Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

رأى آخر فى المسجد الأقصى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المسجد الأقصى بالجعرانة
أبونا زكريا المسجد الأقصى بالجعرانة
رأى  فى المسجد الأقصى

نقلا عن موقع منطق الإسلام ولا نعرف هل هذا موقع شيعى أم لا دينى أم قرآنيين

 

 الإسراء و المعراج - الكذبة الكبرى
البراق - الدابة الخرافية تعج كتب السنة بالكثير من القصص و الأساطير التي لا تنافي العقل و المنطق و حسب و إنما تضرب بعرض الحائط قوانين الطبيعة و حيز المكان و الزمان و الفيزياء و كل علوم الإنسان. ربما كانت تلك الأساطير هي الطريقة الوحيدة للسيطرة على الإنسان القديم من خلال الترويج للأساطير الخارقة للعادة للتدليل على صدق حدث معين. فالراوي إما لسذاجته أو لمآرب أخرى يركن للإسلوب القصصي الإعجازي لإثبات حدث معين. يساعده على ذلك الإستعداد الفطري لدى الإنسان على تبنى الأحلام و تصديقها ايضا و في آحيان كثيرة تمجيد تلك القصص حتى تصل إلى درجة القدسية الدينية. و عندما تصل الخرافة إلى حد التقديس يصعب محوها من الذاكرة أو حتى مناقشتها مناقشة عقلية منطقية. فالدين يمثل الإله القادر على فعل أي شيء و كل شيء فبإضافة البعد الإلهي القادر على تنفيذ الخوارق بسهولة و يسر يصبح من السهل إقناع المتلقي بأي خرافة مهما بلغت من الغرابة أو حتى السذاجة.
بعد أن تتحول الخرافة إلى دين تنتقل إلى بعد آخر و هو الرسوخ كعقيدة تستنبط منها الأحكام الشرعية أو سواها. لتستمر العقيدة فإنها بحاجة لحماة يذودون عنها و هذا ما يمثله رجال الدين ممن ورثوا الخرافة التي بنيت عليها العقيدة. بعد مرور زمن طويل و رحيل رواة الخرافة الأصليون يتعذر على الأجيال الاحقة التأكد من صدق تلك العقيدة أو الأسطورة الخرافية. فالزمن لا يعود إلى الوراء أبدا و يبقى علينا إما تصديق الخرافة إكتفاءً بمصداقية الأجيال التي عاشت في زمن ظهور الخرافة و التدليل على صدقها بعدم معارضة من عاصرها. أما خيارنا الثاني فهو البحث العقلي في تلك الخرافة التي تحولت إلى عقيدة و هنا ندخل في المحظور. نسف النظريات الخاطئة يعني نسف المعتقد من أساسه و ما يترتب عليه من ضياع للمصالح أو تسفيه للعلماء أو رجال الدين.
رجال الدين في هذة الحالة ينقسمون إلى قسمين رئيسيين. القسم الأول يعتقد بصحة العقيدة الخرافية و يدافع عنها بصدق و يعد ذلك تقربا إلى الله بل و قد يصل إلى إعلان الحرب أو الجهاد على كل من يحاول المساس بثوابت العقيدة رغم ما تعانيه من ثغرات. أما القسم الثاني من رجال الدين فهو صاحب المصلحة المباشرة من بقاء العقيدة كما هي في الغالب لأطماع دنيوية أو جاه و ما شابه. هذة الفئة بالذات هي الخطر الأكبر إذ لا تتورع عن إضافة المزيد من الخرافات لدعم الخرافة الأصلية و المحافظة عليها من الضياع. و بين هذا القسم و ذاك تتبلور أقسام و تفريعات أخرى تقترب أو تبتعد عن أحد القسمين الرئيسيين بحسب الحال و المصالح و الظروف المحيطة.
كمسلمين لم نشذ عن تلك القاعدة و كتب الصحاح مليئة بالخرافات التي بنيت عليها خرافات أخرى و للأسف فإن تلك الخرافات قد أثرت حتى على تفسيرنا للقرآن الكريم المحفوظ. فحفظ القرآن لم يغني عن دخول الخرافات التي حمت نفسها بآلية من الأحاديث الباطلة لتؤكد وجودها و الأدهي من ذلك أنها أصلت الخرافة بحمايتها على شكل أحاديث تنسب للرسول عليه الصلاة و السلام. هذا حتى وصلنا هذة الأيام إلى حد تكفير كل من يحاول العودة للدين الصحيح المحفوظ في القرآن الكريم. حتى تفسير القرآن لا يؤخذ على ما يفهمه القارىء و لكن يفسر بما يخدم الخرافة الأصلية و لحماية التفسير الخاطىء تم إستنباط علم التفسير.
علم التفسير أغرقنا في بحر من الخرافات الداعمة للخرافة الأصلية و إن أدى ذلك إلى تحريف التفسير المنطقي والحقيقي لآيات القرآن حتى صار التفسير المغلوط هو الصواب و التفسير الصحيح المفهوم من الآيات هو الخاطىء. السلفيون على وجه الخصوص يعانون من ذلك أيما معاناة. فبحسب عقيدة السلفي فإنه يجب عليه الرجوع في كل صغيرة أو كبيرة إلى تفاسير السلف من رجال الدين. فهذة عقيدة راسخة لدى القوم و يتفاخرون بها و يمجدونها أيما تمجيد و هي تمثل جوهر الحركة السلفية. بهذا يعلنون مبدأ التمسك بالخرافات و في الحقيقة فإن السلفي بحكم ما يعتقده لا يمكن له أن يفكر في مضمون أي آية قرآنية دون الرجوع إلى كتب التفسير و إن حدث و فكر في يوم من الأيام ووجد بأن منطقه يختلف مع ما وصل إليه من خرافات التفسير فإنه بكل بساطة يلغي عقله و يتبنى الخرافة.
من أكبر الخرافات التي حرفت الدين عن مسار القرآن و ألقت به في متاهات الحديث و عبث المفسرين هي خرافة الإسراء و المعراج. نعم فهذة أكبر خرافة بين كل الخرافات و هي تشكل أساس كل الخرافات التي إنبثقت منها أو إستحدثت بعدها و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ا
لإسراء و المعراج خرافة الخرافات:
من المؤسف حقا أن تتسلل مثل هذة القصص الخرافية إلى الدين و تتحول بمرور الوقت إلى منهج عبادة و تبنى عليها مبادىء و قيم ليست من الدين و لا الحكمة في شيء. فما الذي نستفيده من كون الرسول أسري به إلى المسجد الأقصى و ما فائدة المعراج الذي لم يحدث من الأساس. لو سلمنا بحدوث المعراج و هذا مستحيل بكل تأكيد و لكن على إفتراض أن الرسول قد أعرج به إلى السماء السابعة كما تقول الأسطورة، فما الفائدة التي ستعود علينا بل على المسلمين في ذلك الوقت؟ منطقيا لا شيء و عمليا لا شيء. فهل أسلم كفار قريش بسبب حادثة الإسراء و المعراج؟ و أين الأخبار التي سرت في ذلك الوقت عن الإسراء و المعراج؟ فهل يعقل حادثة عظيمة لم تثر عاصفة من الأحداث في زمن حدوثها و تمضي و كأن شيئا لم يحدث؟ فهل الهجرة إلى المدينة كانت أكبر قدرا من معجزة المعاجز الإسراء و المعراج لتتخذ تأريخا للمسلمين؟
لكن لنترك التساؤلات العقلية جانبا و نتوجه للقرآن الكريم. نحن متفقون بأن القرآن الكريم هو كلام الله الذي لم يطله التحريف و قد أثبت المسلمون ذلك بشتى الطرق لذا لن نناقش ثوابتنا الإسلامية و لكن سنبني عليها.
ي
قول الله في محكم تنزيله من سورة الإسراء:
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴿١﴾
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ﴿٢﴾
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴿٣﴾
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿٤﴾
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ﴿٥﴾
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴿٦﴾
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا ﴿٧﴾
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾

من هنا تبدأ الخرافة. فالآية الأولى من سورة الإسراء تتحدث بوضوح عن الإسراء فقط لا غير فمن أين جاء المعراج؟ هذا إذا فرضنا أن الإسراء قد حدث بالكيفية التي وصلتنا و إلى المسجد الأقصى الذي بناه الوليد بن عبد الملك خلال فترة حكمه للدولة الأموية. ليس في القرآن ما يشير للمعراج لا من قريب و لا من بعيد و هذا شيء غريب فعلا. لم يذكر الله في كتابه حادثة عظيمة مثل المعراج بينما ذكر بالتفصيل حادثة تكليم موسى عليه السلام.
ثانيا و هو الأهم، أن الآيات التي تلي الآية الأولى تتحدث عن موسى و بني إسرائيل. فهل يعقل أن يتحدث الله عن الإسراء بمحمد و يعقبها بسبع آيات عن موسى و قومه؟ أليس من المنطقي أن تستمر الآيات في الحديث عن محمد؟ هل يوجد في القرآن آية أخرى يبدأ بها الله في الحديث عن موضوع و من ثم يقفز في الآيات التي تليها إلى موضوع مختلف تماما؟ حتى أسوأ المؤلفين لا يخطىء مثل هذا الخطأ فما بالنا بالله الذي لا ينزل حرفا إلا في مكانه الصحيح.
هذة الآية إنما تتحدث عن نبي الله موسى و عن قومه. فموسى هو من أوحى إليه الله بالإسراء من المسجد الحرام المعروف لنا جميعا إلى المسجد الأقصى و هو مسجد سيدنا إبراهيم عليه السلام و هو موجود في أنحاء مكة. ربما تندهش و لكن موسى عاش في جزيرة العرب و كذلك اليهود لكن الله قد كتب عليهم التيه و الضياع في الأرض جزاء بما صنعوا. لقد مسح الله ذاكرتهم جميعا و ذاكرة من يعيشون حولهم كي لا يعودوا أبدا و أقرب مكان إستطاعوا الوصول إليه هو يثرب حيث أقاموا قلاعهم و هي منطقة قريبة من المدينة المنورة و ليس المدينة نفسها كما يعتقد البعض.
مكة هي أرض الرسالات و ليست القدس. سيدنا إبراهيم عاش في نواحي مكة و كذلك موسى و عيسى و أخيرا محمد صلى الله عليه و سلم. يمكن إستكمال هذا المبحث في كتاب سنة الأولين في باب الحديث عن الإسراء و المعراج و لكن ما نحن بصدده هو الآية الكريمة و كيف تم حرفها من معناها الأصلي الدال على موسى ليتحول إلى محمد و تبنى عليه قصة خرافية كاملة و إن كانت غير مترابطة و غير منطقية ثم يتمادى راوي الخرافة الكذاب الأشر إلى تحويل الإسراء إلى معراج في السماء إلى بقية القصة و رؤية الجنة و النار و روايات كثيرة أخرى لم ينزل الله بها من سلطان.
على هذا الأساس إكتسب المسجد الأقصى بفلسطين قدسية ليست له و نسي المسجد الأقصى الحقيقي و هو الموجود في مكة نفسها. هذة الكذبة أضاعت علينا معرفة شيء في غاية الأهمية لطالما إحتج به المتمسكون بالسنة كمصدر تشريع و هو كيفية الصلاة و عدد ركعاتها. هم معذورون فهم أجيال خرجت في زمن فتن و محن، زمن ليس فيه إتصالات و تكنولوجيا حديثة تساعدهم على تقصي الحقائق و لهم ما يسمعونه و ما يروجه أعداء الدين سواء من اليهود أو المنافقين أو الجهلاء.
فأرض فيها المسجد الحرام و المسجد الأقصى و مساجد أخرى منتشرة و هي المركز الديني الذي يحج له الناس كل عام ليس غريبا على أهلها معرفة الصلاة و هي ملة إبراهيم الحنيفية.
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿البقرة: ١٢٥﴾
و لو تمعنا في معنى هذة الآية لعرفنا بأن الله قد أرسل إبراهيم للناس جميعا و جمع له الناس حول البيت فعلمهم الصلاة بكيفيتها المعروفة لدينا من ركوع و سجود و مساجد و إعتكاف و أمره هو و إبنه إسماعيل بالقيام بأمر البيت و رعاية الحجيج من المؤمنين. لذلك ليس غريبا أن لا يذكر الله الصلاة في القرآن لأنها معروفة لدى العرب و قد كانوا يؤدونها و لو أنهم كانوا يشركون في عبادتهم الأصنام.
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴿آل‌عمران: ٦٨﴾
و هذة الآية تزيدنا تأكيدا بأنه كان هناك من يتبع ملة إبراهيم حتى قبل بعثة محمد، بل أن محمد نفسه كان يتعبد بدين أبيه إبراهيم و ما يتبع ذلك من صلاة و صيام و دعاء و غيره إلتزامات. الصلاة كانت معروفة لدى العرب و إلا فكيف سيعرف الرسول دين الحنيفية إن لم يكن منتشرا في زمانه. و ما إختلاف الرسول عليه الصلاة و السلام مع كفار قريش إلا على صرف العبادة إلى غير الله كما هو حاصل في مذاهب الشيعة اليوم. فقد هداه الله إلى توحيده و الإبتعاد عن عبادة الأصنام كسائر أهل قريش. و هذا ما أخبر به القرآن في آية صريحة موجه إلى محمد.
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ١٦١﴾
فنحن الآن أمام خيارين إما أن نصدق القرآن الذي يقول بأن الصلاة هي إمتداد طبيعي لدين الحنيفية المنتشر في جزيرة العرب أو نصدق خرافات البشر و حادثة الإسراء و المعراج و كيف أن الصلاة كانت خمسون صلاة في اليوم و لكن الرسول قد فاوض الله لتخفيفها إلى خمس صلوات فقط و كأن الرسول يعلم حال البشر أكثر من الله أو كأن الله إنسان يمكن التفاوض معه.
على هذا الأساس تسقط رواية الإسراء و المعراج و كل ما ترتب عليها من أحاديث باطلة و إن سقطت رواية الإسراء و المعراج سقطت معها جميع الأحاديث دون إستثناء، فمن يكذب كذبة بهذا الحجم لا يؤخذ منه شيء.

 

This site was last updated 11/04/16