى ينادى لقما ديس.. فأطل الشريعى برأسه من النافذة وقال: أنا يوسف الشريعى من سمالوط روح يا راجل ابحث عن الخواجة لقما ديس فى أودة تانية «كان هذا فى ١٩٤٠».

وكان الأساتذة توفيق الحكيم والصاوى ومحمد التابعى جالسين على البلاج فى رأس البر حيث مر غلام يوزع إعلانا من مدرس يقيم فى رأس البر عن دروس خصوصية فى كل المواد للراسبين فى الابتدائية والثانوية.. وتفرس الغلام فى وجوه الأساتذة الثلاثة حتى وصل إلى التابعى وأعطاه نسخة من الإعلان. فرد الصاوى بأنه اعتبر التابعى مازال تلميذا.. ثم أعطى للحكيم إعلانا ليقرأه وفسر ذلك على اعتبار أنها قرينة على صغر سنه عن زميله.. ولكن الصاوى رد قائلاً: وليه متقولش إن الولد شاف على وجهك علامات التلميذ العجوز الخائب. «هذا الكلام كان فى عام ١٩٤٤».

This site was last updated 08/22/09