Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 هوايات الملكة نازلى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أيام الملكة الأخيرة بالمنفى
Untitled 3043

Hit Counter

 

هوايات الملكة ..سلطانة أشبه بملكة البجع التى تقرأ الشعر طوال اليوم
المصرى اليوم كتب صدام كمال الدين ٢٩/ ١٠/ ٢٠١٠

هل كان الملك فؤاد السبب الرئيسى فى التحولات العديدة التى أصابت حياة الملكة نازلى.. وهل كان حرمانها من أن تعيش حياتها وتمارس هواياتها التى كانت تحبها وتعشقها هو السبب، أم كانت شخصية غير مستقرة أو متزنة وتبحث عما يشبع رغباتها وأهواءها.
الكاتب عادل ثابت فى مؤلفه «الملك الذى غدر به الجميع»، الذى كانت والدته ابنة خالة الملكة نازلى وأقرب صديقاتها إليها يقول: كانت دادتنا تقول «إن الملكة نازلى أشبه بملكة البجع فى القصص الخرافية، شخصية محبوبة تقرأ الشعر طوال اليوم، وأبغض الأشياء إليها هى المربية الإنجليزية للبلاط الملكى، مسز نايلو، التى استخدم الملك فؤاد مهاراتها الصارمة لتحكم الجزء المخصص للأطفال، وتفرض نوعا من عنابر سجن (بريكستون) على الأمير الشاب فاروق وشقيقاته الأربع، وعن هواياتها يقول طارق حبيب فى كتابه «ملك وثلاثة رؤساء» عن الملكة نازلى: «ذات مرة سألتها صحفية أمريكية أثناء حديث معها: كلمينى عن حياتك؟ فقالت نازلى : أحب القراءة والرحلات،
لكن لصعوبة قيامى بالرحلات ليس أمامى سوى القراءة، فأرجو أن ترسلى لى بعض الكتب عن الحركة النسائية فى أمريكا عن طريق مدام قطاوى – كبيرة الوصيفات – لأنك إذا قمت بإرسالها عن طريق الملك فؤاد فسوف يصادرها، طبعا هذا الأمر لم يكن يهم الصحفية فى شىء، فنشرت هذا الحديث كاملا، ولذلك ثار الملك فؤاد، وأمر ألا تقابل الملكة صحفيا فى حياتها بعد ذلك، وكانت تخرج ثلاث أو أربع زيارات تقليدية فى السنة، منها زيارة السلطانة (ملك) زوجة السلطان (حسين كامل) أما باقى السنة فتظل داخل السرايا.»
أما عادل ثابت فيقول: «كانت الملكة هاوية متحمسة للتصوير الفوتوغرافى، تقوم بتحميض صورها وطبعها بنفسها، كما كانت رسامة جيدة أيضا ومضت الحياة بالملكة نازلى فى هدوء مريح وكانت تشاهد الأوبرا فى موسم الشتاء عند بدء العروض الأولى الكبرى».
ويضيف عادل ثابت: «فى نوفمبر ١٩٣٦ أصبح معروفا أن فاروق يحب صافيناز ذوالفقار، وتأكدت الملكة الأم من ذلك، وكانت فى ذلك الوقت امرأة فى الأربعين من عمرها، مازالت تحتفظ بمظهرها الجميل، وتحررت مؤخرا بوفاة الملك فؤاد، وكانت تتمتع بطاقة كبيرة وهى تستعد لبدء أول أدوارها السياسية وتوجيه ابنها خلال شلالات المسرح السياسى المصرى ومياهها الضحلة، وكانت الخطوة الأولى هى أن تجعل فاروق الذى ما زال فى طور المراهقة، نقيا يستقر ويتزوج فى أمان من فتاة مطيعة مؤدبة، فتاة من العامة كما كانت هى نفسها، وكان ثمة اعتبار آخر هو خلافة، الملك وكلما أسرع الملك الشاب بإنجاب ابن كان ذلك أفضل وضروريا لمواجهة التهديد الكامن فى مطالبة الأمير محمد على توفيق بحقه فى وراثة العرش».
يؤكد عادل ثابت أن الملكة نازلى عاشت حياة مليئة بالإحباط خلال فترة حكم الملك فؤاد ثم تحولت بعده، فجأة إلى نوع مختلف من الوجود، أصبح لها فيه حرية كلية، ولأنها كانت امرأة طموحاً قوية الإرادة اختارت وأشرفت على زواج ابنها بنفسها، بل وأدارت المسألة برمتها حيث كانت مديرة المسرح من وراء الكواليس، لكنها أدركت بعد زواج ابنها أن فريدة الشابة ليست تلك البنت الصغيرة التابعة، وإنما اتجهت إلى أن تقوم بدور الملكة، وهنا كانت تكمن بذور النزاع، فلم تكن نازلى بطبيعة الحال مستعدة للسكوت على ذلك، وأخذت موقفا غريبا للغاية،
حيث استطاعت أن تعدل الدستور، لتسجل فيه وجود ملكة ثانية، لتظل هى الملكة الأم التى احتفظت بكل الامتيازات الملكية، وبدا أنها احتلت مركزا مسيطرا داخل الأسرة الحاكمة، وكان الدستور المصرى يومئذ مأخوذا عن الدستور البلجيكى الذى يجعل وضع الملكة الأم ثانويا بالنسبة لوضع زوجة الملك الحاكم، غير أن قوة الملكة نازلى وشخصيتها جعلت - فى الواقع - من المستحيل على الملكة فريدة أن تسيطر فى وجود حماتها، وأيضا لأن نازلى كانت ترتدى عادة ثيابا أحسن، كما أنها أطول قامة وأكثر رشاقة،
ومن ثم فإنها كانت قادرة بمجرد وجودها على أن تظهر سيطرة تثير استياء المرأة الأصغر سنا، وكان على فاروق أن يتحمل ثقل وطأة تلك المشكلات، وكانت المواجهة بين الملكتين تحمل تضمينات سياسية، فقد كانت الملكة نازلى باعتبارها الأكثر علما واطلاعا وحكمة تؤيد سياسة تقارب زعامة الوفديين الوطنيين والملك، إذ كانت تعتقد أن ابنها يستطيع أن يجد صديقا ومؤيدا مخلصا فى زعيم الوفد النحاس باشا، الذى كانت زوجته زينب الوكيل صديقة شخصية لها، وكانت تعرف أيضا عدم خبرة فاروق، ومكائد دار المندوب السامى التى تهدف إلى الإبقاء على التباعد بين الملك وزعامة حزب الوفد،
وكان فاروق أصغر من أن يمارس نوع اللعبة التى كان والده بارعا فيها، وأظهرت الملكة نازلى هنا فطنة سياسية غير عادية ممزوجة بمستوى معين من الشجاعة، إذ إن معارضة دار المندوب السامى البريطانى كانت عملا محفوفا بالخطر دون شك، وبلغت محاولات الملكة نازلى للعب بالسياسة نهايتها عندما أحبت حسنين باشا صديق البريطانيين وانطلقت فى علاقة غرامية مع أكثر الوزراء موالاة للبريطانيين.

 

This site was last updated 10/30/10