الكاردينال انجيب والبابا بندكتس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 البطريرك انطونيوس نجيب إلى روما لتسلّم خاتم الكردينالية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
جامعة مسيحية كاثوليكية
نياحة البطريرك إسطفانوس
الرهبنة الفرنسيسكانية
نشاة الكنيسة الكاثوليكية بمصر
البطريرك انطونيوس نجيب

 

البطريرك انطونيوس نجيب إلى روما لتسلّم خاتم الكردينالية
الكاردينال انطونيوس نجيب مصافحاً البابا بندكتس خلال أعمال سينودس الشرق الأوسط
فى 20/11/2010م
يترأس البابا بندكتس السادس عشر، صباح يوم الأحد القادم، حيث تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد يسوع المسيح الملك، قداساً احتفالياً في بازيليك القديس بطرس، حيث سيسلم خاتم الكردينالية لعدد من الكرادلة الجدد، ومن بينهم الأنبا أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك. وكان البابا بندكتس قد أعلن في العشرين من تشرين الأول الماضي، عن تعيينه أربعة وعشرين كردينالاً جديداً في مجمع الكرادلة، خلال أعمال السينودس الخاص بأساقفة الشرق الأوسط المنعقد في الفاتيكان، من ضمنهم الأنبا أنطونيوس نجيب. هذا وسيسبق الاحتفال الإلهي يوم تفكير وصلاة، وذلك يوم الجمعة 19-11، يشترك فيه أعضاء مجمع الكرادلة الذي يترأسه الكاردينال أنجلو سودانو. كما سيعقد صباح يوم السبت 20-11 الاجتماع العام (Concistorio) لمجمع الكرادلة، يلتقي من بعده البابا بالكرادلة الجدد. ولد الأنبا انطونيوس نجيب عام 1935 في محافظة المنيا، سيم كاهناً عام 1960، وسيم أسقفاً على أبرشية المنيا عام 1977. وكان الأنبا انطونيوس نجيب قد انتخب بالإجماع من قبل أعضاء المجمع البطريركي للكنيسة القبطية الكاثوليكية في اجتماعها بتاريخ 30 آذار 2006 لينصّب بطريركاً على كرسي الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، خلفاً للبطريرك السابق الكاردينال إسطفانوس الثاني غطاس. موقع أبونا، ممثلاً برئيس التحرير وطاقم العمل، يرفعون التهنئة الصادقة إلى أصحاب النيافة الجدد، ويخصون بالتهنئة غبطة البطريرك أنطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، ويتمنون لنيافته كل خير وصحة بركة من الرب. ألف مبروك يا سيدنا، مستحق. شاكرين لكم اهتمامكم بموقع أبونا ومتابعتكم الدائمة له.
الأنبا أنطونيوس نجيب إلى روما لتسلم القبعة الكردينالية
يصل الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر ـ إلى روما الخميس في 18 الجاري، برفقة وفد كنسي كبير يمثل الكنيسة الكاثوليكية المصرية، حيث سيشارك في كونسيستوار مجمع الكرادلة برئاسة البابا بندكتس السادس عشر وذلك يوم الجمعة الموافق 19 نوفمبر، وستقام المراسم الاحتفالية يومي السبت والأحد 20 و21 من الجاري يتسلم خلالها من يد البابا الخاتم والقبعة الكردينالية. يذكر أن الأنبا أنطونيوس نجيب هو البطريرك الثالث للأقباط الكاثوليك الذي ينال الكرامة الك المزيد.... "

**********************

سفير الفاتيكان يتفقد بعض كنائس دير مواس بالمنيا

اليوم السابع 15/12/2010م المنيا ـ حسن عبد الغفار
تفقد مايكل جيرالد سفير الفاتيكان بالقاهرة فى زيارة سريعة إلى محافظة المنيا بعض الكنائس فى مركز دير مواس، كما شارك أقباط قرية البدرمان الاحتفال باليوبيل الذهبى لمرور 50 عاماً على إنشاء كنيسة السيدة العذراء، والتى تم إنشاؤها منذ عام 1960.
حضر الزيارة بعض القساوسة من الطائفة الكاثوليكية ورئيس الطائفة إبراهيم إسحاق، كما شارك الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا فى الزيارة مع السفير للتأكيد على أن شعب المنيا نسيج واحد.

*****************

الرسالة‏ ‏البطريركية‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏الميلاد 25/12/  2010
ميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏هو‏ ‏ميلاد‏ ‏السلام‏ ‏والمصالحة
غبطة‏ ‏الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏نجيب بطريرك‏ ‏الإسكندرية‏ ‏للأقباط‏ ‏الكاثوليك‏
يأتي‏ ‏عيد‏ ‏ميلاد‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏حاملا‏ ‏السلام‏ ‏الحقيقي‏ ‏الإلهي‏ ‏للبشرية‏, ‏وتجسيدا‏ ‏حيا‏ ‏لمحبة‏ ‏الله‏ ‏للإنسان‏. ‏أعلنت‏ ‏ليلة‏ ‏الميلاد‏ ‏رسالة‏ ‏السلام‏, ‏في‏ ‏أنشودة‏ ‏الملائكة‏ ‏التي‏ ‏أحاطت‏ ‏بطفل‏ ‏المذود‏, ‏ومازال‏ ‏صداها‏ ‏يتردد‏ ‏في‏ ‏فضاء‏ ‏كل‏ ‏عصر‏ ‏ومكان‏, ‏كما‏ ‏يتردد‏ ‏في‏ ‏ضمير‏ ‏كل‏ ‏إنسان‏:‏المجد‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏. ‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏ ‏وللناس‏ ‏المسرة‏(‏لوقا‏2:14).‏
‏*‏الاتحاد‏ ‏بالله‏ ‏مصدر‏ ‏السلام
يحدثنا‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏القديم‏ ‏عن‏ ‏خلق‏ ‏الإنسان‏, ‏في‏ ‏تعبير‏ ‏بسيط‏ ‏وبصورة‏ ‏رائعة‏. ‏تم‏ ‏الخلق‏ ‏عن‏ ‏محبة‏ ‏الله‏ ‏الفائقة‏, ‏وعن‏ ‏إرادته‏ ‏الإلهية‏ ‏السامية‏:‏وقال‏ ‏الله‏:‏لنصنع‏ ‏الإنسان‏ ‏علي‏ ‏صورتنا‏, ‏كمثالنا‏ ‏فخلق‏ ‏الله‏ ‏الإنسان‏ ‏علي‏ ‏صورته‏, ‏وعلي‏ ‏صورة‏ ‏الله‏ ‏خلق‏ ‏البشر‏, ‏ذكرا‏ ‏وأنثي‏ ‏خلقهم‏ ‏وباركهم‏... (‏تكوين‏ 1: 26-27) ‏ويكمل‏:‏ونظر‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏صنعه‏, ‏فرأي‏ ‏أنه‏ ‏هو‏ ‏حسن‏ ‏جدا‏(‏تكوين‏1:32) ‏خلق‏ ‏الله‏ ‏الإنسان‏ ‏في‏ ‏حال‏ ‏من‏ ‏البراءة‏ ‏والنقاء‏, ‏أهلا‏ ‏ليشترك‏ ‏في‏ ‏السعادة‏ ‏الأبدية‏ ‏كاءنا‏ ‏عاقلا‏ ‏حرا‏. ‏سلمه‏ ‏أمانة‏ ‏الحياة‏, ‏وسلطه‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏وجعل‏ ‏منه‏ ‏خليفة‏ ‏له‏(‏تكوين‏1:27, 29). ‏عاش‏ ‏الإنسان‏ ‏في‏ ‏سلام‏ ‏حقيقي‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏اتحاد‏ ‏بالخالق‏ ‏فكرامة‏ ‏الإنسان‏ ‏وسلامه‏ ‏هما‏ ‏في‏ ‏اتحاده‏ ‏بالله‏, ‏والطاعة‏ ‏له‏, ‏والأمانة‏ ‏لشريعته‏, ‏وللأسف‏ ‏خرج‏ ‏الإنسان‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الطاعة‏, ‏تمرد‏ ‏علي‏ ‏خالقه‏ ‏وكسر‏ ‏شريعته‏, ‏وحدث‏ ‏السقوط‏ ‏العظيم‏ ‏فشعر‏ ‏أنه‏ ‏عريان‏ ‏من‏ ‏النعمة‏, ‏محروم‏ ‏من‏ ‏السلام‏, ‏ممتلئ‏ ‏بالخوف‏ ‏والقلق‏. ‏وفي‏ ‏البعد‏ ‏عن‏ ‏الله‏ ‏تبدأ‏ ‏مأساة‏ ‏الإنسان‏ ‏بفقدان‏ ‏السلام‏.‏
إن‏ ‏العالم‏ ‏اليوم‏ ‏جائع‏ ‏للسلام‏, ‏ولن‏ ‏يجده‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏رجع‏ ‏متحدا‏ ‏بالخالق‏, ‏ممتلئا‏ ‏بالإيمان‏ ‏والرجاء‏. ‏لقد‏ ‏فقد‏ ‏آدم‏ ‏ونسله‏ ‏سلامهم‏ ‏بالبعد‏ ‏عن‏ ‏المصدر‏ ‏والمبدأ‏ ‏والغاية‏. ‏ولأن‏ ‏الله‏ ‏محبة‏ ‏مطلقة‏, ‏فقد‏ ‏فتح‏ ‏باب‏ ‏الرجاء‏ ‏لآدم‏ ‏ونسله‏ ‏بوعد‏ ‏إلهي‏ ‏صادق‏, ‏بأن‏ ‏تتجسد‏ ‏هذه‏ ‏المحبة‏ ‏في‏ ‏مخلص‏ ‏من‏ ‏نسل‏ ‏حواء‏, ‏يسحق‏ ‏رأس‏ ‏الحية‏ ‏وشرورها‏(‏تكوين‏ 3:5) ‏يعيد‏ ‏السلام‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏, ‏تتحد‏ ‏فيه‏ ‏محبة‏ ‏الله‏ ‏ونوره‏ ‏ولاهوته‏ ‏غير‏ ‏المحدود‏, ‏مع‏ ‏طبيعته‏ ‏الإنسانية‏ ‏الكاملة‏. ‏وستكون‏ ‏رسالته‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏الإنسان‏ ‏إلي‏ ‏حضن‏ ‏الله‏, ‏إلي‏ ‏مكانته‏ ‏السامية‏, ‏إلي‏ ‏المعني‏ ‏الحقيقي‏ ‏لخلقه‏ ‏وحياته‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏. ‏وولد‏ ‏المسيح‏ ‏الكلمة‏ ‏الإلهي‏ ‏سلام‏ ‏الله‏ ‏للإنسان‏, ‏ونور‏ ‏العالم‏. ‏وكما‏ ‏يقول‏ ‏عنه‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏في‏ ‏الرسالة‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏فيلبي‏:‏هو‏ ‏في‏ ‏صورة‏ ‏الله‏...‏أخلي‏ ‏ذاته‏, ‏واتخذ‏ ‏صورة‏ ‏العبد‏, ‏صار‏ ‏شبيها‏ ‏بالبشر‏, ‏وظهر‏ ‏في‏ ‏صورة‏ ‏الإنسان‏(‏رسالة‏ ‏فيلبي‏2:6-7).‏
‏*‏سلام‏ ‏المسيح‏ ‏مصالحة‏ ‏مع‏ ‏الله
في‏ ‏أنشودة‏ ‏الملائكة‏ ‏تتضح‏ ‏رسالة‏ ‏المسيح‏:‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏ ‏يعلن‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏أن‏ ‏المسيح‏ ‏هو‏ ‏سلامنا‏, ‏وأن‏ ‏إنجيله‏ ‏هو‏ ‏إنجيل‏ ‏السلام‏(‏أفسس‏3:14, 6:15). ‏إنه‏ ‏يخبر‏ ‏بالسلام‏ ‏ويبشر‏ ‏به‏, ‏كما‏ ‏سبق‏ ‏وتنبأ‏ ‏إشعياء‏(52:7). ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏ولد‏ ‏سلام‏ ‏إلهي‏ ‏جديد‏, ‏هو‏ ‏سلام‏ ‏المصالحة‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏أساسه‏ ‏العمل‏ ‏بوصايه‏ ‏والإيمان‏ ‏بحضوره‏ ‏في‏ ‏أعماق‏ ‏ضمير‏ ‏الإنسان‏.‏إنه‏ ‏يزرع‏ ‏سلاما‏ ‏في‏ ‏قلب‏ ‏كل‏ ‏إنسان‏.‏هو‏ ‏الذي‏ ‏قال‏:‏لا‏ ‏تضطرب‏ ‏قلوبكم‏. ‏أنتم‏ ‏تؤمنون‏ ‏بالله‏, ‏فآمنوا‏ ‏بي‏ ‏أيضا‏(‏يوحنا‏14:1). ‏وقال‏ ‏أيضا‏:‏سلاما‏ ‏أترك‏ ‏لكم‏, ‏وسلامي‏ ‏أعطيكم‏, ‏لا‏ ‏كما‏ ‏يعطيه‏ ‏العالم‏ ‏أعطيكم‏ ‏أنا‏. ‏لا‏ ‏تضطرب‏ ‏قلوبكم‏ ‏ولا‏ ‏تفزع‏(‏يوحنا‏ 14:27). ‏وفي‏ ‏التطويبات‏ ‏وهي‏ ‏شرعة‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏, ‏يعلنهنيئا‏ ‏لصانعي‏ ‏السلام‏, ‏لأنهم‏ ‏أبناء‏ ‏الله‏ ‏يدعون‏(‏متي‏ 5:9) ‏فالسلام‏ ‏الإلهي‏ ‏يجعلنا‏ ‏أبناء‏ ‏الله‏ ‏وإخوة‏ ‏في‏ ‏الإنسانية‏.‏
‏*‏وسلام‏ ‏المسيح‏ ‏مصالحة‏ ‏مع‏ ‏النفس
مثال‏ ‏وتعاليم‏ ‏المسيح‏, ‏كما‏ ‏تخبرنا‏ ‏عنها‏ ‏الأناجيل‏ ‏المقدسة‏, ‏هما‏ ‏دعوة‏ ‏لبناء‏ ‏ضمير‏ ‏نقي‏, ‏ومدرسة‏ ‏للضمير‏. ‏إن‏ ‏السلام‏ ‏الذي‏ ‏نادي‏ ‏به‏ ‏المسيح‏ ‏يرتكز‏ ‏علي‏ ‏سلام‏ ‏الإنسان‏ ‏الداخلي‏ ‏وينبع‏ ‏من‏ ‏قلب‏ ‏طاهر‏, ‏عامر‏ ‏بالمحبة‏. ‏فقد‏ ‏أعاد‏ ‏المسيح‏ ‏للإنسان‏ ‏قيمته‏ ‏وكرامته‏ ‏التي‏ ‏فقدها‏ ‏ويفقدها‏ ‏بالإثم‏ ‏والمعصية‏. ‏سعي‏ ‏دوما‏ ‏إلي‏ ‏ملء‏ ‏القلوب‏ ‏بالسلام‏ ‏الإلهي‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الإنسان‏ ‏ولد‏ ‏وعاش‏, ‏صنع‏ ‏المعجزات‏ ‏وغفر‏ ‏الخطايا‏, ‏ووعد‏ ‏في‏ ‏صدق‏ ‏أنه‏ ‏يفتح‏ ‏باب‏ ‏السموات‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏يعيش‏ ‏أمينا‏, ‏ولكل‏ ‏من‏ ‏يرجع‏ ‏عن‏ ‏خطيئته‏ ‏ومعصيته‏ ‏بتوبة‏ ‏صادقة‏.‏صالح‏ ‏الإنسان‏ ‏مع‏ ‏الله‏, ‏فوجد‏ ‏الإنسان‏ ‏السبيل‏ ‏للمصالحة‏ ‏مع‏ ‏نفسه‏. ‏صار‏ ‏يقبل‏ ‏نفسه‏, ‏لأنه‏ ‏يقبل‏ ‏إرادة‏ ‏الله‏ ‏فيه‏, ‏عارفا‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏دائمايعمل‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏لخير‏ ‏الذين‏ ‏يحبونه‏(‏رومية‏ 8:28).‏
‏*‏وسلام‏ ‏المسيح‏ ‏مصالحة‏ ‏لجميع‏ ‏الناس‏ ‏في‏ ‏المحبة‏ ‏والصفح
ميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏نقطة‏ ‏انطلاق‏ ‏لتغيير‏ ‏جذري‏ ‏في‏ ‏العلاقات‏ ‏بين‏ ‏الناس‏. ‏بمثاله‏ ‏وأقواله‏ ‏علمنا‏ ‏أن‏ ‏المحبة‏ ‏هي‏ ‏أساس‏ ‏التعامل‏ ‏الصحيح‏ ‏بين‏ ‏الناس‏, ‏لأن‏ ‏الإنسان‏ ‏أخو‏ ‏الإنسان‏. ‏ولما‏ ‏علمنا‏ ‏الصلاة‏ ‏قال‏:‏الله‏ ‏أبوكم‏ ‏يعرف‏ ‏ما‏ ‏تحتاجون‏ ‏إليه‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تسألوه‏ ‏فصلوا‏ ‏أنتم‏ ‏هذه‏ ‏الصلاة‏:‏أبانا‏ ‏الذي‏ ‏في‏ ‏السموات‏(‏متي‏6:9). ‏وهنا‏ ‏أكد‏ ‏المبدأ‏ ‏الأساسي‏: ‏كلنا‏ ‏أبناء‏ ‏لله‏, ‏إخوة‏ ‏في‏ ‏البشرية‏, ‏مهما‏ ‏اختلف‏ ‏الدين‏ ‏أو‏ ‏الجنس‏ ‏أو‏ ‏اللون‏ ‏أو‏ ‏الثقافة‏ ‏أو‏ ‏الوطن‏. ‏البشر‏ ‏جميعهم‏ ‏أبناء‏ ‏الله‏. ‏ومن‏ ‏أجلهم‏ ‏جميعا‏ ‏جاء‏ ‏المسيح‏, ‏ليمنحهم‏ ‏السلام‏ ‏في‏ ‏المصالحة‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏ومع‏ ‏أنفسهم‏, ‏ومع‏ ‏بعضهم‏ ‏البعض‏ ‏وعلمنا‏ ‏المسيح‏ ‏أن‏ ‏المصالحة‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏تتطلب‏ ‏نبذ‏ ‏العنف‏, ‏والصفح‏ ‏والمغفرة‏. ‏قال‏:‏لا‏ ‏تنتقموا‏ ‏ممن‏ ‏يسئ‏ ‏إليكم‏(‏متي‏5:38)...‏أحبوا‏ ‏أعداءكم‏. ‏أحسنوا‏ ‏إلي‏ ‏مبغضيكم‏ ‏باركوا‏ ‏لاعنيكم‏. ‏صلوا‏ ‏لأجل‏ ‏المسيئين‏ ‏إليكم‏(‏لوقا‏6:27-28). ‏علمنا‏ ‏المسيح‏ ‏نعمة‏ ‏المغفرة‏, ‏وبفدائه‏ ‏غفر‏ ‏هو‏ ‏أولا‏ ‏خطايانا‏ ‏وغسلنا‏ ‏من‏ ‏آثامنا‏, ‏وفتح‏ ‏باب‏ ‏المغفرة‏ ‏للخطاة‏ ‏أجمعين‏. ‏ودعانا‏ ‏أن‏ ‏نصلي‏ ‏للآب‏ ‏قائلين‏: ‏اغفر‏ ‏لنا‏ ‏ذنوبنا‏, ‏كما‏ ‏نغفر‏ ‏نحن‏ ‏للمذبين‏ ‏إلينا‏.‏وقال‏:‏إن‏ ‏كنتم‏ ‏لا‏ ‏تغفرون‏ ‏للناس‏ ‏زلاتهم‏, ‏لا‏ ‏يغفر‏ ‏لكم‏ ‏أبوكم‏ ‏السماوي‏ ‏زلاتكم‏(‏متي‏6:12‏و‏ 15). ‏إن‏ ‏المصالحة‏ ‏في‏ ‏الصفح‏ ‏عطية‏ ‏إلهية‏ ‏يهبها‏ ‏المسيح‏ ‏لمن‏ ‏يريد‏ ‏السلام‏ ‏الإلهي‏ ‏وبذلك‏ ‏يلغي‏ ‏المسيح‏ ‏خوف‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏أخيه‏ ‏الإنسا‏, ‏ويؤسس‏ ‏سلاما‏ ‏إلهيا‏ ‏لم‏ ‏تعرفه‏ ‏البشرية‏ ‏من‏ ‏قبل‏, ‏يشمل‏ ‏الجميع‏ ‏فيوصينا‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏:‏اتبعوا‏ ‏السلام‏ ‏مع‏ ‏جميع‏ ‏الناس‏(‏عبرانيين‏12:14).‏
‏*‏وسلام‏ ‏المسيح‏ ‏يتطلب‏ ‏العدل‏ ‏ومساعدة‏ ‏الفقراء‏ ‏والمحتاجين
لايتحقق‏ ‏السلام‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏ساد‏ ‏العدل‏ ‏بين‏ ‏الناس‏, ‏وفي‏ ‏يوم‏ ‏السلام‏ ‏العالمي‏, ‏أول‏ ‏يناير‏ 2002, ‏حملت‏ ‏رسالة‏ ‏قداسة‏ ‏الباب‏ ‏يوحنا‏ ‏بولس‏ ‏الثاني‏ ‏هذا‏ ‏العنوان‏:‏لا‏ ‏سلام‏ ‏بدول‏ ‏عدل‏ , ‏مؤكدة‏ ‏أنالعدل‏ ‏هو‏ ‏عماد‏ ‏وأساس‏ ‏السلام‏ ‏الحقيقي‏. ‏ومن‏ ‏متطلبات‏ ‏العدل‏ ‏أن‏ ‏ينال‏ ‏الفقراء‏ ‏والمحتاجون‏ ‏حقهم‏ ‏في‏ ‏العون‏ ‏والاهتمام‏. ‏وعلمنا‏ ‏المسيح‏, ‏ملك‏ ‏السلام‏, ‏أن‏ ‏ميزان‏ ‏الحكم‏ ‏في‏ ‏الدينونة‏ ‏الأخيرة‏ ‏هو‏ ‏موقفنا‏ ‏من‏ ‏هؤلاء‏, ‏وسماهمإخوته‏ ‏الصغار‏:‏كل‏ ‏ما‏ ‏عملتموه‏ ‏لواحد‏ ‏من‏ ‏إخوتي‏ ‏هؤلاء‏ ‏الصغار‏ ‏فلي‏ ‏عملتموه‏...‏وكل‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏تعملوه‏...‏فلي‏ ‏لم‏ ‏تعملوه‏(‏متي‏25:40‏و‏45) ‏نعم‏, ‏سلام‏ ‏المسيح‏ ‏هبه‏ ‏إلهية‏, ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏عمل‏ ‏دائم‏ ‏وجهاد‏ ‏لا‏ ‏ينقطع‏ ‏للخير‏ ‏والمحبة‏. ‏فالسلام‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏وفي‏ ‏العالم‏ ‏لن‏ ‏يتحقق‏ ‏دون‏ ‏مساهمة‏ ‏كل‏ ‏إنسان‏. ‏لأن‏ ‏الذي‏ ‏يمتلك‏ ‏قلبا‏ ‏متفتحا‏ ‏لله‏, ‏وإرادة‏ ‏عاملة‏ ‏للخير‏, ‏يعطي‏ ‏ثمار‏ ‏الروح‏, ‏ومنهاالمحبة‏ ‏والفرح‏ ‏والسلام‏(‏غلاطية 5 : 22).‏

This site was last updated 09/06/11